هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التخطيط والإشراف على بر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 21 ]       »     دورة : المعايير الحديثة لنظم ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 24 ]       »     دورة : المعايير الحديثة لنظم ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 18 ]       »     المحامية رباب المعبي : حكم لصا... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 88 ]       »     المحامية رباب المعبي تحصل على ... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 229 ]       »     تطبيق طبيب استشاري الأسرة [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 287 ]       »     محكمة الاستئناف بالرياض تُلزم ... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 379 ]       »     دورة : أفضل الممارسات في استخد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 549 ]       »     دورة : مهارات الكتابة الإحتراف... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 541 ]       »     رواية درب العشق [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 587 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 10-21-2011, 11:15 AM   #3
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام


الصورة الرمزية السيد عباس ابو الحسن
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



ثالثًا- العدول في حروف النفي :

نجد أن التعبير القرآني قد خالف في الاستعمال بين أداتي النفي بـ( ما ) ، و( إِنْ ) ، فعدل في الأسلوب عن ( ما ) إلى ( إنْ ) كثيرًا . وقد ذكر النحاة أنَّ ( إنْ )(30): حرف نفي يدخل على الجملة الفعلية والاسمية ؛ نحو قوله تعالى :﴿ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾[التوبة: 107] . أي : ما أردنا إلا الحسنى . وقال مجاهد (ت 103هـ) :« كل شيء في القرآن ( إنْ ) فهو إنكار »(31).
وقال الراغب (ت 502هـ) في ( إنْ ) هذه(32) : « وأكثر ما يجيء يتعقبه ( إلا ) ؛ نحو :﴿ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنّاً ﴾[الجاثية: 32] . و:﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ﴾[المدثر: 25]. و:﴿ إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ [ هود: 54] ». وكذلك الحال مع حرف النفي ( ما ) ، فهو يدخل على الجملة الفعلية والاسمية .
ويذكر النحاة أن ( إنْ ) بمنزلة ( ما ) في نفي الحال(33) . ويقول برجشتراسر(34) :« و( إنْ ) تكاد تطابق ( ما ) في وظيفتها ، وأكثر وقوعها قبل ( إلا ) للجناس بينهما ؛ نحو :﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ ﴾[يوسف: 40] » .
ويذكر أحمد ماهر البقري في أساليب النفي في القرآن أنه(35) « لا نكاد نجد فرقًا بين ( إنْ ) ، و( ما ) ؛ إذ هما لنفي ما في الحال غالبًا » .
والحقيقة أن التعبير القرآني قد فرق بينهما في الاستعمال ، من خلال ما نلحظه من المخالفة بينهما ، والعدول عن حرف إلى آخر منهما . وقد تتبع فاضل السامرائي المخالفة بين الأداتين في الاستعمال القرآني ، فوجد أن النفي بـ( إن ) آكد من ( ما )(36) ، يدل على ذلك- كما قال- اقترانها الكثير بـ( إلا ) . وهذا ما يعطيها قوة وتأكيدًا ؛ فإن في القصر قوة ؛ وذلك نحو قوله تعالى :﴿ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا [إبراهيم: 10]. وقوله تعالى :﴿ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ ﴾[الإسراء: 44] .
ونضيف إلى ما قاله السامرائي أن ( ما ) قد تأتي مقترنة بـ( إلا ) ؛ ولكن هذا ليس هو الغالب في استعمالها ، في حين أن ( إنْ ) النافية غالب في استعمالها اقترانها بـ( إلا ) ، والقصر بـ( إلا ) يرد للتأكيد ؛ وذلك يوحي بقوتها في التأكيد أكثر من ( ما ) .
ومن خلال السياقات القرآنية التي وردت فيها ( إن ) النافية ، نجد أن النفي بها آكد وأقوى . وهذا يفسر لنا دلالة المخالفة في السياقات القرآنية التي ورد فيها العدول عن ( ما ) إلى ( إن ) ؛ نحو قوله تعالى على لسان النسوة :﴿ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ ﴾[يوسف: 31] . فقد جاء النفي ابتداء بـ( ما ) ، فقال :﴿ مَا هَـذَا بَشَراً ﴾ ، ثم عدل عنه إلى النفي بـ( إن ) ، فقال :﴿ إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ ﴾ . ولم يطرد السياق على نمط واحد من النفي فيكون :( ما هذا بشرًا ، ما هذا إلا ملك كريم ) ؛ وذلك لأن نفي البشرية عنه أهون من إثبات وصف الملائكية له ، فأتى بـ( إنْ ) فيما هو آكد ؛ إمعانًا في تأكيد صفة الملائكية له في الحسن والهيئة ، ونفي ما سواها عنه ؛ إذ القصر بـ( إلا ) يفيد دلالتي النفي ، والإثبات معًا(37) ، فقد أثبت له صفة الملائكية ، ونفى عنه ما دونها .
ومنه قولـه تعالى :﴿ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ ﴾[يس: 15] . فأتى بحرف النفي ( ما ) ابتداء ، فقال :﴿ مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا .. وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن ﴾ ، ثم عدل بعد ذلك إلى ( إن ) ، فقال :﴿ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ ﴾ . ولو جرى السياق على نسق واحد لكان :( وما أنتم إلا تكذبون ) . ويرجع هذا إلى أن « نفي الثاني أقوى ، فجاء به بـ( إنْ ) ، فإن الأول إثبات البشرية ، والثاني الكذب ، وهم بشر لا شك في ذلك ، فجاء به بـ( ما ) ، والثّاني إثبات الكذب للرسل -عليهم السلام- وإنكار أن يكونوا صادقين ، وهو يحتاج إلى توكيد أكثر فجاء به بـ( إنْ ) »(38) .
وهذا الأمر يطرد في التعبير القرآني ، فحيثما وجد النفي بـ( إن ) ، فهو آكد من النفي بـ( ما ) . ومن ذلك أيضًا قوله تعالى :﴿ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ [الجاثية: 24] . فقد اطرد النفي بـ( ما ) في السياق كله ؛ إلا قوله :﴿ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ، فقال :﴿ مَا هِيَ .. وَمَا يُهْلِكُنَا .. وَمَا لَهُم بِذَلِكَ .. إِنْ هُمْ ﴾ . وسبب هذا العدول إلى ( إن ) النافية هنا : أن هذا التعقيب هو رد من المولى عز وجل على كلامهم السابق ، فناسب ذلك الإمعان في التأكيد على مرحلتين : الأولى : بالنفي بـ( ما ) ، في قوله :﴿ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ ﴾ ، بدليل مجيء ( من ) للتأكيد في قوله : ﴿ مِنْ عِلْمٍ ﴾ ، فأفادت نفي وجود أي شيء لهم من العلم ، ثم ارتقى التأكيد بالنفي-في المرحلة الثانية- إلى مستوى أعلى من سابقه ، فقال :﴿ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ، فكانت ( إن ) هنا أنسب في التأكيد من ( ما ) .
وهو ما يظهر لنا جليًّا أيضًا في خطاب نبي الله شعيب- عليه السلام- لقومه بقوله : ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ ﴾[هود: 88] . فعدل في النفي عن ( ما ) إلى ( إن ) ، فقال :﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ ﴾ ، ولم يقل :( وما أريد إلا الإصلاح ) ، فيطرد النفي بـ( ما ) ؛ لأن نبرة التأكيد قد ارتفعت لدى نبي الله شعيب عليه السلام ، فأمعن في التأكيد لقومه المكذبين له بقوله :﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ ﴾ ، مؤكدًا بذلك هدفه من رسالته ودعوته .
ويستوقفنا في هذا المقام قول المولى عز وجل مخاطبًا نبيه صلى الله عليه[وآله] وسلم بقوله :﴿ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ * إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ ﴾[فاطر: 22- 23] . فلم يطرد النفي بـ( ما ) ، فيكون :( وما أنت إلا نذير ) ؛ كما قال :﴿ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ ﴾ ؛ وذلك لأن النفي في الأولى :﴿ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ ﴾ ، أمر مسلم به ، فلا يحتاج إلى مزيد تأكيد . فإسماع الموتى أمر مستحيل تصوره وحصوله ، سواء أكانوا موتى القلوب ، أم موتى الأجساد ؛ لكنه عدل بعد ذلك إلى ( إن ) ، فقال :﴿ إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ ﴾ ؛ لأن المولى عز وجل أراد في هذا السياق الإمعان في التأكيد لنبيه صلى الله عليه[وآله]وسلم أنه نذير فحسب ، ولا يملك القدرة على هداية قلوب الخلق ؛ وإنما وظيفته الإنذار .
والرسول صلى الله عليه[وآله] وسلم يعلم أنه نذير، فما دلالة التأكيد بالقصر في هذا السياق ؟ والجواب :« أنهُ نزّل الرسول صلى الله عليه[وآله] وسلم منزلة من يعتقد أنه يملك مع صفة الإنذار القدرة على هداية الناس ؛ لأنه لما كان جاهدًا في دعوة القوم ، شديد الحرص على هدايتهم ، صار في حكم من يظن أنه يملك مع صفة الإنذار صفة الهداية ، فجرى الأسلوب كما يجري في خطاب الشك فقيل :﴿ إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ ﴾ »(39) .
وقد يرد العدول في النفي متمثلاً في المخالفة بين ( لم ) ، و( ما ) . وعلماء النحو يذكرون أن ( لم ) تدخل على المضارع ، فتقلب زمانه إلى الماضي ، و( ما ) تنفي الفعل الماضي ، فتقول : ( لم أذهب ) ، و( ما ذهبت ) ، فيفيدان الدلالة على المضي .
ولكن ، هل النفي بـ( لم ) ، و( ما ) يتماثلان ، فيكون النفي في قولهم :( لم أذهب ) هو معنى النفي في قولهم :( ما ذهبت ) ؟ وأن جملة ( لم أذهب ) هي في المعنى :( ما ذهبت ) ؛ لتحول الفعل المضارع إلى الماضي مع ( لم ) ، أم أن هناك فرقًا دلاليًّا بينهما ؟
ويرى الباحث أن ( لم ) ، و( ما ) ليستا متماثلتين تمامًا في النفي ؛ بل بينهما فرق دقيق ، « فليس من حكمة العربية أن تجعل أداتين مختلفتين متشابهتين تمامًا في المعنى ، ولا بد أن يكون لكل واحد منهما خصوصية ليست في الأخرى »(40) ، « والعربية تميل إلى التفريق والتخصيص »(41) .
وقد ذهب بعض علماء اللغة المعاصرين إلى التفريق بينهما ؛ فإبراهيم أنيس يرى(42):« أن ( لم ) منحوتة من :( لا ) ، و( ما ) ، ويترتب على ذلك التأصيل أنها آكد من النفي بأداة بسيطة مثل ( ما ) . أو على الأقل لا يمكن أن يصبح النفي بـ( لم ) أضعف من النفي بـ( ما ) » . وكذلك قال براجشتراسر عن ( لم )(43)، قال :« إنها ربما ركبت من :( لا ) ، و( ما ) الزائدة » .
ويرى شيخنا الدكتور سمير استيتية(44):« أن النفي بـ( لم ) الداخلة على الفعل المضارع تفيد استغراق النفي لكل جزيئات الزمن الماضي ، في حين أن النفي بـ( ما ) يفيد نفي الماضي بعمومه ؛ لذلك كان نفيها آكد من ( ما ) . وهو ما نجده واضحًا في الاستعمال القرآني ؛ من ذلك قوله تعالى :﴿ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ﴾[البقرة: 259] . « فجاء بـ( لم ) ؛ وذلك لأن تغير الشراب والطعام يحصل تدريجيًّا ويستمر ، وليس دفعة واحدة ، فجاء بـ( لم ) للدلالة على أنه لم يحصل شيء من ذلك . ولو جاء بـ( ما )، وقال :( ما تسنه ) ، لأفاد نفي التسنَّه ، وهو التغير بصورته النهائية التامة »(45) .
ونجد هذا المعنى في تأكيد النفي بـ( لم ) واضحًا أيضًا في قول العذراء :﴿ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ﴾[مريم: 20] . فهو إمعان في النفي من أن تكون قد تلبست بهذا الوصف في أي مرحلة من مراحل حياتها ، فضلاً من أن يكون هذا وصفًا معروفًا لها . في حين كان خطاب قومها لها :﴿ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴾[مريم: 28] ، فجاء النفي منهم بـ( ما ) ، فلم يقولوا :( ولم تك أمك بغًّاً ) ؛ لأنه ليس بمقدورهم الإطلاع على كل أزمنة حياة أمها حتى يصدر النفي منهم بصيغة التجدد والحدوث ؛ وإنما جاء النفي منهم بصيغة العموم ، فقالوا :﴿ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴾ ، فهذا هو المعروف والمشهور للناس من حال أمها بصفة العموم ؛ لذا كان النفي منها أبلغ وأدق وأنفى للتهمة ؛ لكونها أدرى بكل لحظات حياتها وتصرفاتها(46) .
ومما سبق يتضح أن النفي بـ( لم ) للفعل المضارع يفيد نفي أدنى درجات حدوث الفعل في زمنه الماضي ، فالفعل في حدوثه يمر بمراحل متفاوتة في التحقق والحصول . ونفيه بـ( لم ) يقع على أولى فترات تشكله وحدوثه ، كما أنه يفيد استغراق النفي للزمن الماضي بكل جزئياته ، في حين أن النفي بـ( ما ) يفيد نفي الحدث في الماضي ، بصورته النهائية وبعمومه(47) .
وقد خلص الباحث بعد ذلك من بحثه إلى أن العدول في حروف المعاني هو من أبرز الظواهر الأسلوبية في التعبير القرآني ، وأكثرها ورودًا ، ويمثل مظهرًا من مظاهر الإعجاز البياني في القرآن الكريم . وأن السياق له دور بارز ومهم في تحديد الدلالة المناسبة لهذا العدول . وأنه من خلال تحليل سياقات العدول المتعددة في النص القرآني ، نخلص إلى أن كل عدول في المبنى يصاحبه عدول في المعنى قطعًا .
وتوصل الباحث من خلال تحليل مواطن العدول في حروف المعاني أن كل حرف يختص بدلالة لا يشاركه فيها غيره ، والسياق هو الذي يحدد الدلالة المرادة ؛ وبناء على ذلك لا تناوب في حروف المعاني .
وفي الختام كان المقصد من تناول هذا العدول في القرآن الكريم هو التحليل والتعليل لصوره وأنماطه ، لا الوقوف عند ظاهر التركيب . وهذا جهدٌ لا أزعم فيه أنني قد استوفيت كل جزئيات هذا العدول في القرآن الكريم ، فالنص القرآني أكبر من أن يحيط به دارس ، لكني أفدت منه ما يحقق لي هدف هذا البحث .
د/ عبد الله علي الهتاري
أستاذ مساعد بكلية الآداب والألسن/ قسم اللغة العربية
جامعة ذمار/ اليمن
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الهوامش
(1) الكشاف، 3/289.
(2) التفسير القيم، ابن القيم، جمعة محمد أويس الندوي، ت: محمد حامد الفقي، 15-16.
(3) من أسرار حروف الجر في الذكر الحكيم، 69.
(4) من أسرار حروف الجر، 69.
(5) من أسرار حروف الجر، 69.
(6) الكشاف، 1/500.
(7) انظر: الإتقان في علوم القرآن، 1/167.
(8) التحرير والتنوير، 14/114.
(9) رواه البخاري، 5/2027، برقم (4986).
(10) لكتاب، 4/216.
(11) شرح الكافية، 6/145.
(12) الكتاب، 4/217.
(13) يقرو: يتبع.
(14) الجنى الداني، 426.
(15) نتائج الفكر، 124.
(16) الثَّمام هو عشب، المعجم الوسيط، 1/101
(17) الكتاب، 1/429.
(18) الكشاف، 4/112.
(19) الكشاف: 4/202.
(20) روح المعاني، 29/169.
(21) انظر: من أسرار حروف العطف، 40.
(22) انظر: من أسرار حروف العطف، 164، والتحرير والتنوير، 10/157.
(23) من أسرار حروف العطف في الذكر الحكيم، محمد الأمين الخضري، 286-287.
(24) المصدر السابق، 287.
(25) نفسه، 287.
(26) انظر: التعبير القرآني، 81.
(27) انظر: من أسرار حروف العطف، 161، والتعبير القرآني والدلالة النفسية، 256.
(28) تفسير أبي السعود، 6/24.
(29) من أسرار حروف العطف، 163.
(30) انظر: مغني اللبيب، 33-34، وحاشية الدسوقي، 1/24، ومعاني القرآن، الفراء، 2/214، 370، والكشاف، 1/374.
(31) الإتقان في علوم القرآن، 1/155.
(32) مفردات القرآن، 27.
(33) انظر: المفصل، الزمخشري، 307، والهمع، 2/116.
(34) التطور النحوي: 174.
(35) أساليب النفي في القرآن، 93.
(36) معاني النحو، 4/200.
(37) انظر: معاني التراكيب، عبد الفتاح لاشين، 2/8-9.
(38) معاني النحو، 1/258.
(39) عبد الفتاح لاشين، 2/27، وانظر: دلائل الإعجاز، 334.
(40) معاني النحو، 1/252.
(41) التطور النحوي، 90.
(42) من أسرار اللغة، 115، وانظر: البرهان، 2/379.
(43) التطور النحوي، 173.
(44) سماعاً منه.
(45) معاني النحو، 4/196.
(46) انظر: البرهان في علوم القرآن، الزركشي، 2/395.
(47) لا يتفق الباحث في هذا الأمر مع فاضل السامرائي فيما ذهب إليه في كتابه معاني النحو (4/193) من أن النفي بـِ( ما ) آكد من النفي بـ( لم ) ، فما ذكرناه في هذا المقام من أقوال العلماء ، وما تدل عليه سياقات نصوص القرآن يدلل على ما قررناه هنا .


 
 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء








رد مع اقتباس
 


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 10:31 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية