جهاد الامام السجاد عليه السلام - :: منتديات ثار الله الإسلامي ::
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : مقدمة في هندسة الجودة [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 48 ]       »     دورة : إدارة الخدمات اللوجستية [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 54 ]       »     دورة : التسويقات الجردية والأخ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 51 ]       »     دورة : الهندسة الإكلينيكية [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 49 ]       »     دورة : التسويق الإلكتروني [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 92 ]       »     دورة : تحقيق أقصى قدر من الكفا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 82 ]       »     دورة : المحاسبة والتحليل المال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 113 ]       »     دورة : الادارة الفنية الحديثة ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 109 ]       »     دورة : الأخصائي المعتمد في إدا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 120 ]       »     دورة : الإبداع والتميز في قراء... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 123 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات
غنيمة عبدالرحمان من: الكويتبسم الله الرحمن الرحيم وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ(117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(118)فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ(119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ...         ام وعدد من: مغربhttp://store2.up-00.com/2016-08/1472404284262.png بسم الله الرحمن الرحيم كما وعدنا الدكتور العلامة شيخنا الجليل ( عمرو المغربي ) عضو الأتحاد العالمي لعلماء الفلك بأمريكا وعضو الهيئة العلمية في اوربا www.amrelmaghrbii.blogspot.com والحائز على شهادة...         محبه اهل البيترمضان كريم.......ليش هذا المنتدى مهجور ولااحد يدخل له انا و عمر الصعيدي ومحمد بشار فتحنا المنتدى في الامس ولا تزال القابنا موجوده اكثر الاعضاء تواجدا ليــــــــــــــــش ماتدخلون         الحوراء من: من بيت اهلناسلام حبيت عيد بكل الحبايب كل سنة وانت بخير بس ليه المنتدى ميت ماله روحو وينكم عنا         محبه اهل البيتالسلام عليكم عيد سعيد بمناسبه حلول راس السنه ولاكن تهناتي كانت متاخره ولاكن لاباس عيد سعيد         محبه اهل البيت من: العراقانا اعتذر من الاخوات حرت بين السهم والجود وعقيله الطالبين وشمس قمر وشمس الازل كل الاعتذار واتمنى يسامحني اختكن محبه اهل البيت         الحوراء من: من امام شاشتيسلام لما هذا المنزل الجميل مهجور وهو حق ان يعمر ادخلووتواجد وانورة بحضوركم         الحوراء من: من بيتنا المتواضعقال الإمام السجاد (عليه السلام) : ما من خطوةٍ أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من خطوتين : خطوةٌ يسدّ بها المؤمن صفّاً في الله ، وخطوةٌ إلى ذي رحمٍ قاطع         محبه اهل البيتالسلام عليكم ورحمه الله وبركاته نهنئكم بتتويج الامام المهدي (عج)         محبه اهل البيت من: العراق (بلد الرافدين)السلام عليكم ورحمه الله وبركاته نهنئكم بمولد الرسول الاعضم محمد(ص)        



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
#1  
قديم 12-24-2010, 05:09 PM
الشيخ حسن العبد الله
مشرف
الشيخ حسن العبد الله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 232
 تاريخ التسجيل : Nov 2010
 فترة الأقامة : 5345 يوم
 أخر زيارة : 03-18-2014 (09:42 PM)
 المشاركات : 352 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي جهاد الامام السجاد عليه السلام



جهاد الإمام السجاد (ع) - السيد محمد رضا الجلالي - ص 39 - 48
أدوار النضال في حياة الإمام عليه السلام
أولا : في كربلاء
ثانيا : في الأسر
ثالثا : في المدينة ‹ صفحة 41 ›
إنا نقرأ في سيرة الإمام السجاد عليه السلام - منذ البداية - صفحات من النضال الواضح ، بحيث لا يمكن تجاوزها ، والغض عنها بسهولة :
فحضوره في كربلاء .
ومواقفه في خطبه في الأسر .
وتخطيطه عند الوصول إلى المدينة .
ثلاث محطات للتأمل في سيرة الإمام السجاد عليه السلام ،
وفي بدايتها بالضبط ، تستدعي التوقف عندها لأخذ الشواهد العينية لمعرفة أبعاد نضاله المستقبلي .
وإني أعد هذه البداية مهمة جدا للبحث ،
إذ أنها توقفنا على اتجاه السهم السياسي الذي أطلقه الإمام السجاد عليه السلام ليصيب به هدفه الأول والأخير ،
والذي امتد سيره طول حياته الشريفة .

ولو تأملنا ما في هذه المحطات من أعمال ، وبظروفها وحوادثها ، نرى أنها لم تقصر - في الاعتبار السياسي - عن قعقعة السيوف وصليلها ، ولا عن عدو الخيول وضبحها وصهيلها ، ولا عن وغى العساكر ولجبها ! بل تتجاوز - في بعض الاعتبارات - أثر خروج محدود يؤدي إلى الشهادة ، في تلك الظروف الحرجة المعقدة التي غطى فيها التعتيم على الحقائق ، وظلل الإعلام كل الأجواء ، وأصم الدجل كل الآذان ، وأعمى التزوير كل الأبصار ، وكدر الظلم النور المؤدي إلى النظر الصائب .
فلنقف في كل نقطة مع أهم ما حفظ لنا من خلال المصادر ، ولنقرأ تلك الصفحات : ‹ صفحة 42 ›
أولا في كربلاء

لقد حضر الإمام السجاد علي بن الحسين ، في معركة كربلاء ، إلى جنب والده الإمام الحسين عليه السلام ،
وهذا ما تذكره كل المصادر بلا استثناء .
ويرد في مصادر الوقعة ، اسم ( علي بن الحسين ) في بعض مقاطع رحلة الإمام الحسين عليه السلام في طريقه إلى الشهادة ، وفي بعض الحديث بينه وبين ولده ( علي ) .
ولم يحدد المقصود من ( علي ) هذا ، هل هو السجاد عليه السلام أو أخوه ( علي ) الشهيد عليه السلام ؟
وقد اشتهر أنه هو الشهيد ، لكن ذلك غير مؤكد ، فلعل الذي ورد ذكره ، هو الإمام السجاد عليه السلام ( 1 ) .
والدلالات النضالية في هذا الحضور من وجوه :
أولا : إن هناك نصوصا تاريخية تدل على أن الإمام السجاد عليه السلام قد قاتل يوم عاشوراء وناضل إلى أن جرح ، وهي :
النص الأول : ما جاء في أقدم نص مأثور عن أهل البيت عليهم السلام في ذكر أسماء من حضر مع الحسين عليه السلام ، وذلك في كتاب ( تسمية من قتل ( 2 ) مع الحسين عليه السلام من أهل بيته وإخوته وشيعته ) الذي جمعه المحدث الزيدي الفضيل بن الزبير ، الأسدي ، الرسان ، الكوفي ، من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام ( 3 ) ‹ صفحة 43 › فقد ذكر ما نصه :
( وكان علي بن الحسين عليلا ، وارتث ، يومئذ ، وقد حضر بعض القتال ، فدفع الله عنه ، وأخذ مع النساء ) ( 1 ) .
ومع وضوح النص في قتال الإمام السجاد عليه السلام في كربلاء فإن كلمة ( ارتث ) تدل على ذلك ، لأنها تقال لمن حمل من المعركة ، بعد أن قاتل ، وأثخن بالجراح ، فأخرج من أرض القتال وبه رمق ، كما صرح به اللغويون ( 2 )
النص الثاني : ما جاء في مناقب ابن شهرآشوب - بعد ذكره مشهد علي بن الحسين المعروف بالأكبر وأن الإمام الحسين عليه السلام أتى به إلى باب الفسطاط ، أورد هذه العبارة
( فصارت أمه شهربانويه ولهى تنظر إليه ولا تتكلم ) ( 3 )
ومن المعلوم أن أم علي الشهيد هي ليلى العامرية أو برة بنت عروة الثقفي - كما يراه ابن شهرآشوب –
والمعروف أن ( شهربانويه ) هي أم علي بن الحسين عليه السلام ، فلا بد أن يكون قد سقط من عبارة مناقب شهرآشوب ذكر مبارزة علي بن الحسين السجاد عليه السلام ، وبهذا يكون شاهدا على ما نحن بصدده .
ومن المحتمل أن تكون العبارة مقدمة على موضعها في مقتل علي الأصغر الذي ذكره ابن شهرآشوب بعد هذا النص المنقول ، لأن ابن شهرآشوب ذكر أن أم علي السجاد هي أم علي الأصغر شهربانويه رضي الله عنها ( 4 ) .

النص الثالث :
ما جاء حول مرض الإمام عليه السلام ، إن المصادر تكاد تتفق على أن ‹ صفحة 44 › الإمام السجاد عليه السلام كان يوم كربلاء ، مريضا ، أو موعوكا ( 1 ) إلا أنها لم تحدد نوعية المرض ولا سببه ،
لكن ابن شهرآشوب روى عن أحمد بن حنبل قوله : كان سبب مرض زين العابدين عليه السلام أنه كان ألبس درعا ، ففضل عنه ، فأخذ الفضلة بيده ومزقها ( 2 ) .
وهذا يشير إلى أن الإمام إنما عرض للمرض وهو على أهبة الاستعداد للحرب أو على أعتابها ، حيث لا يلبس الدرع إلا حينذاك ، عادة .
ولا ينافي ذلك قول ابن شهرآشوب : ( ولم يقتل زين العابدين لأن أباه لم يأذن له في الحرب ، كان مريضا ) ( 3 ) .
لأن مفروض الأدلة السابقة أن الإمام زين العابدين قد أصيب بالمرض بعد اشتراكه أول مرة في القتال وبعد أن ارتث وجرح ،

فلعل عدم الإذن له في أن يقاتل كان في المرة الثانية وهو في حال المرض والجراحة . ولو فرض كونه مريضا منذ البداية فالأدلة التي سردناها تدل بوضوح على مشاركته في بعض القتال .

فمؤشرات الجهاد في سيرة الإمام السجاد عليه السلام هي :
أولا : حمله السلاح - وهو مريض - ودخوله المعركة ، إلى أن يجرح ،
يحتوي على مدلول بطولي كبير ، أكبر من مجرد حمل السلاح ! فلو كان حمل السلاح واجبا على الأصحاء ، فهو في الإسلام موضوع عن المرضى بنص القرآن ، لكن ليس حراما عليهم ذلك ، إذا وجدوا همة تمكنهم من أداء دور فيه .
ثانيا : إن وجود علي بن الحسين عليه السلام ، مع أبيه الإمام الحسين عليه السلام ، في أرض كربلاء ، حيث ساحة النضال المستميت ، وميدان التضحية والفداء ، وحيث كان الإمام ‹ صفحة 45 › الحسين عليه السلام يسمح لكل من حوله - وحتى أولاده وأهل بيته - بالانصراف ، ويجعلهم في حل ،
لهو الدليل على قصد الإمام للمشاركة في ما قام به أبوه .

قال الإمام السجاد عليه السلام : لما جمع الحسين عليه السلام أصحابه عند قرب المساء ، دنوت لأسمع ما يقول لهم ، وأنا إذ ذاك مريض ،
فسمعت أبي يقول : . . . أما بعد ، فإني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي ، ولا أهل بيت أبر من أهل بيتي ، فجزاكم الله عني خيرا . . ألا ، وإني قد أذنت لكم ، فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام ، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا ( 1 ) .

ففي ذلك الظرف ، لا دور - إذن - للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بالمعنى الفقهي ، لأن الأخطار المحدقة كانت ملموسة ، ومتيقنة ومتفاقمة للغاية ، تفوق حد التحمل .
وقد أدرك ذلك كل من اطلع على أحداث ذلك العصر ، قبل اتجاه الإمام الحسين عليه السلام إلى العراق ، ممن احتفظ لنا التاريخ بتصريحاتهم ، فكيف بمن رافق الإمام الحسين عليه السلام في مسيره الطويل من المدينة إلى مكة وإلى كربلاء ، ومن أولاده وأهل بيته خاصة ؟ الذين لا تخفى عليهم جزئيات الحركة وأبعادها وأصداؤها وما قارنها من زعزعة الجيش الكوفي للإمام ، وسمعوا الإمام عليه السلام يصرح بالنتائج المهولة والأخطار التي تنتظر حركته ومن معه ! حتى وقت تلك الخطبة مساء يوم التاسع ، أو ليلة عاشوراء ؟ فلقد عرف من بقي مع الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء ، بأن ما يقوم به الإمام ليس إلا فداءا وتضحية ، لحاجة الإسلام إلى إثارة ، والثورة إلى فتيل ووقود ، واليقظة إلى جرس ورنين ، والنهضة إلى عماد وسناد ، والقيام إلى قائد ورائد ، والحياة الحرة الكريمة إلى روح ودم .
والإمام الحسين عليه السلام قد تهيأ ليبذل مهجته في سبيل كل هذه الأسباب لتكوين ‹ صفحة 46 › كل تلك المسببات .
ولم يكن مثل هذه الحقيقة ليخفى على علي بن الحسين السجاد عليه السلام الذي كان يومذاك في عمر الرجال ،
وقد بلغ ثلاثا وعشرين سنة وكان ملازما لأبيه الشهيد منذ البداية ، وحتى النهاية .
فكان حضوره مع أبيه عليه السلام وحده دليلا كافيا على روح النضال مع بطولة فذة ، تمتع بها أولئك الشجعان الذين لم ينصرفوا عن الحسين عليه السلام .
ثم هو - كما تقول تلك الرواية - قد شهر السلاح ، وقاتل بالسيف ، حتى أثخن بالجراح ، وأخرج من المعركة وقد ارتث .
وإذا كانت هذه الرواية - بالذات - زيدية ، فمعنى ذلك تمامية الحجة على من ينسب الإمام زين العابدين عليه السلام إلى اعتزال القيام والسيف والنضال .
ثالثا : مضافا إلى أن حامل هذه الروح ، قبل كربلاء ، لا يمكن أن يركن إلى الهدوء بعد ما شاهده في كربلاء من تضحيات أبيه وإخوته وأهله وشيعته ، وما جرى عليهم من مصائب وآلام ، وما أريق من تلك الدماء الطاهرة . أو يسكت ، ولا يتصدى للثأر لأبيه ، وهو ثار الله ، مع أنه لم ينسهم لحظة من حياته . فكيف يستسلم مثله ، ويهدأ ، أو يسالم ويترك دم أبيه وأهله يذهب هدرا ؟
إذ لم يبق من يطالب بثأر تلك الدماء شخص غيره . فإذا كان - كما يقول البعض : - ( مصرع الحسين عليه السلام في كربلاء هو الحدث التاريخي الكبير الذي أدى إلى بلورة جماعة الشيعة ، وظهورها كفرقة متميزة ذات مبادئ سياسية وصبغة دينية ( أكثر وضوحا وتميزا مما كانت عليه في زمان أمير المؤمنين عليه السلام وقبله ) .

وكان لمأساة أثرها في نمو روح الشيعة وازدياد أنصارها ، وظهرت جماعة الشيعة ، بعد مقتل الإمام الحسين عليه السلام ، كجماعة منظمة ، تربطها روابط ‹ صفحة 47 › سياسية متينة ) ( 1 ) .
فكيف لا تؤثر هذه المأساة في ابن الحسين ، وصاحب ثأره ، والوحيد الباقي من ذريته ، والوريث لزعامته بين الشيعة ، ولا تزيد نمو الروح السياسية عنده ؟ وكيف تجمع هذه المنظمة أفراد الشيعة بروابط سياسية ، ولكن تبعد علي بن الحسين عليه السلام عن السياسة ؟ !

وكيف تستبعد هذه المنظمة عن التنظيم ، وارث صاحب الثورة وصاحب الحق المهدور ؟
أليس في الحكم بذلك تعنت وجور ؟ ‹ صفحة 48 ›

ثانيا : في الأسر
إن البطولة التي أبداها الإمام السجاد عليه السلام بعد كربلاء ، وهو في أسر الأعداء ، وفي الكوفة في مجلس أميرها ، وفي الشام في مجلس ملكها ، لا تقل هذه البطولة أهمية - من الناحية السياسية - عن بطولة الميدان ، وعلى الأقل : لا يقف تلك المواقف البطولية من
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 42 › ( 1 ) لاحظ شرح الأخبار للقاضي ( 3 : 265 - 266 ) والإرشاد للمفيد ( 253 ) وانظر السرائر لابن إدريس ( 1 : 655 ) ، ولاحظ تواريخ النبي والآل للتستري ( ص 30 - 32 ) . ( 2 ) كذا في ما نقل عن هذا الكتاب في مصادره ، لكني أظن أن الكلمة هي ( قاتل ) لأن المذكورين لم يقتلوا جميعا ، بل في بعض المذكورين من أسر ، ومن فر ، ومن قتل قبل كربلاء ، فلاحظ مقدمتنا للطبعة الثانية لهذا الكتاب ، الذي نقوم بإعداده بعون الله . ( 3 ) نشر هذا الكتاب ، بتحقيقنا ، في مجلة ( تراثنا ) الفصلية التي تصدرها مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث في قم سنة ( 1406 ) وقد ذكرنا سنده وترجمة مؤلفه بتفصيل واف . والكتاب مذكور في الأمالي الخميسية للمرشد بالله ( 1 : 170 - 173 ) والحدائق الوردية للمحلي ج 1 ص 120 . ‹ هامش ص 43 › ( 1 ) تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام ، مجلة ( تراثنا ) العدد الثاني ( ص 150 ) . ( 2 ) لاحظ مادة ( رثث ) من كتب اللغة ، وقد صرحوا بأن الكلمة بالمجهول ، انظر : المغرب للمطرزي ( 1 : 184 ) والقاموس ( 1 : 167 ) ولسان العرب ( 2 : 457 ) . ( 3 ) مناقب آل أبي طالب - طبع دار الأضواء ( 4 / 118 ) . ( 4 ) مناقب آل أبي طالب ( 4 / 85 ) . دار الأضواء . ‹ هامش ص 44 › ( 1 ) الإرشاد للمفيد ( ص 231 ) شرح الأخبار ( 3 : 250 ) وسير أعلام النبلاء ( 4 : 486 ) . ( 2 ) نقله ابن شهرآشوب عن كتاب ( المقتل ) في مناقب آل أبي طالب ( 3 / 284 ) وفي ط دار الأضواء ( 4 / 155 ) ونقله في العوالم ( ص 32 ) . ( 3 ) مناقب ابن شهرآشوب ( دار الأضواء ) ( 4 / 122 ) . ‹ هامش ص 45 › ( 1 ) الإرشاد للمفيد ( ص 231 ) . ‹ هامش ص 47 › ( 1 ) جهاد الشيعة ، لليثي ( ص 27 )
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
جهاد الإمام السجاد (ع) - السيد محمد رضا الجلالي - ص 48 - 54
هالته المصارع الدامية في كربلاء ، أو فجعته التضحيات الجسيمة التي قدمت أمامه ، ولا يصدر مثل تلك البطولات ممن فضل السلامة !
نعم ، لا يمكن أن يصدر مثل ذلك إلا من صاحب قلب جسور ، صلب يتحمل كل الآلام ، ويتصدى لتحقيق كل الآمال ، التي من أجلها حضر في ميدان كربلاء من حضر ، وناضل من ناضل ، واستشهد من استشهد ، والآن يقف - ليؤدي دورا آخر - من بقي حيا من أصحاب كربلاء ، ولو في الأسر ! إن الدور الذي أداه الإمام السجاد عليه السلام ، بلسانه الذي أفصح عن الحق ببلاغة معجزة ، فأتم الحجة على الجميع ، بكل وضوح ، وكشف عن تزوير الحكام الظالمين ، بكل جلاء ، وأزاح الستار عن فسادهم وجورهم وانحرافهم عن الإسلام . إن هذا الدور كان أنفذ على نظام الحكم الفاسد ، من أثر سيف واحد ، يجرده الإمام في وجه الظلمة ، إذ لم يجد معينا في تلك الظروف الصعبة ! . لكنه كان الشاهد الوحيد ، الذي حضر معركة كربلاء بجميع مشاهدها ، من بدايتها ، بمقدماتها وأحداثها وملابساتها وما تعقبها ، وهو المصدق الأمين في كل ما يرويه ويحكيه عنها . فكان وجوده استمرارا عينيا لها ، وناطقا رسميا عنها . مع أن وجوده ، وهو أفضل مستودع جامع للعلوم الإلهية بكل فروع : العقيدة ، والشريعة ، والأخلاق ، والعرفان ، بل المثال الكامل للإسلام في تصرفاته وسيرته وسنته ، والناطق عن القرآن المفسر الحي لآياته ، إن وجوده - حيا - كان أنفع للإسلام وأنجع للمسلمين في ذلك الفراغ الهائل ، والجفاف القاتل ، في المجتمع الإسلامي . كان وجوده أقض لمضاجع أعداء الإسلام من ألف سيف وسيف ، لأن الإسلام إنما ‹ صفحة 49 › يحافظ عليه ببقاء أفكاره وقيمه ، والأعداء إنما يستهدفون تلك الأفكار والقيم في محاولاتهم ضده ، وإذا كان شخص مثل الإمام موجودا في الساحة ، فإنه - لا ريب - أعظم سد أمام محاولات الأعداء . وكذلك الأعداء إنما يبادون بضرب أهدافهم ، واجتثاب بدعهم وفضح أحابيلهم ، والكشف عن دجلهم ، ورفع الأغطية عن نياتهم الشريرة تجاه هذا الدين وأهله ، والإفصاح عن مخالفة سيرتهم للحق والعدل .
وعلى يد الإمام السجاد عليه السلام يمكن أن يتم ذلك بأوثق شكل وأتم صورة ، وأعمق تأثير . ثم ، أليس الجهاد بالكلمة واحدا من أشكال الجهاد ، وإن كان أضعفها ؟
بل ، إذا انحصر الأمر به ، فهو الجهاد كله بل أفضله ، في مثل مواقف الإمام السجاد عليه السلام ،
كما ورد في الحديث الشريف ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ) ( 1 ) .
ولنصغ إلى الإمام السجاد عليه السلام في بعض تلك المواقف :

فمن كلام له عليه السلام كان يعلنه وهو في أسر بني أمية : ( أيها الناس ! إن كل صمت ليس فيه فكر فهو عي ، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو هباء . ألا ، وإن الله تعالى أكرم أقواما بآبائهم ، فحفظ الأبناء بالآباء ،
لقوله تعالى : * ( وكان أبوهما صالحا ) * [ سورة الكهف الآية ( 82 ) ]
فأكرمهما . ونحن - والله - عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأكرمونا لأجل رسول الله ، لأن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول في منبره :
( احفظوني في عترتي وأهل بيتي ، فمن حفظني حفظه الله ، ومن آذاني فعليه لعنة الله ، ألا ، فلعنة الله على من آذاني فيهم ) حتى قالها ثلاث مرات .
ونحن - والله - أهل بيت أذهب الله عنا الرجس والفواحش ما ظهر منها وما بطن . . . ) ( 2 ) . ‹ صفحة 50 ›
وبهذه الصراحة ، والقوة ، والبلاغة ، عرف الإمام السجاد عليه السلام للمتفرجين - ولمن وراءهم - هذا الركب المأسور ، الذي نبزوه بأنه ركب الخوارج ! ففضح الدعايات ، وأعلن بذلك أنه ركب يتألف من أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .

وأفصح بتلاوة الآيات والأحاديث ، أنه ركب يحمل القرآن والسنة ، ليعرف المخدوعون أن هذا الركب له ارتباط وثيق بالإسلام من خلال مصدريه الكتاب والسنة .
وهو - من لسان هذين المصدرين - يصب اللعنة والنقمة على من آذى هذا الركب ، من دون أن يمكن الأعداء من التعرض له ، لأنه عليه السلام إنما يروي اللعنة الصادرة من الرسول وعلى لسانه ! كان هذا الموقف ، حين أخذ الناس الوجوم ، من عظم ما جرى في وقعة كربلاء ، وما حل بأهل البيت عليه السلام من التقتيل والأسر ، وذهلوا حينما رأوا الحسين سبط الرسول وأهله وأصحابه مجزرين ! ويرون اليوم ابنه ، وعيالاته أسرى ، يساقون في العواصم الإسلامية . والأسر - في قاموس البشر - يوحي معاني الذل والهوان ، والضعف والانكسار ! هذا ، والناس يفتخرون بالانتماء إلى دين الرسول وسنته . والأنكى من ذلك أن الجرائم وقعت ولما يمض على وفاة الرسول - جد هؤلاء الأسرى - نصف قرن من الزمن ! ! وموقفه الآخر في مجلس يزيد ،
فقد أوضح فيه عن هويته الشخصية ، فلم يدع لجاهل عذرا في الجلوس المريب ، وذلك في المجلس الذي أقامه يزيد ، للاحتفال بنشوة الانتصار ولا بد أنه جمع فيه الرؤوس والأعيان ،
فانبرى الإمام السجاد عليه السلام ، في خطبته البليغة الرائعة ، التي لم يزل يقول فيها : ( أنا . . . أنا . . . ) معرفا بنفسه ، وذاكرا أمجاد أسلافه ( حتى ضج المجلس بالبكاء والنحيب ) حسب تعبير النص ( 1 ) الذي سنثبته كاملا : ‹ صفحة 51 ›






رد مع اقتباس
 


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 08:36 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية