![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]() العنوان: [ هشام وعمر بن عبيد ] المناظرة السادسة والعشرون مناظرة ( 1 ) هشام مع عمرو بن عبيد ( 2 ) في مسجد البصرة فقال أبو عبد الله - عليه السلام - : يا هشام ! قال : لبيك يا بن رسول الله ! قال : ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته ؟ قال هشام : جعلت فداك يا بن رسول الله ، إني أجلك وأستحييك ، ولا يعمل لساني بين يديك . فقال أبو عبد الله - عليه السلام - : إذا أمرتكم بشئ فافعلوه ! ‹ صفحة 158 › قال هشام : بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد ، وجلوسه في مسجد البصرة ، وعظم ذلك علي ، فخرجت إليه ، ودخلت البصرة يوم الجمعة ، وأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة ، وإذا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء مؤتز بها من صوف وشملة مرتد بها ، والناس يسألونه ، فاستفرجت الناس فأفرجوا لي ، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي ، ثم قلت : أيها العالم أنا رجل غريب ، أتأذن لي فأسألك عن مسألة ؟ قال : اسأل ! قلت له : ألك عين ؟ قال يا بني أي شئ هذا من السؤال ، إذا كيف تسأل عنه ؟ فقلت : هذه مسألتي . فقال : يا بني ! سل وإن كانت مسألتك حمقى . قلت : أجبني فيها . قال : فقال لي : سل ! فقلت : ألك عين ؟ قال : نعم . قلت : قال : فما تصنع بها ؟ قال : أرى بها الألوان والأشخاص . قال : قلت : ألك أنف ؟ قال : نعم . قال : قلت : فما تصنع به ؟ قال : أشم به الرائحة . قال : قلت : ألك لسان ؟ قال : نعم . ‹ صفحة 159 › قال : قلت : فما تصنع به ؟ قال : أتكلم به . قال : قلت : ألك أذن ؟ قال : نعم . قلت : فما تصنع بها ؟ قال : أسمع بها الأصوات . قال : قلت : ألك يدان ؟ قال : نعم . قلت : فما تصنع بهما ؟ قال : أبطش بهما ، وأعرف بهما اللين من الخشن . قال : قلت : ألك رجلان ؟ قال : نعم . قال : قلت : فما تصنع بهما ؟ قال : أنتقل بهما من مكان إلى مكان . قال : قلت : ألك فم ؟ قال : نعم . قال : قلت : فما تصنع به ؟ قال : أعرف به المطاعم والمشارب على اختلافها . قال : قلت : ألك قلب ؟ قال : نعم . قال : قلت : فما تصنع به ؟ قال : أميز به كلما ورد على هذه الجوارح . قال : قلت : أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب ؟ ‹ صفحة 160 › قال : لا . قلت : وكيف ذاك وهي صحيحة سليمة ؟ قال : يا بني إن الجوارح إذا شكت في شئ شمته أو رأته أو ذاقته ، ردته إلى القلب ، فتيقن بها اليقين ، وأبطل الشك . قال : فقلت : فإنما أقام الله عز وجل القلب لشك الجوارح ؟ قال : نعم . قلت : لا بد من القلب وإلا لم يستيقن الجوارح . قال : نعم . قلت : يا أبا مروان ، إن الله تبارك وتعالى لم يترك جوارحكم حتى جعل لها إماما ، يصحح لها الصحيح ، وينفي ما شكت فيه ، ويترك هذا الخلق كله في حيرتهم ، وشكهم ، واختلافهم ، لا يقيم لهم إماما يردون إليه شكهم وحيرتهم ، ويقيم لك إماما لجوارحك ، ترد إليه حيرتك وشكك ؟ ! . قال : فسكت ولم يقل لي شيئا . قال : ثم التفت إلي فقال لي : أنت هشام ؟ قال : قلت : لا . فقال لي : أجالسته ؟ فقلت : لا . قال : فمن أين أنت ؟ قلت : من أهل الكوفة . قال : فأنت إذا هو . ثم ضمني إليه ، وأقعدني في مجلسه ، وما نطق حتى قمت ، فضحك أبو عبد الله - عليه السلام - ، ثم قال : يا هشام ، من علمك هذا ؟ قلت : يا بن رسول الله جرى على لساني . قال : يا هشام هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى ( 1 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 157 › ( 1 ) كل مناظرات هشام بن الحكم تدل على قوته الجدلية وحذقه بصناعة الكلام ، وحضور الجواب عنده بالبداهة مستخدما في كثير منها الأدلة الشرعية ، إلا أن هذه المناظرة تدل على قوة حجته على خلافة أمير المؤمنين - عليه السلام - بالأدلة العقلية ، ولذا قيل أنه أول من أخضع بحث الإمامة للمقاييس العقلية . ( 2 ) هو : عمرو بن عبيد بن باب ، ويقال : ابن كيسان التميمي ، أبو عثمان البصري ، مولى بني تميم ، من أبناء فارس ، شيخ القدرية والمعتزلة في عصره ، كان جده من سبي فارس وأبوه نساجا ثم شرطيا للحجاج في البصرة ، وفيه قال المنصور الدوانيقي : كلكم يطلب صيد غير عمرو بن عبيد ، ولد سنة 80 ، وتوفي بمران بقرب مكة سنة 144 ، ورثاه المنصور ولم يسمع بخليفة رثى من دونه سواه . راجع : تهذيب الكمال ج 22 ص 123 ترجمة رقم : 4406 ، سير أعلام النبلاء ج 6 ص 104 رقم : 27 ، وفيات الأعيان . ‹ هامش ص 160 › ( 1 ) الاحتجاج للطبرسي ج 2 ص 367 ، مروج الذهب ج 4 ص 105 ، رجال الكشي ص 271 ح 490 ، الأصول من الكافي ج 1 ص 169 ح 3 ، علل الشرائع ج 1 ص 193 ح 2 ب 152 ، بحار الأنوار ج 23 ص 6 ح 11 . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |