![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
[ مناظرة لمحمد ابن ابي بكر ]
لمناظرة الثانية عشر مناظرة محمد بن أبي بكر ( 1 ) مع معاوية لما صرف علي - عليه السلام - قيس بن سعد بن عبادة عن مصر ، وجه مكانه محمد بن أبي بكر ، فلما وصل إليها كتب إلى معاوية كتابا فيه : من محمد بن أبي بكر ، إلى الغاوي معاوية بن صخر ، أما بعد ، فإن الله بعظمته وسلطانه خلق خلقه بلا عبث منه ، ولا ضعف في قوته ، ولا حاجة ‹ صفحة 87 › وسعيدا ، ثم اختار على علم واصطفى وانتخب منهم محمدا - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فانتخبه بعلمه ، واصطفاه برسالته ، وائتمنه على وحيه ، وبعثه رسولا ومبشرا ونذيرا ووكيلا فكان أول من أجاب وأناب وآمن وصدق وأسلم وسلم أخوه وابن عمه علي بن أبي طالب - عليه السلام - صدقه بالغيب المكتوم ، وآثره على كل حميم ، ووقاه بنفسه كل هول ، وحارب حربه ، وسالم سلمه ، فلم يبرح مبتذلا لنفسه في ساعات الليل والنهار والخوف والجوع والخضوع ، حتى برز سابقا لا نظير له فيمن اتبعه ، ولا مقارب له في فعله ، وقد رأيتك تساميه وأنت أنت ، وهو هو ، أصدق الناس نية ، وأفضل الناس ذرية ، وخير الناس زوجة ، وأفضل الناس ابن عم ، أخوه الشاري بنفسه يوم مؤتة ، وعمه سيد الشهداء يوم أحد ، وأبوه ( 1 ) الذاب عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعن حوزته ، ‹ صفحة 89 › وأنت اللعين ابن اللعين ، لم تزل أنت وأبوك تبغيان لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الغوائل ، وتجهدان في إطفاء نور الله ، تجمعان على ذلك الجموع ، وتبذلان فيه المال ، وتؤلبان عليه القبائل ، وعلى ذلك مات أبوك ، وعليه خلفته ، والشهيد عليك من تدني ويلجأ إليك من بقية الأحزاب ورؤساء النفاق ، والشاهد لعلي - مع فضله المبين القديم - أنصاره الذين معه وهم الذين ذكرهم الله بفضلهم ، وأثنى عليهم من المهاجرين والأنصار ، وهم معه كتائب وعصائب ، يرون الحق في اتباعه ، والشقاء في خلافه ، فكيف يا لك الويل ! تعدل نفسك بعلي وهو وارث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ووصيه وأبو ولده ، أول الناس له اتباعا ، وأقربهم به عهدا ، يخبره بسره ، ويطلعه على أمره ، وأنت عدوه وابن ‹ صفحة 90 › عدوه ، فتمتع في دنياك ما استطعت بباطلك ، وليمددك ابن العاص في غوايتك ، فكأن أجلك قد انقضى ، وكيدك قد وهى ، ثم يتبين لك لمن تكون العاقبة العليا ، واعلم أنك إنما تكايد ربك الذي أمنت كيده ، ويئست من روحه ، فهو لك بالمرصاد ، وأنت منه في غرور ، والسلام على من اتبع الهدى . فكتب إليه معاوية : من معاوية بن صخر ، إلى الزاري على أبيه محمد ابن أبي بكر ، أما بعد : فقد أتاني كتابك تذكر فيه ما الله أهله في عظمته وقدرته وسلطانه ، وما اصطفى به رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، مع كلام كثير لك فيه تضعيف ، ولأبيك فيه تعنيف ، ذكرت فيه فضل ابن أبي طالب ، وقديم سوابقه ، وقرابته إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ومواساته إياه في كل هول وخوف ، فكان احتجاجك علي وعيبك لي بفضل غيرك لا بفضلك ، فأحمد ربا صرف هذا الفضل عنك ، وجعله لغيرك ، فقد كنا وأبوك فينا نعرف فضل ابن أبي طالب وحقه لازما لنا مبرورا علينا ، فلما اختار الله لنبيه - عليه الصلاة والسلام - ما عنده ، وأتم له ما وعده ، وأظهر دعوته ، وأبلج حجته ، وقبضه الله إليه - صلوات الله عليه - ، فكان أبوك وفاروقه أول من ابتزه حقه ، وخالفه على أمره ، على ذلك اتفقا واتسقا . ثم إنهما دعواه إلى بيعتهما فأبطأ عنهما ، وتلكأ عليهما ، فهما به الهموم ، وأرادا به العظيم ، ثم إنه بايع لهما وسلم لهما ، وأقاما لا يشركانه في أمرهما ، ولا يطلعانه على سرهما ، حتى قبضهما الله . ثم قام ثالثهما عثمان فهدى بهديهما وسار بسيرهما ، فعبته أنت وصاحبك حتى طمع فيه الأقاصى من أهل المعاصي ، فطلبتما له الغوائل ، ‹ صفحة 91 › وأظهرتما عداوتكما فيه حتى بلغتما فيه منا كما ، فخذ حذرك يا بن أبي بكر ، وقس شبرك بفترك ، يقصر عن أن توازي أو تساوي من يزن الجبال بحلمه ، لا يلين عن قسر قناته ، ولا يدرك ذو مقال أناته أبوك مهد مهاده ، وبنى لملكه وساده ، فإن يك ما نحن فيه صوابا فأبوك استبد به ونحن شركاؤه ، ولولا ما فعل أبوك من قبل ما خالفنا ابن أبي طالب ، ولسلمنا إليه ، ولكنا رأينا أباك فعل ذلك به من قبلنا فأخذنا بمثله ، فعب أباك بما بدا لك أودع ذلك ، والسلام على من أناب ( 1 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 86 › ( 1 ) هو : محمد بن أبي بكر بن أبي قحافة القرشي التيمي ، جليل القدر عظيم المنزلة ، كان شجاعا زاهدا فاضلا ، صحيح العقل والرأي ، من خواص علي - عليه السلام - ومن حواريه المجتهدين في طاعته ، وأمه أسماء بنت عميس بن النعمان ، كانت تحت جعفر بن أبي طالب ، وهاجرت معه إلى الحبشة ، ، فولدت له هناك عبد الله بن جعفر الجواد ، ثم قتل عنها يوم مؤتة ، فخلف عليها أبو بكر ، فأولدها محمدا ، ثم مات عنها ، فخلف عليها علي بن أبي طالب - عليه السلام - ، وكان محمد ربيبه وخريجه ، وجاريا عنده مجرى أولاده ، رضع الولاء والتشيع مذ زمن الصبا ، فنشأ عليه ، فلم يكن يعرف له أبا غير علي ، ولا يعتقد لأحد فضيلة غيره ، حتى قال علي - عليه السلام - : محمد ابني من صلب أبي بكر ، ولد - رضي الله عنه - في حجة الوداع ، وقتل بمصر في خلافة علي - عليه السلام - سنة 38 ه - بعد واقعة صفين - وكان عامله عليها ، وقال فيه - عليه السلام - لما استشهد : فعند الله نحتسبه ولدا ناصحا ، وعاملا كادحا ، وسيفا قاطعا ، وركنا دافعا . ( نهج البلاغة ص 408 رقم الكتاب : 35 ) ومن ولده : القاسم فقيه الحجاز ، ومن ولد القاسم : عبد الرحمن من فضلاء قريش ومن ولد القاسم أيضا أم فروة ، تزوجها الباقر محمد بن علي - عليه السلام - ، فأولدها الصادق أبا عبد الله جعفر بن محمد - عليه السلام - . راجع ترجمته في : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج 6 ص 53 و ج 10 ص 249 ، تهذيب الكمال ج 24 ص 541 ، تهذيب التهذيب ج 9 ص 80 ، تنقيح المقال للمامقاني ج 2 ص 58 . ‹ هامش ص 87 › ( 1 ) هو : عبد مناف - قيل عمران - ، بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - كافله وكاشف كربه ، وأبو الأئمة الأطهار - عليهم السلام - ، وهو الذي كفل الرسول صغيرا وحماه وحاطه كبيرا ومنعه من مشركي قريش ولقى لأجله عناءا عظيما وقاسى بلاء شديدا ، وصبر على نصره والقيام بأمره ، وقد جاء في الخبر أنه لما توفي أبو طالب أوحى الله للنبي - صلى الله عليه وآله - وقيل له اخرج منها فقد مات ناصرك . فقد كان - عليه السلام - بحق نعم الناصر والكافل والمحامي المجاهد بالنفس والولد والأهل ، وإلى هذا ، يشير ابن أبي الحديد المعتزلي في ميميته العصماء : ولولا أبو طالب وابنه * لما مثل الدين شخصا فقاما فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما والأدلة والشواهد على إيمان أبي طالب - عليه السلام - ظاهرة كظهور الشمس في رابعة النهار لا تخفى على من له أدنى بصيرة إلا أن حاسدي ومبغضي أمير المؤمنين - عليه السلام - يأبوا إلا أن يكفروه حسدا وحقدا . أن يحسدوك على علاك فإنما * متسافل الدرجات يحسد من علا وذلك مع وجود الأدلة الواضحة ، والشواهد اللائحة والتي منها : مواقفه المشهورة تجاه النبي - صلى الله عليه وآله - والتي تدل على إيمانه العميق بوحدانية الله تعالى وبرسالة رسوله الكريم ومن تلك الدلائل الواضحة على إيمانه هو : أن فاطمة بنت أسد - عليها السلام - من السابقات إلى الإسلام ، ولم تزل تحت أبي طالب حتى مات ، وأن الله تعالى نهى رسوله أن يقر مسلمة على نكاح كافر ، وكان أمير المؤمنين - عليه السلام - يأمر أن يحج عن عبد الله وأبيه وأبي طالب ، ولا يحج عن كافر . وتولى هو - عليه السلام - غسل أبيه ، والمسلم لا يجوز له أن يتولى غسل الكافر . ومن الشواهد الدالة على إيمانه ، الأشعار التي تضمنت إقراره بالله تعالى وبالنبي - صلى الله عليه وآله - وحيث أنه لا فرق بين أن يكون هذا الإقرار في النثر أو الشعر . فمنها قوله - عليه السلام - : نصرت الرسول رسول المليك * ببيض تلالا كلمع البروق أذب وأحمي رسول الإله * حماية حام عليه شفيق ومنها أيضا قوله : والله لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أوسد بالتراب دفينا فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة * وأبشر بذاك وقر منك عيونا وعرضت دينا قد عرفت بأنه * من خير أديان البرية دينا وإنما لم يظهر الإسلام ويجاهر به ، لأنه لو أظهره لم يتهيأ له من نصرة النبي - صلى الله عليه وآله - ما تهيأ له . ومن تلك الأدلة أيضا إجماع أهل البيت ، الأئمة الطاهرين - عليهم السلام - الذين هم كسفينة نوح ، من ركبها نجى ومن تأخر عنها غرق وهوى ، وهم العترة الذين من تمسك بهم لن يضل أبدا . ومما ورد عنهم في ذلك : ما ورد عن عبد العظيم بن عبد الله العلوي أنه كان مريضا فكتب إلى أبي الحسن الرضا - عليه السلام - عرفني يا بن رسول الله عن الخبر المروي أن أبا طالب في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه فكتب إليه الرضا - عليه السلام - : بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد : فإنك إن شككت في إيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار . وأما الأخبار التي يرويها البعض في كفر أبي طالب فلا أساس لها من الصحة ، وأما أحاديث الضحضاح فإنما تروى عن المغيرة بن شعبة ، وبغضه لبني هاشم وعلى الخصوص أمير المؤمنين - عليه السلام - مشهور معلوم وفسقه غير خاف . وتوفي أبو طالب - عليه السلام - في آخر السنة العاشرة من الهجرة وتوفيت السيدة خديجة أم المؤمنين - عليها السلام - بعده بثلاثة أيام ، فسمى رسول الله - صلى الله عليه وآله - ذلك العام عام الحزن ، وقال : ما زالت قريش قاعدة عني حتى مات أبو طالب . وقد رثاه أمير المؤمنين - عليه السلام - بقوله : أبا طالب عصمة المستجير وغيث المحول ونور الظلم لقد هد فقدك أهل الحفاظ * فصلى عليك ولي النعم ولقاك ربك رضوانه فقد كنت للطهر من خير عم فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويم يبعث حيا . ورزقنا الله شفاعته . راجع : رسالة إيمان أبي طالب للشيخ المفيد ، أسنى المطالب في إيمان أبي طالب للعلامة أحمد زيني دحلان ، ديوان أبي طالب وذكر إسلامه لأبي نعيم علي بن حمزة البصري ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 14 ص 65 - 84 ، سفينة البحار للقمي ج 2 ص 87 - 90 ، أبو طالب مؤمن قريش للعلامة الشيخ عبد الله الخنيزي . ‹ هامش ص 91 › ( 1 ) مروج الذهب للمسعودي : ج 3 ص 20 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 3 ص 188 ، الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 183 ، بحار الأنوار ج 33 ص 575 ح 723 . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |