![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
إني لأجد ريح يوسف ، أو أشم ؟
موقع أسرار الإعجاز البياني للقرآن الكريم في هامش التأمل في أية قرآنية نهرو حازم ربما كتابة هذه الجملة ( في هامش التأمل في أية قرآنية ) تثير تساؤلكم من جهتين : من جهة : لماذا أنا كتبت هذه الجملة حول ما أشرح من آية قرآنية ، أو بالأحرى أتدبر فيها ، أكتب عنوانًا لها هذه الجملة ؟ ومن جهة الثانية : هل المقالة تحتاج إلى كتابة هذا النوع من الجمل ؟ أقول وباختصار : إنني تأملت وعانيت كثيرًا ، حتى وصلت إلى ما وصلت ، أو إلى ما كتبت ؛ لكنني لم أقتنع بأن أسمِّي آرائي وكلامي حول آيات من القران ( التأمل ) ، خشية من أن يضللون فكري القاصر وعجزي العاجز ، أو من يدري : هل أن كتابتي مستحقة ولائقة أن توُصف بأوصاف أمام القران ! إلا أنني ومع هذا نويت أن أكتب ما فكرت فيه ووددت أن أطلعكم على ما تدبرت فيه ؛ لذالك كله تأتي كتابة ( في هامش ) ! وهذا أظن أن كل سائل قد نال جواب سؤالين . ثانيًا- وقوفنا في هذه المرة يكون على آية من سورة يوسف ، الآية التي تشير بقرب فرج كرب يعقوب وكشف غمه ، هناك في أرض الفراعنة ، لما بدا كل أمر جليًّا ، وعرف إخوة يوسف ، يوسف ، وأشعرهم الله بفعلهم الشنيع ، هذه المرة المشهد يكون للنبي الصابر المستقيم ، يعقوب الذي سمِّي بهذا الاسم لمجيئه عقب أخيه عيص . كلامنا في اللحظات القادمة جاهد لنيل شرف النظر في الإعجاز اللغوي للقرآن الكريم ، ذالك أن القران غير خال من بيان آياته بلغة ترتقي على الرؤوس والرقاب ؛ بل إنهما خاضعان خضوعًا تامًّا بين يدي القرآن . إنه خالق عجز معجز و مثبط . رجاؤنا وآمالنا مقتصرة على ذكره والاتعاظ به ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ) . يقول الله عز وجل :( وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ ) . هذه الآية ( 94 ) من سورة يوسف ، السورة التي خصصت لقصة نبي عفيف هو يوسف عليه السلام ، وق سُمت قصته بأحسن القصص من قبل الله تبارك وتعالى .. الآية فيها تفاؤل بعد حزن سنين وسنين ألمَّ بيعقوب وأبنائه ، ولما انتهى الأمر بين يوسف وإخوته في مصر ، تذكر يوسف أبوه مباشرة ، وكان قاصدًا أن يُكشف الضرّ على أبيه بأسرع ما يمكن ؛ لذا أمر بإيصال القميص إلى أبيه ، والظاهر أن هذه معجزة من قبل يوسف بأن الله جعل القميص سببًا لرد البصر لشيخ حزين . والواضح أن إخوته كلهم تركوا أرض مصر معًا وليس متفرقا ، وعلى عكس رحلة بائسة ماضية ؛ إذ كانوا مبتلين ببلاء آخر ، حينما فقدوا أخاهم الصغير بنيامين ؛ إذ أن يوسف أمرهم جميعًا ، عندما خاطبهم بقوله : ( اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي ) ، فقال : ( ألقوه ) ، وليس ( ألق ) . هذا ، وأن أية بعدها تبدأ بـ( ولما فصليت العير ) ، ولفظة ( العير ) تعني : القافلة ، والقافلة في ذاتها دالّة على الجمع ، إذًا ، إن راكب أو فارس واحد غير معقَول أن يُنظر إليه كالقافلة . صحيح إن الآية ( 96 ) فيها أشارة إلى البشرى ، وإن من يحملها هو شخص واحد ، وهذا يحتمل أمران ، إما هذا البشير قد أسرع وأراد أن يصيب أبيه لكي يحصل على الرؤية بسرعة ، أو يكون كل أخوة وصلوا إلى أبيهم وأهلهم معًا ؛ لكن من يحمل القميص هو من يتقدم ، ويكون البشير المذكور في الآية ... والله اعلم . ثالثًا- ما جذبني في سياق الآية ( 94 ) من سورة يوسف ، لماذا عندما فصلت العير ، قال يعقوب : ( إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ) ، لماذا لم يقل : ( إني لأشم ريح يوسف ) !؟ في بادئ الأمر أننا نؤمن إيمانا كاملاً بأن القران الكريم ينقل قصص الأقوام العابرة بصدق تام ، ويخبرنا بأحداثهم وأخبارهم بدقة بالغة غير محرف للتعبير والألفاظ . إن قول ( أجد ) لدى يعقوب بَدَهِيٌّ ، عندما رجعت العير من مصر إلى موطنهم ، قال نبي الله يعقوب : ( إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ) ؛ ولكن هل الريح تُرَى ، حتى يقول يعقوب : ( إِنِّي لَأَجِدُ ) !؟ إن كل ما جاء في التفاسير في هذا الصدد يشير كله إلى قول ابن عباس رضي الله عنهما « هاجت ريح ، فحملت ريح قميص يوسف إليه ، وبينهما مسيرة ثمان ليال » ، ويقول القرطبي : أجد ، يعني : أشم ، وأجد حاسة الشم . والظاهر أن يعقوب قد وجد ريح يوسف حقًّا ، وأن هذه الريح ينبغي أن تتجسم أمامه بجسم يعلم الله به ، وبهذا يكون معجزة أخرى تضاف إلى معجزات يوسف ويعقوب . وأن يعقوب قد قال ذلك على علم ويقين ، وإننا في لغتنا اليومية في الحوار ، نستخدم كل كلمة في موضعها ، فلا نجد شخصًا ما يقول : إني أجد ريحًا ؛ لأن الريح أولاً غير مرئية . وثانيا : يُعتبر القول غلطة لغوية . ولكن هذا بعيد من القرآن ؛ إذ إنه يعود بصدق القران عندما يخبرنا بحادث حقيقي ، وهو على الوئام التام مع حالة يعقوب . ولفظة ( الريح ) في سياق الآية هي على الاتساق والاتزان التام مع البشرى التي هي في سيرها تلقاء أرض كنعان ؛ لأن الريح في الأماكن المتعددة في القران مقترنة بالبشرى . ثم إن قول يعقوب ( إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ) قد يكون فيه إشارة لوجود علامة من يوسف أو حصول على يوسف ؛ إذ ( أشم ) لا يمكنه أن يعبر تعبيرًا تامًّا عمَّا في قلب يعقوب . أو يريد أن يؤكد جزمًا على أن فكرة ( وجود ضالته ) ، حيًّا يدور في فكره دائمًا ؛ ولهذا كله ، قال : ( لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ ) . أي : لولا أن تنسبوني إلى الخرف . في الآيات التالية يقول القرآن على لسان يعقوب :( قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ )(آية: 96) ، وهذا ما يؤكد على أن في ريح يوسف معجزة إضافة إلى معجزات أخرى .. والله تعالى أعلم ! بقلم : نهرو حازم ![]()
آخر تعديل السيد عباس ابو الحسن يوم
10-18-2011 في 10:14 PM.
|
|
|
![]() |
![]() |
![]() |