![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
السؤال: مسألة خروج آدم(عليه السلام) من الجنة
بسم الله الرحمن الرحيم إنني من المعتقدين بعصمة الأنبياء عليهم السلام , ولكن المرء يجد في القرآن الكريم عدة آيات لا يجد لها تفسيراً واضحاً للرد على الشبهات , ومن بينها مسألة خروج آدم عليه السلام من الجنة , فإن كان غير مكلف في الجنة كما جاء في تفسيركم فالحال يشمل إبليس عليه اللعنة , إذ أنه خالف الله في مسألة السجود لآدم فلعنه الله . أما في ما يخص اصطفاء آدم , فما هو تفسير الآية 32 فاطر = ثم أورثنا الكتاب وتذكر الآية : (( فمنهم ظالم لنفسه )) . الجواب: الأخ حفيظ المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن موضوع عصمة الأنبياء (ع) يعتمد على أدلة عقلية ونقلية ثابتة ومسلمة ـ كما ذكر في محله ـ , ومع النظر الى هذه الأدلة نعرف أنها لا تعتمد في إثباتها على أمثلة وشواهد , أي أنها مستقلة عنها , وبعبارة أخرى : لا يستفاد في إثبات أدلة العصمة من القياس التمثيلي . وعليه , فلا ترد عليها ـ أي العصمة ـ نقوض من باب الموارد والأمثلة , بل وبحسب القواعد العلمية يجب تفسير تلك الموارد غير الواضحة على ضوء أدلة العصمة , فانه من تفسير وتوضيح المشكوك بالقطعي , وهذا مما يدل عليه الوجدان بالضرورة . ومما ذكرنا يظهر وجه الدلالة على عصمة آدم (ع) , فيجب علينا أن نفسّر الأحداث والقضايا التي مرّت به (ع) بعد الفراغ والتسليم لعصمته , فلا معنى لورود النقض عليها , هذا أولاً . وثانياً : عدم تكليف آدم (ع) في الجنة هو أحد الآراء في المسألة , وهناك أقوال أخرى , وعلى سبيل المثال يرى بعضهم أنّ النهي المتوجّه لآدم (ع) من قبل الله عزوجل كان نهياً إرشادياً لا مولوياً , ومعناه عدم صدور معصية منه (ع) في صورة ارتكابه للمنهي , بل مجرد تعرضه لبعض المتاعب والمصاعب تكويناً , وهذا ما قد حدث , فانه (ع) قد هبط إلى الأرض ومارس هو وولده الحياة الصعبة على وجهها إلى يوم القيامة بعدما كان قد تنعم في الجنة بدون تعب ومشقة . وأما ابليس , فانه كان مكلفاً بالأوامر والنواهي التكليفية , كما يظهر من الأمر بالسجود المتوجّه إليه ومؤاخذته من قبل الله تبارك وتعالى على عدم انصياعه لذلك الأمر . فبالنتيجة , كان ابليس في عالم التكليف , بخلاف آدم (ع) الذي لم يتوجّه اليه التكليف ـ عموماً أو في خصوص التناول من الشجرة المعينة ـ , أو كان الأمر المتوجه اليه ارشادياً , أو أنه (ع) كان قد ترك الأولى والأفضل . وبالجملة , فصدور المعصية من إبليس أمر مسلم , لمخالفته الصريحة في مسألة السجود , لكن الذي صدر من آدم (ع) لم تكن مخالفة مولوية , بقرينة عدم مؤاخذته من قبل الله عزوجل . وأما بالنسبة لتفسير آية : (( ثم أورثنا الكتاب ... ))[فاطر:32]، فملخص القول فيه : أولاً : إن الكتاب المذكور هو القرآن , بدليل أن الآية السابقة تصرّح بهذا المطلب (( والذي أوحينا إليك من الكتاب ... ))[فاطر:31]، فبدلالة السياق نعرف ان المقصود هو القرآن فاللام في (( الكتاب )) للعهد دون الجنس . ثانياً : اصطفاء آدم (ع) ثابت بحسب النصّ القرآني : (( إن الله اصطفى آدم ونوح ...))[آل عمران:33] . ثالثاً : هذا الاصطفاء كان بعد هبوط آدم (ع) وتوبته وجعله خليفة الله في الأرض , لا عند إسكانه في تلك الجنة المعينة أو عند أكله للشجرة الممنوعة . رابعاً : الضمير في (( فمنهم ظالم ))[فاطر:32] فيه احتمالان : 1- أن يرجع إلى (( عبادنا )) باعتبار قاعدة رجوع الضمير الى الأقرب , وعليه فالمعنى يكون واضحاً بلا شك وريب , إذ لا يكون الظالم ـ حينئذ ـ مشمولاً للاصطفاء . 2- أن يرجع إلى (( الذين اصطفينا )) , ولا مانع منه وتصح هذه النسبة ـ نسبة الوراثة ـ إلى الكل مع قيام البعض بها حقيقةً , كما جاء في القرآن (( ... وأورثنا بني إسرائيل الكتاب ... )) [المؤمن: 54] , والحال نعلم أن المؤدين لحق الكتاب والقائمين بأمره آنذاك بعض بني اسرائيل لا جميعهم . خامساً : كما ذكرنا في مقدمة الجواب فان ظلم آدم (ع) لنفسه لم يكن ظالماً تشريعياً , أي لم يخالف الله عزوجل في أمر تكليفي مولوي يستحق العقاب والمؤاخذة , بل ظلم نفسه بالقائها في المتاعب والمشاكل الدنيوية وإن استدركه بالتوبة والاستغفار والانابة . سادساً : الظاهر من الآية المذكورة : (( ثم أورثنا الكتاب ... )) أنها بصدد تعريف المصطفين بعد النبي(ص) , بدلالة سبقها بآية: (( والذي أوحينا إليك من الكتاب ... )) , وبقرينة الروايات الواردة عن المعصومين (ع) , فلا تشمل المصطفين من الأمم السابقة , وإن سلمنا باصطفائهم بأدلة عقلية ونقلية أخرى . ودمتم في رعاية الله |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |