من خطبة له عليه السلام بعد صلح معاوية "لع "
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بقائمهم
"ومن خطبة له عليه السلام بعد صلح معاوية "لع "
روى أبو الحسن المدائني قال : سأل معاوية الحسن بن علي عليهما السلام بعد الصلح أن يخطب الناس فامتنع ، فناشده أن يفعل فوضع له كرسي فجلس عليه ، ثم قال : الحمد لله الذي توحد في ملكه ، وتفرد في ربوبيته : يؤتي الملك من يشاء ، وينزعه عمن يشاء ، والحمد لله الذي أكرم بنا مؤمنكم ، وأخرج من الشرك أو لكم ، وحقن دماء آخركم ، فبلاؤنا عندكم قديما وحديثا أحسن البلاء ، إن شكرتم أو كفرتم ، أيها الناس إن رب علي كان أعلم بعلي حين قبضه إليه ، ولقد اختصه بفضل لن تعهدوا بمثله ، ولن تجدوا مثل سابقته . فهيهات هيهات طالما قلبتم له الأمور حتى أعلاه الله عليكم ، وهو صاحبكم غزاكم في بدر وأخواتها ، جرعكم رنقا وسقاكم علقا ، وأذل رقابكم وشرقكم بريقكم ، فلستم بملومين على بغضه ، وأيم الله لا ترى امة محمد خفضا ما كانت سادتهم وقادتهم في بني امية ، ولقد وجه الله إليكم فتنة لن تصدوا عنها حتى تهلكوا لطاعتكم طواغيتكم ، وانضوائكم إلى شياطينكم ، فعند الله أحتسب ما مضى ، وما ينتظر من سوء رغبتكم ، وحيث حلمكم . ثم قال : يا أهل الكوفة لقد فارقكم بالأمس سهم من مرامي الله ، صائب على أعداء الله ، نكال على فجار قريش ، لم يزل آخذا بحناجرها جاثما على أنفسها ليس بالملومة في أمر الله ، ولا بالسروقة لمال الله ، ولا بالفروقة في حرب أعداء الله ، أعطى الكتاب خواتيمه وعزائمه ، دعاه فأجابه ، وقاده فاتبعه ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، فصلوات الله عليه ورحمته . فقال معاوية : أخطا عجل أو كاد ، وأصاب متثبت أو كاد ماذا أردت من خطبة الحسن عليه السلام .
( بحار الأنوار العلامة المجلسي ج 44 ص 42)
يــــا لـثارات الـــزهــــــراء
|