![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بقائمهم علم النبي صل الله عليه وآله قال في الندوة وقد سُئل : ماذا تقولون في حادثة تأبير ( تلقيح ) النحل ، أي قول النبي صلَّى الله عليه وآله " إنكم أعلم بأمور دنياكم ". فأجاب : أنا أتصور أنَّ هذا الحديث موضوع عن النبي صلَّى الله عليه وآله لماذا ؟ فلو كانت المسألة تتعلق بالمزروعات الأرضية أو الشوكية أو الفواكه فلربما كان في المسألة وجه .[140] أقول : قوله " فلربما كان في المسألة وجه " فيه ما لا يخفى من الباطل . فإذا كان النبي صلَّى الله عليه وآله مظهَر اسم الله العالِم ، وعنده علم الكتاب ، وكان الموجود الكامل التام من كل جهة ، فكيف يُعقل أنْ يكون فيه جهل في جهة من الجهات ؟! وإذا كان صلَّى الله عليه وآله معلِّم الخلائق ، المسدَّد من العزيز الجبار في كل موقع ، المؤيَّد من الحكيم الخبير ، صاحب الولاية المطاع ، والخليفة المتبوع ، والحُجَّة الإلهية المنزَّه عن كل نقص ، فكيف يُحتمَل أنْ يكون في بعض الأمور تابعاً لمن هو في وجوده وتشخُّصه مفتقر إليه ، قضاءً لـ" لولا محمد صلَّى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين لما خلقت الخلق " ؟! بمعنى أنه لولا تلك الصفوة الخالصة لما خلق الله تعالى الخلق المستلزم هذا نحو افتقار للكل إليهم ، وإنْ كان كلُّ ما عدا المولى سبحانه مفتقراً إليه تعالى في كلِّ شيء . وإذا كان المولى سبحانه يقول " وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم "[141] ، فكيف يُتصور أنْ ينزِل إلى الناس ما ينزِل إليهم قبل إحاطة القلب للإنسان الكامل صلَّى الله عليه وآله له ، وقبل نزوله على قلبه الشريف . والله تعالى حيث صرَّح بأنَّ ما من شيء إلا تفضَّل الله بإنزال قدر معلوم منه ، فهل كان ليُنزِل شيئاً أو ليُعرِّف الناس شيئاً وليس ينزله أولاً على قلب صاحب الخلافة التامة صلَّى الله عليه وآله ؟! اللهم إلا أنْ يُناقِش مَنْ يجهل نفسه وهي فيه ومعه بأنه لا عمومَ في مفاد الآية ولا شمولَ في مفهومها ، ولكن كلُّ ذي مسكة لا يجهل بأنَّ قوله تعالى " وإن من شيء " يفيد أتم ما يُمكن أنْ تدلَّ عليه عبارةٌ على الشمول والاستيعاب والعموم ، فلم يبق إلا أنْ يلتزم الملتزِم بأنَّ الله تعالى كان ليحجب بعض الأشياء عن حبيبه صلَّى الله عليه وآله ، أو أنه لمكان المانع عن درك بعض الأمور وقع لسيِّد الكائنات صلَّى الله عليه وآله الجهلُ ببعض الأشياء والعياذ بالله تعالى . وبعبارة أخرى : إما أنْ يلتزم المدَّعي جَهْلَ النبي صلَّى الله عليه وآله ببعض الأشياء مرجعه إلى عدم وجود القابل أو وجود المانع 0 وأيُّ قلبٍ أوسع وأنقى من قلب الرسول الخاتم صلَّى الله عليه وآله؟! وكيف يمكن أنْ يجهل صلَّى الله عليه وآله بشيءٍ ، وكلُّ شيءٍ يقع عليه لفظ الشيء مما يناسب ارتباطه بالساحة الإلهية هو منزل من العزيز الجبار، وهو صلَّى الله عليه وآله خازن علم الله تعالى وقطب رحى عالَم الإمكان ؟ ولا أدري هل مثل رسول الله صلَّى الله عليه وآله والذي هو أكمل وأتم مَنْ ارتضاه الله تعالى لإطلاعه على الغيب بمقتضى " فلا يُظهِر على غيبه أحدا إلا من ارتضى "[142] ، كان ليحتمل ذو مسكة في حقه أنه يجهل بعضَ ما يعلمه بعضُ الناس ؟! وإذا كانت قد تظافرت الروايات بأنَّ أهل البيت عليهم السلام يعلمون ما كان وما سيكون ، فهل مثل سيِّدهم صلَّى الله عليه وآله ممن لا يعلم ما يعرفه بعض الناس ! وإذا كان مثل آدم عليه السلام قد علَّمه الله تعالى الأشياء كلها بما يشتمل خواص الأشياء ومميزاتها ، فكيف بسيِّده ومعلِّمه الرسول الأكرم صلَّى الله عليه وآله ؟! ثم لا أريد أنْ أعرض أمام القارئ ما لا يحصى من الإخبار الموثوق جلُّها والتي تنهض بدليل تام على ما ندَّعيه ، إذ مضافاً لوفاء بعض ما ذكرنا بذلك ، فإنَّ ورود أخبار قليلة تكفي مؤيِّداً ، فكيف والأخبار أكثر من أنْ تحصى . وكم هي كثيرة الأحاديث الواردة عن أئمة العترة الطاهرة المبيَّن فيها أموركثيرة ، وقد تعرَّضوا لبيان خواص كثير من الثمار والنباتات والحيوانات ، ومميزات كثير من المعادن وغير ذلك مما يبهر عقول الباحثين. --------------------------- [140] الندوة 1 ص 246 ط الثانية 1417 -1997 [141] الحجر آية21 [142] الجن آية27 ![]() |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |