![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
الاشكال الاول
:إن هذا الخبر لم يرو قبل الطريحي، فكيف يصح الاعتماد على رواية مرسلها أوردها الطريحي بصيغة "نقل"، ولم ترد في كتب المقاتل المشهورة. الجواب: سنذكر لاحقا أن القصة مروية قبل الطريحي، غير أن عدم وجود رواية ما ضمن كتب المقاتل المعتبرة لايجعل الرواية مكذوبة أو مختلقة لأننا نعلم جزما بوجود كتب كثيرة كانت موجودة عند من سبقنا ومفقودة الآن، بل إن هناك الكثير من المخطوطات التي لم تر النور حتى الساعة، وكثيرا ما تنفرد تلك المخطوطات بعد تحقيقها وطباعتها بخصائص تميزها عما عداها. على أنه قد جرت العادة أن تنفرد أغلب كتب الحديث والتاريخ بخبر منحصر فيها ولايوجد في غيرها، فهذا الحديث مثلا بهذا النص لاتجده إلا في التهذيب، وهذا الحديث لاتجده إلا في الكافي، ولم نجد أحدا من الفقهاء توقف عن العمل بذلك الحديث لأنه لم يرد إلا في مصدر واحد، بل إن الخبر الواحد لم يسم بهذا الإسم إلا لأنه لايرويه في الغالب إلا شخص واحد، فعلام الطعن في رواية العرس بالخصوص وعدم الطعن في عشرات روايات الآحاد الأخرى؟!! مع أنها كلها من باب واحد!! ومع كون مؤلف الكتاب كالطريحي وأمثاله ممن نعلم بأنهم لايختلقون الأخبار ولايكذبون بجعل ما ليس موجودا لجلالة شأنهم ومقامهم، فلا يصح رد روايتهم مع احتمال نقلهم عن كتب كانت بحوزتهم لم تصل إلينا، وقد كنا قد أشرنا في مقال سابق وضمن مناقشة الشهيد المطهري حول رأيه في كتاب روضة الشهداء ومؤلفه الكاشفي أن السيد ابن طاووس وعلى سبيل المثال نقل عن جملة من الكتب المفقودة لدينا كالمرشد وكتاب النبوة للصدوق والأمالي للشيباني والرسالة العزية للمفيد والتعريف للصفواني (الإقبال ج1 ص47، 65، ج3 ص162، 272)، وأن بعضها كان موجودا قبل 318 عاما عند السيد هاشم البحراني الذي نقل عنها في كتابه مدينة المعاجز ج2 ص314. الاشكال الثاني كما أن كون الرواية مرسلة لايعني أن الرواية مكذوبة بل يعني أنها ضعيفة السند، وهذا غير منحصر بقصة عرس القاسم فكل ما يرويه المفيد في الإرشاد وابن طاووس في اللهوف حول مقتل الإمام الحسين (ع) من قبيل المرسل، ولم نجد أحدا اعترض عليهم أو رفض نقلهم بحجة الإرسال، لأن الرواية التاريخية إما لا يعتبر فيها صحة السند كما عليه البعض أو أن عدم وجود خلل في مضمونها كاف في عدم ردها وصحة نقلها والبناء عليها لأن مقياس القبول فيها يختلف عن الرواية الفقهية الاشكال الثالث إن رواية عرس القاسم مدسوسة في كتاب المنتخب وموضوعة عليه، وقد بلغ الأمر حدا أن السيد المقرم ادعى وقال: "والشيخ فخر الدين الطريحي عظيم القدر، جليل في العلم، فلا يمكن لأحد أن يتصور في حقه هذه الخرافة، فثبوتها في كتابه "المنتخب" مدسوسة في الكتاب وسيحاكم الطريحي واضعها في كتابه". (مقتل الحسين ص264 الهامش4) بل وزاد على المقرم الشيخ ذبيح الله المحلاتي حيث قال: "وما جعلوه سندا لهم في الألسنة من أن الطريحي في منتخبه ينقل القصة عن غيره، فإنه (أي الطريحي) يقول: "إن هذه القضية لم نظفر بها في الكتب المعتبرة والروايات المعتمدة"، ولا شك أن هذه العبارة لها دلالة صريحة في أن الطريحي نفسه لم يعتمد على ذلك النقل". (فرسان الهيجاء ج2 ص31) الجواب: إن دعوى السيد المقرم (وبتبعه الشيخ المحلاتي) إدعاء من غير برهان ودليل، فمن أين علم السيد المقرم ذلك وبينه وبين الشيخ الطريحي ما يزيد عن المائتين عاما، ولم ينسب السيد المقرم تهمة الدس إلى طرف بعينه كما لم ينقله عن أحد ممن سبقه وكان قريب العهد بالشيخ الطريحي، بل أطلقها من غير استناد. على أننا نعلم جزما أن هناك من نقل قصة عرس القاسم قبل الطريحي بما يقرب من المائتين عاما أي الكاشفي المتوفى سنة 910 هـ، حيث نقلها في كتابه روضة الشهداء ص 400، ومن الجائز أن البعض قام بترجمة ما ذكره الكاشفي ثم قام الطريحي بنقله في كتابه. ومما يؤيد ذلك أن هناك مصدرا عربيا آخر للقصة، يختلف في نصه مع ما أورد في كتاب المنتخب للطريحي وإن كان مشابها له إلى حد كبير، أورده النسابة ضامن بن شدقم بن علي الشدقمي الحمزي الحسيني المدني وهو من معاصري الشيخ الطريحي، حيث يعد من أعلام القرن الحادي عشر، ولايعلم تاريخ وفاته على وجه التحديد، غير أنه ذكر في ديوانه أن تاريخ ولادة بعض أولاده كان في سنة 1088هـ في مدينة إصفهان الإيرانية (تحفة لب اللباب ص29)، ونفس اختلاف النصين العربيين يؤكدان على أن المصدر الأصلي الذي نقلا عنه قصة العرس إما كان مختلفا إذا افترضناه عربيا، وإما أن المصدر الأصلي واحد وهو مصدر فارسي والاختلاف وقع في الترجمة، وهذا ما نستقربه. على أنه لو فرضنا أن الرواية مدسوسة في كتاب المنتخب فلن يضر ذلك بالقصة شيئا مع نقلها في مصدر أقدم من المنتخب، أي روضة الشهداء للكاشفي. أما ما ادعاه الشيخ المحلاتي من أن الشيخ الطريحي صرح بالعبارة المنسوبة إليه فلم يثبت بذلك نقل أو مصدر معتمد بين أيدينا، فالموجود في كتابه المنتحب قصة العرس من دون الزيادة التي نسبها إليه الشيخ المحلاتي. ولو افترضنا جدلا صحة هذا النقل ووجوده في كتب الطريحي فإن هذا يؤكد عدم صحة تهمة الدس والوضع إلى كتاب المنتخب التي ذكرها السيد المقرم بل يؤكد أن الشيخ الطريحي ذكرها بنفسه ولكنه لم يظفر بها في الكتب المعتبرة والروايات المعتمدة عنده، وقد يكون غير مطلع على الكتب الفارسية كروضة الشهداء للكاشفي، هذا فضلا عن أن كون كتاب ما غير معتبر عنده لا يعني عدم اعتبار الكتاب عند غيره، فما أكثر الكتب التي اختلف العلماء في مدى اعتبارها. الاشكال الرابع إن رواية عرس القادم لم تنقل قبل كتاب روضة الشهداء للكاشفي في كتب المقاتل والتاريخ، ولو كانت موجودة لأشار إليها ولو على نحو الإجمال من سبقه ممن كتبوا في مقتل الإمام الحسين (ع)؟ الجواب: إن ذهنية المعترض مبنية على أن ما بلغنا عن واقعة كربلاء هو كل ما حصل فيها، بالرغم من أن ما وصل إلينا عبارة عن حصيلة ضم بعض الأخبار إلى بعض، أي ضم ما رواه الطبري إلى ما رواه الشيخ المفيد إلى ما رواه السيد ابن طاووس وهكذا، وهذا الضم هو الذي يسد النقص الموجود في بعض المصادر، ويحقق الترابط في الحادثة، ولكنه مع ذلك لا يعني أنه كل ما جاء حول الواقعة إذ أن إمكانية وجود العديد من الخصوصيات غير المنقولة قائما، ولم يجرؤ أحد من الباحثين والمؤرخين أن يقول مثلا أن ما جاءنا عن كربلاء هو نفس ما وقع فيها دون نقيصة. كما لم يدع أي باحث أن كل مؤرخ كتب في مقتل الحسين لابد أن يكون مطلعا على جميع أخباره بحيث لا يشذ عنه خبر، بحيث لو لم نجده في كتابه فإن ما نقله غيره من المؤرخين يكون باطلا، على أنه لو فرضنا ذلك جدلا فلم يدع أحد أيضا أنه يجب على المؤرخ أن يدون كل ما بلغه في كتابه بحيث لو لم يدونه فهذا يلازم عدم وروده. وبناء عليه فمن الجائز أن يكون الكاشفي قد عثر على بعض الكتب التي فيها قصة عرس القاسم ثم نقلها في كتابه، وليس المطلوب أكثر من هذا الاحتمال، وهو وارد ولا يمكن الجزم بعدمه، ومن يدع ذلك فليأت بالدليل!!! وكما ذكرنا فإن وجود كتب عند بعض السابقين مفقودة الآن ليس بالأمر الغريب، ومن باب التأكيد نشير إلى أن الشيخ الكفعمي المتوفى بعد العام 895 هـ ( أي أنه يعد معاصرا للشيخ الكاشفي المتوفى سنة 910 هـ ) نقل في كتابه مجموع الغرائب وموضوع الرغائب عن كتب كثيرة مفقودة الآن من قبيل غرر الجواهر والمثالب ومطالع الأنوار وآداب النفس وغيرها، فما وجه الاستبعاد أن يكون معاصره الكاشفي قد عثر على رواية عرس القاسم في بعض الكتب التي كانت عنده من كتب السابقين؟! |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |