![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
حسين مني وأنا من حسين: للمرجع اية الله العظمى الشيخ امين زين الدين( قد )
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صلي علي محمد وال محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا كريم حسين مني وأنا من حسين: ما هذه الحبسة التي ملكتني أكثر من يومين، وأنا أريد أن أعدّ هذا الحديث؟. ما للكلمات تموت على شفتيّ حتى كدتُ أن أيأس، وأن ألقي اليراع؟. ثم مالي أريد أن أقول: يا للبشرى، فيكتب قلمي يا للأسى، فهل أنا في حفل مولد أم في ذكرى شهادة؟. لا اكتمكم -أيها السادة- أني بكيت قبل أن اكتب، وبكيت بعدما كتبت، وما أدري ما هو شأني إذا وقفت لأقرأ لكم ما كتبت؟. ما هذه العاطفة العاصفة التي لا تفارق ذكر الحسين (ع) حتى عند ال لميلاده؟. وقد قال الأثر الكريم: إن الرسول (ص) بشّر في يوم ميلاده فبكى، وإنه دخل على ابنته الصديقة (ع) ليهنئها بوليدها فبكت، وإن أهل البيت الطاهر (ع) قد استقبلوا هذا الوليد الحبيب بال والدموع. .. بدموع الحزن.. نعم، وأحزان أهل البيت هي الأفراح لهم في الصميم!!. أحزان أهل البيت (ع) هي أفراحهم الأثيرة عندهم، لأن الغايات العظمى التي أنيطت بهم لا تتحق إلا بهذه الأحزان. وكان السهم الذي ينالونه من قِبَل هذا الوليد هو السهم الأوفر، ولذلك كان الحزن بمقدمه أكبر، وعلى ذلك المقياس الخاص بهم كان فرحهم بمولده أكبر. الحسين شريك جده (ص). أيها السادة. يقول العلماء -وهم يفسرون كلمة الرسول (ص) المشهورة أو المتواترة: (حسين مني وأنا من حسين)-.. ..يقولون: إن الكلمة تعني أن الحسين (ع) شريك جدّه في الدعوة. ومن عقائد شيعة أهل البيت: أن الأئمة الإثني عشر (ع) أجمعين شركاء لجدهم الرسول (ص) في الدعوة، فهو المؤسّس لها، والقيّم الأكبر عليها، وهم –من بعده- الأمناء القوّامون على حفظها.. فما هذه الخاصة التي يعنيها العلماء بقولتهم تلك؟. إن الجواب عن هذا -مبسطاً- يتشعب به القول ويطول، وحسبي أن أقف على ناحية واحدة تتصل بموضوعي الذي بدأت به الحديث. ان الاسلام دين الله العظيم الذي اصطفاه للناس، وتوجّ به الشرائع، وختم به الأديان.. إن هذا الدين منهاج إنساني متكامل، شرّعه الله لتنظيم هذه المجموعة الضخمة من الغرائز والعواطف والمشاعر والأحاسيس.. لتنظيم هذه المجموعة التي يسمّونها (الإنسان). والإنسان –كما تعلمون- موجود واحد، وركائزه النفسية المذكورة، وإن كثرت وتنوعت آثارها واختلف تأثيرها، إلا أنها متشابكة متداخلة، ووحدتها -بعد- آتية من قِبَل القوة الحيوية الواحدة، التي تحرّك جميع هذه القوة، والطاقة العامة الواحدة التي تمدّها، والإرادة الإنسانية الواحدة التي تصرّفها، والعقل المفكّر الواحد الذي يملك ان يتحكّم فيها. ومن أجل هذه الوحدة بين نواحي الإنسان، وهذا التّشابك بين غاياتها، وبين مجالات نشاطها، أصبحت كذلك متبادلة التأثير، فلكل واحدة منها أثر قويّ أو ضعيف في سلوك الأخرى، وفي اتجاهاتها الى أهدافها. والدين الذي يروم إصلاح الإنسان وتقويم أخلاقه وضمان الخير الأعلى له في حياته هذه الأولى المنقطعة، وفي حياته الأخرى الدائمة، لا محيد له من أن يسع هذه النواحي كلّها تنظيماً، ويعمّها تهذيباً وإصلاحاً. وكيف يبلغ غايته إذا هو لم يصنع ذلك؟. بل، وكيف يمكنه أن يُصلح بعض نواحي الإنسان دون بعض إصلاحاً حقيقياً كاملاً، بعد أن كانت لها هذه الوحدة الملحوظة، وهذا الترابط المحسوس؟. وهذه المحاولة البلهاء هي السقطة التي مُنيت بها المسيحية القائمة، لما وزّعت هذا الكائن إلى جسد وروح، ثم حاولت إعلاء الروح بإرهاق الجسد، وكبح غرائزه.. أقول: هي السقطة التي منيت بها المسيحية القائمة المحرّفـة، وإلاّ فان دين الله الذي أنزله على السيد المسيح (ع) أسمى من هذا التفكير. عموم الهدى يتطلب عموم التربية. الإسلام منهاج متكامل، شرّعه الله لتنظيم علاقات الإنسان وسلوكه، وتهذيب غرائزه وعواطفه، وإصلاح سرّه وعلانيته، وأعماله وصفاته.. وبدهيّ أن الدين لا يستطيع أن يدرك هذا المدى من الإنسان، وأن يحقق له هذه الغاية مالم يثّبت عقائده وأسسه في عقل الإنسان ومشاعره، وما لم يمتزج بعواطفه وأحاسيسه، وبلحمه ودمه. وكيف يملك أن يهدي العقل ما لم يتّصل بالعقل؟. وكيف يقوى أن يوجّه العاطفة ما لم يمتزج بالعاطفة؟. وكيف يقدر أن يهذّب الأخلاق والعادات ويصلحها إصلاحاً جذرياً ما لم يتّصل بينابيعها من النفس، وبجذورها من الطبع؟. ان الدواء –مهما احتوى تركيبه من العناصر القوية الفعالة- لن يحقق الشفاء حتى ينفذ إلى مكمن الداء، وان الدين -مهما جمع تشريعه من دقائق الحكمة- لن يقوّم طباع النفس حتى يصل إلى أعماق النفس. والبراهين التي عضدت هذه الدعوة في كتابها الكريم، وفي حديث رسولها العظيم (ص) تنير آفاق النفس من الانسان، كما تضيء آفاق العقل، فهي مدد للفكر ليقتنع، وهي مدد للقلب ليؤمن، وهي مدد للمشاعر والعواطف، ومنافذ الشعور ومصادر الإحساس لتعترف وتتوجّه. |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |