شهادته:
ما رواه عيسى بن مهران قال : حدثنا عبيدالله بن الصباح قال : حدثنا جرير ، عن مغيرة قال : أرسل معاوية إلى جعدة بنت الاشعث بن قيس : أني مزوجك ( يزيد ابني ) ، على أن تسمي الحسن ، وبعث إليها مائة ألف درهم ، ففعلت وسمت الحسن عليه السلام فسوغها المال ولم يزوجها من يزيد ، فخلف عليها رجل من آل طلحة فأولدها ، فكان إذا وقع بينهم وبين بطون قريش كلام عيروهم وقالوا : يا بني مسمة الازواج. (الارشاد الشيخ المفيد ج 2 ص 16).
وروى عيسى بن مهران قال : حدثني عثمان بن عمر قال : حدثنا ابن عون ، عن عمر بن إسحاق قال : كنت مع الحسن والحسين عليهما السلام في الدار ، فدخل الحسن عليه السلام المخرج ثم خرج فقال : " لقد سقيت السم مرارا ، ما سقيته مثل هذه المرة ، لقد لفظت قطعة من كبدي ، فجعلت أقلبها بعود معي " فقال له الحسين عليه السلام : ( ومن سقاكه ؟ ) فقال : وما تريد منه ؟ أتريد قتله ، إن يكن هو هو فالله أشد نقمة منك ، وان لم يكن هو فما أحب أن يؤخذ بي برئ " ( الارشاد الشيخ المفيد ج 2 ص 16 )
عاش (عليه السلام) مع جده سبع سنين وأشهرا وقيل ثمان سنين ومع أبيه ثلاثين سنة ، وبعد تسع سنين ، وقالوا : عشر سنين . وكان عليه السلام ربع القامة ، وله محاسن كثة وبويع بعد أبيه يوم الجمعة الحادي والعشرين من شهر رمضان في سنة أربعين ، وكان أمير جيشه عبيدالله بن العباس ثم قيس بن سعد بن عبادة ، وكان عمره لما بويع سبعا وثلاثين سنة فبقي في خلافته أربعة أشهر وثلاثة أيام ، ووقع الصلح بينه وبين معاوية في سنة إحدى وأربعين ، وخرج الحسن إلى المدينة فأقام بها عشر سنين
وظل مظلوما . ومات مسموما ، وقبض بالمدينة بعد مضي عشر سنين من ملك معاوية فكان في سني إمامته أول ملك معاوية . فمرض أربعين يوما ومضى لليلتين بقيتا من صفر سنة خمسين من الهجرة وقيل : سنة تسع وأربعين ، وعمره سبعة وأربعون سنة وأشهر ، وقيل : ثمان وأربعون وقيل : في سنة تمام خمسين من الهجرة . وكان بذل معاوية لجعدة( بنت محمد بن الأشعث الكندي وهي ابنة ام فروة اخت أبي بكر بن أبي قحافة) عشرة آلاف دينار ، وإقطاع عشرة ضياع من سقي سورا وسواد الكوفة ، على أن تسم الحسن عليه السلام وتولى الحسين عليه السلام غسله وتكفينه ودفنه وقبره بالبقيع عند جدته فاطمة بنت أسد يقال : كث اللحية : إذا اجتمع شعرها وكثر نبته وجعد من غير طول . في المصدر : الامير . قال الفيروز آبادي : سورى كطوبى موضع بالعراق وهو من بلد السريانين . راجع المناقب ج 4 ص 28 و 29 . أقول : قال ابن الاثير : كان سبب موته أن زوجته جعدة بنت الاشعث بن قيس سقته السم فكان توضع تحته طست وترفع اخرى نحو أربعين يوما فمات منه ، ولما اشتد مرضه قال لاخيه الحسين : يا أخى سقيت السم ثلاث (بحار الأنوار العلامة المجلسي ج 44 ص 134)
فهذا ما تيسر من حياة مولانا أبي محمد عليه السلام
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
|