![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
اختلاف الطاقات الإنسانية
{وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} نتحدث حول موضوع الإختلاف في محاور ثلاثة : 1. ضرورة الإختلاف. 2. منشأ الإختلاف. 3. وأدب الإختلاف . المحور الأول : في ضرورة الإختلاف , علماء الإجتماع يقولون إختلاف الطاقات البشرية فرض ظاهرتين , ظاهرة الإستخدام وظاهرة الإستخدام القانوني . المجتمع البشري مجتمع متفاوت في طاقاته , الله تبارك وتعالى خلق المجتمع البشري متفاوتاً في طاقاته ومتفاوتاً في قدراته هناك من يمتلك طاقة بدنية , وهناك من يمتلك طاقة فكرية , وهناك من يمتلك طاقة أدبيه , وهناك من يمتلك طاقة إدارية , المجتمع البشري متفاوت في طاقاته {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} , المقصود بالألوان ليس هو الشكل المقصود بإخلاف الألوان , إختلاف الطاقات و إختلاف القدرات , خلقكم متفاوتين في الألوان وخلقكم متفاوتين في القدرات { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ }. هذا الإختلاف في الطاقات فرض ظاهرتين : الظاهرة الأولى : الإستخدام , أن بعض المجتمع يستخدم البعض الآخر الذي يمتلك طاقة إدارية يحتاج لمن يمتلك طاقة بدنية وبالعكس كلن مستخدم ومُستخدم وكلن يستخدم الآخر في طاقته التي وهبت له من قبل الله تبارك وتعالى , لو أردنا إنشاء مشروع تجاري مثلاً لحتجنا إلى من يملك رأس المال وهذه طاقة , إحتجنا إلى من يمتلك إدارة يدير بها هذا المشروع وهذه طاقة , إحتجنا إلى اليد العاملة وهذه طاقة ثالثة . إذن إختلاف الطاقات فرض مبدأ الإستخدام أن يستخدم كل شخص الآخر في مجال طاقته وهذا ما أشارت له الآية القرآنية في قوله تعالى : { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً } , سخريا يعني إستخدام , أي يستخدم البعض البعض الآخر فكلن مستخدم ومُستخدم. الظاهرة الثانية : الإختلاف القانوني , إختلاف الطاقات فرض إختلاف في المواقع هناك رئيس وهناك مرؤوس , هناك منتج ومستهلك , هناك مالك وعامل , إختلفت المواقع نتيجة إختلاف الطاقات , و إختلاف المواقع فرض تداخلاً فالرئيس له صلاحيات والشعب المرؤوس له صلاحيات وحقوق , المنتج له حقوق , المستهلك له حقوق , إذاً إختلاف المواقع يعني إختلاف الحقوق وإختلاف الصلاحيات . من أجل ألا يتداخل البشر وأن لا يتزاحموا وأن لا يحصل بينهم تداخل في الصلاحيات والحقوق , ماذا نصنع ؟ هنا المجتمع البشري منذ أول يوم طرح هذا السؤال على نفسه , كيف نمنع التداخل ؟ كيف نمنع التزاحم ؟ كيف نحافظ على حقوق كل موقع ؟ وصلاحيات كل موقع ؟ كيف نمنع التزاحم والتداخل ؟ المجتمع البشري عبر الأنظمة الوضعية منذ أول حضارة للمجتمع البشري إلى يومنا هذا جعل قوانين لتنظيم الصلاحيات ولتوزيع دائرة الحقوق وأضاف إلى هذا النظام قيم , قيمة مثلاً احترام النظام قيمة , مثلاُ المحافظة على البيئة , قيمة احترام الآخر , قيمة الحرية هذه قيم وضعها النظام البشري والقانون البشري من أجل منع التداخل والتزاحم . الدين ماذا أضاف ؟ الدين أيضاً وضع قانوناً والمجتمع البشري وضع قانون , الدين وضع قيم المجتمع البشري أيضاً و وضع قيم , الدين ماذا أضاف للمجتمع البشري كعنصر أساسياً في منع التداخل ومنع التزاحم , الدين أضاف عنصر الإيمان . لاحظوا الظالم يستطيع أن يتخلص حتى من القانون , الظالم لا تمنعه قيم ولا يمنعه قانون من ظلمه , الظالم يستطيع أن يتحايل حتى على القانون , الظالم يستطيع أن يظلم بالقانون نفسه , الظالم يستطيع إذا كان له فكر وإذا كانت له قدرة إدارية أو قانونية هو قادر حتى على تطويع القانون من أجل أن يظلم ومن أجل أن يصل إلى ظلمه , الظالم لا يمنعه القانون من الظلم , الظالم لا تمنعه القيم من الظلم , إذاً ما الذي يمنعه ؟ نحتاج إلى عنصر ثالث كي يمنع الظالم عن ظلمه , مضاف إلى القانون ومضاف إلى القيم , الدين أضاف عنصراً ثالثاً يقف رادعاً أمام الظالم حتى لا يتجاوز ولا يتعدى في ظلمه , هذا العنصر الثالث الذي أضافه الدين للمجتمع البشري هو عنصر الإيمان , الإنسان إذا آمن أن هناك رباً وأن هناك رقابه سماوية وأن هناك يوم جزاءً كان ذالك رادعاً داخلياً عن ظلمه وعن تجاوزه و إعتدائه وإلا فمجرد القانون ومجرد القيم قد لا تمنع الظالم عن ظلمه . كما ورد في القرآن الكريم من عده آيات تشير إلى هذا المعنى { كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى } إذا رأى نفسه مستغنياً طغى وحول كل شيء إلى صالحه وإلى منفعته وما يخدمه { وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى } ,إذاً الإختلاف كما ذكرنا ضرورياً بين البشر وهذا الإختلاف فرضه إختلاف الطاقات والقدرات وهذا مايتعلق بالمحور الأول . المحور الثاني : ماهو منشأ الإختلاف ؟ الإختلاف قد يكون إختلاف إجتماعياً و إختلافاً في المواقع , هذا كما قلنا رئيس وهذا مرؤوس , هذا منتج وهذا مستهلك , هذا مالك وهذا عامل , وقد يكون إختلاف في الدين , القرآن الكريم ركز على الإختلاف في الدين , إذا كان الإختلاف إختلاف في الدين أديان متفاوته ومذاهب مختلفة , أهل المذهب الواحد طرق و إتجاهات مختلفة , هذا الإختلاف في الدين ماهو منشأه ؟ من أين نشأ الإختلاف في الدين مع أن الدين واحد ومع أن المبدأ واحد , من أين نشأ الإختلاف في الدين ؟ لاحظوا منشأ الإختلاف في الدين عاملان , عامل داخلي وعامل خارجي : العامل الداخلي : بعض الباحثين الحداثين قال أن منشأ الإختلاف في الدين هو الدين , الدين نفسه الذي فتح باب الإختلاف , لماذا؟ لأن الدين طرح الحقيقة المطلقة , الدين يؤمن بأن أفكاره حقائق مطلقة مثلاً المسيحي يرى بأن الحقيقة المطلقة بيده , المسلم يرى بأن الحقيقة المطلقة بيده , السني يرى بأن الحقيقة المطلقة بيده , الشيعي يرى بأن الحقيقة المطلقة بيده , إذا كانت كل فئة تعتقد بأن الحقيقة المطلقة بيدها سوف يكون هذا منشأ للاختلاف , سوف يكون هذا باعثاً على الإختلاف الذي يصل إلى التناحر ويصل إلى العداوه , لأن كلن يرى الحقيقة المطلقة بيده وأن الآخر ليس له من الحقيقة شيء وهذا موجود حتى على مستوى آهل المذهب الواحد وحتى على مستوى آهل الفكر الواحد كلن يرى بأن الحقيقة المطلقة بيده . لاحظوا مثلاً الشيخ الصدوق "عليه الرحمه" عندما يتحدث عن سهو النبي يقول : ( أول الغلو نفي السهو عن النبي ) يعني من يدعو بأن النبي لا يسهو فهو مغالي . في المقابل الشيخ المفيد وهو تلميذه يقول : ( من يرى سهو النبي ففي عقله خلل ) يعني ما وصل إلى كلام معقول . أهل الفكر الواحد يختلفون , أهل الفكر الواحد كلن يعتبر الحقيقة المطلقة بيده . إذن مادام الدين يطرح مسألة الحقيقة المطلقة فمن الطبيعي أن يقع الإختلاف بين أبناءه لأنه كلن يدعي بأن الحقيقة المطلقة في يده . أما لو قلنا بالنسبية يعني كل فئة أصابت من الحقيقة مقداراً ليست هناك حقيقة مطلقة , الحقائق نسبيه قابلة بأن تتغير , وقابلة بأن تختلف وقابلة بأن تتبدل , سوف لن يقع إختلافاً بين أبناء الدين الواحد ولا بين أبناء المذهب الواحد , كلن يرى بأنه أصاب شيئاً من الحقيقة والآخر أصاب شيئاً آخر . هنا لابد أن نركز على فكرة النسبية , لاحظوا النسبية لها مصطلحات أربعة قد يقع الخلط بين هذه المصطلحات : المصطلح الأول للنسبية : النسبية الواقعية , هل أن الأمور الواقعية نسبية أم لا ؟ لا مستحيل , الأمور الواقعية لا يمكن أن تكون نسبية , هناك أمور واقعية وهناك أمور نظامية إعتبارية , الأمور الواقعية لا يمكن أن تكون نسبية , مثلاً كروية الأرض هل يمكن أن تكون نسبية ؟ هل يمكن أن تتغير ؟ يعني الأرض كروية عند جماعة وغير كروية عند جماعة أخرى ؟ هي في الواقع إما كروية أو غير كروية !. النسبة بين الأرض وبين الشمس كذا ميل , هل هذه النسبة تتغير بتغير الناس أو بإختلاف الناس ؟ , لا الأمور واقعية فالأمور الواقعية لا تتغير ولا تتبذل حتى يقال بأنها نسبية . النسبية تقع في الأمور النظامية , يعني الأنظمة التي تخترع العقول البشرية لأجل مصالح معينة هذه الأنظمة ممكن أن تكون نسبية يعني تختلف بإختلاف المجتمعات , مثلاً نظام المرور أمر نظامي هذا الأمر النظامي يمكن أن يكون نسبياً , نظام المرور في بريطانيا يختلف عن نظام المرور مثلاً في الشرق الأوسط نتيجة إختلاف المجتمعات قد يختلف النظام المروري , هذه أمور نظامية إعتبارية يمكن أن تكون نسبية تختلف بإختلاف المجتمعات , أما الأمور الواقعية فلا تختلف ولا تتغير , كروية الأرض أمر واقعي لا يتغير , النسبية بين الأرض والشمس أمر واقعي لا يتغير لذلك نقول الدين حقائق واقعية وليست حقائق نظامية فالدين حقائق لا تتغير , وجود الله ووحدة الله , ونبوة النبي وعصمة النبي أمور واقعية لا يقع فيها إختلاف ولا تتصور فيها النسبية لأنها من الأمور الواقعية . المصطلح الثاني للنسبية : النسبية الكيفية , ما معنى النسبية الكيفية ؟ يعني أن الأشياء تتحرك وليست ثابتة , هذا الوجد متحرك وليس ثابتاً { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ } , الأرض تتحرك فترى الجبال تتحرك , { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} كل شيء يتحرك . هذه الحركة الظاهرية هي انعكاس لحركة ذاتية في صميم هذا الوجود , الوجود كله يتحرك ليس هناك شيء ثابت , الذين يقولون بالنسبية الكيفية يقولون ليس هناك شيء ثابت , كل شيء يتحرك . إذن يجب أن يتحرك الدين أيضاً كما أن كل شيء يتحرك فاليتحرك الدين , كما أن كل شيء يتغير فاليتغير الدين , هؤلاء يقولون بالنسبة الكيفية , لاحظوا معي هذه المقوله بأن كل شيء يتغير , هذه المقولة خطأ , لماذا؟ لأن عندنا ظواهر وعندنا قوانين و الذي يتغير هو الظواهر , أما القوانين فلا تتغير . مثلاً هذا الماء كان بارداً نضعه على النار يصبح حار وبعد دقائق يصبح بخار ويتحول إلى درجة الغليان , الظاهرة هي التي تتغير , بارد حار , مائع بخار هذه ظواهر والظواهر تتغير . أما هناك قانون والقانون لا يتغير , إذا بلغت درجة حرارة الماء مائه فأنه يغلي وهذا القانون لا يتغير , مستحيل أن يتغير هذا القانون , مليون مليار سنة يمر على الأرض هذا القانون ثابت , إذا بلغت درجة حرارة الماء مائه فأنه يغلي , إذاً الذي يتغير هو الظاهره كان مائعاً أصبح بخاراً , أما القانون الذي يحكم هذه الظاهره و وراء هذه الظاهره القانون لا يتغير . مثلاً التفاحة , التفاحة نرمي بها إلى الأعلى فتصعد ثم تسقط على الأرض هذه ظاهره تتغير , أما قانون الجاذبية الذي يحكم صعود هذه التفاحة ونزولها وصعود الإنسان ونزوله هذا القانون قانون لا يتغير , إذاً ليس كل شيء يتغير الذي يتغير هو الظواهر , أما القوانين فهي ثابتة تحكم هذه الظواهر وتسيطر عليها لأجل ذالك نعود إلى الدين , الدين أيضاً فيه قوانين ثابتة وفية قوانين متغيرة ومرنة , القوانين التي تعالج حاجات ثابتة هي ثابتة . قوانين العبادة , العبادة تعالج حاجة ثابتة في الإنسان , الإنسان يحتاج إلى العبادة حاجة ثابتة لأن الإنسان يحتاج إلى الأمن النفسي ويحتاج إلى الإستقرار النفسي والعبادة توفر له هذه الحاجة { أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } , العبادة تعالج حاجة ثابتة إذاً القوانين العبادية قوانين ثابتة , بينما هناك قوانين مرنه متغيرة في الإسلام لأنها تعالج حاجات متغيرة مثل قوانين باب التزاحم ومثل قوانين العناوين الثانوية ولا نريد أن ندخل في ذلك . نريد أن نقول بأن الدين قسمان : 1. قوانين ثابتة لأنها تعالج حاجات ثابتة . 2. قوانين متغيرة لأنها تعالج حاجات متغيرة . ![]()
آخر تعديل السيد عباس ابو الحسن يوم
10-21-2011 في 11:40 AM.
|
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |