هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : مهارات العرض والإلقاء ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 1 ]       »     دورة : الأدوات الحديثة في تنظي... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 1 ]       »     دورة : التخطيط والإشراف على بر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 24 ]       »     دورة : المعايير الحديثة لنظم ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 28 ]       »     دورة : المعايير الحديثة لنظم ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 22 ]       »     المحامية رباب المعبي : حكم لصا... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 91 ]       »     المحامية رباب المعبي تحصل على ... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 232 ]       »     تطبيق طبيب استشاري الأسرة [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 293 ]       »     محكمة الاستئناف بالرياض تُلزم ... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 382 ]       »     دورة : أفضل الممارسات في استخد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 554 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات


العودة   :: منتديات ثار الله الإسلامي :: > الاقسام الشيعية التخصصية > مقالات مكتوبة > مقالات قرآنية

يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-18-2011, 10:08 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5454 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي من روائع القرآن الكريم سارعوا ، سابقوا



من روائع القرآن الكريم سارعوا ، سابقوا

موقع أسرار الإعجاز البياني للقرآن الكريم


أولاً- قال الله تعالى في آل عمران :﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ (آل عمران:133) . وقال سبحانه في الحديد :﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾(الحديد:21) .
والناظر في الآيتين يلحظ الفرق بينهما :
ففي الآية الأولى قال سبحانه :{ وَسَارِعُوا } ، وفي الثانية قال :{ سَابِقُوا } .
وفي الآية الأولى قال سبحانه : { وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ } ، وفي الثانية قال :{ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ } .
وفي الآية الأولى قال سبحانه :{ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } ، وفي الثانية قال :{ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ } .
هذا الفرق بين الآيتين اقتضاه السياق الذي وردتا فيه ، ذلك أن الآية الأولى تتعلّق بالمتقين ، وأما الآية الثانية فتتعلّق بالمؤمنين . ولما كانت التقوى وهي نتاج الإيمان أعظم درجاته وأرقى رتبه ، كانت أفضل من مجرّد الإيمان؛ لأنّها تتضمّنه وزيادة ، وكان التقّي أفضل من المؤمن العادي . وقد بيّن الله واقع المتّقين الذين أعدّت لهم جنة عرضها السماوات والأرض فقال : { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) } (آل عمران) .
وإذا كانت التقوى أعلى رتبة من مجرد الإيمان ، فقد لزم إذن التفرقة بين المتّقين وبين المؤمنين . وتتجلّى هذه التفرقة في الآيتين في موضعين : الأول في الخطاب ، والثاني في الثواب .
أمّا الخطاب فقد خاطب الله تعالى المتّقين بدعوتهم إلى المسارعة ( وسارعوا ) ، بينما خاطب المؤمنين بدعوتهم إلى المسابقة ( وسابقوا ) . والفرق بينهما هو : أن المتّقين في تنافس وسباق ، لذلك لم يحثّهم عليه لحصوله منهم ، إنما حثّهم على مزيد منه وحضّهم على الأحسن منه ، فحسن هنا أن يخاطبهم بالمسارعة . وعلى خلاف ذلك ، فإنّ المؤمنين لم يحصل منهم التقدّم في الرتبة ، والارتفاع بالمكانة ، لذلك حثّهم على السباق ابتداء ، فإذا حصل منهم شملهم الخطاب الداعي إلى الإسراع .
أمّا الثواب فقد اختلف باختلاف الرتب . ففي الآية الأولى حينما خاطب الله سبحانه المتّقين قال :{ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ } ، وفي الآية الثانية حينما خاطب المؤمنين بعامة قال :{ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ } . والفرق بينهما يكمن في كون الآية الأولى المتعلّقة بالمتّقين لم ترد بصيغة التشبيه للدلالة على أنّ هذا الثواب الموعود لا يضاهى ولا يماثل ولا يشابه . علاوة على هذا ففي الآية الأولى (عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ) ، وفي الثانية (عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ) ، وهذا يتضمّن الفرق بين الجنّتين من حيث السعة .
والحكمة في هذا والله أعلم تتعلّق بأمرين :
الأوّل : أنّ على قدر الأعمال يكون الجزاء . فأعمال المتقين أعظم من أعمال المؤمنين ، لذلك كان ثوابهم أعظم .
الثاني : أنّ ثواب المؤمنين حاصل لدى المتّقين بما قدّموا ، ولكن لما حثّهم الحقّ سبحانه وتعالى على المزيد حسن هنا أن يعطيهم المزيد ، فكان الحثّ على تقديم الأفضل مقترنا بالوعد بالأفضل . والله أعلم .
الكاتب : ياسين بن علي
ثانيًا- هذا الفرق في الآيتين بين خطاب المتقين ، وخطاب المؤمنين ، وما أعدَّ لكل منهما من الثواب ، كما يذكره الكاتب ياسين بن علي ، كان الدكتور فاضل السامرائي قد ذكره جوابًا عن سؤال وجِّه إليه في لمسة من لمساته البيانية ، مع بعض الاختلاف .. وهو فرق مبني على ما بين المتقين ، والمؤمنين من فرق في الرتبة ، كما يقول الكاتب .
فالمتقون أعلى رتبة من المؤمنين ؛ لذلك ناسب أن يخاطبوا بقوله تعالى : ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ ، كما ناسب أن يخاطب المؤمنون بقوله تعالى : ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ؛ لأنهم دون المتقين رتبة ومنزلة .
والمسارعة - كما يقول الدكتور السامرائي - هي سرعة فقط ، وأما المسابقة فهي سرعة وزيادة .. والمسارعة قد تكون من واحد ، أما المسابقة فلا تكون إلا من اثنين . والمتّقون- كما يقول الكاتب ياسين علي- في تنافس وسباق ، لذلك لم يحثّهم عليه لحصوله منهم ، إنما حثّهم على مزيد منه ، وحضّهم على الأحسن منه ، فحسن هنا أن يخاطبهم بالمسارعة . وعلى خلاف ذلك ، فإنّ المؤمنين لم يحصل منهم التقدّم في الرتبة ، والارتفاع بالمكانة ، لذلك حثّهم على السباق ابتداء ، فإذا حصل منهم شملهم الخطاب الداعي إلى الإسراع .
أمّا الثواب فقد اختلف باختلاف الرتب . فلما كان المتقون أعلى رتبة من المؤمنين ، كان ثوابهم أعظم ﴿ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ ، ودونه ثواب المؤمنين ﴿ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ﴾. فالأول لم ترد بصيغة التشبيه للدلالة على أنّ هذا الثواب الموعود لا يضاهى ولا يماثل ولا يشابه . بخلاف الثاني ؛ إذ بني على التشبيه مع إفراد لفظ السماء ، وهذا يتضمّن الفرق بين الجنّتين من حيث السعة .
ثانيًا- وتعقيبًا على ذلك أقول بعون الله وتعليمه :
1- قال أبو حيان عند تفسير قوله تعالى : ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ ، قال :« قرأ ابن عامر ، ونافع :﴿ َسَارِعُوا ﴾ بغير واو على الاستئناف ، والباقون بالواو على العطف . لما أمروا بتقوى النار أمروا بالمبادرة إلى أسباب المغفرة والجنة .. وقرأ أُبَيّ ، وعبد الله : ﴿ وَسَابِقُوا .. » .. والقراءات حجة بالغة على من يخالف قواعد اللغة العربية ، وإن كان لم يُقرَأ بها ؛ لأنها مروية عن رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم . فلو كانت ( المسابقة ) هي سرعة وزيادة ، كما قال الدكتور السامرائي ، أو كان في ( المسارعة ) حثُّ للمتقين على مزيد من السباق ، وحضٍّ لهم على الأحسن منه- كما يقول الكاتب ياسين علي- لتضاربت القراءتان .
2- المسارعة من السرعة ، والمسابقة من السبق ، والسرعة ضد البطء ، والسبق يدل على التقديم ، وأصله التقدم في السير ، وكل منهما ( مفاعلة ) ، والمفاعلة تقتضي المشاركة بين اثنين أو فريقين ، فكما يقال : سابق فلان فلانًا مسابقة ، يقال مثله في المسارعة : سارع فلان فلانًا مسارعة . وهذا يعني : أن ( المسارعة )تكون من اثنين ، كما تكون ( المسابقة ) من اثنين .
قال أبو حيان في البحر المحيط :« والمسارعة : مفاعلة ؛ إذ الناس كل واحد منهم ؛ ليصل قبل غيره ، فبينهم في ذلك مفاعلة ؛ ألا ترى إلى قوله : ( فاستبقوا الخيرات ) » .
وقال الألوسي :« وأما المسارعة فالمسابقة . أي : يسارعون غيرهم . قال الزجاج : يُسَارِعُونَ أبلغ من يسرعون .. وجهة المبالغة أن المفاعلة تكون من اثنين ، فتقتضي حث النفس على السبق ؛ لأن من عارضك في شيء تشتهي أن تغلبه فيه » .
3- قال صاحب أضواء البيان :« ( وَسَارِعُوا ) ، وقوله ( سَابِقُوا إلى مَغْفِرَةٍ ) فيه الأمر بالمسارعة ، والمسابقة إلى مغفرته وجنته جل وعلا ؛ وذلك بالمبادرة ، والمسابقة إلى امتثال أوامره . ولا شك أن المسارعة ، والمسابقة كلتاهما على الفور ، لا التراخي » . والخطاب في الموضعين ظاهره العموم ، فيعمُّ كل منهما المتقين والمؤمنين . وتخصيص الأول ﴿ َسَارِعُوا بالمتقين ، والثاني﴿ سَابِقُوا بالمؤمنين خلاف الظاهر .
4- لو كانت ( المسارعة )، و( المسابقة )، كما ذكر كل من الدكتور السامرائي والكاتب ياسين علي ، لما جاز توكيد الأولى بالثانية في قوله تعالى :﴿ أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾(المؤمنون: 61) .. هذه الآية جاءت إشارة إلى المذكورين قبلها :﴿ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾(المؤمنون:75-60) . هؤلاء الموصوفون بهذه الصفات الجليلة مدحهم الله تعالى بقوله أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ) ، ثم أكده بقوله :( وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) . فالذين هم للخيرات سابقون هم الذين يسارعون فيها أنفسهم . وهذه معادلة ربانية موزونة بميزان دقيق منزه من الخلل . ولو كانت( المسابقة ) هي سرعة وزيادة - كما زعم السامرائي - لحدث خلل في هذه المعادلةالربانية ، وكلام الله تعالى منزَّه عن الخلل .
وكما جاء قوله تعالى :﴿ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾(المؤمنون:61) ، مؤكِّدًا لقوله في أول الآية : ﴿ أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ﴾(المؤمنون:61) ، فكذلك جاء قوله تعالى :﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ(الحديد:21)مفسِّرًا لقوله :﴿ وَسَارِعُواْ إلى مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ(آل عمران:133) ، وإلى هذا المعنى أشار الإمام الرازي بقوله عند تفسير آية الحديد :« واعلم أنه تعالى أمر بالمسارعة في قوله : ﴿ سَارِعُواْ إلى مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ ، ثم شرح ههنا كيفية تلك المسارعة ، فقال : ( سارعوا ) مسارعة المسابقين لأقرانهم في المضمار » .
5– وأما قوله تعالى في آية آل عمران ﴿ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ ﴾ فقد اختلف فيه المفسرون على أقوال ثلاثة ذكرها الراغب الأصفهاني ، فقال :« وقوله ﴿ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ فقد قيل : هو العرض الذى خلاف الطول .. وقيل : يعني بعرضها : سعتها ، لا من حيث المساحة ؛ ولكن من حيث المسرة ، كما يقال في ضده : الدنيا على فلان حلقة خاتم وكفة حابل ، وسعة هذه الدار كسعة الأرض .. وقيل : العرض ههنا من عرض البيع ، من قولهم : بيع كذا بعرض ، إذا بيع بسلعة ، فمعنى عرضها : أي : بدلها وعوضها ؛ كقولك : عرض هذا الثوب كذا وكذا » .
وجمهور المفسرين على القول بأن المراد من العرض هنا : العرض الذيهو البعد الأصغر ، وخلافه : الطول الذي هو البعد الأكبر . وذهب أبو مسلم الأصفهاني ، المعروف بـ( ابن بحر ) ، وهو من كبار المفسرين ، إلى أن العرض هنا هو من عرض المتاع على البيع ، لا العرض المقابل للطول ، والمعنى : أن ثمن الجنة ، لو بيعت ، كثمن السموات والأرض ، والمراد بذلك عظم مقدارها وجلالة قدرها ، وأنه لا يساويها شيء ، وإن عظم ، فالعرض على هذا بمعنى ما يعرض من الثمن في مقابلة المبيع . وعلق الألوسي على قول أبي مسلم بقوله : « ولا يخفى أنه ، على ما فيه من البعد ، خلاف المأثور عن السلف الصالح ، من أن المراد : وصفها بأنها واسعة » .
ولا يخفى أن قول الجمهور ، وهو المأثور عن السلف الصالح ، إن صحَّ ، فلا يصح إلا على أن يكون نظم الآية هكذا : ( وجنة عرضها عرض السموات والأرض ) ، أو ( عرضها كعرض السموات والأرض ) . وسواء كان هذا ، أو ذاك ، فالمراد من العرض : الإظهار ، وهو مصدر : عرض ؛ ومنه : عرض الجند يعرضه عرضًا . أي : أظهره إظهارًا ، وأبرزه إبرازًا ؛ كما قال تعالى في جهنم :﴿ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا ( الكهف:100) . أي : أظهرناها وأبرزناها ، والمعرض : المكان الذي يجري فيه العرض .. وعليه فإن المراد من قوله تعالى ﴿ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ ﴾: الإخبار بأن عرض الجنة . إي : إظهارها وإبرازها للعيان يكون في السموات والأرض ، أو هو عين السموات والأرض ؛ وذلك ﴿ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (إبراهيم: 48) .

وأما قوله تعالى في آية الحديد :( وجنةٍ عرضها كعرض السماء والأرض ) فاستعمل هنا كاف التشبيه ، والسماء بصيغة المفرد ، للدلالة على الجنس لا العدد . وهو شرح لطريقة العرض التي تعرض بها الجنة. أي : أن العرض هو عرض مادي يشبه عرض السماء والأرض الحاليين . أي : أن عرض الجنة ﴿ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ يشبه عرض السماء والأرض الحاليين .
أما القول بأنه أتىهنا بكاف التشبيه ؛ لأن المشبه به أوسع من المشبه ، وأن العرض هنا هو خلاف الطول ، وأن المراد تشبيه عرض الجنة بعرض السماء والأرض ، وأنه شبه العرض بالعرض ، ولم يشبه الطول بالطول ؛ لأن الطول مفهوم من العرض ، فهذا كله خلاف المراد ، ولا يغني من الحق شيئًا .. والله تعالى أعلم !
بقلم : محمد إسماعيل عتوك



 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء








آخر تعديل السيد عباس ابو الحسن يوم 10-18-2011 في 10:41 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 02:58 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية