|
|
![]() |
|
|
|
|||||||
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
الإهداءات |
|
![]() |
|
|
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
|
روايات هذا الزواج :
إن في روايات زواج أم كلثوم بنت أمير المؤمنين (ع) بعمر بن الخطاب الكثير من الإختلاف ، والتباين ، وسوف يفرض هذا البحث علينا التعرض إلى كثير من الجزئيات والخصوصيات والتفاصيل التي وردت في الروايات المختلفة ، لكن تسهيل الأمر على القارئ ، يفرض علينا أيضاًًً أن نقدم له من النصوص ما يستطيع أن يعطيه تصوراً أولياً لموضوع البحث ، وقد رأينا أن نختار نصوصاً يوردها أهل السنة ، ويتحفظ الشيعة على بعض الخصوصيات الواردة فيها .. ثم نورد نصوصاً أخرى وردت في مصادر الشيعة الإمامية ، ويتحفظ أهل السنة على بعض الخصوصيات الواردة فيها فنقول : نصوص رواها أهل السنة : إن الأحاديث التي رواها أهل السنة ، كثيرة ومتنوعة ، ونكتفي هنا بذكر النص الذي أورده أحمد زيني دحلان ، فإنه كاف في بيان ما نرمي إليه ، والنص هو التالي : أخرج أبو يعلي والطبراني : أن عمر بن الخطاب (ر) خطب من علي إبنته أم كلثوم (ر) ، بنت فاطمة (ر) ، وقال : سمعت رسول الله (ص) : يقول : كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة ما خلا سببي ونسبي ، وكل بني أنثى عصبتهم لأبيهم ما خلا ولدي فاطمة فإني أبوهم وعصبتهم. ثم قال عمر : وإني وإن كانت لي صحبة للنبي (ص) فأحببت أن يكون لي معها سبب ونسب. وقصة تزوج عمر بأم كلثوم بنت علي رواها الأئمة من طرق كثيرة ، منهم الطبراني ، والبيهقي ، والدار قطني. وأكثر طرق الحديث مروية ، عن أكابر أهل البيت النبوي ، منهم جعفر الصادق ، عن أبيه محمد الباقر ، عن أبيه زين العابدين ، أن علياًً عزل بناته لولد أخيه جعفر بن أبي طالب (ر) ، فلقي عمر علياًً (ر) ، فقال : يا أبا الحسن ، أنكحني إبنتك أم كلثوم بنت فاطمة بنت رسـول الله (ص) : فقال : قد حبستهن لولد أخي جعفر. فقال عمر : والله ، ما علي وجه الأرض يرصد من حسن صحبتها ما أرصد ، فأنكحني يا أبا الحسن. فقال علي : إنها صغيرة. فقال عمر : ما ذاك بك ، ولكن أردت منعي ، فإن كانت كما تقول فإبعثها إلي. وفي رواية أنه لما قال له : إنها صغيرة قال له : ما بي حاجة إلى الباءة ، ولكن سمعت رسول الله (ص) : يقول : كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة ما خلا سببي ونسبي ، وكل بني أنثى عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة ، فأنا : أبوهم وعصبتهم ، فأحببت أن يكون لي : من رسول الله سبب ونسب. وفي رواية : وإنه كان لي صحبة ، فأحببت أن يكون لي معها سبب. فقال علي : إن لي أمراء حتى أستأذنهم. وفي رواية : إن لي أسدين حتى أستأذنهما ، يعني الحسن والحسين ، فإستأذن ولد فاطمة ، فأذنوا له. وفي رواية : أنه لما استأذنهما ، يعني الحسن والحسين ، وقال : إني كرهت أن أقضي أمراًً دونكما ، فسكت الحسين ، لكون أخيه الحسن أكبر منه ، وتكلم الحسن ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا أبتاه ، فمن بعد عمر صحب رسول الله (ص) ، وتوفي وهو عنه راض ، ثم ولي الخلافة فعدل. فقال له أبوه : صدقت ، ولكن كرهت أن أقطع أمراًً دونكما ، ثم قال لها علي : إنطلقي إلى أمير المؤمنين ، فقولي له : إن أبي يقرئك السلام ، ويقول لك : إنا قد قضينا حاجتك. وفي رواية : فأعطاها حلة ، وقال لها : قولي له : هذا البرد الذي قال : لك. فقالت ذلك لعمر ، فقال : قولي له : قد رضيت ، حصان كريم ، ما أحسنها وأجملها ، ووضع يده على ساقها. وفي رواية : فضمها إليه ، فقالت : تفعل هذا؟ لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ، ثم خرجت حتى أتت أباها ، فأخبرته الخبر قالت : بعثتني إلى شيخ سوء. فقال : يا بنية ، إنه زوجك ، ثم زوجه إياها ، فجاء عمر إلى مجلسه بين الروضة والمنبر ، حيث مجلس المهاجرين والأنصار ، وذكر لهم الخبر. وفي رواية قال لهم : رفئوني ، أي قولوا لي : بالرفاه والبنين. فقالوا : بمن يا أمير المؤمنين؟ فقال : تزوجت أم كلثوم بنت علي ، سمعت رسول الله (ص) ، ثم ذكر لهم الحديث السابق. وجعل لها مهراًً أربعين الفاًً ، فولدت له زيداًًً ورقية ، ولم يعقبا ، ومات عمر عنها ، وتزوجها بعده إبن عمها عون بن جعفر بن أبي طالب ، فمات عنها ، وتزوجها بعده أخوه محمد بن جعفر ، فمات عنها ، وتزوجها بعده أخوه عبد الله بن جعفر ، فماتت عنده ، ولم تلد لأحد من الثلاثة شيئاًً [4]. نصوص رواها الشيعة الإمامية : وأما النصوص التي رواها الشيعة ، فنذكر منها ما يلي : من كتاب الحسين بن سعيد ، عن إبن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله (ع) : لما خطب عمر إلى أمير المؤمنين(ع) قال له(ع) : إنها صبية ، قال : فأتى العباس فقال : ما لي؟ أبي بأس؟!. فقال له : وما ذاك. قال : خطبت إلى إبن أخيك فردني (وفي نص المرتضى : فدافعني وصانعني وأنف من مصاهرتي) أما والله لأعورن زمزم ، ولا أدع لكم مكرمة إلاّ هدمتها ، ولأقيمن عليه شاهدين أنه سرق ، ولأقطعن يمينه ، فأتاه العباس فأخبره ، وسلهن يجعل الأمر إليه ، فجعله إليه [5]. وقد رواها : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إبن أبي عمير .. والسند معتبر ، كما هو ظاهر ، وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إبن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، وحمّاد ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله (ع) في تزويج أم كلثوم ، فقال : إن ذلك فرج غصبناه [6]. وقال البياضي (رحمه الله) : قد روى أهل المذاهب الأربعة ، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي مسنداًً إلى الصادق (ع) : أنه قال ذلك فرج غصبنا عليه ، وروته الفرقة المحقة أيضاًً [7]. وقد وصف المجلسي كلاً من هذين الحديثين - أي حديث هشام بن سالم ، وحديث زرارة - بأنه : حسن ، لكنه قال : إن هذين الخبرين لا يدلان علي وقوع تزويج أم كلثوم من عمر [8]. وروي في الكافي بسند موثق ، عن حميد بن زياد ، عن إبن سماعة ، عن محمد بن زياد ، عن عبد الله بن سنان ، ومعاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله (ع) قال : سألته ، عن المرأة المتوفى عنها زوجها : أتعتد في بيتها ، أو حيث شاءت؟. قال حيث شاءت ، إن علياًً لما توفي عمر أتى أم كلثوم ، فإنطلق بها إلى بيته [9]. وروي أيضاًً نحو ذلك بسند صحيح ، فقد روى محمد بن يعقوب الكليني ، عن محمد بن يحـيى وغيره ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن هشام بن سالم ، عن سليمان بن خالد ، قال : سألت أبا عبد الله (ع) ، عن إمرأة توفي عنها زوجها أين تعتد؟ في بيت زوجها تعتد؟ أو حيث شاءت؟ ، قال حيث شاءت ، ثم قال : إن علياًً (ع) لما مات عمر أتى أم كلثوم ، فأخذ بيدها ، فإنطلق بها إلى بيته [10].
اللهم صلّي و سلّم وبارك على محمّد و على آل محمّد كما صليت و سلمت و باركت على ابراهيم و آل ابراهيم, إنك سميع مجيد.
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن, صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة, و في كل ساعة وليّاً و حافظاً وقائداً و ناصراً و دليلاً و عيناً, حتى تسكنه أرضك طوعاً و تماتعه فيها طويلًا. إن عدّ اهل التقى كانوا أئمتهم, إن قيل من خير أهل الأرض قيل هم |
|
|
#2 |
|
مشرف عام
|
بداية هذا الفصل : وغني عن البيان : أنه إذا ظهرت التناقضات في النصوص التي تثبت حدثاًًً ما ، فإن الريب والشك في صحة تلك النصوص يصبح مبرراًً وطبيعياً ، بل إنه يفرض نفسه على الباحث ، ويضطره للسعي لتميز الصحيح من المكذوب من تلك النصوص ، هذا إن لم نقل : إن ذلك قد يثير في نفسه الشك في أصل صدور ذلك الحدث .. واللافت في قصة زواج أم كلثوم بعمر بن الخطاب ، وجود تناقض شديداًًً جداًً بين نصوصها كما سيظهره هذا العرض المقتضب الذي نورده في هذا الفصل ..
تناقض روايات أهل السنة : إننا لا نبالغ إذا قلنا : إنك تجد التدافع والتناقض ظاهراًًً وكبيراً ، ومستوعباً في روايات أهل السنة ونصوصهم التاريخية لهذا الحدث ، وقلما تجد ذلك في روايات الشيعة الإمامية رضوان الله تعالى عليهم ، وقد أشار الشيخ المفيد (رحمه الله) في المسائل السروية إلى هذا التناقض الشديد بين روايات أهل السنة حول تزويجها رحمها الله [17] فراجع. 1 - التناقضات حول الأم وولدها : ونذكر من هذه التناقضات : أن الروايات تارة تقول : إن عمر أولدها ولداًً إسمه زيد [18]. وأخرى تقول : إنها ولدت له زيداًًً ورقية [19]. وفي نص آخر : فاطمة وزيداً. [20]. قال أبو عمر وغيره : ولدت أم كلثوم لعمر : زيداًًً الأكبر ورقية [21]. وقالوا تارة : إن زيداًًً هذا قد مات وهو صغير [22]. وقالوا تارة أخرى : إنه عاش حتى صار رجلاًًًً. بل قالوا : إن زيداًًً هذا هو الذي لطم سمرة بن جندب عند معاوية حين تنقص علياًً [23]. وذكروا أيضاًًً : أن رقية قد تزوجت من إبراهيم بن نعيم النحام [24]. ونجد من جهة أخرى أن ثمة روايات تقول : إن عمر قد قتل قبل دخوله بها [25] ، فكيف تكون ولدت زيداًًً ، أو رقية أوفاطمة؟. والزرقاني أيضاًًً لم يرتض ولادة زيد لعمر من أم كلثوم ، حيث قال : إن عمر قد مات عنها قبل بلوغها [26]. كما إن المسعودي لم يذكر زيداًًً في أولاد عمر. ومن تناقضات روايات القسم الأول : أنها تارة تقول : إن لزيد بن عمر عقباً. وتارة تقول : إنه قتل ولا عقب له. وتارة تدعي : أنه وأمه ماتا في آن واحد [27]. وتارة تذكر : أن أمه بقيت بعده. وهل صلى على أم كلثوم وزيد ، عبد الله بن عمر ، حيث قدمه الحسن بن علي (ع) ، وعند إبن عساكر : الحسين بن علي (ع) [28]؟. أم صلى عليهما سعيد بن العاص ، وخلفه الحسن والحسين (ع) ، وأبو هريرة [29] ؟!. وذكروا في أولاد عمر بالإضافة إلى زيد الأكبر ، وهو إبن أم كلثوم : زيداًً الأصغر أيضاًً [30]. فما هو الصحيح من بين ذلك كله : يا ترى؟. 2 - التناقضات حول المهر. وحول مهرها : تارة تقول الروايات : إن عمر أمهرها عشرة الآف دينار [31]. وأخرى تدعي : أن المهر كان أربعين الف درهم [32]. وبعضها قالت : أربعين الفاًً بلا تعيين [33]. لكن بعضها نقل عن الدميري قوله : أعظم صداق بلغنا خبره صداق عمر ، لما تزوج زينب بنت علي فإنه أصدقها أربعين الف دينار [34]. ورابعة ذكرت : أنه أصدقها أربعة الآف درهم [35]. وخامسة : خمس مئة درهم ، كما ذكره المفيد (رحمه الله) تعالى [36]. وذكر نص آخر : أنه أمهرها مئة الف [37]. فأي ذلك هو الصحيح؟! 3 - أم كلثوم أم زينب : وهل أم كلثوم هي غير زينب كما هو ظاهر كثيرين؟. أم هي زينب نفسها ، كما ذكر عن غير واحد ، ومنهم الدميري كما قدمناه آنفاًً. وهي التي توفيت ودفنت بغوطة دمشق كما ذكره النبهاني ، [38] وغيره. وقد زار الشيخ إبراهيم بن يحيى بن محمد بن سليمان العاملي المتوفي سنة 1214 هـ.. مقام السيدة زينب بدمشق ، وكتب على الحائط : مقام لعمر والله ضـم كــريمــة * زكا الفرع منه في البرية والأصل لها المصطفى جد ، وحيدرة أب * وفـاطمة أم ، وفـاروقهم بعل [39]
|
اللهم صلّي و سلّم وبارك على محمّد و على آل محمّد كما صليت و سلمت و باركت على ابراهيم و آل ابراهيم, إنك سميع مجيد.
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن, صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة, و في كل ساعة وليّاً و حافظاً وقائداً و ناصراً و دليلاً و عيناً, حتى تسكنه أرضك طوعاً و تماتعه فيها طويلًا. إن عدّ اهل التقى كانوا أئمتهم, إن قيل من خير أهل الأرض قيل هم
|
|
|
#3 |
|
مشرف عام
|
4 - إكراه الإختيار :
ومن حيث الإكراه والإختيار تجد الروايات تختلف أيضاًًً ، فبعضها يقول : إنه زوجه إياها مختاراً مؤثراً لذلك كما سيأتي عن الجاحظ وغيره ، وبعضها ـ وهو الأكثر ـ يقول : إنه زوجه إياها مكرهاً ، وسنذكر بعض الشواهد على ذلك في يلي من مطالب.. 5 - أزواج أم كلثوم بعد عمر : وهل تزوجها بعد عمر عون بن جعفر ، فقط كما إقتصرت عليه بعض الروايات [40] ، ثم عبدالله بن جعفر كما في نسب قريش لمصعب. وإدعى حسن قاسم وغيره : أن عبد الله بن جعفر قد طلق إختها زينب الكبرى ، ثم تزوج أم كلثوم بعد وفاة أخيه عون [41]. أم تزوجها بعد عمر محمد بن جعفر ، ثم عون ثم عبد الله [42]. أم تزوجها عمر ، ثم عون ، ثم محمد ، ثم عبدالله ، بعد موت إختها زينب بنت علي بن أبي طالب سلام الله عليهم فماتت عنده [43]. وهل ماتت عند عبد الله؟ أو إنه مات عندها؟! [44]. وعند إبن إسحاق : تزوجها بعد عمر عون بن جعفر فما نشب أن هلك ، فتزوجها محمد بن جعفر ، فمات ولم يصب منها [45] أي لم يصب منها ولداًً ، كما يبدو. 6 - هل ولدت لأبناء جعفر : ومن هذه التناقضات أن الروايات تارة تقول : إنها ولدت لعمر ولبعض أبناء جعفر ذكوراً وإناثاً ، فولدت لمحمد بن جعفر جارية يقال لها : بثنة (نبتة) نعشت[46] من مكة إلى المدينة على سرير ، فلما قدمت المدينة توفيت [47]. وأخرى تقول : لم تلد لأحد شيئاًً ً[48]. إلى غير ذلك من موارد تظهر بالتتبع والمقارنة. ومن الواضح : أن هذا التناقض يشير إلى وجود تعمد للكذب في خصوصيات الروايات ، أما من أجل دفع شبهة ، أو لأي غرض آخر.. وإن كان أصل الزواج لا يمكن تكذيبه إستناداًً إلى مجرد وجود هذه التناقضات .. حسبما المحنا إليه فيما تقدم. |
اللهم صلّي و سلّم وبارك على محمّد و على آل محمّد كما صليت و سلمت و باركت على ابراهيم و آل ابراهيم, إنك سميع مجيد.
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن, صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة, و في كل ساعة وليّاً و حافظاً وقائداً و ناصراً و دليلاً و عيناً, حتى تسكنه أرضك طوعاً و تماتعه فيها طويلًا. إن عدّ اهل التقى كانوا أئمتهم, إن قيل من خير أهل الأرض قيل هم
|
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |