![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
السؤال: عصمة الأنبياء (عليهم السلام) ثابتة من البداية وليس بالتدارك
السلام عليكم ورحمة الله ... هل إستخدم المولى عز وجل في خطابه مع الانبياء أسلوب الشدة بالتحذير والوعيد ؟! وما معنى قول الله عز وجل في خطابه إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في بعض المواضع التالية 1- (( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسرَى حَتَّى يُثخِنَ فِي الأَرضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَّولاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُم فِيمَا أَخَذتُم عَذَابٌ عَظِيمٌ )) (الأنفال:67 - 68) 2- (( وإِن كَادُوا لَيَفتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوحَينَا إِلَيكَ لِتَفتَرِيَ عَلَينَا غَيرَهُ وَإِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً * وَلَولا أَن ثَبَّتنَاكَ لَقَد كِدتَ تَركَنُ إِلَيهِم شَيئاً قَلِيلاً * إِذاً لأذَقنَاكَ ضِعفَ الحَيَاةِ وَضِعفَ المَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَينَا نَصِيراً )) (الإسراء:86 - 87) هنا يا اخي الكريم لا أدعى (( على )) عصمة النبي محمد صلى الله عليه وآله , ولكنه أمر ذي شقين ! الملاحظ في الشق الأول أن الله عز وجل استخدم أسلوب شديد اللهجة مع المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم في مسألة الأسرى اولا , ولولا لطف الله وكتاب منه سبق لمسهم فيما أخذوا عذاب أليم ؟! وفي الاية المباركة الثانية أستخدم المولى عز وجل أسلوب أشد مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في مسألة الركون الى الكفار والميل عن وحي الله ولولا تثبيت الله لقلب الرسول قد سبق الركون والميل اليهم لاذاق الله الرسول ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد علينا نصيرا ! أسلوب شديد من المولى عز وجل وتهديد ووعيد واضحين وصريحين في هاتين الايتين للرسول صلى الله عليه وآله وسلم الشق الثاني ننقله بصفة المقارنة مع خطأ سيدنا آدم ومعصيته , والخطأ الذي كاد أن يتحقق لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فالرسول صلى الله عليه وآله لم تتحقق في فعله الشروط الواجبة لاطلاق صفة الخطأ , ولم تتحقق شروط المعصية على أعتبار أن امر الأسرى والفعل بهم لم يكن واردا على أساس تشريعي واضح ولم ينهى الله عنه ولكن أيضا لم يوافق عليه والدليل على عدم اكتمال الشروط يتبلور في كلمتين في الاية الاولى (( لولا كتاب من الله - سبق )) - سبق ماذا ؟! سبق حدوث الفعل الخطأ الذي كان سيسخط الله ويغضبه وعليه سيمسهم عذاب عظيم - وهنا تدارك المولى عز وجل للرسول في امر يجهله, وفي الاية الثانية (( ولولا أن ثبتناك لكدت تركن إليهم شيئا قليلا )) وهنا تدارك أيضا من المولى عز وجل الى الرسول للتنبيه , ولولا هذا التنبيه والتثبيت لذاق الرسول ضعف الحياة وضعف الممات ولم يدله على الله نصيرا !!!! إذا فالخطأين في الايتين لا يمكن وصفهما بالخطأ ..... لعدم تحقق الشروط 1- أنه ليس هناك نية من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لاغضاب الله عز وجل على اعتبار أنه لم يكن هناك نواهي على هذا الامر والامر الذي قام به الرسول مبني على حسن النية وليست نية الفعل المعلوم والمنهي عنه كما فعل سيدنا آدم حين علم النواهي في عدم الاقتراب حتى من هذه الشجرة الا انه كسر هذا النهي واكل من الشجرة ولم يكتفي بالاقتراب فحسب وهو المنهي عنه - وهذا امر آخر يطول فيه الشرح سأتجنبه . 2- لم يتحقق فعل العمل ولا نتيجته والدليل كلمة الله (( سبق )) و أسلوب النهي (( ما )) ونزول الاية ومن الواضح منها أنها نزلت في وقت الحدث قبل أن تتم النتيجة (( لولا كتاب من الله سبق لمسكم - فيما أخذتم -)) ولكن عند سيدنا آدم قد تحقق فعل العمل ان بادر إلى أكل التفاحة وتضمنته النتيجة أن طفقا يخصفان على أنفسهم , بدت لهما سوئاتهما , وأهبطهما الله الى الارض بعضهم لبعض عدو , حيث عصى آدم ربه , حيث تاب الله عليه بعد ان تلقى آدم نفسه من الله كلمات ليتوب عليها ! وهنا تتحقق العصمة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حين انها لم تتحقق لآدم عليه السلام فالله قد عصم الرسول من الزلل بالوعي والسهو , بالمعرفة والجهل معا وهذا ما لم يحدث لأدم عليه السلام وهناك امثلة كثيرة يا اخي حول تدارك المولى سبحانه للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهذه حكمة إلاهية يختص بها رسولنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقد بعث للناس كافة ولا نبي بعده ودين محمد خاتم الاديان وجامعها , فالعصمة للرسول صلى الله عليه وآله امر واجب ومحتم فمليارات البشر وآلالف السنين ستخلف هذا الرسول الكريم وعليه فإن هذا النبي سيكون دستورا شاملا (( يجب )) عليه أن يكون خاليا من الشوائب (( بالمطلق )) خذ مثالا آخر لهذا التدارك الالهي للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو ما أتى في سورة التحريم (( رغم )) أن الرسول في حادثة التحريم لم يكن يقصد به العموم بل كان يقصد به الخاص على نفسه بتحريمه على نفسه ما أحله الله والدليل مخاطبة المولى للرسول بصفة الخصوص والمباشرة (( بسم الله الرحمن الرحيم * يا أيها النبيُ لم تُحرّمُ ما أحلَّ اللهُ لك تبتغي مرضاة أزواجك )) - وهنا أبتعد المولى في الاسلوب عن الشدة وأستخدم أسلوب الملاطفة التنبيهية ليدرك الرسول في عدة امور 1- إن الرسول كما قلت سابقا هو قدوة ومتبع في كل أمر يحدثه أو يقوله لان (( لا ينطق عن الهوى )) وعليه فإن بقية من مع الرسول سيتبعونه , وبما أنه حرم على نفسه ما احل الله , وبما أن زوجته أفشت السر فهذا يعني أنه ربما ينتشر خارجا ويتخذه الاصحاب منهاجا لهم بأن يحرموه على أنفسهم أيضا فنزلت هذه السورة ! 2- تخليص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من (( يمينه )) , والحلف باليمين على البشر العاديين امر واجب فما بالنا لو كان الحالف باليمين هو الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم وذلك في قول الحق جل في علاه (( قَد فَرَضَ اللَّهُ لَكُم تَحِلَّةَ أَيمَانِكُم وَاللَّهُ مَولَاكُم وَهُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ )) ومن هذه الامثلة نفهم أمر مهم أن الله سبحانه وتعالى كما قلت أثبت العصمة للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم بتداركه المستمر , ولم يثبتها على سيدنا آدم عليه السلام والصلاة والسلام على أِشرف الخلق والمرسلين سيدنا وحبيبنا محمد المصطفى الأمين وعلى اهل بيته الطهرين الميامين وأصحابه المنتجبين وعلى الانبياء اجمعين وسلم تسليما كثيرا الجواب: الأخ يونس المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته معنى قوله تعالى: (( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسرَى حَتَّى يُثخِنَ فِي الأَرضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) (لأنفال:67). ليس كما تصورتموه، بل ان التفسير المناسب له هو أن الآية الكريمة إنما نزلت في التنديد بالذين كانوا يودون العير وأصحابه على ما حكاه الله تعالى عنهم في قوله ـ عن هذه الواقعة ـ عزّ من قائل: (( وَإِذ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحدَى الطَّائِفَتَينِ أَنَّهَا لَكُم وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيرَ ذَاتِ الشَّوكَةِ تَكُونُ لَكُم وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقطَعَ دَابِرَ الكَافِرِينَ )) (لأنفال:7), وكان النبي(ص) قد استشار أصحابه فقال لهم (كما هو مذكور في السيرتين الحلبية والدحلانية وغيرهما من الكتب المشتملة على هذه الواقعة): إن القوم قد خرجوا على كل صعب وذلول فما تقولون؟ العير أحب إليكم أم النفير؟ قالوا: بل العير أحب إلينا من لقاء العدو، وقال بعضهم حين رآه (ص) مصّراً على القتال: هلاّ ذكرت لنا القتال لنتأهب له؟ إنا خرجنا للعير لا للقتال؟ فتغير وجه رسول الله (ص) فأنزل الله تعالى: (( كَمَا أَخرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيتِكَ بِالحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ المُؤمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي الحَقِّ بَعدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى المَوتِ وَهُم يَنظُرُونَ )) (لأنفال:5 - 6). وحيث أراد الله عز وجل أن يقنعهم بمعذرة النبي (ص) في إصراره على القتال، وعدم مبالاته بالعير وأصحابه، قال عزّ من قائل (( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ )) (التوبة:113) من الأنبياء المرسلين قبل نبيّكم محمد (ص) (( أَن يَكُونَ لَهُ أَسرَى حَتَّى يُثخِنَ فِي الأَرضِ )) (الأنفال:67) فنبيكم لا يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض على سنن غيره من الأنبياء (عليه السلام) ولذلك لم يبال إذ فاته أسرى أبي سفيان وأصحابه حين هربوا بعيرهم إلى مكة، لكنكم أنتم (تريدون) إذ تودون أخذ العير وأسر أصحابه (( عَرَضَ الدُّنيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ )) (الأنفال:67) باستئصال ذات الشوكة من اعدائه (( واللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )). والعزة والحكمة تقتضيان يومئذ اجتثاث عز العدو، وإطفاء جمرته، ثم قال تنديداً بهم (( لَولا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ )) (الأنفال:68) في علمه الأزلي بأن يمنعكم من أخذ العير، وأسر أصحابه لأسرتم القوم وأخذتم عيرهم، ولو فعلتم ذلك (( لَمَسَّكُم فِيمَا أَخَذتُم )) (لأنفال:68) قبل أن تثخنوا في الأرض (( عَذَابٌ عَظِيمٌ )) (الأنفال:68). (انظر هذا التفسير للآية الكريمة في كتاب النص والاجتهاد للسيد شرف الدين ص322). وأما قوله تعالى: (( وَإِن كَادُوا لَيَفتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوحَينَا إِلَيكَ لِتَفتَرِيَ عَلَينَا غَيرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً )) (الاسراء:73), فهو أيضاً ليس كما تصوره الأخ السائل، وانما هذه الآية ومثيلاتها التي وردت في القرآن الكريم والتي فيها عتاب للنبي(ص) انما نزلت بلسان (بإياك أعني واسمعي يا جارة)، روى الشيخ الكليني بسنده عن الامام الصادق(ع) قال: ((نزل القرآن إياك اعني واسمعي يا جارة) وفي رواية أخرى، عن ابي عبد الله(ع) قال: معناه ما عاتب الله عز وجل به على نبيّه(ص) فهو يعني به ما قد مضى في القرآن مثل قوله: (ولولا ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً) عنى بذلك غيره)). انتهى (الكافي 2: 631) . هذا هو التفسير المناسب لهذه الآيات الكريمة، فالعصمة ثابتة من أول الأمر للأنبياء(ع) وليست بالتدارك كما يشير الأخ السائل إليه وقد اثبت العلماء الأعلام كل هذه المباحث الدقيقة في عصمة الأنبياء والآيات التي قد يستفاد من ظهورها ما يخدش في هذه العصمة في كتب مفصلة يمكنكم العودة إلها على موقعنا في قسم المكتبة العقائدية. ودمتم في رعاية الله |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |