![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
يروى حديث ما مضمونه: أن إنساناً ذهب إلى محل الإمام الحسين (عليه السلام) فرأى أن الإمام صائم وأصحابه صائمون، وكل واحد منهم يتلوا القرآن الكريم، وينتظرون صلاة المغرب، فترك الإمام الحسين وجماعته وجاء إلى بيت الإمام الحسن (عليه السلام)، فرأى إن الإمام الحسن غير صائم وجماعته في ضيافته وهم مفطرون وقد أجتمع في دار الإمام جماعة من الناس يتناولون الطعام، فتعجب فمن هذا الاختلاف بين المشهدين.
فسأل الإمام عن ذلك قال له: الإمام الحسين أمام الصائمين وأنا أمام المفطرين، (حيث يسمح الإسلام بكلا الأمرين فأردنا استيعاب الأمة بكلا شقيها). وشبه هذه القصة حدثت للشيخ المرتضى الأنصاري وصاحب كتاب الجواهر، الشيخ المرتضى كان من الزهاد في زمانه، وكان يلبس القماش الرخيص القيمة، ويسكن داراً صغيرة، ويأكل الخبز اليابس واللبن والملح، وهو أكبر مرجع للمسلمين. وصاحب الجواهر وهو أستاذه وقبل زمانه كان من الشخصيات العلمية البارزة الذي يتنعم بطيبات ما أحل الله لهم من الدور الواسعة، والمال الكثير، والشخصية الرفيعة الاجتماعية، بالإضافة إلى فقاهته الهائلة. جاء رجل إلى الشيخ المرتضى في زمانه، ورأى داره صغيرة، وأسلوبه المتواضع البسيط، قال: شيخنا إني أتعجب، فقد ذهبت إلى صاحب الجواهر في زمانه ورأيت في دوره كذا وكذا، وجئت إليك وأراك كذا وكذا من الكيفية، أيكما على حق، وأيكما على باطل؟ الشيخ المرتضى قال له: كلا، إننا نرى وجهي الإسلام، إنه يرى عزته، وأنا أرى زهده، وهكذا كان الإمام الحسن والإمام الحسين، فإنه ليس لكل شيء وجه واحد، وإنما أحياناً وجوه متعددة والعلماء يقولون أن الأبعاد ثلاثة، الطول والعرض والعمق، بعد ذلك يقسمون هذه الأقسام الثلاثة إلى ستة أقسام، هي الجهات الست وهي واضحة، الأمام والخلف، واليسار واليمين، الفوق والتحت. بعد ذلك العلماء يقولون الجهات الست والأبعاد الثلاثة، أمور أولية، وإلا الجهات بالمليارات بالنسبة إلى جهات المادة فإذا كانت جهات المادة بالمليارات فجهات المعنويات كم تكون؟ أبين لكم بعض ما في المادة من جهات إشارة إلى ما قلته. لنفرض خطأ من هنا وخطأ من هنا وخطأ من هنا، أظهرت الجهات الست، (الأمام والخلف والفوق والتحت واليمين واليسار) بين هذه الأقواس كم من الجهات تكون خذوا الخط إلى الفوق وإلى الأمام وإلى اليمين، وإلى جهات مقابلها يعني الجهات الست بين هاتين القوسين كم؟ لعل القوسين إذا أخرجنا من هنا هكذا، ثم ذهبنا في الأبعاد يصل أحياناً إلى مليارات من الخطوط الصغار بين هذين القوسين (لأن الشيء كلما أزداد بعداً ازداد اتساعاً، وكلما ازداد اتساعاً ازداد جهة)، هذا في الماديات المحدودة، فكيف بالمعنويات الهائلة، يقولون الماديات بالنسبة إلى المعنويات كقطرة في بحر، ولذا ورد في الآية الكريمة (قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً) وفي الحديث حول الإمام علي (عليه السلام) وفضائله، أن جبرائيل قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن هذه الإبال تحمل فضائل علي وأني لم أعرف أولها وآخرها. فضائل علي في ظن الناس ضربه في خيبر وقتله لمرحب وإيمانه بالله وإنفاقه الخاتم وما أشبه، ليس المراد بالفضائل هذه فقط وإنما (نفسية علي عليه السلام البحر)، لأن علياً (عليه السلام) كم لنفسيته من السعة؟ هذا البحر يستوعب مليارات من البراميل، في قبال ماء قليل بقدر كيلو، وماء بقدر عشرة كيلوات، وماء بقدر ألف كيلو، وماء بقدر مليار كيلو، والنفوس بهذا القياس، نفس تبذل ديناراً في الكرم، ونفس تبذل عشرة دنانير وهكذا، وذلك يعني أن قابلياتنا مختلفة. (أنزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدرها)، وفي الحديث عن علي (عليه السلام) (أن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها). فنفسية علي (عليه السلام) لا يعلم سعتها إلاّ الله والرسول، هذه النفسية، بالنسبة إليه (عليه السلام) شيء عادي لأن الناس نفوسهم على درجات في السعة، فإنسان كريم بدينار، وآخر كريم بدينارين، وثالث كريم بعشرة دنانير، ورابع كريم بمليار، وخامس كريم بألف مليار، وسادس كريم بمليارمليار، وكذلك نفسية لا تعصي الله في درهم، في درهمين، في عشرة دراهم، يعني مثلاً نفسية لا تعصي الله في درهم، ولكن من الممكن أن تعصي الله في عشرة دنانير، جاء إنسان وقال لي اكذب أعطيك ديناراً فلم أقبل فدفع عشرة دنانير، لم أقبل، أعطاني مئة دينار، أيضاً لم أقبل، دفع ألف دينار، هنا يمكن الكذب، ولكن إنسان آخر يرفض كل ذلك ونفسية علي (عليه السلام) ليست بسعة محدودة وإنما سعتها لا يعلمها سوى الله يقول: (لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في جلب شعيرة أسلبها من فم جرادة لما فعلت)، أنظر إلى هذه النفسية كم قدرها؟ وكم حدودها؟ لا أحد يعلم. والحديث يقول أن فضائل علي (عليه السلام) لا تعد، وإن الله وحده يتمكن أن يعدها، هذا الحديث إشارة إلى النفسية وليس إشارة إلى أن في الخارج صلى علي ألف ركعة، أو سلم عليه ألف ملائكة، أو أنفق أموالاً، فهذه أشياء معدودة بطبيعة الحال، ونتمكن أن نجمعها في كتاب، وأن كان على حجم البحار ولكنه بالنتيجة محدود ومعدود، وأن صعب حدّه وعدّه وهذا مبحث آخر، وهذا البحث يذكره علماء النفس اليوم حول النفس، كما كان يذكروه علماء الفلسفة حول النفس في العلم القديم. ![]()
اللهم صلّي و سلّم وبارك على محمّد و على آل محمّد كما صليت و سلمت و باركت على ابراهيم و آل ابراهيم, إنك سميع مجيد.
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن, صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة, و في كل ساعة وليّاً و حافظاً وقائداً و ناصراً و دليلاً و عيناً, حتى تسكنه أرضك طوعاً و تماتعه فيها طويلًا. إن عدّ اهل التقى كانوا أئمتهم, إن قيل من خير أهل الأرض قيل هم |
![]() |
#2 |
مشرف عام
![]() |
![]()
نعود إلى مبحثنا وهو أن الطغاة على نموذجين: طاغ مخادع، ودنيء ونسميه بالطاغي الماكر، لأن الطاغي الماكر يجمع بين الشيئين، وهكذا طاغي واجهه الإمام الحسن (عليه السلام) فهو إمام لمن واجه مثل هذا القسم من الطاغي إلى الأبد، لأنه يأتي في التاريخ الطغاة من نماذج معاوية، ويحتاج إلى المصلحين من نماذج الإمام الحسن (عليه السلام)، أما الطغاة من نماذج يزيد، فهو يحتاج إلى المصلحين من نماذج الإمام الحسين (عليه السلام).
(الطاغي البليد، يعني الشرس في الحرب.. المستهتر في السلم) ومن أدق الأعمال التي قام بها الإمام الحسين (عليه السلام) أمام يزيد، أنه أرسل مسلم بن عقيل وحده إلى الكوفة، قسم من الناس يتعجبون من ذلك كما أنهم يتعجبون، لماذا فرّق الإمام أصحابه (بعكس ما يفعله القادة دائماً في الحروب حيث يجمعون الأصحاب)، حيث كان الإمام الحسين (عليه السلام) من مكة يقول لهم أذهبوا أذهبوا، أذهبوا.. وتفرقوا حتى ليلة عاشوراء، عجباً هل هذا الإنسان يريد الحرب؟ نعم، هذا الإنسان يريد الحرب ويفهم كيف يحارب؟ وفي الحقيقة إذا كان الإمام الحسين (عليه السلام) يفعل غير ذلك، كنا نسأل لماذا الإمام الحسين حارب في الوقت الذي كان يعلم أنه بكل الصور مقتول؟ فإن دولة بني أمية دولة قوية وسيعة عريضة ضاربة بأجرانها من مناطق ما كان ما يعرف بالاتحاد السوفياتي إلى أواسط أفريقيا، هذه الدولة الضخمة خرج ضدها الإمام وحارب هيبتها وسلطانها. وذلك لأن الإمام الحسين (عليه السلام) أراد أن يحارب الطاغي يزيد، وقلنا سابقاً أن يزيد شرس في الحرب، وفي نفس الوقت مستهتر في السلم، سلمه واضح لا يحتاج إلى توجيه، سلم يزيد الخمر وأبا قيس ولعب القردة والزنا والاستهتار وما أشبه، حتى أن المؤرخين ذكروا أن معاوية كان مريضاً شديد المرض في حالة الاحتضار، وكان يزيد في بعض القرى يشرب الخمر ويلعب بالكلاب، (يذكر هذه القصة مروج الذهب)، إلى هذا الحد مستهتر أنه خارج البلد لا يقيم لأبيه ولا لخلافته ولا لأنه يموت، ولا لأنه خلّفه وولاّه عهده، فسلم يزيد معروف لا يحتاج إلى الكشف، وإنما حرب يزيد يحتاج إلى الكشف، لأن فيه درس، والدرس هنا كيف يقاوم الشراسة، وأين تظهر الشراسة؟ الشراسة تظهر إذا كان المصلح قليل العدد، الشراسة لا تظهر مع كثرة العدد، الشراسة دائماً تظهر مع قلة العدد، الشاعر يقول كما في السيوطي: والـــــــــذئب أخشـــــــــــاه أن مـــــــررت به وحـــــــدي الذئب شرس، لكن أين تظهر شراسته إذا كنت وحدك، أما إذا كنت مع جماعة لا تظهر شراسته، إذا كان مع الإمام الحسين (عليه السلام) عشرة آلاف إنسان، وحاربوا مع الأمويين، الأمويون ما كانوا يتمكنون أن يصنعوا بالإمام الحسين هذا الصنيع الذي صنعوا به وأن كانوا يتمكنون من قتله ما كانت تظهر شراسة يزيد، وإذا كان مع مسلم بن عقيل حين جاء من المدينة (أو جمع أنصاراً مخلصين) ألف إنسان ما كان ابن زياد يتمكن أن يشنقه مقلوباً في كناسة الكوفة، إنما تظهر مع قلة عدد المصلحين فإن كثرة المصلحين تلقي الرعب في نفسه، أنظروا يزيد نفسه لما وجد الإمام في الشام كم ناصراً له بدّل الأمر، وقال إني ما فعلت هذا الشيء.فالإمام الحسين (عليه السلام) كان متعمداً أن يكون قليل العدد، حتى يظهر آخر قطرة من شراسة الحكام الطغاة، يعني أنك في المستقبل أيها المصلح لعلك تقول أن هذا الحاكم الطاغي شرس فلا أقاومه، وأنا قابلت حاكماً شرساً وقد قاومته، وإلاّ لو لم يكن الإمام الحسين (عليه السلام) هكذا، لقيل أنه من الممكن أن الإمام الحسين (عليه السلام) لو كان يرى هذا النوع من الشراسة ما كان أقدم؟ كلا. الإمام الحسين (عليه السلام) بصورة عمدية وبتخطيط من أعجب التخطيطات دقة، أظهرها كلها من قلب يزيد، حتى يكون إماماً للذين يأتون من بعده ويقابلهم طاغي |
![]()
اللهم صلّي و سلّم وبارك على محمّد و على آل محمّد كما صليت و سلمت و باركت على ابراهيم و آل ابراهيم, إنك سميع مجيد.
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن, صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة, و في كل ساعة وليّاً و حافظاً وقائداً و ناصراً و دليلاً و عيناً, حتى تسكنه أرضك طوعاً و تماتعه فيها طويلًا. إن عدّ اهل التقى كانوا أئمتهم, إن قيل من خير أهل الأرض قيل هم ![]() |
![]() |
#3 |
مشرف عام
![]() |
![]()
إذاً فقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا)، ليس بالمعنى القدسي فقط وليس أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يريد أن يبين أنهما سيدان عالمان جليلان تعلموا منهما المسائل والأحكام، وإن كان هذا الشيء صحيحاً أيضاً، قسم من الناس يتعجبون أن الروايات في الفقه عن الحسن والحسين قليلة فالإمامان الحسن والحسين عليهما السلام دورهما ليس دور الفقه، الإمام الحسن والحسين دورهما دور مقابلة الطغاة من هذا القبيل.
الإمام الصادق (عليه السلام) دوره دور الفقه، لماذا؟ لأنه مقابل الإمام الصادق (عليه السلام) الفقهاء، فدور الإمام الصادق (عليه السلام) دور الفقهاء، ولذا كان على الإمام الصادق أن يظهر الفقه، وقد قلنا إنا نحتاج إلى الكثير من البحث حتى نبيّن بقدر فهمنا حول كل واحد واحد من الأربعة عشر المعصومين (الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والزهراء والأئمة عليهم الصلاة والسلام) وإنه كيف كل واحد من هؤلاء قائد ومعلم إلى الأبد، وإن كل دور يشبه دور الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أو فاطمة الزهراء أو دور علي أو دور الحسن، أو دور الحسين عليهم السلام،أو سائر الأئمة إلى دور الإمام المهدي(عج)، فعلى المصلح أن يعمل مثل ذلك المعصوم المشابه دوره لدوره، وإن أي دور يحتاج إلى مصلح من هذا النموذج، حتى إذا كان المصلح على زيادة أو نقيصة، أورث الخلل، وبذلك ظهر: 1 - إنه كيف تفرز المجتمعات الطغاة؟ 2 - نفسية الطغاة. 3 - كيف يجب أن يقابل كل طاغ. وحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا)، لعله يشير إلى بعض ما ذكرنا. ونسأل الله التوفيق لما يحب ويرضى. |
![]()
اللهم صلّي و سلّم وبارك على محمّد و على آل محمّد كما صليت و سلمت و باركت على ابراهيم و آل ابراهيم, إنك سميع مجيد.
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن, صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة, و في كل ساعة وليّاً و حافظاً وقائداً و ناصراً و دليلاً و عيناً, حتى تسكنه أرضك طوعاً و تماتعه فيها طويلًا. إن عدّ اهل التقى كانوا أئمتهم, إن قيل من خير أهل الأرض قيل هم ![]() |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |