![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
علي (عليه السلام) لا يترك الصلاة:
وقد حاول ابن تيمية: أن يشكك في حديث رد الشمس بأن قال: إن علياً أجلُّ من أن يترك الصلاة إلى ما بعد مغيب الشمس(1). ونقول: إن أحداً ـ حتى ابن تيمية ـ لا يستطيع أن ينكر جلالة علي (عليه السلام)، وعظمته، غير أننا نقول: أولاً: إن النص الذي ذكرناه آنفاً عن رد الشمس لعلي (عليه السلام) في منزل الرسول (صلى الله عليه وآله) في المدينة، قد ____________ (1) منهاج السنة ج4 ص186 ـ 195. -------------------------------------------------------------------------------- الصفحة 80 -------------------------------------------------------------------------------- صرح بأن علياً (عليه السلام) قد صلى إيماءً، فأراد الله أن يظهر كرامته، فردها عليه ليصلي صلاة المختار.. ثانياً: قد عرفنا: أن بعض النصوص قد ذكرت: أن الله تعالى في بعض المواضع قد رد الشمس عليه أو حبسها بعدما كادت تغيب.. وهذا معناه: أن ذلك قد حصل قبل مغيب الشمس، فلا يكون علي (عليه السلام) قد ترك صلاة المختار، فضلاً عن أن يكون قد ترك صلاة المضطر، وأومأ إلى الركوع، والسجود. ثالثاً: قال الشريف الرضي: (أما من ادَّعى أن الصلاة فاتته بأن تقضَّى جميع وقتها، إما لتشاغله بتعبير العسكر، أو لأن بابل أرض خسف لا تجوز الصلاة عليها، فقد أبطل، لأن الشغل بتعبير العسكر لا يكون عذراً له في فوت صلاة فريضة. وأما أرض الخسف، فإنما تكره الصلاة فيها مع الاختيار، فإذا لم يتمكن المصلي من الصلاة في غيرها، وخاف فوت الوقت، وجب أن يصلي فيها، وتزول الكراهة)(1). ونقول: أولاً: أما كراهة الصلاة في أرض الخسف، فإنما هو حكم ____________ (1) البحار ج41 ص189 عن شرح البائية للسيد الحميري. -------------------------------------------------------------------------------- الصفحة 81 -------------------------------------------------------------------------------- الناس العاديين، وأما حكم النبي، والوصي، فربما يكون مختلفاً، بأن يكون الحكم هو تحريم الصلاة فيها عليه مطلقاً، أو بمعنى المكث، والركوع، والسجود في أرضها. فإذا كان علي (عليه السلام) قد مرَّ بها، ولم يقف للصلاة، فإنه يمكنه أن يصلي وهو ماش، ويومئ للركوع والسجود.. ثانياً: قال ابن إدريس في السرائر: (تكره الصلاة في كل أرض خسف، ولهذا كره أمير المؤمنين (عليه السلام) الصلاة في أرض بابل. فلما عبر الفرات إلى الجانب الغربي، وفاته لأجل ذلك أول الوقت، رُدَّت له الشمس إلى موضعها في أول الوقت، وصلى بأصحابه صلاة العصر. ولا يحل أن يعتقد: أن الشمس غابت، ودخل الليل، وخرج وقت العصر بالكلية، وما صلى الفريضة (عليه السلام)، لأن هذا من معتقده جهل بعصمته (عليه السلام)؛ لأنه يكون مخلاً بالواجب المضيق عليه، وهذا لا يقول به من عرف إمامته، واعتقد بعصمته.. انتهى. وعقب عليه المجلسي بقوله: أقول: قد مر الكلام فيه في كتاب فضائله (عليه السلام)، وأنه لا استبعاد في أن يكون من خصائصهم (عليهم السلام) عدم جواز الصلاة في تلك الأراضي مطلقاً، وجواز تأخيرهم الصلاة -------------------------------------------------------------------------------- الصفحة 82 -------------------------------------------------------------------------------- عن الوقت لذلك مطلقاً، أو إذا علموا أنهم يَدْعُون، ويرجع لهم الشمس. والحاصل: أن النبي (صلى الله عليه وآله) أخبره بأمره تعالى بأن يرد عليه الشمس، وأمره بتأخير الصلاة لتظهر منه تلك المعجزة. لكن سيأتي ما يؤيد تأويله رحمه الله)(1). أي تأويل ابن إدريس في السرائر. تفويت الصلاة من الكبائر: وقال ابن تيمية: (إن الذي فاتته صلاة العصر، إذا كان مفرطاً لم يسقط ذنبه إلا بالتوبة، ومع التوبة لا يحتاج إلى رد. وإن لم يكن مفرطاً، كالنائم والناسي، فلا كلام عليه في الصلاة بعد الغروب. وأيضاً، فبنفس غروب الشمس خرج الوقت المضروب للصلاة، فالمصلي بعد ذلك لا يكون مصلياً في الوقت الشرعي، ولو عادت الشمس)(2). ____________ (1) البحار ج80 ص318. (2) منهاج السنة ج4 ص187. -------------------------------------------------------------------------------- الصفحة 83 -------------------------------------------------------------------------------- وقال أيضاً ما ملخصه: (إن تفويت الصلاة إن كان جائزاً، لم يكن على علي إثم، إذا صلى العصر بعد الغروب، وإن كان التفويت محرماً، فتفويت العصر من الكبائر، فعلي أجل قدراً من أن يفعل هذه الكبيرة، ويقره عليها جبرئيل ورسول الله. وإذا فاتت لم يسقط الإثم بعود الشمس)(1). ونقول: أولاً: قد ورد التصريح في روايات ردّ الشمس بأنه (عليه السلام) كان في طاعة الله وطاعة رسوله (صلى الله عليه وآله)، وأن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (إنه كان في طاعتك، وطاعة رسولك، فاردد عليه الشمس) فلا معنى لاحتمال كونه (عليه السلام)، مذنباً ليحتاج إلى التوبة. ثانياً: لم يقل أحد: إن عود الشمس كان لأجل إسقاط الإثم، بل هو لأجل التكريم الذي استحقه (عليه السلام)، بسبب أنه كان في طاعة الله وطاعة رسوله. ولأجل إعلام الناس بفضله، وبمقامه، ودفع غائلة تشكيك المشككين، وإبطال كيد المعاندين له، والجاحدين لإمامته.. ثالثاً: قد قلنا: إن بعض الروايات قد صرحت بأنه (عليه ____________ (1) راجع: منهاج السنة ج4 ص189. -------------------------------------------------------------------------------- الصفحة 84 -------------------------------------------------------------------------------- السلام) قد صلى صلاة المضطر بالإيماء، ثم رد الله عليه الشمس ليستوفي أفعال الصلاة، للدلالة على عظيم شأنه عند الله، وكرامته عليه. رابعاً: إن كلام ابن تيمية لو صح فإنه يرد على ما رووه من رد الشمس لداود، ولسليمان (عليهما السلام) ولرسول الله (صلى الله عليه وآله) في الخندق، وغير ذلك مما تقدم. خامساً: لو سلمنا ـ جدلاً ـ صحة كلامهم هذا بالنسبة لرد الشمس بعد غروبها، فإن كلامهم هذا لا يدفع الروايات التي تقول: إن الشمس كادت أن تغيب، لأنه يدل على: أن الصلاة لم تفته (عليه السلام)، ليكون عاصياً، ويحتاج إلى التوبة. فإذا كانت قد حبست من أجله، فتلك كرامة إلهية عظيمة له، وإن كان الله قد ردها عليه من مكان إشرافها على المغيب إلى مكانها حين وقت فضيلة العصر، فتلك فضيلة أعظم، وكرامة أجل، فإن مجرد أن يرجع الله الشمس له، لينال فضيلة الصلاة في أول وقتها، فيه ودلالته على عظيم محبة الله له، وجليل مقامه لديه، وبالغ كرامته عليه. |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |