![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
[زهده عليه السلام]
ومن فضائله عليه السّلام في الزهد والعبادة والجهاد. أمّا زهده عليه السّلام فقد أجمع الناس كافة على أنّه عليه السّلام أزهد أهل الدنيا بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأكثرهم تركاً، طلّق الدنيا ثلاثاً. وروى الخوارزمي في مناقبه عن عمار بن ياسر أنّه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: يا عليّ إنّ الله تعالى زيّنك بزينة لم تُزيّن(1) العباد بزينة هي أحبّ إليه منها، زهّدك في الدنيا، وبغّضك لها(2). ومنه، قال عمر بن عبد العزيز: ما علمنا أنّ أحداً كان في هذه الأُمّة بعد النبيصلّى الله عليه وآله وسلّم أزهد من علي بن أبي طالب عليه السّلام(3). ومنه، عن سويد بن غفلة قال ![]() فقال: أُدن فأصب من طعامنا هذا، فقلت: إنّي صائم، فقال عليه السّلام: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: من منعه الصيام عن طعام يشتهيه، كان حقّاً على الله تعالى أن يُطعمه من طعام الجنّة، ويسقيه من شرابها. قال: فقلت لفضّة وهي بقريب منه قائمة: ويحك يا فضة، ألا تتقين الله في هذا الشيخ بنخل هذا الطعام من النخالة التي فيه، قالت: قد تقدّم إلينا أن لا ننخل له طعاماً. ____________ 1- في المصدر : لم يزيّن ، ولفظ الحديث في المتن يختلف قليلا عمّا في المصدر . 2- المناقب للخوارزمي : 116 ح 126 ، عنه كشف اليقين : 85 ، وكشف الغمة 1 : 162 ، عنه البحار 40 : 330 ح 13 باب 98 ، وانظر كفاية الطالب : 191 . 3- المناقب للخوارزمي : 117 ح 128 ، عنه كشف الغمة 1 : 162 ، وكشف اليقين : 86 ، والمناقب لابن شهر آشوب 2 : 94 ، عنه البحار 40 : 320 ح 4 باب 98 . 4- الرواية تختلف في الألفاظ عمّا في المصدر . -------------------------------------------------------------------------------- الصفحة 54 -------------------------------------------------------------------------------- قال: ما قلتَ لها؟ فأخبرته، فقال: بأبي وأمّي [من] لا ينخل له طعامٌ، ولم يشبع من خبز البرّ ثلاثة أيّام حتّى قبضه الله عزوجل(1). ومنه عن عديّ بن ثابت، قال: أُتي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بفالوذج، فأبى أن يأكل منه، وقال: شيء لم يأكل منه رسول الله [صلّى الله عليه وآله وسلّم] لا أحبّ أن آكل منه(2). وكان عليه السّلام يجعل جريش الشعير في وعاء ويختم عليه، فقيل له في ذلك، فقال عليه السّلام: أخاف هذين الولدين أن يجعلا فيه شيئاً من زيت أو سمن(3). فانظر أيّها المنصف إلى شدّة زهده وقناعته عليه السّلام، فانّ إيراده الحديث وقوله: "من منع نفسه من طعام يشتهيه" دليل على رضاه بطعمه، وكونه عنده طعاماً مُشتهىً يرغب فيه من يراه، وما ذاك لأنّه لا يهتدي أو لا يتمكّن من الأطعمة اللذيذة والأنواع الطيّبة، ولكنّه اقتدى برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ووطّن نفسه الشريفة على جشوبة المأكل، وخشونة الملبس، فصار له [ذلك] (4) ملكة وطبيعة، تأسياً برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ورجاء ما عند الله، واشتغالا بالله، ومن عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل. لها أحاديث من ذكراك يشغلها عن الشراب ويُلهيها عن الزاد فهذا مأكوله، أما ملبوسه عليه السّلام، فقد روي عن عبد الله بن الهذيل أنّه قال: رأيت على عليّ عليه السّلام قميصاً رثّاً، إذا مدّه بلغ الظفر، وإذا أرسله كان مع نصف الذراع، وخرج يوماً إلى السوق ومعه سيفٌ ليبيعه، فقال: من يشتري منّي هذا السيف، فوالذي فلق الحبّة لطالما كشفت به الكرب عن وجه رسول الله صلّى الله عليه ____________ 1- المناقب للخوارزمي : 117 ح 129 ، عنه كشف الغمة 1 : 162 ، عنه البحار 40 : 330 ضمن حديث 13 باب 98، وفي كشف اليقين : 86 ، وارشاد القلوب 2: 18، والمناقب لابن شهرآشوب 2 : 98 ، وشرح النهج 2 : 201 . 2- المناقب للخوارزمي : 119 ح 131 ، عنه كشف الغمة 1 : 163 ، وارشاد القلوب 2: 18. 3- ارشاد القلوب 2: 19، عنه البحار 66 : 322 ضمن حديث 1 باب 4 . 4- أثبتناه من "ب" . -------------------------------------------------------------------------------- الصفحة 55 -------------------------------------------------------------------------------- وآله وسلّم، ولو كان لي قميصٌ لما بعته(1). وخرج يوماً وعليه ازار، مرقوع، فقيل له في ذلك، فقال: يخشع له القلب، ويقتدي به المؤمن إذا رآه عليّ(2). واشترى يوماً ثوبين غليظين، فخيّر قنبراً فيهما، فأخذ واحداً ولبس هو الآخر، فرأى في كمّه طولا عن أصابعه، فقطعه(3). وقال عليه السّلام: لقد رقعت مدرعتي هذه حتّى استحييت من راقعها، ولقد قال لي قائل: ألا تنبذها يا أمير المؤمنين؟ فقلت: أعزب عنّي، عند الصباح يحمد القوم السُّرى(4). فهذا لبسه عليه السّلام، وذاك أكله مع كونه ملك الدنيا والآخرة، وله التصرّف في العالم بأن يخلعه تارة ويلبسه أُخرى، فصلى الله على مجهول القدر. |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |