موقف الحوزة العلمية
[ 12 موقف الحوزة ]
حوار مع فضل الله حول الزهراء (س)
- السيد هاشم الهاشمي - ص 30 – 32
موقف الحوزة العلمية
ولهذا نجد أن كبار مراجعنا اعتبروا كلام ( فضل الله ) في التشكيك في شهادة الزهراء عليها السلام وبقية المسائل العقائدية المرتبطة بالمذهب كلام ضال وحكموا عليه بأنه ضال مضل ، كما أشار إلى ذلك آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني وآية الله العظمى الشيخ الميرزا جواد التبريزي ( دام ظلهما ) في خطابهم بمناسبة شهادة الزهراء عليها السلام بتاريخ 12 جمادى الأولى 1418 ه ، وكان مما قاله الشيخ الوحيد الخراساني : ( . . . إن جميع الآلام والمصائب منشؤها السفاهة ، وعلاج جميع الأمراض هو الفقاهة ، ولو أن البشر وصل للسفاهة ولو كان ذلك البشر تحت عمامة وذا لحية كثة ، فإنه سيرى فاطمة الزهراء عليها السلام في مستوى امرأة عادية ويرى مقامها قابلا للنيل من قبل بقية النساء . . . وذلك لان من أوجب الواجبات عليكم جميعا في برهة الضلال الحالية ، التي وقع فيها تضييع حقوق أحق أرباب الحقوق من قبل الله تعالى ، أن تبذلوا قصارى جهدكم من الناحية الفكرية ، وأن تكونوا علماء مقتدرين ، وأن تصبحوا فقهاء في الدين ومبانيه وأئمته ، وأن تنقذوا الناس وتنجوهم من هذه الضلالات الناجمة على أثر فتنة بعض المتلبسين بالعمامة المؤيدين من قبل ممالك الكفر في مقام الاخلال بأصول المذهب ومبانيه وأسسه ، وذلك باستخدام حربة العلم والاستدلال الذي يخضع له كل مفكر غير متعنت في قبال الحق ) ( 1 ) . ‹ صفحة 31 › وقال الميرزا جواد التبريزي في ذلك الخطاب : ( ولقد سعى البعض جهلا والبعض الاخر عن عمد وقصد ضالا ومضلا تحريف عقائد الشيعة ، هذه العقائد التي عانى أصحاب الأئمة عليهم السلام وعلماؤنا المصاعب الجمة طوال الأزمنة للحفاظ عليها ، وهي أساس التشيع . إن هؤلاء يحرفون أولئك الشباب الذين لا اطلاع لهم ولا فحص لديهم في حقائق المسائل الدينية وتاريخ الاسلام ، ولا معرفة لديهم بالمباني والأسس التي يجب أن تؤخذ منها المطالب والعقائد الحقة . . . وهؤلاء ( المضلون ) بدلا أن يوصلوا عقائد الشيعة ويبينوا أدلتها ومداركها فإنهم - وفضلا عن حيرتهم الشخصية في عقائد الشيعة - يلقون هؤلاء الناس المساكين في الضلالة . . . ومن الأدلة القاطعة للشيعة التي لا مجال للخدشة فيها ولا يمكن أن يقع فيها الجهل وعمى البصيرة - لمن كانت له بصيرة ! - هو ما يتعلق بفاطمة الزهراء عليها السلام . . . ولكن ظهر أشخاص وبعضهم معممون ومنتسبون للسادات ، فهؤلاء ينكرون شهادة الزهراء عليها السلام يعني ينكرون قول موسى بن جعفر عليه السلام من أنها صديقة شهيدة ، فاحذروا ونبهوا غيركم ! . . . إنني أقول - والله شاهد على ما أقول - إن قلوبنا ممتلئة دما وقيحا ، فهؤلاء يفسدون عقائد الشباب ، والرسائل التي تصل إلينا من الخارج جعلتنا في حيرة من الامر . إن الترويج لأولئك فيه إشكال شرعي وغير جائز إلا أن يعود هذا الشخص ويقول إن ما قلته من الكلام كان اشتباها . . . لقد قلنا إننا نريد الاتحاد ولكن ليس بالشكل الذي نحذف فيه عقائد الشيعة ونبطلها ، كلا فنحن لا نريد الاتحاد بهذا النحو ، وإن إمام الزمان ( عجل الله فرجه الشريف ) يتألم قلبه من هذا الشكل من الوحدة ، وإن ما نصبو إليه هو التآلف ) . ( 1 ) كذلك أجاب الميرزا جواد التبريزي والشيخ الوحيد الخراساني على استفتاء عن بعض مقولات فضل الله التي قال فيها أن أهل السنة يبحثون مع الشيعة في دلالة حديث الغدير مع أن اللازم هو البحث في سند حديث الغدير أيضا ! وأن النبي صلى الله عليه وآله لم يبين بوضوح للناس تعيين الامام علي عليه السلام للخلافة ! ونفى وجود خصوصيات غير عادية في الزهراء عليها السلام باستثناء الظروف الطبيعية وأنه لا يوجد دليل على وجود عناصر غيبية في الزهراء عليها السلام يخرجها عن مستوى المرأة العادي ، فقد حكم الميرزا جواد التبريزي بأن تلك المقولات ( خلاف المسلمات بل ضرورات المذهب الحق وقائلها خارج عن طريق المذهب الاثني عشري ) ، أما الشيخ الوحيد الخراساني فقال : ( المقالات المذكورة إضلال عن سبيل الله وإفساد في العقائد الحقة ) ( 2 ) . وكذلك أفتى آية الله العظمى الشيخ الفاضل اللنكراني بعدم جواز بيع الكتب المتضمنة لأفكار فضل الله إلا لمن يريد الجواب والرد . ( 2 ) ‹ صفحة 32 › وذهب بعض العلماء والفقهاء المعاصرين إلى أنه لا ينكر شهادة الزهراء إلا من كان في قلبه مرض وكان من أبناء الجاهلية ( 1 ) . وهذا يكشف عن مدى خطورة الأفكار التي يطرحها فضل الله ، وإن هذه الآراء الشاذة لتعكس في واقع الامر شذوذا في التفكير والنهج .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 30 › ( 1 ) راجع الملحق رقم : 33 . ‹ هامش ص 31 › ( 1 ) راجع الملحق رقم : 34 . ( 2 ) راجع الملحق رقم 11 ، 13 . ( 3 ) راجع الملحق رقم 14 . ‹ هامش ص 32 › ( 1 ) راجع : ( ظلامات فاطمة الزهراء في السنة والآراء ) ص 278 ، 291 ، 297 . ( 2 ) راجع الملحق رقم : 15 . ( 3 ) راجع الملحق : رقم 16 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
|