هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : تحليل وتقييم المخاطر وت... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 25 ]       »     دورة : إدارة منظومة العلاقات ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 34 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 21 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 21 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 20 ]       »     دورة : مهارات التفسير والتحليل... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 17 ]       »     دورة : إدارة مخاطر المؤسسات [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 22 ]       »     دورة : أنظمة التوزيع الكهربائي... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 20 ]       »     دورة : المدير المعتمد في الجود... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 19 ]       »     السيرة الذاتية ل اود خالد تفا... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 56 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات


العودة   :: منتديات ثار الله الإسلامي :: > الاقسام العقائدية > منتـدى الحـوار العقـائدي

يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 11-27-2010, 11:10 PM
الشيخ حسن العبد الله
مشرف
الشيخ حسن العبد الله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 232
 تاريخ التسجيل : Nov 2010
 فترة الأقامة : 5225 يوم
 أخر زيارة : 03-18-2014 (09:42 PM)
 المشاركات : 352 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي اغتيال ابو بكر في وادي الذئاب الجزء الثالث



اغتيال ابو بكر في وادي الذئاب 4
( 4 ) . لماذا قتلوا أبا بكر ؟
لقد تيقن عمر والأمويون بأن أبا بكر سوف يصرف الخلافة عن عمر ‹ صفحة 87 › إلى رجل آخر من أعضاء الحزب القرشي ، وعلى رأس المرشحين لها أبو عبيدة بن الجراح . إذ قال المغيرة بن شعبة : كان قوم كرهوا ولاية عمر ليزووها عنه ، وما كان لهم في ذلك حظ ( 1 ) . وكان عبد الرحمن بن أبي بكر يعارض خلافة عمر بن الخطاب ( 2 ) . وكان طلحة بن عبد الله التيمي ( ابن عم أبي بكر ) يكره ولاية عمر إذ قال لأبي بكر : أتستخلف علينا فظا غليظا ( 3 ) . والعجيب أن عمر بن الخطاب نفسه يأس من الخلافة إذ صرح قائلا : ذاك لأنه ( أبا بكر ) لم يخرج إلي منها إلا بعد يأس منها ( 4 ) . إذن كان عمر قد يأس من الخلافة . ولولا مكر عمر وعثمان في إخراج أبي بكر من الخلافة لبقيت الخلافة في حوزة أبي بكر ومجموعته الخاصة داخل الحزب القرشي وهم أبو عبيدة بن الجراح الفهري وعتاب الأموي وخالد بن الوليد المخزومي وعكرمة بن أبي جهل المخزومي . وكان مكر عمر في قتل أبي بكر قد جاء ردا على مكر أبي بكر في ‹ صفحة 88 › السقيفة إذ قال عمر عن دور أبي بكر في السقيفة : إن الرجل ( أبا بكر ) ماكرني فماكرته ( 1 ) . واعترف عمر بعدم وصية أبي بكر له بصورة لفظية وكتبية قائلا : فقال ( أبو بكر ) : بل نستديمه ، وإنها لصائرة إليك بعد أيام ، فظننت أنه لا يأتي عليه جمعة حتى يردها علي فتغافل . والله ما ذكرني بعد ذلك حرفا حتى هلك ( 2 ) . أن أبا بكر قد اتهم عمر بن الخطاب بسمه فندم على إبقائه في المدينة إلى جانبه ، فقال في مرض موته : وأما الثلاث التي تركتهن وودت أني كنت فعلتهن : وددت لو أني حين سيرت خالد بن الوليد إلى أهل الشام وجهت عمر بن الخطاب إلى أهل العراق ( 3 ) . وظاهر الأمر هو إلحاح الأمويين في قضية قتل أبي بكر . لأن اتفاق السقيفة يدعوا إلى تناوب الخلافة بين أبي بكر وعمر وابن الجراح ، فيكون احتمال وصول عثمان بن عفان إلى الخلافة مستحيلا ، خاصة وأن سن عمر بن الخطاب أقل من سن عثمان . وكان الاتفاق على تناوب الخلافة بين أبي بكر وعمر وابن الجراح ‹ صفحة 89 › معروفا عند أفراد الحزب القرشي لذلك أعطت عائشة صبغة دينية لهذا الاتفاق فوضعت له حديثا على لسان الرسول ( صلى الله عليه وآله ) إذ سألوها من كان رسول الله مستخلفا لو استخلفه ؟ قالت : أبو بكر . فقيل لها : ثم من ؟ قالت : عمر . ثم قيل : من بعد عمر ؟ قالت : أبو عبيدة بن الجراح ( 1 ) . فتمكن الأمويون بواسطة عملية اغتيال أبي بكر من جعل عثمان في المرتبة الثالثة بعد عمر . وأدرك أبو بكر بعد سمه خطأ حساباته فتمنى إخراجه عمر بن الخطاب من المدينة إلى العراق . ولكن أمنياته تبخرت مع وصول الطعام المسموم إلى جوف بطنه ! والصراع على السلطة والتنافس عليها صفة معروفة في الحكومات والدول المختلفة ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الملوك والوزراء والولاة ، وما زالت عجلة الاغتيال تسحق ضحايا جدد في كل يوم . ‹ صفحة 90 › مدح عائشة لأبيها أثناء احتضاره وعند موت أبي بكر ذكرت عائشة أشعارا لمدحه قد قيلت في شأن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) إذ قالت : وأبيض يستسقي الغمام بوجهه * ربيع اليتامى عصمة للأرامل فقال أبو بكر : ذاك رسول الله ( 1 ) . وقالت عائشة شعرا يظهر أبا بكر ثريا ، ولم يكن أبو بكر كذلك ، بل كان من عائلة فقيرة إذ قالت : أماوي ما يغني الثراء عن الفتى * إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر فقال أبو بكر : بل هكذا قولي : { وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد } ( 2 ) . والفرق بين النظريتين أنها كانت تنظر من منظار الدنيا وهو ينظر من منظار الآخرة لقربه من الموت . اغتيال عتبة بن غزوان صهر الطبيب تسبب مقتل الحارث بن كلدة بيد الحزب القرشي ظهور حقد عند ‹ صفحة 91 › أولاد الحارث على أفراد ذلك الحزب محاولين الانتقام منهم . وأولاد سمية المنتسبون إلى الحارث هم : أبو بكرة جاء فيه : في حصار الطائف قال الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : أيما عبد نزل إلي فهو حر ، فنزل أبو بكرة واسمه نفيع ( وهو عبد للحارث بن كلدة ) . وأراد أخوه نافع أن يدلي نفسه فقال له الحارث : أنت ابني فأقم فأقام ، فنسبا إليه جميعا . وأمهما سمية هي أم زياد بن أبيه . وانتسبت أزدة بنت الحارث إلى الحارث ، وكانت تحت عتبة بن غزوان فلما ولى عتبة البصرة حملها فخرج معها إخوتها نافع ، ونفيع وزياد ( 1 ) . وقد كان نافع ونفيع وزياد من ثقيف وكان المغيرة بن شعبة الغادر بقومه من ثقيف أيضا . ولم يسلم المغيرة رغبة في الإسلام بل من جراء غدرة غدر بها أسياده يوم ك
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 81 › ( 1 ) شرح نهج البلاغة ، المعتزلي 2 / 31 - 34 ، المسترشد ، محمد بن جرير الطبري ، الشافي ، المرتضى ص 241 ، 244 . ( 2 ) الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة 1 / 18 ، مختصر تاريخ دمشق ، ابن عساكر 13 / 122 ، تاريخ المسعودي 2 / 302 . ( 3 ) أسد الغابة ، ابن الأثير 1 / 118 . ( 4 ) أسد الغابة ، ابن الأثير 1 / 118 . ( 5 ) مع عبد الرحمن بن ملجم . ‹ هامش ص 82 › ( 1 ) أسد الغابة ، ابن الأثير 1 / 118 . ( 2 ) المناقب ، ابن شهرآشوب 3 / 92 . ‹ هامش ص 83 › ( 1 ) مسند أحمد بن حنبل 2 / 436 . ( 2 ) مختصر تاريخ دمشق ، ابن عساكر 5 / 66 - 73 . ‹ هامش ص 84 › ( 1 ) مختصر تاريخ دمشق ، ابن عساكر 5 / 66 - 73 . ( 2 ) الصراط المستقيم 3 / باب 12 / 34 . ( 3 ) المغازي النبوية ، ابن شهاب الزهري ص 133 طبعة دار الفكر 1401 ه‍ ، 1981 م . ( 4 ) أسد الغابة ، ابن الأثير 2 / 110 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 95 ، طبقات ابن سعد 7 / 397 . ‹ هامش ص 85 › ( 1 ) مختصر تاريخ دمشق ، ابن عساكر 13 / 119 . ‹ هامش ص 86 › ( 1 ) تاريخ دمشق ، ابن عساكر 13 / 122 . ( 2 ) مختصر تاريخ دمشق ، ابن عساكر 13 / 124 . ( 3 ) مختصر تاريخ دمشق ، ابن عساكر 5 / 73 . ( 4 ) مختصر تاريخ دمشق ، ابن عساكر 10 / 290 ، تهذيب الكمال ، المزي 2 / 188 . ‹ هامش ص 87 › ( 1 ) شرح نهج البلاغة ، المعتزلي 2 / 31 - 34 ، المسترشد ، محمد بن جرير الطبري ، الشافي ، المرتضى ص 241 ، 244 . ( 2 ) كتاب الثقات ، الحافظ محمد بن حبان 2 / 192 . ( 3 ) المصدر السابق . ( 4 ) المصدر السابق . ‹ هامش ص 88 › ( 1 ) المصدر السابق . ( 2 ) المصدر السابق . ( 3 ) مختصر تاريخ دمشق ، ابن عساكر 13 / 123 ، الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة 1 / 18 ، 19 . ‹ هامش ص 89 › ( 1 ) سنن مسلم 4 / 1856 ح 2385 طبع دار إحياء التراث العربي - بيروت . ‹ هامش ص 90 › ( 1 ) الطبقات ، ابن سعد 3 / 198 . ( 2 ) ق : 19 ، مختصر تاريخ دمشق ، ابن عساكر 13 / 123 . ‹ هامش ص 91 › ( 1 ) المعارف ، ابن قتيبة ص 288 . ( 2 ) سير أعلام النبلاء ، الذهبي 3 / 120 .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
إغتيال أبي بكر - الشيخ نجاح الطائي - ص 91 - 101
كان يخدمهم فقتلهم وسلب أموالهم ( 2 ) . ويظهر بأن زواج عتبة بن غزوان من أزدة بنت الحارث بن كلدة وتمكنه من فتح جنوب العراق واختطاط مدينة البصرة له دخل أكيد في اغتياله . ‹ صفحة 92 › إذ اتفق عمر بن الخطاب والمغيرة بن شعبة على دعوته إلى المدينة وتعيين المغيرة بدلا عنه واليا على البصرة . فدعاه عمر إلى الحضور في المدينة ، ولما حضر إلى المدينة عين عمر المغيرة بن شعبة مكانه . ولم يفهم عتبة ما خططوه له ، ولما حاول عتبة بن غزوان العودة إلى البصرة اغتالوه في نصف الطريق ، ولم يصل إلى البصرة . فقتل بيد الحزب القرشي مثلما قتل صهره الحارث بن كلدة . وكان عتبة بن غزوان من جناح أبي بكر بينما كان سعد بن أبي وقاص من الجناح العمري . وكان عتبة واليا على البصرة وسعد بن أبي وقاص عاملا من عماله ( 1 ) . وبسبب موقف رجال السلطة من جناح أبي بكر فقد حصل تصادم بين الاثنين ، فوقف عمر إلى جانب سعد لأصله القرشي ، فأنكر عليه عتبة بن غزوان ذلك وبأنه قرشي أيضا ( 2 ) . وفي الحقيقة كان سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان غير قرشيين إذ كان سعد من بني عذرة ( 3 ) . وكان عتبة من قيس عيلان حليفا لقريش ( 4 ) . ‹ صفحة 93 › ولكن السياسة أوجبت ذلك . ولم يكن عذر عمر الحقيقي نسب عتبة إذ لم يكن المغيرة بن شعبة والأشعري من قريش . ولكن السياسة توجب على أصحاب نظرية المصلحة إخفاء الأسباب الحقيقية لأعمالهم . وبعد اغتيال عتبة بن غزوان حل المغيرة بن شعبة محله وبقي واليا على البصرة . وحاول أولاد الحارث بن شعبة ( بالانتساب ) نافع ونفيع وزياد الانتقام من المغيرة بن شعبة المشهور بالغدر والفتك الذي غدر بهم مرتين . فهو الذي اغتال مجموعة من رجال ثقيف في السفر غدرا ثم جاء إلى المدينة هاربا من قبيلته لاجئا إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) . ثم غدر بعتبة بن غزوان فشارك في قتله . فعرف المغيرة بعد تلك العملية بالغادر عند أهل قبيلته وعند العرب ، والظاهر بأن له اليد الطولى في مقتل أعداء عمر بن الخطاب والأمويين . وبعد سعي أولاد الحارث في هذا الطريق تمكنوا من التعرف على واحدة من أفعال المغيرة بن شعبة الشنيعة عسى أن يتمكنوا من قتله بعتبة بن غزوان أو الحارث بن كلدة . أو المقتولين غدرا من بني ثقيف . ‹ صفحة 94 › وحصل أولاد الحارث بن كلدة على ما أرادوا إذ شاهد نافع ونفيع وزياد وشبل بن معبد زنى المغيرة بأم جميل في البصرة وأخبروا الناس بذلك ، ومنعوا المغيرة من إمامة صلاة الجماعة في البصرة ، وفعلا ساءت سمعة المغيرة بين أهالي البصرة . ولما جاء الشهود إلى المدينة ليشهدوا على المغيرة بن شعبة بالزنى وقرب أجل المغيرة كان القاضي في تلك الجلسة عمر بن الخطاب . ولأجل العلاقة المتينة بين عمر والمغيرة فقد وقف عمر إلى جنب المغيرة في تلك المحاكمة . وأصبحت القضية سياسية جذورها اغتيال أبي بكر والحارث بن كلدة وفرعها اغتيال عتبة بن غزوان والي البصرة . : فقد اتهم عمر بن الخطاب الشهود قبل المحاكمة إذ نظر إلى أبي بكرة ( نافع ) قائلا : اللهم إني أعوذ بك من شر ما جاء به ! ( 1 ) . : وسمح للمغيرة بن شعبة المتهم في تلك القضية بحمل سيف في داخل قاعة المحكمة ، ورفعه فوق رؤوس الشهود ( 2 ) . فكان كل شاهد يشهد وروحه في قبضة المغيرة بن شعبة ، فشهد ثلاثة من الأربعة بزنى المغيرة وهم تحت رحمة سيفه . : ولما جاء الشاهد الرابع زياد بن أبيه للشهادة قال القاضي عمر بن ‹ صفحة 95 › الخطاب له : ما كان ليرجم رجل من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بشهادته ( 1 ) . وكان زياد قد أكد شهادته عدة مرات سابقا في البصرة وجاء إلى المدينة لذلك الغرض . ولما قال له عمر ذلك قال زياد : سمعت نفسا عاليا ورأيته بين فخذيها وفي لحاف ولا أدري فعل أم لا ( 2 ) . ولأجل ذلك الموقف جعل عمر من زياد بن أبيه مساعدا لوالي البصرة ( 3 ) . فكان مقتل عتبة بن غزوان والحارث بن كلدة مرتبطا باغتيال أبي بكر ، وهو جزء من أعمال الحزب القرشي في اغتيالاته الخطيرة . الأحداث والأمور المدهشة في عملية الاغتيال والعجيب والمدهش في قضية اغتيال أبي بكر أن أحداثها كلها قد وقعت في الظلام وفي صورة منكرة : * قاتل أبي بكر في المدينة من وجهة نظر الدولة مجهول ! ! * قاتل طبيب أبي بكر في المدينة من وجهة نظر الدولة مجهول ! ! ‹ صفحة 96 › * قاتل عتاب بن أسيد في مكة من وجهة نظر الدولة مجهول ! ! * اغتيال الثلاثة كان في يوم واحد ! * كاتب وصية أبي بكر كان عثمان ! * وصية أبي بكر بلا شهود ! * عثمان بن عفان المتهم بالقتل وكتابة الوصية المزورة قتل بفتوى عائشة ابنة المقتول ، وبيد ولدي المقتول ( محمد وعبد الرحمن ) وابن عمه طلحة بن عبد الله . * دفن أبي بكر تم ليلا ودون حضور الناس . * منعت الدولة مجلس النياحة على أبي بكر . * وصول عثمان إلى الخلافة بعد عمر وهو متهم بقتل أبي بكر وتزوير وصيته . وكرر عثمان عملية التزوير ثانية بحق عائلة أبي بكر ، عندما عاهد محمد بن أبي بكر أمام جماهير المسلمين على خلع عبد الله بن أبي سرح من ولاية مصر ، ثم أرسل خادمه سرا إلى ابن أبي سرح يثبته في ولاية مصر ويأمره بقتل محمد بن أبي بكر وأصحابه ( 1 ) . عواقب اغتيال أبي بكر * اغتيال أبي بكر سهل عملية اغتيال عمر . ‹ صفحة 97 › * زيادة التعاون بين اليهود والخط القرشي . * انتقام عائلة أبي بكر من عثمان المتهم بقتل أبي بكر . * اغتيال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . * انتقام الأمويين من عائلة أبي بكر التي قتلت عثمان فقتلوا محمدا وعبد الرحمن وعائشة أولاد أبي بكر وطلحة بن عبد الله ( ابن عمه ) . * ضياع هيبة الخلفاء والخلافة مما سهل وصول معاوية بن أبي سفيان إلى السلطة . من كان يقود الآخر ؟ هناك بعض الروايات تثبت قيادة عمر لدفة الأمر في زمن أبي بكر : " قال أبو بكر في عمر : هو الذي أوردني الموارد ( 1 ) . وقال أيضا : إن لي شيطانا يعتريني أو يغويني " ( 2 ) . وهذا يعني أن أبا بكر كان يتهم عمر بتوريطه في مشكلات عديدة ومزالق خطيرة . ووافق أبو بكر على طلب عمر بعزل خالد بن سعيد بن العاص عن قيادة جيش الشام . ‹ صفحة 98 › وقال أنس بن مالك : إنه رأى عمر يزعج أبا بكر إلى المنبر إزعاجا ( 1 ) . ولما أعطى أبو بكر أرضا إلى عيينة بن حصين والأقرع بن حابس ذهبا إلى عمر ليشهداه على ما فيها ، فلما قرءا على عمر ما في الكتاب تناوله من أيديهما فتفل فيه فمحاه ، فقالا له مقالة سيئة . وزاد المتقي الهندي فقال : فأقبلا إلى أبي بكر وهما يتذمران فقالا : والله ما ندري أنت الخليفة أم عمر . فقال : بل هو ولو شاء كان ( 2 ) . وهناك روايات تثبت قيادة أبي بكر لدفة الأمور : إذ قال عمر عن يوم السقيفة : إن الرجل ماكرني فماكرته ( 3 ) . وقال أبو بكر لعمر في السقيفة : مه يا عمر ( 4 ) . : لم يوافق أبو بكر على طلب عمر في قتل خالد بن الوليد بعد زناه وقتله لمالك بن نويرة ( 5 ) . : لم يوافق أبو بكر على طلب عمر بقتل سعد بن عبادة في السقيفة ( 6 ) . : لم يوافق أبو بكر على طلب عمر قتل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بعد ‹ صفحة 99 › أحداث السقيفة ( 1 ) . : عزل أبي بكر لعمر عن إمارة الحج وتعيين منافسة عتاب بن أسيد بدلا عنه يثبت قيادة الأمور بواسطة أبي بكر . : تعيين أنصار أبي بكر في المناصب المهمة مثل قيادة الجيوش وإدارة الولايات يثبت قيادة أبي بكر لدفة الأمور . من خلال مطالعة سيرة أبي بكر وعمر مع بعضهما نصل إلى هذه النتائج : إن عمر بن الخطاب كان أكثر اندفاعا وغلظة من أبي بكر وأكثر جرأة على قيادة الأحداث كما أنه أكثر دهاء منه ، وقد جعله المغيرة بن شعبة أكثر قريش دهاء . ومع أن قيادة الأحداث في زمن أبي بكر كانت بيده وليس بيد عمر ، لكنه كان يستجيب للكثير من طلباته في القضايا السياسية وغيرها . التحالف القرشي اليهودي نلاحظ في التحالف القرشي اليهودي الأمور التالية : * كان بعض رجال ذلك التحالف من أصول يهودية وانتماءات حزبية قرشية . ‹ صفحة 100 › * الخط اليهودي يدعو إلى دعم الخط الأموي السفياني - نسبة إلى أبي سفيان - . * اشتد التعاون بين اليهود والخط القرشي في زمن خلافة عمر وعثمان ومعاوية . * وصول كعب الأحبار إلى السلطة ومساعدته في انتخاب خليفة المسلمين عثمان بن عفان ومعاوية بن أبي سفيان . * اتهام الدولة لليهود بقتل أبي بكر ، وهي حقيقة مبتورة ، إذ هيأ اليهود السم وأعطاه رجال الانقلاب له ولطبيبه ولواليه المهم عتاب بن أسيد . وتخصص اليهود في انتاج السموم لا يجاريه أحد ، ولا ينكره شخص . سوابق عثمان بن عفان يحتاج المرء لمعرفة شئ عن تاريخ عثمان بن عفان للتأكد من قابليته على إنجاز أعمال كالاغتيال والتزوير وغيرها ، وللتحقيق في قيامه باغتيال أبي بكر : فراره من الزحف : امتنع عثمان بن عفان من الاشتراك في معركة بدر إذ جاء : أن سعيد بن زيد وعثمان وطلحة لم يحضرا بدرا ( 1 ) . ‹ صفحة 101 › فر عثمان بن عفان من معركة أحد ( 1 ) . وقال له عبد الرحمن بن عوف في أيام خلافته : أبلغه عني أني لم أغب عن بدر ، ولم أفر يوم عيين ( أحد ) ( 2 ) . ولم يبايع النبي ( صلى الله عليه وآله ) في بيعة الرضوان . وأخفى عثمان أحد جنود الكفار في معركة أحد والمسمى معاوية بن المغيرة بن أبي العاص الأموي ، فنزل جبرائيل من السماء وأخبر الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بعمل عثمان ، فأرسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جماعة إلى بيت عثمان وأخرجوا معاوية منه . ولما أراد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قتله تشفع فيه عثمان ، فلم يقتله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمهله ثلاثة أيام . وبقي معاوية بن المغيرة في المدينة يتجسس أخبار الرسول ( صلى الله عليه وآله ) والمسلمين فأخبر جبرائيل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بذلك فأرسل إليه من قتله ( 3 ) . وفي فتح مكة طلب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قتل عدة أشخاص محاربين لله ولرسوله ومنهم عبد الله بن أبي سرح فلم يقتل عثمان المومى إليه بل أخفاه في بيته
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 91 › ( 1 ) المعارف ، ابن قتيبة ص 288 . ( 2 ) سير أعلام النبلاء ، الذهبي 3 / 120 . ‹ هامش ص 92 › ( 1 ) الطبقات الكبرى ، ابن سعد 7 / 5 . ( 2 ) المصدر السابق . ( 3 ) مثالب العرب ، ابن الكلبي ص 97 . ( 4 ) الطبقات الكبرى ، ابن سعد 7 / 5 . ‹ هامش ص 94 › ( 1 ) مثالب العرب ، هشام بن الكلبي ص 164 . ( 2 ) مثالب العرب ، هشام ابن الكبي ص 164 . ‹ هامش ص 95 › ( 1 ) مثالب العرب ص 164 . ( 2 ) مثالب العرب ص 164 ، سنن البيهقي 8 / 235 ، الأغاني ، الاصفهاني 14 / 147 ، شرح النهج 3 / 162 ، فتوح البلدان ص 353 . ( 3 ) الإصابة ، ابن حجر 1 / 580 . ‹ هامش ص 96 › ( 1 ) الكامل في التاريخ ، ابن الأثير 3 / 168 ، 169 . ‹ هامش ص 97 › ( 1 ) النهاية ، ابن الأثير ص 159 في مادة نصنص . ( 2 ) تاريخ الطبري 2 / 460 ، الإمامة والسياسة 1 / 16 ، تاريخ الخلفاء ، السيوطي ص 71 . ‹ هامش ص 98 › ( 1 ) المغازي النبوية ، ابن شهاب الزهري ص 133 طبعة دار الفكر 1401 ه‍ ، 1981 م . ( 2 ) الإصابة ، ابن حجر 1 / 56 ، كنز العمال 10 / 290 . ( 3 ) شرح النهج ، المعتزلي 2 / 31 - 34 . ( 4 ) الملل والنحل ، الشهرستاني 1 / 24 ، تحت عنوان الخلاف الثاني في الإمامة . ( 5 ) تاريخ اليعقوبي 2 / 110 . ( 6 ) تاريخ الطبري 2 / 459 ، طبعة الأعلمي - بيروت . ‹ هامش ص 99 › ( 1 ) الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة 1 / 11 ، طبعة الحلبي ، مصر . ‹ هامش ص 100 › ( 1 ) شذرات الذهب 1 / 246 . ‹ هامش ص 101 › ( 1 ) تاريخ ابن الوردي 1 / 111 . ( 2 ) تاريخ المدينة المنورة ، ابن شبة 3 / 1033 ، طبع مكة ، تفسير ابن كثير 1 / 321 ، مثالب العرب ، ابن الكلبي ص 182 . ( 3 ) السيرة الحلبية 2 / 260 ، النزاع والتخاصم ، المقريزي ص 20 ، أنساب الأشراف 1 / 337 - 338 . ( 4 ) فتوح البلدان ، البلاذري ص 54 ، تاريخ أبي الفداء 1 / 206 طبع دار الكتب العلمية - بيروت .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
إغتيال أبي بكر - الشيخ نجاح الطائي - ص 101 - 112
ه ، ثم جاء لاحقا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يطلب الأمان له ! ( 4 ) ‹ صفحة 102 › وقتل عثمان بن عفان زوجته رقية بنت النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالتبني إذ جاء : " روى أحمد في مسنده عن أنس أنه لما ماتت رقية بنت النبي ( صلى الله عليه وآله ) بضرب زوجها عثمان لعنه النبي خمس مرات ، وقال ( صلى الله عليه وآله ) : لا يتبعنا أحد ألم بجاريته البارحة لأجل أنه ( عثمان ) ألم ( جامع ) بجارية رقية ، فرجع جماعة وشكى عثمان بطنه ورجع ( 1 ) . وفي يوم الخميس كان عثمان بن عفان من جملة الأشخاص الذين قالوا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يهجر . وكان عثمان مع عمر يمنعان الناس من دفن جثمان الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بعد وفاته بحجة صعوده إلى السماء كعيسى ، أو ذهابه إلى الله تعالى كموسى ( 2 ) . وجاء بأن أول من رآه ( صلى الله عليه وآله ) مسجى فأنكر موته عثمان ( 3 ) . وفي أيام خلافة عثمان بن عفان كانت إحدى نظرياته البارزة الاغتيال : * فقد اغتال أبا ذر الغفاري بنفيه إلى صحراء الربذة ( 4 ) . * واغتال عبد الله بن مسعود في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم أمر خادمه بذلك ، فأقدم خادمه على كسر ضلع عبد الله بن مسعود ! متسببا في موته ( 5 ) . * أقدم عثمان على اغتيال وصيه في الخلافة عبد الرحمن بن عوف ! ( 6 ) ‹ صفحة 103 › * عفا عن عبيد الله بن عمر الذي قتل مجموعة من المسلمين وهم : الهرمزان وجفينة وزوجة أبي لؤلؤة وصبيته ( 1 ) . ضرب عثمان عمار بن ياسر بنفسه ففتق بطنه ( 2 ) . * صالح محمد بن أبي بكر وأنصاره من أهالي مصر بشهادة جماهير المسلمين على إقالة عبد الله بن أبي سرح من ولاية مصر . ولما عاد هؤلاء إلى مصر أرسل عثمان خلفهم خادمه ليأمر ابن سرح بقتل محمد بن أبي بكر وأصحابه ! ( 3 ) وأفعاله تلك الدالة على قدرته في إزهاق أرواح المسلمين ، وبالأخص عائلة أبي بكر ، تبين إمكانية قيامه بإزهاق روح الخليفة أبي بكر . بل إنه أراد أن يفعل مع محمد بن أبي بكر ما فعله مع أبيه من قبل ، ولولا ذكاء محمد بن أبي بكر وأصحابه في تفتيشهم أمتعة خادم عثمان وعثورهم على رسالته المخفية في داخل قنينة الماء لاغتالوا محمد بن أبي بكر كما اغتالوا أبا بكر وأصحابه من قبل ! لماذا قتلوا عثمان بن عفان ؟ تسبب عمل عثمان في المشاركة في عملية اغتيال أبي بكر ومحاولته اغتيال ابنه من بعده في تحريك غضب قبيلة بني تيم عليه ، وخاصة عائلة ‹ صفحة 104 › أبي بكر . فأصدرت عائشة ردا على أفعاله تلك فتوى بقتله استحلت بها دمه ، وحللت بها إزهاق روحه فقال لها المغيرة بن شعبة : " أنت قتلت عثمان " ( 1 ) . وصمم محمد وعبد الرحمن ولدا أبي بكر وطلحة بن عبد الله التيمي على اغتيال عثمان بن عفان وقد جاء : أشد الأسر على عثمان عائلة أبي بكر ( 2 ) . وقال الطبري : " إن عائشة أول من أمال حرفه " ( 3 ) . وساعد على ذلك الأجواء المشحونة بالغضب على الخليفة من جراء أفعاله المالية والسياسية والإدارية والقضائية ( 4 ) . وفعلا تمكنت عائلة أبي بكر من الانتقام لنفسها بتحريرها لفتوى قتل عثمان وتنفيذها ذلك على أرض الواقع . وكان لفتوى عائشة الشهيرة الأثر البين في تضعيف موقعية عثمان وشخصيته ومن ثم قتله ، وقابلها عثمان بتخفيض راتبها ( 5 ) . وقد صرحت عائشة في فتواها بيهودية عثمان بن عفان مخرجة إياه ‹ صفحة 105 › من ساحة الإسلام ، وقالت : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) سماه بنعثل اليهودي ، فكانت فتواها كالآتي : اقتلوا نعثلا فقد كفر ( 1 ) . وقالت حفصة وعائشة له : سماك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نعثلا تشبيها بنعثل اليهودي ( 2 ) . وصدق المسلمون وعلى رأسهم الصحابة برواية عائشة تلك عن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) فشاركوا في قتله ، وأجمعوا على دفنه في مقبرة اليهود ( حش كوكب ) ، وقبروه هناك ( 3 ) . وقد جاء بأن عثمان بن عفان أراد أن يتهود بعد فراره من معركة أحد ( 4 ) . ومن أعمال عثمان أيضا : أعطى مائة ألف لعباس بن ربيعة لأن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب كان شريكا لعثمان في الجاهلية ( 5 ) . وترك صدقات مزينة لكعب بن مالك ( وكعب هو الذي عصى النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حملة تبوك ) ( 6 ) . ‹ صفحة 106 › ولما ثار محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس الأموي مع محمد بن أبي بكر في مصر على عبد الله بن أبي سرح عاب محمد بن أبي حذيفة عثمان وابن أبي سرح قائلا : استعمل رجلا أباح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دمه . . . فبعث عثمان إلى ابن أبي حذيفة بثلاثين ألف درهم وبجمل عليه كسوة . فوضعها محمد بن أبي حذيفة في المسجد ، ثم قال : يا معشر المسلمين ألا ترون إلى عثمان يخادعني عن ديني ويرشوني عليه ! فازداد أهل مصر تعظيما له وطعنا على عثمان ، وبايعوه على رياستهم ( 1 ) . وقال قوم : إن زوجتا عثمان بنتا خديجة من غير النبي ( صلى الله عليه وآله ) ( 2 ) . ومقتل أبي بكر بيد عمر وعثمان ومقتل عمر بيد الأمويين ( 3 ) ومقتل عثمان بيد عائلة أبي بكر مصداق لقوله ( صلى الله عليه وآله ) : وتتبعوني أقتادا يهلك بعضكم بعضا ( 4 ) . ‹ صفحة 107 › اغتيال أم المؤمنين عائشة سنة 58 ه‍ في زيارة معاوية للمدينة لأخذ البيعة لابنه يزيد عارضه الكثير من الصحابة لفسق يزيد وجهله ، وعندها قرر معاوية الانتقام منهم وبالخصوص من قتلة عثمان بن عفان فأمر بقتل عبد الرحمن بن أبي بكر وأخته عائشة بنت أبي بكر . وقد قتل الاثنين غيلة . إذ قتل عبد الرحمن بالسم وقيل بدفنه حيا ، وقد يكون معاوية قد استخدم الوسيلتين معا أي سمه ودفنه حيا ( 1 ) . وقتل معاوية عائشة بحفر بئر لها ، وغطى فتحة ذلك البئر عن الأنظار ( 2 ) . وكانت عائشة قد ثارت على معاوية لقتله أخيها عبد الرحمن وتخاصمت علنا مع مروان بن الحكم والي معاوية على المدينة فألحقها معاوية بأخويها عبد الرحمن ومحمد في سنة 58 هجرية . وكانت العداوة بينها وبين بني أمية قد بلغت ذروتها . لكنهم أضعفوها بقتلهم لأبي بكر وابنيه محمد وعبد الرحمن وطلحة . وقال ابن كثير في البداية والنهاية بأن عائشة وعبد الرحمن بن أبي بكر ماتا في سنة واحدة ( 3 ) . وماتت عائشة وعمرها 67 سنة ( 4 ) . ‹ صفحة 108 › وقال صاحب المصالت : كان ( معاوية ) على المنبر يأخذ البيعة ليزيد ( في المدينة ) فقالت عائشة : هل استدعى الشيوخ لبنيهم البيعة ؟ ( 1 ) . قال : لا . قالت : فبمن تقتدي ؟ فخجل ، وهيأ لها حفرة فوقعت فيها وماتت ( 2 ) . فقال عبد الله بن الزبير يعرض بمعاوية : لقد ذهب الحمار بأم عمرو * فلا رجعت ولا رجع الحمار ( 3 ) وقال أبو سعيد الأعرابي في معجمه : إنها أسقطت من ( 4 ) النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأمرت أن تدفن ليلا ( 5 ) . ردع معاوية الناس من البكاء على عائشة وقال ابن خلكان : " ماتت في خلافة معاوية سنة ثمان وخمسين ولها سبع وستون سنة ودفنت بالبقيع ، ولما ماتت بكى عليها ابن عمر ( رضي الله عنه ) ، فبلغ ذلك معاوية ‹ صفحة 109 › ( الموجود يومها في المدينة ) فقال له : أتبكي على امرأة ؟ فقال : إنما يبكي على أم المؤمنين بنوها ، وأما من أوليس لها بابن فلا " ( 1 ) . ونلاحظ في هذا الحديث بينهما تهكم معاوية من بكاء ابن عمر عليها ، وإجابة عبد الله بن عمر القوية . وجواب عبد الله بن عمر يستشف منه اتهاما منه لمعاوية بالخروج عن الدين لقتله عائشة أم المؤمنين . دفن عائشة ليلا ودفنت عائشة ليلا ( 2 ) دون تشييع جماهيري مثلما دفن أبوها ليلا ( 3 ) ودون تشييع جماهيري . وهذه فاجعة لعائلة أبي بكر أن لا يتم تشييع جماهيري لكل أفراد عائلة أبي بكر ! إذ دفنوا أبا بكر وعائشة ليلا ودفنوا عبد الرحمن بن أبي بكر حيا ( 4 ) . وأحرقوا جثة محمد بن أبي بكر ( 5 ) . ‹ صفحة 110 › وقتلوا طلحة بن عبد الله في وسط أرض المعركة غدرا ( 1 ) . اغتيال طلحة بن عبد الله التيمي " وكان طلحة شديدا على عثمان " ( 2 ) وقد منع الماء عن عثمان وشارك في ذبحه . فقال المغيرة : أشد الناس على عثمان طلحة ( 3 ) . وبعد اشتراك طلحة في اغتيال عثمان بن عفان صمم الأمويون على الانتقام منه وأخذ ثار عثمان . وعندما ذهبت عائشة بجيشها إلى البصرة للمطالبة بدم عثمان بن عفان قال سعيد بن العاص الأموي بأن ثأرنا عند هؤلاء الثلاثة عائشة وطلحة والزبير . ورغم موقف عائشة وطلحة من الأحداث بمطالبتهم بدم عثمان ومحاربتهم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) لم يجدهم نفعا . إذ صمم الأمويون على الانتقام لعثمان ، وفي معركة الجمل سنحت ‹ صفحة 111 › فرصة لمروان بن الحكم لقتل طلحة بن عبد الله فقتله ( 1 ) . وقال ابن كثير : " وقد اغتاله مروان بن الحكم عندما رماه بسهم في ركبته " ( 2 ) . عبد الرحمن بن أبي بكر 58 ه‍ . وقتل عبد الرحمن بين مكة والمدينة . مثلما قتل طالب بن أبي طالب بين مكة والمدينة ( 3 ) . ومثلما قتل معاوية الأشتر وهو في طريقه إلى مصر ( 4 ) . وقتل عبد الرحمن بعد أن رد رشوة معاوية له ليبايع يزيد ، ومقدارها مائة ألف درهم قائلا : لا أبيع ديني بدنياي ، أهرقلية ، كلما مات هرقل جاء هرقل ، فقال مروان هذا الذي أنزل الله تعالى فيه : { والذي قال لوالديه أف لكما } . عائشة : كذبت والله ما هو به ، ولكن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعن أبا مروان ومروان في صلبه ( 5 ) . ‹ صفحة 112 › وقال ابن كثير : ولما طالبوا عبد الرحمن بن أبي بكر ببيعة يزيد بن معاوية قال عبد الرحمن : جعلتموها هرقلية وكسروية . فقال له مروان : اسكت فإنك أنت الذي أنزل الله فيك : { والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج } ( 1 ) . فقالت عائشة : ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن ، ثم بعثت إلى مروان تعتبه وتؤنبه وتخبره بخبر فيه ذم له ولأبيه ( 2 ) . فمات عبد الرحمن فجأة قبل وصوله مكة وقبل بيعة يزيد ( 3 ) . ولم يحفظ معاوية لأبي بكر معروفه ، فبينما نصب أبو بكر اثنين من أخوته ولاة ( يزيد وعتبة ) في الشام والطائف ، قتل هو ثلاثة من أبنائه في مصر والحجاز ! ذكر أبو
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 101 › ( 1 ) تاريخ ابن الوردي 1 / 111 . ( 2 ) تاريخ المدينة المنورة ، ابن شبة 3 / 1033 ، طبع مكة ، تفسير ابن كثير 1 / 321 ، مثالب العرب ، ابن الكلبي ص 182 . ( 3 ) السيرة الحلبية 2 / 260 ، النزاع والتخاصم ، المقريزي ص 20 ، أنساب الأشراف 1 / 337 - 338 . ( 4 ) فتوح البلدان ، البلاذري ص 54 ، تاريخ أبي الفداء 1 / 206 طبع دار الكتب العلمية - بيروت . ‹ هامش ص 102 › ( 1 ) الصراط المستقيم 3 / الباب 12 / 34 . ( 2 ) العثمانية ، الجاحظ ص 79 . ( 3 ) المصدر السابق . ( 4 ) تاريخ أبي الفداء ، عماد الدين أبي الفداء 1 / 333 . ( 5 ) تاريخ اليعقوبي 2 / 170 . ( 6 ) بحار الأنوار ، المجلسي 28 / 296 . ‹ هامش ص 103 › ( 1 ) تاريخ اليعقوبي 2 / 161 . ( 2 ) الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة 1 / 33 . ( 3 ) الكامل في التاريخ ، ابن الأثير 3 / 168 ، 169 . ‹ هامش ص 104 › ( 1 ) العقد الفريد 4 / 277 ، دار إحياء التراث العربي - بيروت . ( 2 ) أنساب الأشراف 5 / 68 . ( 3 ) تاريخ الطبري 5 / 172 ، حوادث سنة 36 . ( 4 ) تاريخ أبي الفداء 1 / 333 ، العقد الفريد 4 / 267 . ( 5 ) تاريخ اليعقوبي 2 / 132 ، تاريخ أعثم ص 155 . ‹ هامش ص 105 › ( 1 ) تاريخ الطبري ، شرح النهج ص 77 ، الكامل في التاريخ ، ابن الأثير 3 / 206 . ( 2 ) الصراط المستقيم 3 الباب 12 / 30 . ( 3 ) طبقات ابن سعد 3 / 78 ، 79 ، العقد الفريد 4 / 270 . ( 4 ) تفسير ابن كثير 2 / 68 ، تفسير الخازن 1 / 503 ، الدر المنثور 2 / 291 . ( 5 ) تاريخ الطبري 3 / 432 . ( 6 ) تاريخ الطبري 3 / 452 . ‹ هامش ص 106 › ( 1 ) الكامل في التاريخ ، ابن الأثير 3 / 265 . ( 2 ) المجدي في الأنساب ، علي بن محمد العلوي ص 7 . ( 3 ) على قول إذ هم الذين سهلوا وصول أبي لؤلؤة الفارسي إلى المدينة لقتل عمر . ( 4 ) الطبقات الكبرى ، ابن سعد 2 / 193 . ‹ هامش ص 107 › ( 1 ) البداية والنهاية ، ابن كثير 8 / 123 ، المستدرك ، الحاكم 3 / 476 . ( 2 ) كتاب حبيب السير ، غياث الدين بن همام الدين الحسيني ص 425 . ( 3 ) البداية والنهاية ، ابن كثير 8 / 96 طبعة دار إحياء التراث العربي . ( 4 ) المصدر السابق 8 / 101 . ‹ هامش ص 108 › ( 1 ) أي هل أوصى أبو بكر وعمر لأبنائهم . ( 2 ) الصراط المستقيم 3 / باب 12 / 45 . ( 3 ) الصراط المستقيم 3 / باب 12 / 46 . ( 4 ) هنا كلمة ساقطة قد تكون سطح بيت . ( 5 ) المعجم ، أبو سعيد بن الأعرابي ، تهذيب التهذيب ، ابن حجر 10 / 489 . ‹ هامش ص 109 › ( 1 ) وفيات ابن خلكان 3 / 16 . ( 2 ) الطبقات الكبرى ، ابن سعد 8 / 77 طبعة دار صادر - بيروت . ( 3 ) الطبقات الكبرى 3 / 207 . ( 4 ) المستدرك ، الحاكم 3 / 476 . ( 5 ) مختصر تاريخ دمشق ، ترجمة محمد بن أبي بكر . ‹ هامش ص 110 › ( 1 ) المعارف ، ابن قتيبة ص 229 . ( 2 ) المعارف ص 228 . ( 3 ) العقد الفريد 4 / 280 طبعة دار إحياء التراث العربي . ‹ هامش ص 111 › ( 1 ) المعارف ، ابن قتيبة ص 229 . ( 2 ) البداية والنهاية ، ابن كثير 8 / 282 طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت . ( 3 ) تاريخ الطبري ، معركة بدر ، تاريخ ابن الأثير ، معركة بدر . ( 4 ) مروج الذهب ، ط . بيروت 2 / 139 ، اليعقوبي 2 / 139 . ( 5 ) تاريخ ابن الأثير 3 / 199 ، حوادث سنة 56 ه‍ ، والأغاني 16 / 90 - 91 ، البداية والنهاية ، ابن كثير 8 / 96 طبعة دار أحياء التراث العربي - بيروت ، التحفة اللطيفة ، السخاوي 2 / 504 . ‹ هامش ص 112 › ( 1 ) الأحقاف : 17 . ( 2 ) البداية والنهاية ، ابن كثير 8 / 96 ، طبعة دار إحياء التراث العربي . ( 3 ) الإستيعاب ، ابن عبد البر 2 / 393 ، أسد الغابة 3 / 306 . ( 4 ) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ص 298 ح 1668 ، مروج الذهب ، المسعودي 2 / 139 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 139 .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
إغتيال أبي بكر - الشيخ نجاح الطائي - ص 112 - 118
زرعة الدمشقي : ثم توفي عبد الرحمن بن أبي بكر بعد منصرف معاوية من المدينة ، في قدمته التي قدم فيها لأخذ البيعة من عبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ( 4 ) . ‹ صفحة 113 › أي كان عبد الرحمن بن أبي بكر من الذين أمر معاوية بقتلهم في زيارته للمدينة . وقال الحاكم في المستدرك : قتل معاوية سعدا ( بن أبي وقاص ) وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، ويحتمل أنهم دفنوا ( أي الأمويين ) عبد الرحمن حيا ( 1 ) . من وراء اغتيال الصحابي أبي عبيدة بن الجراح كان أبو عبيدة بن الجراح الفهري من الصحابة القدماء الذين هاجروا إلى المدينة المنورة ، وهو أحد أعمدة الحزب القرشي ( 2 ) . الثلاثة وهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة . وقد لقبه رجال الحزب بالأمين لاحتفاظهم بأسرار عصبة قريش عنده . وقد قالوا : لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ( 3 ) . وهو الذي ترك عمر بن الخطاب في السقيفة وهيأ الأمور لبيعة أبي بكر ، فغضب عمر عليه . وكان المقرر تناوب الخلافة بين أبي بكر وعمر وابن الجراح على أن ‹ صفحة 114 › يكون أبو بكر أولا وعمر ثانيا وابن الجراح ثالثا . وقد كان ذلك واضحا من الأحاديث التي يطرحها الحزب بأسم أحاديث نبوية ، إذ جاء : " قلت لعائشة : أي أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان أحب إليه ؟ قالت : أبو بكر ، قلت : ثم من ؟ قالت : ثم عمر ، قلت : ثم من ؟ قالت : ثم أبو عبيدة بن الجراح ، قلت : ثم من ؟ فسكتت ( 1 ) . وجاء عن أبي هريرة قال ( صلى الله عليه وآله ) : نعم الرجل أبو بكر ، نعم الرجل عمر ، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح ( 2 ) . فأولا لم يكن ذكر لعثمان بن عفان في أحاديث الحزب القرشي ، ولم يكن مقررا له خلافة . طبعا لم يوافق بنو أمية على ذلك الطرح فتدخلوا في الأمر ليكون لهم حصة في الخلافة . فوجدوا إصرارا من أبي بكر على أبي عبيدة بن الجراح خاصة وأنه قائد الجيوش الإسلامية في الشام . وهذا أحد الأسباب المهمة في اغتيال أبي بكر إذ تم الاتفاق على اغتياله وعزل أبي عبيدة بن الجراح عن الخلافة ووضع عثمان مكانه . وفعلا تم ذلك الأمر وعزل أبو عبيدة بن الجراح وأصبح عثمان بن عفان وصيا لعمر . ‹ صفحة 115 › وعندها وجد الأمويون عائقا أمامهم يتمثل في الأحاديث الموضوعة التي تنص على خلافة وأفضلية أبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح . وعندها شمر الأمويون عن سواعدهم فأوجدوا أحاديث جديدة تنص على خلافة وأفضلية أبي بكر وعمر وعثمان ، ومن تلك الأحاديث الكثيرة ، ما وضعوه على لسان عائشة : " قالت عائشة : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه أو ساقيه ، فاستأذن أبو بكر فأذن له ، وهو على تلك الحال ، فتحدث ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك . فتحدث . ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسوى ثيابه ، فدخل فتحدث . فلما خرج قالت عائشة : دخل أبو بكر فلم تهتش ولم تباله . ثم دخل عمر فلم تهتش ولم تباله . ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك . فقال : ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة " ( 1 ) . ففي هذا الحديث نفس أموي وإهانة للرسول ( صلى الله عليه وآله ) وأبي بكر وعمر . وعن الأشعري : بينما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حائط من حائط المدينة وهو متكئ يركز بعود معه بين الماء والطين إذا استفتح رجل فقال : افتح وبشره بالجنة قال : فإذا أبو بكر . ففتحت له وبشرته بالجنة . ثم قال استفتح رجل آخر فقال ( صلى الله عليه وآله ) : افتح وبشره بالجنة . قال : فذهبت فإذا هو عمر . ففتحت له وبشرته بالجنة . ‹ صفحة 116 › ثم استفتح رجل آخر ، قال : فجلس النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : افتح وبشره بالجنة على بلوى تكون . قال : فذهبت فإذا هو عثمان بن عفان ، قال : ففتحت وبشرته بالجنة ( 1 ) . وجاء : كنا نقول ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حي أبو بكر وعمر وعثمان ( 2 ) . ولما وصل عمر بن الخطاب إلى السلطة وقتل أبو بكر دارت الدوائر على أبي عبيدة بن الجراح فهبطت منزلته عند الدولة . وفي تلك الأيام قتل أبو عبيدة بن الجراح بسهام السلطة مع المجموعة المعارضة للنظام والمتمحورة حوله في الشام . وقد توضح الاتفاق بين عمر بن الخطاب والأمويين في عملية عزل أبي عبيدة بن الجراح عن الخلافة وولاية الشام لصالح الأمويين عثمان بن عفان ومعاوية بن أبي سفيان . إذ أفلس ابن الجراح من كل أمر بعد أن هيأ الأمور في السقيفة لخلافة أبي بكر وخلافته . وقد قتل معاوية يوم كان واليا على الشام من قبل عمر بن الخطاب بلالا وأبا عبيدة بن الجراح وأصحابهم . قال الواقدي وعمرو بن علي والبرقي ومحمد بن إسحاق توفي بلال ‹ صفحة 117 › سنة 20 ( 1 ) بعد طاعون عمواس في حلب وفي نفس السنة مات معاذ بن جبل وكان عمره ثمانيا وثلاثين سنة ( 2 ) . ومات أبو عبيدة بن الجراح بفحل الأردن ( 3 ) . ولما اشتد الصراع بين عمر وابن الجراح أثر عزل ابن الجراح عن الخلافة وامتناع عمر عن دخول الشام ، قال ابن عوف : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا سمعتم بهذا الوباء ببلد فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع ببلد وأنتم به فلا تخرجوا فرارا منه ، فانصرف عمر بالناس إلى المدينة ، وقد ذكر هذه الرواية البخاري ومسلم . وآثار الوضع على هذه الرواية واضح ، إذ لم يسمع بها ابن الجراح وأتباعه وأهل الشام ، ولم يسمع بها عمر والوفد المرافق له ! ! كما إنها مخالفة للعقل والمنطق إذ لا يوجد سبب عقلائي يوجب به النبي ( صلى الله عليه وآله ) على الناس البقاء في بلد يهلكه الطاعون ! فتمكن ابن عوف بهذا الحديث من إنقاذ عمر وردع ابن الجراح المعزول عن الخلافة . وخلع ابن الجراح في صالح عثمان وابن عوف لأنه المنافس الأول لهما داخل الحزب القرشي . وكان المقرر أن يصل ابن عوف الزهري إلى الخلافة بعد عثمان ! ‹ صفحة 118 › ولما عاد عمر من الشام خلع أبا عبيدة بن الجراح من ولاية الشام وعين معاوية بدلا عنه ( 1 ) . ثم مات أبو عبيدة في نفس السنة في فحل في الأردن معزولا عن الخلافة والولاية ! وقد قتل الأمويون الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ثم قالوا : مات بالطاعون . وكان أبو عبيدة قد تنحى عن عمر وجماعته ، وهم في طريقهم إلى الحج ، فرارا من غنائهم ! إذ أخرج البيهقي عن خوات بن جبير . " قال : خرجنا حجاجا مع عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، قال : فسرنا في ركب فيهم أبو عبيدة بن الجراح ، وعبد الرحمن بن عوف ( رضي الله عنه ) . فقال القوم : غننا يا خوات فغناهم . فقالوا : غننا من شعر ضرار . فقال عمر : ارفع لسانك يا خوات فقد أسحرنا . فقال أبو عبيدة ( رضي الله عنه ) : هلم إلى رجل ، أرجو أن لا يكون شرا من عمر ( رضي الله عنه ) . قال : فتنحيت وأبو عبيدة ، فما زلنا كذلك ، حتى صلينا الفجر " ( 2 ) . لذلك أصبح أبو يعلى بن عمر بن الجراح ابن أخي أبي عبيدة بن الجراح معارضا للحزب القرشي فجعله الإمام علي ( عليه السلام ) على مقدمته في معركة الجمل ( 3 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 112 › ( 1 ) الأحقاف : 17 . ( 2 ) البداية والنهاية ، ابن كثير 8 / 96 ، طبعة دار إحياء التراث العربي . ( 3 ) الإستيعاب ، ابن عبد البر 2 / 393 ، أسد الغابة 3 / 306 . ( 4 ) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ص 298 ح 1668 ، مروج الذهب ، المسعودي 2 / 139 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 139 . ‹ هامش ص 113 › ( 1 ) المستدرك على الصحيحين ، الحاكم 3 / 476 . ( 2 ) وكان طوالا نحيفا أجنى ( محدب الظهر ) معروق الوجه * صفة الصفوة ابن الجوزي 1 / 192 ، وكان ساقط الثنيتين ، أهتم ، أعسر ، أعرج * المستدرك الحاكم 3 / 308 ، الطبري ص 261 ، الإصابة 6 / 313 ، وكان حفارا لقبور المهاجرين * تاريخ الطبري 2 / 451 . ( 3 ) سنن الترمذي 3 / 221 ، طبعة دار التربية لدول الخليج . ‹ هامش ص 114 › ( 1 ) سنن الترمذي 3 / 222 ح 2958 - 4027 ، سنن ابن ماجة ص 102 طبع مكتب التربية لدول الخليج . ( 2 ) سنن الترمذي 3 / 222 . ‹ هامش ص 115 › ( 1 ) سنن مسلم 4 / 1866 ح 2401 ، 2402 طبع دار إحياء التراث العربي ، تحقيق عبد الباقي . ‹ هامش ص 116 › ( 1 ) سنن مسلم 4 / 1867 ، ح 2403 طبع دار إحياء التراث العربي ، سنن الترمذي 3 / 211 ح 2927 - 3976 . ( 2 ) سنن الترمذي 3 / 210 ، ح 2924 - 3972 طبع مكتب التربية العربي لدول الخليج . ‹ هامش ص 117 › ( 1 ) أسد الغابة ، ابن الأثير 1 / 245 ، 1 / 197 . ( 2 ) أسد الغابة ، ابن الأثير 5 / 197 ، دار إحياء التراث العربي - بيروت . ( 3 ) تاريخ أبي زرعة ص 301 . ‹ هامش ص 118 › ( 1 ) تاريخ الطبري 3 / 165 طبعة الأعلمي - بيروت . ( 2 ) السنن الكبرى ، البيهقي 5 / 69 . ( 3 ) الكامل في التاريخ ، ابن الأثير 3 / 204 .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .




رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 12:32 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية