![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
#21 |
مشرف عام
![]() |
![]()
الدرس الثاني والعشرون : جواز التوسل عند الإمام الشوكاني
قال الإمام المحدث السلفي الشيخ محمد بن على الشوكاني في رسالته ( الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد ) : أما التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بأحد من خلقه في مطلب يطلب العبد من ربه فقد قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام : أنه لا يجوز التوسل إلى الله سبحانه وتعالى إلا بالنبي صلى الله عليه وسلم إن صح الحديث فيه . ولعله يشير إلى الحديث الذي أخرجه النسائي في سننه والترمذي وصححه ابن ماجه وغيرهم أن أعمى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث ، قال وللناس في معنى هذا قولان : أحدهما ك أن التوسل هو الذين ذكره عمر بن الخطاب لما قال : كنا إذا أجدبنا نتوسل بنبينا إليك فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا . هو في صحيح البخاري وغيره ، فقد ذكر عمر رضي الله عنه أنهم كانوا يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته في الاستسقاء ثم توسل بعمه العباس بعد موته وتوسلهم هو استسقاؤهم بحيث يدعو ويدعون معه فيكون هو وسيلتهم إلى الله تعالى والنبي صلى الله عليه وسلم كان في مثل هذا شافعا وداعيا لهم . والقول الثاني : أن التوسل به صلى الله عليه وسلم يكون في حياته وبعد موته وفي حضرته ومغيبه ، ولا يخفاك أنه ثبت التوسل به صلى الله عليه وسلم في حياته ، وثبت التوسل بغيره بعد موته بإجماع الصحابة إجماعا سكوتيا لعدم إنكار أحد منهم على عمر رضي الله عنه في توسله بالعباس رضي الله عنه ، وعندي : أنه لا وجه لتخصيص جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم كما زعمه الشيخ عز الدين بن عبد السلام لأمرين : الاول : ماعرفناك به من إجماع الصحابة رضي الله تعالى عنهم. والثاني : أن التوسل إلى الله بأهل الفضل والعلم هو في التحقيق توسل بأعمالهم الصالحة ومزاياهم الفاضلة إذ لا يكون فاضلا إلا بأعماله ، فإذا قال القائل : اللهم إني أتوسل إليك بالعالم الفلاني فهو بإعتبار ماقام به من العلم ، وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي حكى عن الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة أن كل واحد منهم توسل إلى الله بأعظم عمل عمله فارتفعت الصخرة ،فلو كان التوسل بالاعمال الفاضلة غير جائز أو كان شركا كما زعمه المتشددون في هذا الباب كابن عبد السلام ، ومن قال بقوله من أتباعه لم تحصل الاجابة لهم ولا سكت النبي صلى الله عليه وسلم عن إنكار مافعلوه بعد حكايته عنهم ، وبهذا تعلم أن مايورده المانعون من التوسل بالانبياء والصلحاء من نحو قوله تعالى : ( ومانعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )، ونحو قوله تعالى : ( فلا تدعوا مع الله أحدا ) ونحو قوله تعالى : ( له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشئ ) الاية ، ليس بوارد بل هو من الاستدلال على محل النزاع بما هو أجنبي عنه ، فإن قولهم : ومانعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ، مصرح بأنهم عبدوهم لذلك ، والمتوسل بالعلم مثلا لم يعبده بل علم أن له مزية عند الله بحمله العلم فتوسل به لذلك ، وكذلك قوله : ( فلا تدعوا مع الله أحدا ) فإنه نهى عن أن يدعي مع الله غيره كأن يقول بالله وبفلان ، والمتوسل بالعالم مثلا لم يدع إلا الله فإنما وقع منه التوسل عليه بعمل صالح عمله بعض عباده كما توسل الثلاثة الذين أنطبقت عليهم الصخرة بصالح أعمالهم ، وكذلك قوله تعالى : ( والذين يدعون من دونه ) الآية فإن هؤلاء دعوا من لايستجيب لهم ولم يدعوا ربهم الذي يستجيب لهم ، والمتوسل بالعالم مثلا لم يدع إلا الله ولم يدع غيره دونه ولا دعاء غيره معه ، فإذا عرفت هذا لم يخف عليك دفع مايورده المانعون للتوسل من الادلة الخارجة عن محل النزاع خروجا زائدا على ماذكرناه كإستدلالهم بقوله تعالى : ( وماأدراك ما يوم الدين ، ثم ماأدراك ما يوم الدين ، يوم لاتملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله ) . فإن هذه الاية الشريفة ليست فيها دلالة إلا أنه تعالى هو المنفرد بالأمر في يوم الدين وأنه ليس لغيره من الأمر شئ ، والمتوسل بنبي من الانبياء أو عالم من العلماء هو لا يعتقد أن لمن توسل به مشاركة لله جل جلاله في أمر يوم الدين ، ومن أعتقد هذا لعبد من العباد سواء كان نبيا أو غير نبي فهو في ضلال مبين ، وهكذا الاستدلال على منع التوسل بقوله : ( ليس لك من الأمر شئ )( قل لاأملك لنفسي ضرا ولا نفعا ) فإن هاتين الآيتين مصرحتان بأنه ليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أمر الله شئ وأنه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فكيف يملك لغيره ، وليس فيها منع التوسل أو بغيره من الانبياء أو الأولياء أو العلماء ، وقد جعل الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم المقام المحمود مقام الشفاعة العظمى وأرشد الخلق إلى أن يسألوه ذلك ويطلبوه منه ، وقال له : سل تعطى واشفع تشفع ، وقيل ذلك في كتابه العزيز أن الشفاعة لا تكون إلا بإذنه ولا تكون إلا لمن ارتضى ، وهكذا الاستدلال على منع التوسل بقوله صلى الله عليه وسلم لما نزل قوله تعالى : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) : يافلان بن فلان لاأملك لك من الله شيئا ، يافلانه بنت فلان لا أملك لك من الله شيئا ، فإن هذا ليس فيها التصريح بأنه صلى الله عليه وسلم لا يستطيع نفع من أراد الله ضره ولا ضر من أراد الله تعالى نفعه ، وأنه لا يملك لأحد من قرابته فضلا عن غيرهم شيئا من الله ، وهذا معلوم لكل مسلم وليس فيه أنه لا يتوسل به إلى الله فإن ذلك هو طلب الأمر ممن له الأمر والنهي ، وإنما أراد الطالب أن يقدم بين يدي طلبه مايكون سببا للإجابة ممن هو المنفرد بالعطاء والمنع وهو مالك يوم الدين . أنتهى كلام الشوكاني |
![]() |
![]() |
#22 |
مشرف عام
![]() |
![]()
الدرس الثالث والعشرون : الشيخ محمد بن عبد الوهاب يقول بجواز
التوسل سئل الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن قولهم في الاستسقاء : ( لابأس بالتوسل بالصالحين ) وقول أحمد : ( يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة مع قولهم : إنه لا يستغاث بمخلوق ) ؟ فقال : فالفرق ظاهر جدا وليس الكلام مما نحن فيه ، فكون بعض يرخص بالتوسل بالصالحين ، وبعضهم يخصه بالنبي صلى الله عليه وسلم وأكثر العلماء ينهى عن ذلك ويكرهه ، فهذه المسأله من مسائل الفقه ، وأن كان الصواب عندنا قول الجمهور من أنه مكروه ، فلا ننكر على من فعله ، ولا إنكار في مسائل الإجتهاد ، ولكن إنكارنا على من دعا لمخلوق أعظم مما يدعو الله تعالى ويقصد القبر يتضرع عند ضريح الشيخ عبد القادر أو غيره يطلب فيه تفريج الكربات وإغاثة اللهفات وإعطاء الرغبات ، فأين هذا ممن يدعو الله مخلصا له الدين لا يدعو مع الله أحدا ولكن يقول في دعائه : أسألك بنبيك أو بالمرسلين أو بعبادك الصالحين أو يقصد قبرا معروفا أو غيره يدعو عنده ، لكن لا يدعو إلا الله مخلصا له الدين فأين هذا ممانحن فيه . ( أنتهى من فتاوي الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب في مجموعة المؤلفات القسم الثالث ص 68 التي نشرتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في اسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ) . وهذا يدل على جواز التوسل عنده غاية مايرى أنه مكروه في رأيه عند الجمهور ، والمكروه ليس بحرام فضلا عن أن يكون بدعة أو شركا . |
![]() |
![]() |
#23 |
مشرف عام
![]() |
![]()
الدرس الرابع والعشرون : الشيخ محمد بن عبد الوهاب يتبرأ ممن
يكفر المتوسلين وقد جاء عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالته الموجهه لأهل القصيم الإستنكار الشديد على من نسب إليه تكفير المتوسل بالصالحين ، وقال : إن سليمان ابن سحيم إفترى علي أمورا لم أقلها ، ولم يأت أكثرها على بالي ، فمنها : أني أكفر من توسل بالصالحين ، وأني أكفر البوصيري لقوله : ياأكرم الخلق ، واني أحرق دلائل الخيرات . وجوابي عن هذه المسائل : أني أقول : سبحانك هذا بهتان عظيم . وجاء ايضا تأييد قوله هذا في رسالة أخرى بعثها إلى أهل المجمعة يقول فيها : إذا تبين هذا فالمسائل التي شنع بها ، منها ما هو البهتان الظاهر ، وهو قوله : أني أكفر من توسل بالصالحين ، وأني أكفر البوصيري إلى آخر ماقال ، ثم قال : وجوابي فيها أن أقول : سبحانك هذا بهتان عظيم . (أنظر الرساله الأولى والحادية عشرة من رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب القسم الخامس ص 12 وص 64 ) . |
![]() |
![]() |
#24 |
مشرف عام
![]() |
![]()
الدرس الخامس والعشرون : التوسل بآثاره صلى الله عليه وسلم
ثبت أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتبركون بآثاره صلى الله عليه وسلم وهذا التبرك ليس له إلا معنى واحد وهو التوسل بآثاره إلى الله تعالى لأن التوسل يقع على وجوه كثيرة لا على وجه واحد . أفتراهم يتوسلون بآثاره ولا يتوسلون به صلى الله عليه وسلم؟ هل يصح أن يتوسل بالفرع ولا يصح بالأصل ؟ هل يصح أن يتوسل بالأثر الذي ماشرف ولاعظم ولاكرم إلا بسب صاحبه محمد صلى الله عليه وسلم ثم يقول قائل : أنه لا يصح أن يتوسل به ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم . والنصوص الواردة في هذا الباب كثيرة جدا نقتصر على أشهرها ، فهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يحرص كل الحرص على أن يدفن بقرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة فيبعث ولده عبد الله ليستأذن السيدة عائشة رضي الله عنها في ذلك وإذا بالسيدة عائشة رضي الله عنها تعلن أنها كانت تريد هذا المكان لنفسها ، فتقول : كنت أريده لنفسي ولأوثرنه على نفسي فيذهب عبد الله ويبشر أباه بهذه البشارة العظيمة وإذا بعمر يقول : الحمد لله ماكان شئ أهم إلي من ذلك . وأنظر تفصيل القصة في البخاري فما معنى هذا الحرص من عمر وعائشة رضي الله عنهما ؟ ولماذا كان الدفن بقرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أهم شئ وأحب شئ إلى عمر ؟ ليس لذلك تفسير إلا التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته بالتبرك بالقرب منه . وهذه أم سليم تقطع فم القربة التي شرب منها رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنس فهو عندنا . وهؤلاء الصحابة يتسابقون لأخذ شعرة واحدة من شعر رأسه صلى الله عليه وسلم لما حلقه . وهذه أسماء بنت أبي بكر تحتفظ بجبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول : فنحن نغسلها للمرضى نستشفي بها . وهذا خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتفظ به بعده أبو بكر وعمر وعثمان ثم يسقط منه في البئر . وكل هذه الاحاديث ثابتة وصحيحة كما سنذكره في مبحث التبرك والذي نريد أن نقوله هو أننا نتساءل لماذا هذه المحافظة منهم رضي الله تعالى عنهم على آثار النبي صلى الله عليه وسلم . ( فم القربة ، الشعر ، العرق ، الجبة ، الخاتم ، المصلى ) فما مقصودهم من ذلك ؟ أهي ألذكرى مجرد الذكرى أم هي المحافظة على ألآثار التاريخية لوضعها في المتحف ؟ فإن كانت الأولى فلماذا يعتنون بها عند الدعاء والتوجه إلى الله إذا أصابهم البلاء أو المرض ؟ وإذا كانت الثانية فأين هذا المتحف ومن أين جاءتهم هذه الفكرة المبتدعة ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم . لم يبق إلا التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم للتوسل بها إلى الله تعالى في الدعاء لأن الله هو المعطي وهو المسؤول والكل عبيده وتحت أمره لا يملكون شيئا لأنفسهم فضلا عن غيرهم إلا بإذن الله سبحانه وتعالى . |
![]() |
![]() |
#25 |
مشرف عام
![]() |
![]()
]الدرس السادس والعشرون : التوسل بآثار الأنبياء عليهم السلام [/
u] قال تعالى : ( وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وهارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين ) الآية من سورة البقرة . قال الحافظ ابن كثير في التاريخ : قال ابن جرير عن هذا التابوت : وكانوا إذا قاتلوا أحدا من الأعداء يكون معهم تابوت الميثاق فكانوا ينصرون ببركته وبما جعل الله فيه من السكينة والبقية مما ترك آل موسى وآل هارون فلما كان في بعض حروبهم مع أهل غزة وعسقلان غلبوهم وقهروهم على أخذه فانتزعوه من أيديهم .أه قال ابن كثير : وقد كانوا ينصرون على أعدائهم بسببه وكان فيه طست من ذهب كان يغسل فيه صدور الأنبياء .أه ( البداية ج 2 ص 8 ) وقال ابن كثير في التفسير : كان فيه عصا موسى وعصا هارون ولوحان من التوراة وثياب هارون ، ومنهم من قال : العصا والنعلان أه ( تفسير ابن كثير ج 1 ص 313 ) وقال القرطبي : والتابوت كان من شأنه فيما ذكر أنه أنزله الله على آدم عليه السلام فكان عنده إلى أن وصل إلى يعقوب عليه السلام فكان في بني إسرائيل يغلبون به من قاتلهم حتى عصوا فغلبوا على التابوت غلبهم عليه العمالقة وسلبوا التابوت منهم اه . ( تفسير القرطبي ج3 ص247 ) وهذا في الحقيقة ليس إلا توسلا بآثار أولئك الأنبياء إذ لا معنى لتقديمهم التابوت بين أيديهم في حروبهم إلا ذلك والله سبحانه وتعالى راض عن ذلك بدليل أنه رده إليهم وجعله علامة وآية على صحة ملك طالوت ولم ينكر عليهم ذلك الفعل . |
![]() |
![]() |
#26 |
مشرف عام
![]() |
![]()
الدرس السابع والعشرون : توسل النبي صلى الله عليه وسلم بحقه وبحق الانبياء والصالحين
جاء في مناقب فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب أنها لما ماتت حفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لحدها بيده وأخرج ترابه بيده فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضجع فيه فقال : ( الله الذي يحي ويميت وهو حي لايموت اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين ، وكبر عليها أربعا وأدخلوها اللحد هو والعباس وأبو بكر الصديق رضي الله عنهم ) ...رواه الطبراني في الكبير والأوسط . وفيه روح بن صلاح وثقه ابن حبان والحاكم ، وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح .كذا بمجمع الزوائد ج 9 ص 257 واختلف بعضهم في ( روح بن صلاح ) أحد رواته ، ولكن ابن حبان ذكره في الثقات ، وقال الحاكم : ثقة مأمون ، وكلا الحافظين صحح الحديث ، وهكذا الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) ورجاله رجال الصحيح (1) ورواه كذلك ابن عبد البر عن ابن عباس ، وابن أبي شيبة عن جابر ، وأخرجه الديلمي وأبو نعيم ، فطرقه يشد بعضه بعضا بقوة وتحقيق (2) قال الشيخ الحافظ الغماري في إتحاف الأذكياء ص20 : وروح هذا ضعفه خفيف عند من ضعفه كما يستفاد من عباراتهم ، ولذا عبر الحافظ الهيثمي بما يفيد خفة الضعف كما لا يخفى على من مارس كتب الفن . فالحديث لا يقل عن رتبة الحسن بل هو على شرط ابن حبان صحيح . ونلاحظ هنا أيضا أن الأنبياء الذين توسل النبي صلى الله عليه وسلم بحقهم على الله في هذا الحديث وغيره قد ماتوا فثبت جواز التوسل إلى الله ( بالحق ) وبأهل الحق أحياء وموتى . --------------------------------------- (1) (1) فيه بيان وجه استنباط تصحيح الهيثمي للحديث ، وفي هذا غاية الإنصاف ورد ماتوهمه البعض من الإيهام في نسبة التصحيح إلى الهيثمي خصوصا وإن روح بن صلاح قد وثقه أبو حاتم ،وابن حبان ، وهو - يعني أبا حاتم - من الطبقة التي قال فيها الذهبي ( إذا وثق أحدهم شخصا فعض على قوله بناجذيك ) ، كما جاء في رسالته ( ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل ) المطبوعه بتحقيق الشيخ عبد الفتاح أبي غدة. فلا تناقض في النقل عن الهيثمي , وإنما التناقض في فهم المنتقد. (2) مقصوده أنهم رووا أصل القصة ، وهذا ليس بتدليس ، وذلك وارد من صنيع المحدثين في النقل والرواية ، كما يفعله أهل المستخرجات ، والبحث طويل ومفصل في كتب المصطلح خصوصا ، وقد بين المؤلف كلام الهيثمي في الحديث بقوله وفيه روح بن صلاح وبه يكون قد أبرأ ذمته منه ، أما قول بعضهم : أن الحديث وارد في الطرق الأخرى بغير زيادة الدعاء ، وهي لاتوجد إلا في هذه الرواية ، فهذا ليس بعلة ، لان الزيادة غير منكرة ولا غريبة ، فإن الدعاء بهذه الصيغة قد ورد في معناه أحاديث كثيرة كحديث عثمان بن حنيف الذي أجمع الحفاظ على صحته ، وحديث أبي سعيد الخدري ، وفيه ( بحق السائلين عليك الخ ) الذي ذكره الشيخ ابن تيمية في الكلم الطيب ، وحديث : ( أسألك بحق ممشاي ) الذي ذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب في آداب المشي إلى الصلاة وغير ذلك من الأحاديث التي فيها الدعاء بهذه الصيغة . |
![]() |
![]() |
#27 |
مشرف عام
![]() |
![]()
الدرس الثامن والعشرون : توسل النبي صلى الله عليه وسلم بحق السائلين
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من خرج من بيته إلى الصلاة ، فقال اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاى هذا فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة ، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك ، فأسألك أن تعيذني من النار ، وأن تغفر لي ذنوبي ، إنه لايغفر الذنوب إلا أنت ، أقبل الله بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك . قال المنذري في الترغيب والترهيب ج3 ص119 : رواه ابن ماجه بإسناد فيه مقال ، وحسنه شيخنا الحافظ أبو الحسن . وقال الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار ج1 ص272 : هذا حديث حسن ، أخرجه أحمد وابن خزيمة في كتاب التوحيد ، وأبو نعيم وابن السني. وقال العراقي في تخريج أحاديث الأحياء ج1 ص323 عن الحديث : بأنه حسن وقال الحافظ البوصيري في زوائد ابن ماجه المسمى بـ(مصباح الزجاجة ) ج1 ص98 : رواه ابن خزيمة في صحيحه . وقال الحافظ شرف الدين الدمياطي في المتجر الرابح ص471 : إسناده حسن إن شاء الله . وذكر العلامة المحقق المحدث علي بن يحي العلوي في رسالته اللطيفة هداية المتخبطين : أن الحافظ عبد الغني المقدسي حسن الحديث ، وقبله ابن أبي حاتم وبهذا يتبين لك أن هذا الحديث صححه وحسنه جملة من كبار حفاظ الحديث وأئمته وهم : ابن خزيمة ، والمنذري ، وشيخه أبو الحسن ، والعراقي ، والبوصيري ( غير البوصيري صاحب البردة ) وابن حجر وشرف الدين الدمياطي ، وعبد الغني المقدسي ، وابن أبي حاتم . فهل يبقى بعد قول هؤلاء كلام لمتكلم ، وهل يصح من عاقل أن يترك حكم هؤلاء الفحول من الرجال الحفاظ المتقنين إلى قول المتطفلين على موائد الحديث . ( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ) ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) ----------------------------------------- (1) حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ( اللهم إني أسألك بحق السائلين ) نقله الشيخ محمد بن عبدالوهاب في كتاب آداب المشي إلى الصلاة ، وحث على العمل به . |
![]() |
![]() |
#28 |
مشرف عام
![]() |
![]()
الدرس التاسع والعشرون : التوسل بقبر النبي صلى الله عليه وسلم
بإرشاد السيدة عائشة قال الإمام الحافظ الدارمي في كتابه السنن ( باب ماأكرم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بعد موته ) : حدثنا أبو النعمان حدثنا سعيد بن زيد حدثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال : قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة ، فقالت : انظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوا إلى السماء حتى لايكون بينه وبين السماء سقف ، قال ففعلوا ، فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الأبل ( تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق ، ومعنى كوا أي نافذه ) اه سنن الدارمي ج1 ص43 . فهذا توسل بقبره صلى الله عليه وسلم لا من حيث كونه قبرا ، بل من حيث ضم جسد أشرف المخلوقين وحبيب رب العالمين ، فتشرف بهذه المجاورة العظيمة واستحق بذلك المنقبة الكريمة . تخريج الحديث : أما أبو النعمان فهو محمد بن الفضل الملقب بعارم شيخ البخاري ، وقال الحافظ في التقريب عنه : - ثقة ثبت - تغير في آخر عمره . قلت : وهذا لايضره ولا يقدح في روايته لأن البخاري روى له في صحيحه أكثر من مائة حديث وبعد اختلاطه لم تحمل عنه رواية ، قاله الدارقطني ، ولا ينبئك مثل خبير . وقد رد الذهبي على ابن حبان قوله : ( بأنه وقع له احاديث منكرة ) فقال : ولم يقدر ابن حبان أن يسوق له حديثا منكرا فأين مازعم ؟ ( كذا في ميزان الأعتدال ج4 ص8 ) . وأما سعيد بن زيد فهو صدوق له أوهام ، وكذلك حال عمرو بن مالك النكري كما قال الحافظ ابن حجر عنهما في التقريب . وقد قرر العلماء بأن هذه الصيغة وهي : - صدوق يهم - من صيغ التوثيق لا من صيغ التضعيف ( كذا في تدريب الراوي ) . وأما أبو الجوزاء فهو أوس بن عبدالله الربعي وهو ثقة من رجال الصحيحين فهذا سند لا بأس به ، بل هو جيد عندي ، فقد قبل العلماء واستشهدوا بكثير من أمثاله وبمن هم أقل حالا من رجاله . |
![]() |
![]() |
#29 |
مشرف عام
![]() |
![]()
الدرس الثلاثون : السيدة عائشة وموقفها من قبر النبي صلى الله عليه وسلم
أما قول بعضهم : بأن هذا الأثر موقوف على عائشة وهي صحابية ، وعمل الصحابة ليس بحجة ، فالجواب هو أنه وإن كان رأيا لعائشة إلا أنها رضي الله عنها معروفة بغزارة العلم ، وفعلت ذلك في المدينة بين علماء الصحابة ، ويكفينا من هذه القصة أنها دليل على أن عائشة أم المؤمنين تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لازال بعد وفاته رحيما وشافعا لأمته وأن من زاره واستشفع به شفع له ، كما فعلت أم المؤمنين ، وليس هو من قبيل الشرك أو من وسائل الشرك كما يغلط به هؤلاء المكفرون المضللون ، فإن عائشة ومن شهدها لم يكونوا ممن يجهلون الشرك ولا مايمت إليه . فالقصة تدمغ هؤلاء وتثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم يهتم بأمته في قبره حتى بعد وفاته ، وقد ثبت أن أم المؤمنين عائشة قالت : كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأضع ثيابي ، وأقول إنما هو زوجي وأبي ، فلما دفن عمر معهما فوالله مادخلت إلا وأنا مشدودة حياء من عمر . رواه أحمد قال الحافظ الهيثمي : رجاله رجال الصحيح ( مجمع الزوائد ج8ص26 ) ورواه الحاكم في المستدرك ، وقال : صحيح على شرط الشيخين ، ولم يعترضه الذهبي بشئ ( ج4ص7 ) . ولم تعمل عائشة هذا باطلا بل هي تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه يعلمان من هو عند قبورهم . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ لما أرسله لليمن : فلعلك تمر بقبري ومسجدي ( رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات إلا يزيد لم يسمع من معاذ ) ( كذا في مجمع الزوائد ج 10 ص 55) فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء معاذ إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم باكيا وشاهده عمر بن الخطاب على هذا الحال وجرت بينهما هذه المحادثة كما رواها زيد بن اسلم عن أبيه قال : خرج عمر إلى المسجد فوجد معاذ بن جبل عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم يبكي ، قال : مايبكيك ؟ قال : حديث سمعته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : اليسير من الرياء شرك . قال الحاكم : صحيح ولا يعرف له علة ، ووافقه الذهبي فقال : صحيح ولا علة له ، ( كذا في المستدرك ج 1 ص 4 ) . وقال المنذري في الترغيب والترهيب : رواه ابن ماجة والبيهقي والحاكم وقال : صحيح لا علة له وأقره أعني المنذري ( ج 1 ص 32 ) |
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |