فطائر ومعجنات فكرية

الحياة ذو مراتب مختلفة. المرتبة الأولى هي الحياة النباتية والمرتبة الثانية هي الحياة الحيوانية. وبالطبع المرتبة الثالثة هي الحياة الإنسانية وهي أوسع نطاقا من أفعال الحيوان الغريزية. والآن حريّ بنا أن نتعرف على المرتبة الرابعة من الحياة والتي هي أوسع من مواهب الإنسان الأوّلية وهي هديّة الله إلى عباده الصالحين. إن القرآن يسمّي هذه الحياة الأفضل بالحياة الطيبة.

الإنسان بحاجة إلى المحبة. فمن يصوّر نفسه بغنى عنها، إمّا يريد أن يحفظ عزّة نفسه، وإما مغرور، وإما آيس من تلقّي الحبّ. فإذا اشتدّ نقص الحبّ في الإنسان وكان بحاجة شديدة إلى الحبّ، سيتقبّل المحبّة من كلّ أحد ويقع في مزالق، أما إذا كان مشبع من المحبّة، سوف لا يتقبّل المحبّة إلا من قبل الله وأوليائه.

إن صدقنا بأن كل امتحان نخضع له سيترك آثارا ونتائج أبدية وأننا سنعيش مع نتائج هذا الامتحان في الدنيا والآخرة أبدا، سوف لا نفوّت النجاح في أيّ امتحان. طبعا لا داعي للخوف والارتباك وإنّما علينا أن نستعين بالله، عندئذ سوف ننجح في الامتحانات إن شاء الله.

الواقعية تعصم الإنسان من التوهّم، ورؤية جميع مصاديق الواقع تنقذ الإنسان من الرعونة. والتحليل الصحيح للواقع يبلغ الإنسان إلى أوج الكمال.

السطحيون من الناس يتخذون الواقعية ذريعة للهروب من أحكام الدين التي لا تخلو بحسب الظاهر من التعقيد والمخاطرة، ولكن الدين هو عين النزعة إلى الواقع، ولكن إلى كل الواقع بأسره.

من أجل الالتزام بالدين، حسبنا أن نكون واقعيّين. إن الله هو أكبر واقع في عالم الوجود، ويوم القيامة غاية جميع الحقائق وأثبتُ واقعٍ في حياة الإنسان. ولكن طرق الوصول إلى مصاديق الواقع ورؤيتها ليست سواء.

عندما نكون واقعيّين، تحاصرنا الحقائق بشدّة من كل حدب وصوب وتمنعنا من اتباع الهوى. وهنا ينجم صفاء القلب ويتبلور الإيمان.

ليست الواقعية بكافية، بل يجب أن نرى من أي زاوية نرى الحقائق؟ إن زاوية رغباتنا وتوهّماتنا ليست بمحل مناسب لمشاهدة الواقع.

عندما يكون العشق والغرام مصحوبا بالواقعيّة، ولم يكن الجانب المرّ من واقع الحياة بضررنا في المدى البعيد، سنحصل على عشق عميق وخالد، وسنقوى على تحمّل الواقع المرّ في المدى القريب.

إن الجانب المرّ من واقع الحياة يزيد لعب الحياة جذابية ولا يسمح بسأم الإنسان في خضمّ الحياة. ولكن إذا ازدادت مصاعب الحياة يضجر الإنسان من أصل الحياة. عادة ما تشدّد أخطاؤنا مصاعب الحياة.