![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
[ تحريف القران 1 ]
عدم تحريف القرآن - السيد علي الميلاني - ص 15 – 21 ‹ صفحة 17 › تنبيهان الأول : نفي قصد التغلب في البحث العلمي قبل كل شئ ، لا بد من أن أذكركم بمطلب ينفعنا في هذا البحث وفي كل بحث من البحوث : دائما يجب أن يكون الذين يبحثون في موضوع من المواضيع العلمية ، وبعبارة أخرى : على كل مختلفين في مسألة ، سواء كان هناك عالمان يختلفان في مسألة ، أو فرقتان وطائفتان تختلفان في مسألة ، يجب أن يكونوا ملتفتين وواعين إلى نقطة ، وهي أن لا يكون القصد من البحث هو التغلب على الطرف الآخر بأي ثمن ، أن لا يحاولوا الغلبة على الخصم ولو على حساب الإسلام والقرآن ، دائما يجب أن يحدد الموضوع الذي يبحث عنه ، ويجب أن يكون الباحث ملتفتا إلى الآثار المترتبة على بحثه ، أو على الإعلان عن وجهة نظره في تلك المسألة . ‹ صفحة 18 › لاحظوا لو أن السني اتهم الطائفة الشيعية كلها بأنهم يقولون بنقصان القرآن ، فهذا خطأ إن لم يكن هناك تعصب ، إن لم يكن هناك عداء ، إن لم يكن هناك أغراض أخرى ، هذا خطأ في البحث . فيجب على الباحث أن يحدد موضوع بحثه ، فالتحريف بأي معنى ؟ قلنا : للتحريف معاني متعددة ، ثم إنك تنسب إلى طائفة بأجمعها إنهم يقولون بتحريف القرآن ، هل تقصد الشيعة كلها بجميع فرقها ، أو تقصد الشيعة الإمامية الاثني عشرية . لو قرأت كتاب منهاج السنة لرأيته يتهجم على الطائفة الشيعية بأجمعها وبجميع أشكالها وأقسامها وفرقها ، إذا سألته بأن هذه الأشياء التي تنسبها إلى الشيعة هم لا يقولون بها ، يقول : إنما قصدت الغلاة منهم ، إنك تسب الشيعة بأجمعها ، ثم عندما تعتذر تقول قصدت بعضهم ، هذا خطأ في البحث إن لم يكن غرض ، إن لم يكن مرض . إذن ، يجب أن يحدد البحث ، فتقول في الطائفة الشيعية الاثني ( 20 ) عشرية من يقول بتحريف القرآن بمعنى نقصان القرآن ، لا أن تقول إن الشيعة تقول بتحريف القرآن ، التحريف بمعنى النقصان ، ففي الشيعة من لا يقول بتحريف القرآن ، في الشيعة من لا يقول بنقصان القرآن ، في الشيعة من ينفي نقصان القرآن ، فكيف تنسب إلى كلهم ‹ صفحة 19 › هذا القول . فلو أن شيعيا أيضا بادر وانبرى للدفاع عن مذهبه ، وعن عقائده ، فاتهم السنة كلهم بأنهم يقولون بتحريف القرآن ، وبنقصانه ، إذن ، وقع وفاق بين الجانبين من حيث لا يشعرون على أن القرآن محرف وناقص ، وهذا مما ينتفع به أعداء الإسلام وأعداء القرآن . فلا يصح للشيعي أن ينسب إلى السني أو إلى السنة كلهم بأنهم يقولون بتحريف القرآن ونقصانه ، كما لا يصح للسني أن يطرح البحث هكذا . الثاني : طرح البحث تارة على صعيد الروايات وتارة على صعيد الأقوال في كل بحث ، تارة يطرح البحث على صعيد الروايات ، وتارة يطرح البحث على صعيد الأقوال ، وهذا فيه فرق كثير ، علينا أن ننتبه إلى أن الأقوال غير الروايات ، والروايات غير الأقوال ، فقد تكون هناك روايات وأصحاب المذهب الرواة لتلك الروايات لا يقولون بمضامينها ومداليلها ، وقد يكون هناك قول وروايات الطائفة المتفق عليها تنافي وتخالف ذلك القول . إذن ، يجب دائما أن يكون الإنسان على التفات بأنه كيف ‹ صفحة 20 › يطرح البحث ، وما هو بحثه ، وما هي الخطوط العامة للبحث ، وما هو الموضوع الذي يبحث عنه ، وكيف يريد البحث عن ذلك الموضوع ، هذا كله إذا كان الغرض أن يكون البحث موضوعيا ، أن يكون البحث علميا ، لا يكون فيه تهجم أو تعصب أو خروج عن الإنصاف . فالنقطة التي أؤكد عليها دائما هي : أن أبناء المذهب الواحد إذا اختلفوا في رأي ، عليهم أن يطرحوا البحث فيما بينهم بحيث لا ينتهي إلى الإضرار بالمذهب ، وأيضا الطائفتان من المسلمين ، إذا اختلفتا في رأي ، في قضية ، في مطلب ، عليهما أن يبحثا عن ذلك الموضوع بحيث لا يضر بالإسلام كله ، بحيث لا يضر القرآن كله . أيصح أنك إذا بحثت مع سني حول شئ من شؤون الخلافة مثلا ، وأراد أن يتغلب عليك فيضطر إلى إنكار عصمة النبي مثلا ، هذا ليس أسلوب البحث ، هذا غرض من الباحث ، وقد شاهدناه كثيرا في بحوث القوم ، وهذا من جملة نقاط الضعف المهمة الكبيرة عندهم ، إنهم إذا تورطوا ، وخافوا من الإفحام ، نفوا شيئا مما لا يجوز نفيه ، أو أنكروا أصلا مسلما من أصول الإسلام . وعلى كل حال ، فهذه أمور أحببت أن أذكركم بها ، لأنها تفيد دائما ، وفي بحثنا أيضا مفيدة جدا . ‹ صفحة 21 › لا يمكن أن ننسب إلى السنة كلهم أنهم يقولون بنقصان القرآن ، هذا لا يجوز ، كما لا يجوز للسني أن ينسب إلى الطائفة الشيعية الاثني عشرية أنها تقول بنقصان القرآن ، هذا لا يجوز . ثم على كل باحث أن يفصل بين الروايات ، وبين الأقوال ، وهذا شئ مهم جدا ، ففي مسألة تحريف القرآن بمعنى النقصان ، تارة نبحث عن الموضوع على صعيد الروايات ، وتارة نبحث عن الموضوع على صعيد الأقوال ، والروايات والأقوال تارة عند السنة ، وتارة عند الشيعة الإمامية الاثني عشرية . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |