![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
الإيمان يخرج الإنسان من وحشة الوحدة
الإيمان يخرج الإنسان من وحشة الوحدة ويجعل الله أنيسه ومونسه. الإيمان بالله يقرّب إليك أرحم موجود في العالم. الإيمان بالله الرحمن الرحيم يؤدي إلى نتائج عجيبة. فإذا بحثت عن أيّ شيء سوى الإيمان تُحرَم من حلاوة الإيمان. فحلاوة الإيمان ليس بحلاوة إلى جانب باقي أنواع الحلاوة في العالم. فمن ذاق لذة الإيمان وحلاوته، لا يبقي مجالا لباقي اللذائذ الحلوة بعد. ولهذا عندما كان الناس يهتفون في حسينيّة جماران ويفدون أرواحهم له، ما كان الإمام يشعر بلذة من تلك المشاعر. إذ كان الإمام قد التذّ بالإيمان بالله لذّة لا تقاس بحلاوتها شيء، إذ لا تقاس محبّة الله بمحبة الناس. كان السيد الإمام(ره) قد بالغ بمجاهدة نفسه وترك الشهوات والملذّات فنال لذّة الإيمان. على أساس حديث رسول الله(ص)، من كان همّه نيل اللذات والشهوات، لن ينال لذة الإيمان، فما بالك بمن تعلّق بهذه اللذات وراح يركض وراءها. ثم لا تقتصر اللذة والشهوة، بالشهوات الجنسية، بل تعمّ جميع مشتهيات الإنسان، بعضها سلبية كالغضب الذي تطرد به شيئا ما، وبعضها إيجابية تنجذب بها إلى منفعة ما. لقد حبّب الله الإيمان في قلوب المؤمنين وزيّنه في قلوبهم، فأصبح ذا جمال وجذابيّة تسحر الإنسان. فقد قال الله سبحانه: (وَ لکِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَیْکُمُ الْإِیمانَ وَ زَیَّنَهُ فِی قُلُوبِکُمْ)[الحجرات/7]. إيمان المرء يجعله قريبا من الله ويحيط الله بهذه الإنسان بعد الإيمان لكي لا يشعر بالوحشة. ولهذا يقول: ( نَحنُ أَقرَبُ الیهِ مِنْ حَبْلِ الوَرید)[ق/16] ويقول في آية أخرى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ)[الحديد/4]. وكذلك يقول: (أَيْنَمَا تُوَلُّوْا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ)[البقرة/115]. فلا إمكان لإنسان أن يحيط بك ويخفف من وحشتك، بل الله هو القادر على الاحاطة بك. ولا يقدر الإنسان أن يعيش وحيدا ولا يستطيع أحد أن يخرجك من وحدتك مثل الله سبحانه. إذا ذاق الإنسان حلاوة الإيمان وأصبح الإيمان محبوبا لديه، حينئذ ينفر من الكفر والفسوق والعصيان. وكذلك يشمئز من الإيمان بما سوى الله والعمل القبيح. فإذا أدرك الإنسان قبح الذنوب وتنفّر منها، عند ذلك يحصل على مهجة جيدة لمناجاة الله سبحانه، إذ سوف يعرف مدى قباحة الذنب ودناءته، وسوف يستغفر الله ويناجيه من كل قلبه. في سبيل أن يذوق الإنسان حلاوة الإيمان، لابدّ له من تحمل العناء والابتعاد عن السيئات عبر جهاد النفس. فقد قال أمير المؤمنين(ع): «صَابِرُوا أَنْفُسَکُمْ عَلَى فِعْلِ الطَّاعَاتِ وَ صُونُوهَا عَنْ دَنَسِ السَّیِّئَاتِ تَجِدُوا حَلَاوَةَ الْإِیمَان»[غرر الحكم/الحديث81] يحصل الإيمان والعلاقة بالله بالعناء والشدائد لا عبر درس أصول العقائد. طبعا إن درس أصول العقائد جيّد، ولكن من أجل الإجابة عن شبهات العدوّ. يعني إذا أراد العدوّ أن يسلبك عقائدك وإيمانك، هنا يأتي دور دروس العقائد والأبحاث العقلية والكلامية. لابدّ للإنسان أن يتعرف على نفسه بشكل جيّد ولا يتحمل عناء لا فائدة فيه. إذ أحيانا يعاني الإنسان ويتحمّل الشدائد ولكنها معاناة بلا جدوى لا ترفع مقامه ولا تذيقه حلاوة الإيمان. أحد الأسباب هي أنه عندما كان يعاني من بعض المشاكل والمصائب كان بصدد التعويض عن معاناته. كبعض المتظاهرين بالتقوى الذين يراعون مقتضيات الزهد والتقوى في سبيل أن يجدوا فرصة للتعويض عن كل الأتعاب التي تحملوها في هذا المسار. فمثل هؤلاء لن يجدوا حلاوة الإيمان مهما تحملوا العناء، لأنهم بصدد العثور على فرصة يعوضوا فيها عن كل الشدائد والصعاب التي تحملوها، وفي الواقع قد تحمّلوا كل هذه المعاناة في سبيل الفوز براحة أكبر في هذه الدنيا. فعلى سبيل المثال من يعفّ عن الشهوات في سبيل أن يصل إلى جاه ومقام في هذه الدنيا، فإنه لا يذوق حلاوة الإيمان. ومثل هؤلاء الناس ينطبق عليهم قوله تعالى: (خَسِرَ الدُّنْيا وَ الْآخِرَة)[الحج/11]. إن شهوة الجاه والمقام تمنع حلاوة الإيمان من أن تدخل في القلب. ولعلّ أحد أسباب توفيق بعض الفسقة ورؤساء العصابات للتوبة والهداية هي أنهم يعرفون ماضيهم وملفّ أعمالهم جيدا فلا يطمعون في نيل الجاه والشأن الرفيع في هذه الدنيا عبر الحصول على المقامات العرفانيّة. فمن أجل أن يذيقنا الله حلاوة الإيمان، لابدّ أن نتحمل المعاناة والمصاعب بصدق، لا من أجل نيل غيرها من الشهوات. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ![]() |
![]() |
#2 |
موالي فعال
![]() |
![]() إليك ملخص الجلسة الرابعة عشر من سلسلة محاضرات سماحة الشيخ بناهيان في موضوع «الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني» حيث ألقاها في ليالي شهر رمضان المبارك عام 1434هـ. في مسجد الإمام الصادق(ع) في مدينة طهران. إن جهاد النفس عملية معقدة جدا، لأن النفس تحتال على الإنسان إن طريقنا الوحيد إلى الكمال هو مخالفة الأهواء والشهوات ولكن ليس مطلق الأهواء وجميع الشهوات. فلا ينبغي أن نجاهد جميع أهواءنا بشكل مطلق، بل لابدّ أن نجاهدها ضمن برنامج. فإن البرنامج المتمركز والاجتناب عن التكثّر المضر ضرورة لازمة في مسار جهاد النفس. إن عملية جهاد النفس معقّدة جدا، لأن النفس تحتال على الإنسان. حتى بإمكان النفس أن تستغل الدين لصالحها. ما الداعي إلى الاهتمام بالعناء/ «الفرار من العناء» أهمّ عوامل ترك جهاد النفس السبب في الاهتمام بالعناء إلى جانب الاهتمام بجهاد النفس هو أنه لأننا بصدد الالتفات إلى الطريق الأصلي في الرشد والكمال، فلابدّ لنا من جهاد النفس وإن جهاد النفس هو عملنا الرئيس في هذه الدنيا. ثم إن أهمّ عامل أو العامل الوحيد الذي يدعونا للفرار من جهاد النفس هو نزعة الفرار من العناء. إذن فلابدّ من الحديث عن العناء لكي نقنع أنفسنا على تحمّل العناء وعدم الفرار منه. لماذا لا نسمع نصائح الصالحين في موضوع جهاد النفس؟ ولماذا لا نهتمّ كثيرا وبشكل صحيح بآيات الجنة والنار؟ لأننا لا نودّ المحن والمعاناة. إذن تكمن مشكلة أغلب الناس في قضية العناء. ليس الخوف من العناء بخوف محمود وحتى ينبغي لنا أن نطلب بعض مصاديق العناء. العناء شيء عابر ثم تتبعه راحة ومسرّة طويلة خوف الإنسان من العناء يدعوه إلى الفرار من جهاد النفس وباقي الفضائل، ولذلك فلابد من تحديد موقفنا تجاه العناء وأسلوب تعاملنا معه. إن العناء شيء عابر ثم تتبعه راحة ومسرّة طويلة. كما قال أمير المؤمنين(ع) في وصف المتقين: «صَبَرُوا أَیَّاماً قَصِیرَةً أَعْقَبَتْهُمْ رَاحَةً طَوِیلَة» [نهج البلاغة/ الخطبة193]. من لم يحلّ لنفسه قضية العناء، تخدعه نفسه حتى بأدلة دينية بحسب الظاهر يتمثل العناء بترك اللذات تارة، ويتمثل بآلام ومحن تارة أخرى. فإذا لم نحلّ مشكلتنا مع هذين النوعين من العناء، نواجه مشكلتين: المشكلة الأولى التي تظهر في بداية المطاف وتبقى معنا هي أنه إذا كان قلبك يطلب الراحة، تخدعك نفسك دائما. وإذا كنت غير خاضع للعناء، فتصنع نفسُك دائما ذرائع وحجج جميلة من الآيات والروايات للفرار من الدين والركون إلى الدعة، لأنها نفس أمارة بالسوء. (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوء)ِ[یوسف/53]. السبب الرئيس في انخداع الإنسان بالذرائع المصبوبة في قالب ديني هو أننا لم نجتث خفايا جذور طلب الراحة ولم نحلّ لأنفسنا قضية العناء. فإن لم يكن الإنسان قد حلّ موضوع العناء وطلب الراحة والدعة لنفسه، تخدعه نفسه في بداية المطاف. كيف استطاع المجاهدون أن يطووا طريق مئة عام في ليلة واحدة؟ لماذا قد استطاع المجاهدون في سبيل الله أن ينالوا مقاما بحيث قد اجتازوا مسيرة مئة عام في ليلة واحدة؟ لأنهم قد وطّنوا أنفسهم على تحمل عناء الموت وقبلوا بذلك، وبذلك حصلوا على نورانية رائعة. فكان موضوع العناء محلولا لدى المجاهدين في سبيل الله. فإذا لم تكن قد وطّنت نفسك على موضوع العناء، تخدعك نفسك من حيث لا تشعر. فعلى سبيل المثال إن غضبت في موقف ما ولم تقدر على تحمّل عناء «سوء معاملة الآخرين» وغضبت عليه أو شتمته، هنا تطمئنك نفسك أن: «کان یستحق هذه المعاملة ولا عليك من تقصير!» أما حلّ موضوع العناء، يعينك على أن لا تنخدع عند مواجهة هذه المعاناة بل تبتهج بتحملها.
يتبع إن شاء الله... |
![]() ![]() |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |