![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
الاهتمام الإلهي العظيم بقضية الحسين عليه السلام وانتقام اللـه عز وجل له وإخبار الرسول صلى اللـه عليه وآله وسلم عن قتله وبكاؤه لمقتله
تواترت الروايات من طرق أهل السنة بإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن مقتل الحسين عليه السلام، وبكائه عدة مرات لمقتله، ورؤيته لتربته. فقد روى أحمد بن حنبل في مسنده (عن عبد الله بن نجي عن أبيه، أنه سار مع علي رضي الله عنه ـ وكان صاحب مطهرته ـ، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين، فنادى علي: اصبر أبا عبد الله اصبر أبا عبد الله بشط الفرات، قلت: وما ذاك؟ قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وإذا عيناه تذرفان، قلت: يا نبي الله أغضبك أحد، ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: بل قام من عندي جبريل عليه السلام، قيل: فحدثني أن الحسين يُقتَل بشط الفرات، قال: فقال: هل لك إلِى أن أشمك من تربته؟ قلت: نعم، قال: فمَد يده، فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عينَي أن فاضتا) (1). ____________ (1) أحمد بن حنبل: المسند ـ ج1 ص137. ________________________________________ الصفحة 24 ________________________________________ قال الهيثمي: (رواه أحمد وأبو يَعلَى والبزار والطبَرانِي، ورجاله ثقات، ولَم ينفرد نجي بِهذا) (1). وعن أم المؤمنين عائشة (أن الحسين بن علي دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا عائشة ألا أعجبك، لقد دخل علَي مَلَك آنفًا ما دخل علَي قط، فقال: إن ابنِي هذا مقتول، وقال: إن شئت أريتك تربة يُقتَل فيها، فتناول الملَك بيده، فأرانِي تربة حمراء) (2). وروى الطبَرانِي عن عبد الله بن عباس قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم بنصف النهار أشعث أغبَر، بيده قارورة فيها دم، فقلت: بأبِي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا؟ فقال: دم الحسين وأصحابه، لَم أزل ألتقطه منذ اليوم، فوُجِد قد قُتِل يومئذ) (3). قال الهيثمي معلِّقًا عليه: (رواه أحمد والطبَرانِي، ورجال أحمد رجال الصحيح) (4). وعن أم سلمة قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا ____________ (1) الهيثمي: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ـ ج9 ص190. (2) الطبراني: المعجم الكبير ـ ج3 ص107. (3) نفس المصدر: ج3 ص110. (4) الهيثمي: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ـ ج9 ص192. ________________________________________ الصفحة 25 ________________________________________ ذات يوم في بيتِي، فقال: لا يدخل علَي أحد، فانتظرت، فدخل الحسين رضي الله عنه، فسمعت نشيج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي، فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي صلى الله عليه وسلم يَمسح جبينه وهو يبكي، فقلت: والله ما علمت حين دخل، فقال: إن جبريل عليه السلام كان معنا في البيت، فقال: تحبه؟ قلت: أما مِن الدنيا فنَعم، قال: إن أمَّتك ستقتل هذا بأرض يُقال لَها كربلاء، فتناول جبريل عليه السلام مِن تربتها، فأراها النبي صلى الله عليه وسلم..) (1). وعلَّق عليه الهيثمي قائلاً: (رواه الطبَرانِي بأسانيد، ورجال أحدها ثقات) (2). قال السيوطي: (أخرج الحاكم والبيهقي، عن أم الفضل بنت الحارث قالت: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا بالحسين، فوضعته في حجره، ثم خانت مني التفاتة، فإذا عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تهريقان من الدموع، فقال: أتانِي جبريل فأخبَرنِي أن أمتي ستقتل ابني هذا وأتانِي بتربة من تربته حمراء) (3). وهناك العديد من الأحاديث الصحيحة التي تعتبِر قتل الحسين عليه السلام ____________ (1) الطبراني: المعجم الكبير ـ ج3 ص109. (2) الهيثمي: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ـ ج9 ص192. (3) السيوطي: الخصائص الكبرى ـ ج2 ص212. ________________________________________ الصفحة 26 ________________________________________ جريمة أعظم من قتل النبي يَحيى بن زكريا عليهما السلام، وتوضح هذه الأحاديث أن هناك اهتمامًا بالغًا من قِبَل الله عز وجل بِهذه الجريمة، وأن الله تعالى سينتقم لِمقتل الحسين عليه السلام. روى الحاكم في مستدركه ـ بعدة طرق ـ عن عبد الله بن عباس قال: (أوحى الله تعالى إلى مُحمد صلى الله عليه وسلم: إنِي قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفًا، وإنِي قاتل بابن ابنتك سبعين ألفًا وسبعين ألفًا) (1). قال الحاكم النيسابوري: (هذا حديث صحيح الإسناد ولَم يُخرجاه) (2). وأقرَّ الذهبي بصحته في التلخيص وقال: (على شرط مسلم) (3). أقول: هذه نماذج لبعض الأحاديث المعتبَرة والمروية في مصادر أهل السنة، كلها تشير إلى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أخبَر بِمقتل الحسين عليه السلام، وبكى لِمقتله مرارًا، كما تدل دلالة واضحة على الاعتناء الإلَهي العظيم بِهذه الجريمة، وانتقام الله تبارك وتعالى لَها. على أن مِمَّا أطبق عليه المؤرخون، هو أن الحسين عليه السلام كان يعلم ____________ (1) الحاكم النيسابوري: المستدرك على الصحيحين ـ ج3 ص196. وانظر السيوطي: الخصائص الكبرى ج2 ص214. (2) نفس المصدر: ج3 ص196. (3) نفس المصدر: ج3 ص195. ________________________________________ الصفحة 27 ________________________________________ بأنه سيُقتَل، فقد روى ابن الأثير أن الحسين عليه السلام كان يقول: (والله لا يدَعونِي حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفِي..) (1). وعن عمرة بنت عبد الرحمن قالت: (أشهد لَسمعت عائشة تقول إنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يُقتَل الحسين بأرض بابل "، فلما قرأ ـ أي الحسين عليه السلام ـ كتابَها قال: فلا بُد لِي إذًا مِن مصرعي، ومضى) (2). وروى ابن كثير قول الحسين عليه السلام للفرزدق: (لو لَم أعجِّل لأخِذت) (3)، وقوله عليه السلام أيضًا: (والله لتعتدن علَي كما اعتدت بنو إسرائيل في السبت) (4). وجاء في تاريخ ابن الأثير أن الحسين عليه السلام قال: (لو كنت في حجر هامة مِن هذه الهوام لاستخرجونِي حتى يقضوا بِي حاجتهم، والله لَيعتدَن علَي كما اعتدت اليهود في السبت) (5)، وقال عليه السلام: (ولا أراهم إلا قاتلي) (6). ____________ (1) ابن الأثير: الكامل في التاريخ ـ ج3 ص401. وانظر ابن كثير: البداية والنهاية ـ ج8 ص135. وأيضًا الطبري: تاريخ الأمم والملوك ـ ج3 ص300. (2) ابن كثير: البداية والنهاية ـ ج8 ص135. (3) نفس المصدر: ج8 ص134. وانظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك ـ ج3 ص296. (4) نفس المصدر: ج8 ص135. (5) ابن الأثير: الكامل في التاريخ ـ ج3 ص400. وانظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك ـ ج3 ص296. (6) ابن كثير: البداية والنهاية ـ ج8 ص135. ________________________________________ الصفحة 28 ________________________________________ قال السيوطي: (وأخرج الحاكم، عن ابن عباس قال: ما كنا نشك وأهل البيت متوافرون أن الحسين يُقتل بالطف) (1). أقول: هذا بعض ما جاء في كتب أهل السنة المعتبَرة من روايات صحيحة، ذكرناها ليعرف الشيخ عثمان الخميس ـ ومن لفَّ لفَّه واحتطب بِحبله ـ أن البكاء على الحسين عليه السلام سُنة سنَّها سيد البشر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن مقتله عليه السلام أمرٌ اعتنت به السماء واهتم به الباري جل شأنه. وملخَّص ما تقدم من الروايات: ( 1 ) أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أخبَر عن قتل الحسين عليه السلام وبكى لِمقتله مرات عديدة ورأى تربته. ( 2 ) أن هناك اهتمامًا إلَهيًّا كبيرًا بجريمة قتل الحسين عليه السلام. ( 3 ) أن هذه الجريمة أعظم عند الله تبارك وتعالى مِن جريمة قتل النبي يحيى عليه السلام. ( 4 ) أن الله جل وعلا أخبَر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه سينتقم لجريمة قتل الحسين عليه السلام. ( 5 ) أن الحسين عليه السلام كان يَعلم ـ عن طريق جدِّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ بأنه سوف يُقتَل. ____________ (1) السيوطي: الخصائص الكبرى ـ ج2 ص213. |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |