هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التقنيات الحديثة لعمليا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 381 ]       »     دورة : المهارات القيادية والإش... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 300 ]       »     دورة : تسويق الخدمات المالية [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 282 ]       »     دورة : إدارة المستشفيات والمرا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 304 ]       »     Trendole متجرك الإلكتروني [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 426 ]       »     حدود الاستفزاز المتعمد واستدرا... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 548 ]       »     دورة : مقدمة في هندسة الجودة [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 494 ]       »     دورة : إدارة الخدمات اللوجستية [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 535 ]       »     دورة : التسويقات الجردية والأخ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 528 ]       »     دورة : الهندسة الإكلينيكية [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 509 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات


العودة   :: منتديات ثار الله الإسلامي :: > الاقسام الاجتماعية > منتدى المرأة

يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 01-29-2015, 01:27 PM
الرحيق المختوم
موالي فعال
الرحيق المختوم غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1154
 تاريخ التسجيل : Jan 2015
 فترة الأقامة : 3845 يوم
 أخر زيارة : 06-22-2017 (11:03 AM)
 المشاركات : 406 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الأبعاد الثلاثة للعلاقة الزوجية 4



إن ما يلي أيها القارئ العزيز تكملة لموضوع البعد العرفاني للزواج. كان المفروض أن ينشر في محله وقبل البعد العاطفي، ولكن حدث خطأ وصار ما صار فأرجوا المعذرة والمسامحة.

الزواج آية إلهية

علاقة الزواج بهدف الخلقة

لم يخفَ عنّا نوعا ما الهدفُ الرئيس من خلق الله سبحانه للعالم و الإنسان. إذ نعلم بأنّ الله تعالى خلق كل هذا الكون لأجلنا و خلقنا لأجله. طبعا ليس المقصود "خلقنا لأجله" هو أنه ينتفع بخلقنا ، بل معنى ذلك هو أن ننتفع به نحن و نحصل منه على اللذة. إن فلسفة عيشنا فترة من الزمن في هذا العالم ثم ذهابنا إلى عالم آخر، هي لكي نتلقّى في هذا العالم استيعابية و قابلية لازمة تمكّننا من أن نحصل بها على اللذة الكاملة من القرب الإلهي، و نفهم حينئذ أنه عزّ وجلّ ألذّ لذات العالم، لكن لا كاللذات المادية التي نحصل عليها تارة من الشراب و تارة من النظر أو قد نحصل عليها من الشمّ أو الأكل.
فالهدف من خلقنا هو السير في هذا العالم لنصل بعدها إلى لقاء الله جلّ وعلا. فلابد أن نحصل على الاستيعابية اللازمة لذلك حتى نحصل من هذا اللقاء على اللذة الكاملة. اللذة التي هي أصل كل نعمة للإنسان و تبقى خالدة إلى الأبد. أي أنها تبقى مليارات و مليارات السنين. فكلما نظرنا إلى الله سبحانه بقلوبنا، ألفينا هذه النظرة أجد من سابقاتها. و الجنة و الرضوان الإلهي و باقي النعم الإلهية هي كلّها مثل الفندق الذي يحل به الزوار في مشهد مثلا أو أيّ مكان آخر. فالزائر يحتاج إلى محلّ للسكن كما يحتاج إلى الأطعمة و الأشربة و ما شابه ذلك، بيد أن الهدف الأصلي لهذا المسافر هي الزيارة؛ و نسبة جمال الفندق من غيره لا يهمّ كثيرا لأنه ليس من الأمور المصيرية. فالله سبحانه قد خلقنا لنحصل على اللذة الكاملة بقربه. قد يطرأ هذا التساؤل في أذهاننا، و هو هل لله لذة؟ قد تجيب أذهاننا في الوهلة الأولى بأن النعم الإلهية هي التي نلتذ بها. ولكن لابد من القول هنا بأن الله سبحانه الخالق لأجمل لذة في العالم و أحلاها. ألا يكون هو أجمل و أحلى من غيره؟! فلا محاص من القبول بأن الله الخالق لأجمل الورود في العالم لابد أن يكون أجمل من كل الورود. و الله الخالق لأرقى عطور العالم لابد أن يكون أكثرها رقيا و عطرا. و الله الخالق لأروع قمة في العالم لابد أن يكون أعظم و أروع من كل عظيم و رائع.
لنضرب مثالا آخرا نقرّب به المعنى: فالله الذي أودع في العلاقة بين المرأة و الرجل نوعا من الهيجان و نوعا من العاطفة و الأحاسيس و نوعا من السكينة و اللذة، كيف لا يكون اللقاء به أكثر هيجانا و أكثر إثارة للعواطف و الأحاسيس؟ و كيف لا نحصل من هذا اللقاء على أسمى سكينة و لذة؟ فأصل كلّ هذه المعاني و التصورات و مصداقها الكامل و التام هو الله سبحانه. و أصل كلّ عالم الوجود، هو الله سبحانه. فنحن عندما نشرب الماء في لهوة العطش في حر الصيف و نشعر بلذة الماء و طراوته، لنعلم أن طراوة الله لايمكن قياسها بالماء العذب البارد في الصيف الحار.
فمن أصل الهدف من خلق الإنسان نعلم بأن الملائكة ليس بوسعها الحصول على اللذة من القرب الإلهي كالانسان. لأنها لاتستطيع أن تتّجه إلى الله تعالى بحرية كالانسان. و لايمكنها أن تولد مزيداً من القيم مثله. تلك القيم التي تعطيه سعة وجودية لايسعه الحصول على اللذة اللامتناهية من القرب الإلهي بدونها. بل ولايمكنه بدونها حتى لقاء الله. كمن كان مع موسى بن عمران (عليه السلام) و قالوا له " لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة "[1] فأجابهم موسى لاطاقة لكم على ذلك -أي لا تملكون السعة الوجودية اللازمة- فعندما أصروا على ذلك و ادّعوا إمكان الرؤية، تجلى الله للجبل فجعله دكّا " فلما تجلّى ربّه للجبل جعله دكّا ..."[2] فماتوا جميعهم؛ ثم احتيوا بدعاء موسى (عليه السلام).

أولا : كل أجزاء العالم، يمكن وصفها على أساس هدف الخلقة

لابد من التوسع في مقدمة هذا البحث على نحوين. أولا إن جميع أجزاء العالم الذي خلق لأجلنا لايمكن وصفها إلا من خلال هذا الهدف. فخصوصيات مرحلة الشباب و خصوصيات العلاقة بين المرأة و الرجل و خصائص الزواج و محصلات الإنجاب و خصائص مرحلة الهرم و ... كلها مصمّمة و منظّمة لأجل تمهيد طريق تحقيق هذا الهدف.
قد يتصوّر البعض بأن الله خلقنا أولا ثم بدأ يفكر ماذا يفعل بنا ثم قال في نفسه لابد أن يتزاوجوا فيما بينهم؛ فلاحيلة غير هذا! فقال لهم اذهبوا و تزاوجوا فيما بينكم ثم تعالوا بعدها لأنظر ماذا أفعل بكم !!! كلا، فالزواج أيضا قد صممه الله و نظّمه على أساس الهدف من خلقنا. فكل أجزاء العالم لها ارتباط وثيق بهذا الهدف.
لماذا نحمل نحن البشر العاطفة و الأحاسيس؟ و لماذا نختلف عن باقي الموجودات؟ و لماذا ننجب الأولاد؟ و لماذا تتبدل كثير من أحاسيسنا و عواطفنا عند الكبر؟ ولماذا نفهم ما حوالينا بالتدريج؟ كل هذه الأمور المطروحة في هذه التساؤلات و غيرها قد أوجدها الله سبحانه على أساس الهدف من الخلقة.
تذكروا هذه الآية (وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ في‏ ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون‏)[3] ما معنى آيات الله؟ آيات الله تعني الدليل على معرفة الله سبحانه. فأراد الله أن يقول بهذه الآية: أريد أن أريكم نفسي بالزواج و بالعلاقة الزوجية بين المرأة و الرجل. طبعا يمكنكم أن تنظروا إلى الزواج من زاوية منحنية فتكون النتيجة هي؛ إن الله هو الشيء الوحيد الذي لايوجد في الزواج. بيد أنكم لو نظرتم إلى الزواج من زاوية واقعية عندئذ ترون الزواج أيضا انعكاسا لوجوده جل وعلا.
فعندما يقول أمير المؤمنين : "ما رأيت شيئا إلا رأيت الله قبله وبعده" يقصد هذا الأمر لاغير. فهذه كلها آية من آياته. حتى الزواج يعدّ بهذه النظرة مرحلة من مراحل دين الله سبحانه، و مرحلة من مراحل الحصول على الاستيعابية و السعة الوجودية للوصول إلى لقاء الله. فلابد أن ننظر إلى الزواج بهذه النظرة العرفانية الجميلة حتى يسعنا رؤية حقيقته.

يتبع إن شاء الله...

[1]. البقرة \55
[2]. الاعراف \143
[3]. الروم \21





رد مع اقتباس
قديم 02-02-2015, 03:47 PM   #2
الرحيق المختوم
موالي فعال


الصورة الرمزية الرحيق المختوم
الرحيق المختوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1154
 تاريخ التسجيل :  Jan 2015
 أخر زيارة : 06-22-2017 (11:03 AM)
 المشاركات : 406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الأبعاد الثلاثة للعلاقة الزوجية 5



ثانيا : الزواج نعمة إلهية و حادث بسيط غير معقد


النحو الثاني من التوسع الذي نريد الوصول عن طريقه من المقدمة إلى البحث (الحياة المشتركة و الزواج) هو أن الدنيا مليئة بالنعم الوافرة الكثيرة. و نحن لايسعنا إلا توطيد العلاقة فيما بيننا و بين هذه النعم. و سنصل في أثناء البحث إلى الكلام عن ماهية هذه العلاقة الجميلة، لكن المهم الآن أن علاقتنا مع النعم الإلهية يجب أن تكون بنحو لاتزاحم روحنا، بل تكون مؤثرة في حصولنا على الاستيعابية اللازمة للقاء الله سبحانه.
نحن و في مسير الحصول على الاستيعابية اللازمة للقاء الله ستصل إلينا بعض اللذائذ و النعم التي لابد أن ننالها و نتقبلها بكل وجودنا. و بطبيعة الحال لابد أن تصل إلينا بعض المشاكل و النقم، وهذه أيضا لابد أن نتقبلها بكل وجودنا حتى تتحقق عملية الحصول على الاستيعابية بشكل جيد.
لذلك فلو اعتبرنا الزواج أحد النعم و اللذائذ الإلهية، لابد أن نتساءل عن كيفية التمتّع بهذه اللذائذ؟ لابدّ أن نتمتع بها بنحو لا تزاحم وجودنا؛ لا أن ننظر إليها كمغنم كبير بحيث تأخذ مأخذا من وجودنا وحياتنا. كلا، إن الزواج حدث بسيط جدا. كل الحيوانات والبهائم يتزاوجون فيما بينهم، إنه ليس بحدث معقد.


النظرة الصحيحة للزواج و تجنب الأوهام


لاتهوّلوا أمر الزواج في أعينكم بالأوهام. فقد يتصور البعض بأن الزواج لابد أن يتبعه أمرا مهما، لكننا لانجد لهذا الأمر من أثر؛ فليلة الزواج ليلة عادية جداً. ولايحصل فيها أي أمر مهم إلا هذه المحبة التي تعمر قلب الزوجين. قال لي عريس يوما: إن حفلة عقدي بعد أيام، ولكن لدي مشكلة واحدة؛ و هي أنني لا أشعر بأي شعور خاص. فقلت له: أتحب زوجتك؟ قال: نعم. قلت له: فماذا تريد أكثر من هذا؟ ثم سألته عدة أسئلة فرأيته رجلا معقولا و عاديا جدا. فقلت له: أنت إنسان متعادل جدا؛ فما هي مشكلتك؟ فقال: مشكلتي هي أنني لا أشعر بشعور خاص و لا أحس باضطراب خاص. فقلت له: أتعلم من المتعادل؟ هو أنت و من يحمل فكرك، و غير المتعادل من يرى في الزواج أمرا مهما، فهؤلاء إما يشكون من نقص عاطفي أو من عقد نفسية. فلا تفكر كثيرا بأنه سيحصل أمرا ما. أما يوم العقد فاعتبره يوما جميلا من أيام الله الجميلة باختلاف يسير.
لا ينبغي أن نتوقع من الزواج توقّعات خاصة، فلربما لم نصل إليها أبدا. والذي ينظر إلى الزواج بهذه الرؤية سوف لا يرى في أي متقدم من يشفي غليله. فقد ترفض البنت حتى مثل يوسف (عليه السلام) لأنه ليس فتى أحلامها، ولا ينطبق على ما صاغته في خيالها.
و الشاب في المقابل إن كان مما يطلق عنان فكره و خياله، سوف يرفض كل بنت مقترحة حتى لو كانت بنت الملوك و حتى لو كانت بجمال سندرلا، ويقول إنها ليست بضالّتي. و نتيجة أمثال هذه الأوهام هي التنفر من الطرف المقابل و الحقد عليه بلاشك.
نحن لا نريد من لذة الزواج إلا تأهيل أرواحنا و إصلاحها لتتمكن من التقرب إلى الله تعالى. أما لو أطلقنا لأنفسنا العنان في مخيلاتها و أوهامها عن لذة الزواج و سكينته لا نصل إلى أية نتيجة؛ أو حتى إذا حصلنا على نتيجة ما، نزعم أنّا لم نصل إلى شيء ما يؤدي إلى الشعور بالخيبة والكآبة.
ليس المراد من كلامي غض الطرف عن هذه النعمة الإلهية العظمى و المرّ عليها مرور الكرام؛ فليس هذا مرادي من ضرورة عدّ الزواج أمرا سهلا. بل قصدي هو أن نعتبر الزواج نعمة كبيرة يجب أن نتعاطى معها بشكل جميل لكي تشكّل لنا معبرا ننتهي به إلى مقصدنا السامي.
ترجع ابتداءً مسألة الزواج إلى نظرتنا للهدف منه؛ و إلى فاعليته في الحياة البشرية. و بعد إصلاح رؤيتنا عن الزواج يتحتم علينا الاهتمام بماهية الزواج و في المرحلة الثالثة بالآداب، التي يجب مراعاتها في الزواج. أما لو لم نعلم ما أثر الزواج علينا و ما هدف الله من جعل الزواج سنة الحياة و آية من آياته الكبرى، سنقع في مشكلة عدم التعاطي معه بشكل جيد.
طبعا لابد من القول بأن فهم الزواج بشكل دقيق و معرفة الهدف منه ليس بالأمر الهيّن. فحتى أهل السير و السلوك ليس بوسعهم درك الهدف من العلاقة فيما بينهم و بين الله سبحانه، فضلا عن أن نتوقع من باقي الناس أن يدركوا الهدف الصحيح من العلاقة بين المرأة و الرجل.
فلو لم نشخص الهدف من الزواج لا نعلم ما سيؤول بنا الأمر بعده؟ فهل سألنا أنفسنا أو أحدا عن الهدف من الزواج؟ فلعل أفضل جواب له هو نريد منه أن يوصلنا إلى الراحة النفسية. طيب، لكن حري بنا أن نتبع هذا الجواب بسؤال آخر، وهو أن: ماذا سنفعل بالراحة النفسية التي حصلنا عليها؟ ألا نريد منها أن توصلنا إلى غاية ما؟ و هل أن درجات التكامل تنتهي بالراحة النفسية؟ وقد يجاب على هذا السؤال بأننا بحاجة إلى الراحة لغرض التحرك المتزايد. طيب؛ و ماذا بعد الحركة و ما هي نهايتها؟ فهل تريد أن تكون عاملا فنّيا؟ هل تريد من الزواج أن تكون طالبا مثابرا؟ ثم ماذا بعد الدرس؟ علينا وضع هذه التساؤلات و أمثالها نصب أعيننا دائما، و مع الأسف، نجد كثيرا من الناس لا يتعدى تفكيرهم مسألة المسكن و الملبس و المأكل. فإذا سألته ما يهمك؟ يجيبك على الفور؛ ليس عندي منزل. طيب؛ و ماذا تريد من المنزل؟ يجيب: لأنعم فيه بالراحة. و ماذا تريد من الراحة؟ فقد يرجع إلى نفسه إذ يواجه هذا السؤال لأول مرة في حياته.
و لو كان الهدف النهائي هو الراحة، ماذا لو أعطانا الله إياها بمعزل عن المنزل، هل يكفي ذلك؟ سيكون الجواب لا، لأني أريد منزلا. لماذا؟ لأني لاأريد أن أبقى مستأجرا. و ماذا لو أعطانا منزلا لا نشعر فيه بالراحة؟
يبقى بعض الكبار كالأطفال الذي يتحججون على آبائهم و يلحّون عليهم في شراء لعبة معينة، و عندما يسأله الأب عن السبب، يجيب لألعب بها. فإذا أراد الأب أن يشتري له لعبة أجمل و أكثر متانة من التي طلبها و بإمكانها أن تسليه أكثر، يصر الطفل على اللعبة التي يريدها هو. فإذا سأله الأب عن السبب، يسكت و لايجد جوابا إذ لايسعه القول: لأني وجدتها في يد جارنا.
صدقوني بأن طلبات كثير من الناس - حتى من قرّب على التسعين - هي عين طلبات الأطفال الصغار. بل حتى نظرتهم للزواج لا تتعدي هذا المنطق. يجب أن نعرف السبب الذي يفرض علينا السعي وراء الزواج. نحن ابتداء يتحتم علينا معرفة الهدف من خلقنا ثم الهدف من حياتنا ثم الهدف من الزواج.


يتبع إن شاء الله ...



 

رد مع اقتباس
قديم 02-08-2015, 06:57 PM   #3
الرحيق المختوم
موالي فعال


الصورة الرمزية الرحيق المختوم
الرحيق المختوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1154
 تاريخ التسجيل :  Jan 2015
 أخر زيارة : 06-22-2017 (11:03 AM)
 المشاركات : 406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الأبعاد الثلاثة للعلاقة الزوجية 6



الزواج تعيين إلهي / لاترتابوا في التعيين الإلهي

على ضوء ما تقدم، إن أفضل نقطة تستحق أن يجعلها كل زوجين شابين نصب أعينهما بعد العقد و تشكيل الحياة المشتركة هي: "لا تشكك في اختيارك بعد أن اخترت شريكة حياتك بأي ملاك كان" والكلام نفس الكلام بالنسبة للزوجة. أما ما نجد البعض في ارتيابه و تردده في أصل الاختيار إثر أصغر مشكلة تواجهه في حياته أو إثر أقل جماح و هوس يصيبه فليعلم أن هذا من خدع الشيطان الخبيثة.
يبدو من خلال بعض الروايان أن الزواج من المقدرات الإلهية التي لا تقبل التغيير بسهولة.[1] فكما أن المرء ليس له خيار في تعيين أبيه وأمه، كذلك الزوج. فأخرجوا من أذهانكم فكرة نسبة الاختيار لكم و لكفاءاتكم و مهاراتكم، فهذا اختيار و تعيين إلهي.
إذن، من الأفضل إصلاح الجملة الأولى التي ذكرتها في أول الموضوع و تعديلها هكذا: "لاشك ولاتردد بعد العقد و تشكيل الحياة المشتركة في اختيار الله لك".
فلو جاء شخص قبل الخطبة و الاختيار و طلب مشورتي في موضوع اختيار الزوج، فبدوري طالبا حوزويا درس علم النفس و مارسه ممارسة فعالة حوالي عشرين سنة في مجال الاستشارة سأقول له نفس الكلام السابق. فهذا الكلام، حصيلة تجربة عريقة دامت سنين طويلة من الدروس التي تلقيتها من أساتذتي في موضوع المشاورة و التي قدمتها لأصدقائي الذين يحتاجون إليها في هذا المجال.
فلو جاء شخص لاستشارتي في موضوع اختيار الزوج، سيراني أتحاشا الجواب و أهرب منه، لكني سأضطر أخيرا إلى القول: "ليس الأمر بيدك؛ ما عليك إلا طيّ مراحل التحقيقات الإجمالية عن الموضوع، و الإقدام بعد التوكل على الله تعالى"
طبعا، قد يطرح سؤال هنا و هو: لو كان الزواج من المقدرات الإلهية و أن عقد الزوجين سيعقد في السماء، فلماذا تنتهي بعض الزواجات إلى الطلاق؟ أكتفي بالقول هنا بأن هذا السؤال له جواب، أوكله في محله، فاسمحوا لي أن لا أتناوله الآن لكي لا أعكّر صفو الكلام عن عذوبة الحياة المشتركة، بالخوض في موضوع الطلاق المرّ.
قبل عدة سنوات بث التلفاز مسلسلا يابانيا تدور أحداثه حول امرأة كانت تفكّر بالانفصال عن زوجها بسبب عدم استحسانها لبعض تصرفاته، و كانت تتصور بأنها لو تزوجت بغيره ستسعد حياتها. فانفصلت عن زوجها، ثم تزوجت بعد ذلك بغيره، فصورها المسلسل قد أصيبت بمشاكل وصعوبات أكثر بكثير من حياتها السابقة. قد تصاب بعض النساء بأمراض الكآبة في أواسط عمرهن بسبب قلقهن على محبوبيتهن من قبل أزواجهن، فلا يدرين هل لازلن محبوبات لديهم أم لا؟ و من جهة أخرى قد يصاب بعض الرجال بالقلق، بسبب عدم معرفتهم برأي نسائهم تجاههم و هل لازلن يعتبرنهم ممن يمكن الاعتماد عليه في منعطفات الحياة أم لا؟
فقد ذكر لي أحد متخصصي أمراض الدماغ و الأعصاب و قد كان من أساتذة الجامعة و من أصحاب التجربة، بأن أحد العلل الأساسية لكثرة استعمال الأقراص المهدئة للأعصاب في بلدنا هي هذه المسألة. فعلى المتزوجين تلقين أنفسهم بأن هذا الزوج هو بعينه من اختاره الله له، و ليس عليه التفكير بعدها إلا بكيفية تطوير حياته المشتركة و إكمال نقائصها. ثم بعد ذلك ليعلم بأن أي مقارنة بين زوجته و غيرها من الزوجات و كذلك الندم على الاختيار و الترديد و الشك فيه ممنوع جدا، و الكلام نفس الكلام بالنسبة للمرأة. إذ إن هذا من مظاهر الكفر و عدم الإيمان بالمقدرات الإلهية. و بالطبع نحن معصومون من هذا الكفر بالنسبة لآبائنا و أمهاتنا. فهل يمكن لأحد تغيير أمه و أبيه؟ فحتى أنت ينبغي أن لا تتمنى و لن تتمنى أبدا بتغيير والديك و صيرورتهما مثل غيرهما، أو تتمنى لو كانا يحملان الصفات الفلانية. فلا يخطر هذا الأمر في بال أحد. و الكلام نفس الكلام بالنسبة للزوج، فلا تفكر يوما بتمني غيره. و أنا بدوري أنتهز هذه الفرصة هنا لأقدم اعتذاري عن كل الفنانين و المخرجين و الكتاب السينمائيين لأنهم لم ينظروا إلى الزواج بهذه النظرة ولا مرّة واحدة فيما ينتجوه من نتاجات سينمائية.
لا تجعل للشك و الترديد إلى قلبك سبيلا. إعتبر هذا الاختيار المقدس و العقلائي و الرومانسي، ذريعة يشخص لك الاختيار الإلهي. فاعتبره اختيار الله سبحانه واطوِ مراحل حياتك المشتركة تحت كنفه ورعايته. و تقبل هذا الكلام من الله سبحانه بجدية حيث يقول: (وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَة)[2]

يتبع إن شاء الله...

[1]. روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله: لو دَعا لك إسرافيلُ وجِبريلُ وميكائيلُ وحَمَلةُ العَرشِ وأنا فيهِم ما تَزَوَّجتَ إلاّ المرأةَ التى كُتِبَت لكَ. كنز العمال، ص501.

[2]. الروم / 21



 

رد مع اقتباس
قديم 02-16-2015, 09:26 AM   #4
الرحيق المختوم
موالي فعال


الصورة الرمزية الرحيق المختوم
الرحيق المختوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1154
 تاريخ التسجيل :  Jan 2015
 أخر زيارة : 06-22-2017 (11:03 AM)
 المشاركات : 406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الأبعاد الثلاثة للعلاقة الزوجية 7



الحياة الراقية لا تكون على نمط خاص


الزواج كما أشرنا سابقا هو، تهيؤ أرضية التكامل للرجل و المرأة. و على هذا فليس من المعلوم أن نحصل على زوج مطابق للمعاييرالمأخوذة بالحسبان مئة بالمئة. فلربما أراد الله امتحاننا بزوج يحصل على كل المعايير المعتبرة ظاهرا و يفقد كثيرا منها حقيقة. بل، و حتى لو اخترنا من يحمل كل المعايير المأخوذة بالحسبان، فمن الممكن أن يجعله الله سببا لامتحاننا من جهة أخرى. فقد يسألني الأخوة و الأخوات في جلسات الاستشارة بأن الاختلاف السني بيننا 3 أو 4 سنوات، فهل هذا جيد؟ أو أنه أقوى مني إيمانا، فهل هذا أفضل أم لا؟ فما عسى جوابي أن يكون؛ سأجيب بقولي: ليس لي علم بذلك. فذوي القلوب و الأبصار المفتوحة بوسعهم القول بأن من اخترته، هل هو المقدّر لك من قبل أم لا؟ لكن عليك العلم بأنك في آخر المطاف لا تتزوج إلا بمن قدره الله لك لا غير.

فقد يقول البعض: كنت أريد الزواج بمن هو أقوى مني إيمانا لكي يكون عونا لي على الرشد و التكامل، لكني لم أحصل عليه فقد تزوجت بمن هو ليس كذلك. فنجيبه بالقول: من قال لك بأن الأقوى إيمانا سيكون عونا لك على رشدك؟ فقد يتم هذا العون على يد من هو أضعف منك إيمانا. إذ أن الزواج هو تهيؤ أرضية الرشد على أساس خطة معينة يرسمها لنا الله عزّوجلّ.

و خلاصة القول هو: لا تتصوروا بأن الأسرة المثالية التي تطوي سير الرشد و التكامل، لها شكل خاص لا تحيد عنه. كلا، فقد تكون هذه الأسرة بأنماط مختلفة. فتجنبوا الحالة الخاصة. و لا تقولي أريد زوجا ليس له إخوة و أخوات متعددون؛ فلعل كثرة الإخوة و الأخوات و الاقرباء سيشكلون عاملا مساعدا على رشد الأطفال بصورة أفضل. فمن كانت له خمس عمات يعتنين به و يدللنه، فمن الطبيعي تكون حياته مفعمة بالمحبة أكثر بكثير ممن له عمة واحدة فقط.

أو قد يقول الرجل: أريد زوجة قمة في الجمال، لكي تملأ عيني ولا أفكر بغيرها و لاتذهب عيني وراء غيرها. فنقول له: إن جمال زوجتك لايمكنه أن يصونك من الزلل لو كنت متبعا لهواك لاتملك القدرة على ضبط عينك.

لقد وضع اليوم شبابنا أنماطا معينة لكثير من الملاكات كالسنّ و قوة الإيمان و قلة الأقرباء و غيرها من الملاكات المادية و المعنوية، و قصروا أنفسهم على التفكير بها، و لايحاولون الخروج عنها. فنقول لهم: لايمكن تعريف الزواج السامي بشكل خاص. إذ لاشيء من هذه الملاكات بالذات يدلك على المعيشة السامية. فالذين يضعون لأنفسهم شروطا و أنماطا للزواج معقدة و محكمة - على حد تصورهم - غالبا ما نجدها لاتحمل أطرا منطقية، فيندمون عليها بمرور الزمن، و قد يتفق أحيانا أن يتضررون بها و تكون سببا لخلق بعض المشاكل و المتاعب لهم. فخلاصة القول هو: لاتجعلوا لمعيشتكم قالبا خاصا، بل اجعلوها محلا للتكامل و محلا تظهر و ترتسم فيه العاطفة و المحبة و التعاون على الرشد و الكمال.


من كذب الأفالم الغربية إلى واقعية الحياة


تُعقّد كثير من بناتنا مسألة الاختيار مما يؤدي إلى تأخير زواجهن بسبب هذه الأنماط التي يتلقينها من الأفلام الغربية. إسمحوا لي هنا أن أضع بين أيديكم ثقافة الأفلام الغربية في إلقائها للعلاقة بين المرأة و الرجل لكي تنطبع عندكم صورة كاملة عنها: فهم يصورون المرأة و الرجل موجودَين يُختم عليهما بسبب هذه العلاقة و من المفروض أن يحصل بينهما ذوبان كامل بحيث يغرق أحدهما في الآخر و يصلان إلى نهايتهما في هذه النقطة. فهم لا يصورون العلاقة بين المرأة و الرجل كبداية الحركة للتكامل، بل هي نهاية الآمال و الوصول إلى كعبة آمالهم. فإقامة العلاقات تعدّ عندهم نقطة الوصول إلى نهاية الإثنين أحدهما بالآخر. فهنا لابد من القول لهم: يا هذا؛ لاتصل أيّ امرأة في أيّ رجل إلى نهايتها، و لا يصل أي رجل في أي امرأة إلى نهايته. فالزواج، هو بمثابة منطلق الحركة و بداية التقدم و الرشد للإثنين.

أتعلمون كيف تستحكم الأخلاق الإسلامية في الأسرة؟ ذلك عندما يرى الزوج في زوجته نقطة ضعف ليس بوسعه تحملها، ثم يبتهج و يقول في نفسه: هذه هي النقطة التي ستساعد على رشدي و تطوّري. فليس أنه لا ينزعج لتصرف زوجته فحسب، بل يسترّ لذلك لعلمه بأن هذا الخلق السيئ يشكل أرضية تكامله و رشده.

فليس الأخلاق الإسلامية في الأسرة أن تكون زوجتك متواضعة. أتعلمون ما هي مشكلة من يبحث عن امرأة متواضعة؟ مشكلته أنه متكبر فيبحث عن امرأة متواضعة تتحمله حتى لا يؤول أمرهما إلى الخصام و المشاكل و المتاعب.

إذن، نقاط الضعف هي ذرائع النموّ و وسيلته، و ليس الزواج هو نهاية الدرب، حتى نغتم عند رؤية نقطة ضعف واحدة لنهايتنا المرير. بل إن الزواج هو بداية المسير، و نقاط الضعف هي بمثابة الراعي إلى الرشد و النمو و التكامل.



يتبع إن شاء الله...


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 07:49 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية