هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : تحليل وتقييم المخاطر وت... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 24 ]       »     دورة : إدارة منظومة العلاقات ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 33 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 19 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 21 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 19 ]       »     دورة : مهارات التفسير والتحليل... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 15 ]       »     دورة : إدارة مخاطر المؤسسات [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 20 ]       »     دورة : أنظمة التوزيع الكهربائي... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 18 ]       »     دورة : المدير المعتمد في الجود... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 17 ]       »     السيرة الذاتية ل اود خالد تفا... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 55 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 07-11-2010, 08:09 PM
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5406 يوم
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي من معجزات الامام الكاظم ع



[ معجزات الكاظم ع ]
دلائل الامامة - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - ص 328 - 333

284 / 27 - وأخبرني علي بن هبة الله الموصلي ، قال : حدثني أبو جعفر محمد
ابن علي بن الحسين بن موسى القمي ، عن أبيه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي ، قال : حدثنا حماد بن عيسى الجهني ، قال : دخلت على أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) ، فقلت له : جعلت فداك ، ادع الله أن يرزقني دارا ، وزوجة ، وولدا ، وخادما ، وأحج في كل سنة .
فرفع يده ثم قال : اللهم صل على محمد وآل محمد ، وارزقه دارا ، وزوجة ، وولدا ، وخادما ، والحج خمسين سنة .
قال حماد : فحججت ثمان وأربعين سنة ، وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي ،
وهذا ابني ، وهذا خادمي .
وحج بعد هذا الكلام حجتين ، ثم خرج بعد الخمسين فزامل أبا العباس النوفلي ، فلما صار في موضع الاحرام دخل يغتسل ، فجاء الوادي فحمله ، فغرق ، فمات ، ودفن بسيالة ( 2 ) .


285 / 28 - وروى الحسن ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا محمد بن علي الصيرفي ، عن علي بن محمد ، عن الحسن ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال : سمعت العبد الصالح ( عليه السلام ) يقول : لما حضر أبي الموت قال : يا بني لا يلي غسلي غيرك ، فإني
غسلت أبي ، وغسل أبي أباه ، والحجة يغسل الحجة .

‹ صفحة 329 ›

قال : فكنت أنا الذي غمضت أبي ، وكفنته ، ودفنته بيدي .
وقال : يا بني ، إن عبد الله أخاك يدعي الإمامة بعدي ، فدعه ، وهو أول من يلحق بي من أهلي . فلما مضى أبو عبد الله ( عليه السلام ) أرخى أبو الحسن ستره ، ودعا عبد الله إلى نفسه .
قال أبو بصير : جعلت فداك ، ما بالك حججت العام ( 1 ) ، ونحر عبد الله جزورا ؟
قال : إن نوحا لما ركب السفينة وحمل فيها من كل زوجين اثنين ، حمل كل شئ ، إلا ولد الزنا ، فإنه لم يحمله ، وقد كانت السفينة مأمورة ، فحج نوح فيها ، وقضى مناسكه .
قال أبو بصير : فظننت أنه عرض بنفسه ، وقال : أما إن عبد الله لا يعيش أكثر
من سنة . فذهب أصحابه حتى انقضت السنة . قال : فهذه فيما يموت . قال : فمات في تلك السنة . ( 2 )


286 / 29 - وعنه ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، عن محمد بن علي ، عن علي
ابن محمد ، عن الحسن ، عن أبيه علي بن أبي حمزة ، قال : كنا بمكة وأصاب الناس تلك السنة صاعقة ، ومات من ذلك خلق كثير ، فدخلت على أبي الحسن ( عليه السلام ) ، فقال لي
مبتدئا : يا علي ، ينبغي للغريق والمصعوق أن يتربص به ثلاثا ، إلا أن يجئ منه ريح يدل على موته .
قلت : جعلت فداك ، كأنك تخبرني أنه قد دفن ناس كثير ما ماتوا إلا في
قبورهم ؟ قال : نعم . ( 3 )


287 / 30 - وروى الحسن ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، [ عن محمد بن
علي ] ( 4 ) ، عن علي بن محمد ، عن الحسن ، [ عن أبيه علي بن أبي حمزة ] ( 5 ) ، عن
‹ صفحة 330 ›
الأخطل الكاهلي ، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي ، قال : حججت فدخلت عليه ، فقال لي : اعمل خيرا في سنتك هذه ، فقد دنا أجلك . فبكيت ، فقال : ما يبكيك ؟ قلت : جعلت فداك ، نعيت إلي نفسي . فقال لي : أبشر ، فإنك من شيعتنا ، وإنك إلى خير . قال الأخطل : لما لبث عبد الله بعد ذلك إلا يسيرا حتى مات . ( 1 )



288 / 31 - وعنه ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، عن محمد بن علي ، عن علي
ابن محمد ، عن الحسن ، عن عيسى شلقان ، قال : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) أريد أن أسأله عن أبي الخطاب ، فقال مبتدئا : ما يمنعك أن تلقى ابني ، فتسأله عن جميع ما تريد . قال : فذهبت إليه وهو قاعد في الكتاب ، وعلى شفتيه أثر مداد ، فقال لي مبتدئا : يا عيسى ، إن الله ( تبارك وتعالى ) أخذ ميثاق النبيين على النبوة ، فلن يتحولوا إلى غيرها عنها أبدا ، وأخذ ميثاق الوصيين على الوصية ، فلن يتحولوا عنها أبدا ، وأعار قوما الإيمان زمانا ، ثم سلبهم إياه ، وإن أبا الخطاب ممن أعير الإيمان ثم سلبه الله إياه . قال : فضممته إلى صدري وقبلت بين عينيه ، فقلت : بأبي أنت وأمي * ( ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) * ( 2 ) .
ثم رجعت إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) فقال لي : ما صنعت يا عيسى ؟ قلت له : بأبي أنت وأمي ، أتيته فأخبرني ، مبتدئا من غير أن أسأله عن شئ ، بجميع ما أردت .
قال : يا عيسى ، إن ابني الذي رأيته ، لو سألته عما بين دفتي المصحف لأجابك فيه بعلم .
قال عيسى : ثم أخرجه ذلك اليوم من الكتاب ، فعلمت عند ذلك أنه صاحب
هذا الأمر . ( 3 )


289 / 32 - وروى الحسن ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، عن محمد بن علي ،
‹ صفحة 331 ›
عن علي ، عن الحسن بن علي ، عن علي بن أبي حمزة ، قال : أرسلني أبو الحسن ( عليه السلام ) إلى رجل من أهل الوازارين ، قلت : ليس يعرف الوازارين . قال : الوازارين الذي يشتري غدد اللحم . قلت : قد عرفته .
قال : أتعرف فيه زقاقا يباع فيه الجواري ؟ قلت : نعم . قال : فإن على باب الزقاق شيخ يقعد على ظهر الطريق ، بين يديه طبق فيه نبع ( 1 ) ، يبيعه بنفسه للصبيان بفلس فلس ، فائته واقرئه مني السلام ، وأعطه هذه الثمانية عشر درهما ، وقل له : يقول لك أبو الحسن : انتفع بهذه الدراهم ، فإنها تكفيك حتى تموت .
قال : فأتيت الموضع ، فطلبت الرجل فلم أجده في موضعه ، فسألت عنه ، فقالوا : هذه الساعة يجئ ، فلم ألبث أن جاء فقلت : فلان يقرئك السلام ، وهذه الدنانير خذها ، فإنها تكفيك حتى تموت . فبكى الشيخ ، فقلت له : ما يبكيك ؟ قال : ولم لا أبكي وقد
نعيت إلي نفسي ؟ !
فقلت : ما عند الله خير لك مما أنت فيه . قال : من أنت ؟ قلت : أنا علي بن أبي حمزة .
قال : والله ، ما كذبني ، قال لي سيدي ومولاي : أنا باعث إليك مع علي بن أبي
حمزة برسالتي . فقلت : ومن أنت ، لا أعرفك من إخواني ؟ قال : أنا عبد الله بن صالح . قلت : وأين المنزل ؟
قال : في سكة البربر ( 2 ) ، عند دار أبي داود ، وأنا معروف في منزلي ، إذا سألت عني هناك .
قال : فلبثت عشرين ليلة وسألت عنه ، فخبرت أنه شاك منذ أيام ، فأتيت
‹ صفحة 332 ›

الموضع الذي وصف ، فإذا الرجل في حد الموت ، فسلمت عليه فأثبتني ( 1 ) ، فقلت له : أوصني بما أحببت ، أنفذه من مالي . قال : يا علي ، لست أخلف إلا ابنتي ، وهذه الدويرة ، فإذا أنا مت فزوج ابنتي ممن أحببت من إخوانك ، ولا تزوجها إلا من رجل يدين الله بدينك ، فإذا فعلت ، فبع داري واحمل ثمنها إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) ، ولتشهد لي بالوصية ، ولا يلي أحد غسلي
غيرك حتى تدخلني قبري . ففعلت جميع ما أوصاني به ، وزوجت ابنته رجال من أصحابنا له دين ، وبعت داره ، وحملت الثمن إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) ، وأخبرته بجميع ما أوصاني به .
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : رحمه الله ، قد كان من شيعتنا ، وكان لا يعرف . ( 2 )


290 / 33 - وروى الحسن ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، عن محمد بن علي ، عن علي ، عن شعيب العقرقوفي ، قال : بعثت مولاي إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) ومعه مائتي دينار ، وكتبت معه كتابا ، وكان من الدنانير خمسين دينارا من دنانير أختي فاطمة ،
وأخذتها سرا لتمام المائتي دينار ، وكنت سألتها ذلك فلم تعطني ، وقالت : إني أريد أن أشتري بها قراح ( 3 ) فلان بن فلان . فذكر مولاي أنه قدم فسأل عن أبي الحسن ( عليه السلام ) فقيل له : إنه قد خرج ، فأسرع في السير ، فقال : والله ، إني لأسير من المدينة إلى مكة في ليلة مظلمة ، وإذا الهاتف يهتف بي : يا مبارك ، يا مبارك ( 4 ) مولى شعيب العقرقوفي ! قلت : من أنت ؟ قال : أنا معتب يقول لك أبو الحسن ( عليه السلام ) : هات الكتاب الذي معك ، ووافني بما معك إلى منى .
قال : فنزلت من محملي ، فدفعت إليه الكتاب ، وصرت إلى منى ، فدخلت عليه
‹ صفحة 333 ›
وطرحت الدنانير عنده ، فجر بعضها إليه ، ودفع بعضها بيده ، ثم قال لي : يا مبارك ، ادفع هذه الدنانير إلى شعيب ، وقل له : يقول لك أبو الحسن : ردها إلى موضعها الذي أخذتها منه ، فإن صاحبتها تحتاج إليها .
قال : فخرجت من عنده ، وقدمت على شعيب ، فقلت له : قد رد عليك من الدنانير التي بعثت بها خمسين دينارا ، وهو يقول لك : ردها إلى موضعها الذي أخذتها منه ، فما قصة هذه الدنانير ، فقد دخلني من أمرها ما الله به عليم . فقال : يا مبارك ، إني طلبت من فاطمة أختي خمسين دينارا لتمام هذه الدنانير ، فامتنعت ، وقالت : أريد أن أشتري بها قراح فلان بن فلان ، فأخذتها سرا ، ولم ألتفت
إلى كلامها . قال شعيب : فدعوت بالميزان فوزنتها ، فإذا هي خمسون دينارا ، لا تزيد ولا تنقص .
قال : فوالله ، لو حلفت عليها أنها دنانير فاطمة لكنت صادقا .
قال شعيب : فقلت لمبارك : هو والله إمام فرض الله طاعته ، وهكذا صنع بي ( 1 ) أبو عبد الله ( عليه السلام ) الإمام من الإمام . ( 2 )
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 328 ›
( 1 ) إثبات الوصية : 166 ، عيون المعجزات : 98 ، الخرائج والجرائح 1 : 317 / 10 ، الثاقب في المناقب :
462 / 392 ، فرج المهموم : 230 ، كشف الغمة 2 : 241 ، الصراط المستقيم 2 : 190 / 7 .
( 2 ) وهي أول مرحلة لأهل المدينة إذا أرادوا مكة . معجم البلدان 3 : 292 .
قرب الإسناد : 128 ، إثبات الوصية : 168 ، أمالي المفيد : 12 / 11 ، الاختصاص : 205 ، رجال الكشي :
316 / 572 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 306 .
‹ هامش ص 329 ›
( 1 ) في إثبات الوصية : ما بالك ما ذبحت العام .
( 2 ) إثبات الوصية : 167 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 224 .
( 3 ) الكافي 3 : 210 / 6 ، التهذيب 1 : 338 / 159 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 292 .
( 4 ) أضفناه بدلالة ما تقدم من الأسانيد في هذا الباب ، وما يأتي ، راجع معجم رجال الحديث 16 : 289 .
( 5 ) أضفناه كما في سند الحديثين السابقين ، ورجال الكشي .
‹ هامش ص 330 ›
( 1 ) رجال الكشي : 448 / 842 .
( 2 ) آل عمران 3 : 34 .
( 3 ) قرب الإسناد : 143 ، الخرائج والجرائح 2 : 653 / 5 ، مدينة المعاجز : 433 / 26 .
‹ هامش ص 331 ›
( 1 ) النبع : شجر ينبت في قلة الجبل تتخذ منه القسي والسهام .
( 2 ) في " ع ، م " : للبربر .
‹ هامش ص 332 ›
( 1 ) أي عرفني حق المعرفة " لسان العرب - ثبت - 2 : 20 " .
( 2 ) مدينة المعاجز : 433 / 27 .
( 3 ) القراح : المزرعة التي ليس عليها بناء ولا فيها شجر " الصحاح - قرح - 1 : 396 " .
( 4 ) ( يا مبارك ) ليس في " ع " .
‹ هامش ص 333 ›
( 1 ) ( بي ) ليس في " ط " .
( 2 ) مناقب ابن شهرآشوب 4 : 293 ، مدينة المعاجز : 434 / 28 .
( 3 ) في " م " : إن .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .




رد مع اقتباس
قديم 07-11-2010, 08:19 PM   #2
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي معجزاته 2



[ معجزات الكاظم ع ]
دلائل الامامة - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - ص 338 - 345

296 / 39 - وروى الحسن ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، عن محمد بن علي ،عن علي ، عن الحسن ، عن الحسين بن أبي العلاء ، قال : كنت عنده ذات يوم وقداشتريت له جارية نوبية ، فقال لها : ما اسمك ؟ قالت : مؤنسة .قال لها : اسمك فلانة ، وإنك كما سميت .ثم قال : يا حسين ، أما إنها ستلد غلاما لا يكون في ولدي أسخى منه ، ولا أرقوجها ، ولا أقضى للحاجة منه .قلت : فما اسمه ؟قال : إبراهيم .قال علي بن أبي حمزة : والله ، إني أتيته بمنى مع أصحابي ، إذ أتاني رسوله فقال
‹ صفحة 339 ›
لي : يا علي ، لا تنم الليلة حتى يأتيك رسولي ، فبقيت تلك الليلة لا أنام ، وأصحابييساهدونني ( 1 ) الليل ، فلما أصبحت إذا هو مقبل علي ، ومعه أبناؤه جميعا ، ونقل عيالهوحشمه ومن معه ، حتى نزل قرين الثعالب ( 2 ) . ثم أتى مع الفجر على حمار له أسود ،ومعه عمران خادمه ، فسلم ، فرددنا عليه السلام ، وكأني أنظر إلى قوائم حماره منأطناب خيامنا ، فقال : يا علي ، أيما أحب إليك : أن تأتيني هاهنا ، أو بمكة ؟قلت : أحبهما إليك .قال : مكة خير لك . وانصرف ، فقال لي عمران : تدري أين نزلنا العام ؟قلت : منزل أبي عبد الله ( عليه السلام ) .قال : لا ، نزلنا العام في ذي طوى ( 3 ) .
قلت : لا أعرف منزلكم .قال : تعرف المسجد الصغير الذي على ظهر الطريق ، الذي تصلي فيه المارة ؟قلت : نعم .
قال : اقعد لي ثم حتى آتيك .فلما انصرفنا من منى أخذت طريقي إلى الموعد ، فما استويت قاعدا حتىجاءني عمران ، فقال : أجب . فأتيته ، فوجدته في ظهر داره ، في مسجد ، قاعد ، قد صلىالمغرب ، فلما دنوت منه ، قال : اخلع نعليك فإنك بالواد المقدس طوى . فخلعت نعلي ،وتخطيت المسجد ، فقعدت معه ، وأوتيت بخوان من خبيص مجفف بتمر ، فأكلنا أنا وهو ،وهو يقول لي : يا علي ، كل تمرا . فأكلت ، ثم رفع الخوان ، فقال : يا علي ، هلم الحديث ،
فوالله ما أنا بناعس ولا كسلان . وكنت أحدثه ثم غشيني النعاس ( 4 ) ، فقال لي : قد

‹ صفحة 340 ›

نعست يا علي ؟
قلت : جعلت فداك ، ما غمضت البارحة .قال : إن أم ولد لي من أكرم أمهات أولادي ، ضربها الطلق ، فحملتها إلى قرينالثعالب ، مخافة أن يسمع الناس صوته ، فرزقني الله في ليلتي هذه غلاما - كما بشرني- وقد سميته إبراهيم .
فلم يكن في ولد أبيه أحسن وأسخى منه ، ولا أرق وجها ، ولا أشجع منه . ( 1 )


297 / 40 - وروى الحسن ، قال : حدثنا أحمد بن محمد ، عن محمد بن علي ،عن علي ، عن الحسن ، عن عاصم الحناط ( 2 ) ، عن إسحاق بن عمار ( 3 ) ، قال : كنت عنده
إذ دخل عليه رجل من أهل خراسان ، فكلمه بكلام لم أسمع قط كلاما كان أعجبمنه ، كأنه كلام الطير ، فلما خرج قلت : جعلت فداك ، أي لسان هذا ؟قال : هذا كلام أهل الصين ( 4 ) .ثم قال : يا إسحاق ، ما أوتي العالم من العجب أعجب وأكثر مما أوتي من هذاالكلام .قلت : أيعرف الإمام منطق الطير ؟قال : نعم ، ومنطق كل شئ ، ومنطق كل ذي روح ، وما سقط عليه شئ منالكلام . ( 5 )


298 / 41 - وروى أحمد بن الحسن ، عن الحسن بن برة ، عن عثمان بن
‹ صفحة 341 ›
عيسى ( 1 ) ، قال : دخلت علي أبي الحسن ( عليه السلام ) سنة الموت بمكة ، وهي سنة أربعوسبعين ومائة ( 2 ) ، فقال لي : من هاهنا من أصحابكم مريض ؟فقلت : عثمان بن عيسى من أوجع الناس ، فقال : قل له يخرج .ثم قال : من هاهنا ؟ فعددت عليه ثمانية ، فأمر بإخراج أربعة ، وكف عن أربعة ،فما أمسينا من غد حتى دفنا الأربعة الذين كف عن إخراجهم .فقال عثمان بن عيسى : وخرجت أنا فأصبحت معافى . ( 3 )


299 / 42 - وروى محمد بن الحسين ، عن عبد الله بن سعيد ( 4 ) الدغشي ، عنالحسن بن موسى ، قال : اشتكى عمي محمد بن جعفر ، حتى خفت عليه الموت .قال : فكنا مجتمعين عنده إذ دخل أبو الحسن ( عليه السلام ) فقعد إلى ناحية ( 5 ) ،وإسحاق عمي عند رأسه يبكي ، فقعد قليلا ثم قام ، فتبعته فقلت : جعلت فداك ، يلومك
إخوتك وأهل بيتك ، ويقولون دخلت على عمك وهو في الموت ، ثم خرجت .فقال : ادن مني أخي ، أرأيت هذا الباكي ؟ سيموت وسيبكي عليه هذا .قال : فبرأ محمد بن جعفر ، واشتكى إسحاق فبكى عليه محمد . ( 6 )


300 / 43 - وروى أبو حمزة ، عن أبيه ( 7 ) ، قال : كنت في مسجد الكوفة معتكفا

‹ صفحة 342 ›

في شهر رمضان ، في العشر الأواخر ، إذ جاءني حبيب الأحوال بكتاب مختوم من أبيالحسن ( عليه السلام ) قدر أربع أصابع ، فقرأته ، فكان في كتابه : " إذا قرأت الكتاب الصغيرالمختوم ، الذي في جوف كتابك ، فأحرزه حتى أطلبه منك " .قال : فأخذت الكتاب وأدخلته بيت بزي ( 1 ) ، فجعلته في جوف صندوق مقفل ،في جوف قمطر ( 2 ) مقفل ، وبيت البز مقفل ، ومفاتيح هذه الأقفال في حجرتي ، فإذا كانالليل فهي تحت رأسي ، وليس يدخل بيت بزي أحد غيري .فلما حضر الموسم خرجت إلى مكة ومعي جميع ما كتب لي من حوائجه ، فلمادخلت عليه قال : يا علي ، ما فعل الكتاب الصغير الذي كتبت إليك ، وقلت احتفظ به ؟
قلت : جعلت فداك ، عندي .قال : أين ؟ قلت : في بيت بزي ، قد أحرزته ، والبيت لا يدخله غيري .قال : يا علي ، إذا نظرت إليه أليس تعرفه ؟قلت : بلى ، والله ، لو كان بين ألف كتاب لأخرجته . فرفع مصلى تحته فأخرجهإلي ، فقال : قلت : إن في البيت صندوق ، في جوف قمطر مقفل ، وفي جوف القمطر حقمقفل ، وهذه المفاتيح معي في حجرتي بالنهار ، وتحت رأسي بالليل ؟ثم قال : يا علي ، احتفظ به ، فلو تعلم ما فيه لضاق ذرعك .قلت : قد وصفت لك ، فما أغنى إحرازي .قال علي : فرجعت إلى الكوفة والكتاب معي محتفظ به في ( 3 ) جبتي . فكانالكتاب مدة حياة علي في جبته ، فلما مات جئت أنا ومحمد ( 4 ) ، فلم يكن لنا هم إلاالكتاب ، ففتقنا الجبة موقع الكتاب ، فلم نجده ، فعلمنا بعقولنا أن الكتاب قد صار إليهكما صار في المرة الأولى . ( 5 )

‹ صفحة 343 ›

301 / 44 - وروى أحمد بن محمد المعروف بغزال ، قال : كنت جالسا مع أبيالحسن ( عليه السلام ) في حائط له ، إذ جاء عصفور فوقع بين يديه ، وأخذ يصيح ، ويكثر
الصياح ، ويضطرب ، فقال لي : تدري ما يقول هذا العصفور ؟قلت : الله ورسوله ووليه أعلم .فقال : يقول : يا مولاي ، إن حية تريد أن تأكل فراخي في البيت ، فقم بنا
ندفعها عنه ، وعن فراخه .فقمنا ودخلنا البيت ، فإذا حية تجول في البيت ، فقتلناها . ( 1 )


302 / 45 - وحدثني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله الحرمي ، قال : حدثني أبومحمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري ، قال : حدثني أبو علي محمد بن همام ، قال :حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري ، عن أبي عقيلة ، عن أحمد التبان ، قال : كنتنائما على فراشي ، فما أحسست إلا ورجل قد رفسني برجله ، فقال لي : يا هذا ، ينام
شيعة آل محمد ؟ فقمت فزعا ، فلما رآني فزعا ضمني إلى صدره ، فالتفت فإذا إنا بأبي
الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ، فقال : يا أحمد ، توضأ للصلاة .فتوضأت ، وأخذني بيدي ، فأخرجني من باب داري ، وكان باب الدار مغلقا ، ماأدري من أين أخرجني ! فإذا أنا بناقة معقلة له ، فحل عقالها وأردفني خلفه ، وسار بيغير بعيد ، فأنزلني موضعا فصلى بي أربعا وعشرين ركعة . ثم قال : يا أحمد ، تدري فيأي موضع أنت ؟قلت : الله ، ورسوله ، ووليه ، ( 2 ) وابن رسوله ، أعلم .قال : هذا قبر جدي الحسين بن علي ( عليه السلام ) .
ثم سار غير بعيد حتى أتى الكوفة ، وإن الكلاب والحرس لقيام ، ما من كلبولا حارس يبصر شيئا ، فأدخلني المسجد ، وإني لأعرفه وأنكره ، فصلى بي سبع عشرة

‹ صفحة 344 ›

ركعة . ثم قال : يا أحمد ، تدري أين أنت ؟قلت : الله ، ورسوله ، وابن رسوله ، أعلم .قال : هذا مسجد الكوفة ، وهذه الطست .ثم سار غير بعيد وأنزلني ، فصلى بي أربعا وعشرين ركعة . ثم قال : يا أحمد ،
أتدري أين أنت ؟
قلت : الله ، ورسوله ، وابن رسوله ، أعلم .
قال : هذا قبر جدي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
ثم سار بي غير بعيد ، فأنزلني ، فقال لي : أين أنت ؟
قلت : الله ، ورسوله ، وابن رسوله ، أعلم .قال : هذا الخليل إبراهيم .ثم سار بي غير بعيد ، فأدخلني مكة ، وإني لأعرف البيت وبئر زمزم وبيتالشراب ، فقال لي : يا أحمد ، أتدري أين أنت ؟قلت : الله ، ورسوله ، وابن رسوله ، أعلم .قال : هذه مكة ، وهذا البيت ، وهذه زمزم ، وهذا بيت الشراب .ثم سار بي غير بعيد ، فأدخلني مسجد النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقبره ، فصلى بي أربعاوعشرين ركعة . ثم قال لي : أتدري أين أنت ؟قلت : الله ، ورسوله ، وابن رسوله ، أعلم .قال : هذا مسجد جدي رسول الله وقبره .ثم سار بي غير بعيد ، فأتى بي الشعب ، شعب أبي جبير ، فقال : يا أحمد ، تريدأريك من دلالات الإمام ؟ قلت : نعم .قال : يا ليل ، أدبر . فأدبر الليل عنا ، ثم قال : يا نهار ، أقبل . فأقبل النهار إلينابالنور العظيم ، وبالشمس حتى رجعت بيضاء نقية ، فصلينا الزوال ، ثم قال : يا نهارأدبر ، يا ليل أقبل . فأقبل علينا الليل حتى صلينا المغرب ، قال : يا أحمد ، أرأيت ؟ قلت :حسبي هذا يا بن رسول الله .

‹ صفحة 345 ›

فسار حتى أتى بي جبلا محيطا بالدنيا ، ما الدنيا عنده إلا مثل سكرجة ( 1 ) ،فقال : أتدري أين أنت ؟
قلت الله ، ورسوله ، وابن رسوله ، أعلم .قال : هذا جبل محيط بالدنيا . وإذا أنا بقوم عليهم ثياب بيض ، فقال : يا أحمد ،هؤلاء قوم موسى ، فسلم عليهم . فسلمت عليهم فردوا علينا السلام .قلت : يا بن رسول الله ، قد نعست .
قال : تريد أن تنام على فراشك ؟ قلت : نعم .
فركض برجله ركضة ، ثم قال : نم ( 2 ) . فإذا أنا في منزلي نائم ، وتوضأت وصليتالغداة في منزلي . ( 3 )
والحمد لله أولا وآخرا .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 338 ›
( 1 ) قرب الإسناد : 146 ، الكافي 1 : 225 / 7 ، إثبات الوصية : 167 ، عيون المعجزات : 99 ، روضة
الواعظين : 213 ، إعلام الورى : 304 ، الخرائج والجرائح 1 : 333 / 24 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 299 .
( 2 ) قرب الإسناد : 144 ، الخرائج والجرائح 1 : 312 / 5 ، الصراط المستقيم 2 : 190 / 5 .
‹ هامش ص 339 ›
( 1 ) في " م ، ط " : يشاهدوني .
( 2 ) صحف في " م ، ط ، ع " : قرير المعالب ، وفي مدينة المعاجز : قريش المقالب ، وكذا في الموضع الآتي والظاهر
صحة ما في المتن ، وهو جبل قرب منى ، بينه وبين مسجد منى ألف وخمسمائة وثلاثون ذراعا . راجع أخبار مكة
للأزرقي 2 : 185 ، الأعلاق النفيسة لابن رسته : 60 .
( 3 ) ذو طوى : موضع عند مكة ، معجم البلدان 4 : 45 .
( 4 ) في " ط " : ولا كسلان . فسألته سالبة من الليل ثم غشيني النعاس .
‹ هامش ص 340 ›
( 1 ) الخرائج والجرائح 1 : 310 / 4 ، الصراط المستقيم 2 : 190 / 4 ، إثبات الهداة 5 : 569 / 130 .
( 2 ) في " ع ، م " : الخياط ، تصحيف ، صوابه ما في المتن راجع رجال النجاشي : 301 ، معجم رجال الحديث 9 : 180 .
( 3 ) صحف في النسخ : عمران ، وما في المتن هو الصواب ، وهو إسحاق بن عمار الصيرفي ، من أصحاب
الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، راجع رجال النجاشي : 71 ، معجم رجال الحديث 3 : 52 و 61 .
( 4 ) في " م ، ط " : الطير .
( 5 ) الخرائج والجرائح 1 : 313 / 6 ، الثاقب في المناقب 462 / 391 ، كشف الغمة 2 : 247 ، الصراط
المستقيم 2 : 190 / 6 .
‹ هامش ص 341 ›
( 1 ) زاد في البحار والعوالم الناقلين عن البصائر : عن الحارث بن المغيرة النضري ، والظاهر صحته كما يبدو
ذلك من سياق الكلام ، والسؤال والجواب . وفي سند البصائر : 284 / 11 : عن خالد .
( 2 ) ذكر الطبري في تاريخه 10 : 53 في حوادث هذه السنة وقوع الوباء بمكة ، فراجعه .
( 3 ) بصائر الدرجات : 284 / 11 و : 285 / 16 ، الخرائج والجرائح 2 : 714 / 12 ، مدينة المعاجز :
439 / 39 ، البحار 48 : 55 / 61 ، عوالم الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : 105 / 14 .
( 4 ) في " ع ، م " : سعد ، راجع معجم رجال الحديث 10 : 197 .
( 5 ) في " ع " : ناحيته .
( 6 ) فرج المهموم : 231 .
( 7 ) في المناقب : علي بن أبي حمزة ، والظاهر الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه
‹ هامش ص 342 ›
( 1 ) أي ثيابي " لسان العرب - بزز - 5 : 311 " .
( 2 ) هو ما تصان فيه الكتب " لسان العرب - قمطر - 5 : 117 " .
( 3 ) في " ع ، م " زيادة : يد .
( 4 ) هما محمد والحسن ابنا علي بن أبي حمزة ، كما في المناقب .
( 5 ) الهداية الكبرى : 267 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 304 " نحوه " ، إثبات الهداة : 5 : 569 / 131 ، مدينة
المعاجز : 439 / 41 .
‹ هامش ص 343 ›
( 1 ) بصائر الدرجات : 365 / 19 ، الخرائج والجرائح 1 : 359 / 13 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 334 ، كشف
الغمة 2 : 305 ، الصراط المستقيم 2 : 197 / 10 .
( 2 ) ( ووليه ) ليس في " م " .
‹ هامش ص 345 ›
( 1 ) السكرجة : إناء صغير يؤكل فيه الشئ القليل من الأدم " مجمع البحرين - سكرج - 2 : 310 " .
( 2 ) في " ع ، م " : قم .
( 3 ) نوادر المعجزات : 160 / 3 ، مدينة المعاجز : 440 / 44 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 

رد مع اقتباس
قديم 07-11-2010, 08:25 PM   #3
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي معجزات الامام الكاظم ع ( 3 )



[ معجزات الكاظم ع ]

دلائل الامامة - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - ص 317 – 322

263 / 6 - وحدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن علي ابن الزبير البلخي ببلخ ، قال : حدثنا حسام بن حاتم الأصم ، قال : حدثني أبي ، قال : قال لي شقيق - يعني ابن إبراهيم ( 2 ) البلخي - : خرجت حاجا إلى بيت الله الحرام في سنة تسع وأربعين ومائة ، فنزلنا القادسية ، قال شقيق : فنظرت إلى الناس في زيهم بالقباب والعماريات ( 3 ) والخيم والمضارب ، وكل إنسان منهم قد تزيا على قدره ، فقلت : اللهم إنهم قد خرجوا إليك فلا تردهم خائبين . فبينما أنا قائم ، وزمام راحلتي بيدي ، وأنا أطلب موضعا أنزل فيه منفردا عن الناس ، إذ نظرت إلى فتى حدث السن ، حسن الوج ، شديد السمرة ، عليه سيماء العبادة وشواهدها ، وبين عينيه سجادة ( 4 ) كأنها كوكب دري ، وعليه من فوق ثوبه شملة من صوف ، وفي رجله نعل عربي ، وهو منفرد في عزلة من الناس ، فقلت في نفسي : هذا الفتى من هؤلاء الصوفية المتوكلة ، يريد أن يكون كلا على الناس في هذا الطريق ، والله لأمضين إليه ، ولأوبخنه . قال : فدنوت منه ، فلما رآني مقبلا نحوه قال لي : يا شقيق * ( اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ) * ( 5 ) وقرأ الآية ، ثم تركني ومضى ، فقلت في ‹ صفحة 318 › نفسي : قد تكلم هذا الفتى على سري ، ونطق بما في نفسي ، وسماني باسمي ، وما فعل هذا إلا وهو ولي الله ، ألحقه وأسأله أن يجعلني في حل ، فأسرعت وراءه ، فلم ألحقه ، وغاب عن عيني ، فلم أره . وارتحلنا حتى نزلنا واقصة ( 1 ) ، فنزلت ناحية من الحاج ، ونظرت فإذا صاحبي قائم يصلي على كثيب رمل ، وهو راكع وساجد ، وأعضاؤه تضطرب ، ودموعه تجري من خشية الله ( عز وجل ) ، فقلت : هذا صاحبي ، لأمضين إليه ، ثم لأسألنه أن يجعلني في حل ، فأقبلت نحوه ، فلما نظر إلي مقبلا قال لي : يا شقيق * ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) *( 2 ) ثم غاب عن عيني فلم أره ، فقلت : هذا رجل من الأبدال ( 3 ) ، وقد تكلم على سري مرتين ، ولو لم يكن عند الله فاضلا ما تكلم على سري . ورحل الحاج وأنا معهم ، حتى نزلنا بزبالة ( 4 ) ، فإذا أنا بالفتى قائم على البئر ، وبيده ركوة يستقي بها ماء ، فانقطعت الركوة في البئر ، فقلت : صاحبي والله ، فرأيته قد رمق السماء بطرفه ، وهو يقول : أنت ربي إذا ظمأت إلى الماء * وقوتي إذا أردت الطعاما إلهي وسيدي مالي سواها ، فلا تعدمنيها . قال شقيق : فوالله ، لقد رأيت البئر وقد فاض ماؤها حتى جرى على وجه الأرض ، فمد يده ، فتناول الركوة ، فملأها ماء ، ثم توضأ ، فأسبغ الوضوء ، وصلى ركعات ، ثم مال إلى كثيب رمل أبيض ، فجعل يقبض بيده من الرمل ويطرحه في الركوة ، ثم يحركها ويشرب ، فقلت في نفسي : أتراه قد حول الرمل سويقا ؟ ! فدنوت منه فقلت له : أطعمني رحمك الله ، من فضل ما أنعم الله به عليك . ‹ صفحة 319 › فنظر وقال لي : يا شقيق ، لم تزل نعمة الله علينا أهل البيت سابغة ، وأياديه لدينا جميلة ، فأحسن ظنك بربك ، فإنه لا يضيع من أحسن به ظنا . فأخذت الركوة من يده وشربت ، فإذا سويق وسكر ، فوالله ما شربت شيئا قط ألذ منه ، ولا أطيب رائحة ، فشبعت ورويت ، وأقمت أياما لا أشتهي طعاما ولا شرابا ، فدفعت إليه الركوة . ثم غاب عن عيني ، فلم أره حتى دخلت مكة وقضيت حجي ، فإذا أنا بالفتى في هدأة من الليل ، وقد زهرت النجوم ، وهو إلى جانب قبة الشراب ( 1 ) راكعا ساجدا ، لا يريد مع الله سواه ، فجعلت أرعاه وأنظر إليه ، وهو يصلي بخشوع وأنين وبكاء ، ويرتل القرآن ترتيلا ، فكلما مرت آية فيها وعد ووعيد رددها على نفسه ، ودموعه تجري على خده ، حتى إذا دنا الفجر جلس في مصلاه يسبح ربه ويقدسه ، ثم قام فصلى الغداة ، وطاف بالبيت أسبوعا ، ( 2 ) وخرج من باب المسجد ، فخرجت ، فرأيت لهحاشية وموال ، وإذا عليه لباس خلاف الذي شاهدت ، وإذا الناس من حوله يسألونه عن مسائلهم ، ويسلمون عليه ، فقلت لبعض الناس ، أحسبه من مواليه : من هذا الفتى ؟ فقال لي : هذا أبو إبراهيم ، عالم آل محمد . قلت : ومن أبو إبراهيم ؟ قال : موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) . فقلت : لقد عجبت أن توجد هذه الشواهد إلا في هذه الذرية .

( 3 ) 264 / 7 - وحدثني القاضي أبو الفرج المعافى ، قال : حدثنا أحمد بن إسماعيل الكاتب ، قال : كان بحضرة باب الرشيد رجل من الأنصار يقال له ( نفيع ) وكان عريضا ، وكان آدم بن عبد العزيز شاعرا ظريفا ، فاتفقا يوما بباب الرشيد ، وحضر موسى ‹ صفحة 320 › ابن جعفر على حمار له ، فلما قرب قام الحاجب إليه ، فأدخله من الباب ، فقال نفيع لآدم : من هذا ؟ فقال : أو ما تعرفه ؟ قال : لا . قال : هذا شيخ آل أبي طالب اليوم ، هذا فلان بن فلان . فقال : تبا لهؤلاء القوم يكرمون هذا الاكرام من يقصد ليزيلهم عن سريرهم ، أما إنه إن خرج لأسوأنه . قال فقال له آدم : لا تفعل ، إن هؤلاء قوم قد أعطاهم الله ( عز وجل ) حظا في ألسنتهم ، وقلما ناوأهم إنسان ، أو تعرض لهم ، إلا ووسموه بسمة سوء . فقال له : سترى . وخرج موسى فوثب إليه نفيع فأخذ بلجام حماره ، وقال له : من أنت ؟ فقال بوقار : إن كنت تريد النسب فأنا ابن محمد حبيب الله بن إسماعيل ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله . وإن كنت تريد البيت فهو البيت الذي أوجب الله ( جل ذكره ) على المسلمين كافة ، وعليك إن كنت منهم ، أن يحجوا إليه . وإن كنت تريد المنافرة ، فوالله ما رضي مشركو قومي بمسلمي قومك ( 1 ) أكفاء حتى قالوا : يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش . قال : فاسترخت أصابعه من اللجام وتركه .


( 2 ) 265 / 8 - قال : قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد سفيان ، قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا الأعمش ، قال : لحقت موسى بن جعفر الكاظم الغيظ ( عليه السلام ) وهو في حبس الرشيد فرأيته يخرج من حبسه ويغيب ثم يدخل من حيث لا يرى .


( 3 ) 266 / 9 - قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد سفيان ، قال : حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، قال : رأيت كاظم الغيظ ( عليه السلام ) عند الرشيد وقد خضع له ، فقال له عيسى ابن أبان : يا أمير المؤمنين ، لم تخضع له ؟ ‹ صفحة 321 › قال : رأيت من ورائي أفعى تضرب بنابها وتقول : أجبه بالطاعة وإلا بلعتك . ففزعت منها فأجبته .


( 1 ) 267 / 10 - قال أبو جعفر : حدثنا عبد الله بن محمد البلوي ، قال : حدثنا غالب ابن مرة ومحمد بن غالب ، قالا : كنا في حبس الرشيد ، فأدخل موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ، فأنبع الله له عينا وأنبت له شجرة ، فكان منهما يأكل ويشرب ونهنيه ، وكان إذا دخل بعض أصحاب الرشيد غابت حتى لا ترى .


( 2 ) 268 / 11 - قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد سفيان ، عن وكيع ، قال : قال الأعمش : رأيت موسى بن جعفر ( عليه السلام ) وقد أتى شجرة مقطوعة موضوعة فمسها بيده فأورقت ، ثم اجتنى منها ثمرا وأطعمني .


( 3 ) 269 / 12 - قال أبو جعفر : حدثنا هشام بن منصور ، عن رشيق مولى الرشيد ، قال : وجه بي الرشيد في قتل موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ، فأتيته لأقتله ، فهز عصا كانت في يده فإذا هي أفعى ، وأخذت هارون الحمى ، ووقعت الأفعى في عنقه حتى وجه إلي بإطلاقه فأطلقت عنه .


( 4 ) 270 / 13 - قال أبو جعفر : حدثنا علقمة بن شريك بن أسلم ، عن موسى بن هامان ( 5 ) ، قال : رأيت موسى بن جعفر ( عليه السلام ) في حبس الرشيد وتنزل عليه مائدة من السماء ، ويطعم أهل السجن كلهم ثم يصعد بها من غير أن ينقص منها شئ .


( 6 ) 271 / 14 - قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد البلوي ، قال : حدثنا عمارة بن زيد ، قال : قال إبراهيم بن سعد : أدخل إلى موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ‹ صفحة 322 › بسباع لتأكله ، فجعلت تلوذ به وتبصبص له ، وتدعو له بالإمامة ، وتعوذ به من شر الرشيد ، فلما بلغ ذلك الرشيد أطلق عنه ، وقال : أخاف إن يفتنني ويفتن الناس ومن معي . ( 1 )
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 317 ›
( 1 ) تقدمت تخريجاته في الحديث الرابع .
( 2 ) في " ع ، ط " : يعني إبراهيم .
( 3 ) جمع عمارية : الهودج الذي يجلس فيه .
( 4 ) أي أثر السجود في الجبهة .
( 5 ) الحجرات 49 : 12 .

‹ هامش ص 318 ›
( 1 ) منزل بطريق مكة ، ينزله الحاج ، دون زبالة بمرحلتين ، معجم البلدان 5 : 354 .
( 2 ) طه 20 : 82 .
( 3 ) قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم ، سموا بذلك لأنهم كلما مات واحد منهم أبدل الله مكانه آخر . انظر " النهاية 1 : 107 ، مجمع البحرين - بدل - 5 : 319 " .
( 4 ) قرية عامرة بين واقصة والثعلبية بطريق مكة من الكوفة . معجم البلدان 3 : 129 .

‹ هامش ص 319 ›
( 1 ) في " ع " : بيت فيه الشراب ، وفي " ط " : بيت فيه السراب .
( 2 ) أي سبع مرات .
( 3 ) تذكرة الخواص : 348 ، صفة الصفوة 2 : 185 ، كشف الغمة 2 : 213 ، الفصول المهمة : 233 ، إسعاف الراغبين : 247 .

‹ هامش ص 320
( 1 ) مشركو قومي : أي قريش ، ومسلمو قومك : أي الأنصار .
( 2 ) أمالي المرتضى 1 : 274 ، إعلام الورى : 307 ، أعلام الدين : 305 ، مدينة المعاجز : 452 .
( 3 ) إثبات الهداة 5 : 566 / 117 ، مدينة المعاجز : 427 / 5 .

‹ هامش ص 321 ›
( 1 ) نوادر المعجزات : 163 / 5 .
( 2 ) نوادر المعجزات : 163 / 6 ، إثبات الهداة 5 : 567 / 119 ، مدينة المعاجز : 427 / 7 .
( 3 ) نوادر المعجزات : 164 / 7 .
( 4 ) نوادر المعجزات : 164 / 8 .
( 5 ) في " م " : ماهان .
( 6 ) نوادر المعجزات : 164 / 9 ، إثبات الهداة 5 : 567 / 122 ، مدينة المعاجز : 427 / 8 .

‹ هامش ص 322 ›
( 1 ) نوادر المعجزات : 165 / 10 ، مدينة المعاجز : 428 / 10 . ( 2 ) نوادر المعجزات : 163 / 4 ، مدينة المعاجز : 428 / 11 . ( 3 ) الدراعة : جبة مشقوقة المقدم .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 

رد مع اقتباس
قديم 07-11-2010, 08:33 PM   #4
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي معجزاته ع 4



[ معجزات الكاظم ع ]


دلائل الامامة - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - ص 328 - 333

284 / 27 - وأخبرني علي بن هبة الله الموصلي ، قال : حدثني أبو جعفر محمد ابن علي بن الحسين بن موسى القمي ، عن أبيه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي ، قال : حدثنا حماد بن عيسى الجهني ، قال : دخلت على أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) ، فقلت له : جعلت فداك ، ادع الله أن يرزقني دارا ، وزوجة ، وولدا ، وخادما ، وأحج في كل سنة .
فرفع يده ثم قال : اللهم صل على محمد وآل محمد ، وارزقه دارا ، وزوجة ، وولدا ، وخادما ، والحج خمسين سنة .قال حماد : فحججت ثمان وأربعين سنة ، وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي ،وهذا ابني ، وهذا خادمي .
وحج بعد هذا الكلام حجتين ، ثم خرج بعد الخمسين فزامل أبا العباس النوفلي ، فلما صار في موضع الاحرام دخل يغتسل ، فجاء الوادي فحمله ، فغرق ، فمات ، ودفن بسيالة ( 2 ) .


285 / 28 - وروى الحسن ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا محمد بن علي الصيرفي ، عن علي بن محمد ، عن الحسن ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال : سمعت العبد الصالح ( عليه السلام ) يقول : لما حضر أبي الموت قال : يا بني لا يلي غسلي غيرك ، فإنيغسلت أبي ، وغسل أبي أباه ، والحجة يغسل الحجة .

‹ صفحة 329 ›

قال : فكنت أنا الذي غمضت أبي ، وكفنته ، ودفنته بيدي . وقال : يا بني ، إن عبد الله أخاك يدعي الإمامة بعدي ، فدعه ، وهو أول من يلحق بي من أهلي . فلما مضى أبو عبد الله ( عليه السلام ) أرخى أبو الحسن ستره ، ودعا عبد الله إلى نفسه .قال أبو بصير : جعلت فداك ، ما بالك حججت العام ( 1 ) ، ونحر عبد الله جزورا ؟قال : إن نوحا لما ركب السفينة وحمل فيها من كل زوجين اثنين ، حمل كل شئ ، إلا ولد الزنا ، فإنه لم يحمله ، وقد كانت السفينة مأمورة ، فحج نوح فيها ، وقضى مناسكه .قال أبو بصير : فظننت أنه عرض بنفسه ، وقال : أما إن عبد الله لا يعيش أكثرمن سنة . فذهب أصحابه حتى انقضت السنة . قال : فهذه فيما يموت . قال : فمات في تلك السنة . ( 2 )


286 / 29 - وعنه ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، عن محمد بن علي ، عن عليابن محمد ، عن الحسن ، عن أبيه علي بن أبي حمزة ، قال : كنا بمكة وأصاب الناس تلك السنة صاعقة ، ومات من ذلك خلق كثير ، فدخلت على أبي الحسن ( عليه السلام ) ، فقال ليمبتدئا : يا علي ، ينبغي للغريق والمصعوق أن يتربص به ثلاثا ، إلا أن يجئ منه ريح يدل على موته .قلت : جعلت فداك ، كأنك تخبرني أنه قد دفن ناس كثير ما ماتوا إلا فيقبورهم ؟ قال : نعم . ( 3 )


287 / 30 - وروى الحسن ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، [ عن محمد بنعلي ] ( 4 ) ، عن علي بن محمد ، عن الحسن ، [ عن أبيه علي بن أبي حمزة ] ( 5 ) ، عن

‹ صفحة 330 ›

الأخطل الكاهلي ، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي ، قال : حججت فدخلت عليه ، فقال لي : اعمل خيرا في سنتك هذه ، فقد دنا أجلك . فبكيت ، فقال : ما يبكيك ؟ قلت : جعلت فداك ، نعيت إلي نفسي . فقال لي : أبشر ، فإنك من شيعتنا ، وإنك إلى خير . قال الأخطل : لما لبث عبد الله بعد ذلك إلا يسيرا حتى مات . ( 1 )



288 / 31 - وعنه ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، عن محمد بن علي ، عن علي ابن محمد ، عن الحسن ، عن عيسى شلقان ، قال : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) أريد أن أسأله عن أبي الخطاب ، فقال مبتدئا : ما يمنعك أن تلقى ابني ، فتسأله عن جميع ما تريد . قال : فذهبت إليه وهو قاعد في الكتاب ، وعلى شفتيه أثر مداد ، فقال لي مبتدئا : يا عيسى ، إن الله ( تبارك وتعالى ) أخذ ميثاق النبيين على النبوة ، فلن يتحولوا إلى غيرها عنها أبدا ، وأخذ ميثاق الوصيين على الوصية ، فلن يتحولوا عنها أبدا ، وأعار قوما الإيمان زمانا ، ثم سلبهم إياه ، وإن أبا الخطاب ممن أعير الإيمان ثم سلبه الله إياه . قال : فضممته إلى صدري وقبلت بين عينيه ، فقلت : بأبي أنت وأمي * ( ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) * ( 2 ) .ثم رجعت إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) فقال لي : ما صنعت يا عيسى ؟ قلت له : بأبي أنت وأمي ، أتيته فأخبرني ، مبتدئا من غير أن أسأله عن شئ ، بجميع ما أردت .قال : يا عيسى ، إن ابني الذي رأيته ، لو سألته عما بين دفتي المصحف لأجابك فيه بعلم .
قال عيسى : ثم أخرجه ذلك اليوم من الكتاب ، فعلمت عند ذلك أنه صاحبهذا الأمر . ( 3 )


289 / 32 - وروى الحسن ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، عن محمد بن علي ،

‹ صفحة 331 ›

عن علي ، عن الحسن بن علي ، عن علي بن أبي حمزة ، قال : أرسلني أبو الحسن ( عليه السلام ) إلى رجل من أهل الوازارين ، قلت : ليس يعرف الوازارين . قال : الوازارين الذي يشتري غدد اللحم . قلت : قد عرفته .
قال : أتعرف فيه زقاقا يباع فيه الجواري ؟ قلت : نعم . قال : فإن على باب الزقاق شيخ يقعد على ظهر الطريق ، بين يديه طبق فيه نبع ( 1 ) ، يبيعه بنفسه للصبيان بفلس فلس ، فائته واقرئه مني السلام ، وأعطه هذه الثمانية عشر درهما ، وقل له : يقول لك أبو الحسن : انتفع بهذه الدراهم ، فإنها تكفيك حتى تموت .
قال : فأتيت الموضع ، فطلبت الرجل فلم أجده في موضعه ، فسألت عنه ، فقالوا : هذه الساعة يجئ ، فلم ألبث أن جاء فقلت : فلان يقرئك السلام ، وهذه الدنانير خذها ، فإنها تكفيك حتى تموت . فبكى الشيخ ، فقلت له : ما يبكيك ؟ قال : ولم لا أبكي وقدنعيت إلي نفسي ؟ !
فقلت : ما عند الله خير لك مما أنت فيه . قال : من أنت ؟ قلت : أنا علي بن أبي حمزة .قال : والله ، ما كذبني ، قال لي سيدي ومولاي : أنا باعث إليك مع علي بن أبي
حمزة برسالتي . فقلت : ومن أنت ، لا أعرفك من إخواني ؟ قال : أنا عبد الله بن صالح . قلت : وأين المنزل ؟قال : في سكة البربر ( 2 ) ، عند دار أبي داود ، وأنا معروف في منزلي ، إذا سألت عني هناك .قال : فلبثت عشرين ليلة وسألت عنه ، فخبرت أنه شاك منذ أيام ، فأتيت

‹ صفحة 332 ›

الموضع الذي وصف ، فإذا الرجل في حد الموت ، فسلمت عليه فأثبتني ( 1 ) ، فقلت له : أوصني بما أحببت ، أنفذه من مالي . قال : يا علي ، لست أخلف إلا ابنتي ، وهذه الدويرة ، فإذا أنا مت فزوج ابنتي ممن أحببت من إخوانك ، ولا تزوجها إلا من رجل يدين الله بدينك ، فإذا فعلت ، فبع داري واحمل ثمنها إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) ، ولتشهد لي بالوصية ، ولا يلي أحد غسلي غيرك حتى تدخلني قبري . ففعلت جميع ما أوصاني به ، وزوجت ابنته رجال من أصحابنا له دين ، وبعت داره ، وحملت الثمن إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) ، وأخبرته بجميع ما أوصاني به .فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : رحمه الله ، قد كان من شيعتنا ، وكان لا يعرف . ( 2 )


290 / 33 - وروى الحسن ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، عن محمد بن علي ، عن علي ، عن شعيب العقرقوفي ، قال : بعثت مولاي إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) ومعه مائتي دينار ، وكتبت معه كتابا ، وكان من الدنانير خمسين دينارا من دنانير أختي فاطمة ،وأخذتها سرا لتمام المائتي دينار ، وكنت سألتها ذلك فلم تعطني ، وقالت : إني أريد أن أشتري بها قراح ( 3 ) فلان بن فلان . فذكر مولاي أنه قدم فسأل عن أبي الحسن ( عليه السلام ) فقيل له : إنه قد خرج ، فأسرع في السير ، فقال : والله ، إني لأسير من المدينة إلى مكة في ليلة مظلمة ، وإذا الهاتف يهتف بي : يا مبارك ، يا مبارك ( 4 ) مولى شعيب العقرقوفي ! قلت : من أنت ؟ قال : أنا معتب يقول لك أبو الحسن ( عليه السلام ) : هات الكتاب الذي معك ، ووافني بما معك إلى منى .قال : فنزلت من محملي ، فدفعت إليه الكتاب ، وصرت إلى منى ، فدخلت عليه

‹ صفحة 333 ›

وطرحت الدنانير عنده ، فجر بعضها إليه ، ودفع بعضها بيده ، ثم قال لي : يا مبارك ، ادفع هذه الدنانير إلى شعيب ، وقل له : يقول لك أبو الحسن : ردها إلى موضعها الذي أخذتها منه ، فإن صاحبتها تحتاج إليها .قال : فخرجت من عنده ، وقدمت على شعيب ، فقلت له : قد رد عليك من الدنانير التي بعثت بها خمسين دينارا ، وهو يقول لك : ردها إلى موضعها الذي أخذتها منه ، فما قصة هذه الدنانير ، فقد دخلني من أمرها ما الله به عليم . فقال : يا مبارك ، إني طلبت من فاطمة أختي خمسين دينارا لتمام هذه الدنانير ، فامتنعت ، وقالت : أريد أن أشتري بها قراح فلان بن فلان ، فأخذتها سرا ، ولم ألتفتإلى كلامها . قال شعيب : فدعوت بالميزان فوزنتها ، فإذا هي خمسون دينارا ، لا تزيد ولا تنقص .
قال : فوالله ، لو حلفت عليها أنها دنانير فاطمة لكنت صادقا .قال شعيب : فقلت لمبارك : هو والله إمام فرض الله طاعته ، وهكذا صنع بي ( 1 ) أبو عبد الله ( عليه السلام ) الإمام من الإمام . ( 2 )
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 328 ›
( 1 ) إثبات الوصية : 166 ، عيون المعجزات : 98 ، الخرائج والجرائح 1 : 317 / 10 ، الثاقب في المناقب :
462 / 392 ، فرج المهموم : 230 ، كشف الغمة 2 : 241 ، الصراط المستقيم 2 : 190 / 7 .
( 2 ) وهي أول مرحلة لأهل المدينة إذا أرادوا مكة . معجم البلدان 3 : 292 .
قرب الإسناد : 128 ، إثبات الوصية : 168 ، أمالي المفيد : 12 / 11 ، الاختصاص : 205 ، رجال الكشي :
316 / 572 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 306 .
‹ هامش ص 329 ›
( 1 ) في إثبات الوصية : ما بالك ما ذبحت العام .
( 2 ) إثبات الوصية : 167 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 224 .
( 3 ) الكافي 3 : 210 / 6 ، التهذيب 1 : 338 / 159 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 292 .
( 4 ) أضفناه بدلالة ما تقدم من الأسانيد في هذا الباب ، وما يأتي ، راجع معجم رجال الحديث 16 : 289 .
( 5 ) أضفناه كما في سند الحديثين السابقين ، ورجال الكشي .
‹ هامش ص 330 ›
( 1 ) رجال الكشي : 448 / 842 .
( 2 ) آل عمران 3 : 34 .
( 3 ) قرب الإسناد : 143 ، الخرائج والجرائح 2 : 653 / 5 ، مدينة المعاجز : 433 / 26 .
‹ هامش ص 331 ›
( 1 ) النبع : شجر ينبت في قلة الجبل تتخذ منه القسي والسهام .
( 2 ) في " ع ، م " : للبربر .
‹ هامش ص 332 ›
( 1 ) أي عرفني حق المعرفة " لسان العرب - ثبت - 2 : 20 " .
( 2 ) مدينة المعاجز : 433 / 27 .
( 3 ) القراح : المزرعة التي ليس عليها بناء ولا فيها شجر " الصحاح - قرح - 1 : 396 " .
( 4 ) ( يا مبارك ) ليس في " ع " .
‹ هامش ص 333 ›
( 1 ) ( بي ) ليس في " ط " .
( 2 ) مناقب ابن شهرآشوب 4 : 293 ، مدينة المعاجز : 434 / 28 .
( 3 ) في " م " : إن .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 

رد مع اقتباس
قديم 07-11-2010, 08:51 PM   #5
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي [ معجزات الكاظم ع ] (5)



[ معجزات الكاظم ع ] (5)

دلائل الامامة - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - ص 322 - 328
272 / 15 - قال أبو جعفر : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا وكيع ، عن إبراهيم بن الأسود ، قال : رأيت موسى بن جعفر ( عليه السلام ) صعد إلى السماء ونزل ومعه حربة من نور فقال : أتخوفونني بهذا ؟ ! - يعني الرشيد - لو شئت لطعنته بهذه الحربة . فأبلغ ذلك الرشيد فأغمي ثلاثا وأطلقه .

( 2 ) 273 / 16 - أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون ، قال : حدثنا أبي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا أبو علي أحمد بن محمد العطار ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران ابن الحجاج ، قال : حدثنا إبراهيم بن الحسن بن راشد ، عن علي بن يقطين ، قال : كنت واقفا بين يدي الرشيد إذ جاءته هدايا من ملك الروم ، كانت فيها دراعة ( 3 ) ديباج مذهبة سوداء ، لم أر شيئا أحسن منها ، فنظر إلي وأنا أحد إليها النظر ، فقال : يا علي ، أعجبتك ؟ قلت : إي والله يا أمير المؤمنين . قال : خذها . فأخذتها وانصرفت بها إلى منزلي ،وشددتها في منديل ، ووجهتها إلى المدينة ، فمكثت ستة أشهر - أو سبعة أشهر - ثم انصرفت يوما من عند هارون ، وقد تغديت بين يديه ، فقام إلي خادمي الذي يأخذ ثيابي بمنديل على يديه ، وكتاب مختوم ، وطينه رطب ، فقال : جاء بهذه الساعة رجل ، فقال : ادفع هذا إلى مولاك ساعة يدخل . ففضضت الكتاب ، فإذا فيه : " يا علي ، هذا وقت حاجتك إلى الدراعة " . فكشفت طرف المنديل عنها ، ودخل علي خادم هارون فقال : أجب أمير المؤمنين . فقلت : أي شئ حدث ؟ قال : لا أدري ، فمضيت ودخلت عليه ، وعنده عمر ‹ صفحة 323 › ابن بزيع واقفا بين يديه ، فقال : يا علي ، ما فعلت الدراعة التي وهبتها لك ؟ قلت : ما كساني أمير المؤمنين أكثر من ذلك ، فعن أي دراعة تسألني يا أمير المؤمنين ؟ قال : الدراعة الديباج السوداء المذهبة . قلت : ما عسى أن يصنع مثلي بمثلها ؟ ! إذا انصرفت من دار أمير المؤمنين دعوت بها فلبستها ، وصليت بها ركعتين - أو أربع ركعات - ولقد دخل علي الرسول ودعوت بها لأفعل ذلك . فنظر إلى عمر بن بزيع وقال : أرسل من يجيئني بها . فأرسلت خادمي ، فجاءني بها ، فلما رآها قال : يا عمر ، ما ينبغي لنا أن نقبل قول أحد على علي بعد هذا . وأمر لي بخمسين ألف درهم ، فحملتها مع الدراعة ، وبعثت بها وبالمال من يومي ذلك .

( 1 ) 274 / 17 - وروى الحسين بن محمد بن عامر ، عن المعلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن محمد بن علي ، عن خالد الجوان ، قال : دخلت على أبي الحسن ( عليه السلام ) وهو في عرصة داره ، وهو يومئذ بالرميلة ، فلما نظرت إليه قلت في نفسي : بأبي وأمي سيدي ، مظلوم مغصوب مضطهد ، ثم دنوت منه فقبلت بين عينيه ، ثم جلست بين يديه ، فالتفت إلي ثم قال : يا خالد ، نحن أعلم بهذا الأمر ، فلا يضيقن هذا في نفسك . قلت : جعلت فداك ، والله ، ما أردت بهذا شيئا . فقال : نحن أعلم بهذا الأمر من غيرنا ، وإن لهؤلاء القوم مدة وغاية ، لا بد من الانتهاء إليها . قلت : لا أعود ، ولا أضمر في نفسي شيئا .


( 2 ) 275 / 18 - أخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد ابن علي بن الحسين بن موسى ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، ‹ صفحة 324 › عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، قال : دخلت على عبد الله بن جعفر بن محمد بعد موت أبي عبد الله ( عليه السلام ) وكان ادعى الإمامة ، فسألته عن شئ من الزكاة ، فقلت له : كم في المائة ؟ فقال : خمسة دراهم . قلت : وكم في نصف المائة ؟ قال : درهمين ونصف . فقلت : ما قال بهذا أحد من الأمة . فخرجت من عنده إلى قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مستغيثا برسول الله ، فقلت : يا رسول الله ، إلى من ؟ إلى القدرية ؟ إلى الحرورية ؟ ( 1 ) إلى المرجئة ؟ إلى الزيدية ؟ فإني لكذلك إذ أتاني رسول أبي الحسن ( عليهالسلام ) ، غلام صغير دون الخماسي ، فقال : أجب مولاك موسى بن جعفر . فأتيته فلما بصر بي من صحن الدار ابتدأني فقال : يا هشام ! قلت : لبيك . قال : لا إلى القدرية ، ولا إلى الحرورية ، ولا إلى المرجئة ، ولا إلى الزيدية ، ولكن إلينا . فقلت : أنت صاحبي ، فسألته فأجابني عن كل ما أردت


( 2 ) . 276 / 19 - وبإسناده إلى محمد بن أبي عمير ، عن سليم مولى علي بن يقطين ، قال : أردت أن أكتب إليه أسأله : هل يتنور الرجل وهو جنب ؟ فكتب إلي ( عليه السلام ) قبل أن أكتب إليه مبتدئا : " النورة تزيد الجنب نظافة ولكن لا يجامع الرجل مختضبا ، ولا تجامع المرأة مختضبة " .


( 3 ) 277 / 20 - وروى عبد الله بن إبراهيم ، عن إبراهيم بن محمد ، قال : حدثنا ‹ صفحة 325 › علي بن المعلى ، قال : حدثنا ابن أبي حمزة ، عن سيف بن عميرة ، عن إسحاق بن عمار ، قال : سمعت العبد الصالح ( عليه السلام ) يقول ونعى إلى رجل نفسه ، فقلت في نفسي : والله ، إنه ليعلم متى يموت الرجل من شيعته ! فقال شبه المغضب : يا إسحاق ، قد كان رشيد الهجري يعلم علم المنايا والبلايا ، والإمام أولى بعلم ذلك . ( 1 ) 278 / 21 - وبإسناده عن سيف بن عميرة ، عن إسحاق بن عمار ( 2 ) ، قال : سمعت العبد الصالح ( عليه السلام ) ينعى إلى رجل نفسه ، قلت في نفسي : إنه ليعلم متى يموت الرجل من شيعته ! فالتفت إلي شبه المغضب ، فقال : يا إسحاق ، كان رشيد الهجري من المستضعفين ، وكان يعلم علم المنايا والبلايا ، والحجة أولى بعلم ذلك . ثم قال : يا إسحاق ، اصنع ما أنت صانع ، عمرك قد فني ، وأنت تموت إلى سنتين ، وأخوك وأهل بيتك لا يلبثون إلا يسيرا حتى تفترق كلمتهم ، ويخون بعضهم بعضا . قال إسحاق : فقلت : إني استغفر الله مما عرض في صدري . قال سيف : فلم يلبث إسحاق بن عمار إلا يسيرا حتى مات ، وما ذهبت الأيام حتى أفلس ولد عمار ، وقاموا بأموال الناس .


( 3 ) 279 / 22 - أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون ، عن أبيه ، قال : حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد العلوي ، قال : حدثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك أبو العباس النخعي ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن عمر بن يزيد ، قال : سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول : لا يشهد أبو جعفر ( 4 ) بالناس موسما بعد السنة . ‹ صفحة 326 › وكان حج في تلك السنة ، فذهب عمر فخبر ( 1 ) أنه يموت في تلك السنة ، وكانت تسع عشرة . وكان يروى أنه لا يملك عشرين سنة .


( 2 ) 280 / 23 - وبإسناده عن محمد بن أبي عمير ، عن عثمان بن عيسى ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، قال : أرسل إلي أبو الحسن ( عليه السلام ) أن " تحول عن منزلك " فشق ذلك علي ، فقلت : نعم . ولم أتحول فأرسل إلي " تحول " فطلبت منزلا فلم أجد ، وكان منزلي موافقا لي ، فأرسل إلي الثالثة ( 3 ) أن " تحول عن منزلك " . قال عثمان : فقلت : لا والله ، لا أدخل عليك هذا المنزل أبدا . قال : فلما كان بعد يومين عند العشاء إذا أنا بإبراهيم قد جاء ، فقال : ما تدري ما لقيت اليوم ؟ فقلت : وما ذاك ؟ قال : ذهبت استقي ماء من البئر ، فخرج الدلو ملآن عذرة ، وقد عجنا من البئر ، فطرحنا العجين ، وغسلنا ثيابنا ، فلم أخرج منذ اليوم ، وقد تحولت إلى المنزل الذي اكتريت . فقلت له : وأنت أيضا تتحول . وقلت له : إذا كان غدا - إن شاء الله - حين ننصرف من الغداة نذهب إلى منزلك ، فندعو لك بالبركة . فلما خرجت من المنزل سحرا ، فإذا إبراهيم عند القبر ، فقال : تدري ما كان الليلة ؟ فقلت : لا والله . فقال : سقط منزلي العلو والسفل


( 4 ) . 281 / 24 - وحدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال : حدثني أبو النجم بدر ابن الطبرستاني ، قال : حدثني أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني ( 5 ) ، رفعه إلى ‹ صفحة 327 › يعقوب السراج ، قال : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) وهو واقف على أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) ، وهو في المهد فجعل يساره طويلا ، فلما فرغ قال لي : ادن فسلم على مولاك . فدنوت فسلمت عليه ، ثم قال لي : إمض فغير اسم ابنتك . وكنت قد سميتها باسم الحميراء فغيرته .


( 1 ) 282 / 25 - وبإسناده عن أبي جعفر محمد بن علي ، قال : إن أبا حنيفة صار إلى باب أبي عبد الله ( عليه السلام ) ليسأله عن مسألة ، فلم يأذن له ، فجلس ينتظر الإذن ، فخرج أبو الحسن ( عليه السلام ) ، وسنه خمس سنين ، فدعاه وقال له : يا غلام ، أين يضع المسافر خلاه في بلدكم هذا ؟ فاستند أبو الحسن ( عليه السلام ) إلى الحائط ، وقال له : يا شيخ ، يتوقى شطوط الأنهار ، ومساقط الثمار ، ومنازل النزال ، وأفنية المساجد ، ولا يستقبل القبلة ، ولا يستدبرها ، ويتوارى خلف جدار ، ويضعه حيث شاء . فانصرف أبو حنيفة في تلك السنة ، ولم يدخل على أبي عبد الله ( عليه السلام ) .


( 2 ) 283 / 26 - وبإسناده عن أبي جعفر محمد بن علي ، رفعه إلى علي بن أبي حمزة ، قال : كنت عند أبي الحسن ( عليه السلام ) إذ أتاه رجل من أهل الري ، يقال له ( جندب ) فسلم عليه وجلس ، فسأله أبو الحسن ( عليه السلام ) فأحسن السؤال ، فقال له : ما فعل أخوك ؟ فقال : بخير ، جعلت فداك ، وهو يقرئك السلام . قال : يا جندب ، أعظم الله أجرك في أخيك . فقال : ورد ، والله ، علي كتابه لثلاثة ( 3 ) عشر يوما بالسلامة . فقال : يا جندب ، إنه ، والله ، مات بعد كتابه بيومين ، ودفع إلى امرأته مالا ، وقال : ليكن هذا عندك ، فإذا قدم أخي فادفعيه إليه ، وقد أودعته الأرض ، في البيت الذي كان هو فيه ، فإذا أنت أتيتها ‹ صفحة 328 › فتلطف لها ، وأطمعها في نفسك ، فإنها ستدفعه إليك . قال علي بن أبي حمزة : فلقيت جندبا بعد ذلك ، فسألته عما كان قال أبوالحسن ( عليه السلام ) ، فقال : صدق ، والله ، سيدي ، ما زاد ولا نقص . ( 1 )
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 322 ›
( 1 ) نوادر المعجزات : 165 / 10 ، مدينة المعاجز : 428 / 10 .
( 2 ) نوادر المعجزات : 163 / 4 ، مدينة المعاجز : 428 / 11 . ( 3 ) الدراعة : جبة مشقوقة المقدم . ‹ هامش ص 323 › ( 1 ) الارشاد : 293 ، عيون المعجزات : 99 ، إعلام الورى : 302 ، الخرائج والجرائح 1 : 334 / 25 ، كشف الغمة 2 : 224 ، الصراط المستقيم 2 : 192 / 20 . ( 2 ) بصائر الدرجات : 146 / 7 ، الخرائج والجرائح 2 : 869 / 86 ، الثاقب في المناقب : 437 / 372 .

‹ هامش ص 324 ›
( 1 ) أي الخوارج .
( 2 ) في " ط " : سألته . بصائر الدرجات : 270 / 1 نحوه في الكافي 1 : 285 / 7 ، والارشاد : 291 ، والخرائج والجرائح 1 : 331 / 23 ، ومناقب ابن شهرآشوب 4 : 290 ، وحلية الأبرار 2 : 233 .
( 3 ) بصائر الدرجات : 271 / 3 ، التهذيب 1 : 377 / 22 ، الخرائج والجرائح 2 : 652 / 4 ، الثاقب في المناقب : 438 / 374 ، الصراط المستقيم 2 : 193 / 24 .

‹ هامش ص 325 ›
( 1 ) بصائر الدرجات : 284 / 9 ، الكافي 1 : 404 / 7 ، إثبات الوصية : 166 ، كشف الغمة 2 : 242 ، ونحوه في رجال الكشي : 409 / 768 ، وإعلام الورى : 305 ، والخرائج والجرائح 2 : 712 / 9 ، ( 2 ) ( عن إسحاق بن عمار ) ليس في " ع ، م " ، والصواب إثباته كما في الحديث السابق والمصادر .
( 3 ) عيون المعجزات : 98 ، ونحوه في الخرائج والجرائح 1 : 310 / 3 ، والثاقب في المناقب : 434 / 366 ، وإثبات الهداة 5 : 504 / 16 ، ومدينة المعاجز : 459 / 94 .
( 4 ) وهو عبد الله بن محمد المنصور الخليفة العباسي ، بويع له سنة ( 136 ) وحج في خلافته مرتين ، وفي الثالثة أصيب بإسهال شديد فمات في بئر ميمون قبل أن يصل مكة سنة ( 158 ) ، راجع تاريخ بغداد 10 : 53 - 61 ، سير أعلام النبلاء 7 : 83 ، الجوهر الثمين 1 : 116 - 118 ، مآثر الإنافة 1 : 175 .

‹ هامش ص 326
( 1 ) في " ع ، م " : فخبر عمر .
( 2 ) مدينة المعاجز : 431 / 17 .
( 3 ) ( الثالثة ) ليس في " ط " .
( 4 ) قرب الإسناد : 145 " نحوه " . ( 5 ) في " ع ، م " : بن الشلمغان .

‹ هامش ص 327 ›
( 1 ) الكافي 1 : 247 / 11 ، إثبات الوصية : 162 ، الارشاد : 290 ، إعلام الورى : 299 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 287 ، الثاقب في المناقب : 433 / 365 ، كشف الغمة 2 : 221 ، الصراط المستقيم 2 : 163 ،
( 2 ) الكافي 3 : 16 / 5 ، إثبات الوصية : 162 ، تحف العقول : 411 ، الفصول المختارة من العيون والمحاسن : 43 ، أمالي المرتضى 1 : 151 ، التهذيب 1 : 30 / 18 ، إعلام الورى : 308 ،
( 3 ) في " ط " : بعد ثلاثة ، وفي " ع " : بعهد ثلاثة .

‹ هامش ص 328 ›
( 1 ) إثبات الوصية : 166 ، عيون المعجزات : 98 ، الخرائج والجرائح 1 : 317 / 10 ، الثاقب في المناقب : 462 / 392 ، فرج المهموم : 230 ، كشف الغمة 2 : 241، الصراط المستقيم 2 : 190 / 7 .
( 2 ) وهي أول مرحلة لأهل المدينة إذا أرادوا مكة . معجم البلدان 3 : 292 . قرب الإسناد : 128 ، إثبات الوصية : 168 ، أمالي المفيد : 12 / 11 ، الاختصاص : 205 ، رجال الكشي : 316 / 572 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 306 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 

رد مع اقتباس
قديم 07-11-2010, 09:08 PM   #6
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي من معجزاته ع (6)



[ معجزات الكاظم ع ]

دلائل الامامة - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - ص 333 - 338

291 / 34 - وروى الحسن ، قال : حدثنا أحمد بن محمد ، عن محمد بن علي ،عن علي ، عن الحسن ، عن أبيه علي بن أبي حمزة ، قال : قال لي أب الحسن ( عليه السلام ) مبتدئا من غير أن أسأله عن شئ : يا علي ، يلقاك غدا رجل من أهلالمغرب ، يسألك عني ، فقل له : هو والله الإمام الذي قال لنا أبو عبد الله ( عليه السلام ) ، وإذا
سأل عن الحلال والحرام فأجبه عني .قلت : ما علامته ؟قال : رجل طوال ، جسيم ، اسمه يعقوب ، وهو رائد قومه ، وإذا ( 3 ) أحب أن
تدخله علي فأدخله .

‹ صفحة 334 ›

قال : فوالله ، إني لفي الطواف ، إذ أقبل إلي رجل طوال جسيم ، فقال : إني أريدأن أسألك عن صاحبك . قلت : عن أي أصحابي ؟ قال : عن فلان بن فلان . قلت : مااسمك ؟ قال : يعقوب . قلت : من أين أنت ؟ قال : من المغرب . قلت : من أين عرفتني ؟قال : أتاني آت في منامي ، فقال لي : الق عليا فاسأله عن جميع ما تحتاج إليه ، فسألتعنك حتى دللت عليك . فقلت : اقعد في هذا الموضع حتى أفرغ من طوافي ، وآتيك إنشاء الله . فطفت ، ثم أتيته ، فكلمت رجلا عاقلا ، وطلب إلي أن أدخله على أبيالحسن ( عليه السلام ) ، فأخذت بيده ، واستأذنت ، فأذن لي ، فلما رآه أبو الحسن ( عليه السلام ) قال :يا يعقوب : قدمت أمس ، ووقع بينك وبين أخيك شر في موضع كذا وكذا ، حتىشتم بعضكم بعضا ، وليس هذا من ديني ولا دين آبائي ، ولا نأمر بهذا أحدا ، فاتق اللهوحده ، فإنكما ستعاقبان بموت ، أما أخوك فيموت في سفره قبل أن يصل إلى أهله ، وستندم أنت على ما كان ، ذلك أنكما تقاطعتما فبتر الله أعماركما .قال الرجل : جعلت فداك ، فأنا متى أجلي ؟قال : كان حضر أجلك ، فوصلت عمتك بما وصلتها في منزلك كذا وكذا فأنسأ ( 1 )الله به أجلك عشرين سنة . قال : فلقيت الرجل قابل بمكة ، فأخبرني أن أخاه توفيفي ذلك الوجه ، ودفنه قبل أن يصل إلى أهله .

( 2 ) 292 / 35 - وروى الحسن ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، عن محمد بن علي ،عن علي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، قال : دخلت المدينة وأنا شديدالمرض ، وكان أصحابنا يدخلون علي ، فلم أعقل بهم ، وذلك أنه أصابني حصر ( 3 ) ،فذهب عقلي ، فأخبرني إسحاق بن عمار أنه أقام علي بالمدينة ثلاثة أيام لا يشك أنه لايخرج منها حتى يدفنني ويصلي علي ، فخرج وأفقت بعد خروج إسحاق ، فقلتلأصحابي : افتحوا كيسي وأخرجوا منه مائة درهم ، واقسموها في أصحابي . ففعلوا .

‹ صفحة 335 ›

وأرسل إلي أبو الحسن ( عليه السلام ) بقدح فيه ماء ، فقال الرسول : يقول لك أبوالحسن ( عليه السلام ) : تشرب هذا الماء ، فإن فيه شفاءك إن شاء الله ( تعالى ) . ففعلت ، فأسهلبطني وأخرج الله ما كنت أجده في بطني من الأذى .فدخلت على أبي الحسن ( عليه السلام ) فقال : يا علي ، كيف تجد نفسك ؟قلت : جعلت فداك ، قد ذهب عني ما كنت أجده في بطني .فقال : يا علي ، أما إن أجلك كان قد حضر مرة بعد أخرى ، ولكنك رجل وصوللقرابتك وإخوانك ، فأنسأ الله في أجلك مرة بعد أخرى .قال : وخرجت إلى مكة فلحقني إسحاق بن عمار ، فقال : والله ، لقد أقمتبالمدينة ثلاثة أيام ، فأخبرني بقصتك . فأخبرته بما صنعت ، وما قال لي أبوالحسن ( عليه السلام ) .فقال لي إسحاق بن عمار : هكذا قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) مرة بعد أخرى ،وأصابني مثل الذي أصابك ( 1 ) .


293 / 36 - وروى الحسن ، قال : أخبرني أحمد بن محمد ، عن محمد بن علي ،عن علي ، عن الحسن ، عن أبي خالد الزبالي ، قال : مر بي أبو الحسن ( عليه السلام ) يريدبغداد زمن المهدي ، أيام كان أخذ محمد بن عبد الله ، فنزل في هاتين القبتين ، في يوم
شديد البرد ، في سنة مجدبة ، لا يقدر على عود يستوقد به تلك السنة ، وأنا يومئذ أرىرأي الزيدية ، أدين الله بذلك ، فقال لي : يا أبا خالد ، إئتنا بحطب نستوقد .قلت : والله ، ما أعرف في المنزل عودا واحدا .فقال : كلا ، خذ ( 2 ) في هذا الفج ( 3 ) فإنك تلقى أعرابيا ، معه حملين ، فاشترهما منه ،ولا تماكسه ( 4 ) .

‹ صفحة 336 ›


فركبت حماري ، وانطلقت نحو الفج الذي وصف لي ، فإذا أعرابي معه حملينحطب ، فاشتريتهما منه ، وأتيته ، فاستوقدوا منه يومهم ، وأتيته بظرف مما عندنا ، يطعممنه .ثم قال : يا أبا خالد ، انظر خفاف الغلمان ونعالهم ، فأصلحها حتى نقدم عليكيوم كذا وكذا ، من شهر كذا وكذا .قال أبو خالد : وكتبت تاريخ اليوم ، وليس همي غير هذه الأيام ، فلما كانيوم الميعاد ركبت حماري ، وسرت أميالا ، ونزلت ، فقعدت عند الجبل أفكر في نفسي ،
وأقول : والله ، إن وافاني هذا اليوم الذي قال لي ، فإنه الإمام الذي فرض الله طاعتهعلى خلقه ، لا يسع الناس جهله .
فقعدت حتى أمسيت ، وأردت الانصراف ، فإذا أنا براكب مقبل ، فأشرت إليهفأقبل إلي فسلم ، فرددت عليه السلام ، فقلت : وراءك أحد ؟قال : نعم ، قطار فيه نحو من عشرين ، يشبهون أهل المدينة .قال : فما لبثت أن ارتفع القطار ، فركبت حماري وتوجهت نحو القطار ، فإذا هويهتف بي : يا أبا خالد ، هل وفينا لك بما وعدناك ؟قلت : قد والله ، كنت أيست من قدومك ، حتى أخبرني راكب ، فحمدت الله علىذلك ، وعلمت أنك هو .قال : ما فعلت القبتان اللتان كنا نزلنا فيهما ؟ قلت : جعلت فداك ، تذهب إليهما ،
وانطلقت معه حتى نزل القبتين ، فأتيناه بغذاء فتغذى ، وقال : ما حال خفاف الغلمانونعالهم ؟ قلت : أصلحتها ، فأتيته بها ، فسر بذلك ، فقال : يا أبا خالد ، زودنا من هذهالفسقارات ( 1 ) التي بالمدينة ، فإنا لا نقدر فيها على هذه الأشياء التي تجدونها عندكم .قال : فلم يبق شئ إلا زودته منه ، ففرح وقال : سلني حاجتك . وكان معه محمدأخوه ، قلت : جعلت فداك ، أخبرك بما كنت فيه ، وأدين الله به ، إلى أن وقعت عليك ،وقدمت علي ، فسألتني الحطب ، فأخبرتك بما أخبرتك ، فأخبرتني بالأعرابي ، ثم قلت لي
‹ صفحة 337 ›
إني موافيك يوم كذا وكذا ، من شهر كذا وكذا ، كما قلت ، لم ينقص ، ولم يزد يوما واحدا ،فعلمت أنك الإمام الذي فرض الله طاعته ، لا يسع الناس جهلك ، فحمدت الله لذلك ،فقال : يا أبا خالد ، من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ، وحوسب بما عمل في
الاسلام .

( 1 ) 294 / 37 - وروى الحسن ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، عن محمد بن عليالصيرفي ، عن علي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال :دخلت على أبي الحسن ( عليه السلام ) ، فقلت : جعلت فداك ، بم يعرف ( 2 ) الإمام ؟
قال : بخصال ، أما أولهن فبشئ تقدم من أبيه فيه ، وعرفه الناس ، ونصبه لهمعلما حتى يكون عليهم حجة ، لأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نصب أمير المؤمنين ( عليه السلام )علما ، وعرفه الناس ، وكذلك الأئمة ، يعرفونهم الناس ، وينصبونهم لهم حتى يعرفوهم ،
ويسأل فيجيب ، ويسكت عنه فيبتدئ ، ويخبر الناس بما في غد ، ويكلم الناس بكللسان .قلت : بكل لسان ؟قال : نعم . قلت : فأعطني علامة .قال : نعم الساعة قبل أن تقوم أعطيك علامة تطمئن إليها .قال : ( 3 ) ثم إنه مر علينا رجل من أهل خراسان ، فكلمه الخراساني بالعربية ،فأجابه بالفارسية . قال الخراساني : والله ، ما منعني أن أكلمك بكلامي إلا أني ظننتأنك لا تحسن أن تجيبني .قال : سبحان الله ! إذا كنت لا أحسن أن أجيبك فما فضلي عليك ؟ ! ثم قال : ياأبا محمد ، إن الإمام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس ، ولا طير ، ولا بهيمة ، ولا شئ

‹ صفحة 338 ›

فيه روح ، بهذا يعرف الإمام ، فمن لم يكن فيه هذه الخصال ، فليس بإمام . ( 1 )


295 / 38 - وروى الحسن ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، عن محمد بن علي ،عن علي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، قال : كنت عند أبيالحسن ( عليه السلام ) إذ دخل عليه ثلاثون مملوكا من الحبش ، قد اشتروهم له ، فكلم غلامامنهم ، وكان جميلا من الحبش ، ثم خرجوا ، فقلت : جعلت فداك ، لقد رأيتك تكلم هذا
الغلام بالحبشية فبماذا أمرته ؟
قال : أمرته أن يستوصي بأصحابه خيرا ، ويعطيهم في كل هلال ثلاثين درهما ،
وذلك لما نظرت إليه علمت أنه غلام عاقل من أبناء ملوكهم ، وأوصيته بجميع ما
أحتاج ، فقبل وصيتي ، ومع هذا فهو غلام صدوق .
ثم قال : لعلك عجبت من كلامي بالحبشية ! لا تعجب ، فما يخفى عليك من أمرالحجة أكثر من ذلك وأعجب ، وما هذا من الحجة في علمه إلا كطائر أخذ بمنقاره منالبحر قطرة من ماء ، أفترى الذي أخذ بمنقاره نقص من البحر شيئا ؟ ! إن الإمامبمنزلة البحر ، لا ينفد ما عنده ، وعجائبه أكثر من ذلك . ( 2 )
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

‹ هامش ص 333 ›
( 1 ) ( بي ) ليس في " ط " .
( 2 ) مناقب ابن شهرآشوب 4 : 293 ، مدينة المعاجز : 434 / 28 .
( 3 ) في " م " : إن .
‹ هامش ص 334 ›
( 1 ) انسأ : أي أخر " لسان العرب - نسأ - 1 : 166 " .
( 2 ) رجال الكشي : 442 / 831 ، الخرائج والجرائح 1 : 307 / 1 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 294 ، كشف
الغمة 2 : 245 ، الصراط المستقيم 2 : 189 / 1 .
( 3 ) الحصر : احتباس البطن " لسان العرب - حصر - 4 : 194 " .
‹ هامش ص 335 ›
( 1 ) رجال الكشي : 445 / 838 .
( 2 ) في " ع " : جد .
( 3 ) أي الطريق الواسع بين جبلين .
( 4 ) ماكسه : أي طلب منه أن ينقص الثمن .
‹ هامش ص 336 ›
( 1 ) في " ط " : الفسقادات ولم نجد لها معنى مناسبا في كتب اللغة التي بين أيدينا .
‹ هامش ص 337 ›
( 1 ) مناقب ابن شهرآشوب 4 : 294 ، مدينة المعاجز : 435 / 31 ، ونحوه في قرب الإسناد : 140 ، وإثبات
الوصية : 165 ، وإعلام الورى : 305 ، والخرائج والجرائح 1 : 315 / 8 .
( 2 ) في " ع ، م " : نعرف .
( 3 ) في " ط " : قلت : نعم .
‹ هامش ص 338 ›
( 1 ) قرب الإسناد : 146 ، الكافي 1 : 225 / 7 ، إثبات الوصية : 167 ، عيون المعجزات : 99 ، روضة
الواعظين : 213 ، إعلام الورى : 304 ، الخرائج والجرائح 1 : 333 / 24 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 299 .
( 2 ) قرب الإسناد : 144 ، الخرائج والجرائح 1 : 312 / 5 ، الصراط المستقيم 2 : 190 / 5 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 

رد مع اقتباس
قديم 07-15-2010, 06:24 PM   #7
سلام الحاج
موالي جديد


الصورة الرمزية سلام الحاج
سلام الحاج غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 63
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 أخر زيارة : 10-26-2010 (10:30 AM)
 المشاركات : 29 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



جعل الله جهودكم مباركة وقضى حوائجكم بحق الامام موسى ابن جعفر الكاظم عليه السلام


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 11:48 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية