![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
#11 |
خادم الحسين
![]() |
![]() فالإسلام الحقيقي يقوم على ركنين : الركن الشخصي المتمثل بالقيادة أو الإمامة أو الولاية ، ويمثلها الرسول حال حياته والقائم الشرعي مقامه بعد وفاته . ومبدأ الثقلين مبدأ عام يشكل امتدادا " لمبدأ الرسالة . فكل رسول من الرسل كان في زمانه ثقلا " ، وشكلت التعليمات الإلهية الثقل الآخر ، وأتباعه المخلصون هم الشيعة المؤمنة . وقد اكتسبوا صفة الشيعة المؤمنة لأنهم آمنوا بالثقلين ( أي رسول ذلك الزمان والتعليمات الإلهية ) والإسلام الذي جاء به رسول الله محمد يقوم على ثقلين أيضا " : الثقل الشخصي المتمثل برسول الله والثقل التشريعي المتمثل بالتعليمات الإلهية أي القرآن الكريم . وفي كل ‹ صفحة 36 › زمان يوجد الثقلان معا " ، ولا غنى لأحدهما عن الآخر فهما متكاملان . فلا بد من وجود شخص يقوم مقام النبي لإمامة الشيعة المؤمنة - التي لم يخل مجتمع منها قط - وقيادتها وولايتها بغض النظر عن القلة أو الكثرة ، فيكون هذا الشخص بمثابة علم للهدى ونقطة تجمع واستقطاب لمعتنقيه وطلابه ، ورمز لطاعة الله فتكون طاعته كطاعة الله ، ومعصية كمعصية ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) [ النساء / 80 ] ويكون هو القائم بأمر الله ،وقائد الدعوة إليه ، والإمام أو الولي أو رئيس الدولة إن تمخضت الدعوة عن دولة . والأهم من ذلك أن هذا الشخص ( الرسول أو القائم الشرعي مقامه ) هو وحده الذي يفهم التعليمات الإلهية فهما " قائما " على الجزم واليقين ، وهو المؤتمن على هذه التعليمات ودقة فهمها وتبليغها ، وسياسية الشيعة المؤمنة وفق أحكامها . وبالضرورة فإن هذا الشخص أو ( الثقل ) ( أي الرسول أو القائم الشرعي مقامه ) يجب أن يكون الأعلم بالتعليمات الإلهية ، في زمانه ، والأقرب إلى الله ، وأصلح الموجودين وأفضلهم في ذلك الزمان ، ليكون جديرا " بالإمامة والقيادة ومؤتمنا " على الأمر الإلهي . وبتعبير أدق ( يجب أن يكون معدا " ومؤهلا " إلهيا " ) للقيام بما هو منوط به . وهذه المؤهلات توافرت في جميع الرسل السابقين وتوافرت في أوصيائهم . وهي متوافرة ، بالضرورة ، في رسول الله خاتم الرسل وفي وصيه علي بن أبي طالب ، والأوصياء الأحد عشر ( الأئمة من بعده ) . هذا هو الثقل الشخصي في دين الإسلام عبر تاريخه الطويل من لدن آدم عليه السلام إلى يومنا هذا . أما الثقل الآخر وهو التشريعي المتمثل بالتعليمات الإلهية ( يهدون بأمرنا ) [ الأنبياء / 73 ] فقد استقر بصورة نهائية في القرآن الكريم . الثقل الشخصي من بعد الرسول : اثنا عشر إماما " لقد رأينا أن رسول الله قد أعلن ، في غدير خم وأمام جمع من المسلمين لا يقل عن مئة ألف مسلم ، أن عليا " بن أبي طالب هو الولي من بعد النبي ، لأن الله سبحانه وتعالى قد اختاره وأهله وأعده ليكون ولي المؤمنين وأميرهم وإمامهم وقائدهم وسيدهم والمبين لما اختلفوا فيه من بعد النبي ، وبالتالي فإنه لن يؤدي عن النبي إلا النبي أو علي كما سنثبت ذلك . ولأن رسول الله آخر الرسل ورسالته آخر ‹ صفحة 37 › الرسالات ، ولأنه لا ينبغي أن تخلو الأرض من قائم بأمر الله ، وقائد للشيعة المؤمنة فقد بين رسول الله أن الأئمة من بعده اثنا عشر إماما " ، أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم محمد بن الحسن المهدي المنتظر ، وجميعهم من ذرية النبي ومن صلب علي وقد اختارهم الله ، تعالى ، وأعدهم وأهلهم للإمامة والولاية ، بحيث يكون كل واحد منهم هو الأوحد في زمانه ( أي الأعلم والأفهم والأتقى والأقرب لله ولرسوله وأفضل أهل زمانه ) . وأمر الله رسوله أن يبين للمسلمين أنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأن عليا " بن أبي طالب بعد وفاة الرسول هو الأولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأن الحسن من بعد وفاة علي ، هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأن الحسين من بعد وفاة الحسن هو الأولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأن كل واهد من التسعة الآخرين هو الأولى بالمؤمنين من أنفسهم وأن كل واحد منهم هو أحد الثقلين في زمانه ، فلا تدرك الهدى إلا به وبالقرآن معا " ، ولا تتجنب الضلالة إلا به وبالقرآن معا " ، وإن التمسك بالاثنين معا " فرض عين على كل مؤمن ومؤمنة . ولا يلزم بموالاتهم إلا المؤمنون ، فموالاتهم هي مقياس الإيمان والدليل عليه ، وأتباعهم هم الشيعة المؤمنة حقا " ومعاداتهم هي مقياس الفسوق والعصيان ، وأعداؤهم امتداد لشيع الأولين . |
![]() |
![]() |
#12 |
خادم الحسين
![]() |
![]() الإجماع على صحة عدد الأئمة لقد أجمع أهل الملة على أن عدد الأئمة من بعد النبي هو اثنا عشر إماما " ولا خلاف عند شيعة أهل بيت النبوة في صحة هذا العدد وصحة صدوره عن رسول الله ، فالشيعة ترسله إرسال المسلمات ، كذلك فإن الشيع أو أهل السنة يؤكدون صحة هذا العدد ، ويؤكدون صدور الحديث عن رسول الله ( 1 ) . لم ينجح أهل السنة في ترويض هذا النص أو تطبيقه على الواقع التاريخي . أما شيعة أهل بيت النبوة فقد جزموا بأن الأئمة الاثني عشر الذين عناهم رسول الله هم : ‹ صفحة 38 › 1 - علي بن أبي طالب . 2 - ابنه الحسن . 3 - وابنه الحسين . 4 - وابنه علي . 5 - وابنه محمد . 6 - وابنه جعفر . 7 - وابنه موسى . 8 - وابنه علي . 9 - وابنه محمد . 10 - وابنه علي . 11 - وابنه الحسن . 12 - وابنه محمد بن الحسن المهدي عليهم السلام . وهم يرون أن كل إمام قد تعين بنص ممن سبقه حسب توجيه رسول الله وأوامره ، وأن كل واحد منهم هو الثقل الأصغر في زمانه ولكل واحد منهم قد انتهى علم النبوة . لقد روى عبد الله بن عباس وأسامة بن زيد وعبد الله بن جعفر أن رسول الله قال : ( أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأخي علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا استشهد فابني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم ابني الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا استشهد فابنه علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم وستدركهم يا علي ، ثم ابني محمد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وستدركه يا حسين ) ( 1). ولا خلاف عند شيعة أهل بيت النبوة من صحة حديث ابن عباس التالي : ( سمعت رسول الله يقول : ( أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين ‹ صفحة 39 › مطهرون معصومون ) ( 1 ) . قال جابر بن عبد الله الأنصاري : ( لما أنزل الله على نبيه ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) [ النساء / 59 ] قلت : يا رسول الله ، عرفنا الله ورسوله فمن هم أولي الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك ؟ فقال الرسول : هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين من بعدي ، أولهم علي بن أبي طالب ، ثم الحسن بن علي ، ثم الحسين بن علي ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي ، ثم جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم علي بن موسى ، ثم محمد بن علي ، ثم علي بن محمد ، ثم الحسن بن علي ، ثم محمد بن الحسن المهدي ) ( 2 ) . أهل بيت النبوة هم الثقل الأصغر أولئك هم ذرية النبي من صلب علي والنبي أبوهم ( 3 ) ، وهم أولاد النبي ( 4 ) ، وهم سادة أهل بيت النبوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " ، كما هو ثابت في آية التطهير [ الأحزاب / 33 ] ، وهم أبناء النبي وأحفاده الذين عناهم تعالى في آية المباهلة [ آل عمران / 61 ] ، وهم ذووا القربى الذين عناهم الله في آية المودة [ الشورى / 23 ] وآية الأنفال [ الأنفال / 41 ] . وهم الذين أمر الله عباده بأن لا يتقدموهم فيهلكوا ولا يتأخروا عنه فيهلكوا ( 5 ) . وهم في الأمة كسفينة نوح في قومه ( 6 ) . وهم ‹ صفحة 40 › من وصفهم رسول الله بأنهم أمان للأمة من الاختلاف . ومن يخالفهم يصبح آليا " من حزب إبليس ( 1 ) ، وهم الذين اختارهم الله للفضل والشرف والرئاسة ( 2 ) . وقد بين الرسول أن مكانهم في الأمة مكان الرأس من الجسد ، ومكان العينين من الرأس ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين ( 3 ) . وقد جعل الله الصلاة عليهم جزءا " لا يتجزأ من الصلاة المفروضة على العباد ، فحتى تتم الصلاة يتوجب على المصلي أن يصلي على محمد وعلى آل . فإن لم يكن الأئمة الأطهار من آل محمد فمن يكون إذا " ! * * * . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 37 › ( 1 ) راجع : صحيح البخاري ، 6 / 264 ح 2769 ، وصحيح الترمذي ، 4 / 424 ، وسنن أبي داود ، 4 / 106 ح 4279 ، وكنز العمال ، 12 / 24 ح 23861 . ‹ هامش ص 38 › ( 1 ) راجع : إثبات الوصية للمسعودي ، ص 190 ، وأعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي ص 27 ، وسيرة الرسول وأهل بيته لمؤسسة البلاغ ، 2 / 191 . ‹ هامش ص 39 › ( 1 ) راجع : ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ، 2 / 445 ، وكفاية الأثر للرازي ص 19 ، وعيون الأخبار ص 38 ، وسيرة الرسول وأهل بيته ، 2 / 189 . ( 2 ) راجع كفاية الأثر للقمي الرازي ص 7 ، وسيرة الرسول وأهل بيته ( لمؤسسة البلاغ ) 2 / 190 - 191 ، وأعلام الوري بإعلام الهدى للطبري ص 27 ، وكتابنا الوجيز في الإمامة والولاية ، ص 214 . ( 3 ) راجع كنز العمال ، 1 / 152 ، ح 5210 ( أخرجه الطبراني ) ، والصواعق المحرقة لابن حجر ، ص 112 ، والمستدرك للحاكم ، 3 / 164 . ( 4 )راجع المناقب للخوارزمي الحنفي . ( 5 ) راجع الصواعق المحرقة لابن حجر ، 148 و 226 ، ومجمع الزوائد ، 9 / 163 ، والدر المنثور للسيوطي 2 / 60 ، وكنز العمال ، 1 / 168 . ( 6 ) راجع تلخيص المستدرك للذهبي بذيل المستدرك والصواعق المحرقة لابن حجر ص 184 و 234 ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ، والمعجم الصغير للطبراني ، 2 / 22 ، وحلية الأولياء لأبي نعيم 4 / 306 ، ومقتل الحسين للخوارزمي ص 104 . ‹ هامش ص 40 › ( 1 ) راجع الصواعق المحرقة لابن حجر ، ص 91 ، وينابيع المودة للقندوزي ص 298 . ( 2 ) راجع الصواعق المحرقة لابن حجر ، ص 147 ، وينابيع المودة ص 169 و 307 . ( 3 ) راجع الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 8 ، ومجمع الزوائد للهيثمي ، 9 / 172 . |
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |