![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
ان مراسم العزاء في عاشوراء الحسين التي تقام كل سنة بصورة اروع واحسن واوسع من سابقتها مفعمة بدموع وتأوهات عشاق مدرسة سيد الشهداء ع , لا ينبغي ان تنسينا روحها الملحمية .
ولو القينا نظرة اجمالية لكنها دقيقة على تاريخ كربلاء من اليوم الاول لحد الان , لشهدنا تغييرات عظيمة في الاستنتاجات من هذا التاريخ ازاء هذه المدرسة . فقد انبثق عاشوراء بصيغة ملحمة , ثم تحول الى مجرد حادثة مأساوية مصحوبة بالدموع والاهات , وارتدت في القرن الاخير حلتها الاولى , اي برزت روحها الملحمية في خضم سيل الدموع والاهات لعشاق المدرسة الحسينية وبثت الحركة في صفوف الجماهير المسلمة . كما ان الشعارات الثورية ( هيهات منا الذلة ) و ( ان الحياة عقيدة وجهاد ) المقتبسة من تاريخ كربلاء , الى جانب القصائد المؤلمة للشعراء والادباء خلقت حركة فكرية لدى الخطباء والمداحين وخاضت في شرح ابعاد ملحمة كربلاء من خلال مراسم العزاء بمعطياتها وصورها التقليدية التي لا ينبغي نسيانها على الدوام . كما كان لهذه الملحمة دورها الحيوي ولا سيما في الثورة الاسلامية , ومشاريع حزب الله جنوب لبنان , واخيرا مراسم عاشوراء والاربعين في العراق , ليدوي نداء ( كل ارض كربلاء , وكل يوم عاشوراء ) في اوساط البلدان الاسلامية . أجل ! حقا كانت عاشوراء ملحمة , فالامام الحسين ع حين اراد انذاك الحركة من مكة المكرمة الى العراق قال : ( من كان فينا باذلا مهجته وموطنا على لقاء الله نفسه , فليرحل معنا ) . واكد ذلك قرب كربلاء فقال : ( الا وان الدعي ابن الدعي قد تركني بين السلة والذلة , هيهات منا الذلة) . ووقع اصحاب الحسين ع ليلة عاشوراء تلك الوثيقة فقالوا : ( لو قتلنا سبعين مرة بل الف مرة لما تركنا نصرتك ) . كما توجت تلك الملحمة في الطريق الى كربلاء بعبارة علي الاكبر ع ( اذن لا نبالي بالموت ) واذهل اصحاب الامام الحسين ع العدو بزحفهم في الميدان وهم يطلقون تلك العبارات التي تعكس مدى صمودهم امام جيشه . ثم جاء دور العقيلة زينب الكبرى ع التي جست عند مصرع اخيها الحسين لترفع الجسد الطاهر متضرعة : ( اللهم تقبل منا هذا القربان ) . كما ورد صراحة في خطبتها في الكوفة : (( اتبكون وتنتحبون , فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا ... فلن ترحضوها بغسل بعدها ابدا , وانى ترحضوها بقتل سليل خاتم النبوة ص و معدن الرسالة وملاذكم )) . ثم ردت بتلك الشجاعة الفائقة على ذلك المجرم السفاح ابن زياد قائلة : (( ما رأيت الا جميلا , هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل , فبرزا الى مضاجعهم ...)) . وفالت في خطبتها بالشام مخاطبة يزيد : (( ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك , فاني لاستصغر قدرك , واستكثر تقريعك ... فاسع سعيك وانصب جهدك , فوالله لا تميت وحينا ولا تمحوا ذكرنا )) . وكذلك ما ورد في خطب الامام السجاد ع في الشام والمدينة و التي تعكس كل منها الروح الملحمية لتلك الحادثة التاريخية الكبرى . وسعى اغلشعراء اهل البيت ع , طيلة التاريخ الى تجسيد تلك الروح الملمحية في اشعارهم , فقد استهل دعبل ذلك الشاعر الشجاع المخلص نائيته المعروفة بهذا البيت : مدارس ايات خلت من تلاوة *********** ومنزل وحي مقفر العرصات . كما اضفى عليها الشعراء المعاصرون صبغة جديدة من خلال ما نظموا من فبيل : ان كان دين محمد لم يستقم ************** الا بقتلي , يا سيوف خذيني او ما انشده الشاعر مصورا لسان حال سيد الشهداء ع : قف دون رأيك في الحياة مجاهدا ********* ان الحياة عقيدة وجهاد يسعى اعداء الاسلام اليوم للقضاء على هذه الشريعة السمحاء التي تهدد مصالحهم اللامشروعة من خلال افراغ هذه المراسم الحسينية من مضمونها ومصادرة روحها الملحمية وايداع دروسها الكامنة في كافة تفاصيل هذه الملحمة التاريخية العظمى في وادي النسيان . ومن هنا يطالب الخطباء الواعون , والمداحون الهادفون والكتاب الشجعان واليقظون لحفظ مضامين هذه الملحمة الخالدة ويستخلصون منها الدروس والعبر بغية انقاذ الشعوب المظلومة بصورة عامة ولا سيما الشعوب الاسلامية المستضعفة . |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |