![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
الفرق بين الحمد والشكر
موقع أسرار الإعجاز البياني للقرآن الكريم أولاً- الحمد في اللغة هو الثناء على الجميل من جهة التعظيم ، ويكون على النعمة ، وغير النعمة . تقول : حمدت الرجل على إنعامه ، وحمدته على حسبه وشجاعته ، ونقيضه : الذَّمُّ . وقد اجتمعا معًا في قول الشاغر : وحمدك المرء ما لم تبلُه خطأ ... وذمُّك المرء بعد الحمد تكذيب ويقال ![]() ثانيًا- أمّا الشكر فهو تصور النعمة وإظهارها ، ولا يكون إلا على النعمة خاصة . وقيل : هو مقلوب عن الكَشْر . أي : الكشف . ويضاده الكفر ، وهو نسيان النعمة وسترها . ومنه : دابة شكور ، إذا ظهر فيها السِّمن مع قلة العلف . ويقال : ناقة شكرة . أي : ممتلئة الضرع من اللبن . وقيل : هو أشكر من بروق ، وهو نبت يخضر ، ويتربَّى بأدنى مطر . وأشكرت السحابة : امتلأت ماء . والشكر على هذا الأصل : إظهار حق النعمة لقضاء حق المنعم ؛ كما أن الكفر تَغطيةُ النعمة لإبطال حق المنعم . وقيل : أصله من عين شَكْرَى . أي : ممتلئة . فالشكر على هذا هو الامتلاء من ذكر المنعم عليه . والشكر ثلاثة أضرب : شكر القلب ، وهو تصور النعمة . وشكر اللسان ، وهو الثناء على المنعم . وشكر سائر الجوارح ، وهو مكافأة النعمة بقدر استحقاقه . وقوله تعالى :﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾(سبأ: 13) فقد قيل : انتصب ﴿ شُكْراً ﴾ على التمييز ، ومعناه : اعملوا ما تعملونه شكرًا لله . وقيل ![]() وقال :﴿ اعْمَلُوا ﴾ ، ولم يقل : ( اشكروا ) ؛ لينبِّهَ على التزام الأنواع الثلاثة من الشكر بالقلب واللسان وسائر الجوارح . وقوله تعالى :﴿ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ فيه تنبيه على أن توفية شكر الله صعبة ؛ ولذلك لم يُثْنِ الله تعالى بالشكر من أوليائه إلا على اثنين منهم : إبراهيم ونوح - عليهما السلام - أما إبراهيم فقال تعالى في حقِّه :﴿ شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ ﴾(النحل: 121) . وأما نوح فقال تعالى في حقِّه :﴿ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً ﴾(الإسراء:3) . أي كثير الشكر . وإذا وصف الله تعالى نفسه بالشكر في قوله :﴿ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ﴾ (التغابن:17) ، فإنما يعنى به إنعامه على عباده ، وجزاءه لهم بما أقاموه من العبادة . ثالثًا- ومن الفروق بين الحمد والشكر : أنه يجوز أن يحمد الإنسان نفسه في أمور جميلة يأتيها ، ولا يجوز أن يشكرها ؛ لأن الشكر يجري مجرى قضاء الدين ، ولا يجوز أن يكون للإنسان على نفسه دين . فالاعتماد في الشكر على ما توجبه النعمة ، والاعتماد في الحمد على ما توجبه الحكمة . والله تعالى حامد لنفسه على إحسانه إلى خلقه ، ﴿ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴾(الروم:18) . وعليه فالحمد أعمُّ من الشكر مطلقًا ؛ لأنه يعمُّ النعمة وغيرها ، وأخصُّ موْردًا ؛ إذ هو باللسان فقط ، والشكر بالعكس ؛ إذ متعلقه النعمة فقط ، ومورده اللسان والجنان وغيرهما . بقلم : محمد إسماعيل عتوك ![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |