:: منتديات ثار الله الإسلامي ::

:: منتديات ثار الله الإسلامي :: (http://www.tharollah.com/vb/index.php)
-   مقالات قرآنية (http://www.tharollah.com/vb/forumdisplay.php?f=163)
-   -   الفرق بين الحمد والشكر (http://www.tharollah.com/vb/showthread.php?t=3385)

السيد عباس ابو الحسن 10-19-2011 06:20 AM

الفرق بين الحمد والشكر
 
الفرق بين الحمد والشكر

موقع أسرار الإعجاز البياني للقرآن الكريم

أولاً- الحمد في اللغة هو الثناء على الجميل من جهة التعظيم ، ويكون على النعمة ، وغير النعمة . تقول : حمدت الرجل على إنعامه ، وحمدته على حسبه وشجاعته ، ونقيضه : الذَّمُّ . وقد اجتمعا معًا في قول الشاغر :
وحمدك المرء ما لم تبلُه خطأ ... وذمُّك المرء بعد الحمد تكذيب
ويقال :( الْحَمْدُ للّهِ ) على الإطلاق ، ولا يجوز أن يطلق إلا لله تعالى ؛ لأن كل إحسان فهو من الله تعالى في الفعل ، أو التسبيب . والحمد يكون باللسان وحده ، فهو إحدى شعب الشكر ، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام :« الحمد رأس الشكر ، ما شكر اللهَ عبدٌ ، لم يحمده » . وعن ابن عباس رضي الله عنهما :« من قال : لا إله إلاّ الله ، فليقل على أثرها : الحمد لله رب العالمين » .
ثانيًا- أمّا الشكر فهو تصور النعمة وإظهارها ، ولا يكون إلا على النعمة خاصة . وقيل : هو مقلوب عن الكَشْر . أي : الكشف . ويضاده الكفر ، وهو نسيان النعمة وسترها . ومنه : دابة شكور ، إذا ظهر فيها السِّمن مع قلة العلف . ويقال : ناقة شكرة . أي : ممتلئة الضرع من اللبن . وقيل : هو أشكر من بروق ، وهو نبت يخضر ، ويتربَّى بأدنى مطر . وأشكرت السحابة : امتلأت ماء . والشكر على هذا الأصل : إظهار حق النعمة لقضاء حق المنعم ؛ كما أن الكفر تَغطيةُ النعمة لإبطال حق المنعم . وقيل : أصله من عين شَكْرَى . أي : ممتلئة . فالشكر على هذا هو الامتلاء من ذكر المنعم عليه .
والشكر ثلاثة أضرب : شكر القلب ، وهو تصور النعمة . وشكر اللسان ، وهو الثناء على المنعم . وشكر سائر الجوارح ، وهو مكافأة النعمة بقدر استحقاقه . وقوله تعالى :﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾(سبأ: 13) فقد قيل : انتصب ﴿ شُكْراً على التمييز ، ومعناه : اعملوا ما تعملونه شكرًا لله . وقيل :( شُكْرًا ) مفعول لقوله :( اعْمَلُوا ) .
وقال :﴿ اعْمَلُوا ، ولم يقل : ( اشكروا ) ؛ لينبِّهَ على التزام الأنواع الثلاثة من الشكر بالقلب واللسان وسائر الجوارح . وقوله تعالى :﴿ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ فيه تنبيه على أن توفية شكر الله صعبة ؛ ولذلك لم يُثْنِ الله تعالى بالشكر من أوليائه إلا على اثنين منهم : إبراهيم ونوح - عليهما السلام - أما إبراهيم فقال تعالى في حقِّه :﴿ شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ(النحل: 121) . وأما نوح فقال تعالى في حقِّه :﴿ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً(الإسراء:3) . أي كثير الشكر . وإذا وصف الله تعالى نفسه بالشكر في قوله :﴿ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (التغابن:17) ، فإنما يعنى به إنعامه على عباده ، وجزاءه لهم بما أقاموه من العبادة .
ثالثًا- ومن الفروق بين الحمد والشكر : أنه يجوز أن يحمد الإنسان نفسه في أمور جميلة يأتيها ، ولا يجوز أن يشكرها ؛ لأن الشكر يجري مجرى قضاء الدين ، ولا يجوز أن يكون للإنسان على نفسه دين . فالاعتماد في الشكر على ما توجبه النعمة ، والاعتماد في الحمد على ما توجبه الحكمة . والله تعالى حامد لنفسه على إحسانه إلى خلقه ، ﴿ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴾(الروم:18) . وعليه فالحمد أعمُّ من الشكر مطلقًا ؛ لأنه يعمُّ النعمة وغيرها ، وأخصُّ موْردًا ؛ إذ هو باللسان فقط ، والشكر بالعكس ؛ إذ متعلقه النعمة فقط ، ومورده اللسان والجنان وغيرهما .
بقلم : محمد إسماعيل عتوك


الساعة الآن 01:09 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010

Security team