هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التخطيط والإشراف على بر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 21 ]       »     دورة : المعايير الحديثة لنظم ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 24 ]       »     دورة : المعايير الحديثة لنظم ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 18 ]       »     المحامية رباب المعبي : حكم لصا... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 88 ]       »     المحامية رباب المعبي تحصل على ... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 229 ]       »     تطبيق طبيب استشاري الأسرة [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 287 ]       »     محكمة الاستئناف بالرياض تُلزم ... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 379 ]       »     دورة : أفضل الممارسات في استخد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 549 ]       »     دورة : مهارات الكتابة الإحتراف... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 541 ]       »     رواية درب العشق [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 587 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
 
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 08-03-2010, 02:23 AM   #6
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي فما الذي دعا زيادا إلى ذلك ؟ !



فما الذي دعا زيادا إلى ذلك ؟ !
كانت والدة زياد سمية أمة لدهقان من دهاقين الفرس ، ثم وهبها للحارث بن كلدة الثقفي وزوجها هذا من عبد رومي له اسمه عبيد ، وعلى فراش عبيد ولدت سمية زيادا ، وكان زياد ينسب إلى عبيد الرومي هذا ، وزياد بنفسه اشترى والديه وأعتقهما .

ثم دار الزمان دورته وإذا بمعاوية الخليفة يلحقه بأبيه أبي سفيان استنادا إلى ادعاء أبي سفيان أنه زنى في الجاهلية بأمه سمية زوجة عبيد الرومي فولدت زيادا من مائه وبشهادة أبي مريم الخمار السلولي حيث شهد بمحضر معاوية وزياد وغيرهما : أن أبا سفيان حضر عنده وطلب منه بغيا ، وأنه قال له : ليس عنده إلا سمية .
فقال له أبو سفيان : ائتني بها على قذرها ووضرها .
قال : فأتيته بها فخلا معها ثم خرجت من عنده وإن إسكتيها ليقطران منيا .
فقال زياد : مهلا أبا مريم !
إنما بعثت شاهدا ولم تبعث شاتما ( زا ) .
هكذا ألحق معاوية زيادا بنسبه ، وتحرج أبرار المسلمين من نسبة زياد إلى أبي سفيان وقالوا إنه رد لحكم الرسول : " الولد للفراش وللعاهر الحجر " . وكانوا يقولون فيه : زياد بن أبيه ، وعارض معاوية وزيادا جماعات على عهدهما ، ونظم الشعراء في الاستهزاء بذلك ، الاشعار ! ‹ صفحة 298 › مثل قول عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص :

ألا أبلغ معاوية بن حرب * مغلغة من الرجل الهجان
أتغضب أن يقال أبوك عف * وترضى أن يقال أبوك زان
فأشهد أن رحمك من زياد * كرحم الفيل من ولد الأتان
وأشهد أنها ولدت زيادا * وصخر من سمية غير داني

فبلغ ذلك معاوية بن حرب ، فحلف ألا يرضى عن عبد الرحمن حتى يرضى عنه زياد ، فخرج عبد الرحمن إلى زياد وأرضاه بأبيات قال فيها :

لانت زيادة في آل حرب * أحب إلي من وسطى بناني
سررت بقربه وفرحت لما * أتاني الله منه بالبيان
وقلت له أخو ثقة وعم * بعون الله في هذا الزمان ( 1 )

كل ذلك أوجد في زياد عقدة النقص ، ودفعته هذه العقدة إلى أن يسرف في الشموخ بانتسابه إلى أمية ويبالغ في رفع شأنهم وشأن حلفائهم ، ويقع في مناوئيهم من قبائل قحطان وحلفائها . وكانت ربيعة من حلفاء السبائية ، وذلك لأنهم - أيضا - كانوا من شيعة علي وأنصاره .

ولهم مواقف كريمة في نصرته في واقعة الجمل وغيرها . وعقد الامام بين قبائل اليمن وربيعة حلفا وكتب بينهما ما يلي : هذا ما اجتمع عليه أهل اليمن حاضرها ( 2 ) وباديها ، وربيعة حاضرها ‹ صفحة 299 › وباديها أنهم على كتاب الله ، يدعون إليه ويأمرون به ، ويجيبون من دعا إليه وأمر به ، لا يشترون به ثمنا ولا يرضون به بدلا ، وأنهم يد واحدة على من خالف ذلك وتركه ، أنصار بعضهم لبعض ، دعوتهم واحدة ، لا ينقضون عهدهم لمعتبة ( 1 ) عاتب ، ولا لغضب غاضب ، ولا لاستذلال قوم قوما ، ولا لمسبة قوم قوما .
على ذلك شاهدهم وغائبهم ، وسفيههم وعالمهم ، وحليمهم وجاهلهم . ثم إن عليهم بذلك عهد الله وميثاقه إن عهد الله كان مسؤولا . وكتب علي بن أبي طالب ( 2 ) .

دخلت ربيعة بعد هذا الحلف في عداد قبائل اليمن السبئية في العراق وما تابعها ، وأصبحوا يدا واحدة على من ناوأهم ( حا ) .

ودفعت عقدة النقص دعي بني أمية زيادا إلى أن يعير القبائل السبائية كما مر علينا في كتابه إلى معاوية ، وأطلق اللقب - أيضا - على الافراد الذين أعانوهم من غير قبائلهم تغليبا كما يقال للشمس والقمر :
الشمسان والقمران بتغليب أحدهما على الآخر ، ولم يكن زياد يقصد من ‹ صفحة 300 › السبئية غير تعيير القبائل اليمانية ومن أعانها ، شيئا آخر ، ويشهد على ذلك ، الشهادة المزورة التي نظمها ضدهم يصف فيها عقائدهم وجرائم أعمالهم ليقتلهم بها ، فإن كل ما فيه من الغمز بهم والطعن عليهم أنهم : ( أظهروا شتم الخليفة ودعوا إلى حربه ) ذكر هذا في تعداد جرائم أعمالهم .

وفي مقام ذكر عقيدتهم قال : " وزعموا أن الخلافة لآل أبي طالب وأظهروا عذر أبي تراب والترحم عليه " يقصد عذره في قتل عثمان الذي يتهمونه به . ولما لم ترض هذه الشهادة زيادا نظم غيرها وذكر فيها جرائم أعمالهم كما يلي : " إنهم خلعوا الطاعة وفارقوا الجماعة ودعوا إلى حرب الخليفة وجمعوا الجموع ونكثوا البيعة وخلعوا أمير المؤمنين معاوية " .

وبخلعهم معاوية كفروا كفرة صلعاء في حساب دعي بني أمية . وكان ما ذكره في شهاداته المزورة كل ما استطاع أن يتهمهم به من انحراف في العقيدة وجريمة في القول والفعل .

وكان ذلك من زياد الذي كان مخالطا للشيعة في عصر الامام ، وأميرا عليهم بعده ، وممن يعرفهم ويعرف آراءهم ، وقد آلى على أن يحرص على قطع خيط رقبة حجر - وكان ذلك في سنة خمسين أو إحدى وخمسين أي بعد عشر سنوات من حكم الامام - فلو علم زياد المخالط للشيعة قبل ذلك ، والأمير عليهم في يومه ومن ألد أعدائهم ، لو علم هذا بوجود جماعة كانت تدعي الألوهية للامام ، أو برجعة الرسول ، أو غيرهما مما ورد في رواية سيف ، وكتب أهل الملل والنحل ، لما تورع زياد عن نسبتها إلى حجر وجماعته وهو في صدد ‹ صفحة 301 › تعداد جرائمهم ليقتلهم بها .
وكذلك كانت حجة لمعاوية يدافع بها عن نفسه في ما ارتكب من جريمة قتلهم فإنه كان باستطاعته أن يرميهم بها فيقول : كانوا من السبائية .

وعدم رمي زياد ومعاوية أولئك بها أعظم دليل على أن أحدا لم يكن يعرف إلى ذلك التاريخ بوجود فرقة مذهبية دانت بما ذكرها أهل الملل والنحل بعدهم بقرون !

كانت هذه أول مرة أطلقت السبئية في نص رسمي وقصد بها تعيير القبائل السبائية ومن شاركها في ولاء علي . ثم وجدنا بعد ذلك في عصر المختار ، وبعد تغلبه على الكوفة بنصرة القبائل السبائية بقيادة إبراهيم بن الأشتر الهمداني السبائي ، ثم قتله قتلة الحسين أمثال .

عمر بن سعد القرشي ، وشمر بن ذي الجوشن الضبابي ، وحرملة بن كاهل الأسدي ، ومنقذ بن مرة العبدي ( طا ) ونظرائهم من مشاهير العدنانيين .

ثم قتال إبراهيم السبائي لابن زياد - ابن دعي بني أمية - وقتله .

بعد قتل المختار أمثال هؤلاء بالسيف استنادا إلى أنهم قتلة ذرية الرسول وإعلان ذلك ونشر الدعاية ضدهم .

بعد كل ذلك وجدنا خصوم المختار يتكتلون ضده ويقابلونه حربا ‹ صفحة 302 › بالسيف ونشرا للأراجيف .

فنسبوا إليه ادعاء النبوة ونزول الوحي عليه ، ونبزوا أنصاره بالسبئية وقصدوا بها أنهم يمانية آمنوا بالمختار وصدقوا أقواله كما تدل عليه الرواية الآتية :
روى الطبري : أن شبث بن ربعي عندما كان يقاتل جيش المختار أسر منهم سعر بن أبي سعر الحنفي ، وخليد مولى حسان بن يخدج .

فقال شبث لخليد : من أنت ؟ فقال : مولى حسان بن يخدج الذهلي .

فقال له شبث : يا ابن المتكاء !
تركت بيع الصحناة بالكناسة ، وكان جزاء من أعتقك أن تعدو عليه بسيفك تضرب رقابه !
اضربوا عنقه بسيفه . فقتل ( يا ) .

ورأي سعر الحنفي فعرفه ، فقال : أخو بني حنفية ؟ ! فقال له : نعم ! قال : ويحك ! ما أردت إلى اتباع هذه السبئية ؟ قبح الله رأيك ! دعوا ذا . ‹ صفحة 303 ›

هذا النص يدلنا على أن التعيير كان على حساب متابعة قبائل اليمن السبائية لا أكثر من ذلك . فإن شبث بن ربعي كان تميميا من بني يربوع ، وسعر بن أبي سعر بكريا من بني حنيفة بن لجيم ، وكلاهما عدنانيان ، وشبث يعير سعر على اتباعه السبئية اليمانية من أتباع المختار حين هو من العدنانية .
وبعد أن قضوا على المختار وثورته ، وحكم البلد خصومه العدنانيون ، جالوا في العراق وصالوا ، غير أنهم لم يستأصلوا شأفة أنصار المختار السبائيين ، بل ظهر هؤلاء قبل ذلك في جيش التوابين بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي السبائي .

وقاتلوا خصومهم حتى قتلوا ، وبعده في ثورات العلويين . وقع كل هذا في مجتمع أهل الكوفة وامتد بامتداد احتكاك الجانبين .

حتى إذا كان أوائل القرن الثاني الهجري نجد لفظة السبئية في نص رسمي آخر كما يلي .

قال الطبري : لما بويع أبو العباس بالخلافة صعد المنبر وخطب وقال في خطبته :
" وخصنا برحم رسول الله وقرابته ، وأنشأنا من آبائه - إلى قوله - بعد إيراد الآيات التي وردت في أهل البيت : فأعلمهم - جل ثناؤه - فضلنا ، وأوجب عليهم حقنا ومودتنا ، وأجزل من الفئ والغنيمة نصيبنا ، تكرمة لنا وفضلا علينا والله ذو الفضل العظيم ، وزعمت السبائية الضلال :
أن غيرنا أحق بالرئاسة والسياسة والخلافة
‹ صفحة 304 › فشاهت وجوههم ، بم ؟ ولم أيها الناس ؟ !
وبنا هدى الله الناس بعد ضلالتهم ، وبصرهم بعد جهالتهم ، وأنقذهم بعد هلكتهم ، وأظهر بنا الحق وأدحض بنا الباطل . . . الخ " .


ولماذا افتتح أبو العباس السفاح خلافته بهذا الهجوم ؟

نجد الجواب - أيضا - عند الطبري في ذكر حوادث سنة 132 ه‍ من تاريخه حيث قال ما ملخصه :
وصل الجيش الذي أرسله أبو مسلم إلى العراق وغلبوا على جيش بني أمية ، ثم توجهوا إلى الكوفة ، وبايعوا أبا سلمة حفص بن سليمان مولى السبيع وكان يقال له وزير آل محمد .

وكانت الدعوة لإبراهيم بن محمد ، فلما قتله مروان وبلغ الخبر أبا سلمة أراد أن يحول الامر إلى آل أبي طالب ، وكان إبراهيم بن محمد قد أوصى إلى أخيه أبي العباس السفاح ، فسار هذا مع أهل بيته إلى الكوفة فحال دونهم أبو سلمة وأنزلهم خارج الكوفة وحجر عليهم وكتم أمرهم عن القواد أربعين ليلة ، وكان إذا سئل عنهم يقول : لا تعجلوا ! ليس هذا وقته ، ومدينة واسط ( كا ) لم تفتح بعد .

كان هذا دأبه حتى علم القواد بمكان بني العباس ، فدخلوا عليهم دون علم أبي سلمة وبايعوا السفاح بالخلافة ، ثم أخرجوهم وساروا بهم إلى دار الامارة ثم إلى المسجد ، وبويع السفاح في المسجد بالخلافة ، ثم خطب وقال في خطبته ما أوردناه .


وأراد في ما قال أن يدمغ خصومه الذين كادوا أن يحولوا الخلافة إلى ‹ صفحة 305 › بيت أبناء عمومته فوصفهم بأنهم سبائية ضلال ( لا ) ثم شرح عقيدتهم بقوله :
" زعمت أن غيرنا أحق بالرياسة والسياسة والخلافة منا " . لم يستطع السفاح أن يدمغ خصومه بأكثر مما وصفهم بأنهم يرون غيرهم أحق بالرياسة والخلافة ، ولو أمكنه أن يدمغهم بأكثر من ذلك لما تورع عنه ، ولقال :
إنهم ضلال مرقوا عن الاسلام وقالوا بألوهية البشر ، في حين أنه لم يتورع عن قتل أبي سلمة غيلة ( ما ) .

هذه النصوص كلها تتفق في الدلالة على أن السبئية كانت نبزا بالألقاب ، ولم تكن اللفظة يومذاك تدل على المعنى المذهبي الذي اشتهرت به بعد ذلك ، كما لم نجد السبئية استعملت في النبز في غير الكوفة وما والاها إلى ذلك التاريخ .

هكذا كان الامر منذ عصر ابن زياد حتى أوائل القرن الثاني الهجري حيت اختلق سيف بن عمر التميمي العدناني - الذي كان يسكن الكوفة - الأسطورة السبئية ، وطور في ما اختلق مدلول السبئية من الانتساب إلى سبأ بن يشجب إلى الانتساب إلى عبد الله بن سبأ الذي زعمه يهوديا يمانيا قد أظهر الاسلام زمن عثمان وجاء بعقيدة الوصاية والرجعة ، وزعم أنه تبعه جماعات ، وأنهم الذين سموا بالسبئية ، وأن الذين ‹ صفحة 306 › سبق ذكرهم من خاصة علي وشيعته ، كانوا من أعلام السبئيين ، أي من أتباع عبد الله بن سبأ ، وقال :
إن السبئيين أتباع عبد الله بن سبأ هم الذين قتلوا عثمان وبايعوا عليا ، وهم الذين أقاموا حرب الجمل بعد أن تم أمر الطرفين على الصلح .

أدرج كل ذلك في كتابه : ( الجمل ومسير علي وعائشة ) . اختلق سيف هذه الأسطورة في أوائل القرن الثاني الهجري ، وتتفرد بروايتها ، ولم تنتشر إلا بعد أن نقلها عن سيف علماء كبار مثل الطبري المتوفى 310 ه‍ في تاريخه .

وبينما كانت السبئية قبل ذلك تدل على الانتساب إلى القبائل السبائية كما شاهدنا ذلك في الرواة الذين سبق ذكرهم ممن روى أصحاب الصحاح عنهم الحديث . وكانت تذكر أحيانا في محيط الكوفة بصورة نبز القبائل السبائية من شيعة علي ، وإذا بها - بعد اشتهار أسطورة سيف - تدل على الانتساب إلى الفرقة التي اتبعت عبد الله بن سبأ اليهودي اليماني الذي جاء بعقيدة الوصاية والرجعة ، وبعد أن اشتهرت السبئية في الفرقة المذهبية التي اختلقها سيف ، أهمل استعمالها بالنسبة إلى قبائل قحطان اليمنية ونسيت . ثم تطور مدلول السبئية متدرجا بما حيكت حوله من أساطير شعبية حتى دلت على الفرقة القائلة بألوهية علي بعد أن كانت عند سيف تدل على القائلين بأنه وصي النبي فحسب .

وتفصيل القول في ذلك :

أن سيف بن عمر كان يعيش في الكوفة ووضع أساطيره أوائل القرن الثاني الهجري ، وكان يدفعه إلى اختلاق أساطيره أمران : ‹ صفحة 307 ›

أ - تعصبه للعدنانية ضد القبائل القحطانية اليمانية .

ب - قصده التشويش على التاريخ الاسلامي بدافع الزندقة ! ولما كان أنصار الامام وشيعته من القبائل السبائية اليمانية هم الذين كانوا يشكلون الحزب المعارض للحكم العدناني القائم منذ عصر الإمام علي حتى الخلافة الأموية التي كان يعيش سيف في كنفها ، وكان هؤلاء يعتقدون بأن النبي عين الامام عليا وصيا من بعده . أراد سيف - استجابة منه لدوافعه التي ذكرنا - أن يشكك في منشأ عقيدتهم بوصية النبي للامام ، ويشوش في نسبتهم إلى السبئية فاخترع أسطورة عبد الله بن سبأ وجعله من صنعاء اليمن وقال : إنه هو الذي أسس هذه العقيدة دون النبي ، وإن السبئية هم الذين اتبعوه على هذا الرأي ، ثم ذكر في عداد هؤلاء السبئية رؤساء القبائل السبئية اليمنية كما ذكرناه سابقا .

ولو كانت لفظة السبئية في عصر سيف تدل في أوساط الكوفة على الاعتقاد بألوهية الامام لما فات سيفا روايتها ، ولا احتاج إلى اختلاق أسطورة تدل على عقيدة السبئيين بوصية النبي لعلي وهي دون الأولى في التنكيل بهم . أضف إليه أنا لم نجد إلى أخريات القرن الثالث الهجري مؤلفا يذكر للسبئية معنى غير ما قصده سيف .

وإنما وجدنا في أخريات القرن الثالث وأوائل القرن الرابع مؤلفات لأصحاب كتب الملل والنحل والفرق وغيرهم تذكر بأن عبد الله بن سبأ كان يعتقد بأن عليا لم يقتل ولن يقتل !

وأنه إله وأن الامام أحرقه أو أحرق بعض جماعته بالنار ! إذا فقد تطور مدلول السبئية متدرجا من الدلالة على الانتساب إلى ‹ صفحة 308 › قبائل عربية إلى الدلالة على الانتساب إلى فرقة مذهبية تعتقد بأن عليا وصي النبي ، ثم إلى الدلالة على فرقة مذهبية تدين بألوهيته .

ثم حيكت حول السبئية وابن سبأ أساطير لا تكاد تقف عند حد ! أما كيف وقع ذلك ؟ ولم ؟
فنقول : إنا نرى أن سيف بن عمر إنما وضع أسطورة السبئية موافقة لرغبة قبائل عدنان بما نسب جميع الشرور والآثام إلى أفراد من قبائل قحطان السبائية ودافع عن سادة عدنان ، وكانت السلطة في قبائل عدنان مدى عصور الخلافة الاسلامية إلى آخر خليفة عباسي . وموافقة - أيضا - لرغبة عامة في كل عصر بما موه ذلك بزينة الدفاع عن الصحابة - الولاة - في كل ما أوخذوا عليه . فمن ثم ضمن لإسطورته الرواج على مر العصور . ولهذا ما أن انتشر تأليف سيف كتاب ( الجمل ) الذي يحوي هذه الأسطورة ، حتى تداولته الأيدي وتناقلت الألسن أساطيره ، ونقلت الأقلام عنه في الكتب . ثم بقي ما نقلته أقلام علماء - كالطبري - من أسطورة السبئية على حالها كما اختلقها سيف دونما زيادة .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 304 ›
( كا ) مدينة واسط كانت تقع في وسط الطريق بين البصرة والكوفة وفتحها بنو العباس بعد ذلك .

‹ هامش ص 305 ›
( لا ) ورد هذا النص في تاريخ ابن الأثير ( شامية ضلال ) بدل ( سبائية ضلال ) في تاريخ الطبري ورجحنا صحة نص الطبري لان السفاح ذكر بعد ذلك خصومه من بني أمية بأشد وأقسى من هذا .
( ما ) ذكر الطبري وغيره أنهم اغتالوا أبا سلمة لموقفه ذاك .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 

رد مع اقتباس
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 09:58 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية