![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]() فمن هو حجر ؟ وما هي قصة سبائيته ؟ قالوا في ترجمته ما يلي : في طبقات ابن سعد وأسد الغابة والإصابة : وفد على النبي هو وأخوه هانئ وشهد القادسية ، وهو الذي افتتح مرج عذراء ( ي ) . * في طبقات ابن سعد : كان جاهليا إسلاميا وكان في ألفين وخمسمائة من العطاء . وكان ثقة ‹ صفحة 271 › عينا ولم يرو عن غير علي شيئا . * في المستدرك للحاكم : أحد الصحابة العدول ، راهب أصحاب محمد . * في الاستيعاب : كان من فضلاء أصحاب محمد ، وكان مستجاب الدعوة . * في أسد الغابة : وكان من فضلاء الصحابة ، وكان على كندة بصفين ، وعلى الميسرة يوم النهروان ، وشهد الجمل - أيضا - مع علي ، وكان من أعيان الصحابة . وقال : وهو المعروف بحجر الخير . * في سير النبلاء : كان شريفا مطاعا أمارا بالمعروف مقدما على الانكار ، من شيعة علي ( رض ) شهد صفين أميرا وكان ذا صلاح وتعبد . * في تاريخ الاسلام للذهبي : لحجر صحبة ووفادة ، وكان صالحا عابدا . يلازم الوضوء ويكثر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر . * في تاريخ ابن كثير : وفد إلى رسول الله وكان من عباد الله وزهادهم ، وكان بارا بأمه . وكان كثير الصلاة والصيام ، وما أحدث إلا توضأ ( ك ) ، وما توضأ إلا ‹ صفحة 272 › صلى . * وفي الإصابة : صحب عليا فكان من شيعته ، وشهد موت أبي ذر بالربذة . وروى : أنه أصابته جنابة ، فقال للموكل به : أعطني شرابي أتطهر به ، ولا تعطني غدا شيئا . فقال : أخاف أن تموت عطشا فيقتلني معاوية . قال : فدعا الله فانسكبت له سحابة بالماء ، فأخذ منها الذي احتاج إليه . فقال له أصحابه : أدع الله أن يخلصنا ! فقال : اللهم خر لنا . هذا هو حجر . وأما قصة سبائيته ، فقد روى الطبري في أول باب أحداث سنة إحدى وخمسين وقال في ( حديث حجر وأصحابه ) : أن معاوية بن أبي سفيان لما ولى المغيرة بن شعبة الكوفة في جمادى سنة 41 دعاه وقال له : قد أردت إيصاءك بأشياء كثيرة فأنا تاركها اعتمادا على بصرك بما يرضيني ويسعد سلطاني ويصلح به رعيتي ، ولست تاركا إيصاءك بخصلة : لا تتحم ( ل ) عن شتم علي وذمه ، والترحم على عثمان والاستغفار له ، والعيب على أصحاب علي والاقصاء لهم وترك الاستماع منهم ، وبإطراء شيعة عثمان رضوان الله عليه والادناء لهم والاستماع منهم . فقال المغيرة : ‹ صفحة 273 › قد جربت وجديت ، وعملت قبلك لغيرك فلم يذمم بي دفع ولا رفع ولا وضع ، فستبلو فتحمد أو تذم . قال معاوية : بل نحمد إن شاء الله . قال الطبري ( م ) : وأقام المغيرة عاملا لمعاوية سبع سنين وأشهرا وهو من أحسن شئ سيرة وأشده حبا للعافية غير أنه لا يدع ذم علي والوقوع فيه ، والعيب لقتلة عثمان واللعن لهم ، والدعاء لعثمان بالرحمة ، والاستغفار له ، والتزكية لأصحابه ، فكان حجر بن عدي إذا سمع ذلك ، قال : بل إياكم فذمم الله ولعن ، ثم قام ، فقال : إن الله عز وجل يقول : كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ، وأنا أشهد أن من تذمون وتعيرون لاحق بالفضل ، وأن من تزكون وتطرون أولى بالذم . فيقول المغيرة : يا حجر ، لقد رمي بسهمك إذ كنت أنا الوالي عليك ! يا حجر ويحك ! اتق السلطان ! اتق غضبه وسطوته ! فإن غضبة السلطان أحيانا مما يهلك أمثالك كثيرا ، ثم يكف عنه ويصفح ، فلم يزل حتى كان في آخر إمارته ، قام المغيرة فقال في علي وعثمان كما كان يقول ، وكانت مقالته : اللهم ارحم عثمان بن عفان ، وتجاوز عنه ، واجزه بأحسن عمله فإنه عمل بكتابك ، واتبع سنة نبيك ( ص ) ، وجمع كلمتنا ، وحقن دماءنا وقتل مظلوما ، اللهم فارحم أنصاره وأولياءه ومحبيه والطالبين بدمه . ويدعو على قتلته ( ن ) فقام حجر بن عدي فنعر نعرة بالمغيرة سمعها كل من كان في المسجد وخارجا منه وقال : ‹ صفحة 274 › إنك لا تدري بمن تولع من هرمك ! أيها الانسان ! مر لنا بأرزاقنا وأعطياتنا ، فإنك قد حبستها عنا وليس ذلك لك ، ولم يكن يطمع في ذلك من كان قبلك ، وقد أصبحت مولعا بذم أمير المؤمنين وتقريض المجرمين . قال : فقام معه أكثر من ثلثي الناس يقولون : صدق والله حجر وبر ، مر لنا بأرزاقنا وأعطياتنا ، فإنا لا ننتفع بقولك هذا ، ولا يجدي علينا شيئا . وأكثروا في مثل هذا القول ونحوه . فنزل المغيرة واستأذن عليه قومه فأذن لهم ، فقالوا : علام تترك هذا الرجل يقول هذه المقالة ، ويجترئ عليك في سلطانك هذه الجرأة ؟ ! إنك تجمع على نفسك بهذا خصلتين : أما أولهما ( * ) فتهوين سلطانك ! ، وأما الأخرى : فإن ذلك إن بلغ معاوية كان أسخط له عليك . قال : فقال لهم المغيرة بن شعبة : إني قد قتلته ، إنه سيأتي أمير بعدي فيحسبه مثلي فيصنع به شبيها بما ترونه يصنع بي ، فيأخذه عند أول وهلة فيقتله شر قتلة ، إنه قد اقترب أجلي وضعف عملي ، ولا أحب أن ابتدئ أهل هذا المصر بقتل خيارهم وسفك دمائهم ، فيسعدوا بذلك وأشقى ، ويعز في الدنيا معاوية ، ويذل يوم القيامة المغيرة ، ولكني قابل من محسنهم وعاف عن مسيئهم ، وحامد حليمهم وواعظ سفيههم حتى يفرق بيني وبينهم الموت ، وسيذكرونني لو قد جربوا العمال بعدي . روى الطبري وقال : ‹ صفحة 275 › " فولي المغيرة الكوفة سنة 41 في جمادى وهلك سنة 51 فجمعت الكوفة والبصرة لزياد بن أبي سفيان فأقبل زياد حتى دخل القصر بالكوفة " . في طبقات ابن سعد والنبلاء للذهبي : ولما قدم زياد واليا دعا بحجر فقال : تعلم أني أعرفك ، وقد كنت أنا وإياك على ما قد علمت من حب علي بن أبي طالب ، وإنه قد جاء غير ذلك . وإني أنشدك الله أن تقطر لي من دمك قطرة فأستفرغه كله ، إملك عليك لسانك وليسعك منزلك ، وهذا سريري فهو مجلسك ، وحوائجك مقضية لدي ، فاكفني نفسك فإني أعرف عجلتك . فأنشدك الله يا أبا عبد الرحمن في نفسك ، وإياك وهذه السفلة وهؤلاء السفهاء أن يستزلوك عن رأيك ، فإنك لو هنت علي أو استخففت بحقك ، لم أخصك بهذا من نفسي . فقال حجر : قد فهمت . ثم انصرف إلى منزله فأتاه إخوانه من الشيعة فقالوا : ما قال لك الأمير ؟ : قال : قال لي كذا وكذا ، قالوا : ما نصح لك . فأقام وفيه بعض الاعتراض ( أأنت ) وكانت الشيعة يختلفون إليه ويقولون : إنك شيخنا وأحق الناس بإنكار هذا الامر ، وكان إذا جاء إلى المسجد مشوا معه . فأرسل إليه عمرو بن حريث - وهو يومئذ خليفة زياد على الكوفة وزياد بالبصرة - : أبا عبد الرحمن ! ما هذه الجماعة وقد أعطيت الأمير من نفسك ما قد ‹ صفحة 276 › علمت ؟ ! فقال للرسول : تنكرون ما أنتم فيه ، إليك ! وراءك أوسع لك ! فكتب عمرو بن حريث بذلك إلى زياد . وكتب إليه : إن كانت لك حاجة في الكوفة فالعجل ! فأغذ زياد السير حتى قدم الكوفة . وروى الطبري وقال : فشخص إلى الكوفة حتى دخلها فأتى القصر فدخله ثم خرج فصعد المنبر وعليه قباء سندس ومطرف خز أخضر قد فرق شعره ، وحجر جالس في المسجد حوله أصحابه أكثر ما كانوا . فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد : فإن غب البغي والغي وخيم ، إن هؤلاء جموا فأشروا وأمنوني فاجترأوا علي ، وأيم الله لئن لم تستقيموا لأداوينكم بدوائكم ! وقال : ما أنا بشئ إن لم أمنع باحة الكوفة من حجر ، وأدعه نكالا لمن بعده ! ويل أمك يا حجر ! سقط العشاء بك على سرحان . وفي رواية أخرى بعدها قال : خطب زياد يوما في الجمعة فأطال الخطبة وأخر الصلاة فقال له حجر ابن عدي : الصلاة ، فمضى في خطبته ، ثم قال : الصلاة ، فمضى في خطبته . فلما خشي حجر فوت الصلاة ( ع ) ضرب بيده إلى كف من الحصا وثار إلى ‹ صفحة 277 › الصلاة وثار الناس معه ، فلما رأى ذلك زياد نزل فصلى بالناس ، فلما فرغ من صلاته كتب إلى معاوية في أمره وكثر عليه ، فكتب إليه معاوية أن شده في الحديد واحمله إلي . وقال في رواية أخرى بعدها ما ملخصها أن زيادا أرسل إليه الشرطة ليأتوه به . فقال أصحابه : لا يأتيه ولا كرامة . فأمر صاحب الشرطة نفرا فأتوه فقالوا : أجب الأمير ، فسبوهم ، قال : فوثب زياد بأشراف أهل الكوفة ، فقال : يا أهل الكوفة ! أتشجعون بيد وتأسون بأخرى ؟ ! أبدانكم معي وأهواؤكم مع حجر ! هذا الهجهاجة الأحمق المذبوب ( ف ) ! أنتم معي وإخوانكم وأبناؤكم وعشائركم مع حجر ! هذا والله من دحسكم وغشكم ! والله لتظهرن لي برأتكم أو لآتينكم بقوم أقيم بهم أودكم وصعركم ! فوثبوا إلى زياد ، فقالوا : معاذ الله سبحانه أن يكون لنا في ما ها هنا رأي إلا طاعتك وطاعة أمير المؤمنين ! وكل ما ظننا أن فيه رضاك وما يستبين به طاعتنا وخلافنا لحجر ، فمرنا به ! قال : فليقم كل امرئ منكم إلى هذه الجماعة حول حجر فليدع كل ‹ صفحة 278 › رجل منكم أخاه وابنه وذا قرابته ومن يطيعه من عشيرته حتى تقيموا عنه كل من استطعتم أن تقيموه . ففعلوا ذلك فأقاموا جل من كان مع حجر بن عدي ، فلما رأى زياد أن جل من كان مع حجر أقيم عنه قال لأمير شرطته : انطلق إلى حجر فإن تبعك فأتني به ، وإلا فمر من معك فلينتزعوا عمد السوق ثم يشدوا بها عليهم حتى يأتوني به ويضربوا من حال دونه . فأتاه رئيس الشرطة فقال : أجب الأمير . فقال أصحاب حجر : لا ، ولا نعمة عين ، لا نجيبه ! فقال لأصحابه : شدوا على عمد السوق ! فاشتدوا إليها ، فأقبلوا بها قد انتزعوها . فقال عمير بن يزيد الكندي من بني هند وهو أبو العمر طه : إنه ليس معك رجل معه سيف غيري وما يغني عنك ! قال : فما ترى ؟ قال : قم من هذا المكان فالحق بأهلك يمنعك قومك . فقام زياد ينظر إليهم وهو على المنبر ، فغشوا بالعمد فضرب رجل من الحمراء - يقال له : بكر بن عبيد - رأس عمرو بن الحمق بعمود ( ص ) فوقع ‹ صفحة 279 › فحمله رجلان من الأزد وأتيا به دار رجل من الأزد فخبأه بها فلم يزل بها متواريا حتى خرج منها . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 270 › ( ي ) القادسية وقعة للمسلمين مع الفرس في العراق في عصر الخليفة عمر بقيادة سعد بن أبي وقاص . ومرج عذراء قرية بغوطة دمشق . ‹ هامش ص 271 › ( ك ) في ترجمته بطبقات ابن سعد حدث غلام لحجر قال : قلت لحجر : إني رأيت ابنك دخل الخلاء ولم يتوضأ ، قال : ناولني الصحيفة من الكوة ، فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما سمعت علي بن أبي طالب يذكر : أن الطهور نصف الايمان . ‹ هامش ص 272 › ( ل ) لا تتحم ، تحمى : امتنع . ‹ هامش ص 273 › ( م ) نقصد ب ( قال ) في ما يلي ما ورد في روايته . ( ن ) حذف الطبري من الخبر شتمه ولعنه وكتب محلهما جملة ( ويدعو على قتلته ) . ‹ هامش ص 274 › * كذا ورد في تاريخ الطبري ، والأصح أن يقال : ( أولاهما ) لان الخصلة مؤنثة . ( م ) ‹ هامش ص 275 › ( أأنت ) يقصد فأقام وفيه بعض الاعتراض على لعنهم الامام عليا وهذا هو المقصود في قول الشيعة له : ( وأحق الناس بإنكار هذا الامر ) وقول حجر لرسول عمرو بن حريث : ( تنكرون ما أنتم فيه ) . ‹ هامش ص 276 › ( ع ) قال ابن عبد البر في الاستيعاب : " ولما ولى معاوية زيادا العراق وما وراءها وأظهر من الغلظة وسوء السيرة ما أظهر خلعه حجر ولم يخلع معاوية ، وتابعه جماعة من أصحاب علي وشيعته ، وحصبه يوما في تأخير الصلاة . . . " . وأكد ذلك - أيضا - كل من ابن الأثير في أسد الغابة ، وابن حجر في الإصابة . ‹ هامش ص 277 › ( ف ) تشجون بيد : تحزون بيد . وتأسون بيد وتداوون الجرح بيد ، والهجهاجة : الكثير الشر الخفيف العقل ، والمذبوب : المجنون . ‹ هامش ص 278 › ( ص ) روى الطبري عن عبد الله بن عوف الأحمر : أنه بينما كان يدخل بالكوفة بعد مقتل مصعب بعام ، قال : " فإذا أنا بأحمري يسايرني ووالله ما رأيته من ذلك اليوم الذي ضرب فيه عمرو بن الحمق وما كنت أرى لو رأيته أن أعرفه فلما رأيته ظننت أنه هو ، وذاك حين نظرنا إلى أبيات الكوفة فكرهت أن أسأله : أنت الضارب عمرو بن الحمق بالعمود في المسجد فيكابرني ، فقلت له : ما رأيتك من اليوم الذي ضربت فيه رأس عمرو بن الحمق في المسجد إلى يومي هذا ، ولقد عرفتك الآن حين رأيتك . فقال لي : لا تعدم بصرك ! ما أثبت نظرك ! كان ذلك أمر الشيطان . أما إنه قد بلغني أنه كان امرءا صالحا ، ولقد ندمت على تلك الضربة فأستغفر الله . فقلت له : ألا ترى ، لا والله لا أفترق أنا وأنت حتى أضربك على رأسك مثل الضربة التي ضربتها عمرو بن الحمق أو أموت أو تموت ، فناشدني الله وسألني الله فأبيت عليه ، ودعوت غلاما لي يدعى رشيدا من سبي أصبهان ، معه قناة له صلبة فأخذتها منه ثم أحمل عليه بها فنزل عن دابته وألحقه حين استوت قدماه بالأرض فأصفع بها هامته فخر لوجهه ومضيت وتركته فبرأ بعد فلقيته مرتين من الدهر كل ذلك يقول : الله بيني وبينك . وأقول : الله عز وجل بينك وبين عمرو بن الحمق " . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |