وأخيراً فإننا على يقين بأنه تعالى قد دلَّ على الهداة والدعاة إليه، وقد جعلهم أماناً للأمة من الغرق والضلال، فكانوا علاماتٍ إلهيَّةً، لا يضِلُّ متَّبِعُهم، ولا ينجو إلا مَن تمسك بهم واهتدي بهديهم.
وقد أخرج أحمد بن حنبل، والحمويني في فرائد السمطين ـ من أبناء السُّنة ـ ومحمد بن سليمان الكوفي في المناقب، بإسنادهم عن عليٍّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): النجوم أمانٌ لأهل السماء وإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء، وأهلُ بيتي أمانٌ لأهل الارض فإذا ذهب أهلُ بيتي ذهب أهلُ الأرض.
وأخرج الطبراني في المعجم الكبير، ويعقوب بن سفيان في كتاب المعرفة والتاريخ، والحمويني في فرائد السمطين ـ وهؤلاء من أبناء السُّنة ـ ومحمد بن سليمان الكوفي في المناقب، بإسنادهم عن سلمة بن الأكوع قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): النجوم أمانٌ لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمتي.
وقال الصالحي الشامي في سبل الهدي والرشاد: ورواه أيضاً ابن أبي شيبة، ومسدد، وأبو يعلى، والحكيم، والترمذي، أقول: وجميعهم من أبناء السُّنة.
وقال: وأخرج الحاكم النيسابوري ـ من أبناء السُّنة ـ في المستدرك على الصحيحين بإسناده عن جابر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وأهل بيتي أمانٌ لأمتي فإذا ذهب أهل بيتي آتاهم ما يُوعدون، وكذا بإسناده عن محمد بن المنكدر عن أبيه رسول الله (صلى الله عليه وآله). قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.
وقال: وبإسناده عن ابن عباس ـ وصححه ـ قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) النجوم أمانٌ لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمانٌ لأمتي من الاختلاف. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد(3).
وبعد صحة هذا الحديث وبهذا المضمون وبغيره أيضاً من طرق أبناء السُّنة، فإنه يتضح لك أنَّ الله تعالى كما جعل للناس علاماتٍ يهتدون بها في طرق البر والبحر وأنَّ لولاها لتحقَّقَ الضلالُ لهم، فكذا قد جعل سبحانه آلَ محمد (عليهم السلام) نجومَ الهداية للأمة من الضلال.
فقد أخرج الكليني في الكافي بإسناده عن داود الجصاص قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول {وَعَلاَمَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} قال: النجمُ رسولُ الله (صلى الله عليه وآله)، والعلامات هم الأئمة (عليهم السلام).
وأخرج أيضاً بإسناده عن أسباط بن سالم قال: سأل الهيثم أبا عبد الله (عليه السلام) وأنا عنده عن قول الله عزَّ وجل {وَعَلاَمَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} فقال: رسول اللهُ (صلى الله عليه وآله) النجمُ، والعلاماتُ هم الأئمة (عليهم السلام).
وأخرج الشيخ الطوسي في الأمالي ـ وأيضاً العياشي في تفسيره ـ بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ’ في قول الله عزَّ وجل{وَعَلاَمَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} قال: النجمُ رسولُ الله (صلى الله عليه وآله)، والعلامات الائمة من بعده (عليهم السلام).
وأخرج الحاكم الحسكاني ـ من أهل السُّنة ـ وفرات الكوفي في تفسيره بإسنادهما عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي ’ قول الله تعالى {وَعَلاَمَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} قال: النجمُ محمدٌ (صلى الله عليه وآله)، والعلاماتُ الأوصياءُ (عليهم السلام).
وأخرج العياشي في تفسيره عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله {وَعَلاَمَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} قال: النجم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والعلامات الأوصياء (عليهم السلام) بهم يهتدون.
وأيضاً أخرج عن أبي مخلد الخياط قال قلت لأبي جعفر (عليه السلام) {وَعَلاَمَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} قال: النجمُ محمدٌ (صلى الله عليه وآله)، والعلامات الأوصياء (عليهم السلام).
وأخرج القمي في تفسيره بإسناده عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) «في حديث» {وَعَلاَمَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} العلاماتُ هُمُ الأوصياء (عليهم السلام)، والنجمُ رسولُ الله (صلى الله عليه وآله)(4).
------------------
(1) من وحي القرآن ج13 ص205
(2) الكافي ج 1 ص 169
(3) من مصادر أبناء السُّنة: المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 448 وج 3 ص 149و457، المعجم الكبير ج 7 ص 22، مناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان الكوفي الزيدى المذهب ج 2 ص 142و144، المعرفة والتاريخ ج 10 ص 538، ذخائر العقبى ص 17، العمدة ص 308،تاريخ مدينة دمشق ج 40 ص 19-20، شرح نهج البلاغة ج 19 ص 134، نظم درر السمطين ص 234، سبل الهدي والرشاد ج 11 ص 6، الجامع الصغير ج 2 ص 680، كنز العمال ج 12 ص 102، ينابيع المودة ج 1 ص 70 ـ 72 وج 2 ص 104 و114 و442
(4) الكافي ج 1 ص 206 – 207، الأمالي للطوسي ص 163، مناقب آل ابي طالب ج 3 ص 313، تفسير العياشي ج 2 ص 255 ـ 256، تفسير القمي ج 1 ص 383 وج 2 ص 343، تفسير فرات الكوفي ص 231 – 234، تفسير مجمع البيان ج 6 ص 146، تفسير جوامع الجامع ج 2 ص 320، تفسير مجمع البيان ج 6 ص 146، التفسير الصافي ج 3 ص 129، تفسير نور الثقلين ج 3 ص 44-46، تأويل الآيات ج 1 ص 252 – 253 وج2 ص 633- 634، شواهد التنزيل ج 1 ص 425- 426
|