علم عند علي يخاف على الناس الشك لو اخبرهم به
[ العلم الذي يريد ان يصيب له حملة ]
نهج البلاغة
- خطب الإمام علي (ع) –
ج 4 - ص 35 - 38
146 - وقال عليه السلام : سوسوا إيمانكم بالصدقة ( 2 ) ، وحصنوا أموالكم بالزكاة وادفعوا أمواج البلاء بالدعاء 147 - ( ومن كلام له عليه السلام لكميل بن زياد النخعي ) ( قال كميل بن زياد : أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فأخرجني إلى الجبان ( 3 ) ، فلما أصحر تنفس الصعداء ثم قال ) : يا كميل إن هذه القلوب أوعية ( 4 ) فخيرها أوعاها .
فاحفظ عني ما أقول لك الناس ثلاثة :
فعالم رباني ( 5 ) ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع ‹ صفحة 36 › أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق يا كميل العلم خير من المال . والعلم يحرسك وأنت تحرس المال .
المال تنقصه النفقة والعلم يزكوا على الانفاق ، وصنيع المال يزول بزواله ( 1 ) .
يا كميل العلم دين يدان به .
به يكسب الإنسان الطاعة في حياته ، وجميل الأحدوثة بعد وفاته .
والعلم حاكم والمال محكوم عليه يا كميل هلك خزان الأموال وهم أحياء ، والعلماء باقون ما بقي الدهر .
أعيانهم مفقودة ، وأمثالهم في القلوب موجودة .
ها ، إن ههنا لعلما جما ( وأشار إلى صدره ) لو أصبت له حملة ( 2 ) ، بلى أصبت لقنا غير مأمون عليه ( 3 ) ، مستعملا آلة الدين للدنيا ، ومستظهرا بنعم الله ‹ صفحة 37 › على عباده ، وبحججه على أوليائه ، أو منقادا لحملة الحق ( 1 ) لا بصيرة له في أحنائه ، ينقدح الشك في قلبه لأول عارض من شبهة . ألا لا ذا ولا ذاك ( 2 ) ، أو منهوما باللذة ( 3 ) سلس القياد للشهوة ، أو مغرما بالجمع والادخار ليسا من رعاة الدين في شئ . أقرب شئ شبها بهما الأنعام السائمة ، كذلك يموت العلم بموت حامليه اللهم بلى ، لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة . إما ظاهرا مشهورا أو خائفا مغمورا ( 4 ) لئلا تبطل حجج الله وبيناته . وكم ذا ( 5 ) ؟ وأين أولئك ؟ أولئك والله الأقلون عددا والأعظمون قدرا . يحفظ الله بهم حججه وبيناته حتى يودعوها نظراءهم ويزرعوها في قلوب أشباههم هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، وباشروا روح اليقين ، واستلانوا ما استوعره المترفون ( 6 ) ، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، وصحبوا ‹ صفحة 38 › الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى . أولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة إلى دينه . آه آه شوقا إلى رؤيتهم . انصرف إذا شئت .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
|