الموضوع: ابرق الربذة
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-2010, 12:03 AM   #4
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي نتيجة البحث :



نتيجة البحث :

ذكر المؤرخون خرجة واحدة لأبي بكر ، خرج فيها إلى ذي القصة بعد رجوع أسامة من مؤتة وما خرج غيرها قط ، عقد فيها لواء القيادة لخالد وأمر ثابت بن قيس على الأنصار ، وجعل أمره إلى خالد ، وأمرهما بالمسير إلى بزاخة لحرب طليحة ومن معه من بني أسد وفزارة ، وأضاف بعضهم إلى هذا :
غارة بنى فزارة عليهم هناك بغتة ، وقتل واحد منهم .

كان هذا كل ما ذكره غير سيف من حرب وزحف وتوجيه جيوش في هذه الفترة ، بعيد وفاة الرسول .

أما سيف فقد ذكر تجمع قبائل كثيرة من أهل الردة في أبرق الربذة ، منهم :
ثعلبة بن سعد ، وعبس وعليهم الحارث ، ومرة وعليهم عوف ، وناس من بني كنانة اجتمعوا إليهم ، فلم تحملهم البلاد ، فذهب نصفهم إلى ذي القصة ، فأمدهم طليحة بأخيه حبال وأمره على من بذي القصة منهم ، وعلى من معهم من قبائل الدئل ، وليث ، ومدلج ، وأنهم بعثوا وفودا إلى المدينة يقرون الصلاة ، ويأبون الزكاة ، فردهم أبو بكر فأخبروا المرتدين في الأبرق بقلة أهل المدينة ، وأطمعوهم فيهم ، فاستعد لهم أبو بكر ، وعين على أنقاب أهل المدينة أربعة من كبار الصحابة ومعهم المقاتلة ، وألزم سائر الناس حضور المسجد ، وباغتت مرتدة الأبرق أهل المدينة بغارة بعد ثلاث ، وخلفوا ردءا لهم بذي حسي ، فمنعهم المقاتلة على الانقاب ، وأخبروا أبا بكر فخرج على ‹ صفحة 44 › النواضح ، وردوا العدو حتى بلغ ذا حسي ، فباغتهم ردء المرتدة هناك بأنحاء دهدهوها في وجوه إبل المسلمين ، فنفرت بهم حتى أرجعتهم إلى المدينة لا يملكون زمامها .

فأرسل هؤلاء إلى من بذي القصة يخبرونهم ضعف أهل المدينة ، فقدموا عليهم وفيهم بنو ذبيان وبنو أسد ، وانضموا إلى من في الأبرق ، فعبأ أبو بكر جيشه ، وعين أمراء على الميمنة والميسرة ، والساقة جميعا ، وبيتهم ليلا ، فوضع المسلمون فيهم السيوف ، وولوهم الادبار ، وغلبوا على عامة ظهرهم ( 1 ) ، وقتل في هذه المعركة حبال أخو طليحة ، وتبعهم أبو بكر حتى بلغ ذا القصة ، ووضع فيها مسلحة وأمر النعمان بن مقرن ، ثم رجع إلى المدينة .

وخرج أبو بكر من المدينة الخرجة الثالثة لما وثب بنو عبس ، وبنو ذبيان على من في قبائلهم من المسلمين ، وقتلوهم كل قتلة ، فخرج أبو بكر على تعبئته حتى نزل الأبرق ، وقاتلهم حتى هزمهم ، وأسر منهم ، وغلب على بلادهم الربذة ، فحرمها عليهم ، وحمى أبرق الربذة لخيول المسلمين ، وأرعى الناس سائر الربذة ، وأنشد الصحابي زياد بن حنظلة ، وغيره أراجيز متعددة في تلك المعارك . تفرد سيف بذكر كل ما سبق ، ولم يصح منه شئ إطلاقا ! لم يصح ارتداد أكثر تلك القبائل التي ذكرها ، ولم يصح تجمعها بالإبرق وذي القصة ، ولا إرسالها الوفود إلى المدينة ، ولا تأمير أبي بكر الامراء على أنقاب المدينة ، ولا خرجاته الثلاث من المدينة ، وما تبعها من تعبئته الجيش ، وخروجه على النواضح ، ونفور إبلهم ‹ صفحة 45 › من أنحاء دهدهوها ، ولا غيرها مما ذكر من قتال ، وأراجيز ، واستيلاء على أراضيهم عنوة ، بل لم يكن وجود لابرق الربذة ، ولا لاشخاص ذكرهم في تلك الحوادث كالصحابي الشاعر زياد بن حنظلة ، وخطيل بن أوس ، والراوي سهل بن يوسف ( 1 ) .

لم يكن لهؤلاء وجود خارج خيال سيف القصاص العبقري ، والمتهم بالزندقة !

وذكر سيف خرجة رابعة لأبي بكر إلى ذي القصة ، وعقده هناك أحد عشر لواء لاحد عشر أميرا لحرب المرتدين ، وأنه زود كلا منهم بكتاب عهد ، وكتاب آخر إلى القبائل المرتدة ، ولم يصح هذا - أيضا - والذي كان أنه عقد لواء لخالد ، وجعل ثابت بن قيس على الأنصار ، وجعل أمره إلى خالد ، ووجههما لحرب من في البزاخة ، ولم يعقد لغيرهما هناك لواء ، ولم يكتب كتاب عهد أو غيره هناك ، ولم يرسل خالد بن سعيد لحرب المرتدين في الحمقتين بمشارف الشام أميرا .

وإنما ذهب هذا مع الجيش الغازي سورية ، بعد حروب الردة ، وهكذا لم يصح سائر ما ذكره عن هذه الواقعة . ولم يصح - أيضا - سند الرواية لورود اسم سهل بن يوسف ، وعبد الله بن سعيد فيها ، وذكرنا أنهما من مختلقات سيف من الرواة ! ! !

.................................................. ...........

‹ هامش ص 44 ›
( 1 ) أي عامة دوابهم .

‹ هامش ص 45 ›
( 1 ) ذكرنا في ما سبق أن سهل بن يوسف من مختلقات سيف من الرواة ، وبسطنا القول في ترجمة زياد بن حنظلة بكتاب ( خمسون ومائة صحابي مختلق ) أمر ( أبرق الربذة ) و ( زياد ابن حنظلة ) . أما خطيل بن أوس فقد بحث في القسم المخطوط من ( خمسون ومائة صحابي مختلق ) .


 

رد مع اقتباس