![]() |
الاية الاولى الدالة على الوقت
الاية الاولى الجمع بين الصلاتين - عبد اللطيف البغدادي - ص 59 - 67 لآية الأولى في سورة هود : ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ( . التحقيق حول الآية الكريمة : ‹ صفحة 60 › صرح الفقهاء والمفسرون من الفريقين أن الأمر بإقامة الصلاة في هذه الآية الكريمة وارد على الصلوات الخمس المكتوبة ، وأن المراد من الحسنات التي تذهب السيئات إنما هو الصلوات نفسها . وهذا هو الظاهر منها . وقيل : الحسنات هي الصلوات وسائر أنواع الطاعات ، كما جاءت في هذه المعاني روايات صريحة سيمر عليك بعضها . والآية ( كما ترى ) تعرضت لأوقات إقامة الصلاة فجعلتها ثلاثة فقط هي : ( طرفي النهار ( والظاهر - وظواهر القرآن حجة - إن المراد من الطرفين هو الطرف الأول من النهار ، والطرف الثاني منه . . فهذان وقتان ، و ( وزلفا من الليل ( أي ساعات قريبة من الليل ، وهذا الوقت الثالث . ولما كانت صلوات النهار ثلاث : الصبح والظهروالعصر ، فيكون الصبح في الطرف الأول من النهار ، ويكون وقت الظهر والعصر معا في الطرف الثاني منه ، ويبتدئ من زوال الشمس ظهرا وينتهي بغروبها . وصلاة الليل الواجبة إنما هي المغرب والعشاء فيكون وقتهما معا مبينا في قوله : ( وزلفا من الليل ( . قال شيخنا الطريحي : ( قوله تعالى : ( طرفي النهار " أي أوله وآخره ) ( 1 ) . وقال أيضا : ( قوله : ( وزلفا من الليل ( أي ساعة بعد ساعة ، واحدتها زلفة كظلم وظلمة ، من أزلفه إذا قربه ، فيكون المعنى ساعات متقاربة من ‹ صفحة 61 › الليل ، ومن للتبيين . . . والمراد صلاة المغرب والعشاء ، والمراد بطرفي النهار نصفاه ، ففي النصف الأول صلاة الصبح ، وفي النصف الثاني صلاة الظهر والعصر ) ( 1 ) . فدلت الآية إذا دلالة واضحة على اتساع الوقت وامتداده لصلاتي الظهر والعصر ، والمغرب والعشاء ، وإن مجموع أوقات الصلوات ثلاثة لا خمسة . وهذا ما مر علينا صريحافي روايات أهل البيت الذين هم مع القرآن ، والقرآن معهم في كل آياته ، ( لن يفترقا ) فاتبعهم . |
اقوال اهل السنة في الاية الاولى
أقوال وروايات أهل السنة في الآية الكريمة : وإليك أقوال بعض المفسرين ورواياتهم من أهل السنة حول الآية الكريمة : 1 - قال محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310 في تفسيره : ( ( طرفي النهار ( صلاة الغداة والعشي ) ( 2 ) ونقل الطبري إجماع المفسرين على أن المراد من صلاة طرف النهار الأول صلاة الفجر وهي الغداة ، ثم ذكر اختلاف أهل التأويل ( 3 ) في المراد من الصلاة في الطرف ‹ صفحة 62 › الثاني ، ثم قال : قال بعضهم : عنيت بذلك صلاة الظهر والعصر . قالوا : وهما من صلاة العشي . وروى تأييدا لهذا القول روايات عديدة من طرقهم ، منها ما رواه بسنده عن منصور ، عن مجاهد ، في قوله تعالى : ( وأقم الصلاة طرفي النهار ( قال : الفجر وصلاتي العشي يعني الظهر والعصر . وروى عن مجاهد أيضا من طريقين آخرينم ثله . وروى مثله أيضا عن محمد بن كعب القرظي من طريقين ، ومثله عن الضحاك أيضا . ثم روى روايات أخرى في ص 72 تدل على أن صلاة الطرف الثاني هي المغرب ، وأختار هو هذا القول بحجة أن الإجماع حاصل على أن صلاة الطرف الأول من النهار هي صلاة الفجر ، وهي تصلى قبل طلوع الشمس ، فالواجب إذا أن تكون صلاة الطرف الثاني هي صلاة المغرب لأنها تصلى بعد غروب الشمس . نقاش علمي مع الطبري : والحقيقة أنها حجة لا تتفق مع الآية ، لأن نص الآية : ( طرفي النهار ( والمراد من طرفيه أوله وآخره كما نص على ذلك المفسرون واللغويون . وصلاة المغرب لم تكن واقعة في آخر النهار بل واقعة في أول الليل وخارجة عن النهار ، وداخلة تحت قوله تعالى : ( وزلفا من الليل ( كما أن المعلوم أن طرفي الشيء ( أي شئ كان ) منه لا خارج عنه ، فالقول الأول ‹ صفحة 63 › هو الأرجح والمتبادر إلى الذهن ، وهو الذي رواه الكثير من أصحابه ونقل هو أكثر رواياتهم . وقال الطبري في ( ص 73 ) في قوله تعالى : ( وزلفا من الليل ( : فقد قال قوم : ( وزلفا من الليل ( : صلاة المغرب والعشاء . وروى تأييدا لهذا القول روايات عديدة ، منها باسناده عن الحسن من طريقين ، ومنها عنه أيضا أنه قال : قال رسول الله ( ص ) : ( هما زلفتا الليل ، المغرب والعشاء ) وعن مجاهد من طرق ثلاثة أيضا ، وعن المبارك بن فضالة ، عن الحسن : ) وزلفا من الليل ) : المغرب والعشاء . وقال : فقال رسول الله ( ص ) : ( هما زلفتا الليل ، المغرب والعشاء ) . ومثله أيضا عن قتادة ، وعن محمد بن كعب القرظي من ثلاثة طرق ، وعن الضحاك أيضا . هكذا أكثر الطبري من نقل الروايات من طرقهم في هذه الآية من ( ص 71 - 78 ) من الجزء الثاني عشر في إن قوله : ( طرفي النهار ( صلاة الفجر والظهر والعصر ، و ( وزلفا من الليل ( المغرب والعشاء ، فراجع إذا شئت . 2 - وقال أبو بكر احمد بن علي الجصاص الحنفي المتوفى سنة 370 ما نصه : ( من مواقيت الصلوات ، وقال تعالى : ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ( روى عمرو عن الحسن في قوله تعالى : ( طرفي النهار ( قال : صلاة الفجر ، والأخرى الظهر والعصر ، و ( زلفا من الليل ( قال : المغرب والعشاء ) . ‹ صفحة 64 › ثم قال : فعلى هذا القول قد تضمنت الآية الصلوات الخمس ( 1 ) . مكتبة أهل البيت (ع) - الإصدار الأول9 - وقال الشيخ طنطاوي جوهري المدرس بالجامعة المصرية ومدرسة دار العلوم : ‹ صفحة 68 › ( وأقم الصلاة طرفي النهار : غدوة وعشية ، وهو منصوب على الظرفية لأنه مضاف إلى الظرف ، وصلاة طرفي النهار الأول ، الصبح ، وطرف النهار الثاني الظهر والعصر . . . ( وزلفا من الليل ( الزلف : جمع زلفة ، من أزلفه إذا قربه أي ساعات من الليل قريبة من آخر النهار ، وهي صلاة المغرب والعشاء . . . ( إن الحسنات ( كالصلوات الخمس ( يذهبن السيئات ( أي الذنوب . وفي الحديث : " إن الصلوات الخمس تكفر ما بينهما من الذنوب " ، ومثل الصلوات جميع الطاعات . قال عليه - وآله - الصلاة والسلام : " واتبع السيئة الحسنة تمحها " ) ( 1 ) . 10 - وقال الأستاذ سيد قطب في تفسيره : ( ومن الاستقامة إقامة الصلاة في أوقاتها ، والآية هنا تذكر طرفي النهار ، وهما أوله وآخره ، وزلفا من الليل أي قريبا من الليل ، وهذه أوقات الصلاة المفروضة دون تحديد عددها ، والعدد محدود بالسنة ، ومواقيته كذلك ) ( 2 ) . ونسجل هنا ملاحظة على عبارة الأستاذ سيد قطب جديرة بالانتباه ، وهي أن مواقيت الصلاة محددة بهذه الآية حسب اعترافه ، كما هي محددة في السنة فقوله : " ومواقيته كذلك " عبارة زائدة لا يجوز عطفها على عدد الصلاة ، فأن الآية لم تتعرض لعدد الصلاة وإنما تعرضت لأوقاتها وأنها ثلاثة فقط ( طرفي النهار ، وزلفا من الليل ( . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
الساعة الآن 06:25 AM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010