هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 04-02-2011, 12:35 AM
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5057 يوم
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الإمامة منصب إلهي إمامة إبراهيم



الإمامة منصب إلهي



إمامة إبراهيم:
ثمّة آية قرآنية تتعلّق بموضوع بحثنا، فلنرَ بماذا ستفيدنا هذه الآية الكريمة، يقول تعالى في محكم كتابه العزيز: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}(1).
تتحدّث هذه الآية عن واحدة من أعظم السّيَر العظيمة، والتي ظلّت بصمة شاهدة على أصالة التاريخ منذ فجره، ولسنا الآن بصدد دراسة سيرة سيّدنا إبراهيم (عليه السلام) ; لأنّها أعظم من أن تحيط بها هذه الصفحات القلائل.
إنّما ذكرنا هذه الآية لارتباطها الوثيق بمفهوم الإمامة كأصل دينيّ من جهة كونها منصباً إلهيّاً، لا شأن لغير اللّه باختيار من يشغله، كما أنّ نيله متعلّق بشروط ومؤهلات خاصّة، وليتسنّى فهم ذلك رأينا أن نفصّل الآية السابقة إلى مقاطع بحسب ما يمليه علينا سياقها.




رد مع اقتباس
قديم 04-02-2011, 12:40 AM   #2
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



أوّلاً: ابتلاءٌ فجزاء
في زمن أرهقت فيه الإنسانية لثقل حملها...

____________
1- البقرة (2): 124.
الصفحة 28 وانهكت تتأوّه لسوء حالها...
حيث اتّخذت الأصنام أرباباً معبودة، تسجد لها، وتعكف على عبادتها...
في هذا الخضم من الضلال والفوضى...
بُعث سيّدنا إبراهيم أبو الأنبياء (عليه السلام)...
لينتشل المجتمع البشري من بؤرة الوضاعة والانحطاط إلى أُفق الرقيّ والانضباط.
وحاله حال الأنبياء، فما أن تربّع على عرش النبوّة حتى أخذت المحن والابتلاءات الإلهيّة تتهافت عليه واحدة تلو الأُخرى، فكانت لا تزيده إلاّ صبراً وتسليماً.
يقول تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات فَأَتَمَّهُنَّ}(1).
ومن الواضح أنّه ليس المراد من (كلمات) الواردة في هذه الآية مجرّد ألفاظ وتعابير تتألّف من أحرف هجائيّة وإن ذهب البعض إلى هذا المعنى.
لكن على الأكثر والأصح أنّ المراد من هذه الكلمات مجموعة أُمور وأحاديث واقعة، كما في قوله تعالى لمريم: {إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَة مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ}(2).

____________
1- البقرة (2): 124.
2- آل عمران (3): 45.
الصفحة 29 فكلمه اللّه في هذه الآية هو عيسى بن مريم نفسه (عليه السلام).
وعندما قال سبحانه: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات} كان يريد من هذه الكلمات مجموعة الابتلاءات التي مرّ بها إبراهيم (عليه السلام) والتي حدّثنا القرآن الكريم عنها، فمنها:
1 ـ صموده (عليه السلام) أمام نمرود ومن لفّ لفّه، واستعداده لأن يُلقى في النار دون أن يؤثّر ذلك على إيمانه، بل على العكس كان يزداد تعلّقاً بربّه سبحانه.
2 ـ امتثاله لأمر ربّه حين أمره أن يأخذ زوجته ووليده إلى أرض الحجاز ويتركهما وحيدين في أرض قاحلة جدباء لا حول لهما فيها ولا قوّة، حيث قال مستودعهما اللّه: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَاد غَيْرِ ذِي زَرْع}(1).
3 ـ ومنها ما هو أعظم وأمضى; إذ أمره ربّه أن يذبح ابنه إسماعيل بيده! حيث تكرّر عليه هذا المنام في عالم الرؤيا عدّة مرّات، فأيقن أنّه الوحي الإلهي، ثمّ طرح هذا الأمر على ولده إسماعيل، فما كان من الابن إلاّ أن سلّم لأمر ربّه تسليماً، ومن دون تردّد قائلاً: {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}(2).
ها هما..

____________
1- إبراهيم (14): 37 2- الصافات (37): 102.
الصفحة 30 الذابح والمذبوح...
كلاهما في ساحة الابتلاء، وعلى أُهبة الاستعداد لتنفيذ الأمر الإلهيّ بمنتهى الإيمان والصبر والتسليم.
فلمّا أوشكا أن يبدأا ـ وما أعظمه من منظر! {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ}(1) ـ جاءهما نداء ربّهما: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا}(2) وهو الأمر بالتوقّف، إذ لم يكن الهدف هو ذبح إسماعيل أصلاً، إنّما كان الهدف هو ظهور التسليم والإذعان والطاعة منهما مهما كان الأمر الإلهيّ صعباً ومريراً، وليبقى هذا المشهد خالداً يصوّره القرآن الكريم على مرّ العصور، حيث يحكي حقيقة الارتباط باللّه، وحقيقة الإيمان الذي ملأ نفوساً حتى استغرقت بالروح الإلهيّة المقدّسة، فغاب عن مرآها كلّ شي دون اللّه.
بعد أن قطع إبراهيم كلّ الابتلاءات، وحقّق ما حقّقه من نجاح كبير، وأثبت ما أثبته من جدارة وكفاءة، أراد اللّه أن يهبه المنصب الجديد الذي استحقّه وصار أهلاً له، هذا المنصب هو الإمامة، حيث قال سبحانه: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً} فصار إبراهيم بإرادة اللّه وجعله إماماً للناس أجمعين.

____________
1- الصافات (37): 103.
2- الصافات (37): 104 ـ 105.


 

رد مع اقتباس
قديم 04-02-2011, 12:41 AM   #3
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الصفحة 31
مقام الإمامة:
قال الإمام الصادق (عليه السلام):
"إن اللّه اتّخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتّخذه نبيّاً، واتّخذه نبيّاً قبل أن يتّخذه رسولا، واتّخذه رسولاً قبل أن يتّخذه خليلاً، واتّخذه خليلاً قبل أن يتّخذه إماماً"(1).
إنّ هذه المراتب التي أحرزها إبراهيم (عليه السلام) وهي: العبوديّة، النبوّة، الرسالة، الخلّة، الإمامة، حيث جاءت مرتّبة تصاعديّاً، فإنّها ترسم سُلّم الصعود والارتقاء إلى أعلى مرتبة يمكن أن يصل إليها الإنسان، وهي الدرجة العليا (الإمامة).
(فالعبوديّة) وهي الدرجة الأُولى ليست بمعنى الملوكيّة، إذ أنّ كلّ الناس عبيد اللّه، إنّما المراد منها هو الإخلاص والصدق في خطّ التعبّد، إذ أنّها (العبوديّة) منطلق الكمالات المعنويّة.
بعد العبوديّة تأتي (النبوّة) المختصّة بشخصه، ثمّ (الرسالة) حيث تعمّ كلّ الأُمّة، فتكون أعلى مرتبةً وأصعب مهمةً من النبوّة، إذ كلّ رسول نبيّ، وليس كلّ نبيّ رسول، ثمّ بعد الرسالة تأتي مرتبة (الخلّة)، والتي تفرّد بها إبراهيم (عليه السلام) من بين الأنبياء والمرسلين، فصار خليل اللّه.
بعد أن أحرز إبراهيم كلّ هذه المقامات، وأتمّ كلّ تلك
____________
1- الكافي 1: 175، حديث 2 و4، باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمة (عليهم السلام).
الصفحة 32 الابتلاءات، بحيث لم يصدر منه حتى ما يسمّى بترك الأولى الذي وقع فيه عدد من الأنبياء والرسل، بعد كلّ ذلك استحقّ إبراهيم (عليه السلام) مقام الإمامة، وهي المرتبة الأرقى كما أسلفنا.
كما يدلّ على أنّ منصب الإمامة جاء بعد كلّ تلك المناصب (وخاصّة النبوّة)، هو طلب إبراهيم (عليه السلام) الإمامة لذريّته إذ قال: {وَمِن ذُرِّيَّتِي} فقوله هذا لا يخلو من احتمالين:
الأوّل: أنّه كان له ذريّة بين يديه عندما جُعل إماماً.
الثاني: أنّه كان يعلم أنّه سيكون له ذريّة فيما بعد.
وكلا الأمرين ـ الاحتمالين ـ حدثا في آخر حياته، أي في كبره، حيث يقول تعالى حاكياً مفاجأته بنبأ الذريّة: {وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْراَهِيمَ * إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ * قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلام عَلِيم * قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ}(1).
كما يقول سبحانه في آية أُخرى: {وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَـذَا لَشَيٌْ عَجِيبٌ * قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ}(2).

____________
1- الحجر (15): 51 ـ 54.
2- هود (11): 71 ـ 73.
الصفحة 33 إذاً، تشير هذه الآيات إلى أنّ إبراهيم (عليه السلام) لم يرزق بذريّة، بل لم يعلم بذلك إلاّ بعد أن مسّه الكبر، وكلّ ذلك حدث وقت النبوّة، ومع ذلك لم يكن إماماً عندئذ إلاّ بعد أن صار أهلاً لها.


 

رد مع اقتباس
قديم 04-02-2011, 12:41 AM   #4
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



استمراريّة الإمامة:
لمّا ارتقى إبراهيم (عليه السلام) من النبوّة إلى الإمامة، لم يَغبْ عن ذهنه خطورة الفراغ الذي سيخلّفه بعد رحيله الأبدي والتحاقه بالرفيق الأعلى، وكان أمله أن يكون أئمة من ذريّته بعده كما كان هو.
ولعلوّ شأنّها ـ الإمامة ـ وسموّ مكانتها في عينه، حيث رأى ما لم يره ولم يطلع عليه أحد من البشر غيره خلال مسيرة حياته، سأل ربّه: أن يا ربّ هل ستجعل من أولادي وأحفادي أئمة من بعدي كما جعلتني {وَمِن ذُرِّيَّتِي}؟
يأتيه الجواب: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}.
يالَحكمة السماء...
ويالَبديع نظمها...
أُنظر إلى الردّ الإلهي...
كلمات معدودة صارت قانوناً جرى ويجري منذ بدء الخليقة إلى منتهاها...
{لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} جوابٌ ليس مقبولاً محضاً ولا رفضاً </span>الصفحة 34 مطلقاً، بل قسّم البشريّة إلى قسمين:
القسم الأوّل: غير الظالمين، وهم الذين سينالهم عهد اللّه.
القسم الثاني: الظالمون، وهم الذين حُرموا عهد اللّه.


 

رد مع اقتباس
قديم 04-02-2011, 12:41 AM   #5
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الظالم مَن هو؟
إنّ الظالم في عرفنا: هو كلّ من يعتدي على حقوق الغير أو يسلبها في المجالات المختلفة، ولكنّ القرآن يعمّم هذا المفهوم ليشمل كلّ معتد على حقّ غيره أو حقّ نفسه.
فثمّة آيات كثيرة في القرآن الكريم تعرض صوراً لإلحاق الظلم بالنفس، مثل قوله تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ}(1).
وقوله سبحانه: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ}(2).
وقوله عزّ وجلّ: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ}(3).
إذاً، كلّ من مارس الظلم بحقّ نفسه أو حقّ غيره فهو في نظر القرآن الكريم ظالم، وكلّ ظالم هو بعيد عن نيل عهد اللّه {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}.

____________
1- النساء (4): 110.
2- الكهف (18): 35.
3- البقرة (2): 54.
الصفحة 35 بقي في متناول الإمامة مَن لم يجترح عمليّة ظلم في حياته كلّها، وهم المعصومون طبعاً.
يقول العلاّمة الطباطبائي ـ صاحب تفسير الميزان ـ نقلاً عن أحد أساتذته حول طلب إبراهيم (عليه السلام) الإمامة لذريّته:
"إنّ مآل هذه الذريّة من حيث صلاحها وفسادها ينتهي إلى الفرضيّات التالية:
الأُولى: أن نفترض أنّ هذه الذريّة ظالمة على الدوام من أوّل عمرها إلى آخره.
الثانية: أن نفترض أنّها كانت ظالمة في أوّل عمرها ثمّ آلت إلى الصلاح آخر العمر.
الثالثة: أن تكون صالحة أوّل عمرها ثمّ آلت إلى الظلم بعد ذلك.
الرابعة: أنّها لم تكن ظالمة في أيّ وقت من الأوقات".
ثمّ يقول:
"من المحال أن يطلب إبراهيم (عليه السلام) الإمامة ـ وهي بهذا الشأن العظيم حيث وهبت إليه بعد النبوّة والرسالة ـ لمن كان ظالماً من ذريّته من أوّل حياته إلى آخرها.
كما من المحال أن يسألها لمن كان من ذريّته صالحاً في مبدأ حياته ثمّ آل إلى الظلم آخر عمره.
تبقى إذاً من ذريّة إبراهيم (عليه السلام) فئتان:
</span>الصفحة 36 الأُولى: التي لزمت الصلاح من أوّل عمرها وبقيت على ذلك.
الثانية: التي كانت ظالمة في أوّل عمرها ثمّ آلت إلى الصلاح.
لكنّ الآية أخرجت الظالمين عن نطاق الإمامة بشكل مطلق ولم تحده ـ أي الظلم ـ بزمان دون آخر، وهو قيد تخرج فيه جميع الفئات من ذريّة إبراهيم (عليه السلام)، عدا الفئة التي لزمت الصلاح وعاشت العصمة منذ أوّل حياتها إلى نهايتها"(1).
نستنتج من كلّ هذا أنّ العصمة ـ والتي لا يرى الكثيرون ضرورتها ـ إنّما هي الشرط الأساسي لنيل الإمامة.


 

رد مع اقتباس
قديم 04-02-2011, 12:42 AM   #6
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الإمامة عهد اللّه:
صغيرة في لفظها...
كبيرة في مدلولها...
فما معنى أن تنال الإمامة وتصير إماماً؟
معناه أن ينالك عهد اللّه، معناه أن تعيش مع اللّه وللّه; لتبلغ حدّاً يطلق عليك فيه مصطلح (الإنسان الكامل).
وتكون قائداً وأُسوة للبشريّة جمعاء في عقيدتك... وتفكيرك... وجميع تحرّكاتك...
فهل تستطيع؟

____________
1- الميزان في تفسير القرآن 1: 274، والنقل بالمعنى.
الصفحة 37 لو اطّلعنا على سِيَر جميع القادة والحاكمين والرؤساء والمشايخ و... و... فضلاً عن الناس العاديين، لوجدناها لا تخلو من عمل يتعارض مع الأوامر والتوجيهات الإلهيّة، بغض النظر عن كون هذا العمل كبيراً أو صغيراً، هذا إن لم يعمل بعضهم عكسها متعمداً!
إلاّ من وقع عليه الاختيار الإلهيّ، وحمّله مسؤوليّة قيادة مسيرة البشر، فهؤلاء وما أدراك ما هؤلاء؟!
هؤلاء هم القادة الربّانيون والزعماء الإلهيّون، سفراء اللّه في أرضه وحججه على خلقه.
هؤلاء هم الذين عبدوا اللّه حقّ عبادته، وأطاعوه ولم يعصوه طرفة عين، حيث عاشوا العصمة بأسمى معانيها وأبهى تجلّياتها.
كيف لا، وهم الذين نالهم عهد اللّه ـ الامامة ـ بمعناه القيادي الشامل دون غيرهم؟!
في الحقيقة إنّ ما نريد قوله: إنّ اختيار الإمام أمر محصور بالإرادة والقدرة الإلهيّة وحسب; لأنّ البشر غير قادرين على اختيار الأفضل والأجدر لهذا المنصب، وذلك لسطحيّتهم وعدم قدرتهم على الاطلاّع على ضمائر وسرائر بعضهم، إلاّ أن يحدّده اللّه ويعيّنه بذاته.
وما يدلّنا على ذلك في الآية جواب الباري عزّ وجلّ عندما سأله إبراهيم (عليه السلام) الإمامة لذريّته، فقد اقترن الجواب بضمير ياء المتكلّم </span>الصفحة 38 في كلمة (عهدي) حين قال: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}، الأمر الذي يعني تخصّصها وانحصارها باللّه سبحانه، فلم يقل (عهدكم) مثلاً، أو (عهد البشر)، بل قال: (عهدي) أي عهدي وحسب.
فالإمامة إذاً عهد اللّه ولا شأن لغير اللّه فيها.

وآية أُخرى...
يقول اللّه تعالى حاكياً طلب موسى (عليه السلام): {وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي}(1).
لمّا أمر اللّه سبحانه كليمه موسى (عليه السلام) بالذهاب إلى فرعون الطاغي، لم يتردّد موسى (عليه السلام)، ولكنّه شعر بالحاجة إلى مساعد وموآزر وشريك ليسانده في أمره، فتوجّه إلى ربّه في طلبه:
{وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي}.
ثمّ يأتيه جواب ربّه: {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى}(2)، ولم يأمره أن يتشاور مع أصحابه وأتباعه ليختاروا وزيراً وشريكاً له من بينهم.

____________
1- طه (20): 29 ـ 31.
2- طه (20): 36.


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 06:04 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية