هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 01-28-2011, 12:35 AM
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5057 يوم
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي السبب الأول(2): الجهل بمعنى الغلو:



السبب الأول(2): الجهل بمعنى الغلو:
(الغلو) هو أمرٌ مرفوض لدى كل الفرق الإسلامية، فلا توجد فرقة إسلامية تقبل الغلو. وكراهية (الغلو) عند جميع الفرق الإسلامية ينبعث من تحذير القرآن والسنّة النبوية منه، إذ بيّنا للمسلمين أنّ انحراف الأديان يقترن ـ دائماً ـ بالغلو.
وتاريخ الغلو مع تاريخ الانحراف توأمان، و لهذا فنحن لا نستطيع أن نَجِدَ انحرافاً من دون أن يكون مبدأه ومنشأه ظهور الغلو.

____________
(1) نظراً إلى تكرار ذكر كلمة منهج في هذا الكتاب فلا بد من تعريفها بصورة مختصرة:
مفهوم المنهج: المعنى اللغوي للكلمة: المنهج أو المنهاج يعني الطريق الواضح، وَنَهَجَ الطريقُ: وَضُحَ واستبان، وصار نهجاً بيناً واضحاً (ابن منظور، لسان العرب: 2 / 383).
وفي القرآن الكريم (لكلٍ جَعَلنا شِرعةً ومِنهاجاً) (المائدة: 48)، أي طريقاً واسعاً واضحاً في الدين (ابن كثير، تفسير القرآن العظيم: 2 / 588).
والمعنى الاساسي لكلمة (منهج) هو: الطريق أو السبيل أو الخطة المحددة للوصول إلى غاية معينة (المعجم الفلسفي / 195. د ـ محمد زيان عمر).
(2) لن نتناول في هذا الكتاب إلا السبب الأول من أسباب وعوامل مشكلة الخلط بين الاثني عشرية وفرق الغلاة عند الوهابية مع إشارة مقتضبة إلى السبب الثالث، وتفصيل البحث عن هذه الأسباب تناولته في كتابنا (موقف الاثني عشرية من الغلو والغلاة).
الصفحة 82 وهناك شيء مسلّم به من الوجهة التاريخية وهو: إنّ كلّ الفِرَق التي تنتسبُ إلى الإسلام ـ وهي بعيدةٌ عنه ـ كان الغلو وراء انحرافها عن الإسلام.
ونحن لا نريد هنا أن نذكر كل ما ورد في شأن الغلو في الكتاب والسنّة، ولا نحاول هنا أن نبحث عن الآثار الخطيرة للغلو؛ كما لا نحاول أن نبحث عن الفِرَق المغالية، ولا عن منابع الفِرَق المغالية وتأثير المجوسية واليهودية والنصرانية على تلك الفرق، فهذه المواضيع لا ترتبط ارتباطاً كاملاً بموضوع هذا الكتاب.
أما الذي نريد أن نبحث عنه ويرتبطُ بموضوع هذا الكتاب ولم يتم البحث عنه في مكان آخر فهو معالجة تعريف الوهابية لهذه الكلمة، فمنذ أن نشأت الوهابية في القرن الثامن عشر الميلادي وحتى الوقت الحالي، وهي تُعرِّف هذه الكلمة (الغلو) بصورة غريبةٍ عن تعريف أهل السنّة والاثني عشرية لهذه الكلمة.
وقد أدّى ذلك التعريف الغريب للغلو ـ مع الأسف ـ إلى توسيع مدلول ومفهوم كلمة الغلو عند الوهابية، حتى أصبحوا يتهمون كل المذاهب الإسلامية بالغلو. وأذكرُ أنّني عندما كنت أدرسُ في السعودية ـ وكنت يومئذٍ وهابياً ـ كنا نتعلّم ـ مع الأسف ـ تعليماً غريباً يؤدّي إلى تزييف وتشويه صورة الاشاعرة والماتريدية الذين يمثلّون جمهور أهل السنة، ويؤدّي إلى تشويه وتزييف صورة الاثني عشرية. ولم يكن هذا النمط من التعليم يُمثِّل الحكومة السعودية، بل كان يُمثّل تياراً منبوذاً ومرفوضاً من قبل الحكومة السعودية.
وكان لأسلوب التعليم ـ في تلك الفترة ـ أثرٌ سيءٌ على مفهوم الغلو عندي، حتى إنّني كنتُ من هواة اتهام المسلمين من أهل السنّة ومن الاثني عشرية بـ (الغلو). ومن النتائج الخطيرة لاتهامي للمسلمين بـ (الغلو)، التي تركت خطراً على نظرتي لأهل السنّة من الأشاعرة والماتريدية أو نظرتي للاثنى عشرية؛ أنّني كنت أسيء الظن بكبار علماء أهل السنّة من القدماء والمتأخرين؛ لأنّهم كانوا إما

الصفحة 83 أشعرية أو ماتريدية، ونحن ندرس في الجامعات السعودية أنّ هؤلاء كلَّهم من الغلاة المنحرفين.

وقد صوّر علامة أهل السنة في العصر الحديث الإمام (يوسف القرضاوي) تلك الحالة المأساوية، التي خَلَقت حقداً عند الوهابية لقدماء أهل السنة ولقدماء الاثني عشرية ومتأخريهم ومعاصريهم، بسبب أنّهم اتهموا جمهور أهل السنَّة من الماتريدية والاشاعرة واتهموا الاثني عشرية بالغلو، بعد أن وسّعوا من مدلول الغلو وفسَّرو كلمة (الغلو) تفسيراً غريباً.. وفي هذا يقول الإمام الشيخ (يوسف القرضاوي) ـ حفظه الله ـ:
(إنّ تشويه الرموز الإسلامية، وتحطيم الأعلام، وتدمير القمم؛ عمل لا يستفيد منه غير أعداء الإسلام، وخصوم المسلمين. وهو ـ للأسف ـ ما أصبح هواية لبعض المنتمين إلى الدين [يعني الوهابيين]، لقد زرت المملكة العربية السعودية في العام الماضي، فوجدتُ أمراً رابني وساءني: مجموعة من الكتب تتهم العلماء والدعاة، [مثل اتهامهم بالغلو] وتوسعهم سباً وقذفاً، صَنَّفَ هذه الكتب بعض الإخوة الغلاة ممن ينسبون أنفسهم إلى السلفية، والحق أنّ السلفية منهم براء.
لم يكن هؤلاء يدعون عالماً كبيراً، [من أهل السنة أو من الاثني عشرية] سابقاً أو لاحقاً أو معاصراً، يخالفهم في قضيةٍ ما، إلاّ كالوا له الذم بأوسع مكيال.
لم يسلم مِنْ طول ألسنتهم الباقلاني، ولا إمام الحرمين، ولا الإسفراييني، ولا الغزالي، ولا الرازي، ولا النووي، ولا ابن حجر العسقلاني، ولا السيوطي، ولا غيرهم من المتقدمين.
كما لم يسلم منهم من المحدّثين الأفغاني، ومحمد عبده، والكواكبي، ورشيد رضا، وفريد وجدي.. وغيرهم من دعاة الإصلاح.
</span>الصفحة 84 وكذلك لم يسلم منهم من بعدهم من المفكرين والدعاة المودودي، والندوي، وحسن البنا، وسيد قطب، والغزالي، والقرضاوي، ومحمد عمارة، وفهمي هويدي... وغيرهم من الأموات والأحياء)(1).
إلى أن يقول:
(ونسي هؤلاء [يعني: الوهابيين] أنَّ حُسن الظن بالمسلمين أولى من سوئه، وأنّ الأصل حمل حال المسلمين على الصلاح، والتماس المعاذير لأهل الإسلام، وافتراض نية الخير منهم)(2).
ويرى كبار أهل السنّة في العالم الإسلامي أنّه ليست نظرة الوهابيين للغلو غريبة فحسب، بل إنّ نظرتهم للدين الإسلامي بصورة كلية غريبة عن هذا الدين، وفي هذا يقول إمام أهل السنّة في العصر الحديث الشيخ محمد الغزالي:
(إنّ فهم هؤلاء الناس [يعني: الوهابيين] للدين غريب)(3).
ومن ثَمّ اعتبر الإمام الغزالي الوهابية أخطر خصوم الصحوة الإسلامية... وقال ـ رحمه الله ـ:
(الصحوة الإسلامية المعاصرة مهدَّدة من أعداء كثيرين، والغريب أنّ أخطر خصومها نوع من الفكر الديني يلبس ثوب السلفية [يعتقد الإمام الغزالي أن الوهابية لا علاقة لها بالسلفية]، وهو أبعد الناس عن السلف، إنّها ادعاء السلفية وليست السلفية الصحيحة)(4).

* * * *
____________
(1) كتاب (الشيخ الغزالي كما عَرفته رحلة نصف قرْن)، تأليف الإمام ام الدكتور يُوسف القرضاوي ـ حفظه الله ـ: ص 263. الطبعة الأولى 1417 هـ. دار الوفاء ـ المنصورة ـ مصر.
(2) المصدر السابق.
(3) هموم داعية للإمام محمد الغزالي: ص 152.
(4) سر تأخر العرب للإمام محمد الغزالي: ص 52.
الصفحة 85 إذن، ينبغي للوهابية أن تلتفت إلى كلمات علماء أهل السنّة وكلمات علماء الاثني عشرية في نقد طريقتها في طرح مسألة (الغلو)، وأنْ تمارس طريقة النقد الذاتي لأسلوبها في فهم كلمة (الغلو). وبعد أن تنتهي من مرحلة النقد لمفهومها عن الغلو يجب أن تنتقل الوهابية إلى مرحلة إعادة النظر في فهمهم وتفسيرهم لكلمة (الغلو)؛ لأنّ الإنسان لا يمكن أن يعيد النظر في فهمه وإدراكه إلاّ إذا مارس مرحلة النقد الذاتي لذلك الفهم، فإذا لم يمارس هذه المرحلة فمن المحال أن يعيد النظر ـ من جديد ـ إلى فهمه وإدراكه السابقين ويميز الصواب والخطأ فيهما.
ونستنتج من ذلك: إنّه لا يمكن للوهابية أن تقوم بعملية تصحيح لمفهومها الغريب عن كلمة (الغلو) إلاّ من خلال مرحلتين:
المرحلة الأولى: النقد الذاتي لمفهومها عن كلمة (الغلو).
المرحلة الثانية: إعادة النظر من جديد إلى كلمة (الغلو).
أمّا إذا بقيت الوهابية جامدة على تفسيرها الغريب لكلمة (الغلو)، فلن يكون بمقدورها أن تستوعب انتقادات كبار أهل السنّة وكبار الاثني عشرية على تفسيرها لهذه الكلمة.
إنني لاحظت من خلال قراءتي للكتب التي كتبها الوهابيون عن الغلو والغلاة أنّهم وقعوا في أخطاء كثيرة في تحديد وتعريف كلمة (الغلو)... وأنّهم وسّعوا من مدلول هذه الكلمة وأدخلوا فيها محتويات ومضامين غريبة عنها.
ولا بد لنا من الإشارة إلى حقيقة هامة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بموضوع هذا الكتاب وهي: إنّ الوهابية ـ من حيث لا يعلمون ـ لم يميزوا بين معنى (الغلو) الذي ذكره فقهاء أهل السنّة وفقهاء الاثني عشرية، في أبواب ومسائل أحكام المرتدين الخارجين عن الإسلام، وبين معنى (الغلو) الذي يُطلق ـ أحياناً ـ على بعض رواة الحديث من المسلمين، ولا يُقصد منه ـ غالباً ـ ذلك المعنى الخطير للغلو الذي ذُكر في أبواب ومسائل أحكام المرتدين.
</span>الصفحة 86 ونرى أنّه من الضروري أن نذكر ـ هنا ـ تعريف علماء أهل السنّة وعلماء الاثني عشرية لذلك الغلو الذي ذكروه في أبواب ومسائل أحكام المرتدين، وفي الغلاة الذين وقعوا في هذا النمط من الغلو يقول أحد أئمة أهل السنّة الإمام الشهرستاني ـ رحمه الله ـ (ت: 548 هـ):
(وهم الذين غلوا في حقِّ أئمتهم حتى أخرجوهم من حدود الخليقية، وحكموا فيهم بأحكام الإ لهية، فربّما شبّهوا واحداً من الأئمة بالإله، وربّما شبهوا الإله بالخلق، وهم على طرفي الغلو والتقصير. وإنّما نشأت شبهتهم من مذاهب الحلولية، ومذاهب التناسخية، ومذاهب إليهود والنصارى)(1).
ونستخلص من كلام الشهرستاني: إنّ الغلو الذي ذُكر في مسائل وأبواب أحكام المرتدين يرتكز على مرتكزين أساسيين:
المرتكز الأول: تإليه الإنسان.
والمرتكز الثاني: أنْسَنتْ الإله.
ولا شك أنّ القولَ باتحاد الذات الإ لهية أو حلو لها في الإنسان ـ أي إنسان ـ يقتضي أنسنت الذات الإ لهية؛ كما أنّ القول بقدم الإنسان ـ أي إنسان ـ يستلزم تإليه الإنسان. والباحث عن الفِرَق المغالية ـ التي غالت غلواً ـ بهذا المعنى الذي ذكرناه ـ يجد أنّ مقالات هذه الفرق لا تخرج عن هذين المرتكزين الأساسين الخطيرين.
إذن، فالغلو الذي ذُكر في أبواب ومسائل أحكام المرتدين يشتمل على صفات معينة وردت في كلام الشهرستاني، أما الغلو الذي يطلقه علماء الرجال على بعض رواة الحديث فهو في الغالب لا يرتبط بذلك الغلو، بل يرتبط بمسائل فرعية خلافية بعيدة عن قضايا أُصول الدين الإسلامي.

____________
(1) كتاب الملل والنحل للإمام أبي الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني الشافعي الأشعري.
الصفحة 87 وعدم ملاحظة الوهابية للفرق بين معنى الغلو الذي ذُكر في أبواب ومسائل أحكام المرتدين، وبين معنى الغلو الذي يُطلق ـ أحياناً ـ على بعض رواة الحديث من المسلمين؛ جعلهم يقعون في أخطاء كثيرة سوف نذكرها في البحوث القادمة.
وتكمن الخطورة الكبرى في الخلط عند الوهابية بين معنى الغلو الذي ذُكر في أبواب ومسائل أحكام المرتدين، وبين معنى الغلو الذي أطلق على بعض رواة الحديث مِن المسلمين، ذلك الخلط الخطير جعل الوهابية تخلط بين رجال الغلاة بالمعنى الأول وبين رجال الغلاة بالمعنى الثاني؛ كما صنع الوهابي المعاصر عبد الرحمن عبد الله الزرعي ـ حفظه الله ـ في كتابه (رجال الشيعةِ في الميزان)، وقد خلط في هذا الكتاب ـ من حيث لا يعلم ـ بين رواة الحديث من المسلمين الذين أطلق عليهم كلمة (الغلو)؛ لأجل اختلافهم مع بعض علماء الرجال في مسائل فرعية خلافية، وبين رجال الغلاة بالمعنى الذي ذكره العلماء في أبواب ومسائل أحكام المرتدين، وهم من الرجال الذين أجمع على تكفيرهم علماء الاثني عشرية وعلماء أهل السنّة.
ولو كان (عبد الرحمن الزرعي) أدرك معنى ومفهوم الغلو ومراتبه وأنواعه لما وقع في هذا الخلط الخطير؛ الذي يلزم منه تكفير الكثير من رواة الحديث النبوي.
وسنقوم بدراسة نقدية لكتاب الزرعي عندما نتحدث عن السبب الثالث في تكوين مشكلة الخلط بين الاثني وفِرَق الغلاة(1).
إنّ الوهابيين المعاصرين عندما يقرؤون الكتب الرجالية عند قدماء أهل السنة، يجدون أنّ قدماء أهل السنّة أطلقوا كلمة (الغلو) على رواة اختلفوا معهم في مسألة (التفضيل بين الصحابة)، وحسبوا أن اطلاق كلمة (الغلو) على هؤلاء كان بسبب أنّهم يقولون بتإليه غير الله ـ تعالى ـ.

* * * *

____________
(1) تناولنا نقد كتاب عبد الرحمن الزرعي في كتابنا (موقف الاثني عشرية من الغلو والغلاة).
الصفحة 88




رد مع اقتباس
قديم 01-28-2011, 12:35 AM   #2
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الصفحة 88 وكلمة أُخرى لا بدّ من الإشارة إليها، لأنّ لها تأثيراً خطيراً على إخفاقات الوهابيين ـ من حيث لا يعلمون ـ في تعريف الغلو، وهي: إنّ علماء الجرح والتعديل من أهل السنّة قد أطلقوا كلمة (الغلو) على الرواة المسلمين الذين يخالفونهم في مسائل فرعية؛ كما أطلقوا كلمة (الغلو) على القائلين بالتإليه أو الحلول أو الاتحاد.. أو.. أو.. الخ. هذه الأفكار الخطيرة التي تؤدي إلى تإليه الإنسان أو انسنت الإله. ولم يكن يعلم علماء الرجال أنّه ستأتي الجماعة الوهابية وتقع في خلط وخبط، بسبب أنّهم استخدموا كلمة (الغلو) في مفهومين مختلفين اختلافاً جوهرياً؛ لأنّ المعنى الأول للغلو يطلق على المسلمين والمعنى الثاني لا يطلق إلاّ على المرتدين، وبالتالي خلطت الوهابية ـ من دون قصد ـ بين الرواة المسلمين وبين الرجال المرتدين المنتسبين للإسلام.

* * * *
ومن ثَمّ لم يكن بد ـ وقد ابتعدت الوهابية من حيث لا يعلمون عن مفهوم الغلو عند قدماء أهل السنّة ـ من أن نفصلَ ونميز بين حقيقة (الغلو) عند أهل السنّة وبين حقيقة (الغلو) عند الجماعة الوهابية؛ لأنّ الوهابية بعد أن وسعت من مدلول كلمة (الغلو) أصبحت ترى أنّ جمهور أهل السنّة من الأشاعرة والماتريدية من فرق الغلاة الضالين والمنحرفين، وأصبحت الوهابية تطلق كلمة (الغلو) على الاثني عشرية، من دون ملاحظة الفرق بين مفهوم ومراد قدماء أهل السنّة من كلمة (الغلو) عندما أطلقوه على (الاثني عشرية)، وبين مفهوم ومراد قدماء أهل السنّة من كلمة (الغلو) عندما أطلقوه على (الخطابية). ومن هنا وجدت مشكلة الخلط بين الاثني عشرية وبين الغلاة عند الوهابية من جهة، ومشكلة الخلط بين جمهور أهل السنّة من الأشاعرة والماتريدية وفرق الغلاة من جهة أُخرى. وهذا هو الذي يفسّر لنا سرّ الحملة العنيفة التي قام بها الوهابيون ضد الاثني عشرية وضد جمهور أهل السنّة من الأشاعرة والماتريدية.

* * * *


 

رد مع اقتباس
إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 04:04 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية