هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 01-31-2011, 01:48 PM
فلاح السعدي
موالي نشيط
فلاح السعدي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 348
 تاريخ التسجيل : Jan 2011
 فترة الأقامة : 4815 يوم
 أخر زيارة : 05-24-2011 (09:33 AM)
 المشاركات : 31 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
Kaf Abaas أضواء على سورة الإخلاص



أضواء على سورة الإخلاص
الشيخ فلاح السعدي
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}.
السورة وموضوعها
سُئل الإمام علي بن الحسين صلوات الله عليه، عن التوحيد فقال: > إن الله (عزَّ وجلَّ) علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون، فأنزل الله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. والآيات من سورة الحديد إلى قوله: {عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور}. فمن رام وراء ذلك فقد هلك<(1).
وهي من سور كتاب الله الكريم (القرآن) المنزل على قلب نبينا المصطفى محمد’، وهي سورة عظيمة في نزولها ووصفها للباري (عزَّ وجلَّ) وكل سور القرآن الكريم عظيمة، إلا أنها تمتاز بميزات قلّ نظيرها في الكتاب من المعنى والمنزلة في قراءتها، بحيث من قرأها فكأنما قرأ ثلث القرآن, وبها وصِف الباري (عزَّ وجلَّ), والتعريف به ونفي الشركة عنه وإثبات الوحدانية, وهو أعظم وأدق ما جاءت به السورة المباركة للإنسان؛ حيث إنّ الكل هو مستمد في وجوده من الباري (جلّ وعلا), فلفظ الجلالة (الله) يدل على نفي الشريك عنه، والأحد على نفي التركيب، وأنه واحد في المعبودية بالحق، لا يشاركه فيها أحد.
وهذه السورة دلت على معرفة الله وتوحيده، وتنزيهه عن مشابهة الخلق، فإنه فرد واحد أحدي المعنى، لا ينقسم في وجود، ولا عقل، ولا وهم(2).
وعن أبي عبد الله× ـ في حديث طويل ـ عن رسول الله ’ عن الله (جلَّ جلاله) قال له:> اقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. كما أنزلت, فإنها نسبتي ونعتي<(3).
وإن هذه السّورة ـ كما هو واضح من اسمها، (سورة الإخلاص، أو سورة التوحيد) ـ تركز على توحيد اللّه، وفي أربع آيات قصار تصف التوحيد بشكل جامع لا يحتاج إلى أية إضافة(4).
وغرضها ذكر الصفات الرئيسية لربّ العالمين (جلّ جلاله)، وأهمها التوحيد(5).
سبب تسميتها
وتسمى ـ أيضاً ـ سورة الصمد وتسمى بفاتحتها وتسمى نسبة الرّب، روي: لكل شيء نسبة, ونسبة الرّب سورة الإخلاص.
وذكرت عدة آراء لسبب تسميتها بسورة التوحيد منها:

سبب النزول

عن ابن عباس قال: إنّ كفار قريش قالوا: يا محمد, صف لنا وانسب لنا ربّك, فأنزل الله سورة الإخلاص(7).
وفي سبب نزولها ورد أيضاً: (إنّ اليهود سألوا رسول الله ’ ، فقالوا: أنسب لنا ربك. فلبث ثلاثاً لا يجيبهم، ثم نزلت: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إلى آخرها. قال: (الله معناه المعبود الذي أله الخلق عن درك ماهيته والإحاطة بكيفيته، ويقول العرب: أله الرجل: إذا تحير في الشيء فلم يحط به علما، ووله: إذا فزع إلى شيء مما يخافه ويحذره، والإله هو المستور عن حواس الخلق)(8).
وقيل: إنّ السائل عبد اللّه بن صوريا اليهودي. وقيل: إنّه عبد اللّه بن سلام سأل رسول اللّه’ ذلك بمكّة, ثمّ آمن وكتم إيمانه. وقيل: إنّ مشركي مكّة سألوه ذلك. وقيل إنّ نصارى نجران هم الذين سألوا النّبي’ ذلك. ولا تضاد بين هذه الرّوايات، إذ قد يكون هؤلاء جميعاً سألوا الرسول نفس هذا السؤال، فكان الجواب لهم جميعاً، وهو دليل آخر على عظمة هذه السّورة(9).

محل نزولها
اختلف المفسرون في مكية السورة ومدنيتها إلى ثلاثة آراء:

عظمتها
في الخرايج والجرايح قال أبو هاشم: قلت في نفسي اشتهي أن اعلم ما يقول أبو محمد × في القرآن: أهو مخلوق أم غير مخلوق؟ فأقبل علَّي وقال: >أوما بلغك ما روي عن أبي عبد الله × لما نزلت {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. خلق الله أربعة آلاف جناح، فما كانت تمرّ بملأ من الملائكة إلا خشعوا لها. وقال: هذه نسبة الرب تبارك وتعالى<(13).
في كتاب معاني الأخبار بإسناده إلى أمير المؤمنين× في حديث طويل يقول فيه×:> نسبة الله (عزَّ وجلَّ) قل هو الله<(14).
وفي علل الشرائع بإسناده إلى أبى الحسن موسى بن جعفر× في حديث طويل, وفيه يقول × ـ حاكياً عن رسول الله ’ وعن الله (جلَّ جلاله)ـ: > ثم أمره أن يقرأ نسبة ربه تبارك وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ}. ثم أمسك عنه القول فقال رسول الله ’: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ}. فقال: قل: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ}. فأمسك عنه القول فقال رسول الله ’: كذلك الله ربي، كذلك الله ربي، كذلك الله ربي<(15).
وفي عيون الأخبار في باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان في وسطها: فإن قال (قائل): فلم وجب عليهم الإقرار والمعرفة بأن الله واحد أحد؟ قيل: لعلل:
منها: إنه لو لم يجب عليهم الإقرار والمعرفة لجاز لهم أن يتوهموا مدبرين أو أكثر من ذلك، وإذا جاز ذلك لم يهتدوا إلى الصانع لهم من غيره؛ لأن كل إنسان منهم لا يدرى لأنه إنما يعبد غير الذي خلقه، ويطيع غير أمره، فلا يكونون على حقيقة من صانعهم وخالقهم، ولا يثبت عندهم أمر آمر ولا نهي ناه؛ إذا لا يعرف الأمر بعينه ولا الناهي من غيره.
ومنها: إنه لو جاز أن يكون اثنين لم يكن أحد الشريكين أولى بان يعبد ويطاع من الآخر، وفي إجازة أن يطاع ذلك الشريك إجازة أن لا يطاع الله، وفى إجازة أن لا يطاع الله (عزَّ وجلَّ) كفر بالله وبجميع كتبه ورسله، واثبات كل باطل، وترك كل حق وتحليل كل حرام وتحريم كل حلال، والدخول في كل معصية والخروج من كل طاعة. وإباحة كل فساد وإبطال كل حق.
ومنها: إنه لو جاز أن يكون أكثر من واحد لجاز لإبليس أن يدعي أنه ذلك الآخر حتى يضاد الله تعالى في جميع حكمه، ويصرف العباد إلى نفسه، فيكون في ذلك أعظم الكفر وأشد النفاق.
وفي كتاب التوحيد بإسناده إلى أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد‘ عن أبيه محمد بن على الباقر× في قول الله تبارك وتعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. قال: > قل أي اظهر ما أوحينا إليك ونبأناك بتأليف الحروف التي قرأناها لك ليهتدي به من ألقى السمع وهو شهيد، و(هو) اسم مكنى ومشار إلى غائب, فالهاء تنبيه عن معنى ثابت، والواو إشارة إلى الغائب عن الحواس، كما أن قولك (هذا ) إشارة إلى الشاهد عند الحواس، وذلك أن الكفار نبهوا عن آلهتهم بحرف إشارة الشاهد المدرك، فقالوا : هذه آلهتنا المحسوسة المدركة بالأبصار، فأشر أنت يا محمد، إلى إلهك الذي تدعو إليه حتى نراه وندركه ولا نأله فيه. فأنزل الله تبارك وتعالى{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. فالهاء تثبيت للثابت، والواو إشارة إلى الغائب عن درك الأبصار، ولمس الحواس، وإنه تعالى عن ذلك، بل هو مدرك الأبصار ومبدع الحواس<(16).
وفيه كلام للرضا×في التوحيد وفيه: >أحد لا بتأويل عدد<(17).
فضلها
عن عبد العزيز بن المهتدي قال: سألتُ الرِّضَا ×عن التَّوحيد, فقال:> كُل مَن قرأَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. وآمن بِها, فقد عرف التَّوحيد, قلت: كيف يقرأُها؟ قال: > كما يقرأُها النَّاس وزاد فيه كذلك اللَّه رَبِّي كذلك اللَّه رَبِّي<(18).
وفي الحديث: >من قرأها فكأنما قرأ ثلث القرآن, وأعطي من الأجر عشر حسنات بعدد مَن آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر<(19).
وعن أبي الدرداء, عن النبي’ قال:> أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ قلت: يا رسول الله ومن يطيق ذلك؟ قال: اقرأوا: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}<(20).
وعن أنس عن النبي’ قال:> من قرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مرة بورك عليه, فإن قرأها مرتين بورك عليه وعلى أهله, فإن قرأها ثلاث مرات بورك عليه وعلى أهله وعلى جميع جيرانه, فإن قرأها اثنتي عشرة مرة بني له اثنا عشر قصرا في الجنة, فتقول الحفظة انطلقوا بنا ننظر إلى قصر أخينا, فإن قرأها مائة مرة كفر عنه ذنوب خمس وعشرين سنة ما خلا الدماء والأموال, فإن قرأها أربعمائة كفر عنه ذنوب أربعمائة سنة, فإن قرأها ألف مرة لم يمت حتى يرى مكانه من الجنة أو يرى له<(21).
وعن سهل بن سعد الساعدي قال: جاء رجل إلى النبي’ فشكا إليه الفقر وضيق المعاش، فقال له رسول الله’: > إذا دخلت بيتك فسلّم إن كان فيه أحد، و إن لم يكن فيه أحد فسلّم واقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مرة واحدة<. ففعل الرجل فأفاض الله عليه رزقاً حتى أفاض على جيرانه(22).
وقد ذكروا أنّه روي في فضل سورة الإخلاص (90) حديثا(23).
عبرة الخلاص بالإخلاص
كان هناك رجلا صالحاً، وذكر من معه، أنه ركب في بعض مراكب البحار، فأشرف أهل المركب على الأخطار لقوة الرياح، وكان معهم رجل معروف بالصلاح، فاستغاثوا به، فكتب في رقعة لطيفة شيئا ورماه في البحر، فسكن الهواء وزال الابتلاء، فاجتهدوا أن يعرفهم ما كتب فامتنع من ذلك، وخرجوا من المركب، وتبعه أحدهم من بلد إلى بلد ليعرف ما كتب.. فلما ألحّ عليه, قال: والله ما كتبت غير سورة: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }(24).
معنى الثلث والثلثين والثلاث
ورد في كثير من الأحاديث أنه من قرأ سورة الإخلاص مرة فكأنّما قرأ ثلث القرآن, ومن قرأها مرتين فكأنّما قرأ ثلثي القرآن, ومن قرأها ثلاث مرات فكأنّما قرأ القرآن كله. فما هو معنى الثلث والثلثين والثلاث الوارد في الأحاديث عنهم صلوات الله عليهم أجمعين؟ جواب ذلك: ما ورد في الحديث عن رسول الله’: «قُل هُوَ اللهُ أحَد تَعْدِلُ ثُلْثَ القُرآن». جعلها تعدِل الثُلث؛ لأنّ القرآن العزيز لا يتجاوز ثلاثة أقسام، وهي:
ولما اشتملت سورة الإخلاص على أحد هذه الأقسام الثلاثة وهو التَّقديس، وازنها رسول’ بثلث القرآن؛ لأنّ مُنتهى التَّقديس أن يكون واحداً في ثلاثة اُمور، لا يكون حاصلاً منه مَن هو من نوعه وشبهه، ودلّ عليه قوله: {لمْ يلِد}، ولا يكون هو حاصلاً ممّن هو نظيرُه وشبهُه، ودلّ عليه قوله: {وَلَمْ يُولَد}، ولا يكون في درجته ـ وإن لم يكن أصلاً له ولا فرعاً ـ مَن هو مثله ، ودلّ عليه قوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أحَدٌ}. ويجمع جميع ذلك قوله :{ قُلْ هُوَ اللهُ أحَد}، وجملته تَفصيل قولك : «لا إله إلا الله» . فهذه أسرار القُرآن. ولا تتناهى أمثالها فيه {ولا رَطْبٍ ولا يابِسٍ إلّا في كِتابٍ مُبينٍ}(25).
علي وسورة الإخلاص
عن أمير المؤمنين× قال إنّي سمعت رسول الله’ يقول :> يا علي، مثلك في أمتي مثل: {قُلْ هُوَ اللهُ أحَد} فمن أحبك بقلبه فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه فكأنما قرأ ثلثي القرآن، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه ونصرك بيده فكأنما قرأ القرآن كله <(26).
القراءات في بعض آياتها
أختلف في قراءة وصل الآية بالآية من السورة, فالبعض قال: عند الوصل يجب أن تقرأ (أحدنِ الله الصمد). أي بقراءة نون مكسورة الآخر مع تخفيف لفظ الجلالة (الله) باللام المرققة، والبعض قال: لا تقرأ.
ذكر السيد الخوئي+ ما نصه: (إذا لم يقف على (أحد) في {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ووصله بـ{اللَّهُ الصَّمَدُ}, فالأحوط أن يقول: (أحدنِ الله الصمد). بضم الدال وكسر التنوين)(27).
وذكر السيد محمد الصدر+ ما نصه: (إذا لم يقف على (أحد) في {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ووصله بـ{اللَّهُ الصَّمَدُ}. فالأحوط وجوباً أن يقول: (أحدنِ الله الصمد). بضم الدال وكسر نون التنوين وترقيق اللام من لفظ الجلالة)(28).
وقرأ أبو عمرو في رواية هارون عنه: (أحد الله الصمد) بغير تنوين في الوصل. وقرأ في رواية نصر عن أبيه وأحمد بن موسى عنه بالتنوين، ووجه ترك التنوين, أنّه ينوى به الوقف؛ لأنّه رأس آية, مع أنّه قد يحذف التنوين لالتقاء الساكنين، والوجه تحريكه، قال الشاعر(29):
فألفتيه غير مستعتب
ولا ذاكر الله إلا قليلا
1- سمّيت سورة التوحيد؛ لأنّه ليس فيها إلا التوحيد, وكلمة التوحيد تسمى كلمة الإخلاص. 2- وقيل: إنما سميت بذلك؛ لأنّ من تمسك بما فيها اعتقادا وإقراراً كان مؤمناً مخلصاً. 3- وقيل: لأن من قرأها على سبيل التعظيم, أخلصه الله من النار, أي أنجاه منها. 4- و في الحديث: سورتي {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} المقشقشتان, سميتا بذلك؛ لأنهما يبرئان من الشرك والنفاق. يقال: تقشقش المريض من علته, إذا أفاق و برأ. وقشقشه, أبرأه كما يقشقش الهناء الجرب(6). 1 - إنها مكية، وممن قال بهذا الرأي السيد الطباطبائي في تفسير الميزان، والرازي في تفسيره، وعلي بن إبراهيم القمي في تفسيره، والثعلبي في تفسيره(10)، وغيرهم الكثير. 3 - إنها مكية في قول ابن مسعود والحسن وعطاء وعكرمة وجابر. ومدنية في أحد قولي ابن عباس وقتادة والضحاك والسدي. هذا ما قاله القرطبي في تفسيره وابن الجوزي في زاد المسير. وقال ابن عطية الأندلسي في المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز: هذه السورة مكية قاله مجاهد بخلاف عنه وعطاء وقتادة، وقال ابن عباس والقرظي وأبو العالية هي مدنية(12). 1- الإرشاد إلى معرفة ذات الله تعالى وتقديسه. 2- أو معرفة صفاته وأسمائه. 3- أو معرفة أفعاله وسُنَّته في عباده. 2 - إنها مكية، وقيل: مدنية، وممن قال بهذا الرأي الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان، والسمعاني في تفسيره، والفيض الكاشاني في التفسير الصافي، والنسفي في تفسيره(11)، وغيرهم.

وروي عن أبي عبد الله× أنه كان يقول: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. ثم يقف, فإن وصل, قال: (أحد الله). وزعم, أنّ العرب لم تكن تصل مثل هذا. وقرأ الباقون: (أحدنِ الله). بالتنوين(30).
قال أبو علي: مَن قرأ: (أحدنِ الله الصمد). فوجهه بيّن؛ وذلك أنّ التنوين من أحد ساكن و لام المعرفة من الاسم (لفظ الجلالة) ساكن, فلما التقى الساكنان, حرّك الأول (التنوين من أحد) منهما بالكسر كما تقول: اذهب اذهب. ومن قال: (أحد الله). فحذف النون, فإن النون قد شابهت حروف اللين في الآخر في أنها تزاد كما يزدن, وفي أنها تدغم فيهن كما يدغم كل واحد من الواو والياء في الآخر, وفي أنها قد أبدلت منها الألف في الأسماء المنصوبة, وفي الخفيفة, فلما شابهت حروف اللين, أجريت مجراها في أن حذفت ساكنه لالتقاء الساكنين, كما حذف الألف والواو والياء كذلك في نحو: رمى القوم, ويغزو الجيش, ويرمي القوم. ومن ثم حذفت ساكنة في الفعل في نحو: (لم يك و لا تك في مرية). فحذفت في: (أحد الله). لالتقاء الساكنين, كما حذفت هذه الحروف في نحو: هذا زيد بن عمرو(31).
وقرأ: (كفْؤا): بسكون الفاء - مهموزا - حمزة ونافع على خلاف عن نافع. وقرأ إسماعيل عن نافع وحمزة وخلف ورويس: (كفْؤا). ساكنة الفاء مهموزة أيضاً. وقرأ الباقون بضم الفاء مهموزا.
وقرأ حفص: {كفُوَا}. مضمومة الفاء مفتوحة الواو وغير مهموزة. وقرأ الباقون: (كفُؤا). بالهمزة وضم الفاء(32).
قرأ حفص: (كُفُوَاً). بضمتين فالواو المفتوحة. وقرأ الباقون: ( كُفُئاً). بضمتين مع الهمز، وقراءة حفص هي المتوافقة مع خط المصحف الشريف بالواو، فضلاً عن موافقة الجمهور، قال أبو زرعة: وتبع في ذلك قول العرب ليس فلاناً كفوٌ ولا مثلٌ ولا نظيرٌ). والله (عزَّ وجلَّ) لا نظير له ولا مثيل(33).
قال أبو علي: كفوا و( كفُوا). فأصله الضم, فخفف مثل: طنب وطنُب وعنق وعُنُق(34).
ويجوز في كفواً أن يقرأ بضم الفاء وبسكونها مع الهمزة أو الواو(35). وذُكر أنه يجوز في: (كفوا). أن يقرأ بضم الفاء وسكونها مع الهمزة أو الواو(36).
الغاية من قول (قل) بداية السورة
وإنما قال في أوائل هذه السور: ( قل). وهي أوامر من الله تعالى؛ لأنّ المعنى: قال لي جبرائيل×: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. فحكى النبي’ ما قيل له(37).
وورد: أنّ ضمير الشأن والقصة يفيد الاهتمام بمضمون الجملة التالية له(38).
وورد أيضاً في الجواب على هذا السؤال: لماذا بدأت السورة بفعل الأمر: (قل)؟
إنّه المراد من السورة ليس هو الإخبار بأنّ: (الله أحد). وإنما المراد: الأمر بالإقرار بذلك؛ لكي يتبع الفرد الهدى، ويشهد بالتوحيد. وهو - بالطبع- يدل ضمناً على صدق ما قاله. وإلا كان الأمر به أمراً بالباطل, فهو أمر وإخبار في نفس الوقت(39).

الفرق بين (أحد) و(واحد)
قال الباقر×: > الأحد الفرد المتفرد, والأحد والواحد بمعنى واحد، وهو المتفرد الذي لا نظير له، والتوحيد الإقرار بالوحدة وهو الانفراد، والواحد المتباين الذي لا ينبعث من شيء، ولا يتحد بشيء<(40). ومن ثم قالوا: إنّ بناء العدد من الواحد وليس الواحد من العدد؛ لأنّ العدد لا يقع على الواحد بل يقع على الاثنين، فمعنى قوله : {اللَّهُ أَحَدٌ}. أي المعبود الذي يأله الخلق عن إدراكه والإحاطة بكيفيته، فرد بالإلهية متعال عن صفات خلقه.
وبإسناده إلى المقدام بن شريح بن هاني عن أبيه قال: إنّ إعرابياً قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين× فقال: يا أمير المؤمنين, أتقول: إنّ الله واحد ؟ قال: فحمل الناس عليه وقالوا: يا أعرابي, أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب؟! ألا ترى أنّه كفر من قال: ثالث ثلاثة، وقول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس, فهذا ما لا يجوز عليه؛ لأنّه تشبيه, وجلّ ربّنا عن ذلك وتعالى، وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه, فقول القائل: هو واحد ليس له في الأشياء شبيه, كذلك ربنا، وقول القائل: إنّه ربنا (عزَّ وجلَّ) أحدي المعنى. يعني به: أنّه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم, كذلك ربنا (عزَّ وجلَّ)(41).

معنى الصمد في السورة
قال وهب بن وهب القرشي: سمعت الصادق× يقول: قدم وفد من أهل فلسطين على الباقر’ فسألوه عن مسائل فأجابهم، ثم سألوه عن الصمد؟ فقال×: تفسيره فيه: الصمد خمسة أحرف:
فـ(الألف): دليل على انيته، وهو قوله (عزَّ وجلَّ): {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ}(42), وذلك تنبيه وإشارة إلى الغائب عن درك الحواس.
و(اللام): دليل على إلهيته بأنه هو الله، والألف واللام مدغمان لا يظهران على اللسان، ولا يقعان في السمع، ويظهران في الكتابة, ودليلان على إن إلهيته لطيفة خافية لا تدرك بالحواس، ولا تقع في لسان واصف، ولا إذن سامع؛ لأنّ تفسير الإله هو الذي اله الخلق عن درك ماهيته وكيفيته بحس أو بوهم ، لا بل هو مبدع الأوهام وخالق الحواس، وإنما يظهر ذلك عند الكتابة، فهو دليل على إن الله سبحانه أظهر ربوبيته في إبداع الخلق وتركيب أرواحهم اللطيفة في أجسادهم الكثيفة، فإذا نظر عبد إلى نفسه لم ير روحه ، كما إن لام الصمد لا تتبين ولا تدخل في حاسة من الحواس الخمس، فإذا نظر إلى الكتابة ظهر له ما خفي ولطف، فمتى تفكر العبد في ماهية الباري وكيفيته أله فيه وتحير ولم تحط فكرته بشيء يتصور له؛ لأنه (عزَّ وجلَّ) خالق الصور، فإذا نظر إلى خلقه ثبت له أنه (عزَّ وجلَّ) خالقهم ومركب أرواحهم في أجسادهم.
وأما (الصاد): فدليل على أنّه (عزَّ وجلَّ) صادق وقوله صدق وكلامه صدق، ودعا عباده إلى إتباع الصدق بالصدق ووعد بالصدق دار الصدق.
وأما (الميم): فدليل على ملكه وأنه الملك الحق لم يزل ولا يزال ولا يزول ملكه.
وأما (الدال): فدليل على دوام ملكه وأنه عزوجل دائم تعالى عن الكون والزوال، بل هو الله (عزَّ وجلَّ) مكون الكائنات الذي كان بتكوينه كل كائن.
ثم قال×: لو وجدت لعلمي الذي آتاني الله (عزَّ وجلَّ) حملة لنشرت التوحيد والدين والإسلام والشرائع من الصمد(43).


الهوامش


(1) الكافي 620:2.

(2) الدرر الملتقطة في تفسير الآيات القرآنية 15 :11.
(3) علل الشرائع للصدوق.
(4) الأمثل في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل لمكارم الشيرازي 20 : 543.
(5) ما وراء الفقه لمحمد الصدر185:1.
(6) تفسير مجمع البيان10: 429.
(7) نفس المصدر 1: 409.
(8) التفسير الأصفى للفيض الكاشاني.
(9) الأمثل في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل20: 543.
(10) انظر: تفسير الميزان 20: 387. تفسير الرازي 32/174. تفسير القمي 2: 448. تفسير الثعلبي 10: 330.
(11) انظر: تفسير مجمع البيان 10: 479. تفسير السمعاني 6: 302. التفسير الصافي للفيض الكاشاني 5: 390. تفسير النسفي 4: 363.
(12) انظر: تفسير القرطبي 20: 244. زاد المسير لابن الجوزي 8: 329، ولم يذكر (السدي). المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية الأندلسي 5: 536.
(13) تفسير نور الثقلين للحويزي 5: 706.
(14) معاني الأخبار للصدوق: 140.
(15) علل الشرائع ـ الشيخ الصدوق2: 334.
(16) توحيد الصدوق:88.
(17) عيون أخبار الرضا للصدوق2: 136.
(18) الكافي 1: 91.
(19) مجمع البيان 429:10.
(20) مسند احمد بن حنبل 3: 8.
(21) الكافي 2: 619.
(22) تفسير مجمع البيان. 10: 429.
(23) تفسير نور الثقلين 10: 250.
(24) الأمان من أخطار الأسفار والأزمان11: 4, بتصرف.
(25) غريب الحديث في بحار الانوار2: 83.
(26) الخصال - الشيخ الصدوق: 579.
(27) منهاج الصالحين للخوئي 1: م117.
(28) نفس المصدر 1: 182، مسألة 786
(29) التبيان في تفسير القرآن409:10.
(30) مجمع البيان 429:10.
(31) نفس المصدر.
(32) التبيان في تفسير القرآن409:10.
(33) تلخيص التمهيد لمحمد هادي معرفة1: 368.
(34) مجمع البيان 431:10.
(35) منهاج الصالحين للخوئي1: م116.
(36) منهج الصالحين لمحمد الصدر182:1.
(37) التبيان في تفسير القرآن409:10.
(38) الميزان في تفسير القرآن للطباطبائي449:20.
(39) منة المنان في الدفاع عن القرآن لمحمد الصدر:48.
(40) توحيد الصدوق: 90.
(41) تفسير نور الثقلين 26:8.تفسير الأمثل549:20.
(42) آل عمران: 18.
(43) بحار الأنوار 3: 225.



 توقيع : فلاح السعدي



آخر تعديل فلاح السعدي يوم 01-31-2011 في 01:55 PM.
رد مع اقتباس
قديم 04-10-2011, 09:46 PM   #2
نخيل الفرات
موالي نشيط


الصورة الرمزية نخيل الفرات
نخيل الفرات غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 414
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 04-11-2011 (11:08 PM)
 المشاركات : 30 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



بارك الله لكم هذا الجهد الأستثنائي لما جاد به قلمكم المتميز ...مائدة علمية غنية بقيمتها المعلوماتية....تحياتي لك أستاذفلاح...


 

رد مع اقتباس
إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 11:38 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية