هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 12-26-2011, 07:50 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5056 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي عاشوراء حركة محمدية ( شبكة المنير )



عاشوراء حركة محمدية
- 2007/01/29 -

بسم الله الرحمن الرحيم

ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وآلهحسين مني و أنا من حسين أحب الله من أحب حسينا و أبغض الله من أبغضا حسينا ، حسين سبط من الأسباط) صدق الرسول الكريم.

انطلاقاً من هذا الحديث نتحدث في محورين:
1/في تحديد الحركة الحسينية.
2/ وفي كيفية التعامل مع هذه الحركة.

المحور الأول:
حركة الحسين إذا عرضت على المقايس الطبيعية نراها حركة مستغربة لايمكن لإنسان بمائة أو بألف شخص أن يقاوم دولة كدولة بني أمية ، حتى لو أن الحسين سيطر على الكوفة و البصرة لم يكن قادراً على مواجهة الدولة الأموية التي كان لها جيشٌ يملئ الشرق و الغرب ، الإمام علي وهو كان رئيس دولة وكان لديه جيش عقائديٌ ضخم لكنه لم يستطع أن يوقع بالجيش الأموي هزيمة منكرة فكيف بالحسين ولم يكن له عدة ولا عتاد ولا جيش إذن لو نظرنا لحركة الحسين بحسب المقايس الطبيعية لرأينا لا تكافؤ ولا تعادل بين الحسين و بيط الطرف الأخر ، من هنا إنقسم الباحثون إلى قسمين :

القسم الأول: قسم لا يؤمن بالحسين خطأ هذه الحركة وقال أنها حركة تهورية و مغامرة غير محسوبة واضحة إذا لاتكافؤ بين الموضعين ، القسم الأخر الذي يؤمن بالحسين حاول أن يبرر الحركة و أن يجد لها تفسيراً ينسجم مع إيمانه بالحسين كإنسان معصوم عن الخطأ و الزلل ، فطرحت للحركة ثلاث تفسيرات :

التفسير الأول : أن الحركة كانت حركة إستشهادية فالحسين كان هجفه أن يقتل و يستشهد نظير إخوتنا في فلسطين الذين يفجرون انفسهم في الدبابات الإسرائيلة دفاعاً عن حياتهم و استقلالهم ، كما ورد عنه : كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلا بين النواويس و كربلا فيملأ مني أكراشاً جوفا و أتربة سغبا لا يمحيص عن يوماً خط بالقلم رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه و يوفينا أجور الصابرين .

التفسير الثاني : أن حركة الحسين كانت رفضا للذل ، الحسين عرض عليه أن يبايع يزيد بن معاوية و رأى الحسين أن بيعة يزيد إذلا لمنصب الإمامة و الخلافة فرفض البيعة من أجل صيانة منصب الإمام عن الإذلال ، قال يأمير إن إذلال النبوة و موضع الرسالة ومختلف الملائكة و يزيد رجل فاسق شارب للخمر قاتل للنفس المحترمة و مثلي لا يبايع مثله و كرر ذلك يوم عاشوراء وقال : ألا إن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة و الذلة و هيهات منا الذله يأبى الله لنا ذلك ورسوله و المؤمنون و جذورٌ طابت و حجورٌ طهرت و أنوف حمية و نفوسٌ أبيه أن تؤثر طاعة الائام على مصارع الكرام ، ولذلك أن الحسين لم تعرض عليه بيعة يزيد و أن يزيد قال للحسين أنت وشأنك حراً أن تبايعني أو لا ، لن يثور و يتحرك لأنه إنما يتحرك رفضاً للإذلل فإذا لم يكن إذلال و لم تعرض عليه البيعة فإن الحسين سيبقى ساكتاً في المدينة كما بقي أخوة الحسن .

التفسير الثالث : أن حركة الحسين كانت دفاعاً عن النفس ليس إلا ، أي أنها لك تكن بثورة ولا رفضاً بل كان يدفع عن نفسه ؟ الأمويون بدويون و طبع البداوة هو عم نسيان الثأر وقد مرغهم النبي (ص) في وحل يوم بدر فقتل أشياخهم و مرغ وجوههم في التراب فلم ينسى الأمويون يوم بدراً أبدا ، لذلك خطط الامويون مخططين ، الأول أن يهينوا الهاشميين كما أهانوهم يوم بدر و هذا المخط قام به معاوية مع الإمام الحسن فمعاوية كان يخطط أن يأسر الإمام الحسن فإذا أسره وجيء به مغلل بالقيود تحقق لمعاوية هدفه بإهانة الهاشميين بإهانة الإمام الحسن وأسره بين يديه لكن الإمام الحسن فوت عليه الفرصه وضيع عليه المخطط و صالحه قبل أن ينشب القتال و يأسر بين يديه .

المخطط الأخر : أن يقتلوا سيد بني هاشم ، فإذا قتلوه ضفروا بالثأر وحصلوا على الثأر وهذا ما تم لهم يوم الحسين ، كما قال يزيد بن معاوية ليت أشياخي ببدراً شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل لأهلوا وستهلوا فرحاً ثم قالوا يا يزيد لا تشل لعبت هاشم بالملك فلاخبر جاء و لا وحي نزل قد قتلنا القرم من أشياخهم ( القرم أي السيد ) وعدلناه ببدراً فاعتدل ، أي أنهم أخذوا ثأر يوم بدر ، وهذا ما أكد عليه الحسين قال: والله لا يدعوني والله لو كنت في جحر هامتة لستخرجوني حتى يقتلوني و لو كنت متعلقا بأستار الكعبة لما تركوني إذن الحسين مقتولا على كل حال بايع يزيد او لم يبايعه ، تحرك أو لم يتحرك ، هو أخذا بثأر يوم بدر، فدار الأمر بين الحسين لما علم أنه سيقتل على كل حال إما أن يقتل وهو مختبأ في المدينة أو مكة أو يقتل وهو مقبل مواجهاً للموت وجهاً لوجه ، فتله وهو مختبأ سيكون قتلاً بارداً و سيضيع دمه بلا معنى فأراد الحسين أن يقتل وهو مقبل على الموت غير مدبر و هذه قمة الشجاعة و البطولة أن استقبل موته بإقبالٍ لا بإدبار ,نحن لا نقبل شيئاً من التفسيرات الثلاثة !!!

نحن نقول لحركة الحسين تفسيرٌ أخر: لاهو رفض الذل ولا حركة استشهادية ولا دفاع عن النفس وإنما حركة الحسين حركة إصلاح للقيادة الفاسدة (ما خرجت أشراً و لا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمتي جدي أريد أن أمر بالمعروف و أنهى عن المنكر) وهي إصلاح القيادة الفاسدة ، ما هو الدليل على ذلك؟؟هناك دليلان:

الدليل الأول: لا يمكن لنا أن نفهم أي حركة و مشروع إلا من خلال بيانات رائد و كلمات صاحب الحركة فلنرجع إلى كلمات الحسين وأبناءه الذين فهموا مغزى حركته ، الحسين صرح بتصريحات متعددة وهي على قسمين :

القسم الأول:قسم يعبر عن مواقف إنفعالية وقتيه
القسم الثاني: قسم يعبر عن موقف مبدأي فاعل.

القسم الأول : مثال ذلك ، الحسين صرح بأنه مقتولا لا محالة " كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلا........" لكن هذا ليس هدفه أن يقتل فهناك فرق بين أن يعلم أنه مقتول وبين أن يكون هدفه القتل ، فهدفه أكبر من القتل و أعظم من أن يستشهد في المعركة فهي أكبر من مجرد عملية استشهادية يمكن أن يقوم بها أي إنسان أخر و إن كان يعلم بقتله ، فقسم من التصريحات كانت ترتب بتغير موقع الحركة " لما جاء الحر بن يزيد الرياحي حاصر الحسين أخرج الحسين خرجين من الكتب و قال هذه كتبكم لم أتي إليكم حتى قدمت إلي كتبكم أن أقبل إلينا فلقد إخضر الجناب و أينعت الثمار وإنما تقبل على جندا لك مجندة " ولهذا قدم الحسين (فإن كرهتم قدومي عليكم دعوني أنصرف في أرض الله الواسعة ) فالإنسان اذا قرأ هذا التصريح يقول أن الحسين إنهزم ،لماذا؟ لأنه لما رأى المحاصرة قال دعوني أرجع ، هذا التصريح تكتيك في تغيير موقع الحركة كان موقع الحركة هو الكوفة فالحسين يقول إذا رفض أهل الكوفة قدومي فأنا أذهب إلى مكان أخر و أنطلق من مكان أخر فلم يكن تصريحاً إنهزاميا بل كانت تغييراً لموقع الحركة ، أيضا من تصريحات الحسين تصريحه حينما رفض بيعة يزيد لما عرض عليه بيعة يزيد قال ( إنا أهل بيت النبوة و موضع الرسالة...).

هذا تصريح يعبر عن موقع إنفعالي في ذلك الوقع لكنه لا يعني أن حركة الحسين تتلخص في هذا الموقف بحيث أن يزيد قال نحن ابناء عم فلنتصالح بدلا من الدماء إذهب أنت المدينة و أنا أبقى في عرشي وملكي في الشام فهل كان الحسين سيختار السكوت ؟ لا ، فالمسألة أكبر من ذلك ، إذن هذه التصريحات كانت تعالج مواقف إنفعالية أما التصريح الذي يعبر عن موقف مبدأي و فعلي لا مساومة عليه ولا تراجع عنه هو قوله إني ما خرجت أشراً ولا بطراً ...)

فهذه وصية كتبها الحسين بخط بيده لأخيه محمد بن الحنفية توضح لنا أن للحسين مخططاً مبدأياً سيقوم به على كل حال . فهذا الكلام الصريح منه بأنه سيخرج على كل حال ، فهذا الذي نفهممه من زيارات الإمام الحسين كزيارة ليلة العاشر و يوم عرفة فهي وردت عن الإمام الصادق وهي تعبر عن ما فهمة الإمام الصادق من حركة الحسين ، مثلاً: زيارة عاشوراء:"فأسأل الله الذي أكرم مقامك و أكرمني بك أن يرزقني طلب ثارك مع إماماً منصور من أهل بيت محمد" فما هو ثأر الحسين ؟ هل هو ثأر شخصي ، حيث يخرج الإمام المهدي (عج) و يطلب بثأر جده؟ الإمام المهدي ليس إنتقامياً فالمهدي كالنبي محمداً (ص) وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ، دولة المهدي دولة الرحمة كدولة النبي ، إذن ما هو الثأر الذي سيخرج به الإمام المهدي ، ثأر الإمام الحسين هو ما عبر عنه النبي (ص) حينما قال يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجورا " فثأر الحسين هو إقامة دولة العدل ففي زيارة وارث يذكر " السلام عليك يا ثار الله " أي انت قتلت في سبيل مبدأ إلهي و ثأرك هو إقامة ذلك المبدأ الإلهي " السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله ، نوح نبي الله ، ابراهيم خليل الله........." زيارة عاشوراء

فالحسين وارث الأنبياء كلهم و حركته مجرد دفاع عن النفس أو استشهاديه فهذا لا يتناسب مع وارث الأنبياء و الرسل معناه أن مشروعه هو مشروع الأنبياء و الرسل ولذلك كان وارثهم قال تعالى:{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}, أي لأجل العدالة و إقامة دولة العدالة فهذا هو هدف الأنبياء و الرسل و مشروعهم إذن مشروع الحسين هو إقامة العدالة وإصلاح القيادة الفاسدة . وفي زيارة ليلة عيد الفطر و الأضحى " أشهد أنه صفيك و بن صفيك و وليك وبن وليك الثائر بحقك أكرمته بطيب الولادة و ختمت له بالشهادة وجعلته سيداً من السادة و قائداً من القادة فمنح النصيحة واعذر في الدعاء وبذل مهجته فيك " و في زيارة العباس " أشهد أن مضيت على ما مضى عليه البدريون و المجاهدون في سبيل الله ....." ولذلك كل الزيارات بها هذه الكلمة أشهد أنك أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر و جاهدت في الله حق جهاده " إذن من هذه النصوص نعرف أن الحسين ثورة و مشروع إصلاح للقيادة الفاسدة و إقامة العدالة . ولذلك الظالمون فهموا حركة الحسين أكثر مما فهمها الباحثون ، لما الظالمون قاوموا و سلطوا الظلم على قبر الحسين ؟ حرثوا القبر و منعوا زوار الحسين من الوصول إليه بقتلهم و تنكيلهم من أيام يزيد بن معاولة إلى المتوكل العباسي لأنهم عرفوا أنها ليس دفاعاً عن النفس بل لإقامة دولة العدل و إصلاح القيادة الفاسدة فحركة الحسين زلزلت عروشهم و أماكنهم ، فالمتوكل هدم القبر وقال ابن السكيت :
تلله إن كانت أمية قد أتت قتل بن بنت نبيها iiمظلوما
فلقد أتته بنو أبيه iiبمثله فغذا لعمرك قبره iiمهدوما
أسفوا على أن لا iiيكونوا شاركوا في قتله فتتبعوه رميما
الدليل الثاني:
السياق التاريخي ، نحن لا نفهم حركة إن كنا باحثين في علم الإجتماع حتى بربطها بسياقها التاريخي ، ماهو السياق التاريخي الذي كان لحركة الحسين (ع) :
أولاً : الحسين هو الذي تحرش بالأمويين قبلهم ، إقرأ ما يذكره إبن كثير و الطبري يقول : أرسل والي اليمن قافلة محملة بالذهب و الجواهر إلى معاوية فمرت القافلة بالمدينة سمع الحسين فأمر بأن يعترضوا القافلة ويصادروها فوزع الإمام الحسين القافلة على فقراء المدينة ، فهذا التصرف من الحسين بأنه صاحب مخطط يريد أن يبدأ المعركة وليس أن يدافع عن نفسه .

ثانياً : لماذا الحسين أصر على رفض بيعة يزيد مع أنه أعطي عقد الأمان ؟ في ليلة العاشر اجتمع عمر بن سعد مع الحسين و العباس وعلي الاكبر في خيمة واحده فكان حوار بين الحسين و عمر بن سعد ولذلك الحسين شخصية حوارية قبل أن يكون شخصية هحومية ، أنتهى الحوار ابن سعد قال أنا لا قائد و صاحب قرار فتأتي معي الى عبيد الله بن زياد تسلم عليه يداً بيد و تبايعه بيعة ليزيد بن معاوية فتنتهي المشكلة ، ترجع إلى المدينة ولكن عهد أمان ، قال الحسين لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد ". هذا الإصرار على رفض البيعة لم تكن مسألة دفاع عن النفس و حركة استشهادية.

ثالثاً: الحسين بعث مسلم بن عقيل إلى الكوفة و بعث وفود إلى اليمن و البصرة فبالعاث بالوفود غرضه الجمع من اسلحة و عدة وعتاد .

رابعاً: خروج الإمام الحسين بالنساء و الأطفال فهل من العقلانية أن احدا يريد الإستشهاد يخرج معه النساء و والأطفال؟ فماهو الوجه في ذلك ؟ علم الحسين بأن هذا المشروع يحتاج إلى وقفة المرأة البطلة زينب بنت علي ويحتاج إلى وقفة سكينة و رقية و يحتاج إلى وقفه عبد الله الرضيع ، فهو يحتاج إلى هذه الهمم و العزائم كلها ويحتاج إلأى هذه النماذج و البراعم كلها . " شاء الله أن يراني قتيلاً و أن يرى النساء سبايا ".

إذن هذه الأدلة نفهم أن حركة الحسين لم تكن مسألة دفاع عن النفس ولا رفضاً للذل ولا حركة استشهادية ، بل كانت أكبر من ذلك فكانت حركة الحسين مشروعاً إصلاحياً لإصلاح القيادة الفاسدة. كانت حركة الحسين ذات بعد اتصالي لا بعد مرحلي ، أبو ذر قام بحركة وثار ضد الأمويين و نفاه معاوية إلى المدينة ثم نفي إلى الربدة و مات هناك هذه الحركة تسمى حركة مرحلية ، أما حركة الحسين لم تكن حركة مرحلية لم يكن الحسين يرى المشكلة في يزيد او بن امية فالحسين لم يخطط لمئة سنة مثل الحسين يخطط ليوم القيامة وللأمم و البشرية كلها أو يخطط لقرن من الزمن ، فكان الحسين يرى المشكلة في القيادة الفاسدة في كل زمن و مجتمع فكان مشروعه إصلاح القيادة الفاسدة ، إذن مشروعه حركة إتصاليه فلم يكن مشروع ينتهي بموته .

الذين قرأو الحسين قرأة مادية طبيعية فقالوا ماذا استفاد ، فقتل رضي الله عنه وإذا ذكر قلنا إنا لله وإنا إليه لراجعون و كأن المسألة هي فقدان شخص فهذه قضية الحسين كلها ، قضية الحسين ليست مصيبة وإنما تأسيس لخط إصلاحي و فكري و قرأني " أأمر بالمعروف و أنهى عن المنكر" فإذا ذكرنا الحسين لا نقول فقط إنا لله وإنا اليه لراجعون بل إذا ذكرنا قضية الحسين تفاعلنا معها و قلنا نحن مع الحسين ولازلنا معه إلى يوم القيامة .

ولم تكن قضية الحسين تنتهي بموت الحسين فموت الحسين هذه كانت أول خطوة من مشروع الحسين ، فالحسين الحسين ما خطط لحياته ولا زمانه ولا مرحلته فكان موته مجرد محطة فالحسين خطط للأمم و الإنسانية إلى يوم القيامة .

الدكتور ابراهيم بيضون يذكر في كتابه الحركات السياسية " وهو إنسان علماني " يقول أن الحسين هو مبدأ الإنتفاضات و يوم الحسين كان يومٌ مفصلياً في تاريخ الإسلام و غير التاريخ الإسلامي من تاريخ إستسلم إلى تاريخ مقاومة و مواجهة ،إذن مشروح الحسين مشروع إتصالي وليس مرحلي ولذك لم ينتهي المشروع بموت الحسين فثارت حركة التوابين في الكوفة بعد مقتل الحسين و ثار أهل المدينة في الحرة ، ثار المختار الثقفي ، ثار زيد بن علي و ثار الحسين بن علي صاحب معركة فخر و كلهم كانوا يرفعون صوت الحسين وكلمته " ألا وأن الدعي ابن الدعي ركز بين اثنتين بين السلة و الذلة و هيهات من الذلة " .

المحور الثاني :
كيف نتعامل مع حركة الحسين ، إننا نتعامل معها تعامل شكلي و رياضي لا تعامل واقعياً ، تعاملنا مع الحسين كتعاملنا مع الدين إننا نتعامل مع الدين معاملة شكلية و حسابية رياضية ، مثلاً: يربي له لحية و يحمل سبحة و يواضب على المسجد فنقول هذا إنسان متدين ، و عندما إنساناً يحلق لحيته نقول عنه فاسق لماذا؟ لأنه يحلق لحيته ، فهل المقياس هو الشكل أو الصورة ؟ ربما يكون ربما هذا الشخص الحليق اصدق لسانا و اكثر أمانة من هذا الشخص الملتحي ، فليس التدين شكلاً فالتدين مضمون يجب أن نحكم على المتدين من خلاص سلوكه لا من خلال شكله ، ورد عن الإمام زين العابدين (ع) : لا تغتروا بكثرة صلاتهم ولا كثرة صيامهم فإن الرجل ربما لهج بالصلاة و الصوم حتى لو تركهما استوحش اختبروهم عن صدق الحديث و أداء الأمانة ." الدين المعاملة " وكما ورد عن النبي محمد(ص) . وأحياناً نتعامل مع الدين تعامل رياضي وحساب ، مثلاً ليلة القدر يقرأ في مفاتيح الجنان أن يقرأ سورة القدر ألف مرة ومن قرأها أصبح شديد اليقين بالله وهذا يظل من المغرب الى الصباح و هو يقرأها الف مرة لماذا؟ لآنه يسير على مسألة رياضية فيقول إذا قرأتها ألف مرة فلي مليار حسنة ولو قرأتها خمسمائة فلي نص مليار حسنة فتنقص الحسنات وهكذا فالمسألة عنده مسألة حسابية هكذا يتعامل مع الدين بهذا الآفق الضيق ، أيهما أعظم قرأة إنا أنزلناه أو الصلاة ؟

الصلاة عمود الدين ومع ذلك النبي يقول :" إن الصلاة ليقبل منها نصفها أو ثلثها أو ربعا أو عشرها وأن منها ما يلف كما يلف الثوب الخرق البالي ويرمى به وجه صاحبه " ليس دائما الصلاة تجلب لك الثواب فهي تسقط عنك العقاب ، فإذا كانت الصلاة وهي أفضل شيء قد لا يترتب عليها أي ثواب و أنت جالس تحاسب ربك بقرأة إنا أنزلناه ألف مرة حتى تحصل على مليار حسنة ،قال تعالى:{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}, ليكن معنا يقين و تقوى و ورع عن محارم الله وإلا مجرد الكم و الشكل فهذا ليس هو التدين الحقيقي .

مثال على التعامل الشكلي : إن المأتم تتنافس فيما بينها ، وكل مأتم يريد أن يطغى على المأتم الأخر في تقجيم الخدمات و الإنجازات تجذب الناس إليه أكثر من المأتم الأخر و كأنها مسألة شكلية لتنافس عليها وكأنها ليست مسألة مضمونية و حركيه و واقعية . أنا اذهب لمأتم الحسين كي أأكل الطعام اللذيذ و ما يسد جوعتي فلابأس بالإطعام ولكن لايكون ذلك على حساب قضية الحسين و ثورته و أهدافه وهذا خطر على ثورة الحسين و أهدفه (ع). فيجب صرف كل هذه الأموال للفقراء و للتبرعات بإسم الحسين فخدمنا قضية الحسين و هي انتشار العدالة أكثر مما نخدمه ننوع في الشكليات و نسيىء إلى الحسين (ع).

لكن الثواب مع الفوائد الروحية و التربوية و الفكرية التي تسقل شخصيتي و سلوكي و ثقافتي خيراً من ألاف الحسنات التي احصل عليها في الليل و أضيعها في المعصية في النهار.إذن مقياسنا لقضية الحسين خاطئة و شكلية و رياضية و ليس مقايس مضمونية فلنفكر في المدة التي قضيناه مع مأتم الحسين ماذا أستفتدت من ثقافة و فكر و سلوك لشخصيتي ، الحسين (ع) ركز على أثرين فهل نحن اتبعناهما؟؟::

الأثر الأول: البذل و العطاء ، فالحسين بذل نفسه وبذل أهله فهل تعلمنا منه روح البذل ، نحن شحيحون أمامنا جمعيات خيرية تستغيث فهل نعطيها ولجان كافل اليتيم فهل نساعدها ، الحقوق الشرعية لا نخرجها من أموالنا ، نحن مع الحسين أم مع مأتم الحسين ، فنحن مع مأتم الحسين للأسف ، ولسنا مع الحسين لو كنا مع الحسين لتعلمنا منه روح البذل و روح العطاء قال تعالى:{لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ}.

الأثر الثاني : تأكيد الحسين (ع) بالعلاقة مع الله " تركت الخلق طراً في هواك وأيتمت العيال لكي أراك فلو قطعتني في الحب إربا لما مال الفؤاد إلى سواك . الحسين لم يساوم على مبادئه فالحسين أسس لعلاقة مع الله فهل نحن تعلمنا منه أن نربي علاقتنا مع الله؟ إننا إذا تعلقنا مع علاقة غير مشروعة قد ننساق معها و نستمع الأغنية المطربة و نبادر إلى الأموال الربوية و أكل اللحم الحرام الذي لم يحرز تذكيته ، لا يصدنا عن المعاصي أي شيء إذاً أين علاقتنا مع الله التي إستفدناها من الحسين (ع) ، الحسين مجموعة من القيم و المثل و الفضائل ، ولذلك تبار الشعراء في مديح ثورته المباركة و وصف حركته العملاقة، كما يقول السيد حيدر الحلي :
أبا أن يعيش إلا عزيزاً أو تجلى الكفاح وهو iiصريعُ
كيف يلوي على الدنية جيداً لسوا الله ما لواه iiالخضوعٌ
و سامته يركب إحدى إثنتين وقد صرت الحرب أسنانها
فإما يرى مدعناً أو تموت نفساً أبدا العز iiإذعانها
فقال لها اعتصمي بالإباء فنفس الأبي و ما iiزانها
و أضرمها لعنان الساء حمراء تلفح iiاعنانها
فما أجلت الحرب عن مثله صريعاً يجب iiشجعانها
عفريراً متى عاينته الكماة يختطف الرعب iiألوانها



 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 10:28 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية