هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 12-26-2011, 07:54 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5056 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي في رحاب عاشوراء ( شبكة المنير )



في رحاب عاشوراء
- 2010/08/02 -

أعوذ بالله من الشيطان الغوي الرجيم

قال الرسول محمد - صلى الله عليه وآله - :

"حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا ، وأبغض الله من أبغض حسينا حسين سبط من الأسباط"

صدق الرسول الكريم .

حديثنا مع خطاب الحسين-عليه السلام-الخطاب الحسيني يوم عاشوراء خطاب يتضمن كثير من المعارف وكثير من المضامين التي تحتاج إلى أن نسلط الضوء عليها ونحن نتعرض إلى ثلاث نقاط :

1- في بيان منطلقات الحركة الحسينية .
2- في بيان مؤهلات القيادة الرشيدة .
3- في بيان بعض المداليل الروحية والعقائدية في خطاب الحسين-عليه السلام-.

* النقطة الأولى :ما هي منطلقات الحركة الحسينية ؟ ، حركة الحسين قُرأت بثلاث قراءات :

1- القراءة السلبية .
2- القراءة الظاهرية.
3- القراءة الواقعية .

القراءة السلبية: ما زالت موجودة في بعض الكتب ، وما زالت تكتب في بعض الجرائد ، قراءة ثورة الحسين قراءة سلبية ، هذه القراءة تقرر أن حركة الحسين حركة غير شرعية ، حركة الحسين حركة مدانة ، لماذا؟!

لأن القرآن من قوانينه الواضحة النهي عن شق صفوف المسلمين ، القرآن الكريم يقول{ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}، القرآن الكريم يقول {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} إذن القرآن الكريم ينهى عن إيجاد الخلاف بين أبناء الأمة ، إيجاد الخلاف بين أبناء الأمة أمر مرفوض لدى القرآن الكريم ، وبما أن الحسين -عليه السلام- أوجد الخلاف بين أبناء الأمة لأنه بحركته قسم المسلمين إلى قسمين :

1- قسم مؤيد للخط الأموي
2- قسم معارض للخط الأموي.

فالحسين قسّم الأمة إلى قسمين وشق الصف الإسلامي إلى شقين ,إذن حركته حركة مدانة وغير شرعية ولذلك قال ابن حَزم : "أن الحسين قتل بسيف جده " بمعنى أن قتله كان مشروعًا .

القراءة الظاهرية: ترى بأن حركة الحسين حركة عقيمة وفاشلة , صحيح أن الحسين لم يرتكب جريمة ولم يرتكب ذنب كما تقول به القراءة الأولى ، ولكنه قام بحركة انتحارية فاشلة عقيمة لم يترتب عليها أي أثر وذلك نتيجة عدم التكافؤ ,الحسين ماذا كان يملك أمام المعسكر الأموي؟!

كان يملك مئة رجل، مئة رجل لا تكفي لئن تحدث هزة في الواقع الإسلامي آن ذاك , مئة رجل لا تكفي لئن تحدث علامة واضحة على مبادئ الحسين في صفوف الأمة الإسلامية ,إذن حركة الحسين حركة فاشلة وحركة عقيمة لا أثر لها .

القراءة الواقعية :هذه القراءة تستند إلى كلمات الحسين ، لابد أن نقرأ حركة الحسين من خلال كلمات الحسين , الحسين ماذا قال عن حركته؟! ، الحسين بماذا تحدث عن حركته وعن منطلقاته وعن أهدافه؟! ، فلنرجع إلى الحسين لنعرف حركته من خلال لسانه ، من خلال كلماته .

الحسين-عليه السلام-طرح منطلقات ثلاثة لحركته :

المنطلق الأول:منطلق الإصلاح ، طرحه القرآن الكريم ولم يبتدعه الحسين القرآن الكريم يقول:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}،القرآن الكريم يقول{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} ،إذن القرآن الكريم هو دعى لحركة الإصلاح {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} ،والحسين طرح نفس المنطق القرآني منطق الإصلاح"ما خرجت أشرا ولا بطرا ، ولا مفسدا ولا ظالما ،وإنما خرجت لطلاب الصلاح ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر" أنا أطبق المنطق القرآني لا أكثر .

إذن بما أن حركة الحسين حركة الإصلاح إذاً المنطلق الأول الذي طرحه الحسين هو منطق الإصلاح منطلق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فهل الذي يسير على المنطلقات القرآنية تعتبر حركته غير شرعية؟! ، ويعتبر مدان ويعتبر قتلته شرعي؟! ، وأنه قتل بسيف جده ؟! ، مع أنه سار على طبق هدي القرآن وعلى ضوء منطق القرآن , ولذلك أصحاب القراءة الأولى أخذوا آية واحدة وفرّعوا عليها النظرية ولم يقرئوا الآيات الأخرى قال تعالى{وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} ,{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}.

المنطلق الثاني الذي طرحه الحسين لحركته :منطلق صيانة الأمة من الإذلال، ما معنى صيانة الأمة من الإذلال؟!

صيانة الأمة من الإذلال عبّر عنها الحسين منذ أن كان في المدينة ، عندما عرضت عليه البيعة ، قال "يا أمير ، نحن بيت أهل النبوة ، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة ، ويزيد رجل فاسق شارب للخمر ، قاتل للنفس المحترمة ، ومثلي لا يبايع مثله " ، لماذا؟!

لأنه بيعة يزيد ، بيعة الأمة ليزيد ابن معاوية إذلال للأمة ، ليست المسألة مسألة إذلال لشخص الحسين ، المسألة مسألة إذلال الأمة ، إذلال شخص الحسين إذلال للأمة الأمة الإسلامية صاحبة التضحيات صاحبة البطولات التي صنعت المعاجز ، تخضع لشخص شارب للخمر قاتل للنفس المحترمة ، هذا إذلال للأمة , وهل القرآن الكريم يرضى بإذلال الأمة؟! ، القرآن الكريم نفسه يقول {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} ، من صفات الأمة الإسلامية أن تكون أمة عزيزة لا تعرف الذل .

الإمام الحسين أراد أن يصون عزة الأمة ، أراد أن يصون الأمة عن الإذلال أمام يزيد بن معاوية ، فرفض البيعة ، فقال في خطابه : "ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين ، بين السِّلَّةِ-سلة السيوف-وبين الذِّلة-ذلة الأمة-وهيهات منّا الذلة ، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ، وجذور طابت وحجور طهرت وأنوف حمية ، ونفوس أبية ، أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام",إذن الذي يحتفظ للأمة الإسلامية بعزتها وكرامتها تعتبر حركته غير شرعية؟! ، أو تعتبر حركته عقيمة؟! ، مع أنها تحفّظت على عزة الأمة وعلى كرامتها.

المنطلق الثالث الذي ركز عليه الحسين من خلال خطابه :أن حركته حركة استشهاد ، ما معنى أن حركته حركة استشهاد ؟! ، نحن نلاحظ على القراءة الثانية لحركة الحسين ملاحظتين:

الملاحظة الأولى:أن هذه القراءة أغفلت الجانب الغيبي في حركة الحسين ، عندما نريد أن نقرأ حركة الحسين قراءة مستوعبة ، يجب أن نقراها من جانبين :

1-الجانب المادي. 2- الجانب الغيبي .

حركة الحسين لها صفحتان :

1- صفحة مادية. 2- صفحة غيبية .

لو كان الحسين-عليه السلام-صاحب حركة مادية بحتة ، لقلنا حركة فاشلة ، ماذا حققت في عالم المادة؟! ، حركة الحسين تحمل معها جانب غيبي ,ما هو الجانب الغيبي؟!

ارجع إلى أحاديث الرسول-صلى الله عليه وآله- ،إذا راجعنا أحاديث النبي نجد أن النبي أعدّ لحركة الحسين ،هو النبي نفسه أعد لحركة الحسين ، قام بإعدادات لحركة الحسين ، النبي-صلى الله عليه وآله- لاحظ ما يرويه أحمد ابن حنبل في مسنده وما يرويه الطبراني في المعجم الكبير .

نزل جبرائيل من السماء على النبي محمد وعنده ولده الحسين والنبي يضمه ويشمه قال جبرائيل : " أتحب أبنك هذا؟!" ، قال " نعم" ,قال " تقتله فئة من أمتك" ، فبكى النبي -صلى الله عليه وآله- ،وضمه إلى صدره وبعد ذلك ناوله جبرائيل تربة حمراء، قال "هذه التربة يقتل عليها ولدك هذا" ، أخذ التربة وشمها ثم سلمها إلى أم سلمه وقال " يا أم سلمه احتفظي بها في قارورة فإذا رأيتيها تحولت دم ، فاعلمي أن ولدي الحسين قتل ".

لاحظوا هذا الحديث هذا ماذا يعني ؟! ،النبي يعد لحركة الحسين النبي ، يهيأ لحركة الحسين ، النبي يبكي وهذا إعداد لحركة الحسين، النبي يشم التربة وهذا إعداد لحركة الحسين ,النبي يوصى بالاحتفاظ بالتربة وهذا إعداد لحركة الحسين النبي يقول كما في صحيح البخاري ، "حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا,حسين سبط من الأسباط" ،ما معنى سبط من الأسباط؟!

سبط من الأسباط الآية القرآنية ,الآية القرآنية ماذا تقول؟!قال تعالى {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ}[i] الأسباط أنبياء ، الأسباط مجموعة نزل عليهم الوحي الرسول يقولحسين بمنزلة الأنبياء ,حسين سبط من الأسباط ، حسين بمنزلة الأسباط الذين نزل عليهم الوحي , حسين سبط من الأسباط ، يكون سبط من الأسباط مع أنه ليس نبي ، ولم ينزل عليه الوحي .

لكن الرسول اعتبر مقامه كمقام الأسباط الذين نزل عليهم الوحي ، إّذا كان الحسين بهذه الدرجة كلها ، الرسول أعد لحركته ، أعد لثورته ، الرسول شارك في الإعداد لهذه الحركة ، لو لم تكن الحركة شرعية ولم لم تكن الحركة مثمرة ولم تكن الحركة منتجة ، لما شارك فيها رسول الله -صلى الله عليه وآله- ببكائه، بشمه للتربه والاحتفاظ بها وبقوله " حسين مني وأنا من حسينا ,حسين سبط من الأسباط" .


الملاحظة الثانية :الذين يقولون حركة الحسني حركة فاشلة وعقيمة ، الحسين يقول : هدفي هو الشهادة ، لو كان هدفي أن أنتصر عسكريا على يزيد لكانت حركتي فاشلة ، لو كان هدفي أن أصل إلى كرسي الحكم ، لكانت حركتي فاشلة , حركتي هي الشهادة, الشهادة هدف لي ، الشهادة غاية لي ، فكيف تعتبر حركة فاشلة وأنا قد حققت هدفي ؟ ,هدفي هو الشهادة .

الحسين يخاطب هؤلاء أصحاب القراءة الثانية يقول لهم"ألا وإني زاحف بهذه الأسرة مع قلة العدد، وخذلان الناصر" ، صحيح أنه ليس عندي عدة ولا عتاد ، ليس عندي أي جيش ولكن أنا تقدمت بمشروع آخر ، مشروع الشهادة،"إني زاحف بهذه الأسرة مع قلة العدد، وخذلان الناصر" لماذا يطلب الحسين الشهادة؟!

لأنه الشهادة تحريك لضمير الأمة الإسلامية ,الأمة الإسلامية في زمان معاوية كانت مغلّفة ، ملبدة ، مخدرة ، ضمير الأمة مات في زمان معاوية ، روح الأمة ماتت ضمير الأمة لا نبض فيه ، لا حركة فيه ، لا حياة فيه ، الكل استسلم لمعاوية ، والحسن -عليه السلام أراد أن يوقظ الضمير أراد أن يبعث الحياة ، أراد أن يحرك إرادة الأمة ، وأرد أن يحرك قلب الأمة ، فرأى أفضل وسيلة لتحريك إرادة الأمة أراق أغلى دم يعرفه المسلمون , أغلى دم يعرفه المسلمون دم الحسين ، فإذا أريق أغلى دم تحرك ضمير الأمة ، وتحركت إرادة الأمة"كأني بأوصالي هذه تقطعها عسلان الفلوات مابين النواويس وكربلاء ، فيملأن مني أكرشة جوفاً ، وأجربة صغبا ، لا محيص عن يوم خط بالقلم رضاالله
رضانا اهل البيت نصبر على بلاءه ويوفينا أجور
الصابرين ".

إذا كان هدفه هو الشهادة وتحريك ضمير الأمة وقد تحقق هدفه ، بعد مقتل الحسين ماذا حصل؟! ، تحرك ضمير الأمة قامت ثورة التوابين بقياد سلميان بن صرد الخزاعي , قامت ثورة أهل الكوفة بقيادة المختار الثقفي, قامت ثورة أهل المدينة في واقعة الحرة, قامت ثورة زيد بن علي في العراق ، قامت ثورة الحسنيين في الحجاز و في اليمن والعراق ، ضمير الأمة تحرك بعد حركة الحسين-عليه السلام- .

وهذا ما قاله الحسين في خطابه"أيم الله لا تلبثون بعدها" أنتم تتوهمون أن دمي سيضيع على الأرض ؟! ، لا ، أنتم تتوهمون أن دمي سيذهب في التراب؟! ،لا ،سيبقى دمي متحرك وسيبقى صوتي مجلجل "أيم الله لا تلبثون بعدها إلا كريث ما يركب الفرس ، حتى تدور بكم دور الرحى و تقلق بكم قلق المحور عهد عهده إلى أبي عن جدي رسول الله -صلى الله عليه وآله- فاجمعوا أمركم و شركاءكم" ، {ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ}.

عجيب من هؤلاء أن يقولوا حركة الحسين حركة فاشلة ,فهل العمليات الاستشهادية في فلسطين حركة فاشلة؟! وقد أجمعت الأقلام في عصرنا الحاضر على شرعيتها ، لماذا؟! ، لأنها حركات توقظ إرادة الأمة وتوقظ ضمير الأمة ما حركة الحسين إلا حركة استشهادية أراد بها إيقاظ الضمير وتحريك الإرادة, وفعلاً أصبح الحسين بحركته هذه قبلة للثائرين ، ومنار للأحرار ينشده كل من تحرك بحركة الحسين -عليه السلام- ، هذا من ناحية خطابه عليه السلام.


النقطة الثانية:الحسين طرح مشروع ، الحسين لم يكن إنسان عادي ،بل إنسان يملك مشروع ،الحسين طرح مشروع تغيري ,ما هو المشروع التغيري؟!

تنبيه الأمة على مواصفات القيادة الرشيدة الحسين قال قارن بين الأمويين وبين العلويين أي منهم يملك القيادة الرشيدة؟! ، الحسين طرح مؤهلات القيادة الرشيدة :

الأول ,الاصطفاء : ما معنى الاصطفاء؟!

الله تبارك وتعالى أختار من بين السلالات البشر منذ يوم آدم إلى يومنا هذا سلالات وقبائل مختلفة ، اختار الله من بين السلالات كلها سلالة معينة اصطفاها بالنبوة بالإمامة بالعلم بالحكمة بالشهادة ، هذه السلالة عبر عنها القرآن الكريم {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ} ، الحسين من هذه السلالة ,الحسين من هذه الشجرة ، شجرة الاصطفاء ، القرآن الكريم يتحدث عن هذه الشجرة المباركة يقول{فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا-حسن حسين-وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا -فاطمة الزهراء-وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا -علي أبن أبي طالب-وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} ، القرآن تحدث عن هذه السلالة المصطفاة بقوله {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} .

فالحسين يقول المؤهل الأول من مؤهلات القيادة هو الاصطفاء ، وأنا من الشجرة المصطفاة التي تحدث عنها الرسول بقوله" لم يزل الله ينقلني من أصلاب الطاهرين وأرحام المطهرات إلى أن أخرجني إلى عالمكم هذا لم يدنسني دنس الجاهلية" ، وأنت تقرأ في زيارة الحسين"اشهد انك كنت نورا في الأصلاب الشامخة , والأرحام المطهرة , لم تنجسك الجاهلية بأجناسها , ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها" .

الحسين تحدث عن المؤهل الأول بقوله"ألست ابن بنت نبيكم وابن وصيه وأول المؤمنين بالله ،والمصدق برسول بما جاء به من عند ربه ، أوليس حمزة سيد الشهداء عمي؟! ، أوليس الشهيد جعفرالطيار عمي؟! "الحسين يتحدث عن العامل الأول وهو عامل الاصطفاء.

الثاني ، السيادة :من كان سيد في الآخرة ألا يكون سيد في الدنيا؟! ، من كان سيد الآخرة أليس أهلاً أن يكون سيد الدنيا؟! ، الحسين يقول لهم: أنا سيد الآخرة فكيف لا أكون سيد في الدنيا أولم يبلغكم قول رسول الله فيّ وفي أخي"الحسن هذان سيدا شباب أهل الجنة" ,إذن سيادتي في الآخرة تعطيني سيادة في الدنيا ،أولم يقول رسول الله هذان سيدا شباب أهل الجنة؟! .

الثاث ،العصمة: عبر عنها الحسين بقوله" فو الله ما تعمدت الكذب ، فإن صدقتموني فو الله ما تعمدت الكذب منذ علمت أن الله يمقت عليه أهله ويضر به من أختلقه وإن كذبتموني فإن فيكم من أن سألتموه عن ذلك أخبركم ، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري ,سلوا أبا سعيد الخدري ,سلوا سهل بن سعد الساعدي ,سلوا أو زيد بن أرقم ,سلوا أنس بن مالك يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من جدي رسول الله فيّ وفي أخي الحسن ، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي وانتهاك حرمتي" . ما هو ربط مسألة الكذب بالعصمة؟!

" فو الله ما تعمدت الكذب" ، كل معصية تعتبر كذب لأنه الكذب يشمل الكذب القولي والكذب السلوكي فكل معصية تعتبر كذب أي إنسان يرتكب إي معصية يعتبر قد كذب لأنه أرتكب معصية ,لماذا؟!

لأن القرآن الكريم يعتبر الإيمان عهد ,الإيمان عهد بين الله وبين الإنسان قال تعالى {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا}[ii]وقال تعالى:{وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا}[iii]الإيمان عهد بمجرد أن ترتكب المعصية فأنت أخلفت العهد وخلف العهد كذب سلوكي .
إذاً المعصية كذب ومن ليس يكذب فهو معصوم لذلك القرآن الكريم يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}[iv]من هم الصادقون؟! ،الصادقون هم الذين لم يكذبوا أصلاً لا كذب قولي ولا كذب سلوكي يعني هم المعصومون فالحسين-عليه السلام-عندما يقول"والله ما تعمدت الكذب "أي ما صدر مني ذنب ، لا كذب قولي ، ولا كذب سلوكي ,فإذن أنا معصوم وهذا هو المؤهل الثالث من مؤهلا القيادة الرشيدة.


النقطة الثالثة:خطاب الحسين -عليه السلام- تضمن عدة مقاطع :

المقطع الأول :"أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا ، حتى أعظكم بما هو حق لكم علي ، وحتى أعتذر إليكم من مقدمي عليكم ، فان قبلتم عذري وصدقتم قولي وأعطيتموني النصف من أنفسكم ، كنتم بذلك أسعد وان لم تقبلوا عذري ولم تعطوا النصف من أنفسكم فأجمعوا أمركم وشركاءكم ، ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون{إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ}" ، هذا المقطع أشتمل على مدلولين :

الأول (مدلول تربوي) :"أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا" الحسين ينهى عن العجلة ، ينبغي للإنسان أن لا يتعجل في قراراته ينبغي للإنسان إذا أراد أن يشرع في أمر أن يدرسه أولاَ دراسة جيدة, ينبغي للإنسان أن يخطط بتأني وبتروي فالقرآن الكريم يقول{خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ}[v], الرسول الله -صلى الله عليه وآله- يقول" إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته ، فان يك خيرا فامضه فيه، وإن يك شر فمضي عنه"إذن الحسين يوصينا بالدراسة بالتأمل قبل العجلة "اسمعوا قولي ولا تعجلوا" هذا المدلول التربوي.

الثاني (المدلول الرسالي) : الحسين في خطبته يتكلم بلغة الأنبياء,كيف يتكلم بلغة الأنبياء؟!

مثلا قوله:" فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ "هذا قول من ؟! ، قول نوح القرآن يقول :{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ}[vi] ، قول الحسين {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ} ، قول من هذا؟! ، قول النبي محمد-صلى الله عليه وآله-من خلال سورة الأعراف تحدث عن النبي بهذا القول قول الحسين {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ} قول من هذا؟! ، قول موسى -عليه السلام-,إذاً الحسين يتكلم بلغة الأنبياء لماذا؟!

يريد أن يقول : أنا امتداد للأنبياء خطي خط الأنبياء حركتي حركة الأنبياء رسالتي رسالة الأنبياء ولذلك أتكلم بلغة الأنبياء ، ولذلك إذا زرنا الحسين ماذا نقول؟!، " السلام عليك يا وراث آدم صفوة الله ,السلام عليك يا وراث نوح نبي الله ,السلام عليك يا وراث إبراهيم خليل الله ,السلام عليك يا وراث موسى كليم الله ,السلام عليك يا وراث عيسى روح الله ,السلام عليك يا وراث محمد حبيب الله".

المقطع الثاني:الحسين يقول" أيها الناس إن الله خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال ، متصرفة بأهلها حال بعد حال فالمغرور من غرته والشقي من فتنته فلا تغرنكم هذه الدنيا فإنها تقطع رجاء من ركن إليها وتخيب طمع من طمع فيها وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم،وأعرض بوجهه الكريم عنكم،وأحلّ بكم نقمته،فنعم الرب ربّنا وبئس العبيد أنتم أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول ثم إنكم زحفتم إلى ذريته تريدون قتلهم ، لقد استحوذ عليكم الشيطان ، فأنساكم ذكر الله العظيم ، فتبّا لكم ولما تريدون ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبُعداً للقوم الظالمين " .

المدلول الأول : الحسين يقول في خطاب آخر غير هذا الخطاب ، " لو لم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء و خسيس عيش كالمرعى الوبيل " الحسين يذم الدنيا ,لماذا يذم الدنيا؟!مع أن تعلق الإنسان بالدنيا تعلق طبيعي, لماذا يذم الحسين الدنيا؟! الحسين لا يذم حب الدنيا ولا يذم التعلق بالدنيا ، وإنما يذم اتخاذ الدنيا غاية ,الدنيا وسيلة وليست غاية .

المذموم أن تتخذ الدنيا هدف ،وليس المذموم أن تحب الدنيا ، حب الدنيا ,ولكن حبها كوسيلة إلى الآخرة ، الحسين يذم اتخاذ الدنيا هدف ، اتخاذ الدنيا غاية ، وإلا فالدنيا مزرعة الآخرة ، الإمام أمير المؤمنين يقول"المسجد أحباء الله ، مصلّى ملائكة الله ، متجر أولياء الله ، الدنيا مزرعة للآخرة ".

المدلول الثاني (المدلول العقائدي) : لاحظوا الحسين يتكلم بلغة القرآن دائماً يتحدث بآيات قرآنية ,الحسين ماذا يقول؟! "فالمغرور من غرته والشقي من فتنته ، فلا تغرنكم هذه الدنيا " ،هذه نفس تعبيرات القران ,القرآن يقول:{ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}[vii] ،{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}[viii],الحسين يقول فتنة القرآن يقول:{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}[ix]إذن لغة الحسين لغة القرآن لماذا؟!

الحسين يريد أن يؤكد لنا مدلول عقائدي ، وهو أن المرجعية الوحيدة في تفسير القرآن هي أهل البيت-صلوات الله وسلامه عليهم- ،لا يعرف القرآن إلا هم ,هم ثقل الآخر ، هم عدل القرآن المرجعية في فهم القرآن لأهل البيت لا لغيرهم، وهذا نفسه القرآن يقول المرجع في تفسير القرآن هم أهل البيت ،{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ*-فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ-*-لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}[x],لا يمسه بمعنى لا يناله ليس بمعنى لا يلمسه .

لا يمسه يعني لا يناله المس بمعنى النيل لا يمسه يعني لا يناله ولا يصل إليه إلا المطهرون ,فرق بين المتطهرين والمطهرين لو كانت الآية تتحدث عن اشتراط الوضوء لقالت:-المتطهرون-لكانت الآية قالت{الْمُطَهَّرُونَ}المطهرون غير المتطهرين لا يمس القرآن يعني لا يعرفه إلا المطهرون ,من هم المطهرون؟!

قال تعالى:{ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[xi]إذن القرآن يقول أهل البيت هم أهل التفسير للقرآن وهذا ما نطق به الرسول محمد-صلى الله عليه وآله-كما في صحيح مسلم ، "إني تارك فيكم كتاب الله فاستمسكوا به وعترتي أهل بيتي ",أهل البيت عدل القرآن ، بيان للقرآن ، ساواو كتاب الله إلا أنه هو صامت وهم الكتاب الناطق -صلوات الله عليهم أجمعين- .

المدلول الثالث( مدلول تربوي) : الحسين يقول"بئس العبيد أنتم ، أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول ، ثم زحفتم إلى ذريته تريدون قتلهم"كيف يجتمع الأمران؟!

الحسين هنا يركز على مرض الازدواجية ، أغلبنا مبتلى بهذا المرض مرض الازدواجية يعني يعبد الله يصلى يصوم يحج ، لكنه لا يتورع عن المعصية ، لا يتورع عن العلاقة غير المشروعة ، لا يتورع عن سماع الأغنية ، لا يتورع عن عقوق الوالدين .

إذان كيف تجتمع العبادة مع عدم الورع عن المعاصي؟! ، هذه تسمى- مرض الازدواجية- ازدواجية الشخصية" أقررتم بالطاعة وأمنتم بالرسول ثم انكم زحفتم على ذريته وعترته تريدون قتلهم "الحسين يحارب هذه الظاهرة ظاهرة الازدواجية في المعايير وفي الشخصيات .

المقطع الثالث:الحسين يقول" أيها الناس انسبوني من أنا، ثم ارجعوا إلى أنفسكم عاتبوها ، وانظروا هل يحل لكم قتلي ، ألست ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه وأوّل المؤمنين بالله والمصدّق برسوله بما جاء به من عند ربّه؟ ، أوليس حمزة سيّد الشهداء عمّي؟ أوليس جعفر الطيار عمي؟ ، أولم يبلغكم ما قال رسول الله صلّي الله عليه وآله فيّ وفي أخي الحسن : هَذَانِ سَيِّدَا شباب أهل الجنة ، فإن صدقتموني والله ما تعمّدت الكذب منذ علمت أنّ الله يمقت عليه أهله ويضرب به من أختلقه، وإن كذبتموني أو كنتم في شك من ذلك ، سلوا جابر بن عبدالله سلوا أبا سعيد سلوا أنس ابن مالك سلوا زيد بن أرقم يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله لي ولأخي أما في هذا حـاجـز لكم عن سفك دمي؟ ،ويحكم أتطلبونني بقتيل منكم قتلته أو مال لكم استهلكته".

الحسين يركز في هذا المقطع على مدلولات ثلاثة:

المدلول الأول(المدلول التربوي) : وهو محاسبة النفس على الإنسان أن يحاسب نفسه دائماً ، " ثم ارجعوا لأنفسكم فعاتبوها هل يحل لكم قتلي؟!" ، عليكم أن تتلبسوا بمبدأ محاسبة النفس عن الرسول محمد-صلى الله عليه وآله-:"حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا"حاسب نفسك ، دقق في أعمالك ، راجع خطواتك ، راجع أعمال الأسبوع وأعمال اليوم ، ورد عن الإمام الكاظم-عليه السلام" ليس منّا مَنْ لم يحاسب نفسه كلّ يوم "كل يوم حاسب نفسك - فأن عمل حسنة استزاد الله وإن عمل سيئة أستغفر الله".

المدلول الثاني(مدلول عقائدي ) :لاحظوا أن الحسين يركز على نسبه "أنا أبن بنت نبيكم,أنا ابن وصيه ,أنا أنا ...الخ" لماذا يركز على نسبة؟!ما قيمة النسب؟! ,قد يقول قائل أن كان الحسين محق فلا يحتاج إلى النسب وان كان مبطل فلا يفيده النسب, إذن لماذا يركز على النسب؟!


هو يركز على قضية عقائدية يريد أن يقول بما أنني ابن رسول الله بما أنني ذرية رسول الله ، إذن أنا مصدق لقوله تعالى:{قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[xii]أنتم مأمورون بمودتي ، بما أنني أبن رسول الله إذن أنا مصداق لقول رسول الله الذي رواه الترمذي ورواه صاحب كنز العمال، "مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من تمسك بها نجى ,ومن تخلف عنها غرق وهوى".

المدلول الثالث ( المدلول الإعلامي) :لاحظوا الحسين يركز على مظلوميته، يقول:"أتطلبونني بقتيل منكم قتلته أو مال لكم استهلكته" ، الحسين يركز على المظلومية ، أنا مظلوم ، يبكي على ولده يبكي على أخيه يبكي إلى طفله يريد أن ينشر روح المظلومية لماذا الحسين يؤكد على المظلومية؟!

ينقلون عن الزعيم الهندي(غاندي) يقول"علمني الحسين أن أكون مظلوم فأنتصر" المظلومية ضرورية للانتصار ، لماذاالحسين يقول: أنا مظلوم وما زلت مظلوم ومنذ يوم يزيد إلى يومنا هذا أنا مظلوم ؟ , نعم أنت ترى إذا أقبل يوم عاشوراء بدل أن يحتفل المسلمون بذكرى الحسين وبدل أن يسير المسلمون على خطى الحسين ، توزع بطاقات التهنئة و توزع أوراق حتى في صفوفنا تطالبنا بصوم عاشوراء ،لماذا؟! ،لماذا الاحتقار ليوم عاشوراء؟! ، لماذا الاستصغار ليوم عاشوراء؟!

لأن الحسين قتل فيه؟! ،لأنه قطعت فيه رؤوس أهل البيت، لأنه صفيت فيه ذرية رسول الله لماذا؟! ،ولماذا تأتي إليّ بأوراق أنا ، وأنت تعرف أنني شيعي أمامي لماذا تقصدني وتعطيني أوراق تحثني على صوم عاشوراء ،ما هوقصدك؟!وما هي نيتك؟!وما هو غرضك؟! أنت تعرف أن هذا اليوم أعظم الأيام علينا حزناً ، وأعظم الأيام علينا أسى وأعظم الأيام علينا مصيبة , فلماذا توزع عليّ بطاقات تتكلم عن مستحبات يوم عاشوراء وعن صوم يوم عاشوراء لماذا؟!، وما هو الغرض ؟ ، أنت تعرف أنا لا أعترف بهذه الأحاديث كلها ,هذه الأحاديث لم ترد عن أئمتي حتى أْءخد بها .

الحسين -عليه السلام- ،على المسلمين أن يعتبروا قضية الحسين ، قضية القرآن ، قضية الإنسانية، قضية الصرخة الخالدة ، لذلك فالحسين-عليه السلام-ينشر روح المظلومية يؤكد على المظلومية ، لماذا يؤكد على المظلومية؟! ،لأن كل فكر ليس فيه روح تعبوية فهو فكر فاشل، كيف؟!

الفكر الماركسي اخترق الأمة العربية وتلاشى ,الفكر الاشتراكي اخترق الأمة العربية وتلاشى ,الفكر الأموي تلاشى لماذا؟!

لأن جميع هذه الاتجاهات لا تسندها روح تعبوية ، الفكر إذا لم تسنده روح تعبوية لا يستقر ولا يبقى ,الحسين أراد أن يسند قضيته بالروح التعبوية ، كيف؟! ، الحسين مزج بين لغة الفكر و لغة العاطفة ، مزج بين لغة العقل ولغة الوجدان ، الحسين مزح بين اللغتين وطرح مظلوميته حتى تكون مظلوميته وتكون مأساته رصيد يعبر الأمة يذكر الأمة دائماً بمجزرة كربلاء وبمأساة الحسين .

إذن الحسين ركز على مظلوميته من أجل تعبئة الأمة ، تعبئة وجدانها تعبئة عواطفها تعبئة مشاعرها ، لأنه إذا التقى العقل و لعاطفة ، إذا التقى الفكر والمشاعر ، بقي الفكر وتجدر وتأصل ، وهذا ما قصده -عليه السلام،" إن لجدي الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا" ،ليلة عاشوراء ليلة الحزن والأسى ليلة المأساة يقول زين العابدين "كان أبي الحسين هو وأصحابه باتوا تلك الليله ولهم دوي كدوي النحل بين قائم وقاعد و راكع وساجد " .

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين



________________________________________
[i] سورة البقرة 13
[ii] سورة الإسراء 34.
[iii] سورة البقرة 177.
[iv] سورة التوبة 119.
[v] سورة الأنبياء 37.
[vi] سورة يونس 71.
[vii] سورة لقمان 33.
[viii] سورة آل عمران 185
[ix] سورة الأنبياء 35.
[x] سورة الواقعة 77-78
[xi] سورة الأحزاب 33.
[xii] سورة الشورى 23.



 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 03:24 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية