هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 07-23-2010, 06:15 AM
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5057 يوم
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي باب رد كلام ابن سعد صاحب الطبقات








فالحري بنا أن نتكلم على ما ذكره كبار علماء العامة في هذه القضية الموهومة تفصيلا، ومرسل على هفواتهم وطاماتهم وسقطاتهم وخزعبلاتهم عذابا واصبا ، والله أشد بأسا وأشد تنكيلا ( 2 ) . ‹ صفحة 131 ›

باب رد كلام ابن سعد صاحب الطبقات
باب رد ما ذكره محمد بن سعد بن منيع الزهري البصري المتوفى سنة 230 ثلاثين ومائتين في كتابه المعروف ب‍ - الطبقات الكبرى ( 1 ) وهو أقدم كتاب رأينا فيه هذ الأفك والبهتان قال فيه ما نصه : أم كلثوم ، بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، وأمها فاطمة بنت رسول الله وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي ، تزوجها عمر بن الخطاب وهي جارية لو تبلغ فلم تزل عنده إلى أن قتل وولدت له زيد بن عمر ، ورقية بنت عمر ، ثم خلف على أم كلثوم بعد عمر عون بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب فتوفي عنها ، ثم خلف عليها أخوه محمد بن جعفر بن أبي طالب بعد أختها زينب بنت علي بن أبي طالب ، فقالت أم كلثوم : إني لأستحي من أسماء بنت عميس ، إن أبيهما ماتا عندي وإني لأتخوف على هذا الثالث فهلكت عنده ولم تلد لأحد منهم شيئا .

أخبرنا أنس بن عياض الليثي عن جعفر بن محمد عن أبيه ، إن عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم فقال علي : إنما حبست بناتي على بني جعفر ، فقال عمر : أنكحنيها يا علي فوالله يا علي ما على ظهر الأرض رجل يرصد من حسن صحبتها ما أرصد ، فقال علي : قد فعلت ، فجاء عمر إلى مجلس ‹ صفحة 132 › المهاجرين بين القبر والمنبر ، وكانوا يجلسون ثم علي وعثمان والزبير وطلحة وعبد الرحمن بن عوف ، فإذا كان الشئ يأتي من الآفاق جاءهم فأخبرهم ذلك واستشارهم فيه ، فجاء عمر فقال : رفئوني ، فرفئوه وقالوا : بمن يا أمير المؤمنين قال : بابنة علي بن أبي طالب ، ثم أنشأ يخبرهم فقال : إن النبي ( ص ) قال : كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسسببي وكنت قد صحبته فأحببت أن يكون هذا أيضا .

أخبرنا وكيع بن الجراح ، عن هشام بن سعد عن عطاء الخراساني : إن عمر أمهر أم كلثوم بنت علي أربعين ألفا ، قال محمد بن عمر وغيره : لما خطب عمر بن الخطاب إلى علي ابنته أم كلثوم قال : يا أمير المؤمنين إنها صبية فقال : أنك والله ما بك ذلك ولكن قد علمنا ما بك ، فأمر علي بها فصنعت ثم أمر ببرد فطواه وقال : انطلقي بهذا إلى أمير المؤمنين فقولي : أرسلني أبي يقرئك السلام ويقول إن رضيت البرد فأمسكه ، وإن سخطته فرده ، فلما أتت عمر قال بارك الله فيك وفي أبيك وقد رضينا ، قال : فرجعت إلى أبيها فقالت : ما نشر البرد ولا نظر إلا إلي ، فزوجها إياه فولدت له غلاما يقال له زيد ( 1 ) انتهى .

وكل ما ذكره ابن سعد في هذه العبارة باطل فاسد كما لا يخفى على أهل البصائر ، أما قوله : تزوجها عمر إلى قوله ولم تلد لأحد منهم شيئا فهو مما لم يذكر له سند ولو واهيا فكيف يلتفت إليه أهل التحقيق ، ومع ذلك فيدل على بطلان تزوج عمر لها ما سبق من الدلائلالساطعة والبراهين القاطعة ، وإذا ظهر بطلان التزوج بان لك أن ولادة زيد ورقية منها أبين فسادا وأوضح بطلانها .

ثم ما ذكره ابن سعد من تزوج عون بن جعفر ومحمد بن جعفر لها بعد عمر أظهر ما يكون من الأكاذيب والأباطيل لأن عونا ومحمد قد قتلا في حرب تستر ، ‹ صفحة 133 › وحرب تستر كانت في عهد عمر كما لا يخفى على أهل النظر في كتب التاريخ والرجال ( 1 ) .

قال الحافظ ابن عبد البر المغربي القرطبي في كتاب الاستيعاب : عون بن جعفر بن أبي طالب ، ولد على عهد رسول الله ( ص ) أمه وأم أخويه عبد الله ومحمد بن جعفر بن أبي طالب أسماء بنت عميس الخثعمية ، وأستشهد عون بن جعفر وأخوه محمد بن جعفر بتستر ولا عقب ( 2 ) .


وقال عز الدين ابن الأثير الجزري في كتابه - أسد الغابة - : عونبن جعفر بن أبي طالب ابن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي والده جعفر هو ذو الجناحين ولد على عهد رسول الله ( ص ) ، أمه وأم أخويه عبد الله ومحمد أسماء بنت عميس الخثعمية ، أستشهد بتستر ولا عقب له ، روى عبد الله بن جعفر إن النبي ( ص ) قال لعون : أشبهت خلقي وخلقي ، وهذا إنما قاله رسول الله ( ص ) لأبيه جعفر بن أبي طالب ، أخرجه الثلاثة ( 3 ) .

وقال ابن حجر العسقلاني في كتابه - الإصابة - :

عون بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي ابن عم النبي ( ص ) ولد بأرض الحبشة وقدم به أبوه في غزوة خيبر ، وأخرج النسائي وغيره من طريق محمد بن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال : لما قتل جعفر بن أبي طالب قال رسول الله ( ص ) أدعو إلى بني أخي فجيئ بنا كأنا أفراخ فقال :
ادعوا إلى الحلاق فأمره فحلق رؤوسنا ثم قال : أما محمد فشبيهه عمنا أبي طالب ، وأما عون فشبيهه خلقي وخلقي ، ثم أخذ بيدي فأمالها ، فقال : أخلف جعفر في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه . ‹ صفحة 134 ›

وهذا سند صحيح أورده ابن منده من هذا الوجه مختصرا مقتصرا على قولهإن النبي ( ص ) قال : لعون أشبهت خلقي وخلقي ، ولما أورده ابن الأثير في ترجمته قال : هذا إنما قاله النبي ( ص ) لأبيه جعفر فأومأ إلى إنه وهم وليس كما ظنوا بل الحديثان صحيحان ، وكل منهما معدود فيمن كان أشبهه بالنبي ( ص ) واختلف في أي ولدي جعفر ، محمد وعون كان أسن ، فأما عبد الله فكان أسن منهما ، وذكر موسى بن عقبة ، إن عبد الله ولد سنة اثنتين وقيل غير ذلك كما سبق في ترجمته ، وقال أبو عمر : أستشهد عون بن جعفر في تستر وذلك في خلافة عمر وما له عقب ( 1 ) .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

( 2 ) سورة النساء : 84 .

‹ هامش ص 131 ›
( 1 ) طبع في مصر للمرة الأولى 1 - 4 عام 1358 . وأعيد ثانية في بيروت 1 - 9 بإشراف الدكتور إحسان عباس سنه 1388 ، 1968 .

‹ هامش ص 132 ›
الطبقات الكبرى 8 : 463 - 464 .

‹ هامش ص 133 ›
( 1 ) حرب تستر كانت سنة 16 / 17 / 19 ومقتل عمر حدث عام 23 . تاريخ الطبري 4 : 213 . معجم البلدان 2 : 29 . الكامل في التاريخ 2 : 546 . البداية والنهاية 7 : 83 . ( 2 ) الاستيعاب 3 : 161 ، هامش الإصابة . ( 3 ) أسد الغابة 4 : 157 .

‹ هامش ص 134 ›
( 1 ) الإصابة 3 : 44 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .




رد مع اقتباس
قديم 07-23-2010, 06:16 AM   #2
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




ثم ما ذكره ابن سعد من تزوج عبد الله بن جعفر لسيدتنا أم كلثوم بعد أخويه عون ومحمد أبين جعفر أبني فسادا وأوضح بطلانا من أن ينبههعليها ، لأن كثيرا من علماء أهل السنة وأخبارهم يذكرون في كتبهم وأسفارهم أن أم كلثوم ( ع ) لما ماتت شهد الصلاة عليها الحسن والحسين ( ع ) وذلك لا يكون إلا أن يقع موتها في عهد معاوية وحياة الحسن والحسين ( ع ) وقد أجتمع علماء الأخبار وجميع المؤرخين أن أختها سيدتنا زينب ( ع ) قد بقيت إلى عهد يزيد وشهدت وقعة الطف وأسرت حتى بلغت الشام وخاطبت يزيد بكلام بليغ نقله الثقاتمن أصحاب التاريخ ، فكيف يصح دعوى ابن سعد أن عبد الله بن جعفر زوج زينب ( ع ) تزوج أم كلثوم بعد موت أختها زينب ( ع ) وكيف يمكن تصحيح هذه الدعوى ، إلا بأن يقال بأن سيدتنا أم كلثوم بعد موتها في عهد معاوية وحضور الحسن والحسين ( ع ) الصلاة عليها عادت حية وبقيت حتى ماتت أختها ( ع ) وتزوجها عبد الله بن جعفر زوج أختها ( ع ) وإذا عرفت هذا بان لك بطلان ما نسب إليها ابن سعد إنها قالت : إني لأستحيي من أسماء بنت عميس إن ابنيها ماتا عندي وإني لأتخوف على هذا الثالث ، فإنه من أبين الكذب والمحال .

ومن العجائب التي يتحير لها الناظر اللبيب ، إن موت أم كلثوم ( ع ) في ‹ صفحة 135 › عهد معاوية يتحقق ما ذكره هذا الرجل بنفسه - أعني ابن سعد في كتابه هذا أعني الطبقات - قال : ابن سعد في الطبقات ، في ترجمة أم كلثوم ما نصه :

أخبرنا عبيد الله بن موسى قال : أخبرنا إسرائيل عن أبي حصين عن عامر عن ابن عمر : إنه صلى على أم كلثوم بنت علي وابنها زيد وجعله مما يليه وكبر عليها أربعا . أخبرنا وكيع بن الجراح عن زيد بن حبيب عن الشعبي بمثله ، وزاد فيه : وخلفه الحسن والحسين أبنا علي ، ومحمد بن الحنفية ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن جعفر ( 1 ) .

ولا أدري بما يتخلص هذا الرجل عن ورطة هذا الأشكال والله العاصم من خدع الغرور المحتال .


أما ما ذكره ابن سعد بقوله : أخبرنا أنس بن عياض الليثي عن جعفربن محمد ، عن أبيه أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم فقال علي : إنما حبست بناتي على بني جعفر فقال عمر : أنكحنيها يا علي فوالله ما على ظهر الأرض رجل يرصد من حسن صحابتها ما أرصد فقال علي : قد فعلت فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين بين القبر والمنبر وكانوا يجلسون ثم علي وعثمان والزبير وطلحة وعبد الرحمان بن عوف فإذا كان الشئ يأتي عمر من الآفاق جائهم فأخبرهم ذلك واستشارهم فيه ، فجاء عمر فقال : رفئوني فرفئوه ، وقالوا بمن يا أمير المؤمنين ؟ قال : بابنة علي بن أبي طالب ثم أنشأ يخبرهم فقال : إن النبي ( ص ) قال : كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي وكنت قد صحبته فأحببت أن يكون هذا أيضا ( 2 ) انتهى .

فمردود بأن أنس بن عياض الليثي ، مطعون مقدوح ، وممن قدح فيه أمام‹ صفحة 136 › أهل السنة مالك بن أنس صاحب المذهب المشهور ، قال ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة الليثي هذا ، قال الآجري :

عن أبي داود عن أحمد بن صالح قال : ذكر أبو ضمرة عند مالك فقال : لم أر عند المحدثين غيره ولكنه أحمق يدفع كتبه إلى هؤلاء العراقيين ( 1 ) .

وقد تكلم فيه غير مالك أيضا ، قال ابن حجر في التهذيب في ترجمة الليثي هذا ، قال أبو داود : وحدثنا محمود حدثنا مروان وذكر أبا ضمرة فقال : كانت فيه غفلة الشاميين ، ووثقه ولكنه كان يعرض كتبه على الناس ، قال أبو داود وسمعت الأشج يقول : سألت أبا ضمرة عن شئ فقال : شئ في هذا البيت عرض يعني أحاديثه ( 2 ) إنتهى .


ومن العجائب إن ابن سعد بنفسه قد قدح في ترجمة أنس بن عياض قال ابن سعد : كان ثقة كثير الخطأ ( 3 ) انتهى .

ومن حياء هذا الليثي إنهروى هذا الخبر المكذوب عن الإمام المعصوم جعفر بن محمد الصادق ( ع ) عن أبيه المعصوم محمد الباقر ( ع ) وقد نزهه الله هذين السيدين المعصومين عن أن يرويا هذ الكذب الصريح ، والأفك الفضيح ، والغالب إنه أراد أن يخدع العامة بإسناد هذا الخبر الباطل إلى هذين الإمامين الهمامين ( ع ) حتى يظنوا أن هذا الخبر المشتمل على عقد سيدتنا أم كلثوم ( ع ) مع عمر قد جاء برواية أئمة أهل البيت ( ع ) وهذا الخدع الباطل مما لا يخدع به إلا العامة الجهال والله العاصم عن مكائد أهل الضلال .

ومن عجائب التعصبات التي تتقطع لها قلوب المؤمنين ، وتنشرح بها صدور الشياطين ، إن ابن سعد هذا كان سئ الاعتقاد وعظيم الإلحادفي شأن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام ما لفظه ( 4 ) . ‹ صفحة 137 ›
قلت : وابن سعد كان كثير الحديث ولا يحتج به وسيضعف ، سأل مرة سمعت هذه الأحاديث من أبيك فقال : نعم . وسأل مرة فقال : إنما وجدها في كتبه ، انتهى ،

وإذا كان هذا زعم ابن سعد عليه ما يستحقه من الملام ، في حق هذا الإمام الهادي للأنام صلوات الله عليه وعلى آبائه الكرام ، فكيف جاز له أن يروي عنه ( ع ) هذا الخبر الباطل مستندا إلى أبيه ( ع ).

ومما يورث العجب العجاب ، إن متن هذا الخبر قد اشتمل على إن عليا ( ع ) قال لعمر حين خطب إليه ابنته : إنما حبست بناتي على بني جعفر ، وهذا عذر واضح شرعي فكيف لم يقبله عمر ، وظاهر كل الظهور إن بني جعفر ( ع ) كانوا أكفاء لبنات علي ( ع ) وعمر لم يكن كفوا لواحدة من الهاشميات فضل إن يكون كفوا لبنات علي ( ع ) فكيفأقدم على خطبة واحدة منهن مع ظهور هذا المانع القوي وكيف لم يقبل ما أعتذر به علي ( ع ) بقوله : إنما حبست بناتي على بني جعفر مع إن هذا عذر شرعي واجب القبول ، وقد وجب على عمر قبوله بها شيده بقوله : لأمنعن تزوج ذوات الأحساب من النساء إلا من الأكفاء ، كما سبق بيانه فيما تقدم من الدلائل على فساد دعوى هذا العقد .

أما قول عمر : أنكحنيها يا علي فوالله ما على ظهر الأرض رجل يرصد من حسن صحابتها ما أرصد ، فلو سلم صدور هذا القول من عمر فهو من تقولاته الكاذبة ، لأن من ضيع حرمة سيدة نساء العالمين فاطمة ( ع ) وبضعة الرسول ( ص ) وأغضبها وآذاها بأقواله الفضيعة ، وأفعاله الشنيعة ، كيف يصدق في قوله هذا ، ولو كان مقرونا بألف قسم ، وهل يصدق أحد هذا المدعي الكاذب المضيع لحرمة الزهراء البتول ، إنه يرصد من حسن صحابتها ابنتها أم كلثوم ( ع ) ما لا يرصده على ظهر الأرض ، ما هذا إلا وقاحةظاهرة لا تخفى على أهل البصائر ، المميزين بين صلاح السرائر ، وفساد الضمائر .

ومن العجائب التي اشتمل عليه هذا الخبر المختلف أنه يلقي في قلب الناظر إن حديث الخطبة ، والاعتذار ، والإصرار والتزويج قد وقع في زمان واحد ، ‹ صفحة 138 › وساعة واحدة ، ولم يكن هناك محضر شهود بل يذكر فيه إنه شهد ما جرى بين عمر وعلي ( ع ) شاهد أصلا ، ولم يطلع أصحاب رسول الله ( ص ) على هذا العقد حتى جاء إلى مجلس المهاجرين بين القبر والمنبر ، فأخبرهم بهذا العقد ، وهذا أمر منكر جدا ، لأن عمر شديد الإنكار على نكاح السر ، وكان لا يجوز النكاح إلا بولي وشاهدين كما لا يخفي على ناظر كتب الحديث والفقه ( 1 ) فكيف جوز أن يقع نكاحه هذا في محل لم يحضره أحد غير عمر وعلي ( ع ) .


وكان ينبغي أن يدعو جمعا من أصحاب النبي ( ص ) ونفرا من بني هاشم فيكون بمحضر منهم على سبيل الإعلان ، ولا يحتاج عمر إلى إتيان مجلس المهاجرين من أصحاب رسول الله ( ص ) وأخبارهم بعقده هذا الذي لم يشهدوه ، ولعل واضح هذ الخبر المكذوب كان جاهلا بسيرة عمر فوضعه على خلاف ما كان شهودا مشهودا من عمر عند الناس . فإن قلت : لعل الباعث على ترك عمر دعوة الناس لأجل شهود هذا العقد كان هو التوقي عن لزوم الوليمة والاطعام ، ولم يمكنه ذلك في هذا الوقت بضيق ذات اليد .

قلت :
هذا عذر بارد لأن النبي ( ص ) قال لبعض أصحابه : أو لم ولو على رجل شاة ( 2 ) ومع صرف النظر عن ذلك فهلا أغتنم حضور المسلمين يوم الجمعة في المسجد فإنهم كانوا مجتمعون فيه من غير دعوة ، فلم لا أنتظر يوم الجمعة واجتماع الناس في المسجد حتى يكون العقد واقعا بمحضر منهم ويتم هذا العقد على وجه الشياع وشهادة الأصحاب ولا يحتاج ابن الخطاب إلى أخبار جمع من المهاجرين الذين كانوا من الغياب ولم يسمعوا بهذا العقد حتى أخبرهم عمر بنفسه أولا على وجه الأجمال بقوله : رفئوني ، ثم على وجه البين بعد سؤالهم عنه بقولهم بمن ؟ . ‹ صفحة 139 ›

فإن قلت:

لعل وجه هذا التعجيل في العقد ووقوعه في الخلوة من غير حضور الأشهاد أن عمر خاف بعد خطبته وإجباره وإلجائه عليا ( ع ) على قوله أن بتغيير رأيه بعد هذا الوقت فلا يزوج ابنته لابن الخطاب ، فلهذا سارع في وقوع العقد كيف ما كان .

قلت : هب إن الأمر كان كذلك ولكن لم ترك تجديد العقد يوم الجمعة بحضور من الناس ، وهب أنه كره تجديد العقد بمحضر المسلمين يوم الجمعة ، لكنه لم ترك أخبار الناس الحاضرين يوم الجمعة بوقوع هذا العقد . ولم ترك الترفيه عنهم وخفى بذلك نفرا من المهاجرين الذين كانوا يجلسون بين القبر والمنبر على وجه بديع يؤذن بوقوع هذا العقد على وجه السر والكتمان وجهلهم عن وقوعه على سبيل الشهرة والإعلان ، ولقد اشتمل هذا الخبر المكذوب على أمر عجيب وهو قول عمر لأصحاب رسول الله ( ص ) رفئوني وأنهم رفئوه ، فإن هذا كان من رسوم الجاهلية ، وقد نهى عنه رسول الله ( ص ) فكيف اجترى هذا الرجل على طلب الترفيه عنها ، وكيف أقدم أصحاب الرسول على هذه الخطبة الشنيعة .

قال محمد بن أحمد بن حنبل الشيباني في المسند : حدثنا الحكم بن نافع ، حدثنا إسماعيل بن عباس ، عن سالم بن عبد الله بن محمد بن عقيل قال : تزوج عقيل بن أبي طالب فخرج علينا فقلنا بالرفاء والبنين فقال : مه لا تقولوا ذلك فإن النبي ( ص ) قد نهانا عن ذلك وقال : قولوا ، بارك الله فيك ، وبارك لك فيها ( 1 ) .

وقال أيضا : حدثنا إسماعيل وهو ابن عليه أنبأنا يونس عن الحسن أن عقيل بن أبي طالب ( رض ) تزوج امرأة من بني جشم فدخل عليه القوم فقالوا : بالرفاء والبنين فقال : لا تفعلوا ذلك ، قالوا : فما نقول ؟ يا أبا زبيدة وقال : قولوا ‹ صفحة 140 › بارك الله لكم ، وبارك عليكم ، أنا كذلك كنا نؤمر ( 1 ) .

قال ابن منضور الأفريقي في لسان العرب : ومنه بالرفاء والبنين ، ورفاه ترفية وترفيا دعا له فقال : بالرفاء والبنين ، وفي حديث النبي ( ص ) إنه نهى أن يقال : بالرفاء والبنين ، الرفاء الأيتام ، والاتفاق والبرمكة والبشام ، وإنما نهى عنه كراهية ، لأنه كان من عادتهم ، ولهذا سن فيه غيره ( 2 ) انتهى .

وقال محمد طاهر الكجراتي : ( 3 )في مجمع البحار أي قال الطيبي في شرح المشكاة - : الترفيه ، قوله : بالرفاء والبنين ، ويدل له الشارع بما ذكره لأنه لا يفيد ، ولما فيه من التفسير عن البنات . انتهى .

وقال محمد طاهر الكجراتي أيضا في تكملة مجمع البحار ، رفأ فيه نهى أن يقال : بالرفاء ولقد استبان بما سمعت إن واضع هذا الخبر قد نسب إلى عمر شيئا منكرا كان من رسوم الجاهلية ، وعادات الكفار والله العاصم عن حب باطل يعمي القلوب والأبصار .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

‹ هامش ص 135 ›
( 1 ) الطبقات 8 : 464 . ( 2 ) الطبقات الكبرى 8 : 463

‹ هامش ص 136 ›
( 1 ) تهذيب التهذيب 1 : 376 . ( 2 ) المصدر السابق . ( 3 ) التهذيب 1 : 376 . ( 4 ) سقط في الأصل .

‹ هامش ص 138 ›
( 1 ) مالك بن أنس عن أبي الزبير المكي أن عمر بن الخطاب أتى بنكاح لم يشهد عليه إلا رجل وامرأة ، فقال : هذا نكاح السر ولا أجيزه ، ول كنت تقدمت فيه لرجمت . الموطأ 2 : 535 . بداية المجتهد 2 : 19 . ( 2 ) الطبقات الكبرى 3 : 126 ، 523 . الموطأ 2 : 545 صحيح البخاري كتاب النكاح : 54

‹ هامش ص 139 ›
( 1 ) مسند أحمد : 201

‹ هامش ص 140 ›
( 1 ) مسند ابن حنبل 1 : 201 . ( 2 ) لسان العرب . ( 3 ) ملك المحدثين محمد طاهر الغثني الكجراتي الهندي الصديقي مات 986 محدث ، مفسر ، لغوي ، صرفي ، عارف بالرجال له : مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل . شذرات الذهب 8 : 41 . هدية العارفين 2 : 255 . كشف الظنون 2 : 1599 . الأعلام 7 : 42 .


تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 

رد مع اقتباس
قديم 07-23-2010, 06:16 AM   #3
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



وأما ما وقع في هذا الخبر المكذوب أن عمر قال للأصحاب : إن رسول الله ( ص ) قال : كن نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي ، وكنت قد صحبته فأحببت أن يكون هذا أيضا .

فمردود لأن اتصال السبب من رسول الله ( ص ) لعمر بعد الصحبة كان حاصلا بلا شبهة عند أهل السنة من جهة أبنته حفصة : فإنها كانت من أزواج رسول الله ( ص ) ، وهذا الاتصال يكفي له أن كان عمر بن الخطاب مؤمنا مصدقا لقوله، وإن لم يكن مؤمنا مصدقا للرسول ( ص ) فما يزيده هذا الاتصال الذي طلبه من علي ( ع ) وهو محرم عليه بوجوه عديدة غير تقصير وتخسير كما لا يخفى على من له حظ من الإيمان ، ونصيب . ‹ صفحة 141 ›

وأما ما ذكره ابن سعد بقوله : أخبرنا وكيع بن الجراح عن هشام بن سعد عن عطاء الخراساني ، أن عمر أمهر أم كلثوم بنت علي ، أربعين ألفا ( 1 ) ،

فمردود ، لأن وكيع بن الجراح مقدوح مجروح وسيأتي بيان ذلك إنشاء الله تعالى مفصلا فيما بعد .

وهشام بن سعد أيضا مطعون مرهون قدح فيه أكابر الناقدين من أهل السنة

قال الذهبي في الميزان ، في ترجمته : قال أحمد : لم يكن بالحافظ ، وكان يحيى القطان لا يحدث عنه ، وقال أحمد أيضا : لم يكون يحكم الحديث ، وقال ابن معين : ليس بذاك القوي ، وقال النسائي : ضعيف ، وقال : مرة ليس بالقوي ، وقال ابن عدي : مع ضعفه يكتب حديثه . ومن مناكيره ما ساق الترمذي له عن سعيد بنأبي هلال ، عن ربيعة بن سيف عن عبد الله بن عمر رفعه : من مات يوم الجمعة أو ليلتها غفر له .

أو كما قال ابن أبي فديك حدثنا هشام بن سعد ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، جاء رجل أفطر في رمضان فذكره . وفيه : فأتى بعرق فقال : كله أنت وأهلك ، وصم يوما ، واستغفر الله ( 2 ) .

وقال ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب في ترجمة هشام بن سعد : قال أبو حاتم : عن أحمد لم يكن هشام بالحافظ .

وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه ، هشام بن سعد كذا وكذا ، كان يحيىبن سعيد لا يروي عنه ، وقال أبو طالب : عن أحمد ليس هو محكم الحديث ، وقال حرب : لم يرضه أحمد ، وقال الدوري عن ابن معين ، ضعيف وداود بن قيس أحب إلي منه . وقال معاوية بن صالح : عن ابن معين ليس بذاك القوي ، وقال ابن أبي مريم عن ابن معين : ليس بشئ كان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه .

وقال أبو ‹ صفحة 142 › حاتم : يكتب حديثه ولايحتج به ، هو محمدبن إسحاق عندي واحد . وقال النسائي : ضعيف وقال مرة : ليس بالقوي ، وروى له ابن عدي أحاديث منها حديثه عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، جاء رجل إلى النبي ( ص ) وقد أفطر في رمضان ، فقال له : أعتق رقبة ، الحديث وقال مرة : عن الزهري عن أنس قال : والروايتان جميعا خطأ وإنما رواه الثقات عن الزهري عن حميد عن أبي هريرة وهشام خالف فيه الناس وله غير ما ذكرت ومع ضعفه يكتب حديثه .


وقال ابن أبي شيبة عن علي المدني : صالح وليس بالقوي ( 1 ) .

وذكره ابن عبد البر في باب من نسب إلى الضعف ممن يكتب حديثه قال : وقال لي ابن معين : ضعيف حديثه مختلط ، وقال الخليلي : أنكرالحفاظ حديثه في المواقع في رمضان من حديث الزهري عن أبي سلمة . قالوا وإنما رواه الزهري عن حميد ، قال : ورواه وكيع عن هشام بن سعد عن الزهري عن أبي هريرة منقطعا ، قال أبو زرعة الرازي أراد وكيع الستر على هشام بإسقاط أبي سلمة ، وذكره يعقوب بن سفيان في الضعفاء ( 2 ) انتهى .

ومن العجائب إن ابن سعد نفسه قد طعن في هشام هذا قال ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة هشام بن سعد ما لفظه : قال ابن سعد كانكثير الحديث يستضعف وكان متشيعا ( 3 ) . فما أدري أي شئ حمل ابن سعد على إخراج حديثه مع علمه واعترافه كونه مقدوحا مجروحا ، عل هذا إلا حب الباطل والسفساف وقلة الحياء ، وكثرة الاعتداء ، ومجانبة الأنصاف ، وفي مسند هذا الخبر عطاء الخراساني . . وهو أيضا من المقدوحين المجروحين الذين لا يوثق بخبرهم ولا يعتمد على حديثهم .

قال البخاري في كتاب الضعفاء : عطاء بن عبد الله ، وهو ابن أبي مسلم ‹ صفحة 143 › البلخي مولى المهلب بن أبي صفرة سألت عبد الله بن عثمان عن عطاء قال : سكن الشام سمع سعيد بن المسيب روي عنه مالك ومعمر قال الحسن عن ضمرة عن ابن عطاء ، مات سنة خمس وثلاثين ومائة - 135 - وولد سنة خمسين ، قال سليمان بن حرب : حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب حدثني القاسم بن عاصم قال : قلت لسعيد بن المسيب ، أن عطاء الخراساني حدثني عنك أن النبي ( ص ) قال له : تصدق انتهى ( 1 ) .

وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ، في ترجمة عطاء : وذكره العقيلي في الضعفاء متشبثا بهذه الحكاية التي رواها حماد بن زيد عن أيوب : حدثني القاسم بن عاصم قلت لسعيد بن المسيب : أن عطاءالخراساني حدثني عنك إن النبي ( ص ) أمر الذي واقع أهله في رمضان بكفارة الظهار ، فقال : كذبت ، ما حدثته ، إنما بلغني أن النبي ( ص ) قال له : تصدق تصدق .

وقد ذكر البخاري ، عطاء الخراساني في الضعفاء ، فروى له هذا عن سليمان حرب ، عن حماد .

أحمد بن حنبل ، حدثنا عفان ، حدثنا همام أخبرنا قتادة ، إن محمدا دعونا حدثاه إنهما قالا لسعيد : إن عطاء الخراساني حدثنا عنكفي الذي وقع بأهله في رمضان ، فأمره النبي ( ص )أن يعتق رقبة فقال : كذب عطاء ، أنما قال له : تصدق تصدق .

وقال ابن حبان في الضعفاء : أصله من بلخ وعداده في البصريين ، وأنماقيل له الخراساني لأنه دخل خراسان وأقام بها مدة طويلة ثم رجع إلى العراق فنسب إلى خراسان ، وكان من خيار عباد الله غير أنه كان ردئ الحفض كثير الوهم يخطئ ولا يعلم ، فيحمل عنه ، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج به ، فهذا القول من ابن حبان فيه نظر ولا سيما قوله :
وإنما قيل له الخراساني ، فيا هذا أي حاجة ‹ صفحة 144 › بك إلى هذه الدودة ، أليست بلخ من أمهات مدن خراسان بلا خلاف ؟ .

وقال حجاج بن محمد : حدثنا شعبة ، حدثنا عطاء الخراساني ، وكان نسيا .

وقال الترمذي في كتاب العلل : قال محمد يعني النجادي ما أعرف لمالك رجلا يروي عنه يستحق أن يترك حديثه غير عطاء الخراساني . قلت : ما شأنه ؟ قال : عامة أحاديثه مقلوبة ( 1 ) .


وقال الذهبي في كتابه المغني ، في ترجمة عطاء : وذكره العقيلي فيالضعفاء ، وقال ابن حبان : ردئ الحفظ مخطئ فبطل الاحتجاج به ، وقال الترمذي في كتاب العلل قال محمد : ما أعرف لمالك رجلا يروي عنه مالك ، ويستحق أن يترك حديثه عن عطاء الخراساني ، قلت : ما شأنه قال : عامة أحاديثه مقلوبة .

وقال الذهبي أيضا : وقال البيهقي وعطاء الخراساني غير قوي قال في الوصايا ( 2 ) . وقال ابن حجر في التهذيب ، في ترجمة عطاء : وقال حجاج بن محمد عن شعبة حدثنا عطاء الخراساني وكان نسيا . وقال ابن حجر أيضا : وقال ابن حبان كان ردئ اللحظ يخطئ ولا يعلم فبطل الاحتجاج به ، ( 3 ) .

ولا يخفى على أهل النقد والاختبار الماهرين في تمييز الصحيح والسقيم من الأحاديث والآثار أن في سند هذا الخبر المطعون انقطاعا لأن عطاء لم يكن ولد على عهد عمر ولم يقع عقد عمر بمحضر منه فكيف يقبل خبره هذا .

قال البخاري في كتاب الضعفاء كما سمع آنفا : قال الحسن ضمرة عن ‹ صفحة 145 › ابن عطاء مات سنة خمس وثلاثين ومائة - 135 - وولد سنة خمسين ( 1 ) .

وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ، في ترجمة عطاء : ولد سنة خمسين ومات سنة ثلاث وثلاثين ومائة ( 2 ) .


وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب : قال ابنه عثمان بن عطاء : مات سنة خمس وثلاثين ومائة ، وقال أبو نعيم الحافظ كان مولده سنة خمسين ( 3 ) انتهى .

فالعجب كل العجب كيف أقدم ابن سعد على إيراد هذا الخبر المنقطع المقدوح المجروح بوجوه عديدة ، وفي هذا الخبر شئ آخر ، وبيانه أنعمر كان شديد النهي عن المغالاة في المهر حتى أنه نهى الناس عن تلك المغالاة على المنبر وجرى له مع امرأة حاضرة ما جرى ( 4 ) فكيف أقدم على مغالاة المهر في هذا العقد من قبل نفسه ، أو رضي تلك المغالاة من ولي زوجته ، وكيف خالف سنة رسول الله ( ص ) في مهور أزواجه وبناته حسب ما تدعيه أهل السنة .

وها هنا شئ آخر يتعجب منه وبيان ذلك أن أولياء عمر قد اعترفوا في بيان زهده وإظهار قلة أصابته من الدنيا بمبالغات واعترافات معروفة لا تغرب عن أبصار الناظرين فكيف أمكن له مع ذلك أن يمهر أربعين ألفا ولو فرضنا تمكنه من هذاالمبلغ الخطير كيف جاز له مع مايدعيه أهل السنة من شدة عمله بالسنة النبوية ، ومصابرته على التعلل والقناعة في المأكل والمشرب والملبس أن يبذل في المهر أربعين ألفا عند عقده على بنت من هو أوحد الزهاء ومن طلق الدنيا ثلاثا ( 1 ) ، أترى عمر قد طلب بسوق هذا المهر الغالي ميل علي ( ع ) إلى الدنيا ، وجوز إقدامه على هذا العقد المحرم طمعا في المال الفاني ، ولعمري أن واضع هذا الخبر الموضوع قد بلغ من الجهل والرقاعة مبلغا يستنكف عنه أهل المجون والخلاعة .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

‹ هامش ص 141 ›
( 1 ) الطبقات الكبرى 8 : 463 . ( 2 ) ( ميزان الاعتدال 4 : 298

‹ هامش ص 142 ›
( 1 ) تهذيب التهذيب 11 : 39 . ( 2 ) تهذيب التهذيب 11 : 40 - 41 . ( 3 ) تهذيب التهذيب 11 : 40 ‹ هامش ص 143 › ( 1 ) الضعفاء : 89

‹ هامش ص 144 ›
( 1 ) ميزان الاعتدال 3 : 74 . ( 2 ) ميزان الاعتدال 3 : 75 . ( 3 ) تهذيب التهذيب 7 : 214 .

‹ هامش ص 145 ›
( 1 ) الضعفاء : 89 . ( 2 ) ميزان الاعتدال 3 : 74 . ( 3 ) تهذيب التهذيب 7 : 213 . ( 4 ) إشارةإلى قوم الإمام أمير المؤمنين ( ع ) : يا دنيا يا دنيا إليك عني ، أبي تعرضت أم ألي تشوقت ، لا حان حنيك ، هيهات غري غيري ، لا حاجة لي فيك ، قد طلقتك ثلاثا لأربعة فيها . نهج البلاغة 4 : 16 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 

رد مع اقتباس
قديم 07-23-2010, 06:18 AM   #4
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مناقشة كلام ابن سعد وتضعيف الواقدي



‹ صفحة 146 ›

وأما ذكره ابن سعد بقوله: قال : محمد بن عمر وغيره ، لما خطب عمر بن الخطاب إلى علي ابنته أم كلثوم قال : يا أمير المؤمنين إنها صبية فقال : أنك والله ما بك ذلك ولكن قد علمنا ما بك ، فأمر علي بها فصنعت ثم أمر ببرد فطواه وقال : انطلقي بهذا إلى أمير المؤمنين فقولي : أرسلني أبي يقرئك السلام ويقول : إن رضيت البرد فامسكه وإن سخطته فرده فلما أتت عمر قال : بارك الله فيك وفي أبيك قد رضينا قال : فرجعت إلى أبيها فقالت : ما نشر البرد ولا نظر إلا إلي ، فزوجها إياه فولدت له غلاما يقال زيد ( 1 ) .

فمردود ساقط عن درجة الاعتماد لا يركن إليه أحد من أهل الخبرة والانتقادلأن محمد بن عمير صاحب هذه الحكاية الشنيعة هو الواقدي وهي شيخ ابن سعد هذا ، وابن سعد هذا كان تلميذه وكاتبه ولذا يقال له كاتب الواقدي . والواقدي هذا مقدوح بقوادح عديدة ، ومجروح بمطاعن شديدة ، فما ذكره مع كونه عاريا عن الأسناد ليس له حظ من الاعتماد حتى الماهرين النقاد ، وحيث أن قوادح الواقدي ومطاعنه متجاوزة عن حد الحصر نكتفي هاهنا بذكر نبذة منها ، ومن أراد التفصيل فعليه الرجوع إلى مجلد حديث الغدير من كتاب العبقات ( 2 ) .


وقال الخطيب البغدادي في تاريخه في ترجمة الواقدي : وكان الواقدي ( 3 ) مع ما ذكرناه من سعة علمه وكثرة حفظه لا يحفظ القرآن ، أنبأنا الحسين بن محمد بن جعفر الرافعي ، أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل ، قال حدثني محمد بن موسى البربري قال : قال المأمون للواقدي : أريد أن تصلي الجمعة غدا بالناس ، قال : فامتنع قال : لا بد من ذلك فقال : لا ولله يا أمير المؤمنين ، ما أحفظ سورة الجمعة قال : فأنا أحفظك ، قال فافعل ، فجعل المأمون يلقنه سورة الجمعة حتى يبلغ ‹ صفحة 147 › النصف منها ، فإذا حفظه ابتدأ في النصف الثاني ، فإذا حفظ النصف الثاني نسي الأول ، فأتعب المأمون ونعس ، فقال لعلي بن صالح : يا علي حفظه أنت ، قال علي : ففعلت ونام المأمون ، فجعلت أحفظه النصف الأول فيحفظه ، فإذا حفظته النصف الثاني نسي الأول ، وإذا حفظته النصف الأول نسي الثاني ، وإذا حفظته الثاني نسي الأول ، فاستيقظ المأمون فقال لي : ما فعلت ؟ فأخبرته فقال : هذا رجل يحفظ التأويل ولا يحفظ التنزيل ، اذهب فصلي بهمواقرأ أي سورة شئت ( 1 ) .

وقال الخطيب أيضا في تاريخه : أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله الهاشمي ، أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل بن المأمون ، حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري ، حدثني محمد بن المرزبان ، حدثنا أبو بكر القريشي حدثنا المفضل بن غسان عن أبيه قال : صليت خلف الواقدي صلاة الجمعة فقرأ : أن هذا لفي الصحف الأولى صحف عيسى وموسى ( 2 ) .

وقال الخطيب أيضا في تاريخ بغداد : أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر المؤدب ، أخبرنا عبد الرحمان بن عمر الخلال ، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب ، حدثنا جدي قال : سمعت إسحاق بن أبي إسرائيل قال : كنت عند ابن المبارك وعنده أبو بدر فذكروا فوت الصلاتين بعرفة ، فقال أبو بكر : يا أبا عبد الرحمان في هذا حديث عن ابن عباس والمسور بن مخرمة ، فقال : عن فقال : ابن واقد ، قال : فسكت ابن المبارك وطأطأ رأسه ، أو قال نصت ولم يقل شيئا . وقال جدي حدثني من سأل يحيى بن معين عن الواقدي ، وأبي البختري ، فقال : الواقدي أجودهما حديثا .

وقال جدي : حدثني عبد الرحمن محمد قال : قال لي علي بن المدني قال لي أحمد بن حنبل : أعطني ما كتب عن ابن أبي يحيى قال : قلت وما تصنع به ، قال : أنظر فيها أعتبرها قال : ففتحها ثم قال : أقرأها علي قال : قلت وما تصنع ‹ صفحة 148 › به ؟

قال : أنظر فيها قال : قلت له : أنا أحدث عن ابن أبي يحيى قال لي : وما عليك أنا أريد أن أعرفها وأعتبر بها ، قال : فقال لي بعد ذلك أحمد : رأيت عند الواقدي أحاديث قد رواها عن قوم من حديث ابن أبي يحيى قلبها عليهم ، وما كان عند علي شئ يحتج به في الواقدي غير هذا وقد كنت سألت عليا عن الواقدي فما كان عنده شئ أكثر من هذا .

أخبرني أبو القاسم الأزهري ، حدثنا عبد الله بن عثمان الصفار ، أخبرنا محمد بن عمران ابن موسى الصيرفي ، حدثنا عبد الله بن علي المديني قال : سمعت أبي يقول : محمد بن عمر الواقدي ليس بموضع للرواية ولا يروى عنه ، وضعفه .

حدثنا الأزهري ، حدثنا عبد الله بن عثمان بن يحيى ، حدثنا أبو علي الهروي ، قال : سمعت الحسن بن محمد المؤدب يقول : سمعت أبا الهيثم يقول : قال يحيى بن معين : أغرب الواقدي على رسول الله ( ص ) عشرين ألف حديث ( 1 ) .

أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا موسى بن إبراهيم بن النظر العطار ، حدثنا محمد بن عثمان ابن أبي شيبة قال : سمعت عليا يعني ابن المديني يقول : إبراهيم بن أبي يحيى كذاب ، فأخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار ، وأخبرنا محمد بن عمران بن موسى ، حدثنا عبد الله بن علي المديني قال : سمعت أبي يقول : كتب الواقدي عن ابن أبي يحيى كتبه ، قال : وسمعت أبي يقول : فسألني أحمد أن أحدثه عن إبراهيم بن أبي يحيى فلم أحدثه ، قال : وسمعت أبي يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : الواقدي يركب الأسانيد ، وسمعت يحيى بن معين يقول : الواقدي يحدث عن عاتكة ابنة عبد المطلب ، وعن حمزة بن عبد المطلب من مركب .

أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي قال : سمعت أبا ‹ صفحة 149 › العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول : سمعت العباس بن محمد الدوري يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : والواقدي ليس بشئ ، أخبرنا يوسف بن رباح البصري ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر ، أخبرنا أبو بشر الدولابي ، حدثنا معاوية بن صالح : أبو عبد الله الواقدي ، ضعيف ، قلت : ليحيى بن معين : لما لم تعلم عليه حيث كان الكتاب عندك قال : أستحي من ابنه وهو صديق لي ، قلت : فما ذا تقول فيه قال : كان يقلب أحاديث يونس فيصيرها عن معمر ليس بثقة ، قال أبو عبد الله وقال لي أحمد بن حنبل : هو كذاب ، قال عبيد الله عن يحيى في موضع آخر : محمد بن عمر بن واقدليس بشئ .

أخبرني أحمد بن أبي جعفر القطيعي أخبرنا علي بن عبد العزيز البرذعي ، حدثنا عبد الرحمن ابن أبي حاتم عن يونس بن عبد الأعلى قال : قال لي الشافعي :

كتب الواقدي كذب ، وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا أحمد بن أبي شريح قال : سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول : الواقدي وصل حديثين - يعني لا يوصلان - .

أخبرنا علي بن أبي علي البصري ، حدثنا أحمد بن عبد الله بن أحمد الدوري الوراق حدثنا محمد بن عبد الله المستعين ، حدثنا عبد الله بن علي بن المديني ، حدثني أبي قال : جعل إنسان يحدث ابن المبارك عن الواقدي ، فقال : صرنا إلى بحر الواقدي . حدثنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي ، حدثنا أبو عوانة يعقوب ابن إسحاق الأسفراييني ، حدثنا أبو بكر المروزي قال : سمعته - يعني أحمد بن حنبل - يسأل عن الواقدي ، فقيل له قال : ابن المبارك دعونا من بحر الواقدي ،فقال : شهدت وكيعا وقد سألوه عن حديث في مسح الخفين فقال : لو كنت عند الواقدي لحدثك ، هكذا قرأت على علي محمد بن علي المعدل عن يوسف بن إبراهيم الجراجني قال : أخبرنا نعيم بن عدي قال : سمعت ‹ صفحة 150 › إسحاق بن أبي عمران قال : سمعت بندار بن بشار يقول : ما رأيت أكذب شفتين من الواقدي .

أخبرنا علي بن محمد الدقاق قال : قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي سعيد قال : حدثني محمد بن عبد الله بن سليمان قال : سمعت ابن نمير - وذكر حديثا - فقلت له : يا أبا عبد الرحمن تملي هذا ؟

قال : هو عن الواقدي ولست أحب أن أحدث عنه ، فقلت : نحن نعرفه ، فقال : أكتبه على جهة المعرفة ثم أملاه علي . أخبرنا ابن الفضل القطان ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي قال : سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول : محمد بن عمر الواقدي قاضي بغداد متروك الحديث .

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدثنا أحمد بن طاهر ابن النجم الميانجي ، حدثنا سعيد بن عمر والبرذعي قال : وسأل أبو ذرعة - يعني الرازي - عن الواقدي ، فقال : ترك الناس حديثه . وأخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد - وكيل دعلج - حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي ، حدثنا أبي قال : محمد بن عمر الواقدي ، متروك الحديث

حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني لفظا بدمشق ، حدثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني ، حدثنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي ، حدثنا القاسم بن عيسى القصار ، حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، قال : جعلت كتبه ظهائر للكتب منذ حين ، أو قال : منذ زمان . أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي ، أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه ، حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري ، قال : سئل أبو داود سليمان بن الأشعث عن الواقدي ، فقال : لا أكتب حديثه ، ما أشك أنه كان ينقل الحديث ، ‹ صفحة 151 › ليس ينظر الواقدي في كتاب إلا يبين فيه أمره ، روى في فتح اليمن وخبر العنسي أحاديث عن الزهري ليست من حديث الزهري ، وكان أحمد ابن حنبل لا يذكر عنه كلمة ( 1 ) .

وقال الخطيب أيضا في تاريخ بغداد : حدثت عن دعلج بن أحمد قال سمعت : أبا محمد عبد الله بن علي الجارود يقول : سمعت إسحاق الكوسج يقول: قال أحمد بن حنبل : كان الواقدي محمد بن عمر يقلب الأحاديث ، كأنه يجعل ما لعمر عن ابن أخي الزهري ، وما لابن أخي الزهري لمعمر ، قال إسحاق بن راهويه : كان عندي ممن يضع . أخبرنا العتيقي أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدثنا محمد بن مخلد ، حدثنا أحمد بن ملاعب ، حدثنا محمد بن علي المديني قال : سمعت أبي يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : الواقدي يركب الأسانيد . أخبرني البرقاني حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك الأدمي ، عن علي بن أبي داود ، حدثنا زكريا الساجي قال : محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قاضي بغداد متهم ( 2 ) .

وقال الذهبي في ميزان الاعتدال : محمد بن عمر بن واقد الأسلمي ، مولاهم الواقدي المدني القاضي صاحب التصانيف ، وأحد أوعية العلم على ضعفه . قال ابن ماجة : حدثنا ابن أبي شيبة ، حدثنا شيخ لنا ، حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، فذكر حديثنا في اللباس يوم الجمعة وحسبك إن ابن ماجة لا يجسر أن يسميه وهو الواقدي قاضي بغداد . قال أحمد بن حنبل : هو كذاب ، يقلب الأحاديث ، يلقي حديث ابن أخي ‹ صفحة 152 › الزهري على معمر ونحو ذا . وقال ابن معين : ليس بثقة وقال مرة : لا يكتب حديثه .

وقال البخاري وأبو حاتم : متروك . وقال أبو حاتم أيضا والنسائي : يضع الحديث ، وقال الدارقطني : فيه ضعف ، وقال ابن عدي : أحاديثه غير محفوظة والبلاء منه . وقال ابن الجوزي وغيره : هو محمد بن أبي شملة ، ولسه ؟ ؟ ؟ بعضهم ، وأما البخاري فذكر ابن أبي شملة بعد الواقدي . وقال أبو غالب ابن بنت معاوية بن عمرو : سمعت ابن المديني يقول : الواقدي يضع الحديث . وقال أبو داود : بلغني أن علي بن المديني قال : كان الواقدي يروي ثلاثين ألف حديث غريب . وقال المغيرة بن محمد المهلبي : سمعت ابن المديني يقول : الهيثم بن عدي أوثق عندي من الواقدي ، لا أرضاه في الحديث ، ولا في الأنساب ، ولا في شئ .

وقال إسحاق بن الطباع : رأيت الواقدي في طريق مكة يسئ الصلاة . وقال الذهبي أيضا في الميزان : قال البخاري : سكتوا عنه ، ما عندي له حرف .

وقال ابن راهويه : هو عندي ممن يضع الحديث .
قلت : وقد سقت جملة من أخبار الواقدي وجوده وغير ذلك في تاريخي الكبير ، ومات وهو على القضاء سنة سبع ومائتين في ذي الحجة ، وأستقر الإجماع على وهن الواقدي ( 1 ) .

وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب ، في ترجمة الواقدي ما لفظه :

قال ‹ صفحة 153 › البخاري متروك الحديث ، تركه جماعة ، وقال ابن معين : ضعيف وقال مرة : ليس بشئ ، وقال مرة : كان يقلب حديث يونس بغيره عن معمر ليس بثقة ، وقال ابن المديني الهيثم بن عدي أوثق عندي من الواقدي ولا أرضاه في الحديث ، وقال أبو داود السجستاني : أخبرني من سمع علي بن المديني يقول :

روى الواقدي ثلاثين ألف حديث غريب ، وقال النسائي : ليس بثقة ( 1 ) .

وقال الذهبي في كتابه المغني : محمد بن عمر بن واقد الأسلمي مولاهم الواقدي ، صاحب التصانيف مجمع على تركه ، وقال ابن عدي : يروي أحاديث غير محفوظة والبلاء منه ، وقال النسائي : كان يضع الحديث ، وقال ابن ماجة : حدثنا ابن أبي شيبة حدثنا شيخ حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، فذكر حديثا في لباس الجمعة بمن لا يجبر ابن ماجة ( 2 ) .

وقال الذهبي أيضا في كتابه العبر : في ذكر الواقدي ، منفعة الجماعة ( 3 ) .

وقال الذهبي أيضا ، في كتابه الكاشف : في ترجمة الواقدي ما لفظه : قال البخاري وغيره : متروك ( 4 ) .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


‹ هامش ص 145 ›
( 1 ) الضعفاء : 89 . ( 2 ) ميزان الاعتدال 3 : 74 . ( 3 ) تهذيب التهذيب 7 : 213 . ( 4 ) إشارة إلى قوم الإمام أمير المؤمنين ( ع ) : يا دنيا يا دنيا إليك عني ، أبي تعرضت أم ألي تشوقت ، لا حان حنيك ، هيهات غري غيري ، لا حاجة لي فيك ، قد طلقتك ثلاثا لأربعة فيها . نهج البلاغة 4 : 16 .

‹ هامش ص 146 ›
( 1 ) الطبقات الكبرى 8 : 464 . ( 2 ) مجلدين طبع في الهند عام 1263 ه‍ ، وأعيد طبعها في طهران . ( 3 ) أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد المدني الواقدي المتوفى 207 / 209 . تاريخ بغداد 3 : 3 . ابن النديم 1 : 98 . معجم الأدباء 18 : 277 مرآة الجنان 2 : 36 . الشذرات 2 : 18 . البداية 10 : 261 وفيات الأعيان 4 : 7348

‹ هامش ص 147 ›
( 1 ) تاريخ بغداد 3 : 7 . ( 2 ) تاريخ بغداد 3 : 7

‹ هامش ص 148 ›
( 1 ) في الغديرة 5 : 29 ، محمد بن عمر الواقدي روى بما لا أصل له . . .. 3

‹ هامش ص 151 ›
( 1 ) تاريخ بغداد 3 : 12 / 15 . ( 2 ) تاريخ بغداد 3 : 16 ‹ هامش ص 152 › ( 1 ) ميزان الاعتدال 3 : 646 - 666 .

‹ هامش ص 153 ›
( 1 ) تهذيب التهذيب 9 : 366 . ( 2 ) المغني 2 : 619 . ( 3 ) العبر 1 : 353 . ( 4 ) الكاشف .

تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 

رد مع اقتباس
قديم 07-23-2010, 06:20 AM   #5
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مناقشات اخرى لابن سعد




مناقشات اخرى لابن سعد

أما نسبة هذه القصة الموضوعة إلى غير الواقدي كما قاله ابن سعد لا يطور به أحد فإنه نسبة إلى قائل مجهول لم يجترئ ابن سعد على تسميته ، فهو أما مثل الواقدي في كونه مقدوحا مجروحا أو أسوأ حالا منه غير قابل للذكر والتسمية .

أما ما أشتمل عليه هذه القصة المكذوبة فهو أظهر فسارا وأوضح بطلانا من أن يتكلم بنبذ عليه لأنها أولا اشتملت على اجتراء عظيم وأقدام مليم ، وهو تكذيب عمر ، عليا ( ع ) في اعتذاره وصغر سن أم كلثوم ( ع ) وعدم تصديقه ( ع ) مع ‹ صفحة 154 › إنه ( ع ) هو الصديق الأكبر بنص النبي ( ص ) ( 1 ) ، وعلى كونه ( ع ) مع الحق والحق معه ، ودوران الحق معه حيث ما دار ، وهذا مما يخرج عمر عن دائرة الإسلام ويولجه في ذرافة الكفرة اللئام .

ولقد حق في حق ابن سعد ومن تبعه في تصديق هذه الحكاية الفضيعة التي أورثت تخجيلا وتشهيرا قوله تعالى : فليضحكوا قليلا ، وليبكوا كثيرا ( 2 ) ،

ومن أعجب العجائب إن هذه الحكاية الموضوعة اشتملت على رد اعتذار علي ( ع ) بكلامه القبيح وأتى فيه في الأقسام الكاذبة واليمين الفاجرة المشتملة على لفظ الجلالة قائلا : إنك والله ما بك ذلك ، وهذه جرأة عظيمة ، وجسارة فخيمة ، وجريرة مزهمة ، وكبيرة موبقة ، وأشد من من ذلك إن عمر بعد تكذيبه لعلي ( ع ) بهذا القول الشنيع زاد جرأة على جرأة فقال : ولكن علمنا ما بك ، وهذا القول الشنيع عن قبول خطبة عمر ، والباعث على رده خائبا خاسرا كان غير ما أظهر علي ( ع ) ، وأن عمرا طلع على ما أضمره علي ( ع ) في نفسه ، وفي هذا القول أيضا تكذيب الإمام المعصوم ، أدعى علم الغيب المحجوب والاطلاع على ما في النفوس والقلوب ، وهو في هذا الخبر المكذوب من أكبر النقائص والعيوب .

ومما يورث العجب عن عمر يخبر عليا ( ع ) بما أخفاه هو في قلبه خوفا من عمر وعلمه عمر بصفاء ضميره وكشفه ، فليته بين الأمر المخفي في قلب علي عليه حتى يمكن لأوليائه وأعدائه يتميز الحق من الباطل ولا يبقى محل لتعارض الظنون من تعارك الأوهام .

ومن أعجب العجائب إن هذه القصة المكذوبة قد اشتملت على أمر فضيع بالغ من الفضاعة إلى أقصى الحدود وهو أمر علي ( ع ) بتزيين أم كلثوم ( ع ) وإرسالها مع بردها إلى عمر ، إلى آخر الحكاية الشنيعة التي حاكها الواقدي على هذا منوال النصب والعدوان ، فإن مضمونها مشحون بأنواع الأكاذيب المختلقات ، ‹ صفحة 155 ›

وأصناف الأباطيل والترهات .

وهذه القصة الشنعاء ، والفرية النكراء لو سمعها واحد من عوام الإسلام حتى أهل الحياكة وأمثالهم من الطغام لنفر عنها ومجها مسمعه ، ولو يقبلها لنفسه فضلا عن أمير المؤمنين ( ع ) ولو كلف رجل من سفلة الناس ورعاعهم أن يزوج ابنته على هذا الأسلوب المنكر الشنيع لأبى ولم يرضى بهذه الدنية .

ولعل واضع هذه القصة القبيحة أراد دفع العار وميط السنار عن إمامه أبي بكر فإنه قد أتى بابنته عائشة إلى النبي ( ص ) بعد وفاة خديجة ( ع ) ليتزوج بها النبي ( ص ) وجرى له مع النبي ( ص ) في هذا الباب ما يورث العجب العجاب ، وظهر من قلة حياء هذه التي بنته ما يخجل بذكره أولو الآداب . قال ولي الله الدهلوي ، في إزالة الخفاء : في مآثر أبي بكر ، إز نحمله أن است كه جون حضرت خديجة رضي الله عنها ، متوفى شد حضرت صديق حضرة عائشة رادر عقل آن حضرت ( ص ) آورد ودرآن باب أدبي كه بهتر ازآن صورت نه بندد رعايت نود ، حبيب مولى عروة قال : ماتت خديجة حزن عليها النبي ( ص ) فأتاه أبو بكر بعائشة فقال يا رسول الله ( ص ) هذه تذهب ببعض حزنك ، وأن في هذه خلفا من خديجة ثم ردها ، فكان رسول الله ( ص ) يختلف إلى أبي بكر ، الحديث أخرجه الحاكم .

وعن عائشة : قدمنا المدينة ، فذكرت القصة إلى أن قالت : قال أبو بكر ما يمنعك أن تبني بأهلك فقال رسول الله ( ص ) الصداق ، فأعطاه أبو بكر أثني عشر أوقية ونشا ، فبعث بها رسول الله ( ص ) إلينا وبنى لي رسول الله ( ص ) في بيتي هذا الذي أنا فيه ، أخرجه الحاكم ، وأبو عمر في الاستيعاب مثله ، إنتهى ما نقلناه عن إزالة الخفاء ( 1 ) .

وفيه من الشنائع والفضائع ما لا يخفي على أهل الجلف والجفاء . ‹ صفحة 156 ›



. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

‹ هامش ص 154 ›
( 1 ) الغدير 2 : 312 . الصواعق المحرقة : 74 . كفاية الطالب : 123 . فضائل الخمسة 2 : 87 - 9 . ( 2 ) سورة التوبة . ‹ هامش ص 155 › ( 1 ) إزالة الخفاء :

‹ هامش ص 156 ›
( 1 ) أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام البغدادي المتوفى 413 . شيخ الطائفة ورئيس رؤوساء الملة ، فخر الشيعة ومحيي الشريعة انتهت إليه الرئاسة واتفق الكل على علمه وفضله وفقهه وعدالته وثقته وجلالته . ( 2 ) من تصانيف الشيخ كما جاء في معالم العلماء : 101 . هدية العارفين 2 : 62 . تبويب الذريعة 1 : 260 .


‹ هامش ص 157 ›
( 1 ) المسائل السروية : 266 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 

رد مع اقتباس
قديم 07-23-2010, 06:21 AM   #6
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد قول ابن سعد حول انجاب ام كلثوم لغلام اسمه زيد من عمر



وأما ما ذكره وضع قصة تزوج عمر بأم كلثوم ( ع ) في آخر كلامه بقوله : فولدت له غلاما يقال له زيد ، فهو فرية بلا مرية ، وقد سبق من الأدلة الواضحة والبراهين اللائحة ما يدل على فساده وبطلانه وسيأتي في ما بعد إن شاء الله ، من الحقائق المبينة ، والمعارف الجلية ما يزيد في ظهور كساده وهوانه . رد كلام الزبير بن بكار الأسدي باب ، في بيان بطلان ما أورده الزبير بن بكار الأسدي المتوفى 256 سنة مائتين وست وخمسين ، في كتاب النسب ، من الأفك والزور على سيدتنا أم كلثوم ( ع )

وقد كفانا مؤنة ردة وأبطاله شيخنا الثقة الجليل وجه العصابة الإمامية ، وعين الفرقة الحقة الشيخ المفيد ( 1 ) طاب ثراه ، وجعل الجنة مثواه ، حيث قال في جواب بعض المسائل السردية ( 2 ) : أن الخبر الوارد بتزويج أمير المؤمنين علي ( ع ) ابنته من عمر ، غير ثابت وطريقه من الزبير بن بكار ، ولم يكن موثوقا به في النقل ، وكان متهمافيما يذكره من بغضه لأمير المؤمنين ( ع ) وغير مأمون فيما يدعيه على بني هاشم .


وإنما الحديث أثبت ذكره أبي محمد الحسن بن يحيى صاحب النسب ذكر في كتابه فظن كثير من الناس أنه حق لرواية رجل علوي له ، وإنما رواه عن الزبير بن بكار ونفسه مختلفا فتارة يروي أن أمير المؤمنين ( ع ) تولى العقد له على ابنته ، وتارة يروي عن العباس أنه تولى ذلك عنه ، وتارة يروي أنه لم يقع العقد إلا بعد وعيد وتهديد لبني هاشم ، وتارة يروي أنه كان عن اختيار وإيثار .

ثم بعض الرواة يذكر أن عمر أولدها ولد أسماه زيد ، وبعضهم يقول : أن لزيد بن عمر عقبا ، ومنهم من يقول : أنه وأمه قتلا ، ومنهم من يقول : أنه بقيت ‹ صفحة 157 › عنده ، ومنهم من يقول : أن عمر أمهر أم كلثوم أربعين إلف درهم ، ومنهم من يقول : أمهرها أربعة آلاف درهم ، ومنهم من يقول : كان مهرها خمسمائة درهم وبدون كثرة هذا الاختلاف يبطل هذا الحديث ولا يكون له تأثير على حال .

انتهى كلام الشيخ المفيد ، وهو بلا شك ولا ريب عند أهل التحقيق قول سديد ( 1 ) .





وها نحن نذكر بعض ما يؤيد كلام هذا الحبر الجليل خصه الله في غرفات الجنان بتحف الإكرام والتبجيل ، فنقول :

أن الزبير بن بكار قد قدح فيه الحافظ الكبير ، والناقد النحرير أبو الفضل أحمد بن علي بن عمرو بن أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن عنبر السليماني ( 2 ) وذكره في كتاب الضعفاء كما أعترف به ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب ، حيث قال في ترجمة الزبير بن بكار : وقال أحمد ابن علي السليماني في كتاب الضعفاء له كان منكر الحديث ، وهذا جرح مردود ولعله استنكر إكثاره عن الضعفاء مثل محمد بن الحسن بن زبالة ، وعمر بن أبي بكر المؤملي ، وعامر بن صالح الزبيري وغيرهم ، فإن في كتاب النسب عن هؤلاء أشياء كثيرة منكرة ، انتهى كلام العسقلاني ( 3 ) .

ولا يخفى على الناظر اللبيب الناقد الأديب ، إن كلام العسقلاني في حماية الزبير بن بكار ساقط عن درجة الاعتبار لوجهين :

1 - إن الحافظ السليماني أقدم عهدا وأجل قدرا من العسقلاني بمرات كثيرة ودرجات رفيعة ، فكيف جاز للعسقلاني أن يرد كلامه من غير دليل ، إن هذا إلا تسويل بين التضليل .

2 - إن العسقلاني قد أقر بسوء صنيع الزبير بين بكار واجترائه على الرواية عن الضعفاء بالإكثار والإصرار ، وهذا قدح بين قد تبين من كلام العسقلاني بأصرح ‹ صفحة 158 › الاعتراف والإقرار ولله الحمد حيث أجرى الحق على لسانه ، وأظهر الواقع ببيان . وها نحن نذكر بعض عبارات كتب القوم التي تكشف عن جلالة قدر الحافظ السليماني ليتبين لك أن قدح السليماني في الزبير بن بكار حقيق بالإذعان والقبول ، ولا يمكن أهل الأنصاف عنه بانحراف ولا عدول . قال السمعاني ( 1 ) في الأنساب : السليماني بضم السين وفتح اللام وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون ، هذه النسبة إلى سليمان وهو اسم لبعض أجداد المنتسب ، منهم أبوالفضل أحمد بن علي بن عمرو بن أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن عنبر السليماني الحافظ البيكندي من أهل بيكند ، وإنما قيل له السليماني انتسابا إلى جد أبي أمه أبي حامد أحمد بن سليمان البيكندي ، كانت له رحلة إلى الآفاق والكثرة والحفظ والإتقان ، ولم يكن له نظير في زمانه إسنادا وحفظا ورواية بالحديث وضبطا وأتقانا ، سمع محمد بن صابر بن كاتب ، وأبا نصر محمد بن حمدويه بن سهل المروزي ، وأبا الحسين علي بن إسحاق بن البحري المادراني البصري ، وأبا العباس محمد بن يعقوب الأصم ، وأبا محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني ، وجماعة كثيرة من هذه الطبقة .

صنف التصانيف الكثيرة الكبيرة والصغيرة ، وكان يصنف كل أسبوع شيئا ويحمله إلى جامع بخارا من بيكند ( 2 ) ويحدث به ، روى عنه أبو العباس جعفر بن المعين النسفي ، وأبنه أبو ذر محمد بن جعفر وغيرهما ، ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة - 311 - ومات في ذي القعدة سنة أربع وأربعمائة - 404 ( 3 ) .

وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ : السليماني الحافظ المحدث المعمر أبو الفضل ‹ صفحة 159 › أحمد بن علي بن عمرو البيكندي البخاري شيخ ما وراء النهر ولد سنة 411 سمع محمد بن حمدويه المروزي ، فكان آخر من روى في الدنيا عنه وعن غيره . وسمع من علي بن سجنونة ، وعلي بن إبراهيم بن معاوية ، وأبي العباس الأصم النيسابوريين ، ومحمود بن إسحاق الخزاعي ، وصالح بن زهير ، ومحمد بن صابر بن كاتب البخاريين ، وعلي بن إسحاق المادراي البصري ، وعبد الله بن جعفر بن فارس الأصبهاني والكبار ، وصنف وجمع وتقدم في الحديث ، ذكره ابن السمعاني في الأنساب . قال السليماني نسبة إلى جده لأمه أحمد بن سليمان البيكندي ، له التصانيف الكبار ، وكان يصنف في كل جمعة شيئا ثم يدخل من قرية بيكند إلى بخارا يحدث بما صنف ، روى عنه الحافظ جعفر بن محمد المستغفري ، وولده أبو ذر محمد بن جعفر ، وجماعة بتلك الديار ، إلى أن قال : وتوفي في ذي القعدة سنة أربع وأربعمائة - 404 - وله ثلاث وتسعون سنة وقفت له على تأليف في أسماء الرجال ، وعلقت منه ( 1 ) .

وقال الذهبي في كتابه المسمى - العبر - سنة 404 توفي أبو الفضل السليماني الحافظ وهو أحمد بن علي بن عمر البيكندي البخاري ، محدث تلك الديار طوف وسمع الكثير ، وحدث عن علي بن إسحاق الماداري ، والأصم وطبقتهما ، وجمع وصنف ، وتوفي في ذي القعدة وله ثلاث وتسعون سنة ، انتهى ( 2 ) .

ومن فوادح الزبير بن بكار من أتباع ظلمة بني العباس وقضاتهم ، وعداوتهم وشحناؤهم لبني هاشم أظهر من الشمس ، وأبين من الأمس ، وكون الزبير بن بكار مغمورا بأموالهم وصلاتهم وجوائزهم وعطاياهم أمر معروف مشهور لا ينكره منكر ، ذكر الحديث في تاريخ بغداد في ترجمة ، الزبير بن بكار بالمسند إلى حجظة قال : كنت بحضرة الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر فأستأذن عليه للزبير ‹ صفحة 160 › بن بكار حين قدم من الحجاز ، فلما دخل عليه أكرمه وعظمه وقال له : لئن باعدت بيننا الأنساب لقد قربت بيننا الآداب ، وأن أمير المؤمنين ذكرك فاختارك لتأديب ولده ، وأمر بعشرة آلاف درهم ، وعشرة تخوت من الثياب ، وعشرة أبغل تحمل عليها رحلك إلى حضرته بسر من رأى ، فشكره على ذلك وقبله ( 1 ) .

وقال ياقوت الحموي ( 2 ) في معجم الأدباء : في ترجمة الزبير بن بكار ، حدث موسى بن هارون قال : كنت بحضرة الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر ، فأستأذن عليه الزبير بين بكار فلما دخل عليه أكرمه وعظمه وقال له : إن باعدت بيننا الأنساب فقد قربت بيننا الآداب ، وأن أمير المؤمنين أمرني أن أدعوك وأقلدك القضاء ، فقال له الزبير بن بكار : أبعد ما بلغت هذه السن ورويت أن من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين أتولى القضاء ؟ فقال له : فتلحق بأمير المؤمنين بسر من رأى، فقال له : أفعل فأمر له بعشرة آلاف درهم ، ، وعشرة تخوت ثياب ، وظهر يحمله ويحمل ثقله إلى حضرة سر من رأى ، فلما أراد الانصراف قال له : إن رأيت يا أبا عبد الله أن تفيدنا شيئا نرويه عنك ونذكرك به ، إلى أن قال الحموي : ثم ولي الزبير بن بكار قضاء مكة ومات بها وهو قاض عليها ليلة الأحد لسبع بقين من ذي القعدة سنة 256 ( 3 ) .

وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان في ترجمة الزبير بن بكار ، قال جحظة : كنت بحضرة الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر ، فأستأذن الزبير بن بكار حين جاء من الحجاز ، فدخل فأكرمه وعظمه وقال له : إن باعدت بيننا الأنساب لقد قربت بيننا الآداب ، وإن أمير المؤمنين أختارك لتأديب ولده وأمر لك بعشرة آلاف درهم وعشرة تخوت ثياب ، وعشرة أبغل تحمل عليها رحلك إلى حضرة سر ‹ صفحة 161 › من رأى ، فشكر ذلك وقبله . إلى أن قال ابن خلكان : وتوفي بمكة وهو قاض عليها ليلة الأحد لسبع وقيل لتسع ليالي بقين من ذي القعدة سنة 256 ، انتهى ( 1 ) . ومما يدل على قلة ضبط الزبير بن بكار وكثرة خطبه أنه أضطرب في ضبط بعض الوقائع المهمة اضطرابا شديدا أسقط قوله عن درجة الالتفات والاعتبار ، وأعترف من أهل السنة بعض الأحبار الكبار ، قال الحافظ بن عبد البر القرطبي في كتابه المسمى بالاستيعاب ، وفي ترجمة فاطمة الزهراء ( ع ) وقد أضطرب مصعب والزبير في بنات النبي ( ص ) أيتهن أكبر وأصغر اضطرابا يوجب أن لا يلتفت إليها في ذلك ، والذي تسكن إليه النفس على ما تواترت به الأخبار ترتيب بنات رسول الله ( ص ) : أن زينب الأولى ، ثم الثانية رقية ، ثم الثالثة أم كلثوم ، ثم الرابعة فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنهن ( 2 ) .

وإذا دريت ذلك أيقنت بأن ما أتى به الزبير بكار في خبر تزويج سيدتنا أم كلثوم ( ع ) من كثير الاختلاف ، وشديد الاضطراب ، ليس ببعيد عن هذا المستهتر باللهو والكذاب .


.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
( 2 ) البيكندي البخاري المتوفى 404 ، محدث له أكثر من أربعمائة مصنف . طبقات الشافعية 3 : 17 . تذكرة الحفاظ 3 : 224 . اللباب 1 : 163 ، 557 . ( 3 ) تهذيب التهذيب 3 : 313 . ‹ هامش ص 158 ›
( 1 ) أبو سعد عبد الكريم بن الحافظ أبي بكر محمد بن أبي المظفر المنصور بن أبي بكر محمد بن عبد الجبار التميمي المروزي الشافعي المتوفى 562 . المنتظم 10 : 224 . تذكرة الحفاظ 4 : 107 . روضات 5 : 100 ، وفيات 3 : 209 . ( 2 ) معجم البلدان 1 : 533 .

‹ هامش ص 159 ›

( 1 ) تذكرة الحفاظ 3 : 1036 . ( 2 ) العبر 3 : 87 .

‹ هامش ص 160 › ( 1 ) تاريخ بغداد 8 : 469 . ( 2 ) ياقوت بن عبد الله الرومي البغدادي مات 622 . الغدير 1 : 119 . مرآة الجنان 4 : 59 . هدية العارفين 2 : 513 . مقدمة معجم الأدباء 1 : 18 . النجوم الزاهرة 8 : 187 . الشذرات 5 : 121 . المؤلفين 13 . 178 . ( 3 ) معجم الأدباء 11 : 162 .

‹ هامش ص 161 ›
( 1 ) وفيات الأعيان 2 : 311 . ( 2 ) الاستيعاب هامش الإصابة - 4 : 373 .


تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 

رد مع اقتباس
إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 03:08 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية