هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 12-04-2010, 06:35 AM
الشيخ حسن العبد الله
مشرف
الشيخ حسن العبد الله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 232
 تاريخ التسجيل : Nov 2010
 فترة الأقامة : 4876 يوم
 أخر زيارة : 03-18-2014 (09:42 PM)
 المشاركات : 352 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي السيد السيستاني في العلاقة مع المحيط




منقول
المرجع السيستاني في العلاقة مع الـمحيط
يعيش الإمام السيستاني (حفظه الله) كغيره من الفقهاء والإعلام في عصرنا الحديث حياة الكفاف والبساطة والتواضع في المأكل والملبس، وهي ظاهرة رافقت وترافق علمائنا في كل زمان ومكان، ولعلها (الظاهرة) هي المسؤولة عن المكانة الرفيعة للمرجع الفقيه في أوساط الناس، مثلما هي المسؤولة عن قيمته كقائد وموجه ومرشد.
لقد من الله سبحانه وتعالى على الطائفة الإمامية في العالم، إذ قيض لها مرجعاً عظيم التدبير، حديد النظر، جدي المعالجة، بصير الرؤية نافذ البصيرة، يتطلع إلى الأفق البعيد في منظور معاصرة، ويفيد من الماضي خبرة الناقد الواعي، ومن خلال هذين الملحظين، تجلت له الحقائق مرتبطة بالمناخ الواقعي الذي يزن الأمور، فكان دقيق الميزان فيما يقرر مصيباً فيما يرى، تسدده العناية الإلهية في معايشة عصره بمفارقاته ومضاعفاته المتلاحقة، دقيق الميزان في العدل، شديد الورع في المال، واضح الزهد في المعاش واللباس والأثاث والدار، لا يعدو طعامه الجشب، ولا يألف من الأبراد إلا البسيط، في داره عادي من الفراش، وزهيد من الأواني، لا دار له ولا عقار، وإنما هي الدار التي عاش فيها طالباً ومدرساً في الحوزة العلمية، لا تتجاوز مساحتها سبعين متراً مربعاً، وهي مستأجره لا يملكها، يدفع أجارتها الشهرية حتى اليوم بمبلغ متواضع.
والسيد السيستاني يمثل الذروة في تواضعه وترسله وواقعيته، والأمثلة على ذلك عديدة لا تحصى
* زاره أحد المراجع العظام، ومن شدة فرحه، بلقائه وتعظيماته له، صافحه مصافحةً حارة، حتى كاد أن يهوي على يده ليقبلها.
* وشيع أحد الأعاظم في الدين إلى ساحة الدار، فأهوى إلى الأرض، وقدم له نعليه، بل ودع أحد أصدقائه فقدم له حذاءه، قال له: ماذا تصنع سيدنا؟ أجاب: احترام المؤمن واجب وأريد إظهار منزلتك عند من لا يعرف قدرك.
* إذا زاره من له إثارة من علم، أو ملحظ، ولا يشغله في ديوانه كثرة الشؤون عن الاستفسار عن صحة كل قادم، والتركيز على ذوي الشرعية »لأن الله أخفى وليه بين العباد«.
والمورد لا يخصص الوارد كما يقول الأصوليون.
يعيش مكمداً وتراه باسماً، ويصبح محزوناً فلا يظهر ذلك عليه، تظنه في سعادة وهو في أقصى درجات الألم، وتحسبه في راحة وهو في بحبوحة الاضطراب، لا يشتكي طرفه عين أبداً، ولا يبدي جزعاً في أشد الأحداث نكاية،

* يعيش مكمداً وتراه باسماً، ويصبح محزوناً فلا يظهر ذلك عليه، تظنه في سعادة وهو في أقصى درجات الألم، وتحسبه في راحة وهو في بحبوحة الاضطراب، لا يشتكي طرفه عين أبداً، ولا يبدي جزعاً في أشد الأحداث نكاية، ولا يظهر تأففاً وهو في ضيق تام، أوكل أمره إلى الله متخذاً القرار وحده ـ في النوازل، لا تزعزعه عاديات الزمن، ولا تستولي عليه صروف الدهر، يتأسى بما أصاب الأئمة الطاهرين من العنت والعسر والإخراج وهذه خصيصة نادرة.
* إذا سئل عن حكم شرعي أجاب بطلاقة وبأسلوب مشوق، يفهم منه السامع، ويفيد المتلقي، تجنب في ذلك الإيغال ومال إلى الأسماح، أي أنه يبسط الإجابة بما يناسب مقتضى الحال، دون الدخول بتفصيلات مضنية قد لا يستوعبها السائل، ولا يهضمها المجموع العام.
* أقبل عليه أحدهم طالباً منه العفو عمن كان يسبه ويشتمه وقد توفي، فقال قد عفوت عنه، قلت له: لماذا يسبك الآن، هلا سبك قبل المرجعية؟ إنه يسبك باعتبارك مرجعاً، لا باعتبارك السيستاني، وهذا أمر يتعلق بالمنصب والمقام، قال نوكل ذلك إلى الله تعالى.
والسيد السيستاني في مميزاته وخصائصه يمثل أهل البيت، فقد جمع إلى جانب العلم الحلم، والى ميزة التواضع العزة، والى شعار الزهد التقوى، والى جانب الاسترسال الحذر والحيطة، والى تشخيص الذوات إعطاءهم منزلهم

قلت له: إن السيد محسن الحكيم قدس سره قد تعرض لهذا النوع من الشتم والسباب، فقد كلف أحدهم والدي ان يكلم السيد الحكيم ليعفو عنه وليغفر له ما قذفه به أوائل مرجعيته، وكلمه الوالد، فقال له: هناك جهتان في هذا الإغتياب أو الشتم، الأولى، السيد محسن الحكيم ذاته، وقد عفوت عنه، وأبرأت ذمته، الثانية: السيد محسن الحكيم باعتباره مرجعاً، فهو توهين بالمقام، واعتداء على المنصب، ولا أبرئ ذمته، على الإطلاق قال السيد السيستاني: معنى هذا أن السيد قد أوكل ذلك إلى الله، وأنا فعلت الشيء نفسه.
والسيد السيستاني في مميزاته وخصائصه يمثل أهل البيت، فقد جمع إلى جانب العلم الحلم، والى ميزة التواضع العزة، والى شعار الزهد التقوى، والى جانب الاسترسال الحذر والحيطة، والى تشخيص الذوات إعطاءهم منزلهم، والى الترحيب بالسواد الأعظم الاعتداد بالشباب والطليعة الواعية، والى الصدق في الحديث الصدق في التعامل، والى الجدية في العمل الطموح إلى المستقبل الرائد، والى حب الخير حب الناس حتى الأعداء الألداء، فهو يشفق عليهم أنى اختاروا هذا المسلك الوعر والطرق الشائكة.
وقد اختصرت لك القول في هذا الرجل دون إضافة أو تزيد، إنه رجل الساعة في أدق معاني هذه الكلمة وأوسعها، فهو الرجل المناسب في الموقع المناسب و»الله أعلم حيث يجعل رسالته« ولله في خلقه شؤون، ولولا البقية من الخلف الصالح لصبّ البلاء على الناس صباً، ولكن الله رؤوف بالعباد، يقيض لهم في الأزمات والكوارث من يكون عدة للإسلام، وسلامة للبلاد، وشاخصاً في الملمات، وهذا لطف الله وحده، وفضل الله عز وجل (وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم)([8]) (إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون)([9]).
ومنذ أن عرفت المرجعية الدينية طريقها للإمام السيستاني وتعرفت على فحوى توجهاته ومعارف ثقافته الأصولية والفلسفية والقرآنية وهو يواصل ذات المشوار في التواضع والبساطة وجشوبة العيش

وثمة ميزة أخرى، هي العيش الكفاف، حياة الزهد، كان السيستاني فقيراً مقتصداً، وأصبح مرجعاً وهو فقير مقتصد، يحيا حياة الفقراء والبؤساء.
ومنذ أن عرفت المرجعية الدينية طريقها للإمام السيستاني وتعرفت على فحوى توجهاته ومعارف ثقافته الأصولية والفلسفية والقرآنية وهو يواصل ذات المشوار في التواضع والبساطة وجشوبة العيش مع أن مرجعية الإمام من بين أثرى المرجعيات، فالـملايين مبسوطة بين يديه ومصادر تمويل وكلائه لا عد لها ولا حصر، ورغم ذلك لم يعرف عن الإمام إنفاق بغير محله وثراء على حساب الجياع والمحرومين والمستضعفين والبسطاء. لقد كان الإمام (حفظه الله) يوصي كل الذين يرتادون مكتب سماحته في النجف وهم بالآلاف من أبناء العراق والموالين لأهل البيت (ع) من أقطار الخليج والأمريكيتين وأفريقيا بضرورة إنفاق موارد الخمس على الذين يرونهم أهلاً لاستحقاق المبالغ الشرعية وكما يوصي دائماً بضرورة عدم جلب المال لمكتب سماحته ويتشدد في ذلك ويحدد بلغة واضحة موارد الإنفاق من دون الرجوع إليه.
كانت مرجعية السيستاني حدثاً عالمياً فاصلاً، فالسيستاني لم يطرح نفسه للمرجعية، والسيستاني بعيد عن الأنظار، ولكنها الإشاءة الربانية التي رشحت رجلاً لم يعمل للمرجعية، ولم يعمل له أحد فيها، جاءته عفوية تلقائية، واستقرت عنده في رحاب أغر ومقام أشم، حتى إنه قد لا يعجبه هذا التوجه اليه، وطالما أبان أنه في غنىً عن هذا المنصب، وكان الأفضل أن يظل في الحوزة فرداً اعتيادياً له مالها وعليه ما عليها، وكنت أجابهه أنه لابد من التصدي وإلا فالموازين في خطر، لئلا تختلط الحابل بالنابل، فتلغى حقائق الأشياء، وربما ضرب مثلاً للعزلة وعدم التصدي بأستاذه الشيخ حسين الحلي أعلى الله مقامه، فأجيبه أن الظروف تختلف تماماً إذ التكليف الشرعي يحتم العلم الشاخص.
ومهما يكن من أمر فقد اصبح السيد السيستاني هو المرجع الأعلى وجاءت مرجعيته سليمة من المؤثرات الخارجية والداخلية، وانتهت اليه رئاسة الإمامية ولم يلغ دور المراجع العظام، وإنما هم يد واحدة لاحتضان الأمة وتعظيم الدين، وهذا من الأسرار الإلهية التي لم تصادر التعددية في المرجعيات، ولكن المثل الأعلى قائد بذاته، مشخص بمميزاته.
إن شأن التعددية في المرجعية من خصائص الإمامية التي تغني الفكر الإسلامي بسلامة المنهج العلمي الذي يحارب القوقعة والجمود، ويهيئ المناخ الرصين لأعداد جملة المراجع القديسين الذين يهمهم نشر الفكر الإمامي في وجهات نظر مختلفة، تلتقي في الهدف الأسمى القاضي بتعميم مبدأ أئمة أهل البيت في الفقه والحديث ومعالم التشريع.
يقول الأستاذ اسكندر شاهر سعد في بحث له بعنوان »كلام في المرجعية الدينية«.
»إما إذا أردنا تشخيص المرجعية الدينية فإننا سنكون بحاجة إلى مساحة أوسع تفي بهذا الغرض، ولكني سأورد نموذجاً واحداً وليس وحيداً بغية تقريب الصورة، فمثلاً يقلد ملايين من المسلمين المتجمعين في بقاع مختلفة في العالم، والذين تصل أعدادهم إلى أكثر بكثير من سكان عدد من الدول، وهو مبثوثون هنا وهناك في العراق وإيران وبعض دول الخليج والهند وباكستان وغيرها.. يقلدون مرجعية دينية تتمثل في المرجع الديني آية الله علي السيستاني المقيم في النجف الأشرف في العراق، والذي يوصف في الأوساط المطلعة والمهتمة بأنه المرجعية العلمية المحضة التي تحظى بثقة العدد الأوفر من المسلمين في العالم، الأمر الذي يجعل من هذه المرجعية معادلاً قوياً من شأنه أن ينعكس إيجابياً على واقع الناس وشؤون حياتهم«([10]).
وقد كان الأمر كذلك، فهناك شبه إجماع علمي على أهلية هذه المرجعية إقليمياً وعالمياً، لأنها تمثل البعد الاستراتيجي لنيابة الطاهرين.
إن شأن التعددية في المرجعية من خصائص الإمامية التي تغني الفكر الإسلامي بسلامة المنهج العلمي الذي يحارب القوقعة والجمود، ويهيئ المناخ الرصين لأعداد جملة المراجع القديسين الذين يهمهم نشر الفكر الإمامي في وجهات نظر مختلفة

ولا أدل على ذلك من التوجه العلمي الصاعد في حياة هذه المرجعية من جهة، ومن السلوك الانساني الهادئ بإدارة الحياة العامة، ومن الاطمئنان النفسي الذي ينطبع على ملايين الناس لدى نظرهم في سيرته وخصائصه وامتيازاته.
لم تتغير حياة السيستاني في مرجعيته عن ذي قبل، فهي هي، بساطة في المظاهر، وتعفف في السمات ووحدة في الإيديولوجية.
البيت متواضع نفسه، والزهد في الاعتبارات ذاته، والتوجه نحو الناس في ازدياد هائل.
تقصده في كل يوم الآلاف للتبرك والإفادة والإفتاء يرحب بهذا ويدعو لذاك، ويجيب عن أسئلة الآخرين، ويقضي حوائج ذوي الضر، يعالج مرضاهم، ويساعد ضعيفهم، ويشفق على عائلهم.
والجديد الرائع في مرجعيته سياسته المالية الرشيدة، التي جعلت الموسرين جادين في استخراج حقوقهم الشرعية، وجعلت الفقراء في غنى وكفاف عن الاحتياج.
لقد عمد السيد السيستاني، فأجاز العراقيين كافة أن يعطوا حقوقهم للفقراء يداً بيد، وطالما أوصاهم أن يشعر الفقير بأن هذا المال هدية من الله ورسوله دون من ما أحد، ولا أذى من فرد، حقوق الله لعباد الله، ومال الله لخلق الله، وما فرضه الله من حق شرعي على الأغنياء في مالهم، يعود دون وساطة أحد إلى الفقراء والمرضى واليتامى وأبناء السبيل في ضوء ما فصله القرآن العظيم وحتى الذين في الخارج فلهم تسليم حقوقهم إلى العراقيين المحتاجين والمستحقين داخلاً وخارجاً، بل أجاز حتى اللبنانيين في إعطاء ذوي الفاقة منهم يداً بيد.
إن هذا التوجه خلق موجة من الأعجاب أنهت معاً الشكوك والتساؤلات وغاب العنت والتهجم، فالمرجع لا يحتاج المال، بل خول ذوي الحقوق بصرفه في مواضعه، وبذلك تغيرت النظرة الضيقة، وسقط التهافت، وخرست الألسن المضللة، والفقراء هؤلاء هم يتمتعون بما فرضه الله لهم دون منة أو فضل أو استعلاء، ومرجعهم فقير مثلهم لم يضع حجراً على حجر، ولا لبنة على لبنة، لباسه الزهد وشعاره التقوى.
والـمرضى لهم علاجهم ودواؤهم وأجرة أطبائهم، وحساب مستشفياتهم كل بنسبة ترفع الحرج ولا تبذر المال، وقد يتحمل السيد كل المصاريف.
وترميم البيوت، وإصلاح المنازل، وتوفير الضروريات تحظى بعناية خاصة بحيث لا تطغى على المناخ المالي، ولا تترك حبلاً على غارب، وإنما هي بين بين، وبالتالي هي أحسن وأوفق.
ومع أن الأصل في مصرف بيت المال عند السيد السيستاني هو سد حاجة الفقير والبائس والجائع، بيد أن المشاريع التي يفيد منها الفقير لم تترك هملاً بل هناك عناية خاصة بها في كل الأصعدة لا سيما ترميم المساجد وأماكن العبادة، ومراقد العلماء، واحتياجات المستشفيات وإصلاح الطرق، وإقامة المرافق الصحية، وإرفاد ذلك في ميزانية طائلة يشرف عليها الأمناء عادةً.
أما الحوزة العلمية في النجف الأشرف، فيتناول طالب العلم مرتبه الشهري بانتظام وفق جدولة تعنى بالمبتدئ والمشتغل والفاضل وطالب السطوح وطالب البحث الخارج ضمن امتحانات موسمية، ترشح الدرجات، وتميز بين طبقات المشتغلين وما يجري في النجف الأشرف يجري في بقية الحوزات العلمية في بقاع الأرض بتخويل لوكلائه الأمناء.
وبمناسبة ذكر الوكلاء هنا، يؤكد حقيقة أن المراجع قد ينصبون عنهم الوكلاء، وعادة ما يكون الاختيار ضمن موازين شرعية ووفق متطلبات النزاهة والأمانة، فإن أدى الوكيل ما عليه، كان قد أدى الأمانة، وإن قصر عوتب وصحح تقصيره، وإن خان عزل ووبخ ولا ضير على المرجع أن ينحرف وكيله عن الخط السوي فهو إنما يتعامل على الظاهر ولا سبيل إلى تفتيش القلوب، وإذا خان الأمانة وكلاء المراجع، فقد خانها من ذي قبل وكلاء الأئمة، واحتجنوا المال، وضيعوا الحقوق ولا ضير على الأئمة في ذلك، لأن الخائن يعزل.
نعم، هناك ما هو غير الأولى، وهناك من العمل ما لا يستحسن، وهناك من التصرفات ما ينتقد وهذا وارد قطعاً، ولكنه لا يقدح في ثقة الوكيل، وليس بالمقدور أن يعين المرجع ملائكة وقديسين لإدارة الأمور، والبشر يخطئ ويصيب، ولا عصمة إلا للأنبياء والأئمة الطاهرين.
إن ظاهرة اللغط والثرثرة والهذيان التي يطلقها من لا حريجة له في الدين، ولا تفكير لديه بالمصلحة العليا، لا تشكل منعطفاً تأريخياً جديداً، فرضى الناس غاية لا تدرك، والهذر عمل من لا عمل له، والوعي الرسالي الخالص لا يتمثل إلا في القلة النادرة، أولئك الذين يعرضون صفحاً عن الصغائر والجزئيات والتوافه، ويوجهون العناية لكل ما يبني الكيان ويؤيد التخطيط المرجعي.
إن من يريد ثلب الآخرين بما لم يعملوا، ويتهمهم بما لم يفعلوا، عليه أن يراقب الله في قوله وحديثه واتهامه أولاً، وعليه أن يقدم الأدلة المقنعة على ما يراه من مخالفة أو شذوذ أو استئثار أو فئوية، وإذا ثمّ ذلك قام المرجع بدوره في معالجة الحال وإصلاح الخلل وتقويم الأود، أما إطلاق التهم جزافاً وترويج أضاليل الانحراف، فلا يغني عن الحق شيئاً.
المرجع دائماً وأبداً يوصي وكلاءه بالتقوى ومراقبة النفس، ويؤكد على مراعاة الزهد وحياة البساطة، ولكنه لا يعارض ما يتطلبه المنحى الأخلاقي والاجتماعي من البذل في المواقع التي يرى فيها الوكيل عنواناً ثانوياً يرفع شأن الدين، ويعلي كلمة الإسلام، ولا سيما أن سهم المؤلفة قلوبهم مازال قائماً، وما برح القرآن به ناطقاً.
إن الأصوات النشاز التي ترتفع هنا وهناك لثلب المراجع العظام عن طريق وكلائهم وثقاتهم، ما هي إلا تخطيط قصد إليه للتشكيك في النظام المرجعي القائم منذ عهد النواب الأربعة رضوان الله عليه إلى هذا اليوم الذي تتابعت فيه المحن وتلاحقت به الفتن، ولو نظرنا إلى مصدر الإشاعات الباهتة لرأيناها تظلع في ركب التضليل العالمي ضد مرجعية أهل البيت عليهم السلام، وليس في ذلك أي استثمار رسالي أو إنساني للمجموعة المؤمنة، وإنما هو الدمار والبوار الذي تسخر له غوغائية الأغمار والنكرات.
ولي أن أسأل: من المستفيد بهذا اللغط الفوضوي؟ وهل إشاعة الفاحشة والسوء في الذين آمنوا من الإسلام في شيء؟ ولماذا هذا التوقيت في مثل هذه الظروف الحرجة التي يكاد يبتلعنا فيها الاستعمار الجديد؟
إن من يريد ثلب الآخرين بما لم يعملوا، ويتهمهم بما لم يفعلوا، عليه أن يراقب الله في قوله وحديثه واتهامه

إن هذه المرجعية ـ مرجعية نادرة ـ كأي مرجعية دينية إسلامية في التاريخ الحديث وهو في هذا يحاول العمل على إنجاز الصيغة الأنقى والأطهر والأفضل والأليق للقيادة الدينية ـ الروحية والسياسية القادرة على العيش في أوساط الجمهور ولديها الكفاءة في إنجاز الواجبات والمسؤوليات الشرعية الملقاة على عاقتها.
الإمام السيستاني يعرف جيداً حاجة الأمة في العراق خصوصاً لمرجع يقودها إلى السبيل الإسلامي الأقوم ويقوض ما استطاع من معالم التشويه وسياسات المصالح البراغماتية التي قتلت في الأمة روح المبادرة والحرص على العقيدة والإسلام والمذهب. ويعرف تماماً أن إنجاز هذه المهمة سيكون له انعكاسات حقيقية في وعي الأمة وفي قدرتها الذاتية لمنع حالات اختراق عقيدتها وشريعتها الإسلامية السمحاء وفي محاولة النهوض بالكفاءات الإسلامية الموجودة في البلاد الإسلامية والأخرى المقيمة في الغرب.
من هنا وبعد سقوط النظام السابق وتقويض ركائز حكمه القائمة على القمع والجبروت والعنجهية أمكن لمرجعية الإمام العمل بقوة في أوساط الشعب العراقي والانتشار في كل المدن والمحافظات التي تشعر مرجعية الإمام أنها بحاجة لمرجعيته وقيادته بل بحاجة لمن يمسك بيدها من أجل إنقاذها من واقعها المريض وتقويم أودها واستعادة هويتها العقائدية الإسلامية. إضافة إلى ذلك كان ومازال للإمام السيستاني مواقفه إزاء تطلعات الشعب العراقي في الحرية والاستقلال.




رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 09:40 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية