هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 11-26-2010, 11:31 AM
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5057 يوم
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي محاضرات عامة منقولة عن المحرم



المجلس الاول

السلام على من غسله دمه والتراب كافوره ونسج الريح أكفانه

والقنا الخطي نعشه وفي قلوب من والاه قبره

إنا لله وإنا إليه راجعون


مانتظار الدمع هلّا يستهلّا
أوما تنظر عاشوراء هلّا

هلّ عاشور فقم جدد به
مأتم الحزن ودعّ شرباً وأكْلا

كيف ماتلبس ثوب الحزن في
مأتمٍ أحزن أملاكاً ورسلا

كيف لاتحزن في شهر به
أصبحت فاطمة الزهراء ثكلى

كيف لاتحزن في شهر به
أصبحت آل رسول الله قتلى

كيف لاتحزن في شهر به
ألبس الاسلام ذلاً ليس يبلى

كيف لاتحزن في شهر به
رأس خير الخلق في رمح معلى


وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ

بسم الله الرحمن الرحيم

( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ )

عن بكر الازدي , عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال : تجلسون وتتحدثون ؟

قلت : نعم جعلت فداك

قال : اني أحب تلك المجالس أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا

وقال الامام الرضا ( عليه السلام ) : من جلس مجلسا يحيي فيه أمرنا لم يمت

قلبه يوم تموت القلوب


وروي أنه لما أخبر النبي (ص) ابنته فاطمة ( ع ) بمقتل ولدها الحسين ( ع )

ومايجري عليه من المحن بكت فاطمة بكاءً شديداً , وقالت : ياأبت متى يكون ذلك

؟ قال : في زمان خال مني ومنك , ومن علي , فاشتد بكاؤها وقالت : ياأبت فمن

يبكي عليه ؟ ومن يلتزم بإقامة العزاء له ؟

فقال النبي ( ص) : يافاطمة إن نساء أمتي يبكون على نساء أهل بيتي ,

ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي , ويجددون العزاء جيلاً بعد جيل , في كل

سنة فإذا كان يوم القيامة تشفعين أنتِ للنساء وأنا أشفع للرجال وكل من بكى

منهم على مصاب الحسين أخذناه وأدخلناه الجنه


لنا عودة ان شاء الله .. وسلام على ال يس


اللهم صل على محمد وآل محمد


شبهة :


ربما يتسائل البعض او يستشكل علينا المخالف

هل إقامة المأتم على الحسين ( سلام الله عليه ) بدعة ؟


نقول : إن البدعة هي ماليست داخلة في الادلة الخاصة أو العامة أو ورد نهي عنها

ولابد لنا أن نعرف عناصر المأتم الحسيني لنقف بعد ذلك على أحكام كل فقرة

منه , ومن ثم نعرف حكمه في نظر الاسلام .

إن المأتم الحسيني يتركب من : مراثي , سيرة تأريخية , بحوث عقائدية أو تربوية

أو اجتماعية , وذكر مصاب آل الرسول ( صلوات الله عليهم ) مع البكاء عليهم


أولاً : المراثي :

يقول السيد شرف الدين ( ره ) :

" لاريب في جواز رثاء موتى المؤمنين لأصالة الاباحة وعدم الدليل على خلافها ؟

أي أن الامر لم يرد فيه نهي فأصله الاباحة . وقال : " لما توفي رسول الله (ص)

تنافس فضلاء الصحابة في رثاءه فرثته بضعته الزهراء

( سلام الله عليها ) بأبيات تهيج الاحزان منها هذين البيتين :

ماذا على من شم تربة أحمد
أن لايشم مدى الزمان غواليا

صبت علي مصائبا لو أنها
صبت على الايام صرن لياليا

وكذلك رثاه كل من عمته صفية وابن عمه أبي سفيان ابن الحارث بن عبد

المطلب ... وغيرهم كحسان ابن ثابت


ثانياً : ذكر سيرة الصالحين :

يقول السيد شرف الدين :

" لاريب في رجحان تلاوة الاحاديث المشتملة على مناقب الموتى من المؤمنين

ومصائبهم اذا تكون كذكرى لحياتهم تنتفع الامة بها على قدر مكانتهم في محامد

الصفات ومكارم الاخلاق ومحاسن الافعال , وإن أمة تهتم بتأريخ عظمائها الممتازين

في دينهم ودنياهم لتعد حافظة مجدها ناصحة لمن بعدها "


ويقول الشيخ السبحاني :

" مما لاشك فيه أن القرآن الحكيم ذكر جمعاً من الأنبياء والأولياء بكلمات المدح

والثناء والتجليل والاحترام , فمثلاً يقول بالنسبة الى النبي زكريا ويحيي

وغيرهما : " إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا

خَاشِعِينَ " فإذا أقيم حفل تكريمي لهؤلاء الأنبياء ووقف خطيب يتحدث عنهم بمثل

ماجاء في القرآن الكريم من كلمات المدح والثناء لهم وذكرهم بالتجليل والاحترام

فهل ارتكب خطيئة بذلك سوى أنه اقتدى بالقرآن الكريم "



ثالثاً : البحوث والمحاضرات :

لايمكن لأحد أن يصف بالدعة طرح هذه المطالب التي تبني العقيدة تهذب السلوك

وتعالج قضايا المجتمع , وإلا فلماذا هذه المنابر المنتشرة في المساجد , ولماذا

هذه الجامعات , ولماذا هذه الإذاعات


رابعاً : ذكر المصائب والبكاء عليها :

نلاحظ أن الرسول الاعظم ( ص ) ذكر مصائب أهل البيت ( ع ) وبكى عليهم ومن

ذلك : " عن أم سلمة قالت كان الحسن والحسين ( ع ) يلعبان بين يدي النبي

( ص ) في بيتي فنزل جبرئيل ( ع ) فقال : يامحمد إن امتك تقتل ابنك هذا من

بعدك , فأومأ بيده الى الحسين , فبكى رسول الله ( ص ) وضمه الى صدره , ثم

قال : وديعة عندك هذه التربة , فشمها رسول الله وقال : ريح كرب وبلاء , قالت :

وقال رسول الله ياأم سلمة اذا تحولت هذه التربة دماً فاعلمي ان ابني قد قتل
pm
اللهم صل على محمد وآل محمد



يالها من بشرى لمن يعظم شعائر الله تعالى ويقيم العزاء ويبكي أو يتباكى على

الامام المظلوم الذي بكته الملائكة والطيور والجن والوحوش والسماء والارض

والانبياء والائمة ( عليهم السلام )

فعن أبي عمارة المنشد , عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال : قال

لي : ياأبا عمارة أنشدني في الحسين بن علي , قال : فأنشدته فبكى ثم

أنشدته فبكى قال : فوالله مازلت أنشده ويبكي حتى سمعت البكاء من الدار

وكذلك نصب الامام الرضا ( عليه السلام ) مجلساً لمصاب الحسين وكان يضع

الستار للعلويات ودعبل الخزاعي ينشد فيغشى على الامام ( عليه السلام )

قيل انه كلما أغشي عليه سكت دعبل حتى يفيق الى ان يصل في قصيدته

أفاطـمُ لـو خـلـت الـحسين مجدلاً
وقـد مـات عطشـانـاً بشـط فرات

إذ للـطـمـتـي الـخـد فاطم عـنـده
واجريتـي دمـع العيـن في الوجنات

صاح الامام واجداه واحسيناه حتى سُمع من خلف الستار صوتاً ينادي واامصيبتاه


يحق ننصب على هلّ المجد مآتم

ولولاك الفرض يحسين مآتم

بويا وحق قلبك اللي منه ثلث مآتم

فرض كل يوم ننصب لك عزيه

اللهُ ايُّ دمٍ فـي كربـلا سُفِـكـا
لم يجر في الارض حتى اوقف الفلكا

اللهم صل على محمد وآل محمد

ونحن في رحاب محمد وآل محمد سلوا الله قضاء الحوائج

الفاتحة .. ونسألكم الدعاء




رد مع اقتباس
قديم 11-26-2010, 11:36 AM   #2
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي المجلس الثاني



السلام على من غسله دمه والتراب كافوره ونسج الريح أكفانه

والقنا الخطي نعشه وفي قلوب من والاه قبره

إنا لله وإنا إليه راجعون


إمام الهدى سبط النبوّة والدُ
الأئمّـة ربّ النهي مولىً له الأمر

إمامٌ أبـوه المرتضى علم الهدى
وصيّ رسول الله والصنو والصهر

إمامٌ بكته الإنس و الجنّ و السما
و وحش الفلا والطير والبرّ والبحر

لـه القبّة البيضاء بالطفّ لم تزل
تطوف بها طوعا ً ملائكةٌ غُرّ

وفيـه رسول الله قال وقولـه
صحيح صريح ليس في ذلكم نكر

حُبي بثلاث ما أحاط بمثلهـا
وليّ فمن زيد هناك و من عمرو

لـه تربـة فيهـا الشفاء و قبّة
يجاب بهـا الداعي إذا مسّه الضرّ

وذريّـة دريّـة منـه تسعـة
أئمّـة حقّ لا ثمان و لا عشر

أيقتل ظمآنـا ً حسين بكربـلا
و في كلّ عضو من أنامله بحر

و والده الساقي على الحوض في غد
و فاطمةٌ ماء الفرات لهـا مهر

فوالهف نفسي للحسين و ما جنى
عليه غداة الطفّ في حربه الشمر


وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ )


جاء في الرواية الشريفة عن الامام الصادق ( سلام الله عليه ) إنه قال : " البكاؤون

خمسة : آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد وعلي ابن الحسين السجاد

( عليهم السلام ) إما آدم فقد بكى على خطيئته حتى صار في خديه أمثال

الاودية وأما يعقوب فبكى على ابنه يوسف حتى ذهب بصره وقيل ان حزنه بلغ

حزن سبعين ثكلى بأولادها وأما يوسف فبكى على ابيه يعقوب حتى تأذى به

أهل السجن فقالوا له : أما ان تبكي في الليل وتسكت في النهار او تسكت الليل

وتبكي في النهار وأما فاطمة فبكت على رسول الله حتى تأذى بها أهل المدينة

فقالوا لها : آذيتنا بكثرة بكاءك فكانت تخرج الى مقابر الشهداء فتبكي حتى تقضي

حاجتها من البكاء فتنصرف , وأما علي بن الحسين فبكى على ابيه الحسين

قرابة عشرين سنة وماوضع بين يديه طعام الا ومزجه بدموعه حتى قال له مولى

له : جعلت فداك يابن رسول الله اني اخاف عليك ان تكون من الهالكين فقال له

الامام : ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) اني

ماأذكر مصرع بني فاطمة إلا وخنقتني العبرة

وفي رواية اخرى يسأله احد اصحابه : اما لحزنك ان ينقضي ؟ فقال له : " ويحك إن

يعقوب النبي كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله واحداً منهم , فابيضت عيناه من كثرة

بكائه عليه , واحدودب ظهره من الغم , وكان ابنه حياً في الدنيا , وانا نظرت الى

ابي واخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي

حزني ؟ "


اذاً فلا ريب في جواز البكاء على موتى المؤمنين بدليل فعل النبي ( ص ) حيث

وردت روايات عديدة تؤكد مشروعيته , فإذا كان البكاء على الميت أياً كان من

المؤمنين جائز فكيف لا يكون البكاء جائزا على الامام الحسين وهو سبط رسول

الله وسيد شباب أهل الجنة , وكيف لايكون جائزاً والامام الحسين من أعظم

المصلحين في أمة جده , وكيف لايكون وقد بكاه النبي يوم اخبره جبرائيل عن

مقتله في كربلاء


قد يقول قائل : فلماذا الاصرار وهذه الاستمرارية في البكاء على الحسين

( سلام الله عليه ) ؟!


الجواب :

مالمانع من الاستمرارية ؟ فإن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بكى مراراً على

الحسين ( سلام الله عليه ) قبل شهادته , فبكى في بيت عائشة , وبكى في

بيت ام سلمة , وبكى مع ام الفضل , وبكى في بيت السيدة زينب بنت جحش

ام المؤمنين , وبكى في حشد من الصحابة , وكذلك بكى في داره وقد تكرر ذلك

منه


نعم , ان آدم بكى على الجنة , ولعله كان تظلماً من عدوه الشيطان الذي ظلمه

بوسوسته حيث حلف له بالله كذباً : بأن الاكل من الشجرة المنهية توجب له

الخلود , وذلك ليخرجه من الجنة , فأكل منها فأخرج , فبكى ليجند ابناءه الى

جانبه ضد الشيطان ولايقعوا من بعده في فخاخه , وليتم الحجة بذلك عليهم لو

انحازوا اليه وسقطوا في شراعه

وأما يوسف ويعقوب فبكى كل منهما على فراق الآخر , ولعله تظلماً من فعل أخوة

يوسف وحسدهم له , والكذب عليه والكيد له فبكيا كي يندم اخوة يوسف من

ظلمهم , ويقلعوا من عدوانهم , وكي يعرفوا الناس قبح الظلم والحسد والكيد

والكذب فيجتنبوها ويبتعدوا عن اهلها الظالمين

وأما فاطمة الزهراء ( سلام الله عليها ) فقد بكت على ابيها رسول الله

( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد ارتحاله مدة حياتها القصيرة حتى جائوا الى

أمير المؤمنين يشكون له بكائها فبنى لها بيت الاحزان بعدما قطعوا تلك الاراكة

الذي تستظل بظلها للبكاء

وأما الامام زين العابدين ( سلام الله عليه ) فقد بكى على ابيه الحسين

( سلام الله عليه ) بعد واقعة كربلاء مدة عمره , وكان من اهداف بكائه

( سلام الله عليه ) التظلم من يزيد وبني أمية , الذين لم يراعوا حرمة رسول الله

في ذريته وأولاده بإنتهاكهم كل القيم والمثل الانسانية بقتلهم الحسين


ثواب البكاء على الحسين ( ع ) :

قال الامام الصادق ( سلام الله عليه ) : " من ذكر الحسين عنده فخرج من عينه

من الدموع مقدار جناح ذباب , كان ثوابه على الله عز وجل , ولم يرضَ له بدون

الجنة

وقال الامام الباقر ( سلام الله عليه ) : " أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين

دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها غرفاً في الجنة يسكنها أحقابا

ومن حديث للامام الصادق ( سلام الله عليه ) : " مامن عبد يحشر الا وعيناه

باكية , إلا الباكي على جدي الحسين , فإنه يحشر وعينه قريرة , والبشارة تلقاه ,

والسرور بيّن على وجهه , والخلق في الفزع وهم آمنون , والخلق يعرضون وهم

حدّاث الحسين تحت العرش , وفي ظل العرش , لايخافون سوء الحساب


قصة تنقل :

يقال ان السيد حيدر الحلي ( ره ) كان ذاهباً الى حرم الامام الحسين

( سلام الله عليه ) فرآه رجل ذو هيبة ووقار وقال له : ياسيد حيدر اقرأ لي قصيدتك

العينية فقال السيد حيدر في نفسه كيف عرف ان لي قصيدة عينية وانا لم اطلع

عليها احد , قال الرجل : ياسيد حيدر اقرأ لي قصيدتك العينية ولاتؤذيني .. فقرر

السيد حيدر قرائتها قائلاً

مـــات التصبّر بانتظا***رك أيها المحيي الشريعة

فانهض فما أبقى التحمّلُ***غيرَ أحشأٍ جَــــزوعه

الى ان يصل الى :

ماذا يُهيجك إن صبرت***لوقعة الطفّ الفضيعه

أترى تجي‌ء فجيعةٌ***بأمضَّ من تـــلك الفجيعه

حيثُ الحسينُ على الثرى***خيلُ العِدى طحنت ضُلوعه

قتلته آل أُميّةٍ***ظامٍ إلى جنب الشريــــــعه

فجعل يبكي ذلك الرجل ويصرخ واجداه واحسيناه كفاك سيد حيدر فلقد قطعت انياط
قلبي

وعندما وصل السيد حيدر الى هذين البيتين :

ورضيعُه بدم الوريد***مخضَّبٌ فاطلب رضيعه

وقع ذلك الرجل من ناقته وهو يقلب كفيه في التراب ويصيح والله ان الامر ليس

بيدي ياسيد حيدر قل للشيعة ان تدعوا لي سيد حيدر مصيبة جدي الحسين

أقرحتني سيد حيدر اني لأبكي جدي الحسين ليلاً ونهارا سيد حيدر ان عمتي

زينب سلبت خمارها فمن مثلها ؟!

يقول السيد حيدر : حتى غاب عن بصري فعلمت انه مولاي صاحب الزمان

( عجل الله فرجه الشريف )


تبكيك عيني لالأجل مثوبة *** لكنما عيني لأجلك باكية


اللهم صل على محمد وآل محمد

ونحن في رحاب محمد وآل محمد سلوا الله قضاء الحوائج

الفاتحة .. ونسألكم الدعاء


 

رد مع اقتباس
قديم 11-26-2010, 11:40 AM   #3
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي المجلس الثالث



السلام على من غسله دمه والتراب كافوره ونسج الريح أكفانه

والقنا الخطي نعشه وفي قلوب من والاه قبره

إنا لله وإنا إليه راجعون

أحرم الحجـاج عـن لذاتهـم بعـض الشهـور
وانـا المحـرم عـن لذاتـه كــل الـدهـور
كيف لا احـرم دأبـاً ناحـراً هـدي السـرور
وانا في مشعـر الحـزن علـى رزء الحسيـن


حق للشـارب مـن زمـزم حـب المصطفـى
ان يـرى حــق بنـيـه حـرمـاً معتكـفـا
ويواسيهـم والا حـاد عـن بــاب الصـفـا
وهو مـن اكبـر حـوبٍ عنـد رب الحرميـن

فمـن الواجـب عينـاً لبـس سربـال الاسـى
واتخـاذ النـوح ورداً كـل صـبـح ومـسـا
واشتعـال القلـب احزانـاً تـذيـب الانفـسـا
وقليـل تتلـف الارواح فـي رزء الحسـيـن

لست انساه طريـداً عـن جـوار المصطفـى
لائـذاً بالقـبـة الـنـوراء يشـكـوا اسـفـا
قائلاً ياجد رسـم الصبـر مـن قلبـي عفـى
ببـلاء انقـض الظهـر وأوهـى المنكبـيـن

صبـت الدنيـا علينـا حاصبـاً مـن شرهـا
لـم نـذق فيهـا هنيئـاً بلغـةً مـن بُـرهـا
هـا أنـا مطـرود رجـس هائـم فـي بَرهـا
تاركـاً بالرغـم منـي دار سكنـى الوالـديـن


وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ

بسم الله الرحمن الرحيم

وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا


قال الامام الصادق ( سلام الله عليه ) انه قال :

" من أحب الاعمال الى الله عز وجل زيارة قبر الحسين ( سلام الله عليه ) , وأفضل

الاعمال عند الله عزوجل إدخال السرور على المؤمن , وأقرب مايكون العبد الى الله وهو

ساجد باك "


بل اعتبرها امامنا الرضا ( سلام الله عليه ) بمثابة زيارة الله على عرشه .

فقال ( سلام الله عليه ) : " من زار قبر الحسين بشط فرات , كان كمن زار الله فوق

عرشه

تعتبر زيارة الامام الحسين ( سلام الله عليه ) من أحب الاعمال الى الله عز وجل لما فيها

من خيرات حسان وولاء لاهل البيت ( سلام الله عليهم ) والتبرىء من اعدائهم

( لعنة الله عليهم ) .


فعن الامام الباقر ( سلام الله عليه ) من الثواب والفضل مالاخطر على قلب بشر . فقال

( سلام الله عليه ) : " لو يعلم الناس مافي زيارة الحسين من الفضل لماتوا شوقاً

وتقطعت أنفسهم عليه حسرات , قلت ومافيه ؟

قال ( سلام الله عليه ) : من اتاه تشوقا كتب الله له ألف حجة مقبولة , وألف عمرة

مبرورة , وأجر ألف شهيد من شهداء بدر , وأجر ألف صائم , وثواب ألف صدقة مقبولة ,

وثواب ألف نسمة أريد بها وجه الله تعالى , ولم يزل محفوظاً سنته من كل آفة أهونها

الشيطان , ووكل به ملك كريم يحفظه من بين يديه , ومن خلفه , وعن يمينه , وعن

شماله , ومن فوق رأسه , ومن تحت قدمه . فان مات في سنته حضرته ملائكة

الرحمة , يحضرون غسله وأكفانه , والاستغفار له , ويشيعونه لقبره , ويفسح له في

قبره مدّ بصره , ويؤمنه الله من ضغطة القبر , ومنكر ونكير ان يروعانه , ويفتح له باب

الجنة , ويعطى كتابه بيمينه , ويعطى يوم القيامة نوراً يضيء لنوره مابين المشرق

والمغرب وينادي مناد : هذا من زار قبر الحسين ابن علي شوقاً اليه , فلا يبقى احد في

القيامة الا تمنى يومئذٍ انه كان من زوار الحسين بن علي ( سلام الله عليهما )

نلاحظ في هذه الرواية الشريفة تأكيد الامام ( سلام الله عليه ) على كون الزائر مشتاقاً

الى الامام الحسين ( سلام الله عليه ) حيث قال في مطلع الرواية " من اتاه تشوقاً "

وقال في ذيلها : " هذا من زار قبر الحسين شوقاً اليه "

ولعل معنى ذلك : ان مجرد زيارة الامام الحسين لاتوجب هذه الاعمال التي ذكرت في

الرواية ( وان كان لها ثواب واثر ) بل لابد من ان يكون المقصود صلة الامام الحسين ,

وصلة جده المصطفى ( صلى الله عليه وآله )

وان يكون الزائر عارفاً بحقه , ومريداً لوجه الله , ويستفاد ذلك من مجموع روايات , اذ اكثر

الروايات التي تذكر فضل وثواب زيارة الامام الحسين , لاتخلوا عن التعبير

بـ : " من زار الحسين عارفاً بحقه " , او نحو ذلك :

فعن ابي عبد الله الصادق ( سلام الله عليه ) انه قال : " ياهارون من اتى قبر الحسين

زائراً له , عارفاً بحقه يريد به وجه الله والدار الآخرة , غفر الله له ماتقدم من ذنوبه

وماتأخر "


شبهة :


شدّ الرحال لزيارة القبور :

استدل جماعة من المسلمين على تحريم شد الرحال لزيارة القبور وذلك لما روي

في الصحاح عن ابي هريرة انه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : "

لاتشد الرحال إلا لثلاثة مساجد : مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد

الاقصى "


نقول : على فرض صحة الحديث فما مفاد الحديث وهو يدل فعلا على عدم جواز

شد الرحال لزيارة الأنبياء والصالحين ؟ , من الواضح أن تقدير المستثنى منه في

الحديث لايخلو من صورتين إما ان يكون التقدير لاتشد الرحال لمسجد من

المساجد الا الى ثلاثة مساجد , أو لاتشد الرحال الى مكان من الامكنة الى ثلاثة

مساجد . وحيث ان الصورة الثانية غير ممكنة فإن ذلك يتنافى مع مادعا إليه القرآن

والاحاديث من الترغيب في شد الرحال لطلب العلم والجهاد وصلة الارحام وزيارة

الوالدين فلا محيص ان يكون المستثنى منه هو المساجد , وهذا التقدير لايحمل

أي أدلة على عدم جواز شد الرحال لزيارة القبور بل ان المنهي عنه هو عدم شد

الرحال لأي مسجد من المساجد الثلاثة .

ثم إن النهي عن شد الرحال لغير المساجد الثلاثة هو ليس نهي تحريم بل إن

المقصود إن المساجد الاخرى لاتستحق شد الرحال من أجلها وذلك لتساويها في

الفضل ولكن اذا شد المرء الرحال فإنه لايكون قد ارتكب حراما ً

, فإن شد الرحال من أجل إقامة الصلاة في بيت من بيوت الله لايعقل حراماً , وهذا

بالطبع على فرض صحة الرواية كما أسلفنا . والواقع ان السلف الصالح من الصحابة

كانوا يشدون الرحال لزيارة قبر الرسول الاعظم

( صلى الله عليه وآله ) فإن كانت زيارة قبرالرسول ( صلى الله عليه وآله ) من

المستحبات المؤكدة فكيف لايثبت استحبابها لأهل بيته ( سلام الله عليهم )

الذين هم أولياء الله وخلفاؤه في أرضه


الآثار الدنيوية لزيارة الحسين ( سلام الله عليه ) وهي كثيرة :

منها : قضاء الحوائج

ومنها : جلب الرزق

ومنها : دوام النعمة

ومنها : طول العمر

ومنها : تفريج الهم ودفعه

ومنها : دفع السوء والمرض

ومنها : دفع الغرق

ومنها : دفع الحرق



ينقل عن العلامة الكبير سماحة الشيخ حسن كلبيكاني عن استاذه آية الله الشيخ عبد

الكريم الحائري (قده) أنه قال : عندما كنت مشغولا في سامراء بطلب العلم , والدراسة

الدينية , انتشر وباء الطاعون والتفوئيد بين اهالي المدينة بشكل مرعب , وكان عدد كبير

من الناس يموتون كل يوم , وفي احد الايام اجتمع نفر من اهل العلم والتقوى

(وكنت معهم) في دار استاذي السيد محمد فشاركي , وبعد فترة دخل الدار والتحق

بالجماعة الميرزا محمد تقي الشيرازي , وكان حديث الوباء وضحاياه موضع نقاش الجميع ,

فقال الميرزا : اذا اصدرت حكما شرعيا هل يجب تنفيذه ؟ فأعلن الجميع بأن تنفيذ الحكم

واجب على الجميع . وعند ذلك قال : انني اصدر حكما شرعيا بأن يبدأ جميع الشيعة في

سامراء من اليوم وحتى عشرة ايام بقراءة زيارة عاشوراء , من اجل التوسل لرفع البلاء

عنهم , ويهدون ثواب هذا الى السيدة الطاهرة نرجس خاتون والدة الامام الحجة (عج) .

فصادق الجميع على حكمه ثم ابلغو جميع الشيعة في سامراء بذلك والتزمو به . وفي

اليوم التالي توقف الوباء تماما عند الشيعة ولم يصب حتى واحدا منهم لا بالطاعون ولا

بالتفوئيد , وكانت ضحايا هذين الوبائين القاتلين فقط من اهل السنة , فجاء بعض الذين

يعرفون عددا من الشيعة وسألوهم عن سبب عدم اصابتهم بالوباء فقالو لهم : ان سبب

ذلك هو قراءة زيارة عاشوراء , فأخذ اهل السنة يقرؤون الزيارة كل يوم ايضا , فارتفع الوباء

عنهم بإذن الله وسلم المسلمون

وفي مثل هذا اليوم أقبل الحسين ( سلام الله عليه ) لزيارة قبر جده رسول الله

( صلى الله عليه وآله ) ليودعه وهو يصيح : ياجداه انا الحسين ابن فاطمة فرخك وابن

فرختك وسبطك الذي خلفتني في امتك , فاشهد عليهم يارسول الله انهم قد خذلوني

وضيعوني وهذه شكواي إليك حتى ألقاك .

ضمني عندك يـا جـداه فـي هـذا الضريـح
علنـي ياجـد مـن بلـوى زمانـي استريـح
ضاق بي ياجد من فـرط الاسـى كـل فسيـح
فعسـى طـود الاسـى ينـدك بيـن الدكتيـن

جد صفو العيش مـن بعـدك بالاكـدار شيـب
وأشـاب الهـم رأسـي قبـل اُبـان المشيـب
فعـلا مـن داخـل القبـر بكـاء ونحـيـب
ونـداء بافتجـاع يــا حبيـبـي ياحسـيـن

انـت ياريحانـة القـلـب حقـيـق بالـبـلاء
انـمـا الدنـيـا اعــدت لـبـلاء النـبـلاء
لكن الماضـي قليـل فـي الـذي قـد أقبـلا
فاتخذ ذرعيـن مـن صبـر وحسـم سابغيـن

ستـذوق المـوت ظلمـاً ظاميـاً فـي كربـلا
وستبقـى فـي ثـراهـا عـافـراً مجـنـدلا
وكأنـي بلئيـم الاصـل شمـراً قــد عــلا
صـدرك الطاهـر بالسيـف يحـز الودجيـن

وكأنـي بالأيامـى مـن بنـاتـي تستغـيـث
سغبـاً تستعطـف القـوم وقـد عـزّ المغيـث
قد برى اجسامهن الضـرب والسيـر الحثيـث
بينها السجـاد فـي الاصفـاد مغلـول اليديـن


مدارس آيـاتٍ خلـت مـن تـلاوةٍ *** ومـنزل وحـي مقـفر العرصــات


اللهم صل على محمد وآل محمد

ونحن في رحاب محمد وآل محمد سلوا الله قضاء الحوائج

الفاتحة .. ونسألكم الدعاء


 

رد مع اقتباس
قديم 11-26-2010, 11:43 AM   #4
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي المجلس الرابع



السلام على من غسله دمه والتراب كافوره ونسج الريح أكفانه

والقنا الخطي نعشه وفي قلوب من والاه قبره

إنا لله وإنا إليه راجعون


وعدت غريباً بتلك الديار
أرى صفقتي لم تكن رابحة

كما عاد مسلم بين العدى
غريبا وكابدها جائحة

رسول حسينٍ ونعم الرسول
إليهم من العترة الصالحه

لقد بايعوا رغبةً منهم
فيا بؤس للبيعة الكاشحه

وقد خذلوه وقد أسلموه
وغدرتهم لم تزل واضحه

فيابن عقيل فدتك النفوس
لعظم رزيتك الفادحـه

لنبكِ لها بمذاب القلوب
فما قدر أدمعنا المالحه

بكتك دماً يابن عم الحسين
مدامع شيعتك السافحه

ولابرحت هاطلات العيون
تحييك غادية رائـــحـــه

لأنك لم ترو من شربةٍ
ثناياك فيها غدت طائحه

رموك من القصر إذ أوثقوك
فهل سلمت فيك من جارحه

وسـحباً تجـرّ بأسـواقهم
ألست أميرهم البارحه

أتقضي ولم تبكك الباكيات
أما لك في المصر من نائحه

لئن تقضي نحباً فكم في زرود
عليك العشية من نائحــه

وكم طفلةٍ لك قد أعولت
وجمرتها في الحشا قادحه

تقول مضى عمّ مني أبي
فمن ليتيمته النــائحه

وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ


بسم الله الرحمن الرحيم

( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ )


ماهي حقيقة الموت ؟ ولماذا يفر الانسان منه ؟

حقيقة الموت :

هل الموت هو الفناء والعدم أم تحول وانتقال الى عالم الآخرة ؟ هذا السؤال كثيراً مايجول

بخاطر الناس ونحن المسلمين نؤمن بالمعاد والعودة يوم القيامة لغرض الحساب والجزاء

فعندنا الموت حق كما أن القرآن الحكيم والسنة النبوية الشريفة قد أوضحت لنا حقيقة

الموت وقد عبر القرآن الكريم عن الموت بـ ( التوفي ) وهو مأخوذ من الوفاء , وقد ورد

هذا التعبير في آيات كريمة عديدة منها : ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ

عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) وقوله تعالى : ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا )

ونستنبط من ذلك ان الموت يعني الانتقال والتحول من هذا العالم الى عالم آخر وليس

فناءً أوعدماً وهو الانتقال الى عالم البرزخ .


أسباب الخوف من الموت :

1 _ لتعلقه بالدنيا : فإذا تعلق بالدنيا بآلاف السلاسل يكره الانتقال عنها , مثل الطفل الذي

يتعلق بثدي أمه , فإذا ماغابت عنه أمه تقوم قيامته ولاتقعد إلا في حجر أمه , لكنه لو كبر

وتعرف على أنواع الاغذية فعند ذلك لايبغي عنها بدلا , وكذلك لو كان تعلق الانسان

بآخرته فإنه يزهد بهذه الدنيا وتهون عليه . سئل أبو ذر الرسول (ص) : مابالنا نكره الموت

؟! قال (ص) : " لأنكم عمرتم دنياكم وخربتم آخرتكم فأنتم تكرهون الإنتقال من العمران

الى الخراب




2_ الفهم الخاطىء للموت : فالبعض يعتبر الموت أمراً عدمياً فهو يغتم لذكر الموت . وهذه

نظره ضيقة لحدود البدن ( وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ) , وغفلوا عن

الروح ولذا نبههم تعالى بقوله : ( قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ

تُرْجَعُونَ ) ولم نخاف والإنسان يتوفى ليلياً ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ

فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ) فالموت

باب الى دار الآخرة كما ورد في الرواية " لكل دار باب , وباب دار الآخرة الموت " وورد عن

الامام الحسين (ع)

" صبرا بني الكرام فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم من البؤس والضراء الى الجنان الواسعة

والنعيم الدائمة فأيكم يكره ان ينتقل من سجن الى قصر " وهذا المعنى أشار اليه احد

من أصحاب الامام الحسين (ع) وهو برير حيث قال: ماهي إلا ساعات نعالج القوم

بسيوفنا فنعانق حور العين



السبب الثالث للخوف من الموت :

3 _ الذنوب والمعاصي : وهذا هو السبب الحقيقي الذي يدعو إلى

الخوف والقلق , لأن ورد في الرواية " لاتخافن إلا ذنبك " لأن هذه

الذنوب بالواقع نيران مؤججة على ظهر صاحبها , كما في حديث

الملك الداعي في أوقات الصلاة :

( قوموا إلى النيران الذي أوقدتموها على ظهوركم فأطفئوها )

وممكن ان نحمل نيراناً في

بطوننا , أو في اذاننا , او في عيوننا .. وممكن ان تصل هذه النيران

بنيران القبر , ونيران البرزخ , ونيران القيامة , ونيران جهنم التي

تصل إلى قلوب لتحرقها . ولأن هذه الذنوب تجعل صورة ملك الموت

مرعبة مخيفة , بحيث يكون أسوداً كقطع الليل المظلم , وتجعل

القبر أسوداً , والعقرب أسوداً , والحية سوداء , وساحة المحشر

سوداء , وأخيراً ينتهي به الحال لأن يكون في بئر أسود في قعر

جهنم . في الوقت الذي يخاف فيه البعض من الموت , يتمنى فيه

البعض الموت , ويرغب في لقاء الل


 

رد مع اقتباس
قديم 11-26-2010, 11:52 AM   #5
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي المجلس الخامس



السلام على من غسله دمه والتراب كافوره ونسج الريح أكفانه

والقنا الخطي نعشه وفي قلوب من والاه قبره

السلام عليكم ياأولياء الله وأحباؤه

السلام عليكم ياأصفياء الله وأوداؤه


وسرى بالأهل والصحـب بملحـوب الطريـق
يقطـع البيـدا مجـداً قاصـد البيـت العتيـق
فأتتـه كـتـب الكـوفـة بالعـهـد الوثـيـق
نحـن انصـارك فاقـدم ستـرى قـرة عيـن

بينمـا السبـط باهليـه مجـداً فـي المسـيـر
فـاذا الهاتـف ينعاهـم ويـدعـوا ويشـيـر
ان قــدام مطايـاهـم منايـاهـم تـسـيـر
ساعة اذ وقف المهـر الـذي تحـت الحسيـن

فعـلا صهـوة ثــان فـأبـى ان يـرحـلا
فدعى في صحبه يـا قـوم مـا هـذي الفـلا
قيـل هـذي كربـلاءٌ قـال كــربٌ وبــلا
خيمـوا ان بهـذي الارض ملقـى العسكريـن

هـا هنـا تُنتـزع الارواح مــن اجسـادهـا
بظبـى تعتـاض بالاجسـاد عـن اغمـادهـا
وبهـذي تُحمـل الامجـاد فــي اصفـادهـا
فـي وثـاق الطلقـاء الادعـيـاء الوالدين

وبهـذي تيـأم الزوجـات مــن ازواجـهـا
وبهـذي تشـرب الابطـال مــن اوداجـهـا
وتهـاوى انجـم الابـرار عــن ابراجـهـا
غائبات في ثـرى البوغـاء محجوبـات بيـن


وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ

بسم الله الرحمن الرحيم

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ

وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا


يقول الامام أمير المؤمنين ( سلام الله عليه ) : " مصارع عشاق لم يسبقهم أحد قبلهم

ولايلحق بهم أحد بعدهم "

وروي عن الامام الحسين ( سلام الله عليه ) : " والله لاأعلم أصحاباً كأصحابي ..."

فإذا وصل الشخص الى مقام المحبة , يترك كل شيء في سبيل محبوبه والنموذج

الأكمل هم أصحاب الحسين

( سلام الله عليه ) الذي يذكرهم صاحب الزمان ( عجل الله فرجه الشريف ) في زيارة

الناحية بأسمائهم وأوصافهم


ومن هؤلاء الاصحاب :

الى جانب مسلم ابن عوسجة وهانىء ابن عروة وجدلة وجنادة والباهلي وخضير

والغفاريين

1_ زهير ابن القين : الذي خاطب الامام الحسين ( سلام الله عليه ) لو قتلت وأحرقت

وذريت في الهواء يفعل بي ذلك ألف مرة ماتركتك .

2 _ الحجاج ابن مسعود : كان مؤذن الامام الحسين ( سلام الله عليه ) وقد لازمه من

مكة الى كربلاء .

3 _ برير سيد القرّاء : من مشايخ الكوفة , من أصحاب علي , صلى صلاة الصبح بوضوء

صلاة العشاء مدة أربعين عاماً . وفي بعض الليالي يختم القرآن تلاوة , وقد التحق

بالحسين وهو في مكة وبقي معه .

4 _ بشر الحضرمي : إتجه الى كربلاء والتحق بالحسين , وقد تعرض ليلة عاشوراء

لامتحان رهيب ! حيث جاء اليه رجل من الكوفة يخبره بأسر ولده , قال له إعمل على

فكاك اسره . فكر بشر أأترك الحسين من اجل ولدي ؟! الا فإني احتسبه ونفسي عند

الله , فلم يترك الحسين ( سلام الله عليه ) .

5 _ عابس : من قبيلة مجّدها الامام علي ( سلام الله عليه ) يوم صفين , " لو كان ألف

نفر مثلهم لطهرت الارض من الكفر , ولعبد الله كما ينبغي أن يعبد " , وكان عابس وقبيلته

يلقبون بفتيان الصبح , يشرقون كإشراقة الصباح وكان عالماً متهجداً بالاسحار , خطيباً

محدثاً , يحدث عن فضائل أهل البيت . ( سلام الله عليهم ) .


6 _ جون : مولى أبي ذر الغفاري وأحد نصرة الامام الحسين ( سلام الله عليه ) جاء في

يوم عاشوراء وهو يرتجز ويقول : اني رجل أسود وريحي منتن وارجو نصرتك ياسيدي

لكي تزكى رائحتي في الجنة .


7 _ يزيد ابن شبيب : من شيوخ البصرة , خرج مع ولده حتى وصل أرض مكة , بمجرد ان

جاء وجلس للاستراحة , أقبل الحسين (ع) الى خيمته , فقيل للحسين لقد ذهب

لزيارتك , لما علم ابن شبيب بقدوم الحسين عاد مسرعاً الى خيمته , وقال : " بفضل الله

ورحمته فبذلك فليفرحوا " سلم على الحسين وقبل يديه , وهو يقول مامؤداه : لاأصدق

ان يكون من حظي دخولكم الى منزلي وأن تحل خيمة السلطنة في بيت هذا الدرويش .


8_ حبيب ابن مظاهر : تلميذ أمير المؤمنين ( سلام الله عليه ) وقد أطلعه على علم

المنايا والبلايا , ومن هنا أخبر زينب ( سلام الله عليها ) عندما وقف أمام خيمتها بما يجري

عليها , فقال : آه لوجدك يازينب يوم تحملين على جمل ضالع ورأس أخيك الحسين على

رمحٍ طويل .

9 _ مسلم ابن عقيل : بايعه في الكوفة ثلاثون ألفاَ , ولم يبق معه أحد , فأراد يدله ان

أحداًعلى الطريق فلم يجد حتى أوى الى بيت تلك المرأة " طوعة " .


10_ الحر الرياحي : بنى له الشاه اسماعيل الصفوي قبة , بعد أن حفر قبره ووجد بدنه

طرياً . فهو من البداية عليه سيماء الانسانية ومن البداية صلى مع أصحابه بصلاة

الحسين ( سلام الله عليه ) ولم يصدر منه شيء خلال لقاءه مع الحسين , حتى لما قال

الحسين : ثكلتك أمك , قال الحر ياأبا عبد الله لو ان غيرك من العرب يقولوها لي لأجبته

كائناَ ماكان , ولكن ماأقول وأمك فاطمة سيدة نساء العالمين .

الحر يقول للحسين لاأدعك والحسين يقول للحر لااتبعك وبعد هذه المشادّة قال الحر : ان

كان ولابد خذ طريقا لايدخلك الكوفة ولايردك للمدينة , فالتفت الحسين الى اصحابه والى

بني هاشم وقال : اركبوا النساء والعائلة فقال من يعرف الطريق على غير الجادة ؟

فقال الطرماح انا يابن رسول الله , فتقدم وهو ينشد :

ياناقتي لاتذعري من زجرِ *** وشمري قبل طلوع الفجرِ

بينمـا السبـط باهليـه مجـداً فـي المسـيـر
فـاذا الهاتـف ينعاهـم ويـدعـوا ويشـيـر
ان قــدام مطايـاهـم منايـاهـم تـسـيـر
ساعة اذ وقف المهـر الـذي تحـت الحسيـن

فعـلا صهـوة ثــان فـأبـى ان يـرحـلا
فدعى في صحبه يـا قـوم مـا هـذي الفـلا
قيـل هـذي كربـلاءٌ قـال كــربٌ وبــلا
خيمـوا ان بهـذي الارض ملقـى العسكريـن

هنا تقتل رجالنا هنا تذبح اطفالنا هنا تسبى نساؤنا هنا تحرق خيامنا هنا يصعد شمراً على صدري

وسروا براسك في القنا وقلوبهم تسمـو إليه ووجدها يضنيها
إن أخروه شجاه رؤية حالها أو قـدمـوه فحـاله يشجيها


 

رد مع اقتباس
قديم 11-26-2010, 11:54 AM   #6
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي المجلس السادس مجلس حبيب بن مظاهر



حبيب بن مظاهر الأسدي



• أبوه: مظاهر ـ أو مظهر ـ بن رئاب بن الأشتر بن جخوان بن فقعس بن طريف بن عمر بن قيس بن الحرث بن ثعلبة أبو دودان ابن أسد.

* من أصحاب الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).

* من خواص الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وأصفيائه.

* شهد حروب الإمام (عليه السلام).

* من أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام).

* له رتبة علمية سامية.

* زعيم بني أسد.

* كان يأخذ البيعة للحسين (عليه السلام).

* أفضل أنصار الحسين (عليه السلام) من غير الهاشميين.

* له مواقف مشهودة في كربلاء.

* جعله الحسين (عليه السلام) قائداً على المسيرة.

* كان يأخذ البيعة للحسين (عليه السلام).

* حمل بعد الزوال فقتل اثنين وستين رجلاً ثم استشهد.

* عمره خمس وسبعون سنة.

* القاسم ـ ابنه ـ قتل قاتل أبيه.

قبره: في رواق حرم الحسين (عليه السلام) منفصل عن قبور الشهداء؛ يزدحم المسلمون لزيارته والسلام عليه.




مع الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)


وجيش الحسين (عليه السلام) على قلته يضم بقايا أهل البيت (عليهم السلام)، وعدداً من الصحابة، وشيوخ التابعين، وحملة القرآن الكريم، وجمهور علماء المسلمين، بينما يتألف جيش أعدائه من جفاة الكوفة وأعرابها، وبعض الخوارج والملاحدة، وشُرَط بني أمية وأبناء البغايا.

حقاً إن واقعة كربلاء من عجائب الدنيا، فقد استطاع ابن مرجانة وحفيد سمية الزانية أن يكوّن في ليلة وضحاها جيشاً جراراً من الكوفة وحدها ـ عاصمة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ ممن ذكرناهم يقاتل به سيد الشهداء (عليه السلام) وأهل بيته، وبقايا الصحابة والتابعين.

وعلى كل حال فحبيب صحابي جليل، ممن رأى الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وسمع حديثه، ولم يكن حبيب الصحابي الوحيد في جيش سيد الشهداء (عليه السلام) فهناك غيره كثير.




مع الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)


قابل بنو إسرائيل عيسى (عليه السلام) بعنف وشدة، وآذوه بكل ما أوتوا من حول وقوة، معرضين عن المعاجز الكثيرة التي ظهرت على يديه. ولبى دعوته عدد قليل سُمّوا بـ(الحواريين) فكان (عليه السلام) ينتقل بهم هرباً من اليهود، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمْ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران: 52).

واستعمل لفظ (الحواريين) على القلة المؤمنة التي تختص بالزعيم المؤمن. وقد ذكر المؤرخون جماعة من الصحابة والتابعين من أصحاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أطلق عليهم لفظ الحواريين. وهم: عمرو بن الحمق الخزاعي، ومحمد بن أبي بكر، وميثم بن يحيى التمار، وأويس القرني. وقد يطلق على هؤلاء وغيرهم (الأصفياء). (سفينة البحار 1/356).

قال الشيخ المفيد: ومن أصفياء أصحابه ـ يريد أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ عمر بن الحمق الخزاعي، وميثم التمار، ورشيد الهجري، وحبيب بن مظاهر الأسدي، ومحمد ابن أبي بكر. (الاختصاص: 2)

فحبيب (رضوان الله عليه) من هذه الطبقة العالية، ومن الغريب أن ينجو من المغير بن شعبة وزياد بن أبيه وهما هما في استقصائهما واستئصالهما أصحاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) والفتك بهم، ولعل شخصيته وزعامته كانت السبب في حمايته.

لازم حبيب الإمام (عليه السلام) طيلة خلافته وتخرج من مدرسته الكبرى، وحمل عنه علوماً جمة، ويكفي في فضله أن يكون عداده مع هؤلاء الأجلاء وهم سادة المسلمين علماً وعملاً.

كما صحب من بعده الإمام الحسن (عليه السلام)، فقد عده البرقي من أصحابه.

وصحبته لسيد الشهداء (عليه السلام) ظاهرة (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَاَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (فصلت: 30).




عبادته


وأصحاب الحسين (عليه السلام) من سنخ خاص، ومدرسة مثالية، تميزوا عن الناس بالإيمان الصادق، والولاء لأهل البيت (عليهم السلام)، والعبادة؛ وإذا تصفحت أخبارهم في كتب السير والتاريخ وجدت كلام المؤرخين في وصف الكثير منهم: كان عابداً ناسكاً، كان قارئاً للقرآن، كان يختم القرآن في ليلة... إلى أمثال هذه الكلمات.

وحتى ليلة عاشوراء فقد كان لهم دوي كدوي النحل ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد.

ولعل هذا المشهد من أسباب هداية بعض جنود عمر بن سعد، والتحاقهم بجيش الحسين (عليه السلام)؛ فقد ذكر السيد ابن طاووس (رحمه الله): فعبر عليهم في تلك الليلة من عسكر عمر بن سعد اثنان وثلاثون رجلاً. (اللهوف: 40).

على أن هذه العبادات ـ مهما عظمت وجلّت ـ تقصر عن عبادتهم في ذلك اليوم الرهيب، وإقدامهم على الموت، وجودهم بالنفس وهو أقصى غاية الجود، فرضوان الله عليهم أجمعين.

وفي الحديث عن عبادة حبيب بن مظاهر؛ قال الكاشفي: كان يحفظ القرآن كله، وكان يختمه في كل ليلة من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر. (أعيان الشيعة 20/69 عن روضة الشهداء).

وأعظم من هذا كلمة الإمام الحسين (عليه السلام) وقد وقف على مصرعه: (رحمك الله يا حبيب فقد كنت فاضلاً تختم القرآن في ليلة واحدة). (حبيب بن مظاهر 11).

(الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) (سورة الرعد: 29).




رسالة الحسين (عليه السلام)


لما عزم الحسين (عليه السلام) على الثورة أخذ يمهد لها بالخطب مرة، وبدعوة بعض رجالات المسلمين أخرى، فقد بث رسله لدعوة من يتوسّم فيه الاستجابة إلى نصرته ومؤازرته حتى قُتل له (عليه السلام) أكثر من رسول.

ومن أولئك النفر الذين راسلهم (عليه السلام) ودعاهم إلى نصرته حبيب بن مظاهر (رضوان الله عليه)، وكتابه (عليه السلام) إلى حبيب يصور لنا شخصية حبيب وسمو مقامه عند أهل البيت (عليهم السلام) من شهادة سيد الشهداء (عليه السلام) له بالفقاهة.

ذكر الشيخ الدربندي (رحمه الله) الرسالة التالية:

(من الحسين بن علي بن أبي طالب إلى الرجل الفقيه حبيب بن مظاهر، أما بعد يا حبيب فأنت تعلم قرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وآله، وأنت أعرف منا من غيرك، وأنت ذو شيمة وغيرة فلا تبخل علينا بنفسك، يجازيك جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يوم القيامة). (أسرار الشهادة: 390).




في طريق الإصلاح


كانت لأصحاب الحسين (عليه السلام) أشواط كبيرة في سبيل الدعوة إلى الإصلاح والهداية، فلم يكن من السهل عليهم أن تضل أمة كبيرة من الناس عن طريق الحق ونهج الرشاد، لذا فقد جهدوا في بذل النصح، والدعوة إلى الله سبحانه بكل ما تمكنوا، متوسلين بذلك بالخطب وغيرها.

وقد أثمرت جهودهم فقط انحاز إلى أصحاب الحسين (عليه السلام) من أهل الكوفة عدد غير قليل، كما انصهر آخرون بالدعوة الحسينية ولكن حيل بينهم وبين النصرة.

إن خُطب أصاب الحسين (عليه السلام) ومواعظهم لأهل الكوفة سجلها التاريخ بمداد من ذهب، وهي لا تزال تدوّي في عالم الجهاد ونصرة الحق، وناهيك بخطب تهز الجيل الحاضر وقد مر عليها أربعة عشر قرناً.

وبين أيدينا مواقف إصلاحية للشهيد حبيب بن مظاهر نسجل منها:


1ـ بعث عمر بن سعد إلى الحسين (عليه السلام) عزرة بن قيس الأحمسي، فقال: ائته فسله ما الذي جاء به وماذا يريد؟ وكان عزرة ممن كتب إلى الحسين فاستحيى منه أن يأتيه. فعرض ذلك على الرؤساء الذين كاتبوه فكلهم أبى وكرهه. وقام إليه كثير بن عبد الله الشعبي وكان فارساً شجاعاً ليس يرد وجهه شيء فقال: أنا أذهب إليه والله لئن شئت لأفتكن به؟

فقال عمر بن سعد: ما أريد أن يفتك به، ولكن ائته فسله ما الذي جاء به؟

فأقبل إليه فلما رآه أبو ثمامة الصائدي قال للحسين: أصلحك الله أبا عبد الله قد جاءك شر أهل الأرض وأجرأه على دم وأفتكه. فقام إليه فقال: ضع سيفك.

قال: لا ولا كرامة، إنما أنا رسول فإن سمعتم مني أبلغتكم ما أرسلت به إليكم وإن أبيتم انصرفت عنكم.

فقال له: فإني آخذ بقائم سيفك ثم تكلم بحاجتك.

قال: لا والله لا تمسه.

فقال له: أخبرني ما جئت به وأنا أبلغه عنك ولا أدعك تدنو منه فإنك فاجر.

فاستبّا، ثم انصرف إلى عمر بن سعد فأخبره الخبر.

فدعا عمر قرة بن قيس الحنظلي فقال له: ويحك يا قرة الق حسيناً فسله ما جاء به وماذا يريد؟

فأتاه قرة بن قيس فلما رآه الحسين مقبلاً قال: أتعرفون هذا؟

فقال حبيب بن مظاهر: نعم، هذا رجل من حنظلة تميم، وهو ابن أختنا، ولقد كنت أعرفه بحسن الرأي وما كنت أراه يشهد هذا المشهد.

فجاء حتى سلم على الحسين وأبلغه رسالة عمر بن سعد إليه فقال له الحسين: كتب إليّ أهل مصركم هذا أن أقدم، فأما إذا كرهوني فأنا أنصرف عنهم.

ثم قال له حبيب بن مظاهر: ويحك يا قرة بن قيس أنّى ترجع إلى القوم الظالمين، انصر هذا الرجل الذي بآبائه أيدك الله بالكرامة وإيانا معك.

فقال له قرة: أرجع إلى صاحبي بجواب رسالته وأرى رأيي. (تاريخ الطبري 6/ 234).



2ـ نهض ابن سعد عيشة الخميس لتسع خلون من المحرم ونادى في عسكره بالزحف نحو الحسين. وكان (عليه السلام) جالساً أمام بيته محتبياً بسيفه، وخفق برأسه فرأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إنك صائر إلينا عن قريب.

وسمعت زينب أصوات الرجال، وقالت لأخيها: قد اقترب العدو منا.

فقال لأخيه العباس: اركب بنفسي أنت حتى تلقاهم واسألهم عما جاء بهم، وما الذي يريدون؟

فركب العباس في عشرين فارساً فيهم زهير وحبيب وسألهم عن ذلك قالوا: جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم النزول على حكمه أو ننازلكم الحرب.

فانصرف العباس (عليه السلام) يخبر الحسين بذلك ووقف أصحابه يعظون القوم فقال لهم حبيب بن مظاهر: أما والله لبئس القوم عند الله غداً قوم يقدمون عليه وقد قتلوا ذرية نبيه وعرته وأهل بيته وعباد أهل هذا المصر المتهجدين بالأسحار الذاكرين الله كثيراً.

فقال له عزرة بن قيس: إنك لتزكي نفسك ما استطعت.

فقال زهير: يا عزرة إن الله قد زكاها وهداها، فاتق الله يا عزرة فإني لك من الناصحين.

أنشدك الله يا عزرة أن لا تكون ممن يعين أهل الضلالة على قتل النفوس الزكية... الخ. (مقتل الحسين للمقرم: 256).



3ـ إن حبيباً لما وصل إلى الحسين (عليه السلام) ورأى قلة أنصاره وكثرة محاربيه، قال للحسين (عليه السلام): إن هاهنا حياً من بني أسد فلو أذنت لي لسرت إليهم ودعوتهم إلى نصرتك لعل الله أن يهديهم ويدفع بهم عنك؟

فأذن له الحسين (عليه السلام)، فسار إليهم حتى وافاهم، فجلس في ناديهم ووعظهم، وقال في كلامه: يا بني أسد قد جئتكم بخير ما أتى به رائد قومه. هذا الحسين بن علي أمير المؤمنين وابن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد نزل بين ظهرانيكم في عصابة من المؤمنين، وقد أطافت به أعداؤه ليقتلوه، فأتيتكم لتمنعوه، وتحفظوا حرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فوالله لئن نصرتموه ليعطينكم الله شرف الدنيا والآخرة، وقد خصصتكم بهذه المكرمة لأنكم قومي وبنو أبي وأقرب الناس مني رحماً.

فقال عبد الله بن بشير الأسدي: شكر الله سعيك يا أبا القاسم فوالله لجئتنا بمكرمة يستأثر بها المرء الأحب فالأحب؛ أما أنا فأول من أجاب.

وأجاب جماعة بنحو جوابه فنهجوا مع حبيب، وانسل منهم رجل فأخبر ابن سعد، فأرسل الأزرق في خمسمائة فارس، فعارضهم ليلاً ومانعهم فلم يمتنعوا فقاتلهم، فلما علموا أن لا طاقة لهم بهم تراجعوا في ظلام الليل، وتحولوا عن منازلهم، وعاد حبيب إلى الحسين (عليه السلام) فأخبره بما كان، فقال (عليه السلام): وما تشاءون إلا أن يشاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. (إبصار العين: 67).



4ـ روى أبو مخنف أن الحسين (عليه السلام) وعظ القوم بخطبته التي يقول فيها: (أما بعد فانسبوني من أنا وانظروا... الخ)، فاعترضه شمر بن ذي الجوشن فقال: هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما تقول.

فقال حبيب: أشهد أنك تعبد الله على سبعين حرفاً، وأنك لا تدري ما يقول، قد طبع الله على قلبك.

ثم عاد الحسين (عليه السلام) إلى خطبته. (إبصار العين: 68).




الشهادة


لما زحف ابن سعد نحو الحسين (عليه السلام) عصر تاسوعا، أرسل (عليه السلام) إليهم أخاه العباس وقال له: ارجع إليهم فإن استطعت أن تؤخرهم إلى غدوة، وتدفعهم عنا العشية لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أني كنت أحب الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار. فكان للحسين (عليه السلام) وأصحابه تلك الليلة دوي كدوي النحل بين قائم وقاعد وراكع وساجد. (مقتل الحسين للمقرم: 263).

وأصبح الصباح وصلى (عليه السلام) بأصحابه ثم خطبهم قائلاً: إن الله قد أذن في قتلكم فعليكم بالصبر. (كامل الزيارات: 73).

وعند الزوال وبعد أن قتل أكثر جيش الحسين (عليه السلام) يقول أبو ثمامة الصائدي للحسين (عليه السلام): يا أبا عبد الله نفسي لك الفداء، إني أرى هؤلاء قد اقتربوا منك، ولا والله لا تقتل حتى أقتل دونك إن شاء الله، وأحب أن ألقى ربي وقد صليت هذه الصلاة التي قد دنا وقتها.

فرفع الحسين رأسه ثم قال: ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين، نعم هذا أول وقتها.

ثم قال (عليه السلام): سلوهم أن يكفوا عنا حتى نصلي.

فقال لهم الحصين بن تميم: إنها لا تقبل.

فقال له حبيب بن مظاهر: لا تقبل - زعمت - الصلاة من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقبل منك يا حمار.

فحمل عليهم حصين بن تميم وخرج إليه حبيب بن مظاهر فضرب فرسه بالسيف فشب ووقع وحمله أصحابه فاستنقذوه.

وأخذ حبيب يقول:

أو شطركم وليتم أكتادا

أقسم لو كنا لكم أعداداً


يا شر قوم حسباً وآدا

وجعل يقول يومئذ:

فارس هيجاء وحرب تسعر

ونـــحن أوفى منكم وأصبر

حقــــــاً وأتقى منكم وأعذر

أنا حبيب وأبي مظــــاهر

أنتم أعد عــــدةً وأكــــثر

ونحن أعلى حجة وأظهر


وقاتل قتالاً شديداً. (تاريخ الطبري 6/ 252).

فقتل على كبره اثنين وستين رجلاًً، وحمل عليه بديل بن صريم فضربه بسيفه، وطعنه آخر من تميم برمحه فسقط إلى الأرض وذهب ليقوم وإذا الحصين يضربه بالسيف على رأسه فسقط لوجهه ونزل إليه التميمي واحتزّ رأسه. (مقتل الحسين للمقرم: 301).

فقال له الحصين: إني لشريكك في قتله فقال الآخر: والله ما قتله غيري. فقال الحصين: أعطنيه أعلقه في عنق فرسي كيما يرى الناس ويعلموا أني شركت في قتله ثم خذه أنت بعد فامض به إلى عبيد الله بن زياد فلا حاجة لي فيما تُعطاه على قتلك إياه.

فأبى عليه، فأصلح قومه فيما بينهما على هذا، فدفع إليه رأس حبيب بن مظاهر فجال به في العسكر قد علقه في عنق فرسه، ثم دفعه بعد ذلك إليه. (تاريخ الطبري 6/ 252).

فهد مقتله الحسين (عليه السلام) فقال: عند الله أحتسب نفسي وحماة أصحابي، واسترجع كثيراً. (مقتل الحسين للخوارزمي 2/ 19).




قبره


إن من المسلمات عند الطائفة هو أفضلية حبيب بن مظاهر (رضوان الله عليه) على أصحاب الحسين (عليه السلام) مستثنين أنصاره (عليه السلام) من أهل بيته.

ويدعم هذا التفضيل هو إفراد الإمام زين العابدين (عليه السلام) حبيباً بقبر مستقل، بينما دفن جميع الشهداء ـ عدا عمه العباس وأخيه علي الأكبر (عليهما السلام) ـ في قبر واحد.

إن عقيدتنا أن أعمال الإمام وأفعاله كلها لحكمة ومصلحة، ويتصرف طبق أوامر المولى سبحانه غير متأثر بحب، ولا مستوحش لبغض، فهو إنما خص حبيباً بهذه المكرمة لعلمه بسمو منزلته عند الله سبحانه وكرامته عليه، وغير مستبعد أن يكون (عليه السلام) موصى بذلك من قبل أبيه الحسين (عليه السلام).

وكيف كان فجل الزائرين للحسين (عليه السلام) يسلمون على حبيب، ويخصونه بالزيارة قبل الحسين (عليه السلام)، فكأنه البواب له (عليه السلام)، والإذن الذي يحصل عليه الزائر في الدخول


 

رد مع اقتباس
قديم 11-05-2012, 10:06 PM   #7
اميردراجي
موالي جديد


الصورة الرمزية اميردراجي
اميردراجي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 864
 تاريخ التسجيل :  Nov 2012
 أخر زيارة : 11-05-2012 (10:21 PM)
 المشاركات : 6 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



جزاكم الله خيرجزاء المحسنين وحشركم مع الامام الحسين


 

رد مع اقتباس
إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 09:20 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية