هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 11-08-2010, 04:38 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5056 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي هل الإمامة اصل من أصول الدين؟



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بقائمهم

هل الإمامة اصل من أصول الدين؟

سُئل في الندوة : قلتم أنَّ الإمامة ليست أصلاً من أصول الدين بينما هناك حديث يقول : من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية؟

فأجاب : قلت أنها ليست من أصول الدين بمعنى أنَّ مَنْ لا يؤمن بها يعتبر مسلماً كالكثير من المسلمين الذين لا يعترفون بالإمامة . ولكن إذا قلنا إنها من حقائق الدين فهذا صحيح لأنها ثبتت بطريق قطعي، وليس معنى ميتة الجاهلية أنْ يصير كافراً ، بل هو منحرف عن خطِّ الإسلام تماماً كما لو كان يعيش بعض عناوين الجاهلية .[159]

أقول : لستُ أدري مِن أيِّ النقاط أبدأ البحث في مقام الجواب ، فهل أنَّ أحداً مِن المسلمين لا يُؤمن بالإمامة بمعنى الخلافة ؟!

وهل أنَّ فيهم مَنْ يُنكِر شيئاً مِنْ حقائق الدين ومع ذلك يُعتبر ويُحكم عليه بأنه مسلم ، وإنْ لم يكن إنكاره ناشئاً عن شبهةٍ أو قصورٍ أو ما شاكل ؟!

ثم مما يقضي بالعجب أنه فسَّر الميتة الجاهلية بمعنى بعيدٍ جداً في نفسه عن احتمال كونه مراداً بالنظر إلى سياق الحديث ، وبمعنى مِن المقطوع به عدم إرادته بالنظر إلى القرائن الخارجية ، وبمعنى يتنافى جداً مع ما ذكره مِن أنَّ الإمامة مِن حقائق الدين 0

فإنَّ مَنْ يُنكر إمام زمانه ليس كمَنْ يعيش بعض عناوين الجاهلية ، إذ أنَّ عناوين الجاهلية كثيرة جداً 0

فمنها ما يستلزم خروج مَنْ يعيش بعضها عن الإسلام ، ومنها ما لا يلزم عنه إلا صيرورة مَنْ يعيش بعضها إنساناً فاسقاً مع عدم قدحٍ ولو ضئيلٍ في عقيدته تارةً ، ومنها ما لا يقضي بوصف مَنْ يعيشها بكونه منحرِفاً عن جادة الصواب إلا مع إصراره متعمِّداً ، ومنها ومنها 0000

والإنحراف عن خطِّ الإسلام عنوانٌ عريض يسع ما لا يحصى ، ويصدق على أشخاص كثيرين أنهم منحرفون عن خط الإسلام بارتكاب محرَّمٍ واحد في ظرف خاص من مئات المحرمات والتي تشمل الصغائر من الذنوب .

فمَنْ يرتكب بعض الصغائر قد يصدق عليه أنه منحرفٌ عن خطِّ الإسلام ، ولو كان ممن اجتنب عن الكبائر فهو مغفور له بنص الآية " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم"[160] 0

وبالجملة فالتعبير -- عمَنْ يجهل إمام زمانه مُنكِراً له غيرَ معترِفٍ به بأنه كمن يعيش بعض عناوين الجاهلية وليس إلا منحرفاً عن خط الإسلام -- تعبيرٌ فاسدٌ جداً ، يلزم عنه إنكار أهمية منصب الإمامة والخلافة في الإسلام ، بحيث لم تعد تُمثِّل أصلاً مهماً في محور العقيدة ، وإلا فمع الالتزام بأنَّ الإمامة من الأمور العقائدية الأساسية ومن الحقائق الدينية الأصيلة ، فإنه لا يتأتَّى الالتزام بأنَّ المنكِر لإمام زمانه حاله حال مَنْ يعيش بعض عناوين الجاهلية .

وهل كانت الإمامة كذلك وهي مع ذلك كانت تمامية النعمة بنصب الإمام وتعريف الناس إياه ، وكان كمال الدين متحقِّقاً في ذلك اليوم العظيم ، وقد رضي الله بالإسلام ديناً .

فإنَّ آية " اليوم أكملت لكم دينكم " ،[161] تفيد بملاحظة سبب النزول أنَّ بعدم معرفة الأمام يكون الدين ناقصاً ، والنعمة غير تامة ، والإسلام ليس مرضيَّاً به كدينٍ إلهيٍّ .

وإذا كان الأمر كذلك فكيف يكون مُنكِر الإمام ممن يعيش بعض عناوين الجاهلية ؟!

نعم هو منحرفٌ عن الإسلام ، وهل بعد الحقِّ إلا الضَّلال ، لا أنه منحرف عن خطِّ الإسلام .

وإذا كان تعريفُ النبي صلَّى الله عليه وآله شخصَ الإمام للناس يُمثِّل من الأهمية ما يُمثِّل ، بحيث اعتبر المولى سبحانه أنه مع عدم تبليغ الرسول صلَّى الله عليه وآله ذلك يكون بمثابة مَنْ لم يُبلِّغ الرسالة كما هو مفاد آية " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك "[162] ، فهل يكون مفاد الحديث المبحوث فيه مِن أنَّ المقصود من الميتة الجاهلية هو ما أفاده السيِّد فضل الله في الندوة ؟!

وإذا كانت قد تظافرت الأخبار عن أئمة العترة الطاهرة عليهم السلام على أنَّ ميزان قبول الأعمال هو معرفة إمام الحقِّ ، فهل يكون ما ادَّعاه في الندوة مِن معنى الحديث معنىً معقولاً مقبولاً ؟!

فقد روى الكليني في الكافي بإسناده عن أبي حمزة قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام : إنما يعبد الله من يعرف الله ، فأما من لا يعرف الله فإنما يعبده هكذا ضلالاً . قلت : جعلت فداك فما معرفة الله ؟ قال : تصديق الله عزَّ وجلَّ وتصديق رسوله صلَّى الله عليه وآله وموالاة عليٍّ عليه السلام والإئتمام به وبأئمة الهدى عليهم السلام والبراءة إلى الله عزَّ وجلَّ من عدوِّهم ، هكذا يُعرف الله عزَّ وجلَّ .[163]

وفيه عن أحدهما عليهما السلام أنه قال : لا يكون العبد مؤمناً حتى يعرف الله ورسوله صلَّى الله عليه وآله والائمة كلهم وإمام زمانه.[164]

وفيه عن جابر قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إنما يعرف الله عزَّ وجلَّ ويعبده مَنْ عرف الله وعرف إمامه منَّا أهل البيت ، ومَنْ لا يعرف الله عزَّ وجلَّ ولا يعرف الإمام منَّا أهل البيت ، فإنما يعرف ويعبد غير الله هكذا والله ضلالاً .[165]

وفيه عن ذريح وقد سأل الصادق عليه السلام عن الأئمة بعد النبي صلَّى الله عليه وآله وكان مما أجاب : مَنْ أنكر ذلك كان كمن أنكر معرفة الله تبارك وتعالى ومعرفة رسوله صلَّى الله عليه وآله .[166]

وفيه عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : كلُّ مَنْ دان الله عزَّ وجلَّ بعبادةٍ يجهد فيها نفسه ولا إمام له مِن الله فسعيه غير مقبول ، وهو ضالٌّ متحير والله شانئ لأعماله .[167]

وفيه عن إبن أبي نصر عن أبي الحسن عليه السلام في قول الله عزَّ وجلَّ : " ومن أضل ممن أتبع هواه بغير هدى من الله " قال : يعني مَنْ اتخذ دينه رأيه ، بغير إمام من أئمة الهدى .[168]

وفيه عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال : بُني الإسلام على خمس : على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ولم يُناد بشيء كما نُوديَ بالولاية .[169]



وعن فضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام مثله .[170]

وعن إبن العرزمي عن أبيه عن الصادق عليه السلام قال : قال : أثافي الإسلام ثلاثة : الصلاة والزكاة والولاية ، لا تصح واحدة منهن إلا بصاحبتيها .[171]

وعن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام ،[172] وعن فضيل عن أبي جعفر عليه السلام ،[173] وعن عيسى بن السري عن أبي عبد الله عليه السلام ،[174] وعن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام ،[175] وعن أبي بصير عن الصادق عليه السلام ،[176] وعن عمرو بن حريث عن الصادق عليه السلام ،[177] مثل سابقه أو قريب منه .

وعن إسماعيل الجعفي قال : دخل رجل على أبي جعفر عليه السلام ومعه صحيفة فقال له أبو جعفر عليه السلام : هذه صحيفة مخاصم يسأل عن الدين الذي يقبل فيه العمل فقال : رحمك الله هذا الذي أريد . فقال أبو جعفر عليه السلام : شهادة أنْ لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأنَّ محمداً صلَّى الله عليه وآله عبده ورسوله ، وتقر بما جاء من عند الله والولاية لنا أهل البيت 00000الحديث .[178]

وروى البرقي في المحاسن بإسناده عن عبَّاد بن زياد قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : يا عبَّاد ، ما على ملة إبراهيم أحد غيركم ، وما يقبل الله إلا منكم ، ولا يغفر الذنوب إلا لكم .[179]

وفي الوسائل نقلاً من كتاب عقاب الأعمال للصدوق بإسناده عن أبي حمزة الثمالي قال : قال لنا علي بن الحسين عليه السلام : أي البقاع أفضل ؟ فقلنا الله ورسوله وابن رسوله أعلم ، فقال لنا : أفضل البقاع ما بين الركن والمقام ، ولو أنَّ رجلاً عمَّر ما عمَّر نوح في قومه ، ألف سنة إلا خمسين عاماً ، يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك المكان ، ثم لقي الله بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئاً .[180]

وعنه بإسناده عن المعلَّى بن خنيس قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا معلَّى ، لو أنَّ عبداً عبد الله مائة عام ما بين الركن والمقام ، يصوم النهار ويقوم الليل حتى يسقط حاجباه على عينيه ويلتقي تراقيه هرماً ، جاهلاً بحقنا لم يكن له ثواب .[181]

ومثله وقريب منه بل وأبلغ كثيرٌ جداً ، فهل أنَّ السيِّد فضل الله لم يكن مطَّلِعا على هذه الأحاديث ؟!

أو أنَّ هذه الأحاديث وعشرات غيرها غامضةٌ خفيَّةُ الدلالة ، مخالفةٌ لكتاب الله تعالى ، وليست من أسلوب الأئمة ومما لا يقبله العقل ؟!

أو أنَّ هذه الأحاديث تفيد أنَّ مَنْ لا يؤمن بالإمامة حاله حال مَنْ يعيش بعض عناوين الجاهلية؟! ليت شعري فعلامَ هذا التمويه وهذه والتعمية!

ثم إنَّ المولى سبحانه بيَّن في محكَم كتابه حالَ مَنْ ضلَّ وجهل بالإمام الحقِّ فقال تعالى : " يوم ندعوا كل أناس بإمامهم ، فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤن كتابهم ولا يُظلمون فتيلا. ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً " .[182]





 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس
قديم 11-08-2010, 04:39 PM   #2
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام


الصورة الرمزية السيد عباس ابو الحسن
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



وظاهر جداً أنَّ مَنْ يكون في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً بسبب ضلاله في الدنيا عن الإمام الحقِّ كما هو قضية التفريع - أي ما بعد قوله تعالى فمن كان … - لا يكون ممن يعيش بعض عناوين الجاهلية مع ما هو عامٌّ هذا العنوان ، ولا يكون ممن انحرف عن خطِّ الإسلام .

نعم مَنْ كان في هذه الدنيا أعمى عن الإمام الحقِّ ، يثبت له في الآخرة الضَّلال الواقعي والشقاوة والعذاب الأليم ، فيكون مِن المنحرفين عن الإسلام ، لا مِن المسلمين المنحرفين عن خطِّ الإسلام .

ومهما يكن فالآية الكريمة تحثُّ على تولي مَنْ يكون توليه موجِباً للفوز ، وهي في نفس الوقت تُحذِّر الإنسان عن الإئتمام بغير الإمام الحقِّ .

ومع كمال ظهور الآية في أنَّ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ إماماً حقَّاً وخليفةً إلهيةً -- وإلا لما كان مطلقُ الضَّلال عن الإمام الحقِّ سبباً للخسران المبين -- فإنه يقع للشيعة الإمامية من هذه الآية تصديقُ مذهبهم ، فإنَّ أحداً من المسلمين غيرهم لا يعرف الإمام في كل زمان مَنْ هو .

وبالتأمل في الآية المباركة يتحقق التصديق بما روي عن الرسول الأكرم صلَّى الله عليه وآله من عدم إفتراق الكتاب والعترة الطاهرة إلى يوم القيامة ، وإلا فلو لم يكن لله تعالى حُجَّةٌ وإمامُ حقٍّ في بعض الأزمنة للزم الافتراق على بعض المعاني ، والثابت عن النبي صلَّى الله عليه وآله عدم وقوع الإفتراق بأيِّ معنى .

ومهما يكن فإنَّ الآية المباركة صريحةٌ في دلالتها على أنَّ الله سبحانه سيحشر كلَّ أمةٍ مع إمامهم الذين يتولونه ويأتمون به ، فمَنْ ضلَّ عن الإمام الحقِّ بتوليه لمن لم يجعله الله تعالى إماماً وخليفةً ، فهو في الآخرة من أهل الضَّلال والخسران .

وكأنَّ الآيةَ نصٌّ في أنَّ الثواب دائرٌ مدار التولي والإئتمام بالإمام الحقِّ ، لذا يكون حالُ الجاهل به والمنكِرُ له حالَ الكفار في الآخرة ، وإنْ ثبت لبعضهم حكم المسلمين في الدنيا .

نعم حيث يتفاوت الناس في درك الحقِّ ، ويتفاضلون في القابلية والاستعداد ، مضافاً إلى أنَّ للواقع الاجتماعي الخاص الذي تعيشه كلُّ أمة أو كلُّ فرد أثراً وتأثيراً ، لم يقع لمن يجهل بالإمام الحقِّ من الشارع الأقدس وصفٌ خاصٌّ ذو خاصيَّةٍ واحدةٍ ، فلم يقل مَنْ مات ولم يعرف إمام زمانه مات كافراً ، بل أثبت له الميتة الجاهلية .

ثم من العجيب ما قاله في الندوة : وأما " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " فهذه من باب التنزيل .[183]

فإنَّ كون مَنْ لا يعرف إمام زمانه مع تشهُّدِه بالشهادتين محكوماً عليه بالإسلام في الحياة الدنيا ، لا ينافي أنْ يكون مُلحَقاً بالكفار في عالمَ الآخرة كما هو مفاد الحديث المتفق عليه بين الفريقين (الشيعة والسنة) - أي الحديث المزبور- ، ذلك أنَّ الحديثَ ناظرٌ إلى مَنْ حاله كذلك بعد الموت لا قبل الموت .

نعم مَنْ لا يعرف إمام زمانه وإنْ أُلحق بالكفار في الآخرة لكنه في الدنيا أيضاً من أهل الضَّلال ، وهذا يجتمع مع كونه محكوماً عليه بالإسلام في الدار الدنيا في الجملة .

فما في بعض الأخبار من الحكم بالكفر لا ينافي ما في بعضها من كونه من أهل الضَّلال ، وذلك بحمل الأول على حال الآخرة والثاني على ما عرفت .

ونفيُّ الإمام عليه السلام أنَّ ميتته ميتة كفر محمولٌ على نفيِّ كفره في حال الدنيا ، أي لا تكون ميتته عن كفر ، وإثباته عليه السلام أنَّ ميتته ميتة كفر محمول على أنَّ بعد الموت يكون حالُه حالَ الكفار المنافقين الضالِّين .

وقد روى في الكافي مسنداً عن إبن أبي يعفور قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول رسول الله صلَّى الله عليه وآله : مَنْ مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية ، قال : قلت : ميتة كفر؟ قال : ميتة ضلال .[184]

وعن الحارث بن المغيرة قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله : مَنْ مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ؟ قال : نعم . قلت جاهلية جهلاء أو جاهلية لا يعرف إمامه ؟ قال : جاهلية كفر ونفاق وضلال .[185]

هذا ويمكن حَمْلُ جواب الإمام عليه السلام في الحديث الأول على بيان حال غير المنكِر وفي الثاني على المنكِر .

ومهما يكن فلا وجهَ لتفسير الحديث بالرأي بعد ورود الأثر الصحيح عن أهل البيت عليهم السلام ، بل اللازم على مَنْ يرى عصمتهم ووجوب ولايتهم كمال الانقياد والمتابعة ، وعدم متابعتهم ممن يدَّعي أنه موال لهم كما ترى ، فتدبر .

وأخيراً فقد قال أمير المؤمنين عليه السلام ، وإنما الأئمة قُوَّام الله على خلقه ، وعرفاؤه على عباده ، لا يدخل الجنة إلا مَنْ عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلا مَنْ أنكرهم وأنكروه .[186]

وقد روى الشيخ المفيد في أماليه بإسناده إلى أنس بن مالك قال : نظر النبي صلَّى الله عليه وآله إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : يا علي مَنْ أبغضك أماته الله ميتة جاهلية ، وحاسبه بما عمل يوم القيامة.[187]

فهل أنَّ مَنْ أبغض علياً عليه السلام هو ممن يعيش بعض عناوين الجاهلية ؟ وقد ورد أنَّ الله تعالى لم يخلق خلقاً أنجس من الكلب والخنزير، وأنَّ الناصب لأهل البيت عليهم السلام أنجس منهما !
-----------------------------
[159] الندوة 1 ص 255 ط الثانية 1417 - 1997

[160] النساء 31

[161] المائدة 3

[162] المائدة67

[163] الكافي 1 باب معرفة الامام والرد اليه ص 180 ح 1

[164] المصدر السابق ح 2 ص 180

[165] المصدر السابق ح 4 ص 181

[166] المصدر السابق ح 5 ص 181

[167] المصدر السابق ح 8 ص 183

[168] الكافي 1 كتاب الحجة ، باب فيمن دان الله عز وجل بغير امام ح 1 ص 374

[169] الكافي 2 كتاب الايمان والكفر ، باب دعائم الاسلام ح 1 ص 18

[170] المصدر السابق ح 3 ص 18

[171] المصدر السابق ح 4 ص 18

[172] المصدر السابق ح 7 ص 21

[173] المصدر السابق ح 8 ص 21

[174] المصدر السابق ح 9 ص 21

[175] المصدر السابق ح 5 ص 18

[176] المصدر السابق ح 11 ص 22

[177] المصدر السابق ح 14 ص 23

[178] المصدر السابق ح 13 ص 22

[179] المحاسن 1 باب ما على ملة ابراهيم غيركم ، كتاب الصفوة والنور ح 56 ص 147

[180] الوسائل 1 باب 29 من ابواب مقدمة العبادات ح 12

[181] المصدر السابق ح 13

[182] الاسراء72

[183] الندوة 1 ص 256 ط الثانية 1417 -1997

[184] الكافي 1 كتاب الحجة باب من مات وليس له إمام من أئمة الهدى ص 376 ح 2

[185] المصدر السابق ح 3 ص 377

[186] نهج البلاغة الخطبة 149 من القسم الاول

[187] امالي المفيد المجلس الثامن ح 10ص 75 0دار التيار الجديد بيروت


 
 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء








رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 11:46 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية