هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 12-26-2011, 07:44 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5056 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي حاجاتنا لقوة الإرادة للوصل للكمال ( شبكة المنير )



حاجاتنا لقوة الإرادة للوصل للكمال
- 2007/01/22 -

بسم الله الرحمن الرحيم

{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ }

حديثنا انطلاقا من الآية المباركة في محورين:
1/حول مساحة بشرية النبي .
2/و حول ارتباط الإرادة بالوصول إلى الكمال.

المحور الأول: الآية المباركة ذكرت أن شخصية الرسالة تتألف من عنصرين:

العنصر الأول:عنصر حسي.
العنصر الثاني:عنصر غيبي.

العنصر الحسي: هو البشرية و الإنسانية قال تعالى:{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ }.
و العنصر الغيبي: هو الاتصال بالسماء قال تعالى:{ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ }.
فهناك عنصران عنصر البشرية و عنصر الغيبية.

نحن نتساءل ما هي مساحة العنصر البشري في شخصية النبي؟ كم للعنصر البشري من تأثير و فعالية في شخصية النبي ؟

أين حدود تأثير العنصر البشري في شخصية النبي المصطفى ؟

هنا نتعرض لكلام المفكر المعروف محمد أركون في مقالاته حول نقد العقل الإسلامي، يتحدث أركون يقول: " إذا قارنا بين المدرسة الإمامية و بين المدارس الإسلامية الأخرى نجد أن المدرسة الإمامية قلصت العنصر البشري مقابل العنصر الغيبي بينما المدارس الإسلامية الأخرى جعلت حالة توازن بين العنصر الغيبي و العنصر البشري، المدارس الإسلامية الأخرى جعلت النبي شخصية النبي متوازنة بين العنصر الغيبي و هو الوحي و بين العنصر البشري، لذلك ترى في فكر المدارس الإسلامية الأخرى تفصيل بين ما هو بشري في النبي و بين ما هو سماوي و ديني، فيقولون بعض الأفعال صدرت من النبي بما هو ناطق عن السماء بما هو متكلم عن السماء فيؤخذ بها، كحجه كصلاته كصومه، و بعض الأفعال صدرت عنه بما هو بشر انطلاقا من عنصره البشري، كعلاقته مع زوجته كعلاقته مع جاره كتصرفاته اليومية، فهذه لا نأخذ بها لأنها صدرت عنه بما هو بشر، فهناك توازن بين العنصر البشري و العنصر الغيبي.
أما الفكر الإمامي ( المدرسة الإمامية ) جعلت المساحة المستوعبة لشخصية النبي هي للعنصر الغيبي، جعلت النبي سماويا في تصرفاته و في أفعاله و قلصت دور العنصر البشري، فلا ترى للعنصر البشري في الفكر الإمامي أي سمات و أي ملامح و بالتالي فالمدرسة الإمامية و الفكر الإمامي في هذا المجال ( مجال بشرية الرسول ) فكر التقاطي و استباقي. ما معنى التقاطي؟ و ما معنى استباقي؟الفكر الإمامي يصور لنا أن النبي قطعة من الطهارة، لا يخطئ لا ينسى لا يسهو لا يغفل، و هذا هو نفس الفكر المسيحي.
الفكر المسيحي يرى أن عيسى قطعة من السماء تتحرك على الأرض و أن الله تجسد في عيسى، فعيسى لا يخطئ و لا ينسى و لا يسهو و لا يغفل. إذاً الفكر الإمامي هو التقاط و اقتناص للفكر المسيحي الذي صور عيسى بصورة سماوية محضة.
و الفكر الإمامي أيضا فكر استباقي، و معنى أنه استباقي أن الإمامية أولا وضعوا أطروحاتهم و أسسوا أفكارهم ثم حاكموا القرآن على ضوء أفكارهم، لم يأخذوا أفكارهم من القرآن بل أسسوها في مرحلة سابقة على القرآن ثم أخضعوا القرآن لأفكارهم و لأصولهم المسبقة. مثلا: لأن الفكر الإمامي يرى أن النبي لا يخطئ لذلك إذا جاء إلى قوله تعالى: " لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ " ، يلتف على الآية يحاول أن يؤول الآية لا يأخذ بظاهرها لأنه أسس في مرحلة سابقة تصورا معينا و هو أن النبي لا يذنب، فلما اصطدم بالآية التف عليها و قال ليس المراد بالذنب في الآية الذنب الشرعي لأن النبي لا يذنب فلا بد من تأويل الآية و إخضاعها للفكر المؤسس سابقاً، هذا معناه أنه فكر استباقي.
عندما مثلا يأتي الفكر الإمامي لأنه وضع أطروحته في مرحلة سابقة قال النبي كامل و الكامل لا يخطئ على الآخرين فعندما يأتي لقوله تعالى:{ َبَسَ وَتَوَلَّى(1)أَن جَاءهُ الْأَعْمَى} , يحاول أن يلف فيقول هذه لم تنزل في النبي المصطفى لأن النبي لا يصدر منه ذلك. إذا الفكر الإمامي استباقي لم يأخذ معالمه من القرآن و إنما أخضع القرآن لمعالمه التي وضعها في مرحلة سابقة.
بينما المدارس الإسلامية الأخرى تعتمد و تستند إلى القرآن بشكل تلقائي مباشر",هذه هي الأطروحة التي طرحها هذا المفكر نقدا للفكر الإمامي,نحن في مقام نقد هذه الأطروحة و في مقام تنقيحها و فحصها نسجل ملاحظات ثلاث:
الملاحظة الأولى ملاحظة عقلية: نحن نرى أن العقل هو الذي فرض علينا أن نقول بأن النبي محمد معصوم عصمة مطلقة فلا يخطئ و لا يسهو و لا ينسى، لماذا؟ هناك ما يذكره علماء الكلام عندنا و يسمى بقبح نقض الغرض أو بقبح نقض الهدف,نشرح هذا المعنى بوجهين:
الوجه الأول: نحن نتساءل ما هو الهدف من وجود الإنسان؟ لماذا خلق الله الإنسان؟ القرآن الكريم يحدد لنا الهدف، الهدف من وجود الإنسان أن يصل الإنسان إلى الكمال الروحي، لا الكمال المادي بأن يمتلك ثروة أو عقار أو قصر هذا ليس هدفا لوجود الإنسان، الهدف من وجود الإنسان أن يصل إلى الكمال الروحي أي إلى أرقى درجات الكمال الروحي، نستفيد هذا من قوله تعالى: { خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } ، لاحظ تعبير الآية تعبير دقيق ما قالت الآية ليبلوكم أيكم حسن قالت ليبلوكم أيكم أحسن، يعني ليس المطلوب هو الحسن فقط بل المطلوب هو الأحسن.
الهدف من وجود الإنسان أن يصل إلى درجة الأحسن أن يكون هو الأحسن في خلقه في سلوكه في تصرفاته، الهدف من وجود الإنسان أن يصل إلى أعلى درجات الحسن، لاحظوا آية أخرى قوله تعالى:{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} و ما معنى يعبدون: يعني الهدف من وجود الإنسان أن يكون مرآة للعبودية، أن يكون مرآة لعبادة الله في كل تصرفاته، فهو في طول أوقاته و في طول آناته و في مختلف تصرفاته يعيش في عبادة، مرآة للعبودية في كل الأوقات، في كل الأوقات هو قطعة من العبادة هو هيكل عبادة مستغرق في عبادة الله تبارك و تعالى و هذا أعلى درجات الكمال، هذا هو الهدف من وجود الإنسان.
إذا كان هذا هو الهدف من وجود الإنسان، نحن نسأل: هل هذا الهدف ممكن التحقق أو ليس ممكن؟إذا قلنا هذا الهدف لا يمكن أن يتحقق، لماذا؟
لأن الإنسان في معرض النسيان في معرض الغفلة في معرض الخطأ، فإذا كان في معرض الغفلة و في معرض الخطأ و في معرض السهو و في معرض النسيان، فكيف يمكنه أن يكون دائما أحسن؟ كيف يمكنه أن يكون دائما في عبادة؟ بما أن البشرية و الإنسانية تقتضي النسيان و تقتضي الغفلة و تقتضي الخطأ، إذا فلا يمكن للإنسان أن يكون عابدا في كل أوقاته و لا يمكن للإنسان أن يكون أحسن في كل أوقاته، هذا يتنافى مع طبيعته البشرية، إذا هذا الهدف غير قابل للتحقق,فإذا لم يكن قابلا للتحقق إذا جعل القرآن هذا الهدف يكون لغوا، فالإنسان الكامل لا يمكن أن يكون، يكون ناقص من جهة و كامل من جهة.
الإنسان الكامل من تمام الجهات هدف لا يمكن تحققه، إذا كان هدفا لا يمكن تحققه إذا فجعل القرآن له هدفا يكون لغوا، يعني القرآن جعل هدفا و هذا الهدف لغو و اللغو قبيح و القبيح لا يصدر من الحكيم تبارك و تعالى. إذا بالنتيجة هذا الهدف ممكن التحقق و إلا لكان جعله لغوا.
فإذا كان هذا الهدف و هو أن يكون الإنسان أكمل البشر قطعة من العبادة أحسن البشر، إذا كان هذا الهدف ممكن التحقق، فمن هو الشخص الجدير بتحقيق هذا الهدف؟ من هو الشخص الأولى بتحقيق هذا الهدف؟
إن أجدر شخص و أولى شخص بتحقيق هذا الهدف و هو أن يكون الأكمل و الأحسن و القمة في كل شيء و أن يكون قطعة من السماء و قطعة من العبادة، الجدير بتحقيق هذا الهدف هو الشخص الذي جعله الله رحمة للعالمين،قال تعالى:{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} , قال تعالى: هو الشخص الذي قال عنه تعالى{ مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} هو الشخص الذي قال عنه تبارك و تعالى:{ قَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } لا بد أن يكون رحمة العالمين أكمل العالمين، لا بد أن يكون أسوة البشرية أكمل البشرية، لا بد أن يكون المثل الأعلى للمجتمع البشري أكمل المجتمع البشري، فالشخص الجدير بتحقيق الهدف الإلهي من وجود الإنسان هو النبي محمد ، و لو لم يكن هو لاحتجنا إلى نبي أفضل منه ليكون هو الرحمة للعالمين و هو الأسوة لكل بشر على وجه الأرض.
إذا العقل هو الذي يفرض علينا أن نقول بوجود الإنسان الكامل و أن الإنسان الكامل هو النبي محمد و بالتالي فنحن ما فرضنا فكرا التقاطياً و إنما مشينا على ضوء منطق العقل.
أركون يقول الفكر الإسلامي الآخر- يعني غير المدرسة الإسلامية- :الذي يرى أن للنبي عنصرا بشريا يتحكم في تصرفاته و يتحكم في أفعاله، يقول بأن هذا الفكر هو الأقرب للحقيقة، لأن هذا الفكر هو المنسجم مع القرآن و هو المنسجم مع التاريخ، أما أنه منسجم مع القرآن فالقرآن يركز على بشرية النبي يقول:{ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } ، يقول القرآن: {وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً{90} أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً{91} أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً{92} أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً } أي أنني بشر لا يأتي بهذه الأعمال الخارقة للطبيعة و لنواميس الطبيعة قال تعالى:{ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً }المدارس الإسلامية كلامها أن النبي بشر يتوافق مع منطق القرآن و يتوافق مع منطق التاريخ، التاريخ يؤكد على بشرية النبي و البشرية تقتضي ثلاث خصائص:
الخاصية الأولى: النسيان فالبشر ينسى خصوصا إذا كان قائدا و النبي كان قائدا، ضغوط القيادة ضغوط العمل ضغوط الإدارة السياسية تجعله في معرض النسيان و في معرض الغفلة، و لذلك روى المؤرخون روى البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلى صلاة الظهر في المدينة ركعتين فقيل يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت قال ما قصرت و لا نسيت قالوا صليت ركعتين فالتفت و أكمل الصلاة من جديد.
إذا فهو كان يسهو، مثلا يذكر المؤرخون أنه دخل المسجد يوما -صحيح البخاري أيضا يرويها -فسمع قارئا يقرأ القرآن فقال رحمك الله ذكرتني آية كذا و كذا أسقطتها من سورة كذا و كذا. يعني أنا بعض السور قرأتها بدون هذي الآيات.
الخصوصية الثانية: أن البشر يحب المرأة و النبي كان يحب المرأة كان يقول: أحب من دنياكم ثلاث، الطيب و النساء و قرة عيني الصلاة. فلا عجب لأنه يحب المرأة يحب أن يدللها و أن يبهج مشاعرها و أن يرفه عواطفها، لذلك يروي البخاري أنه جاء وفد من الحبشة يوم العيد إلى المدينة و صرن يزفن – أي يرقصن – في فناء المسجد فجاء الرسول و أخذ زوجته المدللة عائشة و وضع رأسها على منكبه و خدها على خده و جاء بها لترى الزفن من قبل الوفد الحبشي إلى أن اكتفت بما رأت ثم أرجعها إلى المنزل.
مثل أي زوج يطلع ومع زوجته في مكان لطيف جميل ليرفه عن مشاعرها و عواطفها. و لقد سابقها فسبقته مرة و سبقها أخرى و قال لها واحدة بواحدة.
الخصوصية الثالثة : للبشر، أنه يغضب، طبيعي من البشر أن يغضب، و إذا غضب قد تصدر منه بعض الهفوات و بعض الكلمات لا يلام عليها لأنها صدرت منه حالة الغضب، فكذلك كان النبي كان إذا غضب شتم الآخرين، فقد روى أنس بن مالك كما روى أبو هريرة أن النبي - موجود هذا في صحيح البخاري – رفع يديه إلى السماء قال: اللهم إن محمدا بشر و البشر يغضب فمحمد يغضب كما يغضب البشر فأيما رجل سببته أو شتمته أو آذيته فاجعل ذلك زكاة له و أجرا. إذا لماذا تضخيم المسألة بأنه كان بشر.
و كما يروي أيضا صحيح البخاري دخل سماطة قوم فبال واقفا، ثم دخل على القوم. إذاً فبالنتيجة بشرية النبي أي العنصر البشري و سيطرته على شخصية النبي المصطفى هذا يتلاءم مع منطق القرآن و يتلاءم مع منطق التاريخ، و بالتالي فالفكر غير الإمامي أقرب للحقيقة من الفكر الإمامي.
نحن ذكرنا في مقابل هذا الكلام أن العقل يفترض أن يكون النبي في أعلى درجات الكمال ليحقق الهدف الإلهي من وجود الإنسان فهو الأولى بتحقيق هذا الهدف و الإنسان الكامل المستغرق في عبادة الله عز و جل لا تصدر منه هذه التصرفات التي رويت في كتب التاريخ لأنها تتنافى مع الكمال فضلا عن قمة الكمال و أعلى درجات الكمال.
الوجه الثاني: أنه ما هو الهدف من بعثة النبي؟ الهدف من بعثة النبي وصول التعاليم السماوية إلى المجتمع البشري قال تعالى:{ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}, إذا كان هذا هو الهدف، وصول التعاليم للمجتمع البشري يتوقف على وثوق الناس بهذا المتكلم، إذا لم وثق الناس بهذا المتكلم وصلت تعاليمه إلى قلوبهم و إذا لم يثقوا به لم تصل تعاليمه إلى قلوبهم، إذا وصول تعاليم السماء إلى الأمة البشرية يتوقف على وثوق الأمة بهذا المبعوث و وثوق الناس به يتوقف على عصمته، إذ لو لم يكن معصوما فكيف يثقون به، لو جاز عليه الخطأ لو جاز عليه النسيان لو جاز عليه السهو لتطرق الشك إلى شخصيته، النبي لا يقول كل شيء أحيانا بالعمل، النبي في حجة الوداع لما وصل إلى الحج لا يوجد وقت يجلس النبي و يشرح أحكام الحج إلى الناس شرحا لفظيا، النبي بمجرد دخل مكة قال خذوا عني مناسككم، كان يشرع من خلال عمله كان يعلم من خلال سلوكه لا من خلال لفظه.
كيف يثق الناس به و يأخذون منه مناسكهم و هو شخص يمكن أن يخطئ و هو شخص يمكن أن ينسى و هو شخص يمكن أن يغفل؟
لا يمكن وصول المناسك و تعاليم السماء إلى الناس إلا إذا وثقوا به و لا يمكن وثوقهم به إلا إذا علموا أنه معصوم لا يخطئ و لا ينسى و لا يسهو لأنهم لو لم يعلموا بذلك لم يثقوا به و شككوا في أي فعل يصدر منه و إذا لم يثقوا به لم يتحقق الهدف من بعثته و هو وصول تعاليم السماء إليهم قال تعالى:{وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } إذا العقل بنفسه هو الذي يفترض العصمة المطلقة التي ذكرناها. هذه هي الملاحظة الأولى بوجهيها.
الملاحظة الثانية: ذكر المفكر أن الفكر الإمامي فكر استباقي أي أنه يؤسس أطروحاته في مرحلة سابقة ثم يخضع القرآن إلى أطروحاته، و نحن نقول بأن هذا مخالف لطبيعة الفكر الإمامي، كيف؟ في علم الدلالة من جملة العلوم اللغوية علم يسمى علم الدلالة، من جملة قوانين علم الدلالة هو قرينية السياق العام، ما معنى قرينية السياق العام؟ يفترض بالمفكر أركون و غيره الاطلاع على علم الدلالة. قرينية السياق العام ما معناها؟
العرف العربي يقرر أن الإنسان إذا سمع كلام من متكلم واحد- فرضا أنا أتكلم برأس ساعة ساعتين- العرف العربي يقول هذا الكلام لأنه صدر من متكلم واحد فهذا الكلام يفسر بعضه بعضا صدره يفسر ذيله و ذيله يفسر صدره لأنه كلام لمتكلم واحد فبعضه يفسر بعضا يعني ما يصير أنت تأخذ قطعة من كلامي و تفسرها و تترك بقية كلامي، لا بد أن تجري وراء السياق العام لكلامي كله، قرينية السياق العام يعني الكلام الصادر من متكلم واحد له جو واحد له سياق واحد، هذا السياق الواحد حتى تعرفه لا بد أن تحمل بعض الكلام على البعض الآخر. هذا الكلام الموجود في علم الدلالة نطبقه على القرآن الكريم.
القرآن الكريم كلام صدر من متكلم واحد فله سياق واحد لذلك كي نتعرف على القرآن الكريم لا بد من تفسير بعضه بالبعض الآخر لا بد من قرينية بعضه على البعض الآخر، و هذا ما ورد عن الإمام أمير المؤمنين (ع) عندما قال: ( اضربوا القرآن بعضه ببعض) يعني بعضه يفسر بعضا. بناء على ذلك أنت لا تستطيع أن تقتطع بعض الآيات القرآنية بدون أن تراجع السياق العام للقرآن الكريم أي للآيات القرآنية الأخرى.
أضرب مثل عند جميع المسلمين: جميع المسلمين عندما يقرؤون قوله تعالى:{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }أي إن الله لا يماثله شيء، آية أخرى القرآن الكريم يقول { يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} كيف ليس كمثله شيء و هو له يد؟ إذا هنا لا بد أن نفسر بعض القرآن بالبعض الآخر، نقول المقصود باليد في هذه الآية بقرينة قوله تعالى " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ " المقصود باليد هنا القدرة اليد كناية عن القدرة و القوة، فسرنا القرآن بعضه ببعض، هذا ما يسموه فكر استباقي هذا يسموه تفسيرا للكلام بعضه بالبعض الآخر هذا جري على المنهج منهج العرف العربي في قرينية السياق العام، نفس الشيء إذا أمامنا آيتان آية تقول:{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} و آية تقول:{ عَبَسَ وَتَوَلَّى} كيف يتلاءمان يصير تناقض و اختلاف في نفس القرآن، نقول بما أن الله تعالى قال { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } إذا {عَبَسَ وَتَوَلَّى } ليس المقصود بها النبي بقرينة الآية الأخرى :{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } نفس الشيء أنت أمامك آيتان آية تقول:{ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً(1)لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} معناه أن النبي له ذنب بينما نجي لآية أخرى تقول :{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى)3(إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } ما معنى ذلك؟ ما ينطق ترى النطق ليس له خصوصية المقصود بالآية و ما ينطق يعني و ما يصدر، يعني لا يصدر منه شيء قولا أو فعلا إلا و هو مطابق لوحي السماء فهو مرآة السماء قال تعالى:{مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } إذا كيف نوفق بين هذه الآيات و بين قوله :{لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} هنا يأتي الفكر الإمامي يقول فسروا القرآن بعضه ببعض، معنى الذنب هنا الذنب الاجتماعي و ليس الذنب الشرعي.
ما معنى الذنب الاجتماعي؟ أن النبي المصطفى محمد اصطدم بقبيلته النبي اصطدم بقريش حارب قريش قتل صناديد قريش، يعني قتل أبناء عمه و أبناء عمومته حصلت مواجهة دامية بين النبي و بين قبيلته بلا إشكال هذا يعد ذنبا اجتماعيا ليس ذنبا شرعيا و لكنه ذنب اجتماعي مواجهة الإنسان لقبيلته و مقاتلته لهم من أجل مبدأه يعد ذنبا اجتماعيا و إن لم يكن ذنبا شرعيا، الله تعالى يقول لنبيه لا تقلق من هذا الذنب الاجتماعي أبدا سنفتح لك مكة و سننصرك على قريش و نجعل قريش تحت يدك و تحت أمرك و نهيك فتنمحي الذنوب الاجتماعية التي سجلتها قريش على شخصيتك قال تعالى:{ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً(1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً(2) وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً }

الملاحظة الثالثة: نلاحظ أن المفكر أركون قال إن البشرية تقتضي النسيان و الغفلة، نحن نقول بالعكس البشرية تقتضي الكمال لا أنها تقتضي السهو و النسيان فرق بين أن تقرأ البشرية عاملا سلبيا و بين أن تقرأ البشرية عاملا إيجابيا الفكر الإمامي يقر ببشرية النبي الفكر الإمامي يقول النبي بشر غيبي له عنصر غيبي له عنصر حسي له عنصر بشري له عنصر سماوي الفكر الإمامي يقر بالعنصر البشري لكنه لا يعتبر العنصر البشري عامل ضعف بل يعتبره عامل قوة، الفكر الإمامي يرى أن العنصر البشري هو طريق الكمال و لو لا العنصر البشري لما وصل النبي إلى الكمال فهو يقرؤه من ناحية إيجابية و لا يقرؤه من ناحية سلبية، كيف؟ الملائكة ما ليهم فخر على البشر أبدا فهم جبلوا على الطاعة و ترك المعصية فهؤلاء لم يصلوا إلى الكمال فهم خلقوا مثل الآلة الأوتوماتيكية خلقوا على عمل معين، بينما البشر وضع الله فيه قوتين قوة العقل و قوة الغريزة ليصل إلى الكمال من أجل أن يعيش الصراع المحتدم بين العقل و بين الغريزة فإذا عاشه و انتصر على غريزته و نصر عقله بقوة إرادته و بقوة صلابته وصل إلى الكمال بجدارة و استحقاق إذاً صارت البشرية عاملا إيجابيا و ليست عاملا سلبيا.
البشرية تعني الإرادة من كان بشرا فقد ملك الإرادة و من ملك الإرادة ملك طريق الكمال لأن طريق الكمال منوط بالإرادة البشر يساوي إرادة و الإرادة تساوي الوصول إلى الكمال إذا عنصر البشرية عنصر إيجابي في الوصول إلى الكمال، نحن الإمامية نرى أن سر عظمة النبي في بشريته و سر كماله في بشريته لو كان ملكا لما كان عظيما لو كان ملكا لما كان كاملا سر كماله سر عظمته في بشريته فكيف نهمل عنصر البشرية و نحن نرى أن عنصر البشرية هو السر في الكمال لأن عنصر البشرية هو قوة الإرادة و قوة الإرادة هي طريق الكمال إذا نحن نرى عنصر البشرية من زاوية إيجابية لا من زاوية سلبية نرى أن عنصر البشرية طريق الكمال، هناك آية نازلة في الإمام علي (ع) عندما بات على فراش رسول الله تقول " {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ}، بعض علماءنا يقول لماذا قالت الآية و من الناس ما قالت و من المؤمنين ما قالت و من الصادقين ، تتحدث الآية أن الإنسانية عنصر إيجابي لا عنصر سلبي فهذا من الناس و مع ذلك أوصلته إنسانيته إلى أن يكون أعظم فدائي بين يدي النبي المصطفى إذا البشرية عنصر إيجابي طريق الكمال و ليس عنصرا سلبيا عظمة النبي في بشريته و في قوة إرادته.
المحور الثاني:
الإرادة هي طريق الكمال لماذا جعل الله النبي بشرا و لم يجعله ملكا؟ لأن من وظيفة النبي التزكية قال تعالى:{ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } ، الملك يقدر يقوم بالدور الأول و الدور الثالث يتلوا الآيات يقدر، يقدر يعلم الناس الكتاب و الحكمة لكن الملك ما يقدر يقوم بالدور الثاني و هو دور التزكية لماذا؟
لأن التزكية هي عبارة عن السلوك النبي ما كان يزكي الناس بكلامه لا لو كان يزكي الناس بكلامه لدخل في كلمة و يعلمهم معناه غير التعليم هناك دور آخر تزكية النبي للأمة لم تكن بالخطب و لم تكن بالمواعظ و لم تكن بالكلمات تزكية النبي للأمة كانت بالعمل سلوكه كان هو التزكية سلوكه كان مصدر التزكية سلوكه كان مصدر التهذيب سلوكه كان مصدر تهذيب و تكميل أعمال الخلق و أعمال الأمة إذا التزكية عبارة عن سلوكه العظيم و سلوكه العظيم لا يمكن أن يكون تزكية إلا إذا كان ناجما عن الإرادة إلا إذا كان ناجما عن الاختيار فلو كان ملكا ما كان عنده إرادة و إذا ما عنده إرادة ما يصير سلوكه سلوك تزكية إذا تفقد النبوة دورها المهم و هو دور التزكية دور التزكية يعتمد على السلوك و السلوك يعتمد على الإرادة إذا لا بد من بعث إنسان يمتلك الإرادة كي يكون سلوكه تزكية للأمة فالإرادة يا إخوان هي طريق التزكية هي طريق الكمال هي طريق التهذيب، كثير منا مع الأسف يقول أنا ما أمتلك إرادة ، أنا كان الله سيغيرني و إلا ما أتغيير أنا لست قابلا للتغيير أنا إنسان أنساق وراء المعصية أنساق وراء صوت المرأة الجميل العذب أنساق وراء الإغراءات و الإثارات التي تصلني عبر الجوال أو عبر الشات أو عبر أي وسيلة أخرى أنا إنسان أنساق وراء شهوتي و وراء غريزتي كيف يمكن لي أن أتغير و أنا إنسان مسترسل منساق وراء شهوته و غريزته ادع الله أن يغيرني و أن يبدل حالي إلى أحسن الحال، هذا المنطق منطق مرفوض قال تعالى:{ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} تغيير المسار منوط بإرادتك وليس منوطا بالسماء السماء تساعدك على التغيير إذا أردت التغيير إذا اخترت أنت التغيير قال تعالى:{ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} كيف أغير مساري من المعاصي من استماع الأغاني من العلاقات غير المشروعة إلى المسار الصالح الصحيح السوي؟ تغيير المسار يعتمد على قوة الإرادة ,و قوة الإرادة تعتمد على ركيزتين:
الركيزة الأولى : التلقين النفسي.
الركيزة الثانية : نقد الذات.
الركيزة الأولى هي التلقين النفسي: مثلاً: إنسان يريد أن يحصل على معدل ممتاز في الدراسة في الثانوية أو في الجامعة ألا يمتلك إرادة طبعا يمتلك إرادة، تراه يقطع علاقاته مع الناس أيام الامتحانات و يظل دؤوبا مثابرا على المذاكرة و حفظ المعلومات و إتقانها و تنقيطها و تبويبها حتى يستوعبها و يأتي بمعدل ممتاز، إذا هذا الشخص قوي الإرادة لولا أنه يمتلك قوة إرادة لما حصل على هذا المعدل، إنسان آخر يقول لك أنا موظف لكن راتب وظيفتي ما يسوي لي شي ما يكفيني و يكفي عيالي أنا أحتاج أن أعمل عمل آخر يساعدني على توفير ثروة لنفسي و لعائلتي، ترى هذا الإنسان يرجع من الوظيفة متعبا مرهقا و مع ذلك يخرج إلى التجارة و يسهر إلى أوقات متأخرة في الليل يجهد بدنه يجهد عقله يجهد وقته في سبيل أن يحصل على الثروة إذا هو إنسان قوي الإرادة لو لم يكن قوي الإرادة لما استطاع أن يجمع الثروة، فإذا كنت قوي الإرادة في مجال الدراسة و قوي الإرادة في مجال جمع الثروة لكن أمام المعاصي ضعيف الإرادة هل هذا مقبول؟
الإرادة لا تتبعض و لا تتجزأ، من كان قوي الإرادة في طلب المعارف فهو قوي الإرادة أمام شهواته، من كان قوي الإرادة في جمع الثروة فهو قوي الإرادة أمام غريزته، الإرادة طاقة واحدة لا يمكن أن تكون ضعيفة من جهة و قوية من جهة من كانت له إرادة قوية فهو قوي الإرادة في تمام أموره، إذا من أين يكتسب قوة الإرادة من التلقين، التلقين خطوة ضرورية سابقة على خطوة الإرادة، لماذا أنا أحضر المأتم و هذا الخطيب يأخذ ساعة أو أكثر ؟ إنما حضرت المأتم لأن عندي إرادة الإرادة من أين اكتسبتها؟ اكتسبتها من خطوة سابقة و هي خطوة التلقين لقنت نفسي أولا أن المحاضرة نافعة و إن كانت طويلة أن الذهاب إلى هذا المكان يعطيني منافع متعددة ثقافية اجتماعية أخروية، بعد أن لقنت نفسي بهدفية العمل و بضرورة العمل امتلكت الإرادة و عندما امتلكت الإرادة صرت قادرا على التغيير، إذا الإرادة مسبوقة بالتلقين فكما ألقن نفسي أهمية الدراسة و أهمية جمع الثروة فعلي أن ألقن نفسي أهمية الفرصة التي أعيشها و أهمية الزمن الذي أمر به يا إخوان إن الدقائق التي تمر علينا لن تعود مرة أخرى و إن العمر إذا مضى لن يعود مرة أخرى، ورد عن النبي محمد : لا تخطوا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه و عن شبابه فيما أبلاه و عن ماله من أي اكتسبه و في ما أنفقه.
نحن مسؤولون عن شبابنا نحن مسؤولون عن أوقاتنا نحن مسؤولون عن عمرنا ، فلنلقن أنفسنا أننا مسؤولون عن الوقت فلنلقن أنفسنا أننا مسؤولون عن العمر فلنلقن أنفسنا أننا مسؤولون عن هذه الدقائق و الثواني التي نعيشها فلنلقن أنفسنا أننا قادرون على التغيير و قادرون على التصحيح فإذا لقنا أنفسنا امتلكنا إرادة التغيير.
الركيزة الثانية هي نقد الذات: نحن بحاجة إلى نقد ذواتنا إننا نعيش- كما في الرواية- إننا نعيش صرعة الاسترسال ما معنى صرعة الاسترسال؟ الرواية تقول ( إنما أهلك المؤمن صرعة الاسترسال ) ما معنى صرعة الاسترسال؟
يعني أنا أطلع من الصبح مبكر إلى العمل مشغول بالعمل أرجع تعبان أتغذى و أنام ، أخلص أطلع لأصدقائي أو مع عائلتي أرجع يوم ثاني لنفس الروتين هذا يسمى صرعة الاسترسال يعني أنا أسترسل مع الروتين لا أفكر في نفسي لا أفكر في قبري لا أفكر في آخرتي لا أفكر في مصيري أنا أسترسل مع الروتين عمل و نوم و غذاء و وظيفة و جلوس مع الأهل و خروج إلى الأصدقاء مسترسل مع الروتين بدون أن يكون لي وقت أفكر فيه في محاسبة نفسي و في نقد ذاتي (إنما هلك المؤمن من صرعة الاسترسال) كيف أتخلص من صرعة الاسترسال؟ بنقد الذات، ورد عن النبي محمد حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا و زنوها قبل أن توزنوا) عملية نقد الذات طريق الإرادة و الإرادة طريق الكمال، إذا أردنا أن نكتسب قوة الإرادة فلننظر إلى عظماء التاريخ الذين غيروا التاريخ بقوة إرادتهم ( والله لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه ) هذا رسول الإنسانية، و آخر يقول ( و الله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت ) هذا علي بن أبي طالب، و ثالث يقول (و الله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل و لا أفر فرار العبيد إني لم أخرج أشرا و لا بطرا و لا مفسدا و لا ظالما و إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن أأمر بالمعروف و أنهى عن المنكر ).



 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 04:34 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية