هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 12-26-2011, 07:51 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5056 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي علاقة المسلم بأهل البيت ( شبكة المنير )



علاقة المسلم بأهل البيت
- 2004/03/02 -

بسم الله الرحمن الرحيم

{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }الأحزاب 33

آمنا بالله ، صدق الله العلي العظيم

انطلاقا من الآية المباركة نتحدث عن علاقة المسلم بأهل البيت، والحديث ضمن نقطتين :
1- بيان الاتجاه الموضوعي في علاقتنا بأهل البيت.
2- الآثار السلوكية المترتبة على علاقتنا بأهل البيت.
النقطة الأولى : علاقة المسلم بأهل البيت تكلمت فيها وتحدثت عنها كثير من الأقلام، تحدثت الأقلام هن علاقة المسلم بأهل البيت ضمن اتجاهات ثلاثة :
1- الاتجاه التجريدي.
2- الاتجاه التفصيلي.
3- الاتجاه الموضوعي.
الاتجاه التجريدي : يقررأن المسلم لا يحتاج إلى علاقة بأهل البيت، المسلم يمكنه أن يصل إلى أهدافه من دون أن يقيم أي علاقة بأهل البيت، ومن دون أن يكوّن أي علاقة بأهل البيت، أهل البيت مثلهم مثل باقي المسلمين، لا موجب لتكوين علاقة خاصة بهم، على الإنسان أن يسير على درب الإيمان سواء سار عليه أهل البيت أم لا، هذا الاتجاه التجريدي، ما هو مستنده؟ وما هو مدركه؟

مدركه هو أن الهدف الإسلامي لا يتوقف على علاقة بأهل البيت، ما هو الهدف؟ القرآن الكريم حدد لنا الهدف من وجود الإنسان وهو أن يصل إلى كماله الروحي، القرآن الكريم يقول { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات 56، لأن العبادة توصلك إلى الكمال الروحي، العبادة هدف، القرآن الكريم يقول { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي }طه 14، المهم الكمال الروحي، القرآن الكريم يقول { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } الحجر 99، ليس المقصود باليقين الموت .

المقصود باليقين أن تصل إلى درجة اليقين، أن تصل إلى درجة الكمال الروحي، فالهدف هو الوصول إلى الكمال الروحي، ومن الواضح أن الوصول لهذا الهدف لا يتوقف على أن نقيم علاقة بأهل البيت، أي ربط لهذا الهدف بأهل البيت، يمكنا أن نصل إلى هذا الهدف، وهو الكمال الروحي، من دون أن تكون عندنا أي علاقة بأهل البيت، فالوصول إلى الهدف لا يتوقف على علاقة بأهل البيت، ولذلك القرآن الكريم ركز على أن علاقتنا بمن مضى هي علاقة تاريخ لا أكثر.

يقول القرآن الكريم { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } البقرة 134، ماذا كانوا يعملون؟ ما هي خصائصهم؟ ليس لكم علاقة، أنتم امشوا للهدف، أنتم اسلكوا الدرب إلى الهدف ولا يهمّكم من مضى، إذن علاقتنا بأهل البيت علاقة تجريدية، المهم أن نصل إلى الهدف وهو الكمال الروحي من دون أن نكوّن علاقة خاصة وعلاقة نفسية بأهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين.

هذا الاتجاه يصطدم بمجموعة من النصوص، سواء كانت من القرآن أو من السنة، مثلا قوله تعالى { قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} الشورى 32 ،أي مطلوب منك أن تكوّن علاقة ودية بأهل البيت، الطبراني في معجمه الكبير والحاكم في مستدركه رويا عن رسول الله صلى الله عليه قيل ما لقربى؟ قال " ذريتي، علي وفاطمة وابناهما" ، نأتي لآية أخرى، الآية تقول { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ }الأحزاب 6، فيجب أن تكون علاقتك بالنبي أقوى من علاقتك بنفسك.

والنبي نقل هذا المضمون إلى أهل بيته، المحدثون والمؤرخون والمفسرون، كلهم رووا ذلك، في يوم غدير خم قال صلى الله عليه وآله " ألست أولى بكم من أنفسكم؟ " قالوا : بلى، قال" فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه"، نأتي إلى السنة النبوية حيث ذكرنا في الليلة السابقة في صحيح البخاري يروي عن أنس عن الرسول صلى الله عليه وآله أنه قال " حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسينٌ سبط من الأسباط" إذن الحب مطلوب، الثعلبي يروي في تفسيره عن النبي محمد-صلى الله عليه وآله- " من مات على حب آل محمد مات شهيدا، من مات على حب آل محمد مات مغفوراً له، من مات على حب آل محمد مات تائبا، من مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان"، إذن نحن لدينا مجموعة من النصوص تؤكد وجود علاقة مع أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

الاتجاه الثاني : الاتجاه التفصيلي– حتى بعض الأقلام الشيعية تطرحه - ، ما معنى الاتجاه التفصيلي؟

أهل البيت عليهم السلام لهم صفحتان :

صفحة ذاتية : مثلاً علي اقتلع باب خيبر وهذا شيء شخصي بالإمام علي، علي ردت له الشمس، علي كانت له ولاية تكوينية، علي كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، كل هذه المواصفات تعبر عن الصفحة الذاتية والشخصية للإمام علي عليه السلام .

صفحة سلوكية : زهد علي، عبادة علي، أخلاق علي، جهاد علي، فقه علي، إذن الصفحة الثانية تعني إنجازات الإمام علي عليه السلام، وهذه نسميها الصفحة السلوكية .

عندنا صفحتان، الصفحة الذاتية والصفحة السلوكية، أصحاب هذا الاتجاه ماذا يقولون؟ يقولون أنه ينبغي أن تكون علاقتنا بأهل البيت في إطار الصفحة السلوكية، لا في إطار الصفحة الذاتية، ليس مهما أن نجلس و نستغرق في الصفحة الذاتية، معاجز علي، فضائل علي، ولاية علي التكوينية، شخصية علي، هذا ليس مهما، الاستغراق والارتباط بالصفحة الذاتية ليس أمرا مهما، المهم الصفحة السلوكية، المهم أن نقرأ أخلاق علي، أن نقرأ زهد علي، أن نقرأ جهاد علي، أن نقرأ عبادة علي أن نقرأ الصفحة السلوكية لأهل البيت هذا هو المهم، ليس أن نقرأ الصفحة الذاتية، لماذا؟

أصحاب هذا الاتجاه يذكرون وجهين :

الوجه الأول : أن الهدف من إيجاد محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم هو أن يكونوا قدوة، ليس الهدف من وجودهم أن نقرأ شخصيتاهم وأن يكونوا قدوة، القرآن الكريم يقول { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }الأحزاب 21، ويقول الرسول صلى الله عليه وآله " إني مخلف فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما " يعني المسألة مسألة اقتداء، الهدف من وجود النبي وآله أن يكونوا قدوة، وهذا الهدف تحدده الصفحة السلوكية ولا تحدده الصفحة الذاتية، ما هو الرابط؟

مثلا، قلنا الزهراء تحدثها الملائكة أم لم نقول، ما هو أثر هذا على سلوكنا؟ الزهراء مثلا، كان لها مصحف أو لم يكن، ما هو أثره على سلوكنا؟ الأئمة أفضل من الأنبياء أو لا، ما هو أثره على سلوكنا؟ مريم أفضل من الزهراء أو الزهراء أفضل من مريم، ما هو أثره على سلوكنا؟ الصفحة الذاتية لأهل البيت لا ينبغي أن نشغل أنفسنا بها وأن نتأمل فيها، ما هي الخصائص الذاتية للزهراء؟ وما هي الخصائص الذاتية لعلي؟ هذا أمر من قبيل الترف الفكري الذي لا ينعكس على سلوكنا ولا على خطنا العملي، إذا علينا أن نؤطّر علاقتنا في إطار الصفحة السلوكية.

الوجه الثاني : القرآن الكريم، القرآن الكريم لم يركز على الصفحة الذاتية للأنبياء والأبطال وإنما ركز على الصفحة السلوكية، القرآن الكريم يركز على العمل، ماذا يقول القرآن الكريم؟ يقول { وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا - يخاطبون النبي صلى الله عليه وآله -أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلا *أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَـزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلا بَشَرًا رَسُولا } الإسراء 90-93.

هذه الآية توضح العلاقة، يعني علاقة الرسول بنا هي علاقة رسول فقط، علاقتنا بالنبي يجب أن تكون في إطار الرسالة، في إطار القدوة، في إطار الصفحة السلوكية، لا تهمنا الصفحة الذاتية، النبي كان آباؤه طاهرين أو ما كانوا؟ النبي كان نور قبل أن يخلق الكون أو ما كان؟لا تهمنا الصفحة الذاتية، بل الصفحة السلوكية { هَلْ كُنْتُ إِلا بَشَرًا رَسُولا }، { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ } الكهف 110، أيضا من الآيات عندما تتحدث عن الأنبياء { وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }الأنعام 87-88، وأيضا { أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ }الأنعام 90،

يعني ركز على قضية الإقتداء، ركز على الصفحة السلوكية، اجعل علاقتك بهم علاقة الاهتداء، علاقة الإقتداء، لا علاقة الاستغراق في المعاجز والكرامات والمناقب والخصوصيات، حاول أن تنشر فكر علي، أن تنشر زهد علي، أن تنشر عبادة علي، أما معاجزه وكراماته فلا ربط لها بالسلوك.

الاتجاه الثالث: الاتجاه الموضوعي، وهو الاتجاه الصحيح بنظرنا، الاتجاه الموضوعي هو أن تكون علاقتنا بأهل البيت مزيجا من العلاقة القدسية والعلاقة العملية، علاقتنا مركّب من أمرين، علاقة قدسية وعلاقة عملية، ما معنى علاقة قدسية وعلاقة عملية؟

كما أن علينا أن نحلل وأن نقرأ فكرهم، عطائهم، زهدهم، ورعهم، أخلاقهم، علينا أيضا أن ننشر كراماتهم، معاجزهم، فضائلهم، خصائصهم الذاتية، ننشرها ونروج لها وننوه بها، يجب أن تكون علاقتنا بهم علاقة تقديس وعلاقة اقتداء، لم؟

أذكر لك دليلين :

الدليل الأول : مكون من أمور ثلاثة :

الأمر الأول : علماؤنا قسموا كلام الله -عز وجل- إلى قسمين، الكلام اللفظي وكلام الذاتي، ما الفرق بين الكلام اللفظي والكلام الذاتي ؟

الكلام اللفظي : هو حروف وألفاظ، صوت مسموع، الكلام اللفظي مستحيل على الله، الله لا يمكن أن يصدر حروف، لا يمكن أي يصدر منه كلام لفظي، إذن ما معنى قول تعالى { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا }النساء 164 ؟ إذن لا تصدر منه حروف، فما معنى الآية ؟ ، الحروف لا تصدر إلا من جسم، الصوت لا يصدر إلا من جسم، والله ليس بجسم، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } الشورى 11 .

إذن الله لا يتكلم كلاما لفظيا ، فما معنى {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا }؟ ، القرآن يفسر بعضه بعضا، معناه {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا}الشورى 51 ما معنى وحيا؟ ، أي إلهام، هذا الطريق الأول أن يلهم قلبه كلاماً معينا، {أْوحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى *أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ} طه 38-39، لم ينزل جبرئيل على أم موسى وقال لها اقذفيه في اليم، أُلهمت،{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ }القصص 7.

الطريق الثاني : {أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ }الشورى 51، أي أنّ الله تبارك وتعالى يخلق الكلام ضمن مادة معينة، مثل موسى لما دخل طور سيناء وسمع من الشجرة كلاما، الله بواسطة الشجرة خلق أصوات معينة وهذا معنى { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } ، {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} الشورى 51 .

الكلام الذاتي : الكلام الذاتي هو أن الله عز وجل يجعل بعض مخلوقاته مظهراً له تبارك وتعالى، يختار بعض مخلوقاته ويجعلهم مظهراً له، كهذه الشمس العظيمة، الإنسان عندما ينظر إلى الشمس ماذا يجد؟ يجدها مظهر لقدرة الله، مظهر لحكمة الله ، مظهر لإبداع الله، مظهر لعظمة الله، إذن الشمس مظهر لله، إذن الشمس كلام الله، الشمس كلمة من كلمات الله عز وجل، وهذا معنى قوله تعالى {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي }الكهف 109، حروف ربي يمثلها بأوراق موضوعة بالبحر، كلمات ربي أي مظاهر القدرة الإلهية، مظاهر الحكمة الإلهية، مظاهر حكمته كلماته، فالشمس كلمة من كلماته .

الأمر الثاني : هل من الممكن للبشر أن يكون كلمة من كلمات الله؟ أي هل يكون البشر كلام الله؟ نعم ممكن أن يكون، كيف؟ القرآن يقول { إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ }آل عمران 45، من هو الكلمة؟ يعني المسيح كلمة من كلمات الله، آية أخرى صريحة {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ} النساء 171، المسيح كلمة من كلمات الله، لم؟ لأنه يقول { قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا *وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا }مريم 29-32.

المسيح كلمة من كلماته تبارك وتعالى، إذن البشر من الممكن أن يكون كلمة من كلمات الله، إذا كان المسيح عليه السلام كملة من كلمات الله، محمد صلى الله عليه وآله ليس كلمة؟! ، من الطبيعي أنه إذا كان المسيح كلمة من كلمات الله فمحمد وآله كلمة من كلمات الله، اقرأ قوله تعالى { فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ}البقرة 37، ما هي هذه الكلمات؟

لنرجع إلى الطبراني في معجمه الكبير والحاكم في مستدركه وابن حجر في صواعقه، ما هي هذه الكلمات؟ يقول آدم لما أخطأ رفع يديه إلى السماء وقال "اللهم اغفر لي بحق محمد" فخوطب من محمد؟ فقال" إنك يا رب منذ خلقتني ورفعت رأسي، وجدت على العرش مكتوباً لا إله الله محمد رسول الله، فعلمتُ أنه ليس هناك عبد أقربَ إليك منه، ولذلك جعلتَ اسمه مع اسمك"، نحن نعلم أن النص محذوف منه شيء لأن محمد كلمة والذي تلقاه آدم كلمات وليس كلمة، فأين بقية النص، بقية؟

النص في الكتب الأخرى، المناقب للخوارزمي (إكمال الدين وإتمام النعمة )، ارجع إلى هذه الكتب تنقل بقية النص، قال"فقرأت على العرش مكتوبا –تكلمة- محمد وآل محمد خلقكم الله أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين، حتى من الله علينا بكم فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه " ، إذن كلمات يعني محمد وآل محمد، محمد وأهل بيته كلمات الله، مظاهر قدرته، مظاهر عظمته، مظاهر إبداعه .

الأمر الثالث : عرفنا أنّ محمدا وأهل بيته كلمات، مظاهر لقدرة الله، لماذا الله جعلهم هكذا؟ ما هو الهدف من جعل النبي وأهل بيته كلمات؟ ما هو الهدف من جعل النبي وأهل بيته مظاهر لقدرته تعالى؟ السؤال هو السؤال، ما هو الهدف من جعل الشمس مظهر لقدرته، لعظمته، لإبداعه، ما هو الهدف؟

الهدف من جعل الشمس مظهرا وكلمة من كلماته تعالى، هو أن تصل إلى الله عبر الشمس، {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}فصلت 53، الشمس كلمة الله، أنت من خلال الشمس تصل إلى الله عز و جل، الشمس كلمة الله، إذن الهدف اتضح، لماذا جعل النبي وأهل بيته كلمات ، مظاهر؟ لأننا إذا تعرفنا على أهل البيت تعرفنا على الله، فهم مظاهر قدرته، فهم مظاهر عظمته، فهم مظاهر إبداعه، وإلا إنسان يقتلع باب خيبر بكف واحدة!، طبيعي مظهر لقدرة الله، إنسان تُرَدُّ له الشمس! ، طبيعي مظهر لقدرة الله، إنسان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة!، طبيعي مظهر لقدرة الله، امرأة -فاطمة الزهراء- تحدثها الملائكة!، طبيعي مظهر لقدرة الله، إذن إنما جعل أهل البيت مظاهر لقدرته.

لأنك إذا قرأت فضائلهم وقرأت مناقبهم وقرأت خصائصهم انتقلت منهم إلى الله، فهم آيته ومظهره وكلمته، من هنا نعرف أن علاقتنا بأهل البيت يجب أن تكون علاقة قدُسية، يعني يجب أن نقرأ فضائلهم ومعاجزهم وكراماتهم، لأننا إذا قرأنا الصفحة الذاتية لهم، فقد قرأنا الله من خلالهم، إذا قرأنا صفحتهم الذاتية، تعرفنا على الله من خلال تعرفنا عليهم ، هذه هي العلاقة القدسية، هذه هي العلاقة التي ننادي بها .

الدليل الثاني : أذكر لك مقالة لعلم النفس وأنت تستطيع أن تطبقها على المقال، الإنسان كائن إحساسي، يعني إنسان محاط بالحواس، ذوق، وسمع، ولمس وبصر وإلى آخره ، الإنسان كائن إحساسي، هذا الكائن الإحساسي لا يمكن إقناعه بفكره إلا عن طريق المؤثرات الإحساسية، بمعنى أنه لو تتكلم مع هذا الإنسان بمنطق تجريدي علمي لا يتقبل، الإنسان إذا طرحت عليه فكرة علمية تجريدية، لا يتقبلها و لا يستوعبها و لا يصدقها، لم؟ لأنه كائن إحساسي، والكائن الإحساسي حتى يقترب من الفكرة، حتى يقترب من المقالة، حتى يقترب من عالم التطبيق لا بد أن تطرح عليه مؤثرات وعوامل إحساسية .

بمثال أني عندما أصعد المنبر وأتكلم إذا لم أذكر لك أمثلة حسية أنت لا تستقبل الفكرة ولا تقتنع بها، أنت الآن إذا سمعت الخبر –مثلا- انفجار في فلسطين، سمعت الخبر بالراديو وشاهدته في التلفزيون بالصوت والصورة، أيهما تتفاعل معه أكثر؟ بالطبع الصوت والصورة، المؤثرات الإحساسية هي التي تقربك من الفكرة، هي التي تقربك من عالم التطبيق، لأجل ذلك الله سبحانه وتعالى لم يقل لنا اقتدوا بالملائكة، لم؟ لأن الملائكة لا نحس بهم، لا يعيشون معنا، لأنه ليس بيننا وبين الملائكة علاقة إحساسية.

لذلك لا يمكننا أن نسير على خط الملائكة، الله تبارك وتعالى أنزل الدين وأوجد مع الدين نخبة وهم محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين وأعطى هذه النخبة مؤثرات إحساسية، لكي تجذب الناس إلى الدين، بدون المؤثرات الإحساسية لا يقتنع الناس بالدين، لا يقتنع الناس بالفكر، لا يقبلون على التطبيق، يحتاج أهل البيت إلى مؤثرات إحساسية، رد الشمس مؤثر إحساسي، الولاية التكوينية مؤثر إحساسي، اقتلاع الباب بكفه مؤثر إحساسي، أهل البيت أعطوا معاجز، أعطوا كرامات، أعطوا مواصفات خارقة للعادة، لم؟

لتكون هذه الأمور الخارقة للعادة مؤثرات إحساسية، تجذب الكائن الحسي إلى حظيرة الدين، إلى خط العمل، إلى خط التقوى، إلى خط أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

إذن عرفنا أنه يجب أن تكون علاقتنا بأهل البيت علاقة قدسية وعلاقة عملية، ولذلك القرآن جمع بين العلاقتين، القرآن مثلما تحدث عن الجوانب العملية للأنبياء ، كصبر النبي أيوب، {إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا }الإنسان 5، {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا *إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا } الإنسان 8-9 ، تحدث القرآن عن الصفحة السلوكية للأنبياء والأبطال، وأيضا تحدث عن الصفحة الذاتية وبإسهام.

تكّلم عن سليمان {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ}النمل 16 لم يذكر القرآن زهد سليمان مطلقا، لم يذكر شيئا من الصفحة السلوكية، ما قال لنا عن زهد سليمان، ولا قال لنا عن عبادة سليمان، ولا حدثنا عن جهاد سليمان، فقط تحدث القرآن عن الصفحة الذاتية لسليمان، قال { قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ *فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ *وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ *وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ * هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }ص 35-39، صفحة ذاتية لسليمان.

القرآن تحدث عن مريم { وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ } آل عمران 37، صفحة ذاتية ، { وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ }آل عمران 42، يعني الملائكة تحدث مريم وهذه صفحة ذاتية .

تحدث عن النبي عيسى وهي صفحة ذاتية { إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ }آل عمران 45، {وَرَسُولا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ } آل عمران 49 .

إذن القرآن مثلما تحدث عن الصفحة العملية تحدث عن الصفحة الذاتية وبإسهام أيضا، لم؟

لأجل تحقيق الهدفين الذين ذكرناهما :
1- أن التعرف على الصفحة الذاتية للأنبياء والأئمة يوصلنا إلى الله عز وجل.
2- لأن هذه القضايا الذاتية مؤثرات إحساسية تجذب الكائن الحسي إلى خط العمل وخط الهدى.
النقطة الثانية : عرفنا أن الاتجاه الصحيح في علاقتنا بأهل البيت هو الاتجاه الموضوعي القائم على العلاقة القدسية والعلاقة السلوكية، ماذا يترب على هذه العلاقة من الآثار العملية؟ أذكر أمرين :

الأمر الأول : وهو التوسل بأهل البيت، ربما يقول قائل التوسل بالمخلوق خصوصا إذا كان من الأموات ، إما شرك أو حرام على الأقل، ولكننا نقول أنت مشتبه، لماذا؟ ، من هو القدّوس؟ أجب!، الله عز وجل، الله هو القدوس، هل القداسة يمكن أن تنفذ من الله إلى المخلوق؟ يعني هل يمكن أن يكتسب المخلوق القداسة من القدوس تعالى؟ نعم، متى؟

كل مخلوق يحمل مقداراً من كلام الله يصبح مقدسا، إذا حمل كلام الله، حمل كلام القدوس ، يصبح مقدسا بقداسته تبارك وتعالى، القرآن الكريم يقول { فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى }طه 12، لماذا لم يقل هذا تراب، تراب مثله مثل غيره من التراب كيف يكون مقدسا؟ ، لأن هذا التراب طور سيناء، إلى الآن موجود، القرآن يعتبره تراب مقدس، يعني يجوز لك أن تتبرك به لأنك تتبرك بتربة مقدسة، لماذا واد مقدس؟

لأنه نزل فيه كلام الله وكلم الله فيه موسى تكليما في هذا الوادي، صار مقدسا لأنه حمل كلام الله فاكتسب القداسة من الله، اقرأ قوله تعالى {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} البقرة 125، ما هو مقام إبراهيم؟ ، أليس صخرة مثل غيرها من الصخور؟ ، لكن إبراهيم عليه السلام صعد عليها و بنى الكعبة المشرفة فظهر أثر قدميه على هذه الصخرة، الله اعتبر هذه الصخرة مقدسة، لم؟ ، لأن عليها بني أفضل بيت وأشرف بيت ألا وهو الكعبة الشرفة، اكتسبت الصخرة قداسة، صارت مقدسة فقال { وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى }.

إذن من يتصل بالله يكتسب القداسة من الله، فيصح التوسل به ويصح التبرك به، لذلك ماذا قال عيسى بن مريم؟ {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا *وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا } مريم 30-31، يعني صرت مصدرا للبركة، لأنني أحمل كلام الله، لأنني كلمة من كلمات الله، صرت مصدرا للبركة لأنني كلمة من كلماته، إذن كلام الله يوجب البركة .

الاتصال بكلام الله يوجب القداسة، كل مخلوق، مكان، زمان، {إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ }القدر 1، ليلة القدر زمان اكتسبت القداسة لأنها حملت كلام الله، {تَنَـزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا }القدر 4، إذن كل مكان، كل زمان، كل شخص يحمل كلام الله عز وجل يكتسب القداسة منه فيصبح مقدسا فيجوز التوسل به والتبرك به، لأن التوسل به توسل بالله لأنه اكتسب القداسة منه، الطبراني في المعجم الكبير والحاكم في مستدركه يقولان : "لما ماتت فاطمة بنت أسد، فاطمة بنت أسد أم الإمام علي، ولكن هي التي اعتنت بالرسول صلى الله عليه وآله، الرسول كان يتيم فالرسول اعتبر فاطمة أمه.

لذلك لما توفيت الرسول قال : "رحمك الله يا أمي بعد أمي" ، فاطمة بنت أسد توفيت، الرسول قال "أنا أحفر قبرها بيدي"، قام الرسول وحفر قبرها في البقيع بيديه، وبعد أن حفر القبر أضجع فيه، يعني نام في القبر، لماذا؟ حتى يقيها من ضغطة القبر، ما الذي قال عندما نام؟ قال " اللهم بحق نبيك وبحق الأنبياء من قبلي اغفر لأمي فاطمة بنت أسد، ووسع عليها مدخلها " .

أسألك، هل كان الأنبياء قبله موتى أم أحياء؟، موتى ، إذن كيف كان الرسول – ص - يتوسل بالموتى، هل أصبح الرسول مرتكبا للشرك والعياذ بالله؟ أو حرام؟ يتوسل بالأنبياء وهم موتى، إذا الرسول توسل بالأنبياء، لأنهم مقدسون، لماذا هم مقدسون؟ لأنهم حملوا كلام الله ومن يحمل كلام الله فهو مقدس، ولذلك يجوز التوسل بأهل البيت لأنهم مقدسون بقداسة الله .

من الآثار المترتبة على علاقتنا بأهل البيت إحياء ذكراهم، إحياء شعائرهم، إحياء ذكرى أهل البيت تعظيم لأهل البيت، إحياء ذكرى أهل البيت أمر قرآني، أمر طلبه القرآن، كيف؟

من خلال آيتين :

الآية الأولى: قوله تعالى { فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْـزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الأعراف 157 من هو؟ النبي صلى الله عليه وآله، عزروه يعني عظموه، القرآن يأمرنا بتعظيم النبي وتعظيمه بإحياء ذكراه، تعظيم النبي بإحياء مولد النبي صلى الله عليه وآله، انظر إلى الاحتفالات الضخمة في مصر وسوريا ولبنان، أعظم مما يقوم به الإمامية الشيعة، الرئيس ونائب الرئيس والوزراء كلهم يخرجون إلى الشوارع إجلالاً وإعظاما في يوم مولد النبي صلى الله عليه وآله، يحتفلون بمولده جريا على طبق القرآن { وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ }.

ومن تعظيمه صلى الله عليه وآله تعظيم أبنائه وأسباطه الذين قال فيهم - كما نقلنا في الليلة السابقة عن صحيح مسلم- "إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي"، الرسول اعتبر أهل البيت عِدْل القرآن، والقرآن مقدس ،وعِدْلُ المقدس يجب أن يكون مقدس ، وكما يجوز التوسل بالقرآن، يجوز التوسل بعدله، وكما يجوز التبرك بالقرآن، يجوز التبرك بعِدْلِه.

الآية الثانية : { قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} الشورى 23، وإحياء ذكرى أهل البيت من مظاهر المودة والمحبة، لذلك ترى العالم كله أقام الاحتفال بذكرى الحسين عليه السلام يوم عاشوراء، في مصر احتفلوا بذكرى الحسين، في السودان احتفلوا بذكرى الحسين، اليوم يوم عاشوراء في بيروت احتفالا بذكرى الحسين شارك في هذه المآتم حتى إخواننا أهل السنة لأنهم منصفون، والمنصف يحتفل بذكرى الحسين عليه السلام.

حتى المسيحيون شاركوا فيها لأنهم منصفون والمنصف يحتفل بذكرى الحسين عليه السلام، لأن ذكرى الحسين ذكرى الحرية، ذكرى الإباء، ذكرى الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، العالم يحتفل بذكرى الحسين، وهناك من يريق دماء الأبرياء على تربة الحسين عليه السلام، تربة شمها رسول الله صلى الله عليه وآله، قرأنا في الليلة السابقة الخبر الذي ذكره أحمد بن حنبل وغيره " نزل جبرئيل بتربة حمراء وقال على "هذه التربة يقتل ولدك الحسين -عليه السلام-" ، أخذها الرسول وشمها، التربة التي شمها رسول الله يراق عليها دماء الأبرياء ودماء الأزكياء ، الذين لاذنب لهم إلا أنهم أحبوا الحسين، ولا ذنب لهم إلا أنهم عظموا الحسين، ولا ذنب لهم إلا أنهم طبقوا القرآن الكريم { قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} .

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين



 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 01:12 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية