هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 81 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 12-26-2011, 07:58 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5056 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي هل القومية العربية مبدأ مقدس ( شبكة المنير )



هل القومية العربية مبدأ مقدس
- 2007/01/21 -

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ }
انطلاقاً من الآية المباركة نتحدث عن محاور ثلاثة :
1/ في أهمية الإنتماء الإجتماعي .
2/وفي تحديد مدلول الآية المباركة .
3/وفي فاعلية المبدأ عن الصراع بينه و بين الإنتماء الإجتماعي.
المحور الأول : الآية المباركة لها علاقة للإنتماء الإجتماعي لأن النبي أمر بإنذار عشريته الأقربين الذي ينتمي إليهم بحسب المقايس الإجتماعية ، الإنتماء الإجتماعي أمرٌ يفرضه طبع و فطرة الإنسان ، إن الإنسان يتشكل من عنصرين ، عنصر ملكوتي و هو عنصر الروح و عنصر ملكي مادي وهو عنصر الجسد لو نظرنا لعنصر الروح وحده لرأينا أنه يختلف بحسب الأثر عن عنصر الجسد ، ماذا يقتضي عنصر الجسد و ماذا يقتضي عنصر الروح ؟
الإنسان عندما هبط إلى الدنيا نزل عبر مادة منوية و نطفة أي أنه نزل متشكلاً بالعنصر المادي ، هذا العنصر خلق للإنسان أثرين ، الأثر الأول المحدودية لأن المادة ذات أبعاد محدودة فالمتشكل بالمادة سوف يكون محدوداً لامحالة ، الإنسان أصبح محدوداً بالزمان و المكان و أبعاد المادة ونتيجة هذه المحدودية فأصبح الإنسان لا يعلم ما وراء الحدود و الزمن و المكان وهذه الأبعاد فلايمكن أن يعلم بما وراء الحدود ، الأثر الثاني الإنتماءات ببركة الجسد حصلت الإنتماءات لأن الإنسان ولد من نطفة أصبح له إنتماء من أب و أم لو لم يولد من هذه النطفة لم تحصل هذه الإنتماءات فسبب هذه الإنتماءات هو الجسد و ببركة هذا الجسد يلتقي و يشتبك مع إنسان آخر فتحصل له صداقات و عداوات ، فإذا فارق هذا الإنسان هذا العنصر و مات و انطلق للعالم الأخر تلبس بالعنصر الأول وهو عنصر الروح فيزال عنه كلا الآثرين لا محدودية ولا إنتماءات فالإنسان بعد موته مطلق الوجود لا يحده زمن ولا مكان و لا أبعاد يستطيع أن يعلم ما وراء الأزمنة و الأمكنة يستطيع أن يعلم علماً إطلاقياً لا حدود له لأنه تخلص من المادة فصار وجوداً مطلقاً قال تعالى:{فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } فأصبحت تبصر كل شيء و تعلم بكل شيء ، وعندما تخلص من الجسد تخلص من الأثر الثاني وهو الإنتماءات لا أب ولا أم ولا عشيرة ولا مجتمع قال تعالى:{ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } ، لما كان الإنسان روحاً في عالم الذر لم يكن له أي إنتماءات قال تعالى:{ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ } ، إذاً منشأ الإنتماء الإجتماعي هو الجسد فبالجسد تحققت الانتماءات.
يطرح هنا سؤالين:
السؤال الأول : هل الإنتماء الإجتماعي حاجة أساسية أو ثانوية لدى الإنسان؟
السؤال الثاني : ماهو حد الولاء للإنتماءات الإجتماعية؟
اجابة السؤال الأول: هل الإنتماء الإجتماعي حاجة أساسية ، لو لم ينتمي الإنسان لأسرة أو لقبيلة أو مجتمع يعيش وحده هل يفقد حاجة أساسية في إنسانية أم لا ؟ هنا نظريتنا:
النظرية الأولى : يطرحها علماء النفس الإجتماعي بأن الإنتماء الإجتماعي حاجة أساسية فطريه لو لها لإختلت إنسانيته ، لماذا؟ يقولون بأن الإنسان محتاج إلى الأمان و الشعور بالحماية فإنسان خلق قلقاً و خائفاً و هلوعاً قال تعالى:{ إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً(19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً(20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً ).
إذاً أنه يحتاج لشعور بالحماية و الإطمئنان ، فكيف يوفر لنفسه شعوراً بالأمن و الإطمئنان ؟ لايمكن للإنسان أن يوفر لنفسه شعورا بالأمن إلا عبر الإنتماء الإجتماعي ، فالإنتماء الإجتماعي يلبي حاجة أساسية لدى الإنسان .

النظرية الثانية : هي النظرية الإسلامية ، الإنتماء الإجتماعي جيد لكن لا يعالج حاجة أساسية لماذا؟
أولاً : هناك قاعدة فلسفية تقول الإعتباري لا يكون سبباً للحقيقي ، مثلاً الفلسفة يقولون الملكية على قسمين اعتبارية و حقيقية ، الملكية الإعتبارية لا تولد ملكية حقيقية مثلاً : انا اذهب للمكتب العقاري أشتري أرضاً فأنا الآن أملك الأرض لكنها ملكية اعتبارية بصك بإسمي وأنني مالك الأرض ،لماذا هذه ملكية اعتبارية ؟
لأن هذه الملكية ملكية قانونية يحترمها القانون و إلا فالأرض حقيقة ليست ملكي ، لا أستطيع أن أوجدها ولا اعدمها ولا أن أنقلها معي إلى قبري و لو تسلط عليها من هو أقوى مني لم أستطعت أن اتصر فيها بشيء,المكلية الحقيقة للأرض هي ملكة من يقدر على إجادها و إعدامها ونقلها و حفظها و هو خالقها تبارك وتعالى ، نفس الشيء نطبقه على نظرية الإنتماء الإجتماعي كيف؟

أنا احتاج حاجة أساسية إلى الأمن و الحماية لكن ثق لو تملك مليون إنتماء إجتماعي لن تحصل على الشعور بالأمن و الحماية أبداً ، لماذا؟ الإنسان بطبعه يخاف من الأمراض و الحروب و كوارث الطبيعة ، هل هذا الخوف يعالجة الإنتماء للأسرة أو القبيلة أبداً لا فالشعور بالأمن مسألة حقيقية بينما الإنتماء الإجتماعي أمر إعتباري أي أنني في نظر المجتمع و القانون ابن هذه القبلية و هذا البلد ، بما أنها انتماءات اعتبارية وأنا احتاج إلى أمن حقيقي لا اعتباري ، فهل الإنتماءات الإعتبارية توفر لي الأمن الحقيقي ؟؟ الإعتباري لايكون سبباً للأمر الحقيقي .
إذاً من الذي يولد الأمن الحقيقي هو الإنتماء الحقيقي ، نحتاج لإنتماء حقيقي لكي نحصل على أمن حقيقي ، فما هو الإنتماء الحقيقي ؟ هو إنتماء المخلوق لخالقه ، إنتماء المعلول لعلته ، أنا منتمي إلى والدي إنتماء اعتباري فقط بينما انتمائي لخالقي انتماء حقيقي بيده وجودي و عدمي و مرضي و رزقي بيده كل شيء ، لأجل ذلك لن أحصل على الأمن و الشعور بالحماية إلا إذا اعتمدت على الإنتماء الحقيقي فهو الذي يولد الأمن الحقيقي قال تعالى { قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } ,قال تعالى:{ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ },قال تعالى:{ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } ، إذا الانتماء الاجتماعي لا يلبي حاجة أساسية وهي حاجة الإنسان إلى الأمن لأن حاجة الإنسان حاجة حقيقية فلا يلبيها إلا الإنتماء الحقيقي وهو الإنتماء إلى الله فلا يلبيها الإنتماء الإعتباري .
هو إنتماء المخلوق لخالقه ، إنتماء المعلول لعلته ، أنا منتمي إلى والدي إنتماء اعتباري فقط بينما انتمائي لخالقي انتماء حقيقي بيده وجودي و عدمي و مرضي و رزقي بيده كل شيء ، لأجل ذلك لن أحصل على الأمن و الشعور بالحماية إلا إذا اعتمدت على الإنتماء الحقيقي فهو الذي يولد الأمن الحقيقي قال تعالى ,قال تعالى ، إذا الانتماء الاجتماعي لا يلبي حاجة أساسية وهي حاجة الإنسان إلى الأمن لأن حاجة الإنسان حاجة حقيقية فلا يلبيها إلا الإنتماء الحقيقي وهو الإنتماء إلى الله فلا يلبيها الإنتماء الإعتباري .

ثانياً : الإنتماء الإجتماعي يلبي حاجتين ثانويتين فرعيتين :
الحاجة الأولى: وهي الحاجة إلى قضاء الحوائج ، الإنسان يحتاج إلى طعام و شراب و مسكن فأحتاج للمجتمع لكي يساعدني على توفير هذه الحاجات ، الحاجة الثانية هي الحاجة إلى الانس ن الإنسان مخلوق أليف يحتاج إلى الأنس و مبادلة المودة و المحبة ، الإنتماء للأسرة أو المجتمع يلبي هاتين الحاجتين وهذا ما ورد عن الإمام زين العابدين : ( أكثروا من الإصداقاء و الإخوان في الدنيا ف‘نهم ينفعونكم في الدنيا و الأخرة أما في الدنيا فحوائج يقومون بها وأما في الأخر فإن أهل جهنم يقولون فمالنا من شافعين ولا صديق حميم ، فإذا عندك صديق مؤمن قد يشفع لك فيقل الله شفاعته ).
الإمام أمير المؤمنين يقول : (الإخوان صنفان ، إخوان الثقة و إخوان المكاشرة " أما إخوان الثقة فهم كالكف و الجناح و الأهل أي أنهم معك في الشدائد وأما إخوان المكاشرة فإنك تصيب منهم لذتك أي مبادلة الانس و المحبة " فلا تقطعن ذلك عنهم ولا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم و ابذل لهم ما يبذلون لك من طلاقة الوجهة و حلاوة اللسان ) .
لذلك قال الإمام علي : (إني لا يزيدني إجتماع الناس حولي ألفة ولا تفرقهم عني وحشة ).
السؤال الثاني : الإنسان لديه إنتماءات إجتماعية ، كإنتماءه لقبيلته القبيلة المعروفة بالفكر و الكرم ، أنا انسان قومي عربي أنتمي للعرب من المغرب إلى البحرين، ما هو حد الولاء لهذه الإنتماءات ؟ إذا نقرأ الشعر العربي نجد أن الولاء للقبيلة و القومية بلغ حد القداسة ، مثلا الأخطل يخاطب جرير يقول له:
أولئك أباءي فجاني بمثلهم إذا جمعتنا ياجرير المجمامعُ
ويقول شاعر آخر :

فغض الطرف إنك من نمير فلا كعب بلغت ولا كلابا
وأيضا نجد في الشعر العربي خصوصا الشعر المعاصر الولاء للقومية وصل إلى حد القداسة كما يقول الشاعر:

تلك الحروف مناجم من iiعسجدا
و مساجدٌ خضراء ممرعة خصيبة
حييت يا وطن العروبة لك في iiالورى
أغلى رسالة هي في جبين البعث هالة
ومنهم من يندب القومية العربية بقوله:
أمتي هل لك بين الأممي مـنبر لـلسيف أو للقلمِ
أتـلقاكِ و قـلبي مثقلٌ بـبـقايا كـبرياء الألـمِ
أمـتي كـم صنم مجدته لم يكن يحمل طهر الصنمِ
ما هو حد الولاء للقبيلة أو القومية ؟

برز قبل خمسون سنة و أكثر الفكر الذي يقدس القومية ، الفارسي يقدس قوميته فيقول منا العلم و منا الفكر فكيف لا نقدس قوميتنا ن الإنجليزي يقدس قوميته يقول منا مشاهير العالم كأديسون و نابليون ، العربي أيضاً يقدس قوميته العرب و الروبة لغة القرآن و السماء ، هذا الفكر القومي تقديس القومية هل هو مبدأ صحيح أم هو ظاهرة مرضية ، القوميون العربي الذي برزوا قبل خمسين سنة قول أن القومية مبدأ مقدس لابد للعربي من ولاء قوميته ولاءً إلى حد القداسة بحيث يقدم هذا الولاء على كل ولاء آخر ، ولاءك لقوميتك مقدم على ولاءك لدينك و مقدم على أي شيئاً آخر الولاء وليس هو مختص بالقومين العرب وحدهم حتى القومين الفرس و غيرهم , لماذا مبدأ القومية العربية مبدأ مقدس ؟
أولاً: قالوا لأن اللغة العربية لغة السماء حيث إن القرآن نزل من السماء بهذه اللغة قال تعالى : {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ(193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ(194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ }.
ثانياً:أرض العروبة هي أرض الحضارات كالكنعانية و الأشورية و البابلية و أول حرف كتب في التاريخ البشري كتب من أرض العروبة مهد الأنبياء و الأولياء .

ثالثاً : لأن العرق العربي عرق طيب مطبوع على الكرم و النخوة و الغيرة للشرف وا لعرض فهو يتميز على الأعراق الآخرى ومن اجل ذلك فمبدء القومية العربية مقدس ، نحن كمسلمين ما هو رأينا في ذلك؟ليس شيئاً من ذلك من حق الإنسان أن يعتز بقبيلته إذا كانت قبيلة عظيمة و أن يفتخر بقوميته إذا كانت قومية عظيمة لكن ليس من حقه إن يصل الولاء إلى حق التقديس هناك فرق بين الفخر و التقديس لماذا؟
أولاً: ما يذكر علماء النفس الإجتماعي يقولون الولاء للقومية إذا وصل إلى حد القداسة أصبح ظاهرة مرضية لا إلى مثالية ، لأنه يقود إلى روح المسايرة و الإقصاء ، ما معنى روح المسايرة و روح الإقصاء ، مثال ذلك إذا بلغ ولائي إلى بلدي أو مدينتي حد القداسة فسوف تسيطر عليّ روح المسايرة و روح الإقصاء ، روح المسايرة تعني أنني أساير بلدي في أعرافها و تقاليدها و مفاهيمها سواءً صحت أو أخطأت لأني واليتها إلى حد القداسة أي سيطرة العقل الجمعي كما يعبر عنها علماء النفس فأنقاد إلى مسايرة جميع العادات وقبولها بلا فحص و بدون نقد .

ثانياً : إن الولاء لحد القداسة يقود إلى روح الإقصاء وهي النظرة إلى الأعراق الآخرى و القوميات نظرة إحتقار ونظرة دونية لأنها ليست بمستوى عنصري و قوميتي ، فهذه الروح روح المسايرة و الإقصاء تتنافى تماماً مع روح القرآن الكريم ومع روح الشريعة الإسلامية، روح الشريعة الإسلامية هي روح الحوار و الإنفتاح قال تعالى :{ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا }.
ما معنى التعارف ؟ هو الحوار و الإنفتاح ، فالقرآن يدعوا إلى الحوار الحضاري لا إلى الإنغلاق الحضاري ، إذا تقديس القومية يؤدي إلى الإنغلاق بينما الإنفتاح على الحضارات الآخرى يؤدي إلى الحوار و صقل التجارب وإلى تكميل المعرفة ، النبي محمد يقول : (كلكم لآدم و آدم من تراب ، لا فضل لعربي على عجميا إلا بالتقوى إن الله خلق الجنة لمن أطاعه ولكن كان عبدا حبشيا وخلق النار لمن عصاه ولو كان سيدا قرشيا ) .
النبي آخا بين سلمان و أبي ذر وقد كان سلمان فارسياً و أبو ذر عربيا ، إذاً هذا الطرح القومي يتنفى مع روح القرآن و السنة.

ثالثاً : اننا انشغلنا بقوميتنا عن المسار الحضاري ، فالغرب تقدم و سيطر على الفضاء و مجال التكنولجيا و نحن ما زلنا مشغولين بالثناء على قوميتنا و تقديسها ، القوميات الآخرى تقدمت و تعملقت في المجال العلمي و الفكري حتى بلغي بلغ تقجيس قوميتنا عائقاً أمام تقدمنا .
ألهت بني تغلب عن كل مكرمة قصيدة قالها عمر بن كلثومِ
ولو كنا منصفين و موضوعين لما وصل ولاءنا لقومياتنا إلى حد التقديس ، من أكابر علمائنا ليسوا بعرب كالبخاري و النسائي و الترمذي و ابن ماجه و الإمام ابو حنيفه هؤلاء لم يكونوا من العرب و كالصدوق و الطوسي و الخوئي و الخميني لم يكونوا من العرب فلماذا إشتغلت القوميات الآخرى بالفكر و العلم ونحن اشتغلنا بالثناء على قومياتنا و التقوقع في هذا الآفق العنصري.

رابعاً: مسألة القرآن نزل باللغة العربي هي ليس مدحاً لماذا؟ إذا راجعنا القرآن نرى أن هناك ضرورة لنزولة باللغة العربية ذكر في القرآن قال تعالى:{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ{193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ{194} بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ }, وقال تعالى:{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ } , لأن اللغة العربية أوضح لآنه لو نزل بلغة آخرى لقالوا آياته غامضة وغير مفصلة و يرد عليهم قال تعالى:{ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ }, فليست عظمة القرآن بلغته إنما هو هدى وشفاء فعظمته في معانيه و مضامينه قال تعالى:{ َلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ{198} فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ } , فهناك بعض العرب تصبح عندهم عنصرية لو أن النبي كان أعجمي لم يؤمنوا به ، فنزول القرآن بلغة عربية اقتضته الضرورة لا أكثر وهو موضع إعتزاز للعربي لكنه لا يصل إلى حد القداسة التي تلغي الولاءات الأخرى فلا يكن ولاء على حساب ولاء آخر ، ولاءك للقبيلة ليس على حساب ولاءك للوطن و ولاءك للوطن ليس على حساب ولاءك للمجتمع الإنساني و ولاءك للمجتمع الإنساني ليس على حساب ولاءك للدين قال تعالى: { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ } , لا يقدم على ولاء الدين أي ولاء آخر ، لا ولاء للقبيلة و لا أي ولاء آخر ، فالمقدم ولاء السماء .
المحور الثاني:
ذكر الطبري في تاريخه لما نزل قوله تعالى : {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ } , جمع الرسول بني عبد المطلب قال: يا بني عبد المطلب إني لا أعلم شاب من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به جئتكم بخير الدنيا و الآخرة و الله دعاني أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على أمري على أن يكون أخي و وصيي و خليفتي فيكم فأحجم القوم إلا علي بن أبي طالب قال أنا يارسول الله ،قال : إشهدوا إن هذا أخي و وصيي و خليفتي فيكم فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب أمرك أن تسمع لإبنك و تطيع . لماذا أمر الله رسوله بأن ينذر عشيرته الأقربين ؟ إذا كان الإنتماء للقبيلة ليس أمراً مقدسا فلماذا امر الله نبيه أن ينذر عشريته الأقربين إنما أمر الله نبيه لسببين :
السبب الأول : صلة الرحم فهي من الواجبات القرآن الكريم يقول قال تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ } ، قال تعالى {وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ } ، ويقول النبي : صل الرحم ولو بشربة ماء إن للرحم لسان طلقاً لذقاً يوم القيامة يقول يارب صل من وصلني و اقطع من قطعني إن صلة الرحم تعمر الديار تنسئ الآجال تكثر الأموال تزكي الأعمال " فهي شيء عظيم و من أبرز مصادق صلة الرحم أن تأمر رحمك بالمعروف و تنهاهم عن المنكر ، لذلك الرسول الأعظم إنطلاقاً من صلة الرحم دعى قومه و أمرهم بالدخول في الإسلام .
السبب الثاني : الإسلام حركة و الحركة تحتاج إلى قاعدة شعبية و القاعدة الشعبية إذا كانت من الأرحام كانت أقوى وأكثر رسوخاً و إذا استندت إلى الأرحام و عشيرة واحده كانت أكثر دعماً و تأثيراً في مسيرة الحركة و نجاحها لأن الأرحام متجانسون و المتجانسون يكون عملهم أكثر نتاجاً و عطاءً من المختلفين لذلك أراد الرسول المصطفى أن يؤسس قاعدته الشعبية من أرحامه و قبيلته حتى يكون أقوى دعماً لحركته ,هذه الرواية التي ذكرت تدل على خلافة أمير المؤمنين" ..أخي و وصيي وخليفتي..." ، الطبري و مع الآسف في تاريخه ذكر الرواية كاملة و لكن عندما كتب التفسير ووصل إلى هذه الآية {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ} فقال : قام رسول وقال أيكم يؤازرني على أمري على أن يكون أخي وكذا وكذا وحذف كلمة وصيي و خليفتي ، فقال علي قال أنا يارسول الله ،قال : إشهدوا إن هذا أخي و و كذا وكذا .
محمد حسين هيكل : في الطبعة الأولى من كتابه حياة محمد روا الرواية كاملة ولكنه في الطبعة الثانية روي الرواية كما رواها الطبري في تفسيره فأين الأمانة و الفكر و الموضوعية و يأتي كاتبٌ آخر فيقول هذه الرواية ضعيفة السند لماذا؟ لأن من رواتها ابو مريم الكوفي وهذا لم يوثقه أحمد ، نراجع الذهبي في كتابه ميزان الإعتدال و ابن عدي في كتابه لسان الميزان يقولان : أبو مريم الكوفي ثقة عينٌ ممدوح و إنما رفضه من رفضه لكونه يتشيع ، أين الأمانة العلمية و الفكرية في نقد الروايات و قبولها.

المحور الثالث: إذا حصل صراع بين المبدأ والإنتماء الإجتماعي فأيهما يقدم ؟ إذا الإنسان دخل في صراع بين مبادئه و بين قبيلته أيهما يقدم ؟ إذا كان الإنسان قوي الإرادة صلباً و إذا كان إنساناً رسالياً فإنه سيقدم مبادئه حتى على قبيلته لأن المهم عنده هو المبدء ، النبي إبراهيم صارع قبيلته قال تعالى:{إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} ، إصرار على مبدأه و النبي محمد قاوم قبيلته قبيلة قريش في سبيل الإصرار على مبادئه و رسالته ، لما إنتشرت دعوة النبي اشتمعت قبائل قريش و كتبوا صحيفة " لابد لنا من مقاطعة بني هاشم و محاصرتهم في شعب مكة اقتصادياً و سياسياً و اجتماعياً لا تزاوج بيننا و بينهم لا ندخل عليهم لا في الافراح ولا في الأتراح لا يخرجون من شعب مكة إلا في موسمين العمرة أو الحج لا يدخل إليهم طعام ولا يخرج منهم طعام فوقعوا على الصحيفة و أتوا بها إلى أبي طالب (رض) وكان إلى جانبه رسول الله فقرأوا الصحيفة عليهم فإلتفت أبو طالب للنبي قال ما تقول يابن أخي ، قال يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهر الله أو أهلك دونه .
وأنتم بنو هاشم في إختيار من أمركم هل ستقفون معي أم لا ، فأصر بنو هاشم لعى الوقوف مع النبي. و حصروا في شعب بني طالب ثلاث سنوات نفذ الطعام و الشراب بدأو يقتاتون ورق الشجر و يربطون على بطونهم حجر المجاعة و ما حملهم على ذلك البعد الرحمي او النسبي إنما حملهم على ذلك المبدأ لذلك اختلف موقف أبو لهب عن موقف أبي طالب أبو لهب عم النبي و أبو طالب عم النبي ، أبو لهب قدم قبيلته على مبدئه " تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ " .
و أبو طالب قدم مبدئه على قبيلته و خسر الوجاهة فهو كان شيخ قريش لكنه أصر على نصرة النبي لما دخل في الصراع بين القبيلة و المبدأ قدم المبدأ على القبيلة ، ابو طالب لم يكن ينام ، ينام بنو هاشم و أبو طالب شيخ كبير جالس ينتظر متى يضجع النبي على فراشه فإذا اضجع النبي على فراشة أقبل إليه قم يابن أخي وأذهب إلى فراشي ولينم على فراشك ولدي علي ، وكان علياً ينام على فراش رسول الله حتى إذا اندس احدٌ من قريش لقتل النبي يكون عليٌ فداءً للنبي المصطفى هكذا كان أبو طالب هكذا برهن لنا أبو طالب أن نقدم المبادئ على الإنتماءات .
وبعد ثلاث سنوات منا المحاصرة جاء النبي إلى أبو طالب وقال يا عم أبلغني الله أن الأرضة وصلت إلى الصحيفة فأكلتها ولم يبقى منها سوى إسم الله تعالى فخرج أبو طالب وجمع قريش وقال يابني عبد المطلب لقد بلغني إبن أخي وهو لا يكذبني قط أن الأرضه أكلت صحيفتكم ولم يبقى منها سوا اسم الله فإنظروا فإن كان إبن أخي صادقاً إرفعوا ظلمكم عنا وإنك كان إبن أخي كاذباً سلمناه إليكم لتقتلوه فذهبت قريش وجاءت بالصحيفة من على الكعبة وفتحتها فإذا الأرضة أكلتها ولم يبقى منها سوى إسم الله تبارك وتعالى ، أبو طالب مؤمن قريش و رمز التضحيات والجهاد أول فدائي في الإسلام بين يدي النبي فهو الذي سن سنة الجهاد و التضحية و هو الذي خاطب النبي المصطفى وقال له :
والله لن يصلوا إليك iiبجمعهم حتى أوسد في التراب iiدفينا
و دعوتني وعلمت أنك iiناصحي ولقد صدقت وكنت ثم iiأمينا
فصدع بأمرك ما عليك غضاضة وبشر بذاك وقر منك iiعيونا
ولقد علمت بأن دين iiمحمداً من خير أديان البرية iiدينا
كما روى ذلك ابن السبط الجوزي في تذكرة الخواص و ابن ابي حديد المعتزلي في شرح النهج و البيهقي في دلائله عن العباس بن عبدالمطلب ما مات أبو طالب حتى قال : لاإله إلا الله محمداً رسول الله ، يقول المجاهد الاول ابو طالب :

كذبتم و بيت الله نخلي iiمحمداً
ولما نصارع دونه و iiنناضلِ
وننصره حتى نصرع حوله
ونذهل عن أبنائنا iiوالحلالئلِ
وأبيض يستسقي الغمام iiبوجهه
ثمال اليتاما عصمة iiللأراملِ
تطوف به الهلاك من آل هاشم
فهم عنده في نعمة و فواضلِ
وقف أبو طالب هذا الموقف المبدأي ولذلك سار أبنائه على هذا الطريق وهذا النهج لفداء المبدء بجميع الولاءات و الإنتماءات أبو طالب هكذا كان يقول و ابنه كان يقول :
والله لا اعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد
ألا وأن الدعي بن الدعي ركز بين اثنتين بين السلة و بين الذلة و هيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله و المؤمنون فبأبى أن يعيش إلا عزيزاً أو تجلى الكفاح وهو صريعُ ، جاء إلة قبر رسول الله قال : يا جد يا رسول الله أنا الحسين فرخك وابن فرختك إن القوم يريدون قتلي وهومت عيانه فرأى جده رسول الله قال ياجد خذني معك قال إن لك لدرجة في الجنة لاتنالها إلا بالشهادة ......
(وصلى الله على محمد وآل محمد)



 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 03:33 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية