هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 12-26-2011, 07:52 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5056 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي فاعلية الإرادة الإجتماعية ( شبكة المنير )



فاعلية الإرادة الإجتماعية
- 2008/01/17 -

بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}

الآية المباركة ذكرت قيماً سلوكية وهي: الصبر و المصابرة و المرابطة
فهل هذه القيم قيم ثابتة أم متغيرة؟ أم أنها قيم تختلف باختلاف الحضارات؟
هذا يقودنا إلى بحث نسبية الفضيلة والرذيلة. هناك مجموعة من فلاسفة الغرب ومنهم الفيلسوف الفرنسي راسل يرون أن الفضيلة أمر نسبي وليس أمراً ثابتاً. هناك شيء يعد فضيلة لدى مجتمع لكنه رذيلة لدى مجتمع آخر ، وذلك لمقدمتين:
الأولى:
الفضيلة هي ما يستحسنه العقل ، والرذيلة هي ما يستقبحه العقل. مثلاً: العقل يستحسن الإحسان إلى اليتيم ، فهذا فضيلة. العقل يستقبح تعذيب الطفل ، فهذا رذيلة.

الثانية:
بما أن الفضيلة ما يستحسنه العقل ، والرذيلة ما يستقبحه العقل ، والمجتمعات تختلف في مقاييسها ومعاييرها العقلية ، فسوف تختلف الفضيلة من مجتمع لآخر.
- ذبح البقرة في المجتمع الهندي رذيلة وفي مجتمع آخر فضيلة إذا كان إطعاماً لمعوزين وفقراء.
- حجاب المرأة في مجتمع محافظ فضيلة وفي مجتمع منفتح يرى أن الحجاب قيد وأغلال رذيلة,إذاً الفضيلة لا معيار لها بل هي أمر يختلف باختلاف المجتمعات!
نحن نسجل ثلاث ملاحظات على هذه النظرية:
الملاحظة الأولى:
ليس المقياس في الفضيلة ما يستحسنه العقل وما يستقبحه. هذا مقياس سقراطي. سقراط الفيلسوف اليوناني هو من وضع هذا المقياس "الفضيلة ما يحكم العقل بحسنه ، والرذيلة ما يحكم العقل بقبحه",نحن نقول هناك مقياس آخر غير هذا. الفضيلة هي الإرادة على أساس ترك اللذة الحسية لأجل لذة عقلية.

الإنسان مكون من ثلاث قوى:
القوة العاقلة :التي تستقبل المعلومات وتحللها وتستنتج منها.
القوة الشهوية: وهي المعبر عنها بغريزة جلب اللذة. تجلب اللذة للإنسان سواء كانت لذة غذائية ، جنسية ، صوتية ، بصرية ، جميع أنواع اللذة.

القوة السبعية: وهي المعبر عنها بغريزة دفع الألم. الإنسان إذا تعرض لاعتداء على شخصه ، على عائلته ، على مبدأه ، يثأر لنفسه وتحركه غريزة دفع الألم. ورد في الحديث: (من أُغضب فلم يغضب فهو حمار) هذه الغرائز تحتاج إلى حكومة تسيطر عليها حتى لا تتصارع وتتنازع وهي الإرادة فهي الحكومة المسيطرة على القوى الثلاث فهي ترفع التنازع وتوجد التكافؤ والتوازن بين القوى الثلاث على أساس ترك اللذة الحسية لأجل لذة عقلية.

مثال: طالب لديه امتحان في مادة ضرورية ، وهذا الطالب ينام في ليالي الشتاء القارص ولكنه يقوم ويصادر لذة النوم وينفتح على مذاكرة المادة أثناء الليل ومتابعتها. ترك هذا الطالب للذة النوم وقيامه بالمذاكرة أليس فضيلة بإجماع البشر؟! لأنها إرادة قامت على أساس ترك اللذة الحسية (لذة النوم) لأجل لذة عقلية (لذة النجاح والتفوق).

مثال: هناك شخص اعتاد على التدخين عشرين سنة فالتدخين صديقه العزيز ، ولكنه حينما أدرك خطره صمم على ترك التدخين فتركه. هذه فضيلة! لأنها إرادة اعتمدت على ترك اللذة الحسية (لذة التدخين) لأجل لذة عقلية (لذة الصحة والسلامة).

مثال: هناك شخص يقبع تحت اللحاف والبرد شديد ولكنه يسمع أذان الفجر. فتتصارع عنده اللذتان: اللذة الحسية (لذة النوم) واللذة العقلية (لذة الثواب والأجر) ، فعندما يقوم ويترك اللوم ويبادر للصلاة فإنه قام بفضيلة لأنه حقق إرادة على أساس ترك لذة حسية لأجل لذة عقلية.

إذاً ليس المقياس في الفضيلة ما يحكم العقل بحسنه أو قبحه. المقياس في الفضيلة الذي لا يختلف عليه اثنان من البشرية كلها ، الإرادة المسيطرة على القوى الإنسانية الثلاث على أساس ترك اللذة الحسية لأجل لذة عقلية,عن أمير المؤمنين (ع): (وإنما هي نفسي أروّضها بالتقوى).

الملاحظة الثانية:
لو سلمنا أن المجتمع البشري يختلف في الحسن والقبح. [ربّ حسنٍ عند زيد ، هو قبح عند عمرو ، وهما ضدان فيه ، وهو وهم عند بكر ، فمن الصادق فيما يدعي ، ليت شعري ولماذا ليس للحسن قياس ، لست أدري],لو سلمنا أن المجتمعات البشرية تتخلف الحسن والقبح ، لكن المجتمعات البشرية تتفع على شيء واحد وهو حكومة الضمير. فهناك قوة خفية في داخل كل إنسان. هذ القوة تسمى الضمير.

الإنسان إذا عذب طفلاً ، أنّبته هذه القوة,الإنسان إذا اعتدى على أمه في حالة غضب ، ثم هدأ غضبه ، أنّّبته قوة داخلية اسمها الضمير, علماء العرفان يقولون أن هذه القوة الداخلية المسماة بالضمير دورها مراقبة ، معاتبة ، محاسبة ، محاربة ، مواظبة. خمسة أدوار. تراقب سلوك الإنسان ، تعاتبه على عمل السوء ، تحاسبه على ما مضى من سلوكه ، تدعوه لمحاربة الغرائز ، تأمره بالمواظبة على الطاعات. فهناك مراقبة ومعاتبة ومحاسبة ومحاربة ومواظبة.

هذه القوة الداخلية المسماة بالضمير القرآن الكريم يركز عليها قال تعالى:{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}، قال تعالى:{لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ(1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} النفس اللوامة هي الضمير.

الإنسان يتعرض لمحكمتين: محكمة أخروية (يوم القيامة) ، ومحكمة دنيوية (محكمة الضمير). كلا المحكمتين تحاكمه على تصرفاته.ورد عن النبي محمد (ص): (الصدق طمأنينة ، والكذب ريبة) لماذا؟!
الإنسان إذا صدق يشعر بالراحة حتى إذا كان لمصلحة الشخص الآخر. وإذا كذب يشعر بازدواجية الشخصية حتى لو كان لمصلحته ، فالصدق يبعث على الطمأنينة والكذب يبعث على الريبة. هذا دليل على وجود قوة داخلية تطمئنه إذا صدق وتريبه إذا كذب.

بما أن هناك قوة داخلية اسمها الضمير ، فالمقياس في الفضيلة والرذيلة هي الضمير. وهذا مقياس ثابت وليس نسبي تختلف فيه المجتمعات. كل عمل يقبله الضمير الفطري غير الملوّث بثقافات مادية وينفتح عليه هو فضيلة. وكل عمل ينفر منه الضمير الفطري ويستوحش منه فهو رذيلة ، كتعذيب الطفل وضرب اليتيم.
وهذا ما ورد عن النبي (ص) حيث سأله رجل يسمى وامصة : ما هو الإثم ؟ فقال (ص): ( ما ينفر منه قلبك فهو الإثم. دليل المؤمن قلبه. استفت قلبك يا وامصة),إذاً عندنا مقياس ثابت ألا وهو مقياس ما فُطر وجُبل عليه الضمير.

الملاحظة الثالثة:
سلمنا أن المقياس في الفضيلة والرذيلة ما يحكم العقل بحسنه وما يحكم العقل بقبحه ، ولكن هذه الدعوى أن المجتمع العقلائي يختلف في الحسن والقبح. هناك أشياء حسنة لدى مجتمع وقبيحة لدى مجتمع آخر. لا! لا نقبلها,الاختلاف بين المجتمعات العقلائية هو في مظهر الحسن وليس في نفس الحسن. في مظهر القيمة ، ليس في نفس القيمة.

مثال: لا تجد اثنين يقولان الظلم جميل ، إلا إذا مو عاقل. حتى الظالم يقول الظلم قبيح!
الظلم قبيح ، لا خلاف بين العقلاء. العدل جميل ، لا خلاف بين العقلاء. الأمانة جميلة. الخيانة قبيحة. العفاف جميل ، لا خلاف بين العقلاء. لا خلاف بينهم في القيم. الخلاف بينهم في مظاهر القيم.

هل قتل الكافر الحربي أثناء المعركة عدل أو ظلم؟
هذا خلاف في مظهر القيمة, الكافر والمؤمن كلاهما يقول العدل جميل والظلم قبيح لكن يختلفون في المظهر. المسلم يقول قتل الكافر الحربي أثناء المعركة ليس ظلماً. الكافر يقول هذا ظلم. هذا خلاف في المظهر وليس في القيمة.

العفاف: الكل يقول العفاف جميل ، وكل امرأة تقول هي عفيفة. لكن الخلاف في مظهر العفاف, هل الحجاب مظهر للعفاف أم لا؟ بعض المجتمعات لأنها محافظة ترى الحجاب مظهراً للعفاف ، فتعتبره جميلاً. بعض المجتمعات لأنها غير ملتزمة لا ترى الحجاب مظهراً للعفاف فتعتبره قبيحاً. الخلاف في المظاهر ، في الأفعال ، وليس خلافاً في نفس القيم,ولذلك ربما يكون فعل واحد قبيح بالنسبة لإنسان وجميل بالنسبة لإنسان آخر.

التكبر على المتواضعين رذيلة ، والتكبر على المتكبرين فضيلة,ورد عن الإمام علي عليه السلام: (خيار خصال النساء شرار خصال الرجال: الزهو ، والجبن ، والبخل).,فإذا كانت المرآة مزهوة بنفسها ، ترفعت على الرجال. المرآة التي ترى لنفسها كيان ، تترفع عن الرجال. والمرأة غير المزهوة تسترسل وراء ألاعيب الرجال.
خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرّهن الثناء
الزهو فضيلة في المرأة. يبعدها عن الرجال ، ولكنه رذيلة في الرجل. غرور الرجل الجبن ، فإذا كانت جبانة (يعني متوجسة. أي علاقة أو حديث مع الرجل تتوجس منه) فرقت من كل شيء يطرأ لها. والجبن رذيلة في الرجل,وإذا كانت بخيلة ، حافظت على مال زوجها ومال أبناءها. والبخل رذيلة في الرجل.

إذاً انتهينا إلى هذه النتيجة أن القيم ، الفضيلة والرذيلة ، ليست نسبية بل ثابتة تبعاً للملاحظات الثلاث التي ذكرناها. ومن أهم القيم قيمة الصبر{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ} قال تعالى:{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }، قال تعالى: {اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ} ،قال تعالى:{وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} قال تعالى:{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} ، ... 70 آية تحدثت عن الصبر.

الصبر قمة الفضائل. الصبر له قيمة فردية ، كالصبر عن المعصية ، كالصبر على الطاعة ، وله قيمة اجتماعية. الصبر أساس الإرادة الاجتماعية. لا تتحقق إرادة اجتماعية بدون صبر.

نحن تحدثنا في الليلة الماضية عن أن التغيير الاجتماعي يعتمد على ركيزتين:هدف ، وإرادة. تحدثنا عن الهدف. لم نتحدث عن الإرادة. نتحدث الآن عن الإرادة الاجتماعية القائمة على أساس الصبر. وذلك من خلال 3 محاور مختصرة.

المحور الأول: الإرادة الاجتماعية ومدى اهتمام الإسلام بالإرادة الاجتماعية
الإرادة الاجتماعية: هناك قاعدة في الفلسفة [المركب الاتصالي له حالتان: حالة فناء الوحدة في الكثرة وَفناء الكثرة في الوحدة]
مثال: الانسان عنده عدة جوارح. حواس خمس: بصر وسمع وشم ولمس وذوق. هذه الحواس الخمس لها رئيس يرأسها ويديرها وهو الروح. الروح تدير حركة الحواس الخمس. فهناك واحد وهو الروح وهناك كثرة وهي الحواس الخمس.

ما علاقة المدير بالمؤسسة؟ ما علاقة الروح بالحواس الخمس؟ علاقتها كما يقول الحكيم السبزواري في منظومته.
النفس في وحدتها كل القوى وفعلها في فعلها قد انطوى
علاقة النفس بهذه القوى علاقة الوحدة في الكثرة والكثرة في الوحدة. أحياناً هذه القوى تتصرف بشكل مستقل. الإنسان يبصر شي ويسمع صوت ويتذوق طعام ، أي كل قوة تعمل بشكل مستقل وهذا يعبر عنه فناء الوحدة في الكثرة. يعني أن الروح تعمل مع السمع مستقلاً. تعمل مع البصر مستقلاً. تعمل مع الذوق مستقلاً. ..الخ. فالروح التي هي وحدة ذابت في الكثرة. تعمل أعمال مستقلة.

وأما إذا اجتمعت الحواس كلها في عمل واحد ، فقد حصل لنا فناء الكثرة في الوحدة. هذا الفلاح الذي يعمل في المزرعة كل حواسها تعمل. هذا الفلاح الذي يهذب ويشذب مزرعته بيديه. يقطع ببصره ، ينظر بأنفه ، يشم الورود والرياحين بصوته ، يسمع هدير المياه وهديل الطيور. هذا الفلاح وهو يهذب مزرعته ، حواسه الخمس تشترك في عمل واحد. إذاً ذابت الكثرة في الوحدة. هذه هي الإرادة الاجتماعية.

الإرادة الاجتماعية: هي عبارة عن اجتماع الطاقات في مسار واحد ، كاجتماع الحواس الخمس في عمل واحد.

عندما نريد إنشاء مركزاً للمعاقين ، كم طاقة تشتغل؟
الطاقة المادية: لمن عنده رأس مال يتحرك.
الطاقة الاختصاصية: لمن هو اختصاصي في علم النفس أو علم التربية يضع نظام تربوي ينسجد مع هؤلاء المعاقين.
طاقة الفقيه: لأن المعاقين لهم أحكام خاصة وطرق خاصة في التعامل.
الأيدي العاملة: تتحرك في تنفيذ المشروع.
إذا اجتمعت طاقات في مسار واحد ومركز واحد ، هذا يسمى بالإرادة الاجتماعية.
كيف اهتم الإسلام بالإرادة الاجتماعية.

الإسلام تميز عن الأنظمة الأخرى بأنه اهتم بالإرادة الاجتماعية اهتماماً لا نظير له. الإسلام وضع لتنمية الإرادة الاجتماعية ولتحفيزها ولتهذيبها خمسة أصول.

الأصل الأول: الأصل القانوني
هذه الإرادة الاجتماعية لو اجتمعت في عقد أو ميثاق ، فإن هذا الميثاق يجب تنفيذه قانوناً. لو افترضنا أن مجموعة أسسوا شركة بعقد ، فهو ملزم لهم قانوناً. قال تعالى:{وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} ، وإذا كان الاجتماع شرطاً في عقد لازم ، فيأتي فيه ما ورد عن النبي محمد (ص): (المؤمنون عند شروطهم ، إلا شرطاً أحل حراماً أو حرم حلالاً). هذا أصل قانوني يصون الإرادة الاجتماعية.

الأصل الثاني الأصل القيمي:
الإسلام وضع قيم اجتماعية تساهم في تربية الإرادة الاجتماعية منها:
قيمة التعاون:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
قيمة الدعوة إلى الخير ل{ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ }.
قيمة الصبر والمصابرة والمرابطة :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ }.

الأصل الثالث: الأصل الروحي:
الإنسان إذا دخل مؤسسة اجتماعية يحتك بالمجتمع ونتيجة لذلك يصاب بالقلق والتوتر. كمن يعمل في المستشفى أو يكون مدرساً أو عضواً في الجمعية الخيرية. نتيجة لهذا الاحتكاك يخطئ عليه هذا ، ويعتدي عليه هذا ، ولا يعذره هذا ، ولا ينصفه هذا ، ... فهو دائماً في حالة توتر وقلق. هذه الحالة إذا تركت سوف تنفصم الإرادة الاجتماعية و ينهدم المشروع الاجتماعي. إذاً لا بد من علاج لهذه الحالة من التوتر والقلق.

هنا يتدخل الإسلام ويضع أصلاً روحياً لعلاج التوتر والقلق حفاظاً على الإرادة الاجتماعية ، فيقول: {الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} ، ذكر الله.، قال تعالى: {اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ} ، الصلاة. ورد عن الإمام الصادق (ع): (كان عليٌ (ع) إذا أصابه أمر فَزِع ، لجأ إلى الصلاة).

ذكر الله يطمئن النفس. قال تعالى:{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}. لأنهم مطمئنون قال تعالى:{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً}الصلاة والعبادة تزرع الاطمئنان.

الأصل الرابع الأصل الاجتماعي:
وهو حركة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ} حتى نصون الإرادة الاجتماعية نجعل عليها رقابة خارجية تراقب مسيرتها. إذا انحرفت نهتها عن المنكر وإذا استقامت شجعتها على المعروف.

الأصل الخامس الأصل النفسي:
وهو الإيمان بتجسم الأعمال. هذا الأصل مهم لمسيرة الإرادة الاجتماعية.
ما معنى تجسم الأعمال؟ أنت الآن حاضر في المأتم وصابر. جلوسك واستماعك وصبرك هذا عمل ، وهذا العمل يتجسم يوم القيامة ثواباً وأجراً. الصلاة التي نصليها لها صورة مادية ملكية وهي القيام والقعود والركوع والسجود ، ولها صورة أخروية ملكوتية في الآخرة كشجرة مثمرة. أعمالنا هي جنتنا. لا شي آخر غير أعمالنا. نارنا هي أعمالنا. فنحن نبني جنتنا ونارنا. هذا هو المسمى بتجسم الأعمال.

القرآن الكريم يقول: :{إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} عملكم جزائكم. صلاتي هي شجرتي. صومي هو نهري. صدقاتي هي نعيمي. أعمالي هي جنتي ليس شيئاً آخر.قال تعالى:{وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ} قال تعالى:{ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} فإذا آمن الانسان بتجسم الأعمال صار دافعاً له نحو العمل ونحو الإرادة الاجتماعية.

عضو الجمعية الخيرية أحياناً يصيبه اليأس. يقول علامَ وإلامَ أنا أضيع وقتي؟ أنا اشتغل عمل تطوعي. هذا الوقت الذي يضيع في الجمعية الخيرية من الممكن أن أستفيد منه في تجارة مربحة أو مع أهلي وأطفالي. مع ذلك فهذا العضو يصرف الوقت والجهد والفكر تطوعاً. هذا الجهد لن يضيع. هذا الجهد نفسه سوف يتحول إلى ثواب وإلى أجر عظيم قال تعالى:{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ) لا تيأسوا ولا تنخذلوا يا أعضاء الجمعية الخيرية! يا أعضاء المآتم! يا أعضاء المساجد! يا أعضاء الصناديق الخيرية! فأعمالكم تتجسم يوم القيامة نعيماً دائماً متجدداً,إذاً الإسلام وضع أصول خمسة لتربية الإرادة الاجتماعية ولتهذيبها ولضمان استمرارها.
المحور الثاني: الصبر أساس الإرادة الاجتماعية:

الكل يحتاج إلى صبر. فالغني عندما يفتح مشروع تجاري هل يقدر يحصل ربح دون صبر.
نفس الشيء لا بد من الصبر في خدمة المجتمع.هناك من يظن أن الصبر استسلام للظروف القاسية والخانقة.

مثلاً:مجتمعنا يمر بظروف بطالة ، لنصبر عليها (يعني نستسلم بعد ويش نسوي!)
مثلاً: مجتمعنا يمر بظواهر اعتداءات وسرقات وظواهر غوغائية، لنصبر عليها (يعني نستسلم لها!)
ليس الصبر استسلاماً للظروف الخانقة! الصبر عدم انحناء الإرادة أمام العوائق. الصبر عمل قال تعالى:{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}. الصبر عدم انحناء الإرادة وليس استسلاماً.
لاحظوا التشيع في العراق فمنذ زمان معاوية بن أبي سفيان إلى يومنا هذا والتشيع في العراق محارب لمدة 14 قرناً ، مع أن العراق مركز التشيع ومهده إلا أنه يعيش مواجهة شرسة منذ زمان معاوية.

لو أن شيعة العراق استسلموا للظروف القاسية في إبان الدولة الأموية والعباسية وما بعدها ، لانتهى التشيع وانقرض منذ زمن بعيد. لكن التشيع في العراق تحلى بالصبر ، أي تحلى بالعمل والإرادة ولم تنحن الإرادة يوماً أمام الأعاصير والهزات والعقبات. وهذا الذي أبقى التشيع غضاً متجدداً حياً فاعلاً إلى هذا اليوم.

ولكي يكون الصبر أساساً للإرادة الاجتماعية ، فإن هناك ركيزتين للإرادة الاجتماعية تعتمدان على الصبر:

الدراسة المتأنية:
مثال: نحن الآن يا أخوان الحمد لله لدينا قنوات فضائية وحملات حج خيرية كثيرة ومشاريع اجتماعية كثيرة. كل جماعة امتلكت مالاً فتحت قناة. كل جماعة ملكت مالاً أسست حملة خيرية. لكن هذا المشروع لا ينجح إلى اذا اعتمد على الدراسة المتأنية. ليس المهم أن تفتح مشروعاُ. المهم أن يكون المشروع معطاءً. وكونه معطاء يعتمد على الدراسة المتأنية. هذا هو الصبر.

نحن نريد أن نفتح مركز بحوث ونحن نحتاج إلى ذلك. إذاً لابد من الاطلاع على مراكز الدروس في إيران والكويت ولبنان وعلى تجاربها. تقارن بينها وبين محيطك وظروفك. الدراسة المتأنية عنصر ضروري وأما الارتجال فلا. الارتجال في المشاريع خطره أكثر من نفعه. الذي يجعل مشاريعنا مشاريع متعثرة هو الارتجال وعدم الدراسة المتأنية.

المتابعة :
يعني قراءة التجربة بين فترة أخرى. بعد فتح المشروع نحتاج إلى متابعة. هذا معنى قال تعالى:{اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ} مثال: أنا خطيب والخطيب له مشروع ومشروعه طرح الفكر الإسلامي والإمامي. أنا خطيب منذ 10/20/30 سنة فهل قرأت مشروعي؟ هل قرأت تجربتي؟ هل جعلت لنفسي خطة أمشي عليها مرحلة مرحلة؟ وهذا لا يختص بالخطيب. فإمام المسجد بعد عشرين سنة ، ماذا أنتجت؟

أي مشروع حتى ينجح لا بد أن يقرأ تجربته. قراءة التجربة الماضية تولد نقد الذات وهذا يؤدي إلى تلافي الأخطاء وبالتالي إلى تكامل العمل وإنضاجه,نحن الخطباء ، نحن العلماء ، نحن أئمة المساجد ، نحن أعضاء الجمعية الخيرية ، نحن أعضاء المآتم الحسينية ، علينا أن نقرأ تجاربنا ، وهذا هو الصبر الحقيقي,إذاً المشروع ما ينتج حتى يعتمد على الصبر والصبر يعني ركيزتين: دراسة متأنية وَ متابعة.

المحور الثالث: المرابطة الإعلامية
الآية المباركة تعرضت إلى قيم ثلاث: صبر ، مصابرة (كل واحد يصبر الثاني كما في سورة العصر) ، المرابطة (على حدود الدولة الإسلامية)نحن نركز من المرابطة على محور واحد: المرابطة الإعلامية.

ما معنى المرابطة الإعلامية؟
قبل عشرين سنة لم يكن لدينا قنوات فضائية شيعية. الآن الحمد لله أكثر من عشر أو عشرين قناة. ولم يكن أيضاً لنا مواقع إنترنت شيعية والآن لدينا المئات. صرنا الآن نمتلك وسائل إعلامية. السؤال: ماذا قدمت هذه القنوات؟ ما هي السياسة الإعلامية التي تسير عليها؟ ما هو البرنامج العملي الذي تسير عليه هذه القنوات؟ هذه هي المرابطة الإعلامية.

المرابطة الإعلامية تعني أن نركز على ثلاثة عناصر.
العنصر الأول: الاهتمام بمدافعة الغزو الفكري:
إذا دخلت على مواقع الانترنت ترى كل واحد يبحث له عن قضية صغيرة "فلان قال كذا" فتتهافت الردود تباعاً!جهود تذهب هباء. أوقات تذهب هباء. أفكار تذهب هباء. تركيز على قضايا صغيرة. تركيز على مشاكل محلية صغيرة جداً. تركيز على قضايا تافهة.

بدل هذا التركيز كله فلتقم هذه المواقع بالبحث عن المواقع التي تبث السموم الفكرية. هناك مواقع لو تعلمون باسم العلمنة والحداثة تبث سموماً فكرية تشكك في أصل الدين ، في قيمة القرآن ، في الإمامة ، في المهدوية. هناك مواقع مخصصة حتى في منطقتنا لنشر الفكر العلماني باسم الحداثة وتروج للتشكيك في أصول الدين والمذهب.

من دورنا كمواقع أن نرابط. يعني استقصاد هذه المواقع وتسجيل أفكارها وطرحها للنقد والملاحظة والمناقشة صيانة للفكر الإسلامي ولفكر المذهب بدل أن نبحث في القضايا الصغيرة.

البعض من الأخوة ينتقدني ليش أذكر أقوال العلماء الغربيين وعلماء النفس بدل الاكتفاء بأقوال الأئمة المعصومين (ع). أقول نحن نقوم بمرابطة وهذا يقتضي أن نبحث في الفكر الغربي بتمام جذوره وبتمام آفاقه لأننا إذا بحثناه واطلعنا على أعماقه عرفنا من أين يدخل الغزو الفكري إلينا ، ومن أين ينفذ إلى شبابنا ، ومن أين يؤثر على أبنائنا.

نحن نقوم برصد ومرابطة فكرية لهذه الأفكار المختلفة ، وتوجيه النقد على ما ليس منسجماً مع فكرنا الإسلامي وفكرنا الإمامي. ورد عن الإمام الصادق (ع) في تفسير هذه الآية: قال تعالى )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُوا ْ) قال: (اصبروا عن المعاصي ، وصابروا على الفرائض ، ورابطوا على الأئمة).

ما معنى رابطوا على الأئمة؟ يعنى أن الفكر الإمامي يحتاج إلى دفاع وصيانة ومرابطة.

إذاً عندما تتولى القنوات والمواقع الانترنتية المرابطة بمعنى متابعة الأفكار المنحرفة وتسجيل النقد والملاحظة عليها.

العنصر الثاني: الأطروحة العلمية
توجه إلى القنوات الفضائية الموجودة. بعضها يا أخوان تبث فكراً هزيلاً وسطحياً وضحلاً! ليس كلها ولكن بعضها تستضيف أشخاص يتحدثون الدين أو المذهب بفكر سطحي ضحل. فكر يعتمد على الأحلام والقصص والروايات المرسلة التي لا يوجد كتاب معتبر يذكرها.

هل هذا الفكر هو فكر الإمامية؟
فكر الإمامية فكر عميق قام على المتانة والعمق والأصالة والأدلة والبراهين العلمية. هذه القنوات مظهر لأمتنا (ع) فهل كان أئمتنا (ع) بهذا المستوى من الضحالة والسطحية؟ هذه القنوات مظهر لحوزاتنا ومراجعنا فهل حوزاتنا ومراجعنا بهذا المستوى من الضحالة والسطحية؟

نحن نحتاج إلى أطروحة معمقة. نحتاج أن تستضيف قنواتنا علماء أكفاء يطرحون الفكر بنحو معمّق يبتني على الدقة والأسس العلمية. وإلا فإن خطر هذه الأطروحات أكبر من نفعها! إن هذا الطرح يشوّه المذهب ويشوّه الفكر الإمامي.

العنصر الثالث: التنسيق:
نحن نرغب أن تكون هناك قنوات خاصة بالمواكب العزائية وأخرى خاصة بالمحاضرات العقائدية وأخرى خاصة بالقضايا السياسية وأخرى خاصة بالأطروحات الثقافية والخلقية ، ولكن هذا يحتاج إلى عملية التنسيق ، ووضع خطة إعلامية شمولية.

إذاً هذا الدين وهذا المبدأ الذي ضحى من أجله أئمتنا يحتاج إلى صبر ومصابرة ومرابطة. علينا أن نتعلم من أئمتنا طريق الصبر والمصابرة والمرابطة. علينا أن نرجع لمدرسة كربلاء مدرسة الصبر والمصابرة والمرابطة. (إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني)



 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 08:23 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية